lundi 13 février 2012

حول بيداغوجيا الإدماج


هل بيداغوجيا الإدماج خيار وطني كما تقول الوزارة أم قاري بإيعاز من المنظمات العالمية؟؟؟

بداية لا يمكن اعتبار بيداغوجيا الإدماج بيداغوجيا قائمة الذات بكل مواصفات البيداغوجيا بل هي كما يصفها واضعها مقاربة بالكفايات الأساسية مرتبطة أساسا بالتعلمات الأساسية (القراءةـ الكتابةـ الحساب) وهذا جوهر الإدماج وخلفيته الحقيقية والتي لا علاقة لها بما سوى التعلمات الأساسية لأنها موجهة أساسا لدعم فئات التلاميذ المتعثرين.في سنة 2008 قدم كزافيي روكرز تحت إشراف المكتب الدولي للتربية لمنظمة اليونسكو وثيقة حول المقاربة بالكفايات في إفريقيا الفرنكفونية[1]ضمًنها مواصفات المقاربة البيداغوجية الأنسب لهذه الدول في إطار المقاربة بالكفايات. وكان الباحث البلجيكي قد عرض في وثيقة سابقة[2] لنفس المكتب والمنظمة مقاربتين لأجرأة الكفايات عمليا ضمن المناهج الدراسية، تهم الأولى المقاربة بالكفايات المستعرضة التي تخص المتعلمين الذين لا تواجههم صعوبات مرتبطة بالتعلمات الأساسية... فلا يمكن حسب كزافيي روكرز لهذه المقاربة أن تنجح في الدول الفقيرة والمتوسطة التقدم من دون أن تقدم المنظمات العالمية كاليونسيف واليونسكو والمنظمات غير الحكومية دعما قويا على مستوى التأطير وتكوين المدرسين وعلى مستوى البنيات التحتية والوسائل (وهو بالفعل ما يحدث عندنا من خلال تمويل اليونسكو وسهر اليونسيف على مصاحبة التكوينات المرتبطة بتأليف الوضعيات ذات الخصوصيات الجهوية والمحلية). أما المقاربة الثانية فتهتم بتنمية الكفايات الأساسية، وهي المقاربة المعروفة أيضا باسم بيداغوجيا الإدماج (دوكتيل 1996، روكرز 2000، 2003،2004). تهدف هذه المقاربة أساسا إلى تمكين جميع التلاميذ من الكفايات التي ستمكنمن دمجهم (INSERTION)[3] في النسيج السوسيو اقتصادي... عندما يتم إرساء بيداغوجيا الإدماج، يمكن دعوة المدرسين إلى تغيير ممارساتهم داخل الفصول: فبدل التعليم المرتكز على الإلقاء، سيتمكنون من قيادة التعلمات تدريجيا بطريقة نشيطة.يقتضي هذا التحول وقتا يتراوح بين 5 و10 سنوات.

يرى روكرز أنه منذ سنوات بإيعاز من المنظمة العالمية للفرنكفونية (OIF) وبدعم من المنظمات العالمية اليونسكو واليونسيف تبنى عدد مهم من الدول الإفريقية بيداغوجيا الإدماج[4]. نذكر هنا حالات تونس وجيبوتي وموريطانيا والغابون التي انطلقت في تبني هذه المقاربة/البيداغوجيا قبل أشغال المنظمة العالمية للفرنكفونية ثم مدغشقر التي استفادت من خبرة هذه المنظمة، على غرار ساحل العاج وجزر القمر والرأس الأخضر. ثم هناك الدول التي شرعت في مبادرات مهمة لإرساء مناهج قائمة على بيداغوجيا الإدماج أيضا تحت تأثير المنظمة العالمية للفرنكفونية (OIF) ويتعلق الأمر بالسينغال وغينيا كوناكري والبنين والجزائر التي لم تشارك في أشغال المنظمة ثم الدول التي ترسي هذه المقاربة على المستوى الوطني: بركينافاسو وإفريقيا الوسطى وتشاد وبوروندي والكونغو الديمقراطيةوأخيرا الدول التي تبدل مجهودات ملموسة على المستوى المحلي لهذه المقاربة كالمغرب (التربية غير النظامية، وبطريقة غير نظامية في التربية النظامية) والكاميرون وطوغوورواندا ثم دول جزر موريس والسيشل وغينيا الاستوائية التي تحاول الجمع بين مقاربات انكلوسكسونية وإسبانية لبناء مقاربات خاصة بها.

تتميز هذه المقاربة/البيداغوجيا على مستوى سيرورة التعليم والتعلم بوجود فترتين: فترة لإرساء الموارد المجزأة والتي يمكن أثناءها (استعمال أي طريقة أو مقاربة!!!!) بشرط أن تمكن كل تلميذ من بلوغ التعلمات ثم فترة الإدماج التي يعبئ خلالها التلميذ الموارد السابقة ويقوم ضمن وضعيات مركبة!!!.
إلا أن هذا الخبير الدولي/ القاري عاد سنة 2010 من خلال أحد كتبه[5]للتراجع عن هذا الطرح للحديث عن ثلاثة أصناف من الوضعيات الديداكتيكية الاستكشافية والديداكتيكية و الهيكلية تنظم عمليات إرساء الموارد وبناء على هذا التوجه الجديد لخبير الوزارة قامت مديرية المناهج بفرض وجود هذه الوضعيات ضمن الكتب الجديدة التي سيتم تأليفها. عطفا على كل هذا ستبقى بيداغوجيا الإدماج قائمة في المغرب (على غرار دول إفريقيا الفرنكفونية) إلى حين الانتهاء من تأليف الكتب الجديدة على الأقل وإلى حين استرجاع دور النشر لمصاريف التأليف أي بمعنى آخر وضعت الوزارة نفسها في شبكة بيداغوجيا (مقاربة) الإدماج إلى حدود 2020 على الأقل...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire