jeudi 30 mars 2017


هل باع السلطان مولاي حفيظ المغرب بـ500 ألف فرنك؟
أقلام حرة
17/02/2011 13:29:07
هل باع السلطان مولاي حفيظ المغرب بـ500 ألف فرنك؟
انتصرعلى خمسة من إخوته نازعوه الملك وكان فقيها مؤلفا واليوطي كتب أنه تسلم عقد الحماية الموقع من السلطان في نفس اللحظة التي تسلم فيها هذا الأخير الشيك والواحد منهما يمسك بأطراف الوثيقتين في نفس الان، بين الجلباب والبلغة المخزنيتين وبين البذلة الأوربية والسيجار، وبين الدخول في قلب السجال الفكري السلفي كسلطان مفكر، وبين محاولاته للتخلص من شروط "الخزيرات" التي وقعها أخوه مولاي عبد العزيز."

هذه حكاية سلطان استثنائي ومسار مفكر جلس على أريكة السلطة: بويع بيعة مشروطة اعتبرت اللبنة الأولى لـ"سلطة دستورية"، وكان معارض شرسا للمستعمر، قبل أن يوقع وثيقة الحماية ويتنازل عن العرش، فحسبه. داء العطب قديم.

"لا يجب ان ننكر الرقص وحده، بل الواجب أن نقوم الان بمجاناة الذهب وظروف النشوى المذهبية ومجادل الحرير فنزيلها". هكذا جادل محمد بن عبد الكبير الكتاني السلطان مولاي حفيظ بطريقة لا تخلو من جسارة وندية، حينما شجب السلطان الصوفية وأدان النوافل والجدبة واستعمال الالات الموسيقية.

وحسب الباقر حفيد شيخ الزاوية الكتانية، فإن جده يقصد السلطان صراحة، لاسيما وقد كان بيد مولاي حفيظ:"حق نشوى من الذهب وعليه مجانة ذهبية وحمالة حرير" كما ينقل حفيد الشيخ بكثير من التفاصيل المثيرة في كتابة الشهير "ترجمة الشيخ".

بل وصل الأمر بالكتاني إلى تحدي السلطان في أمور تمس مباشرة وظيفته كأمير للمؤمنين، وإلى أن يقول للسلطان في حضرة العلماء: "ثم نخرج فلا نمر بطريصقنا على محل من محال البغي ولا مخمرة إلا سددناها، ثم لا نمر على صاحب دكان لا يعرف كيف يبيع ويشتري غلا أقمناه، فإذا وصلنا للزوايا بحثنا في بدعهم ومناكرهم كذلك، وإما إغضاء الطرف وإحداث التوجيهات لكل محرم ومكروه، غلا التصوف والصوفية فمن غير مفرق وتخصيص بدون تخصص".

يخبرنا حفيد المتاني ان رد فعل مولاي عبد الحفيظ كان عنيفا، حيث "قام السلطان غاضبا، في حين نزل الشيخ الإمام ساخطا" (الباقر الكتاني، ترجمة الشيخ .ص 214،215) تخيلوا، مولاي حفيظ السلطان المطلق الذي كان ينشط دروسا حديثية يحضرها عدد مهم من صفوة العلماء، فإذا بأفكاره تتعارض أكثر مما تتلاقى مع الشيخ.
فارع الطول، عظيم الهيأة، ممتلئ الجسم يميل إلى البدانة، الصور التي بين أيدينا على الأقل تؤكد ذلك.

وهنا لا بأس من التذكير ببعض القصص والحكايات التي نشرت عن أجداد السلطان مولاي حفيظ من سلالة العلويين، والتي لا تخلو بعضها من أسطرة وإعجاز يكاد يميل إلى الخرافة، فهذا مولاي امحمد مثلا الذي يعتبر أول سلطان علوي اعتلى العرش بعد نجاح جده الأكبر مولاي الشريف في مزاحمة السعديين وبداية سحب بساط الحكم من تحت أقدامهم، وهو السلطان الذي حكم المغرب في الفترة مابين 1635 و1644، وقج قتل في معركة دارت بينه وبين شقيقه المولى الرشيد.

حكى الكثير عن السلطان امحمد هذا حول اهتمامه بالأدب وعن بنتيه الجسدية الشبيهة بالبنية الجسدية للسلطان مولاي حفيظ أحد حفدة الأسرة العلوية الحاكمة، الشيء الذي يلتقي مع بعض من ملامح السلطان الذي نرسم صورته والحالة هاته، قيل إنه كان فارع الطول، قوي الجسم إلى الدرجة التي يصفه فيها الناصري صاحب كتاب الاستقصا، برواية لا تخلو من غرابة:" حكي أنه في بعض أيام حصاره على تبوعصامت جعل يده في بعض ثقب الحصن وصعد عليها ما لا يحصى من الناس كأنها خشبة منصوبة ولبنة مضروبة، وكان سخيا جدا، حتى أنه أعطى الأديب الشهير المتقدم في صناعة الشعر المعرب والملحون.. رطلا خالصا من الذهب جائزة له على أمداحه فيه، وحكايته في هذا المعنى شهيرة".

(المجلد الثالث ص 23).

بجلابته المخزنية، وعمامته الحريرية ولباسه الأبيض الخاطف للأبصار الذي يتنافس في تمييز نصاعة بياضه، من جهة شريط أحمر يغطي جبهة السلطان، ومن جهة أخرى البلغة الفاسية الصفراء اللون، وهي غالبا البلغة التي – يقول التقليد المخزني بألا يلبسها السلطان مرتين أبدا- حسب غابريل فير مصور شقيقه مولاي عبد العزيز الذي سبق مولاي حفيظ إلى الجلوس على كرسي السلطنة ( قي صحبة السلطان 2009 ص 135).
فصيح اللسان، قوي الشخصية، لم يكن يخوته لا الذكاء السياسي ولا فن الخطابة، كانت للسلطان صاحب الدروس الحفيظية هيبته. هو سلطان الجهاد، الفقية والسياسي والعالم والشاعر والأديب والمفكر الذي خلع أخاه من العرش باسم مواجهة المستعمر ومكافحة الفساد ودسائس السلطة ومفسدة السياسة.

ولنعد إلى المشهد الذي لا يخلو من مقاطع غرائبية.

السلطان الذي يبسط أقصى سجادات الوقار والإجلال للشيخ الكتاني في اجتماعات التشاور مع أهل الحل والعقد، يتعرض على يده بواحدة من حلقات النقاش الفكرية إلى المساءلة.

"... وفي هذه الدروس كانت الأفكار تتلاقى وتتعارض، فهناك السفلي المتفتح، وهناك العام المتصوف، وهناك السياسي الأديب، وهناك الفقيه الأديب، ومع هؤلاء كان يوجد خدام المخزن وموظفوه وقواده. وفي هذه المجالس الحديثية كان الحاضرون يشهدون احتداد التعارض حول بعض المسائل الاعتقادية بين السلطان والشيخ، كمسألة الزيادة على أربع زوجات، ومسألة حياة الأنبياء، وإذا أبرزت ظاهرة إيجابية من إيجابيات العهد الحفيظي، فإنها أدت إلى توترات وإلى صراعات فكرية ومذهبية فكان السلطان ومؤيدوه في جانب وفي الجاتب الاخر كان الشيخ وأتباعه. ذلك أن السلكان كان ينكر حياة الأنبياء في دروسه، ويتمذهب بالمذهب الظاهري في الزيادة على الأربع، وينكر حلقات الذكر "الرقص" (الدكتور علال الخديمي: الحركة الحفيظية بالمغرب قبيل فرض الحماية، الطبعة الأولى 2009 ص: 359)

يؤكد "ميشو بيلير" على أن الكتاني كان يناور خلال تلك الفترة من أجل استرجاع عرش الأدراسة، أي أنه كان في نيته خلع السلطان وإعلان نفسه خليفة بدله. في حين يرى عبد الله العروي أن الأمور أخذت منحى أكثر وضوحا: "كان مولاي عبد العزيز قد كف فعليا عن ملء وظائف السلطان كما تحددها نصوص البيعة. فمن كان مهيأ لخلافته؟ طبعا محمد بن عبد الكبير الذي كان يقوم بالمهمة داخل فاس، أو أي شخص اخر له مؤهلات أحسن". (محمد الطوزي، الملكية والإسلام السياسي في المغرب: الطبعة 99 ص 57).

تطول حكايات السلطان مع الكتاني، ولا يسعنا المجال لسرد كل تفاصيلها المثيرة، لكنها تعطينا صورة دالة عن شخصية السلطان مولاي حفيظ التي تكاد تكون نقيضة لصورة شقيقه مولاي عبد العزيز.

لكن، الثابت أن نهاية الشيخ الكتاني وباقي أفراد عائلته كانت أكثر من درامية، على يد السلطان مولاي حفيظ الذي انتقد سياسته وفر إلى قبلية بني مطير، لأسباب يظل الخفي فيها أكثر من الظاهر، فقد أدخل الشيخ مع أبيه وأخيه وابنه البكر إلى السجن، بل وتعرض شيخ الزاوية الكتانية للجلد حد الموت في ماي 1909 على العهد الحفيظي، وضيق الخناق على اتباع الزاويا الكتانية ومنع التظاهر بشعائرها إلى غاية تنحي مولاي حفيظ عن الحكم، أي إلى غاية حكم مولاي يوسف.

لا يمكن فهم شخصية السلطان مولاي حفيظ دون العودة إلى شقيقه مولاي عبد العزيز، والمقارنة بين السلطانين.

ويكفي أن تذكر "الأيام" القارئ بهذا الصدد، أنه في الوقت الذي كان يقضي فيه أخوه الأصغر مولاي عبد العزيز "السلطان الصغير" نهارات يومه متبطلا هني البال مهووسا بأنواع الدراجات والسيارات وكذا ألات التصوير، التي أغدقها عليه الإنجليز، كان مولاي عبد الحفيظ يعكف على مزيد من الإبحار في علوم السياسة والفقه والشعر، بالإضافة إلى تمرسه على المهام الإدارية والعسكرية. ولتبين الفرق ما عليكم إلا العودة من جهة إلى مذكرات مصور السلطان عبد العزيز التي رصد فيها يوميات خلف السلطان مولاي الحسن مدلل أمه للا رقية، ومن جهة أخرى إلى الكم الهائل من المراجع التي ألفها السلطان مولاي حفيظ سواء حينما كان خليفة لأخيه في مراكش أو قبلها عندما كان طالبا، وحتى حينما اعتلى العرش.

فلما توفي السلطان مولاي الحسن سنة 1894، كان عيد الحفيظ مهيأ ليخوض مجال الحياة العامة وهو مسلح بسلاح المعرفة، مستعينا بما راكمه من التجربة الميدانية العسكرية والحذاقة السياسية.

نحن أمام شخصية غير عادية، تتمتع بالكثير من الذكاء والدهاء السياسي، وهذا ما سنلمسه ونحن نقترب أكثر من شخصية واحد من أبرز السلاطين العلويين.

عكس مولاي عمر شقيق مولاي عبد العزيز، لم يعارض مولاي عبد الحفيظ بيعة أخيه الأصغر، أي أنه لم ينقلب ضد ما فعله أحمد بن موسى، ولعل هذا ما جعل الصدر الأعظم والرجل القوي في عهد السلطان عبد العزيز أبا حماد يعتمد على مولاي حفيظ في تولي مهمات إدارية وعسكرية عديدة.

فلما قرر باحماد مثلا إرسال حركات إلى سوس لإعادة الأمن وتعيين شيوخ يحظون برضى قبائلهم، بعث مولاي عبد الحفيظ خليفة عن المخزن على رأس محلة كبيرة، لدعم القواد والحركات المرسلة للجنوب.

جرت العادة في أعراف وتقاليد السلاطين الذين تعاقبوا على حكم المغرب، ولاسيما سلاطين الدولة العلوية، أن يعينوا خليفة ينوب عنهم في إحدى عواصم البلاد لاسيما مراكش وفاس، وكان بلاط الخليفة في العادة، يتألف من قائد للمشور بمثابة وزير يكون عينا له على كل أمور الخلفية الإدارية والسياسية، وكانت مهمة الخلفية محددة.

كان على الخلفية أن يخرج لصلاة الجمعة ولصلاة العيدين، أما البروتوكول المتبع فلم يخرج عن هذا الإطار: عندما يريد الخليفة الخروج لصلاة الجمعة أو لصلاة العيدين أو لأجل تعمير المشور، يقف المشاورية وأصحاب المكاحل من الجيش لتحية الخليفة وعند انتهاء المهمة ينصرفون لأماكنهم، إذ لم تكن للخليفة سلطة على الجيش، الذي كانت قيادته من اختصاص باشا القصبة.

إنه الوصف الذي يقدمه كتاب من فئة تربو عن الـ500 صفحة للدكتور علال الخديمي الذي برع في تحليل فترة حكم السلطان عبد الحفيظ.

وما عليكم إلا أن تتصوروا خلفية للسلطان من عيار شخصية عبد الحفيظ تتبينوا الحجم والمساحة اللذين سيحتلهما في مراكش.

فقد واقتدار سياسيين كبيرين، وعرف كيف يقوي نفوذه ويتجاوز الكثير من العقبات في كل الظروف والتقلبات إلى أن اعتلى عرش المغرب.


فكيف انقلب خلفية السلطان على أخيه وتربع على العرش؟

بدأ كل شيء حينما اتسعت في الحوز شهية بعض القواد الطامعين في جيرانهم، لاسيما حينما عارض مولاي حفيظ خط بعض القواد الكبار منهم مثلا الكنتافي، وبدا وكأنه متحالف مع منافسي هذا الأخير وهما عبد المالك المتوكي والمدني الكلاوي.

ويخبرنا علال الخديمي أن الكنتافي سينجح في بداية سنة 1906 في استصدار ظهائر له من بلاط فاس والمتعلقين به من القواد بالولاية على عدة قبائل، ومنها قبيلة أوريكة التي عزل عنها القائد ابن القرشي الوريكي.

وعند هذا الحد نشط حلف المتوكي والكلاوي ويسندهما خلفية السلطان لعرقلة مخطط الكنتافي وإجهاضه. فكيف جرى ذلك؟

هنا، وفي هذه المحطة بالذات ستنشط الدسائس والمكائد، التي سيفطن بها خليفة السلطان مبكرا.

فخلال هديته المعتادة والواجبات التي جمعها من إيالته، استطاع أن يقنع المخزن بأن أكبر دليل على تأمر المتوكي والكلاوي ومعهما مولاي عبد الحفيظ هو غياب القائدين المذكورين عن حضور حفلات العيد مع السلطان، كما اتهمهما بالتقاعس عن جميع جبايات قبائلهما، والأكثر من هذا اتهم قائد كنتافة الخلفية بأنه "يريد القيام والمخالفة" أي الثورة على السلطان.

أما نهاية المخطط فكانت تقضي بعزل الخليفة.وبالفعل استجاب السلطان لمقترح الكنتافي وأصدر حوالي 15 ظهيرا بالعزل والتولية في مجال امتد من دمنات في الشرق إلى حاحة في الغرب.

وحصل الكنتافي لنفسه على قيادة أوريكة التي عزل عنها منافسة ابن القرشي الوريكي، وعلى مراقبة تمصلوحت وزواياها. كما أصدر السلطان أمرا بمصادرة دور السكتانيين بمدينة مراكش ومنحها للكنتافي وأمر الخليفة بشد عضد باشا المدينة عبد السلام الورزازي لينفذ الأمر السلطاني لصالح الكنتافي. وصدرت الأوامر للمدني الكلاوي بالتخلي عن قبائل فطواكة ومسفيوة، وللمتوكي بالتخلي عن عدة قبائل وخاصة أولاد بوسبع.

وهكذا بدا للمراقبين في ربيع 1906 أن خطة الكنتافي أصبحت قاب قوسين أو أدتى من النجاح، وكان نجاحها يعني تحطيم عدويه المتوكي والكلاوي ومعهما الخليفة مولاي عبد الحفيظ، إذ كان واردا انتهاز الفرصة وإسقاطه وتعيين أخيه مولاي عمر في مكانه.
لكن، ستمشي رياح السلطان عبد العزيز التي حركها قائد كنتافة في غيرما اشتهت سفنهم. وإليكم السبب:

كانت لخليفة السلطان في مراكش عيون واذان على كل ما يجري في بلاط فاس، لدرجة أنه كان يطلع على كل صغيرة وكبيرة، إلى الحد الذي يجعل رسائل منافسيه وأعدائه تنسخ أحيانا أو ترسل إليه الكنتافي وحزبه له بالتطلع للملك.

لهذه الأسباب حرص المتوكي والكلاوي على الحفاظ على شعرة معاوية مع المخزن المركزي، أولا من خلال تعجيلهما بتبرير الأساليب التي أدت إلى عدم حضور حفلات العيد، وثانيا إرسالهما لبعض الأموال الواجبة للمخزن، وثالثا محاولة نفي واستبعاد أي تنسيق محتمل لهما مع خلفية السلطان أو لجزئهما للاحتماء به.

وفي نفس الآن، ضافرا جهودهما لتنحية الكنتافي، وهكذا نجح اتباعهما في طرد اتباع الكنتافي من أكركور وامزميز، كما نجحت دسائسهما في إثارة أعيان كدميوة وسكتانة ضد حكم الكنتافي.

وإذا كانت تصرفات المتوكي والكلاوي تجري بتنسيق مع خليفة السلطان، فإنه حرص على ان يقف موقف المحايد، وأن لا يفتح عيون القواد على التوسع، لأن تصادم الأطماع لا ينتج إلا الاضطراب وانتشار النعرات القبلية، وانسجاما مع هذا الموقف نجد مولاي عبد الحفيظ يقرر عدم استقبال الكنتافي أو مساعدته على تنفيذ ما جاء به من قرارات سلطانية، الشيء الذي رفع منسوب التوتر بينه وبين المخزن أي بينه وبين أخيه مولاي عبد العزيز، حيث سيعتبر عدم وقوف الخلفية مع الكنتافي دليلا على الرغبة في عصيان السلطان.

وخلاصة الدسيسة تلو الأخرى، وفشل المخزن في فرض الظهائر التي استصدرها لصالح الكنتافي، أن قواد الحوز، وفي مقدمتهم المدني الكلاوي وعبد المالك المتوكي، سيتمسكون أكثر بالتنسيق مع خلفية السلطان، الكنتافي في مخزن مولاي عبد العزيز.
لقد حول مولاي عبد الحفيظ مفعول الظهائر السلطانية برفضها إلى العدم، وبرز كرقم أساسي في معادلة التوازنات والتحكم في الأطماع في الحوز.

عزل مولاي حفيظ الكنتافي وأقفل عليه كل المنافذ التي تسهل عليه التوسع في الحوز، بل حاصره في الجبل وهو يحاول تحييده وتنفيذه مخطط السلطان في تنحية خلفيته في مراكش وتعيين شقيقه مولاي عمر مكانه.

ومرة أخرى يسجل التاريخ تكرار تجربة تنازع أبناء السلطان الواحد على الملك داخل الأسرة العلوية المالكة.


فمن يكون عمر؟

يقدمه المؤرخ عبد الرحمان بن زيدان بصفته الأمير الذي أمر بعد إعلان وفاة السلطان مولاي الحسن، بتقديم الدعم المعتاد عند المخزن، وهو السلاح والفرس بسرجه والسيف لكل قائد.

الأكثر من ذلك، شرع الخليفة خلال شهر يوليوز في زيارة أولياء المدينة سرا، وهذه الزيارة لم يكن يقوم بها إلا الملوك عندما يريدون مغادرة المدينة.

ولما أصبح خلع مولاي عبد العزيز شبه مؤكد، فقد خرج السلطان من فاس قاصدا محاربة أخيه بمساعدة المستعمر الفرنسي لكنه انهزم عسكريا، وبعد أن عجز في المعركة تلو الأخرى، قرر التخلي نهائيا عن كل محاولة أخرى للحفاظ على عرشه، ثم انسحب إلى طنجة ليستقر بها إلى غاية وفاته سنة 1943.

لكن، المستعمر سيخرج أكثر من ورقة لإرهاقه، بما في ذلك أوراق أشقائه الذين سينازعونه السلطة.

حارب إخوته مولاي عمر، فمولاي امحمد ثم مولاي الكبير الذين حاولوا التضييق عليه للاستفراد بالحكم، مدعومين من طرف الفرنسيين الذين وجدوا في سلطان الجهاد في بدايات حكمه مفاوضا عنيدا وصلبا وشريكا مزعجا.

سينتصر السلطان مولاي حفيظ على خمسة من إخوته، وجميعهم حملوا السلاح في وجهة، مولاي عبد العزيز أولا، مولاي أمحمد ثانيا، ومولاي عمر ثالثا، وعبد الرحمان رابعا، ومولاي الزين خامسا وهو أخ السلطان في أبيه الذي بويع سلطانا في مكناس في 17 أبريل 1911، وقد نجح في تضييق الخناق على فاس، وهو بالمناسبة شقيق مولاي امحمد من نفس الأم، الذي سبق له أن حاول سحب بساط السلطنة من مولاي حفيظ لكن، حتى مولاي الزين سينتهي به المطاف في 8 يونيو 1911 إلى التواري بعد أن أخضعه جيش الاحتلال والسلطان معا، ليعلن ولاءه لأخيه، ففي هذه المرحلة كان سلطان الجهاد قد دخل في فترة مفاوضان ديبلوماسية مع فرنسا، أربع سنوات كانت كافية كي تتراجع هيبة سلطان الجهاد، ويتبدد الأمل الإستعماري، إذ سيخضع لضغوط الفرنسيين ولشروط الحكومة الفرنسية، وسيجد نفسه في وضع شبيه بذلك الذي وجد عليه أخوه مولاي عبد العزيز في خريف 1907. لم يكن وحده الضغط الاستعماري وفراغ الخزينة المالية والديون المتراكمة الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبية العهد الحفيظي، فلم ينجح في الالتزام بأغلب شروط البيعة الحفيظية، إذا لم تراع البيعة الحفيظية مثلا ما اشترطته من إلغاء المكوس وتحقيق العدل بين الناس، وهكذا برزت انتقادات عديدة للسياسية الجبائية للسلطان.

لقد بالغ القواد في إرهاق المغاربة بالضرائب بعد أن تم التراجع عن الترتيب الذي سنه العهد العزيزي، وكف العمال عن الدخول في الخطط الشرعية، أي فصل السلطة التنفيذية عن السلطة القضائية، لأن الجمع بين السلطتين في يد القواد مدعاة للاستبداد وتجسيد لأبشع صور الاستغلال السلطوي، وهذا ما نجد له مرجعا في شكاية قبيلة سفيان مثلا "الروكة والبحان" الذين يستشهد بوضعيتهم المتردية علال الخديمي في كتابه (ص:456) "إن القائد اليسفي أكل القبيلة وعراها، ولم يترك فيها من هو في وجهه الدم، لأنه يفرض الفريضة في كل شهر، نحو العشرين الف ريال، وتنضض (تجمع) حينا. يأذن الأشياخ بالملاقاة (كذا) مع أخيه الخلفية وأولاده كل واحد وملقاه، فرض مائتي انية مملوءة سمنا وفرضت وتخلصت وقال الجانب المخزن رعاه الله. تخلص في ألف كبش. ومن لم يجد شيئا فليبق في السجن وهذا من غير الذعائر".

أما سلطان الجهاد نفسه فقد كانت له وجهة نظر أخرى يفسرها لكل المعترضين على دفع الضرائب المرهقة قي كتابه "داء العطب قديم" :فالواجب على المعترض أن يعلم أن المغارم قسمان: قسم يقوم به واجب الديانات وهو الزكاة والأعشار، وقسم تقوم به المصالح العمومية، كجلب الالات المدفعية والمراكب... وإذا لم تكن الجباية الثقيلة فمن أين يكون ذلك؟" (داء العطب قديم ص:14)

وتوالت الشكايات دون أن تجد لها صدى لدى سلطان الجهاد، خاصة بعد أن قورنت الإصلاحات الضريبية بين تلك التي نهجها سلفه مولاي عبد العزيز وبين خلفه.
وهكذا كان منطلق سوء التفاهم بين مخزن مولاي عبد الحفيظ من جهة، وبين الرعية من جهة أخرى، من هذه التصرفات الإدارية المرتبطة بالجباية في المقام الأول.

السلطان يدق عملة حفيظية ستبلغ الأزمة ذروتها في العهد الحفيظي مع العصيان القبلي سنة 1911، حيث كثفت القبائل التي ساءت علاقتها بالمخزن من اجتماعاتها، وخاصة القبائل المجاورة لفاس ومكناس، ولعل أهم اجتماع هو ذلك الذي انعقد في 22 فبراير 1911، بقرية أكوراي، وقد ضم وفودا من بني مطير وجروان وأزمور وبني مجيد وزعير، وقبائل أخرى من الغرب مثل الشراردة وبني حسن وبعض الشرفاء.

وحسب الدكتور علال الخديمي، فقد اتفقت هذه القبائل على مواجهة المخزن، وبعثت وفدا إلى قائد قبيلة زيان وأعيانها لمواجهة التهديدات الفرنسية:" وأهم ما اتفق عليه المجتمعون في ما يتعلق بالمخزن، هو قتل الكلاوي واختطاف السلطان، خلال احتفالات المولد النبوي" (مارس 1911) (نفس المصدر:467)

ولم يكن تمرد القبائل والزحف نحو فاس وانتفاض القبائل ضد عجز سلطان الجهاد عن مواجهة الأطماع الإستعمارية حول المغرب، إلا بدايات نهاية العهد الحفيظي، لاسيما بعد أن بلغت تعسفات جيش الإحتلال حد منع الجنرال ديت الرباطيين من الدفن في مقبرة لعلو، وتشييد براريك للجند على جثث المدفونين فيها، وكذا منع النساء من التصبين، بلغ الأمر حد اقتحام ضباط الاحتلال لحرم السلطان وإحصاء من فيه سواء في مكناس أو في فاس: (الحركة الحفيظية ص 516)

لا يخلو مسار السلطان مولاي حفيظ من دروس مليئة بالعبر. السلطان الذي بدت أفكاره ثورية وإصلاحية ومناهضة للاستعمار، انتهى به المطاف إلى وضع السلاح والتوقيع على الحماية الفرنسية باتفاق مع باقي الدول الإستعمارية (السلطة الدولية في طنجة، ثم السلطة الفرنسية في معظم تراب المغرب)، وهكذا أقبر ما أعتبر حينئذ أول دستور وحكم ديمقراطي ف المغرب.

تراجعت فرنسا عن الكثير من المطالب التي كانت موضوع لائحة تقدم بها مولاي حفيظ، بناء على مفاوضات عسيرة، وهي اللائحة التي ننشر نصها أسفله، لكن الدولة الفرنسية ضمنت للسلطان مولاي حفيظ بعد مفاوضات طويلة وعسيرة وضعية لائقة بشخصه، حيث وضعت تحت تصرفه 500 ألف فرنك، وهذا المقدار المالي الذي اعتبره البعض في حينه بمثابة الشيك الذي دفع لسلطان الجهاد مقابل توقيعه لعقد الحماية، الشيء الذي نفاه المدافعون عنه حينما وضحوا أن المبلغ يدخل ضمن تنفيذ ما اتفق عليه من "إعطاء تسهيلات للسلطان لأداء ما تحمله جنابه بالخصوص من صوائر المحلات السعيدة أثناء الثورة.." (الحركة الحفيظية ص 539).

وفي نفس الان فوتت له الدولة الفرنسية بعض الأملاك في مراكش (المامونية،أوغاطيم، وفي فاس عين الشيخ، تغات)، بالإضافة إلى مجموعة من الشروط التي أًر على ان تدون في عقد مكتوب، وتضمن مستقبل عائلته وفروعه، بما فيها ضمان معاش مناسب له، وحقه في التنازل عن العرش وتعيين وريث له...

"إن الذي يملك القوة يريد في الغالب أن يمارس السلطة من دون أن يقتسمها مع غيره"
هذا ما كتبه مولاي عبد الحفيظ في نفائح الأزهار في أطايب الأشعار وهو يتنازل عن العرش، في سابقه من نوعها في تاريخ السلاطين العلويين، فقد قال لأحد الصحافيين الذين سألوه بعد التوقيع على وثيقة الحماية عن الأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار:" إنني لم أكن ولن أكون سلطان الحماية، إن الأمر سيكون مخالفا لسيرتي ولحاجتي للحرية والاستقلال. إنني لا أستطيع أن أنسى، وشعبي كذلك يتذكر أنني لم أتول العرش، ولم أبق فيه إلا لكوني قمت في مراكش مدافعا عن بلدي ضد كل تدخل أجنبي. إنني لا أستطيع أن أقبل العمل ضد ضميري، وألتمس بنفسي وضع القيد الذي ثرت ضده قي رجلي".


1 كرونولوجيا

1876:تلتقي رواية الكاتب الفرنسي لويس ارنو مع رواية العديد من الباحثين بخصوص ترجيح كفة ميلاد السلطان مولاي حفيظ في حوالي 1876.

1890: ختم في هذه السنة مولاي حفيظ القران واشتهر بالقدرة الفائقة على الحفاظ والتحصيل.

تربى الأمراء ووجد كل الظروف الملائمة للتربية والتعليم، فوالده السلطان مولاي الحسن كان من السلاطين الذين يحرصون على تربية أبنائهم وتكوينهم، وكان يخصص لهم المربين الأكفاء ويرسلهم لإستكمال خبرتهم وتعليمهم إلى البلاد التي اشتهرت بالعلم والتعليم كبلد احمر مثلا جنوب المغرب.

24 يوليوز1904: الشيخ ماء العينين أجاز لعبد الحفيظ إجازة عامة.

إلى حدود 1900: استقر بمدينة تزنيت كخليفة لأخيه السلطان عبد العزيز، علما أنه بايع أخاه عكس شقيقه محمد الذي نازع شقيقه مولاي عبد العزيز الملك.

في خريف 1901: عندما قرر السلطان عبد العزيز الانتقال إلى فاس إثر إعلان الترتيب، عين أخاه مولاي عبد الحفيظ خليفة بمراكش، وقد ظل في تلك الوظيفة إلى غاية انقلابه على أخيه.

1907: بويع سلطانا في مراكش.

1908: اعتلى عرش المغرب بعد إعلان علماء فاس خلعهم السلطان عبد العزيز ومبايعة عبد الحفيظ.

1912: تنازل عن العرش بعد توقيعه على وثيقة الحماية.


2 مؤلفات السلطان المثقف

له عدة مؤلفات جلها مطبوع على الحجر.
في علوم اللغة:
- العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل.
- نظم في معاني مفردات محيط المحيط ومغني اللبيب،(1500 بيت).
- نيل النجاج والفلاح في علم ما به القران لاح.
يبتدئ الديوان بقصيدة عنوانها : "لسع العقارب والأفاعي في رد إفشاء من كان خبيث المساعي"، وهي قصيدة طويلة، رد فيها على اللذين اتهموه وتجنوا عليه وبرأ نفسه من تهمة الخيانة.في علوم الفقه والحديث، ياقوتة الحكام في مسائل القضايا والأحكام الجواهر اللوامع في نظم جمع الموانع.
نظم المصالح الحديث.
في الشعر:
قصائد في الملحون.
قصائد في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم).
قصائد في انتقاد نظام الحماية الفرنسية التي وقعها.
في الفكر والسياسة والتاريخ:
- داء العطب قديم "مخطوط بالخزانة الحسنية، الرباط.
- براءة المتهم.
- إعلام الأفاضل والأكابر بما يقاسيه الفقير الصابر، ضمن مجموع بالخزانة الحسنية.
وهي رسالة رد فيها على الذين اتهموه بالتطلع للملك سنة 1906، وهاجم فيها أخاه مولاي عمر.


3 حينما أرسل السلطان اخاه لتنحية شقيقهما خليفة مراكش

كتب المدني الكلاوي يستشير مولاي عبد الحفيظ حول محلة أخيه عمر في مراكش، فأجابه الخليفة بقوله: "فلتقدم عنده للمحلة وتلطف معه لرؤية الأمر الشريف، فإن كان صريحا بتوجهه لفاس فلا وجه للتعرض، وإذا كان القدوم لمراكش في غرض معين فقد كتبنا له بالتأخر حتى يظهر، وبينا له ما يترتب على ذلك ( الانتقال إلى مراكش) من المفاسد. حسب ما أجبناك به البارحة فأمض عليه" كما نقل علال الخديمي في كتابه الحركة الحفيظية تحت عنوان حقيقة مهمة محلة مولاي عمر (ص 123).

ولخطورة الوضع بالنسبة لعبد الحفيظ حمل خليفة السلطان القلم وكتب أسفل الرسالة بخط يديه ما يلي: "والحاصل أن لم يساعد فامنع المحلة من القدوم جبرا، واعلم هذا وتمش عليه. وإن أراد الأخ القدوم بنفسه، فوجه معه خليفتك.. بمراكش وإياك والتراخي فإن عاقبة ما ينتج على قدومه إن تراخيت دركها عليك".

وتقول الرواية إن مولاي حفيظ لم يسمح بانتقال محلة مولاي عمر إلى مراكش، إلا بعد أن جردها من السلاح، وبعد أن اتخذ كل الاحتياطان اللازمة. مستندات المفوضة الفرنسية بطنجة المحفوظة بمدينة نانت التي حصل عليها الدكتور علال الخديمي تساعد في حل بعض الغموض الذي اكتنف مواقف الأطراف حول عزل خليفة السلطان في مراكش لأخيه وتنصيب شقيقه عمر مكانه: "كتب الجاسوس الفرنسي في الموضوع يقول: " بعلم سيادتكم أن الكنتافي بعد وصوله لداره رجع إلى قبيلة اكركور ومعه عدد كثير من إخوانه، يعني حكومته وكتب للقبائل مثل (..) ثم فطواكة ودمنات وورزازات ومسفيوة وزمران ليأتوا بالحركة إلى مراكش، وكتب للشريف مولاي عمر يأتي من قبيلة مسفيوة ليجمعوا عليه بباب مراكش، وذلك كله بأمر السلطان لأنه كتب لهذه القبائل يمتثلوا لكل ما أمر به الكنتافي، ومقصوده يجعل الشريف المذكور مولاي عمر خليفة بمراكش ويعزل مولاي الحفيظ..."

لم تلبث محلة عمر بمراكش إلا قليلا، ثم أمر السلطان بانتقالها لما تبين له استحالة إصابة الخليفة بمكروه، واستعصاء عزله مع الحالة المزرية التي كانت عليها المحلة المرافقة لمولاي عمر. وقد وصف عبد الرحمان بن زيدان، وهو المؤرخ واحد خبراء الأسرة الحاكمة، علاقة الأخوين بقوله: "ولم يزل يتودد ويتحبب إلى أن وجه لقضاء مأمورية بأحواز مراكش والخليفة إذ ذاك بها هو صنوه السلطان السابق مولاي عبد الحفيظ، ثم لما حل بمراكش أواه المذكور وأحسن إليه، والمترجم ينوي له النوايا السيئة ويتمنى كينونته مكانه، فصار يتربص الدوائر وينصب إليه أشراك الأذى ويبالغ في الوشاية به، والحال أن للخليفة المذكور بالبساط السلطاني عيونا تطير له الإعلام بكل شاذة وفاذة حتى إنه ربما وجهوا له مكاتيب المترجم بالوشاية للسلطان. فلما تيقن ذلك قام على ساق في التضييق به وسد دونه سائر الأبواب التي يظن وصول النفع منها إليه، حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وباع جل أمتعته في ما يقتات به ورجع لفاس صفر الكفين لا يملك درهما ولا دينارا، ولم يزل من ذلك الوقت كمد ونكد، إلى أن أختمت أنفاسه".(5 ص500،501).


4 المستعمر يحضر مولاي أمحمد لخلافة مولاي حفيظ

قضى مولاي امحمد أيام حكم أخيه السلطان عبد العزيز قبل وفاة الوزير القوي أبا حماد خلف القضبان، لأنه نازع شقيقه في الجلوس على العرش.

وكان عليه أن ينتظر إلى غاية وفاة أبا حماد كي تفك عنه اغلال المراقبة الأمنية بعد إظهاره لعموم الشعب، بعد أن ادعى بوحمارة أنه مولاي امحمد وهو شخص واحدا.
لكن، بعد أن بات بمقدور الأمير أن يستنشق بعضا من الهواء، فقد عانى من ضائقة مالية، وهذا ما تؤكده الرسالة التي وجهها إلى الوزير لأكبر الفصل غريط، فمن أبرز ما جاء فيها: "وبعد فلا يخفاك حالنا وما نحن عليه من العيلة" وطلب منه التدخل لدى السلطان لينفذ له ريالا مياومة من المستفاد إعانة لنا –يقول مولاي أمحمد- لأننا واقفون لباب الله". (علال الخديمي:ص 338).

وبمجرد ما تخلى مولاي عبد العزيز عن الصراع ضد أخيه مولاي حفيظ، حتى شرعت الأوساط الاستعمارية في تهيئ البديل، الحرب الأهلية بين المغاربة، وهكذا خذ اسم مولاي أمحمد يطفون من جديد على الساحة المغربية والفرنسية ويتخذ أبعادا دعائية مضخمة.

إذ سارعت القوى الاستعمارية إلى حث مولاي أمحمد على الثورة ضد أخيه، ففي يوم 27 غشت 1908، نشرت صحيفة فرنسية محلية le progres de LYON، حديثا مع المهندس GABRIEL VEYRE وكتبت بحروف بارزة العناوين الآتية:

عهد مولاي احفيظ لن يضع حدا للفوضى المغربية مولاي امحمد سلطان المغرب.

ويبدو ان الفرنسييت تدخلوا لدى مولاي عبد العزيز لتهيئ الظروف الملائمة لمولاي أمحمد، وهكذا استصدروا أمرا منه لأمناء مرسى الدار البيضاء بتنفيذ 14 ريالا مؤونة يومية لأخيه وأداء ثمن كراء محل سكناه، ونفس القدر لأخويه مولاي الزين ومولاي يوسف.

لكن، ثورة مولاي امحمد ولدت موؤوودة، فقد فشل في فرض كلمته حينما خرج من الدار البيضاء بتاريخ 25 نونبر تصحبه حراسة عسكرية. إذ فوجئ ومن معه بالقوة المخزنية الموالية للسلطان في شخص الحاج بنعيسى.

وقد خدم فشل مولاي أمحمد السلطان مولاي عبد الحفيظ، فهكذا ازداد نفوذه، وارتفع منسوب هيبته، خاصة بعد خروج السلطان إلى الدار البيضاء التي أعلنت بيعتها له.


5 مولاي عبد الرحمان ينازع مولاي حفيظ السلطنة

هو ثالث أبناء مولاي الحسن بعد مولاي أمحمد ومولاي عمر،اسمه الحقيقي مولاي عبد الرحمان، وكان يلقب بالكبير/ نشأ نشأة الأمراء وأرسل للدراسة بالحوز صحبة أخيه عبد الحفيظ بقبيلة حمر.

أما سر الحظوة التي كان يتمتع بها منذ صغره، فهو النفوذ الكبير الذي كانت تملكه أم مولاي الكبير في بلاط مولاي عبد العزيز، وتحكي الروايات أن مولاي الكبير إلى عائلة أولاد الضاوية بالغرب، وهي عائلة غنية تولى أفرادها أمانة القبائل، وهذه الأملاك العائلية المتراكمة هي التي ساعدته في تمويل تمرده على أخيه.

يصفه المختار السوسي في كتابه الشهير على مائدة الغذاء "بصاحب الأمر العجيب والغريب" (ص 36-37).

إن مصدر الغرابة كما يؤكده المختار السوسي في شخصية الأمير الكبير، هو الذي جعله، عكس مولاي حفيظ الذي بايع شقيقه الصغير دون تردد، يبدي معارضة قوية لما فعله أبا حماد، وهو الموقف الذي لم يتخلص منه أبا حماد إلا بالتقرب من الشقيق الثائر للسلطان المحجور عليه، إلى أن حصل على موافقته.

تمرد مولاي الكبير على أخيه بعد نكبة الشيخ الكتاني مباشرة، وقدم نفسه كبديل عن سلطان الجهاد، الذي لم يكد بعد يتلذذ بممارسة السلطة.

فقد جاء في برقية بعثها المكلف بالأشغال الفرنسي إلى وزير الخارجية بتاريخ 4 ماي 1909، أي في اليوم التالي لاختفاء مولاي الكبير ما يلي:

إن قنصلنا بالدار البيضاء قد أبرق إلى اليوم مخبرا بأن مولاي الكبير هرب إلى زمور وزعير لأجل أن يبايع سلطانا".

ولما لم ينجح الأمير المتمرد في استمالة الناس في زعير وزمور، لأن السلطان ضيق الخناق عليه حينما دفع المال لبعض من قواد أزمور، فقد لجأ إلى زيان وحاول الاتصال على الأقل بالقائد الشهير موحا وحمو الزياني يهدف الحصول على ولائه وتأييده، لكن هذا الأخير رفض عروض الأمير المتمرد، كما ينبئنا بذلك علال الخديمي.

في نفس الآن ضيق السلطان على المقربين منه مثل أمه وصادر كل أملاكه خاصة الموجودة بالغرب.

ومهما يكن، فإنه رغم المد والجزر الذي عرفته تحركات الأمير المتمرد، فقد ثبت انه قد بويع من طرف قبائل البرانس والتسول، وإلى حدود ماي 1910 كانت محلاته اكثر من ناجحة، إذ انضمت إليه قبائل عديدة بما في ذلك قسم من الحياينة، لدرجة أنه أخذ يضيق على محلات شقيقه السلطان.

لكن، مرة أخرى سينتصر السلطان مولاي حفيظ على رابع إخوانه الذين تصارعوا معه للجلوس على أريكة الملك.
إذ تمكنت القوات المخزنية من تضييق الخناق على أتباع الثائر الثري والمدعم بأموال والدته، وأرغمت القبائل على الدفع المفروض عليها والتراجع عن تأييد الأمير المتمرد.
وفي يونيو 1910 اشترط مولاي حفيظ على قبائل التسول والحياينة تسليم أخيه مقابل الأمان وعدم الانتقام منهم.

وما كادوا يسلمونه، حتى طلب الأمير الثائر نفسه من شقيقه الأمان، بعد أن تبين له أن هلاكه بات وشيكا، وتقول الرواية الأولى إن السلطان قبل طلبه، فما تقول الرواية الثانية إن الجالس على السلطنة أصر على اعتقاله وإبعاده إلى فاس.


6 السلطان الذي بويع بيعة مشروطة

لم يذكر التاريخ السلطان مولاي حفيظ، فقط لأن شخصيته كواحد من حفدة الأسرة الملكية التي حكمت المغرب كانت قوية ومتميزة، أو لأنه ناهض المستعمر فحسب، ولكن أيضا لأن عهده عرف ميلاد أول لبنة لدستور يمكن القول إنه مبني على الشورى. فالبيعة الفاسية التي ارتبطت بشروط، تعتبر اللبنة الأساسية التي اكتمل بها بناء الانقلاب الحفيظي على شقيقه مولاي عزيز.

فقد نشأت بالمغرب في العقد الأول من القرن العشرين حركة فكرية تتطلع –حسب الأستاذ الباحث ووزير الأوقاف الحالي في كتابه تأملات في البيعة الحفيظية- إلى سلطنة "دستورية"، وصدرت عن بعض من كانوا يمثلون هذه الحركة إنشاءات وتجارب لصياغة نماذج من القوانين المقيدة للحكم أو المصممة لمهامة وعلاقاته بالمحكومين، وإذا كان الغموض يكتنف أخبار هذه الحركة العامة ومشاربها، حسب نفس المصدر، فإن ما حرره أشخاص بأعينهم في هذا الموضوع لا يدع مجالا للشك في أن عددا من الرجال الواعدين بأوضاع المغرب في مواجهة التأمر والضغوط الاستعمارية، المحللين لأسباب الضعف، الباحثين عن وسائل تفادي السقوط المحتوم، كانوا يربطون تصور الخلاص بقيام نظام شوري للحكم،. (مداخلة ذ. التوفيق في الجامعة الصيفية في يوليوز 87 "المغرب من العهد العزيزي إلى سنة 1912 منشورات جامعة الحسن الثاني).

وقد أحدثت البيعة الفاسية للسلطان عبد الحفيظ التي جاءت متأخرة عن البيعة المراكشية- حسب علال الخديمي- نقلة نوعية وموضوعية في نص البيعة التقليدية بالمغرب، إذ أكدت على أمل الأمة في الإصلاح، وسطرت أهم الشروط التي يتوقف الإصلاح على تنفيذها.

فجاءت البيعة الفاسية- والحالة هذه- متفردة، ولذلك أثارت ما أثارت من جدال حول شروطها وعواقبها وحول أهميتها التاريخية، كميثاق دستوري ونص معرفي، اعتبره الكثيرون تفجيرا في وقت مبكر لوعي الشعب المغربي، وتأكيدا على ضرورة الإصلاح الدستوري والديمقراطي، كأساس لا غنى عنه للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، الذي يتطلع له في مواجهة التحديات الأجنبية المتعاظمة.

مطلب السلطان مولاي حفيظ التوقيع على الحماية

غلب الخوف والاضطراب على السلطان الجهاد، وهو يقيل على التوقيع على عقد الحماية ليلة 30 مارس 1912، إذ بدأ مترددا والعرق يتصبب من جبينه، فبين الرغبة في مواصلة مسيرة الجهاد، الشيء الذي كانت تنقصه مقومات النجاح، وبين اليأس وتراجع الفرنسيين عن بعض من تعهداتهم، لا سيما على مستوى الأملاك المخزنية التي تسابق المخزن والفرنسيون للاستحواذ على أكبر قدر ممكن منها، بين هذا وذاك وقع السلطان مولاي حفيظ على وثيقة الحماية.

ففي الوقت الذي سرع السلطان من وتيرة إصدار ظهائر فوت من خلالها بعض الأملاك في فاس ومراكش لبعض المقربين منه، لاسيما وأنها كانت موضوع اتفاق بينه وبين الفرنسيين، سارعت الأوساط الاستعمارية إلى معارضة قرارات السلطان، متهمة إياه بتفويت الأملاك المخزنية حتى لا تجد الدولة الحماية أي شيء تستولي عليه.

وقد ترتبت عن المفاوضات التي بوشرت بين الحماية الفرنسية والسلطان مولاي حفيظ عن لائحة طويلة من المطالب حاول من خلالها السلطان حماية مصالح أسرته ومستقبلها ومصير أملاك السلطان الخاصة، وإذا كان الاتفاق الفرنسي الألماني قد منح فرنسا حق الشروع في احتلال المغرب، وتراجعت فرنسا عن الكثير من بنود الاتفاق الذي باشر المفاوضات بشأنه السلطان مع الجانب الفرنسي عبر وزير محمد المقري، فإن السلطان وقع على وثيقة الحماية بعد أن ضمن وضعية لائقة بشخص الملك وحماية أسرته، بما فيها أداء ديونه الخاصة، وضما حقه في التنازل عن العرش.

بدا السلطان مولاي حفيظ حذرا وهو يتسلم الشيك من ليوطي. كان على السلطان أن يحصل على الشيك الفرنسي الموقع، وأن يحصل ليوطي بالمقابل على وثيقة الحماية الموقعة التي ضمنت للسلطان التنازل عن العرش، وللحظة كان كل واحد منهما يمسك بطرف من الوثيقتين المتبادلتين بينهما، أكثر من هنيهة، أزيد من ثانية ساد خلالها الصمت، وطغت عليهما الريبة والشك.

كلاهما كان يرتاب محتفظا بطرف الوثيقة التي تعود إليه، خشية ألا يواصل الطرف الاخر عملية تبادل الوثيقتين.

إنه الوصف الذي قد لا يخلو من ذاتية واستعلاء كولونيالي، والذي سينقله الكااتب والصحافي المتخصص في المغرب شارل أندري جيليان في كتابه "المغرب في مواجهة الإمبريالية" اعتمادا على رسالة ليوطي المؤرخة في 13 غشت 1912.

(جوليان:1956-1415 الطبعة 1978 الصفحة 89).

كتب الكثير عن شخصية السلطان، لكن تظل أكثر الروايات مدعاة للإثارة، تلك التي وجد فيها نفسه مجبرا، كما يفسر في كتابه "داء العطب قديم"، على توقيع وثيقة البيعة.
فأقصى لحظات الغضب التي عاشها السلطان مولاي حفيظ، تلك التي سينتقل فيها من سلطان للجهاد إلى موقع على عقد البيعة.

يحكى أن السلطان كسر –عشية الحماية- المظلة التي كان يستظل بها، وهي المظلة من دلالات رمزية مخزنية، وهو الحادث الذي كذبه المقيم العام حينئذ حتى لا يناقض الرواية الفرنسية الرسمية، التي تؤكد أن السلطان وقع على شروط الحماية دونما أي اعتراض، وهي الإشارة التي وردت سريعة في كتاب "المغرب في مواجهة الإمبريالية" لصاحبه شارل أندري جيليان (ص:90).

ثمة أكثر من رواية تجسد الغضب الجارف الذي استبد بسلطان الجهاد، وبشخصية القوية عشية توقيع عقد الحماية، نفس الكتاب الفرنسي يشير إلى أن مولاي حفيظ أحرق الاحتفالات التي كانت تغطي رأسه، وقد نصبت خصيصا في أحد الاحتفالات الرسمية، وأنه ظل يعض بعض أصابع الندم لأنه لم ينجح في المفاوضات التي كان يمكنها أن تجعل رحيله بلا خسارات انزلته من منزلة الموقع على البيعة، ودون ان تلتزم فرنسا بالشروط التي طلبها لتأمين مستقبل أسرته وتحصين مكانته (نفس المرجع ص 90).
ولكي تتضح الصورة أكثر، ننشر الفصول الـ27 التي تضمنتها المذكرة المغربية المعدلة والمستعملة على مطالب السلطان مولاي حفيظ، كما وردت في كتاب"لحركة الحفيظية " (من ص 521 إلى ص 524).

" 1- إن شرف الملك واعتباره، وتوقير عوائده الخصوصية والعمومية، تبقى جارية على منوالها المعهود ولا يختل فيها نظام، حيث لا يخفي على جانب الدولة المحبة أنه منذ يقارب أربعمائة عام والملك في العائلة الملوكية العلوية. فيتأكد أن يراعى ما لها من عريق الشرف خلفا عن سلف. كما نستلفت نظرها إلى أن الدولة المغربية من يوم فتحها وإلى هذا التاريخ لم تكن مستعمرة لأحد، ولازالت في شرف مجدها حتى الآن منذ 13 قرنا، ولذلك يتعين ألا تقاس مسألتها على جهات أخرى لوجود الفرق بين الملك بالأًصالة وبين التصرف بحكم الاستعمار.

2- حق السلطان في تعيين وليا لعهد الذي يجب أن تقدم له الحكومة الفرنسية مساعدتها.
3- التعهد بقبول حرية مولاي عبد الحفيظ في السكنى في أي مكان يريده إذا تخلى عن العرش واسند الملك لولي عهده، سواء في المغرب أو في البلاد الإسلامية أو المستعمرات الفرنسية أو في المدينة المنورة، وتتعهد الحكومة الفرنسية بمنحه شرفا خاصا "مع الاحترام اللائق والاعتبار التام " إذا اختار المقام بفرنسا أو مستعمراتها.

4- استمرار حرية تحرك الركاب الشريف داخل المملكة حسب العادة.

5- إذا اراد السلطان السياحة في الدول الخارجية، يتفق مع الحكومة الفرنسية على ذلك.

6- احترام دور المخزن وتعظيمها، فلا يطلع عليها أولا يعلى عليها في البناء من طرف أي أحد سواء كان وطنيا أو أجنبيا.

7- تخصيصي ببعض الأملاك المبينة في التقييد صحبته من رقم 1 إلى 29 ويقع التصريح بأنها ملك لي ولأولدي من بعدي وتسلم تسليما قطعيا، لا يكون معه نزاع، وهذه الأملاك هي من جملة الأملاك المخزنية بداخل الإيالة والمراسي، زيادة على ما هو ملك لي بالأصالة، وبتنفيذ والدي رحمه الله والأخ.

8- لا ضرائب على الأملاك السلطان.

9- ما أقطعه السطان من أملاك لبعض الرعايا سابقا فلا كلام فيه باستثناء ما أعطى
للكلاوي فلا يسلم له عملا بالاتفاق الذي سبق ان حصل في الموضوع مع القنصل كاير وابن غبريط.

10- من حق السلطان تعيين المكان الذي سيسكن فيه ولي عهده.

11- التوصية بأزواج السلطان في حالة وفاته، بحيث يبقى حرمه على "صيانته وحرمته ولوازمه من مؤونة وغيرها".. ويحق للسلطان تعيين أربعة من أولاده مراقبين لشؤونهن، زيادة على ولي العهد الذي يحق له وحده أن يتفقد أحوالهن الخصوصية. للمستولدات الحرية في البقاء بدار الملك أو الخروج لـ" التزوج فقط"، مع بقاء رعاية ولي العهد عليهن.

12- أمور السلطان لا تؤدي عنها الأعشار بالمراسي.
13- حرية تصرف السلطان في الخمسة ملايين المخصصة للقصر حسب الاتفاق المالي الأخير (مارس 1911).
14- زيادة على الخمسة ملايين المذكورة يخصص للسلطان 2 في المائة على الأشغال العمومية التي ستحدث.
15- تبقى الخمسة ملايين و 2 في المائة المذكورة إرثا لأولاد السلطان، يأخذ منها ولي العهد ما يكفيه والباقي يقسم على الورثة حسب الشرع، أما الأملاك الخاصة فيتساوى فيها جميع الأولاد حسب الشرع، ويمنع عليهم تفويتها بالبيع، ولا يتعدون مرتبة الاستغلال وكذلك ذريتهم.
16- ترفض كل دعوى من الوطنيين ضد السلطان عن المدة السابقة.
17- يبقى أفراد العائلة المالكة تحت نظر السلطان ولا تعمل الدولة الفرنسية على تمييز أحد منهم أو قبول شكايته بالسلطان.
18- السماح برهن الأملاك المخزنية لأداء الديون المترتبة على السلطان ولإتمام بعض البناءات وبناء مستشفى خاص ومدرسة لتعليم أولاده.
19- اختصاص السلطان بامتياز إنشاء "مكينة للضوء الكهربائي" بفاس دون غيره أيا كان يتزود منها من يرغب في ذلك.
20- ياعلق هذا الفصل بالوظائف، وقد جاء فيه : "الوزراء ورئاسة المشور ووزيرالحرب وولايات المدن والمراسي من عمال وقضاة وغيرهم وكذلك قواد القبائل القريبة والبعيدة فيبقى أمرها موكولا إلى السلطان يعين من توفرت فيه الأهلية لكل منصب ويعزل من خرج عما حد له. نعم للدولة أن تعين مراقبا من جانبها مع من تشاء من الولاة المذكورين، إلا مرتبة الحاجب ومرتبة القضاة فلا تكون فيها مراقبة لأن الحجابة من قبيل الأمور المتعلقة بالدار العالية ولا مدخل للمكلف بها في شيء خارج عن ذلك، ولكون القضاء هو من قبيل الشعائر الدينية الإسلامية. أما المستخدمون الحالون في وظائفهم الان، فلا يعزل واحد منهم إلا إذا اثبت عنه ما يوجب ذلك، لكن بعد الاتفاق بيننا وبين جانب الدولة على عزله.
كما أن الوظائف العسكرية لا يخدم فيها وفي رئاستها وتقرينها إلا الوطنيون المغربيون وإن دعت الضرورة لزيادة الحرابة فلا بأس.
أما تعيين الرواتب للجميع فيكون بمقتضى وفق عقد بين الجان



وثيقة نادرة من مغرب الحماية

رسالة تَظلُّمْ من سلطان المغرب المولى عبد الحفيظ الى الرئيس الامريكي ويلسن
إليكم بعض مما جاء فيها :
" الحمد لله وحده ولا حول ولا قوة الا بالله
سعادة المحترم الألمعي اللوذعي رئيس الجمهورية بالولايات المتحدة مسطر ولسون ...
نعلم جنابكم بانه حكمت الاقدارالالهية باستيلاء الحكومة الجمهورية الافرنساوية على بلادنا المغربية .....
.......
تنازلنا عن ملك اجدادنا بعد ان حفظنا حقوقنا كلها من أملاكنا الخاصة بِنَا وراتبنا الشهري الذي عُيِّن لنا بصفتنا رئيس العائلة الملوكية المغربية وقت التنازل المذكور .
واخترنا السكنى بثغر طنجة حيث شاع حينئذ انها ستكون دولية ، ولم تمض عن تاريخ تنازلنا برهة يسيرة حتى خاطبونا بكل قوة وتهديد عن التنازل لهم عن أملاكنا الخصوصية والتي تملكناهابسائر الوجوه الشرعية ، والتي جلها كنّا نملكه قبل استوائنا على عرش أسلافنا .فاجبناهم بان التنازل عن تلك الاملاك امر منافي لسائر العدالات السماوية والأرضية .
ومع ذلك كله لم يعيروا احتجاجاتنا أدنى التفات ، وتمادوا في ضغطهم وتهديدهم حتى اخذوا كل ما أرادوا على سبيل الجبر والاكراه .
..........
اغتصبوا اموالنا وقطعوا راتبنا ....
......
وعمدوا الى قصرنا ودخلوه عنوة .....واغتصبوا سائر كتبنا على اختلاف أنواعها ...وحتى الموبيلي وسائر اثاث قصورنا . ولم يقتصروا على ذلك ، بل مدوا أيديهم لحريمنا وصبياننا وأخرجوهم من قصورهم وتوجهوا بهم لثغر الرباط على حالة تفتت الأكباد .......اذ ما أظنك أيها الرئيس المحترم بعائلة لا تعرف الا العز و رفعة الشأن لم تفتح عينها الا في الرفاهية والاطمئنان .....وأهينت بعد العز وعوضت عن قصورها وبساتينها بالكهوف والجحر .
.........
......،،،،،وقد كتبنا لسعادتك هذا لما نعلمه ونتحققه من شخصيتكم المستقيمة الممتلئة غيرة وح حمية المتشبعة مروءة وانسانية ، وفِي دولتكم الحرة الابية الدابة عن حقوق الانسانية التي لا غرض لها الا في إنقاذ الضعفاء والضرب على أيدي الجائرين من الأقوياء ، ملتمسين من سعادتكم ان تفعلوا في حقنا جميع ما ترونه مناسبا ومتعينا حتى تحل العدالة في قضيتنا محل التعدي ، والإنسانية محل القساوة .....بحيث نتوصل بجميع حقوقنا المهضومة بحسن مساعدتكم وجميل إعانتكم ....."
تحريرا بمدريد في 30 يونيو سنة 1920
عبد الحفيظ

mercredi 29 mars 2017

mardi 28 mars 2017

وصلني خبر بأن وزارة التعليم ألت لمحمد يتيم من حزب العدالة والتنمية...


يوسف سلمان يوسف " فهد "
            يوسف سلمان يوسف " فهد "


صورة تاريخية لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف المعروف بأسمه الحزبي (فهد )



يوسف سلمان يوسف كما يعرف غالباً باسمه الحركي( فهد) هو أحد أول الناشطين السياسيين للحركة الوطنية والتيار الماركسي في العراق كما يعتبر من المؤسسين للحزب الشيوعي العراقي . و أصبح بإعدامه هو واثنان من رفاقه القادة في الحزب أوائل السياسيين الذين اعدموا في العراق من قبل النظام الملكي انذاك وبضغوط بريطانية حيث كان الصراع على اشده بين النظام الأشتراكي الناشيء في العالم وبين الغرب الرأسمالي الأستعماري الذي رأى في الشيوعية خطرا كبيرا عليه فكان يبذل الجهود والأموال لمحاربتها والدعاية ضدها ..

 مؤلفاته :
حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية
من تقرير الرفيق فهد للمؤتمر الأول للحزب الشيوعي العراقي




samedi 25 mars 2017

عاجل وحصري

أسماء وزراء البيجيدي المقترحين:
 مصطفى الرميد، ولحسن الداودي وعزيز الرباح وجميلة المصلي وجامع المعتصم وبسيمة الحقاوي وخالد الصمدي ومحمد يتيم ومصطفى الخلفي ، عبد الله بوانو وإدريس الأزمي الإدريسي

عاجل هدا ما وقع في لجنة استوزار لبيجدي

 60 دقيقة
الرئيسية » سياسة
قربالة فْالأمانة العامة للعدالة والتنمية.. بنكيران ينسحب غاضباً من اجتماع لجنة الإستوزار وقياديون يطالبون العثماني بنصيبهم من الكعكة الحكومية60 دقيقة25 مارس 2017قربالة فْالأمانة العامة للعدالة والتنمية.. بنكيران ينسحب غاضباً من اجتماع لجنة الإستوزار وقياديون يطالبون العثماني بنصيبهم من الكعكة الحكومية
60 دقيقة
أكد مصدر مطلع لجريدة “60 دقيقة”، أن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انسحب غاضباً من اجتماع لجنة الاستوزار، التابعة لحزب العدالة والتنمية، والتي انتخبها المجلس الوطني للحزب.

ووفق ما أورده نفس المصدر، فإن فترة ترؤس عبد الإله ابن كيران للجنة الاستوزار باسم المصباح لم تدم سوى بضعة دقائق، لينسحب منها تاركا مكانه لسعد الدين العثماني رئيس الحكومة المكلف ورئيس المجلس الوطني للحزب.

وأشار مصدر جريدة “60 دقيقة”، إلى أن غضبا كبيرا طفى على أعضاء الأمانة العامة للبيجيدي ولجنة الإستوزار، إثر مغادرة عبد الإله بنكيران للإجتماع بعدما مَكَنَ سعد الدين العثماني من مفاتيح الحزب.

وأوضحت المصادر نفسها، أن تعيين العثماني رئيسا للحكومة كشف عن عيوب هذا الحزب الذي لا طالما بين عن انسجامه وتماسكه، بحيث بدت الأمور واضحة خلال الاجتماع الأخير الذي جمع الأمانة العامة للحزب، بعدما خرج الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران غاضبا، بسبب الخطة التي اقترحها العثماني لمواصلة المشاورات.

وأضافت المصادر ذاتها، أن هناك صراعات داخلية بسبب المشاورات الحكومية التي يقودها سعد الدين العثماني، والتي رفض عبد الإله بنكيران إقحام نفسه فيها، حسب ما صرح به لوسائل الإعلام.

وستختار لجنة الاستوزار 30 شخصية مرشحة للاستوزار باسم حزب حزب العدالة والتنمية خلال الولاية المقبلة. على أن تقرر الأمانة العامة في مصير الوزراء بعد استكمال المشاورات السياسية ومعرفة نصيب الحزب من الكعكة الحكومية.

شارك
Whatsapp
مقالات ذات صلةعرض المزيد أخنوش: لستُ مستعجلاً لتشكيل

jeudi 23 mars 2017

نتائـج الاختبـارات الكتابيـة لامتحانات الكفاءة المهنية الخاصة بفئات هيئة الأطرالمشتركة بين الوزارات لسنة 2016
   تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أنها نشرت يومه الجمعة 17 مارس 2017،
على موقعها الرسمي wwv.men.gov.ma نتائج الاختبارات الكتابية لامتحانات الكفاءة المهنية الخاصة بفئات هيئة الأطر المشتركة بين الوزارات المعنية باجتياز الاختبارات الشفوية لسنة 2016.
وقد أسفرت نتائج هذه الامتحانات عن نجاح ما مجموعه 275 مترشحـا ومترشحـة سيتبارون على 139 منصبا .
      وتجدر الإشارة إلى أن الاختبارات الشفوية لفئات هيئة الأطر المشتركة ستجرى يومي 27 و28 مارس 2017 بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالنسبة لجميع الفئات، ما عدا فئة المتصرفين من الدرجة الثانية وفئتي التقنيين من الدرجة الأولى والدرجة الثانية وفئتي المحررين
 من الدرجة الثالثة والدرجة الثانية التي ستجتاز الاختبارات الشفوية بالمركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه أيام 27 و28 و29 مارس 2017 .
ويمكن الاطلاع على تلك النتائج بالأكاديميات الجهويـة للتربيـة والتكويـن، وبالمديريات الإقليمية أو على الموقع الالكتروني للوزارة www.men.gov.ma.

عاجل // الترقية في الدرجة 2016

مذكرة عدد 17-030 المؤرخة في 22 مارس 2017 الخاصة بالترشح للترقي في الدرجة بالاختيار برسم سنة 2016...لتحميل المذكرة
http://www.men.gov.ma/Ar/Pages/Publication.aspx?IDPublication=4851

lundi 20 mars 2017

شحص يضرم النار في نفسه الان امام المحكمةلابتدا ئية .
يشاع أنه رفع دعوى قضائية ضد مشغله ولم ينصفه حكم المحكمة وهو الآن بحالة خطيرة بمستشفى مولاي عبد الله المحمدية ..
و
سيتم نقله إلى الدار البيضاء

dimanche 19 mars 2017

حصري // تسريبات خطيرة من اجتماع المجلس الوطني للبيجيدي

حصلت المدونة علي اوراق مسربة من اجتماع لبيجيذي ننشرها كما حصلنا عليها

23 مارس ثورة موؤودة

23 مارس 1965... ربيع مغربي قبل نصف قرن
أول ثورة شعبية حقيقية في المغرب شارك فيها العمال والتلاميذ والفلاحون والنساء والمقهورون وواجهها الجنرال أوفقير بالرصاص الحي
أفضت الوضعية الكارثية التي عرفها المغرب منذ 1963 على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى انفجار أحداث 1965، "تعبيرا عن الخط الشعبي العميق"، كما يصفه الباحث المصطفى بوعزيز وأحد الفاعلين في المرحلة في كتابه "اليسار المغربي الجديد: النشأة والمسار 1965 و1979".
وكانت الشرارة المباشرة التي فجرت الأحداث وأخرجتها إلى الشارع في عدد من المدن المغربية، مذكرة وزارية ليوسف بلعباس، وزير التعليم، آنذاك، تقضي بمنع التلاميذ الذين بلغ سنهم 16 سنة من تكرار قسم البروفي (السنة الثالثة ثانوي)، ما واجهه عدد من الشباب الذين كانوا مرتبطين، سياسيا، بتنظيمات نقابية وطلابية وحزبية معروفة مثل النقابة الوطنية للتلاميذ، أبرز رموزها الراحل محمد تيريدة وأحمد حرزني، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ثم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والاتحاد الوطني للقوات الشعبية المنشق عن حزب الاستقلال الذي كان يضم آنذاك قيادات وزانة مثل عبد الله إبراهيم والمهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد، وجزء منهم مرتبط بالحزب الشيوعي المغربي.
وتحكي بعض الروايات أن القرار قابلته مجموعة من التلاميذ المسيسين بتعبئة مضادة، بدأت صباح 22 مارس، حين تجمع حوالي 15 ألف تلميذ بملعب ثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء حجوا من مختلف أطراف المدينة للتنديد بالمذكرة الوزارية، قبل الاتفاق على قرار الخروج في مسيرة في اتجاه مندوبية التعليم لإثارة الانتباه إلى ما اعتبروه إجهازا على الحق في التعليم.
رد السلطة، التي كانت تتابع هذه التحركات عن كثب، لم يتأخر، إذ مجرد أن وصلت مسيرة التلاميذ إلى المركز الثقافي الفرنسي، تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين، باستعمال كل وسائل العنف، نجم عنه ارتباك في صفوف التلاميذ الذين احتموا بالأحياء الشعبية القريبة لاستقطاب الدعم من السكان والآباء والأمهات، وتم الاتفاق على تجمع جماهيري ثان في ملعب الثانوية نفسها، بحضور عدد منم الشباب والحرفيين والعمال الذين تعاطفوا مع التلاميذ جراء القمع الذي نزل بهم بمجرد أنهم عبروا بشكل سلمي عن حقهم في التعليم.
يوم 23 مارس 1965 كان التجمع بالثانوية، وانطلق المتظاهرون في اتجاه درب السلطان، (معقل الطبقة العاملة آنذاك بالدار البيضاء)، ثم إلى باب مراكش. وماكادت المظاهرة تصل إلى المدينة القديمة، حتى وجد المحتجون أنفسهم وجها لوجه أمام الجيش والدبابات الآتية من مديونة والتي انتشرت في مختلف الشوارع الكبرى للمدينة التي ظلت تعرف فورانا جماهيريا.
وفي الساعة الثالثة عصرا تلقى الجيش أوامر لإطلاق النار على المتظاهرين وبدأ بعضهم يتساقط على الأرض.
وقال شاهد عيان: «سمعت الطلقة الأولى، ثم الثانية، ثم الثالثة، ظننت أنها طلقات الكاواتشو وليس رصاصات حقيقية، لكن بعد لحظة تأكدت أنها طلقات رصاص حقيقية عندما شاهدت بعض رفاقي يتساقطون الواحد تلو الآخر».
وقال آخر: «ما حدث يوم 23 مارس 1965 لم يكن ثورة بالمعنى الثقافي للكلمة، إنها انتفاضة اجتماعية، سببها شعور عميق باليأس والإحباط. هجمت جموع الجماهير على بعض المحلات وعلى البنايات العمومية، لكن قمع الجيش كان بدون حدود».
وتحدث الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عن أكثر من ألف قتيل، دفنوا في قبور جماعية بأمر من الجنرال محمد أفقير الذي قاد شخصيا عمليات قمع المتظاهرين، إذ شوهد على متن مروحية يصب الرصاص في صدور مئات المحتجين العزل.


mercredi 15 mars 2017

عاجل // هدا هو رد لبيجيدي علي قرار ابعاد ابنكيران

البيجيدي ينسحب من تشكيل الحكومة،
-----------------------------------------------------------------------
عاجل البيجيدي يرد على بلاغ الديوان الملكي
بلاغ الإجتماع الاستثنائي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية:
بسم الله الرحمان الرحيم
بــــــــــــــــــــــــــــلاغ
إن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المجتمعة، بشكل طارئ، يوم الأربعاء 16 جمادى الثانية 1438 ه الموافق 15 مارس 2017 م، بعد مدارستها للتطورات السياسية عامة وعلى رأسها بلاغ الديوان الملكي الصادر اليوم.
تعلن مايلي:
1 - إعتزاز حزب العدالة والتنمية بإشادة جلالة الملك بالسيد الامين العام عبد الإله بنكيران وحديث بلاغ الديوان الملكي عن روح المسؤولية العالية والوطنية الصادقة التي أبان عنها الأاخ الأمين العام طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة، بكل كفاءة واقتدار ونكران ذات.
2 - قرار الحزب خدمة المصالح العليا للوطن من موقع المعارضة.
3 - تخويل الأخ الأمين العام صلاحية تحديد موعد لعقد مؤتمر وطني استثنائي لتدارس الاستراتجية التي يقتضيها الموقع الجديد للحزب.
والله ولي التوفيق
وحرر بالرباط في: 16 جمادى الثانية 1438 ه الموافق 15 مارس 2017 م
الأمين العام
ذ.عبد الاله ابن كيران

lundi 13 mars 2017

عاجل تقرير يكشف فضائح خطيرة

إرسال كبريد إلكترون
فجر تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الصندوق المغربي للتقاعد، فضائح من العيار الثقيل، بخصوص الخروقات التي أدت إلى إفلاس صناديق التقاعد وتحميل الموظف المغربي كلفة الإصلاح، بدون أن تتحمل الدولة مسؤولية ذلك.

التقرير الذي كشفت مضمونه اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول الصندوق المغربي للتقاعد، يومه الاثنين 13 مارس 2017 في جلسة عمومية استثنائية بمجلس المستشارين، خلص من خلال فحص الوثائق السرية وجلسات التحقيق مع كبار شخصيات الدولة، أبرزهم عبد الإله بنكيران، بصفته مدير مجلس إدارة الصندوق، وزير الداخلية، وزير المالية، رئيس المجلس الأعلى للحسابات ومختلف المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير شؤون الصندوق المغربي للتقاعد، إلى خروقات بالجملة، أبرزها منح معاشات بدون سند قانوني ومعاشات أخرى تحوم حولها شبهات، كما تم رصد خروقات قانونية في التسبيقات الممنوحة لنظام المعاشات العسكرية والأنظمة غير المساهمة من فائض نظام المعاشات المدنية، في غياب رصيد احتياطي للمعاشات العسكرية.

وكشفت أول لجنة لتقصي الحقائق شكلها مجلس المستشارين منذ تجديد تركيبته في انتخابات 2015، في تقريرها، أن القرارات السياسية والإدارية التي تم اتخاذها داخل صندوق التقاعد “أثرت على مسار الصندوق عبر إصلاحات ترقيعية، دون القيام بدراسات اكتوارية، ولا رؤية استشرافية ودون دراسة الآثار المالية لكل إجراء”، ويتجلى هذا بحسب ذات المصدر في: عدم تنصيص القانون المنظم للمعاشات المدنية لسنة 1971، على مساهمة الدولة بحصتها كمشغل، والتي كانت محددة في 12%، طبقا لمقتضيات القرار الوزاري المؤرخ في 15 دجنبر 1951، إصلاح 1990 الذي وسع وعاء احتساب المعاش ليشمل جزء من التعويضات القارة، إصلاح 1997 الذي وسع هذا الوعاء ليشمل ما تبقى من التعويضات القارة، إصلاح 2004 الذي رفع المساهمات من %14 إلى 20%على ثلاث سنوات، وهي القوانين التي تجاهلتها حكومة بنكيران.

ومن جملة الأخطاء التي ارتكبتها حكومة بنكيران خلال فرضها للإصلاح الأحادي الجانب سنة 2016، كشف ذات التقرير، أن عمل اللجنة التقنية والوطنية تجاوز من خلال اعتماد الإصلاح المقياسي دون الرجوع إلى توصياتها الرامية إلى تبني إصلاح شمولي لأنظمة التقاعد .

والأخطر من ذلك، أوضح تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الصندوق المغربي للتقاعد، أن الحكومات المتعاقبة عمدت إلى إخفاء القيمة الحقيقية للديون المستحقة على الدولة لفائدة نظام المعاشات المدنية، على الشركاء الاجتماعيين وعلى الرأي العام الوطني، “مما أضر كثيرا بسير مفاوضات الحوار الاجتماعي، وحال دون الوصول إلى أرضية توافقية في الموضوع”.

كما عرض التقرير بعض الإشكاليات المرتبطة بحكامة تدبير الصندوق المغربي للتقاعد للأنظمة التي يسيرها، تتجلى أساسا في غياب الفصل بين الانظمة التي يدبرها من خلال الخلط بينها محاسباتيا، ناهيك عن تعدد المتدخلين في تدبير أنظمة التقاعد، وهيمنة وزارة المالية على تدبير صندوق التقاعد، بالإضافة إلى عدم توفر الصندوق المغربي للتقاعد على البيانات والأرقام الموجودة لدى الخزينة العامة للمملكة فيما يتعلق بمساهمات المنخرطين وغياب آليات لتتبع صدقية هذه الأرقام والبيانات.

توصيات لجنة تقصي الحقائق:

أوصت أول لجنة نيابية حول الوضعية المالية للصندوق بعد التحقيق في الخروقات التي أدت إلى إفلاس صناديق التقاعد، إلى أن الدولة المغربية مطالبة بأداء ما بذمتها من متأخرات مستحقة لفائدة نظام المعاشات المدنية مع احتساب الفوائد والتسبيقات المحولة لنظام المعاشات العسكرية من فائض نظام المعاشات المدنية، وتحديد حجم هذه المتأخرات في إطار الحوار الاجتماعي بناء على السيناريوهات المقترحة.

وخلصت اللجنة التي ترأسها عبد العزيز بنعزوز، رئيس فريق حزب “الأصالة والمعاصرة” بمجلس المستشارين، إلى ضرورة تجميد الإصلاح المقياسي الذي فرضه بنكيران والرجوع الى تفعيل توصيات اللجنة الوطنية لإصلاح أنظمة التقاعد لمباشرة الإصلاح الشمولي.

كما شدد ذات التقرير، على ضرورة ضبط صدقية البيانات المتعلقة بانخراطات الموظفين مع الخزينة العامة في كل مستوياتها، وإحداث نظام خاص بالتعويضات العائلية يمول من طرف الدولة على غرار الأنظمة غير المساهمة، بالإضافة إلى مراجعة نسبة المساهمة فيما بين الدولة والمشغل والمنخرطين بما يتلاءم والمبادئ الدولية، أي الثلثين مقابل الثلث.

المنشور السابق
بالفيديو.. ردّ صادم لحنان لخضر: نفخت شفايفي ومن بعد..؟!
المنشور التالي
مديرية الحموشي: هذه حقيقة تسبب عناصر الأمن في إجهاض أستاذة متدربة

العودة للأعلى


كتب : حازم قطب
اتهم القيادي بالحشد الشعبي جواد الطليباوي، القوات الأمريكية بمساعدة زعيم تنظيم داعش الإرهابية أبو بكر البغدادي، على الهروب من الساحل الأيمن لمدينة الموصل، فيما كشف عن وجود معلومات استخبارية تفيد بتنقل البغدادي بين منطقتين في جنوب المدينة.

قال “الطليباوي” في حديث لـ”السومرية نيوز”، “إن المعلومات تؤكد أن القوات الأمريكية ساعدت المدعو أبو بكر البغدادي على الهروب من الجانب الأيمن للموصل إلى ناحية القيروان”.

وأضاف أن “استخباراتنا أكدت تنقل البغدادي بين ناحية القيروان وقضاء الحضر “80 كم جنوب الموصل”.

وفي وقت سابق قال المتحدث باسم التحالف الأمريكي “ضد داعش”، جون دوريان: “لن نتردد في القضاء على البغدادي إذا ما استطعنا كشف مكان اختفائه”، مؤكدا “عدم امتلاك معلومات عن موقع البغدادي”.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” رجحت أن يكون زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي قد غادر الموصل، وأشارت إلى أنه يختفي في الصحراء، ويمتنع عن الظهور في معاقل المسلحين.

vendredi 10 mars 2017

سيرة الرفيق ستالين

ل


مرت 64 سنة على اغتيال الرفيق ستالين بداية مارس 1953 باشراف مباشر من رمز التحريفية العالمية نيكيتا خروتشوف و صديقه لافرينتي بيريا. و تؤكد مدكرات مولوتوف التي نشرت سنة 1993 بأن الرفيق ستالين تم تسميمه من طرف بيريا بحضور خروتشوف ليلة الاول من مارس 1953.
 بدأ الهجوم على البلشفية مباشرة بعد اغتيال ستالين و تلاه تصفية القيادة الماركسية اللينينية للحزب الشيوعي الروسي. و ألغى خروتشوف الخطة الخماسية الخامسة التي كانت تقضي بزيادة مجمل الإنتاج بنسبة 70%. ما يعني أن الاتحاد السوفياتي كان سيصبح الدولة الأولى في مجمل الانتاج في العام 1955 وستتمتع الشعوب السوفياتية بمستوى حياة لا مثيل له على وجه الأرض لولا اغتيال الرفيق ستالين.
و شكل المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي (1956) نقطة مفصلية في تطور النظام الاقتصادي و السياسي للاتحاد السوفياتي حيث هاجم خروتشوف أعمال ستالين عبر تقريره السري الدي قدم خارج أعمال المؤتمر. كان الهدف طبعا هو التنكر للمبادئ الثورية و التنحي عن نهج لينين و ماركس و انجلز الدي سار عليه ستالين.
 ففتحت التحريفية المجال على مصراعيه لقيادة الاتحاد السوفياتي نحو اقتصاد السوق في طريق أدى إلى تصفيته و الاعلان عن انهياره التام سنة 1991.
 و لضرب التاريخ المشرق للاتحاد السوفياتي بقيادة الحزب الشيوعي (حتى اغتيال ستالين)، و الانتصارات العظيمة التي حققتها الاشتراكية في هده المرحلة من تاريخ الانسانية، لا تتوانى الامبريالية و الانظمة الرجعية و التحريفية بجميع تلاوينها في نشر كل أنواع الافتراءات و الاكاديب التي تهدف بالاساس الى ضرب الماركسية اللينينة لانها تشكل الاجابة العلمية و العملية على تناقضات النظام الرأسمالي المبني على الاستغلال و البؤس و الحروب. و هي حملات ترمي أيضا إلى تجريد المضطهدين من أسلحتهم و أهمها السلاح الايديولوجي (الماركسية اللينينية) باعتباره الخلاص الوحيد من نير الاستغلال الراسمالي.
 و يشكل ستالين هدفا لحملات الامبريالية و اديالها لضرب الفكر الثوري، و لدلك فإن الدفاع عن ستالين، ليس تقديسا للفرد كما تروج الانتهازية لدلك، و لكنه جزء من الدفاع عن الايديولوجية الماركسية اللينينية و عن المجتمع البديل؛ مجتمع بدون طبقات. أي المجتمع الشيوعي.
 لن يكفي هدا الحيز لسرد التاريخ المجيد للرفيق ستالين الدي ظل يردد دائما بانه مجرد تلميد للينين. تاريخ عنوانه التضحية و خوض نضالات مريرة إلى جانب البلاشفة ضد القيصرية كنظام أشد عدوانية و رجعية في أوربا قبل أن يقود،بمعية البلاشفة و الشعوب السوفياتية، بناء أول نظام اشتراكي في التاريخ حول السوفيات من بلدان متخلفة تستعمل المحراث الخشبي لأعظم قوة على المستوى العالمي.
عرفت نضالات ستالين تحولا نوعيا مند سنة 1900 حيث خاض تعبئة شاملة لمئات العمال الجيورجيين، كان أهمها خطابه أمام 500 عامل في الجبال المحيطة بمدينة تفليس (تيبليسي الجيورجية). فنشبت اضرابات عمال المصانع و السكك الحديدية بنفس المدينة.
سنة 1901 أشرف الرفيق ستالين على توزيع العدد الاول من صحيفة الايسكرا (الشرارة) السرية التي اصدرها لينين بالخارج. في نفس السنة انتخب ستالين في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي.
 بعد ملاحقات القمع السري القيصري لستالين و افلاته من كمين نصب لاعتقاله، تمكن من الهرب لمدينة باطوم (1902) و هناك قاد نشاطات ثورية أدت إلى خروج ستة آلاف عامل من مصفاة للنفط في مظاهرات حاشدة، فهاجمها القمع القيصري و قتل 15 عاملا و اعتقل المئات. تم القاء القبض على ستالين شهرا بعد دلك و ظل رهن الاعتقال لمدة عام، قبل ان يتم الحكم عليه بثلات سنوات نفيا إلى سيبيريا. نفد الحكم، لكنه تمكن من الهرب و عاد إلى تفليس في فبراير 1904.
في سنة 1905 قاد ستالين مظاهرات باكو (اداربيجان) التي شكلت الشرارات الاولى لثورة 19055 و أدت إلى استشهاد 200 عامل.
استمرت نضالات القائد البلشفي المكثفة ما بين 1905 و 1908، كان أبرزها تنظيم عملية سطو على بنك القيصر (1907) مكنت البلاشفة من 250000  روبل روسي بعد معركة مسلحة مع الحرس القيصري.
كما قاد ستالين نضالات 500 ألف من عمال الصناعة البترولية في باكو. مما أدى الى اعتقاله و حوكم مجددا بالنفي عامين إلى سيبيريا قبل أن يتمكن من الفرار في يونيو 1909.
و في غمرة الاعداد لاضرابات بترولية جديدة اعتقل ستالين في مارس من سنة 1910 و حكم بالنفي  5 سنوات الى سيبيريا. لكنه تمكن مجددا من الهرب في فبراير سنة 1912. ليعود الى باكو ثانية ثم سان بطرسبورغ حيث اصدر الطبعة الاولى من صحيفة البرافدا (الحقيقة). لكنه اعتقل في نفس اليوم بمعية رفيقه مولوتوف سكرتير الصحيفة. تم نفي ستالين الى سيبيريا لثلات سنوات، لكنه فر مرة اخرى فعاد لرئاسة تحرير البرافدا التي كانت توزع 80 ألف نسخة يوميا .
اعتقل ستالين مرة خامسة في سان بطرسبورغ. و لكي لا يتمكن من الهرب فقد تم نفيه 55 سنوات الى اقصى مناطق سيبيريا. انتهت محكومية ستالين فكانت العودة الى سان بطرسبورغ بعد ثورة فبراير 1917 حيث انتخب الى رئاسة المجلس الاعلى للسوفييت الروسي. و مع اندلاع ثورة اكتوبر ، كان ستالين من بين الاعضاء الخمسة للمجلس العسكري الثوري.
بعد نجاح ثورة اكتوبر العظمى ارتعدت الامبرياليات خوفا من انتشار شرارة الثورات الحمراء على المستوى الاممي فتدخلت دول عديدة لجهة دعم الثورة المضادة (امريكا، بريطانيا، فرنسا، المانيا، ايطاليا، اليابان، كندا، استراليا، اليونان، ...). نشبت حرب طويلة دامت 4 سنوات (بين 1917 و 1923) انتهت بانتصار الجيش الاحمر و دحر الثورة المضادة.
 خرج الاتحاد السوفياتي منهكا من الحرب، حتى ان الرفيق لينين قال بأن "الشعوب السوفياتية تعيش على الطوى".
فأقر المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الروسي (مارس 1921) الخطة الاقتصادية الجديدة المعروف باسم "النيب"
(New Economic Plan).
 اعتبر لينين بأن "النيب" خطوة الى الوراء لانها تسمح للفلاحين بالتصرف بالانتاج الزراعي مقابل اداء الضرائب المستحقة، كما سمحت لبعض المشاريع الخاصة بالتواجد و قدمت تنازلات للبرجوازية الصغيرة. و لكن هدا التراجع إلى الخلف كان الهدف منه تحقيق ثلات خطوات إلى الامام. و قد قال لينين بأن "النيب سياسة اقتصادية جديدة لانها تسير الى الخلف. نحن نتراجع اليوم: و يجب علينا ان نتراجع. و لكننا نقوم بدلك، متراجعين في البداية، من ان اجل ان نستجمع قوانا و نعد انفسنا لنقوم بقفزة اوسع الى الامام" (لينين، خطاب امام سوفييت موسكو-1922). و ختم لينين الخطاب مؤكدا على ان روسيا الاشتراكية ستخرج من رحم السياسة الاقتصادية الجديدة.
 و كانت المهمات الاساسية التي صاغها لينين لبناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي هي تطوير الصناعة الحديثة، بناء التعاونيات الفلاحية و اطلاق مسار الثورة الثقافية. و أكد لينين على ضرورة تسييد سلطة السوفييتات و كهربة الاتحاد السوفياتي بدون استثناء. لان اي نهوض صناعي كان يقتضي كهربة البلاد باسرها.
استمرت عملية البناء حتى انتهت كل مفاعيل "النيب" التي عادت على الشعوب السوفياتية بفوائد جمة. فتطور الانتاج بشكل ملحوظ و تسلم الفلاحون المحرومون الأراضي الزراعية و أصبح الاتحاد السوفياتي يتخلص من سنوات الحرب التي دامت 8 سنوات (الحرب العالمية ثم الحرب المضادة التي تلت نجاح الثورة البلشفية).
توفي لينين في يناير 1924، فألّف الثلاثي: ستالين الدي كان يشغل قبل دلك بسنوات منصب سكرتير الحزب الشيوعي، وكامينيف، وزينوفيف، ألفوا الحكومة السوفياتية الجديدة.
 أخرجت التحريفية رسالة/وصية نسبت للينين و أتبت مؤرخون سوفييت بأنها مزورة فلم تكن موقعة بخاتم لينين (ككل اصداراته) و لا مسجلة كالعادة في الارشيف، إلخ. "الوصية" وصفت ستالين بالفظاظة. فقدم ستالين استقالته و قال بأنه لا يمكن إلا أن يكون فظا مع أعداء الثورة. رفضت الاستقالة بالاجماع (من بين الرافضين كان تروتسكي ايضا).
سار البلاشفة بقيادة ستالين في بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي، فتبنى المؤتمر 155 للحزب الشيوعي السوفياتي، الدي عقد في ديسمبر 1927، الخطة الخماسية الأولى (1928-1932) . كان جوهر الخطة يقضي ببناء الصناعة الثقيلة، الضرورية من أجل التصنيع الاشتراكي، و تشكيل التعاونيات الفلاحية.
 يقول ستالين عن الخطة الخماسيةالاولى : " ماذا كانت الحلقة الرئيسية في الخطة الخماسية؟ كانت الصناعة الثقيلة وكان محورها الصناعات الميكانيكية لأن الصناعة الثقيلة وحدها يمكنها إعادة بناء وتركيز الصناعة بمجملها والمواصلات والفلاحة. كان يجب إذن البدء بها للشروع في انجاز الخطة الخماسية وكان من المهم تبعا لذلك أن نضع تأهيل الصناعة الثقيلة وتطويرها في أساس عملية انجاز الخطة الخماسية".
و توازيا مع البناء الصناعي الضخم، أسس البلاشفة للنهوض الزراعي. لذلك أطلقوا في العام 1929 حملة شاملة لتحويل الزراعة الفردية إلى زراعة تعاونية ترتكز بالاساس على تعويم ملكية الأرض الزراعية. و استطاع الحزب خلال سنتين فقط أن يحدث تحولا نوعيا في المجال.
 هكدا ادن بدأت تتطور الاشتراكية و تنمو في الاتحاد السوفياتي بالاعتماد على إنشاء الصناعة الثقيلة و التعاونيات الفلاحية عبر تأميم الأرض والصناعة والمواصلات والبنوك والتجارة.
ففي الوقت الدي أصاب الاقتصاد الرأسمالي الانهيار بسبب أزمة 1929 و كان الامريكيون يصطفون صفوفا أمام البنوك الغدائية(banques alimentaires) للحصول على صحن حساء، كان السوفييت يحققون معدلات نمو فاقت كل التوقعات.
 و في الوقت الدي كان فيه الاتحاد السوفياتي معتمدا على قواه الداتية من أجل تحقيق هده الطفرات النوعية دون الاقتراض الخارجي، كانت الامبرياليات تعاني أزمة طاحنة بالرغم من اعتمادها على مصادر التراكم الرأسمالية و الاستيلاء على خيرات المستعمرات والبلدان المهزومة في الحرب العالمية.
 حققت الخطة الخماسية الاولى اهدافها قبل الاوان بفضل تضحيات الشبيبة الشيوعية و ملايين العمال و قيادة الحزب الشيوعي و تجاوزت كثيرا سقف التوقعات من بينها ما حدده ستالين عندما قال "فمن الضروري اللحاق بركب البلدان الرأسمالية المتقدمة والتفوق عليها. إما أن نحقق ذلك، أو انهم سيسحقونا".
 تجاوز السوفييت البلدان الرأسمالية فتضاعفت قيمة الانتاج القومي الاجمالي. و احتل الاتحاد السوفياتي المرتبة الثانية عالميا في انتاج الالات و المعدات و صهر الفولاذ. و انجزت كهربة البلاد (الموقع الثالث في ما يخص انتاج الكهرباء). كما حققت الاصول الثابتة للصناعات الثقيلة نموا قارب 3 مرات.
 يقول ستالين عن حصيلة الخطة الخماسية الاولى:
" في حين ارتفع بنهاية 1932 حجم الإنتاج الصناعي للاتحاد السوفيتي بـ334 % مقارنة بمستواه قبل الحرب، انخفض الإنتاج الصناعي للولايات المتحدة لنفس الفترة إلى 84 % من مستواه قبل الحرب وفي انجلترا إلى 75 % وفي ألمانيا إلى 62 % .
وفي حين ارتفع بنهاية 1932 حجم الإنتاج الصناعي للاتحاد السوفيتي بـ2199 % مقارنة بمستواه سنة 1928، انخفض الإنتاج الصناعي للولايات المتحدة لنفس الفترة إلى 56 % وفي انجلترا إلى 80 % وفي ألمانيا إلى 55 % وفي بولونيا إلى 54 % .
 هل تدل هذه الأرقام على شيء سوى عدم صمود النظام الصناعي الرأسمالي في امتحان التباري مع النظام السوفيتي، سوى حيازة النظام الصناعي الاشتراكي لجميع المزايا على النظام الرأسمالي."
اصيبت الامبرياليات بالدهول أمام انجازات البلاشفة و الشعوب السوفياتية. و ما زادها دهشة بعد دلك هو نجاح الخطة الخماسية الثانية نجاحا شاملا حيث تضاعف الانتاج القومي بأكثر من مرتين بالمقارنه مع سنة 1933. و ارتفع انتاج الكهرباء ب 700% و أنجز تسليم مئات الالاف (650000) من الجرارات و الات الحصاد لمحطات المكننة الزراعية و ازدادت مجمعات انتاج الصلب و ازدادت معها وتيرة صناعة ادوات الانتاج، أي الصناعات الثقيلة.
 و كان مضمون التطور الاقتصادي الشامل هو رفع مستوى عيش العمال والفلاحين و رفع رفاهيتهم، أي التحسين الحاسم للتعليم و الصحة و الإسكان و الخدمات المجتمعية في الاتحاد السوفياتي.
أقر المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي البلشفي الخطة الخماسية الثالتة (1938-1942) التي ركزت، بعد التطور الهائل في الاقتصاد، على الجانب النوعي و الجودة: رفع انتاج الفولاد بجودة عالية، تطوير الصناعات الدقيقة و غير الحديدية ثم الكيميائية، إلخ.
لكن نشوب الحرب العالمية 22 أثر على الخطة فانشأت مئات المعامل الحربية و انتجت الاف الطائرات الحربية و المدافع و الدبابات. فانتصر الاتحاد السوفياتي في الحرب و خلص البشرية من غول النازية.
 لا يفوتني هنا ان اشير الى اعتقال ابن ستالين ياكوف في الحرب العالمية الثانية. و قد كان ملازما في صفوف الجيش السوفياتي. تقدمت النازية بمقترح يفضي الى مبادلة ياكوف برئيس الجيش الالماني السادس النازي فريديريك باولوس، فرفض ستالين العرض رافضا تمييز ابنه عن الاخريين وقال :"جميع جنود الجيش الأحمر هم أبنائي ولن ابدل الملازم بالمارشال". قتل بعد دلك ياكوف في محاولة الهرب من سجن برلين المحاط بأسلاك كهربائية شائكة تبلغ 3 أمتار...
تبنت الخطة الخماسية الرابعة (1946-1950) اعادة اعمار ما دمرته الحرب الامبريالية و إعادة الاتحاد السوفياتي إلى المستوى الدي كان عليه قبل الحرب صناعيا و زراعيا. نجحت الخطة أيضا و تمكن السوفييت من تزويد جميع المصانع بما فيها الجديدة بكل ما تحتاجه من ادوات الانتاج. و تبين أن الاتحاد السوفياتي خرج من الحرب ليس منتصرا و حسب، لكن كأكبر قوة على المستوى العالمي..
أقر البلاشفة الخطة الخماسية الخامسة (1951-1955) بهدف تحقيق مستويات عليا لحياة الشعب المادية والثقافية. فكان عنوان الخطة تحقيق "خطوة واسعة للإمام في عبور الاشتراكية نحو الشيوعية"...
 اغتيل الرفيق ستالين، استولت التحريفية على السلطة و سار الاتحاد السوفياتي في اتجاه السقوط الحر نحو الانهيار.....
لكن طاحونة الصراع الطبقي لن تتوقف...لنا موعد مع التاريخ...

عاجل // البرلمان الالماني يصدر قرارا هاما حول اللاجئين المغاربيين

تم التصويت هذا الصباح في البرلمان الألماني على أن الدول المغاربية ( الجزائر، المغرب، تونس) ليست دولا آمنة.
Le Bundesrat a voté contre le projet de considerer les pays maghrébins comme des pays sûrs.

mercredi 8 mars 2017

نساء حكمن المغرب عبر التاريخ






نساء حكمن المغرب
ار :
تعاقبت على حكم المغرب، العديد من الدول، والعديد من العائلات، وفي هذا التداول على الحكم، برزت العديد من النساء، اللواتي استطعن صنع بعض حلاقات المسلسل التاريخي للمغرب.
هذه بعض الأسماء النسائية التي حكمت المغرب خلال 12 القرن الأخيرة :
كنزة الأوربية :



كنزة الأوربية نسبة إلى قبيلة أوربة الأمازيغية المسماة حالية منطقة زرهون، وهي ابنة زعيمها إسحاق بن محمد بن عبدالحميد، تزوجها المولى إدريس الأول العام 788 م الذي حل بالمغرب هربا من أذى العباسيين، ولما كان لآل البيت من الصيت الحميد استقبلته قبيلة أوربة البربرية فأنزلته منزل الترحاب والتكريم وآوته ونصرته، ودعمته فيما بعد لتأسيس الدولة الإدريسية، بعد أن زوجوه كنزة.
هي إذن زوجة إدريس بن عبد الله بن الحسن، بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس بن إدريس مؤسس مدينة فاس. ذكرتها العديد من المصادر بصفات متعددة «أمة» و «جارية» و «أما» و «أم» ولد. ومنها من نسبها إلى قبيلة نفزة الأمازغية فيما أكد غيرها أنها بنت عبد الحميد أو إسحاق بن عبد الحميد الأوربي، زعيم قبيلة أوربة التي احتضنت إدريس الأول.
لعبت كنزة دورا حاسما في دولة الأدارسة وفي تاريخ المغرب، حيث كان زواج إدريس الأكبر بها سنة 788 م ممهدا لإقامة دعائم ملكه ودوام أثره في المغرب بالاستناد إلى شوكة قومها. كما جسدت استمرارية ورش بنائها برعايتها وإشرافها على تربية ابنها إدريس بن إدريس، ومواكبتها له حتى قيل إنها كانت تتولى إطعامه وطبيخه خوفا من غدر الغادرين.
كما تجلت حكمتها السياسية في إشارتها على حفيدها محمد بن إدريس تقسيم أعمال المغرب بين إخوته فكانت بذلك أول خطوة نحو اللامركزية والجهوية.
الدكتورة نُضار الأندلسي الباحثة في التراث القديم المتعلق بالمرأة، تناولت في بحثها عدة نساء مغربيات وكان تناولها فرصة للتأكيد على أن المرأة المغاربية ومنذ القدم تولَّت الحُكم وشاركت في توجيه السياسة حيث سعدت منطقة شمال إفريقيا بظهور شخصيات نسائية بَصَمن تاريخ المنطقة بحِبرٍ من ذهب، ومنهن الأميرة كنزة الأوربية.
وقد أصدرت الدكتورة نضار أخيرا كتاب «شخصيات نسائية من شمال إفريقيا القديم» تحدثت عن عدة شخصيات منها كنزة الأوربية.
السيدة الحرة حاكمة تطوان :


رغم شح المصادر العربية التي تتحدث عن شخصية السيدة الحرة، إلا أن المراجع الإسبانية والبرتغالية أسهبت في ذكرها ووفتها بعض حقها، إذ إن الإسبان كانت لهم علائق متصلة مع السيدة الحرة خاصة مع حكام سبتة وقواد الأساطيل الأجنبية التي كانت تمخر البوغاز.
هي عائشة بنت علي بنموسى بن راشد، أمير وحاكم شفشاون إبان حكم الدولة الوطاسية على المغرب، تلقت تعليمها على يد أكبر الفقهاء، وتميزت بالذكاء وسرعة البديهة ما انعكس على تكوين شخصيتها، وجعلها من بين أكثر النساء تأثيراً في تاريخ المغرب رغم أنها عاشت في زمن كانت تعد فيه ولاية المرأة للحكم شيئاً غير معهود.
فوفقاً لما جاء في كتاب “تاريخ تطوان” لكاتبه محمد داود، فقد تزوجت السيدة الحرة من القائد المنظري حاكم تطوان سنة 1510م، وكانت تتولى بعض شؤون المدينة في غياب زوجها وتنوب عنه في بعض القضايا لما كانت عليه من سداد الرأي وحسن التدبير، ولما توفي قبضت على زمام الحكم وارتضى الناس حكمها لما كانت عليه من الحزم وحسن السياسة.
سحبت السيدة الحرة الحكم من يد آل منظري، قبل أن تتعرض لمؤامرة شارك فيها رجال عائلة آل منظري وبعض سكان تطوان وانقلبوا عليها سنة 1542م، ليحل مكانها محمد الحسن المنظري الذي طردها واستولى على ممتلكاتها وانفرد بالحكم في تطوان.
الزهراء الوطاسية حاكمة فاس :


حكمت مدينة فاس في وقت وُصف بالعصيب في تاريخ الدولة الوطاسية بالمغرب، لمدة زادت على السنة، ما اعتبره المؤرخون دليلاً على قوة هذه السيدة التي تمكنت من القبض على زمام الحكم في ذلك الظرف الصعب.
هي الزهراء التي كانت تدعى بزهور بنت منصور بن زيان الوطاسي أخت أبي الحجاج يوسف، التي لعبت دوراً مهماً في أواخر عهد الدولة المرينية وبداية عهد الدولة الوطاسية ببلاد المغرب، بعد آن تولت زمام الأمور في مرحلة انتقالية بين الدولتين في الفترة التي شهدت فيها منطقة المغرب الأقصى تطورات سياسية كبيرة.
وحافظت على أمن عاصمة فاس رغم هبوب عواصف الفتن والأعاصير التي واكبت نهاية المرينيين وبداية العهد الوطاسي، كما قال أحمد بن خالد الناصري في كتابه “الاستقصا لأخبار بلاد المغرب الأقصى” (لكاتبه محمد الناصري دار الكتاب – 1997م / 1418هـ).
وبقيت حضرة فاس في يد أخت أبي الحجاج زهور الوطاسية مع قائده السجيري إلى أن تولى الأمر محمد الشيخ الوطاسي أول الملوك الوطاسيين.
وكان المغرب حينها يواجه أطماع القوى العظمى، لاسيما بعد التواجد العثماني في المغرب الأوسط والأدنى، والايبريين في إسبانيا والبرتغال، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على الحكم إلى أن تولى أمره محمد الشيخ الوطاسي كأول الملوك الوطاسيين في المغرب.
خناثة أول وزيرة في تاريخ الدولة المغربية :


تعتبر خناثة بنت بكار أول وزيرة في تاريخ الدولة المغربية، وهي زوجة السلطان المولى إسماعيل سليل الأسرة العلوية الذي حكم المغرب ما بين (1082 – 1139 هـ)، وكانت في نفس الوقت وزيرته ومستشارته التي كان يرجع إليها في أصعب الظروف التي مرت منها الدولة، نظراً لما كانت تتميز به من ذكاء ودراية بأمور السياسة.
وكانت لابنة الشيخ بكار بن علب بن عبدالله المغافري، أدوار سياسية كبيرة في تاريخ المغرب، خاصة بعد وفاة زوجها المولى إسماعيل وخلال حكم ابنها المولى عبدالله، اذ ساندته في حكمه وكانت تمده بالنصح لما يخدم مصلحة الدولة.
وقال المؤرخ عبدالهادي التازي (رحمه الله) في كتابه “المرأة في الغرب الإسلامي” إن للسيدة خناثة دوراً بارزاً في تثبيت اتفاقية السلام والتجارة التي وقعت بمكناس بين الإيالة الشريفة ودولة إنكلترا في شخص سفيرها شارل ستيوارت خلال صيف سنة 1721م، نفس السفير كانت له مراسلات مع السيدة خناثة بخصوص طلب دعمها لهذه الاتفاقية، وبشأن التدخل لدى السلطان للإفراج عن عدد من الأسرى الإنكليز.
وتوفيت خناثة بنت بكار سنة 1159 بمدينة فاس ودفنت بها.
زينب النفزاوية زوجة مؤسس مراكش :


قال عنها ابن خلدون: “كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة”، فقد كانت زينب النفزاوية ذات حسن وجمال، ذكية وحكيمة، تزوجها أبوبكر اللمتوني وطلقها، ليتزوجها ابن عمه يوسف بن تاشفين أمير المرابطين ومؤسس مدينة مراكش.
لعبت ابنة إسحاق الهواري من قبيلة نفزاوة الأمازيغية دوراً كبيراً في مسرح الأحداث السياسية للدولة المرابطية وساعدت زوجها في الكثير من الأمور السياسية المستعصية، كما جاء في كتاب “الاستقصا”، إذ كان لزينب دور كبير في تحفيز زوجها يوسف بن تاشفين على بناء مدينة مراكش سواء عند وضع أسسها الأولى في عام 461هـ أو استكمالها بدءاً من عام 463هـ”.
 

عاجل // اغتيال نائب برلماني مغربي + صور

عاجل
مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس امام منزله بحي كاليفورنيا بالبيضاء . رميا بالرصاص

vendredi 3 mars 2017

عاجل من الحسيمة

عاجل : وفاة أربعة من مشجعي الوداد البيضاوي في قسم الانعاش بالحسيمة

نقلا عن صفحة ابراهيم الريفي