jeudi 26 juillet 2018

كلمات اغنية الام الوطن // ع الله زريقة


ة الأم الوطن
سنة 1978

ما بقى ضحك
ما بقات اوْناسا
معلوم تضَلِّي عساسا
فالشرجم تتسناي اخيالو
ولدك يرجع من المدرسة
إيقول ليك الحاكم
ولدك ما اقرى والو
ايقول ليك الحاكم
ولدك شغلاتو السياسة
ايْقول ليك الحاكم
ولدك ما اشبه شِي لخوالو
ولدك تلزموا حراسة
يتربى يرجع لحالو راك ما ربيتي والو
يتربا يرجع لحالو راك ما ربيتي والو
كان لازمك تكوني كوساسا
او بوليس إمنعوا و قمعوا
ما يَضْسَر ما يخمم في رياسة
ولدي ياسيدي الرزانة والوقر
ولدي ياسيدي اتباثة وكياسة
ولدك آلالة ما شبه شي لخوالو
اعشق العامل وعشق الفلاح
ولدك آلالة فلسطيني ولدك آلالة
ولدك كيفاري
كيحلم بالعسة كيحلم بالسلاح
ولدك آلالة كيقولوا يساري
خلاص خلاص اتحزم للكفاح
"ونْـتِينا يا لالة تتقولي قاري
يكفينا يا لالة آش بنا لمزاح
ولدك ألالة رجلو خرجوا الشواري

ولدك آلالة " مْوسخ لَضْواصا
ولدك آلالة لازم يتكلاصا
--
ولدي يا سيدي تربية إيدي
امقرياه انا ولدي تلميذي

ولدي بخوتوا ولدي باخوالو
ولدي بارفاقوا وارفاقوا اشْحال
ولدي فلسطيني ولدي كيفاري
واخوت فالنضال
ولدي باقرايتو ولدي باعنايتو
واخوت في النضال
ولدي فلاحة ولدي عمال
ولدي سعيدة ولدي زروال
ولدي فلاحة ولدي عمال
ولدي بنبركة ولدي عمر
ولدي دهكون ولدي رحال
ولدي فلاحة ولدي عمال
ولدي سعيدة ولدي زروال
ولدي بنبركة ولدي عمر
ولدي دهكون ولدي رحال
ما نبكي ما نتألم
ما نخسر ما نتهزم
مزالة نولد صُبحية
او مع لعشية نتحزم
او نعاود نقري ونعلم
كرشي فاكفايتو- كرشي فحمايتو
كيدي يا نار
كيدي و زيدي و حرقي لدخال
حرقيها مازال
كيدي او زيدي او ولدي لرجال
كيدي يا نار كيدي يا نار
آه آه آه آه - آه آه آه آه - ها ها ها ها

mardi 24 juillet 2018

نبيلة منيب والاصوليين // حلال عليها حرام علي الاخرين

 

ا

سياسةنبيلة منيب: موقفي واضح من الأصوليين وإخراج ورقة حضوري معهم بتركيا تم بسبب هذه الدوافع الدنيئة

ا 09:45  5627

تشهد العائلة اليسارية بالمغرب نقاشا صاخبا، سببه إحياء حدث قديم يعود لعام 2015، حين شاركت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، بصفتها الجامعية وليس السياسية، في لقاء جمع علمانيين وأصوليين بتركيا. النقاش مرده اتهام خصوم نبيلة لها بكونها سقطت في تناقض مفاده أنها "تحلل لنفسها ما تحرمه" على إخوتها اليساريين عبر وضعها لخط أحمر في التعامل مع أصوليي المغرب."أنفاس بريس"، اتصلت بنبيلة منيب التي دحضت الانتقادات الموجهة في هذا الحوار:

+ في أي سياق يندرج اللقاء الذي عقدته مؤسسة قرطبة بين العلمانيين والإسلاميين؟ علما أنه قد وجهت لك انتقادات عديدة من صلب اليسار بشأن اللقاء الذي حضرته، وجمع علمانيين بأصوليين. ما هو ردك؟

- أولا هذه اللقاءات قديمة نسبيا، وهي لقاءات أشرفت عليها مؤسسة قرطبة بجنيف، وهي مؤسسة تشتغل على عدد من المواضيع.. وأن تكون لها أهداف فهذا أمر طبيعي، وأنا لم أحضر كافة لقاءات هذه المؤسسة، حيث شاركت في إحدى ندواتها في تونس عام 2012 تمحورت حول الديمقراطية، بحضور خليط من المشاركين من توجهات مختلفة، وقد حضرت إلى جانب 5 مغاربة آخرين بصفتنا كأكاديميين، ولم أحضرها بصفتي السياسية. مداخلتي في الموضوع أشرت فيها أن التيارات الإسلامية لن تكون أبدا ديمقراطية، وأنها لن لا تتمكن من تحرير شعوبها، علما أني ما زلت أحتفظ بالمداخلة.

مؤسسة قرطبة عقدت لقاءات أخرى لم أحضرها، بل حضرت في لقاء ثان وأخير احتضنته مدينة إسنطنبول التركية في عام 2015، وألقيت مداخلة كذلك في هذا اللقاء، وهي مازالت موجودة بحوزتي (سأزود موقع"أنفاس بريس" بنص المداخلتين فيما بعد).. وما أود الإشارة إليه هو أنني لم أوقع على أي شيء.. لا على بيان ولا على اتفاق.. وإذا كانوا قرروا شيئا معينا في لقاءات بعد ذلك لم أحضرها، فلست معنية بالأمر..

+ نعم الحدث تم في سنة 2015، والانتقاد وجه لك اليوم لأنك وضعت خطا أحمر مع الأصوليين، وبالتالي ينتقدك خصومك لأنك تجالسين الأصوليين الذين ترعاهم قطر في تونس وتركيا وتمنعين إخوتك من الجلوس معهم بالمغرب؟

- كل ما في الأمر هو أننا بصدد التحضير لمؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد، والذي سينعقد في نونبر المقبل.. وهناك مجموعة من الأشخاص الذين لم يشتغلوا داخل الحزب في الوقت الذي كان بإمكانهم القيام بذلك، وهاهم يتصارعون الآن.. أمر طبيعي أن يحدث هذا في هذا الوقت بالذات.. وأن يتحدث أحد رفاقنا عن وجود ما أسماه "زلة من زلات الأمينة العامة"، علما أن وجود هذا الشخص منذ بدايته كان كله زلات.. لا يحرك ساكنا.. إنه شخص لطيف، لكنه لا يعمل للأسف، ولديه بعض أصدقائه الذين يريدون إحداث بعض "القلاقل" داخل الحزب .

+ لكن الأمر لا يقتصر على أشخاص بالاشتراكي الموحد، بل أيضا بعض اليساريين المنتمين لحزب الطليعة يؤاخذون عليك كونك وضعت خطا أحمر في التحالف مع العدل والإحسان، بينما -كما يقولون- إن نبيلة منيب جالست تيارات إسلامية تدعمها قطر؟

- هناك فرق بين المشاركة في ندوة فكرية بالصفة الأكاديمية وليست الصفة السياسية، وبين الحضور سياسيا.. هناك فرق كبير بين إلقاء مداخلة بصفة مستقلة، وبين التحالف سواء ميدانيا أو سياسيا.. وكما قلت لك، لم يسبق لي أن وقعت على أي بيان أو وثيقة بهذا الخصوص.. ومع ذلك فإن مداخلتي لم ترق للبعض لدرجة أن أحد الأساتذة الحاضرين، وهو المختار العبدلاوي وأساتذة آخرين قالوا لي "إن كلامك لم يرق الإسلاميين.. ولو أنهم كانوا يمتلكون الكلاشنكوف لما ترددوا لحظة واحدة في اغتيالك خلال نفس اليوم.."

إذن بالنسبة لي قمت بعمل جيد.. حيث قلت بشكل واضح بأنه لاوجود لنقاط التقاء مع الأصوليين، فليس لديهم أي مشروع سياسي أو اقتصادي لمواجهة الوضع الذي نعيشه في العالم العربي والإسلامي .

+ إذن إخراج هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات له علاقة بالتحضير لمؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد، في نظرك؟

- أعتقد أن هناك أشخاصا يقفون وراء ما يتم الترويج له الآن. لا تنسى أننا كحزب لم نصمت إزاء ما حدث في حراك الريف، كما أن من يحركون الخيوط لم يرقهم تعاملنا ولم ترقهم تصريحاتنا، وهناك من لم ترقه حتى الورقة التي كتبتها مؤخرا ونشرتموها في "أنفاس بريس" بعنوان "البؤساء".. لكن هناك من ينصت لنبيلة منيب سواء أحبوا أم كرهوا.. وكل هذا ندركه. ومن أراد أن يحاسبني فأنا مستعدة لذلك، لكن أنا أيضا سأحاسبهم، وهذه هي الديمقراطية.


jeudi 21 juin 2018

نتايج الباكلوريا2018

حسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية تعلن ان النتائج الرسمية برسم الدورة العادية ستعلن يوم الخميس ليلا على الساعة.12:00
عبرالدخول الى المواقع التالية:
موقع مسار: https://massar.men.gov.ma/Account
موقع تعليم: www.taalim.ma
موقع وزارة التربية الوطنية: https://men.gov.ma

وفي جميع المؤسسات يوم الجمعة 22 يونيو على الساعة الخامسة.مساءااا.
حظ موفق للجميع.
مع تمنياتنا بالنجاح والتوفيق.

mardi 19 juin 2018

عاجل // تلميذ يدبح زميله

عاجل دبح تلميد لزميله بقلعة السراغنة
شهدت اعدادية ابو بكر بقلعة السراغنة عملية ذبح تلميذ لزميله باداة حادة مقص بسبب عدم تزويده ب النقلة خلال امتحان 9 اعدادي

vendredi 15 juin 2018

عاجل // جديد قضية صلاخ ضد الاورغواي

عاجل // جديد قضية صلاخ ضد الاورغواي

اعلنت مصادر طبية في جهاز المنتخب المصري قبل لحظات جاهزية صلاح التامة بدنيا للعب . ليبقي قرار اقحامه بيد المدري هيكتور كوبر

mardi 12 juin 2018

خبر عاجل من محكمة البيضاء

عاجل
معتقلوا حراك الريف يقررون مقاطعة كل جلسات محاكمتهم بالبيضاء و تاجيل جلسة اليوم لهدا السبب .
وهده صورة باسماء المعتقلين الريفييين

عاجل // صور خطيرة من قلب شركة الحليب


mercredi 6 juin 2018

عاجل // استقالة لحسن الداودي



كشف مصدر مسؤول من داخل قيادة حزب العدالة والتنمية أن لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، اتخذ قراراً حاسماً بعد موجة الاستنكار الواسعة التي خلفتها مشاركته في الوقفة الاحتجاجية تضامناً مع عمال "سنطرال" أمام البرلمان.

وقال مصدر هسبريس إن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ستجتمع مساء اليوم في لقاء حاسم للنظر في القرار الذي اتخذه الوزير الداودي، مضيفاً: "لقد أخطأ فعلاً، لكنه تحمل مسؤوليته بقرار جديد يرتقب أن يُناقش اليوم"، في إشارة إلى تقدمه بطلب استقالته من الحكومة.

وأضاف القيادي في حزب "البيجيدي"، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الداودي رجل مسؤول ولديه أخلاق عالية، وأنا واثق أنه تحمل مسؤوليته من الخطوة التي ينبغي أن يكون لها ما بعدها"، قبل أن يؤكد: "القرار اتخذه وسيعلن عنه في وقته".

وأوضح القيادي ذاته أن هناك إجماعاً داخل الحزب على أن مشاركة الداودي في الوقفة الاحتجاجية "عمل غير لائق، وغلط كبير فيه سوء تقدير لم يكن يليق به كوزير القيام به، لكن الآن وقد فعل، ستتخذ الأمانة العامة للحزب قرارها أيضاً".

ووجه سعد الدين العثماني توجيهاً عاجلاً إلى جميع أعضاء الحزب بعدم الإدلاء بأي تصريح أو الإعلان عن أي موقف بأي وسيلة كانت، إلى حين مناقشة موضوع خروج لحسن الداودي في مظاهرة عمالية أمس من قبل الأمانة العامة للحزب.

وكان رئيس الحكومة قد اتصل بالداودي مباشرة بعد مشاركته في الوقفة، لينبهه رسمياً إلى أن الفعل "غير لائق تماماً".

وشهدت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عمال شركة "سنطرال دانون" التي تشملها "المقاطعة"، ليل أمس أمام البرلمان، التحاق وزير الحكامة والشؤون العامة، لحسن الداودي، رافعا بدوره وسط جموع المحتجين شعارات ضد حملة المقاطعة، من قبيل "هذا عيب هذا عار..الاقتصاد في خطر"، و"هذا عيب هذا عار..المقاولة في خطر"، "لا تقاطع لا تقاطع .. العامل هو الضائع"، "المقاطعة ضراتنا

عاجل الحكومة تمرر غدا مرسوما متعلقا بالنظام الاساسي لوزارة التعليم


lundi 4 juin 2018

حول مسائل الانتفال للاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا :كيم ال سونغ


في الأيام الأخيرة ، وخلال دراسة وثائق الحزب ، طرحت آراء مختلفة حول قضايا مرحلة الانتقال , وحول ديكتاتورية البروليتاريا ، من عدد معين من العلماء و الكادرات المكلفة بالعمل الايديولوجي . وعند ظهور مقال يتعلق بهذه القضايا ، تعددت الآراء حوله ؛ ولقد كنت قد أعطيت خلاصة بسيطة بعدما درست المواد المتعلقة بهذه القضايا ، وبعدما تبادلت الآراء مع العلماء . ولكن الرفاق الذين أصغوا إلي قد تناقلوها بعدما فسرها كل على طريقته ، فنتج عن ذلك أن نقاطا عدة قد حورت . وبما أن المواضيع المطروحة على جدول البحث مهمة للغاية ، ومرتبطة بوثائق مؤتمر الحزب ، لذلك لا يمكننا إهمالها . وأصر اليوم على التحدث بطريقة أكثر تفصيلية .

كما بالنسبة لجميع القضايا العلمية والنظرية ، يجب حل قضايا مرحلة الانتقال ودكتاتورية البروليتاريا ، أنطلاقا من أفكار ((الجوجي)) Djouch (1) التي تخص حزبنا . علينا ألا نحل هذه القضايا بطريقة دوغمائية ، متقيدين باطروحات الكلاسيكيين ؛ وعلينا ألا نحلها على طريقة  الغير ، تاركين أنفسنا مقيدين بأفكار تبعية للقوى الكبرى(2) وكما يظهر بالنسبة لتحليل دراسات علماء عدة ، وبالنسبة لقراءات بعض الرفاق يعالج كل منهم تقريبا، بطريقة دوغمائية ، اطروحات الكلاسيكيين ، إن لم نقل أنهم يعالجون المواضيع حسبما يفكر الناس في بلدان أخرى ، تاركين أنفسهم ينجرون في انحرافات ((التبعية للقوى الكبرى)). لذلك فانهم يطرحون القضايا ، في نهاية الأمر ، في اتجاه مختلف تماما عما يفكر به حزبنا ، وإن شئنة إتباع هذا المنطق ، فلا يمكننا أبدا دراسة القضايا وحلها بطريقا صحيحة . ولا يمكننا التوصل إلى نتيجة صحيحة إلا بمعالجة القضايا موضوعيا ، دون تبعية للقوى العظمى ، ودون دوغمائية. فلنتحدث باديء الأمر عن مرحلة الانتقال .

حتى نوضح قضية مرحلة الانتقال توضيحا صحيحا ، من الضروري ، في البدء ، فحص الظروف التاريخية ومعرفة المقدمات التي انطلق منها الكلاسيكيون في هذا الموضوع ، وماركس منهم على الأخص .

حسبما نعرف ، عندما حدد ماركس الاشتراكية ، وعندما عالج قضية مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية، أو مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية . كان يعني بلدا رأسماليا متطورا . انني أعتقد أنه يتوجب علينا، قبل أي شيء آخر ، فهم هذا الحدث بوضوح ، حتى نتمكن من حل قضية مرحلة النتقال ، بصواب .

كيف يظهر لنا البلد الرأسمالي المتطور لنا البلد الرأسمالي المتطور ، الذي تحدثنا عنه ؟ أنه بلد رأسمالي ، يعمل فيه العامل الزراعي الى جانب العامل الصناعي ، واختفى فيه الفلاح من القرية ، لأن القرية والمدينة بعدما خضعتا إلى تحولات رأسمالية تامة ، سيطرت فيهما العلاقات الرأسمالية على المجتمع . هذا هو البلد الرأسمالي الذي فكر به ماركس ، عندما طور عقيدته ، وبالتخصيص كان يقصد بلدا كبريطانيا العظمى وهو البلد الذي عاش فيه Premisse قبل أي شيء آخر ، ظروف غياب الفروقات الطبقية بين الطبقة العاملة والفلاحين .

وإذا فحصنا الآن البلدان الرأسمالية الأكثر تطورا في عصرنا نلاحظ أن القوى المنتجة ، بعدما بلغت مرحلة متطورة جدا في هذه البلدان ، خضع الريف أيضا إلى تحولات رأسمالية كاملة ؛ انطلاقا من هذاالواقع ، تشكل طبقة العمال ، الطبقة العاملة الوحيدة في الريف ، كما في المدينة . ففي بعض البلدان الرأسمالية ، هناك عدة عشرات من الآلاف من المزارع بلغت مرحلة عالية من المكننة Mécanisation ، وبلغت كهربة الأريافوكيمأتها  Chimisationوريها أيضا ، مستوى عال . لهذا ، فان العامل الزراعي في ذلك البلد يزرع كما يقال ، ثلاثين ((زنغبو))  djungboمن الأراضي . ماذا يعني كل ذلك؟ أنه يعني في الواقع ، ليس فقط أنه لا يوجد فروقات طبقية بين الطبقة العاملة والفلاحين ، بل أن القوى المنتجة في الزراعة بلغت أيضا نفس المستوى الذي تتمتع به القوى المنتجة الصناعية تقريبا . وإن كان هناك أي فارق ، فانه لا يوجد إلا بين ظروف العمل : يعمل العامل الصناعي في المصنع ، بينما يعمل العامل الزراعي في الحقول .

.

وكان ماركس يعتبر أن مرحلة الانتقال إلى الاشتراكية بعد استلام البروليتاريا للسلطة في هذه البلدان المتطورة ، هي مرحلة قصيرة نسبيا . وبتعبير آخر ، كان يعتقد أنه ، إذ لا يوجد في المجتمع إلا طبقتين طبقة الرأسماليين وطبقة العمال ، يصبح بالإمكان إنجاز مهمات مرحلة الانتقال في فترة قصيرة نسبيا ، ومن ثم الانتقال بسرعة إلى المرحلة العليا من الشيوعية ، حينما تسحق طبقة الرأسماليين ، وتضبط أملاكها وحينماتحول إلى ملكية الشعب بأجمعه ، خلال فترة الثورة الاشتراكية . ولم يجزم ماركس أبدا أنه بالامكان الانتقال مباشرة من الرأسمالية إلى الشيوعية، دون المرور بمرحلة الاشتراكية . فمهما يكن من تطور القوى المنتجة ، وحتى إن لم يكن هناك أية فروقات طبقية بين الطبقة العاملة والفلاحين علينا أن ننجز ، قبل الانتقال (الى الشيوعية – ملاحظة الصوت الشيوعي ، مهمات مرحلة الانتقال (من الرأسمالية الى الاشتراكية – ملاحظة الصوت الشيوعي ، التي تفترض تصفية بقايا قوى الطبقة المستغلة وبمنع انتشار بقايا الافكار القديمة عند الناس . إنه الموضوع الأول الذي يتحتم علينا أخذه بعين الاعتبار ، دون تردد .

أما الموضوع الثاني الذي يجب أخذه بعين الاعتبار أيضا من أجل دراسة عقيدة ماركس عن مرحلة الانتقال ، ومن أجل توضيح هذا الموضوع كما يجب ، هو نظرة ماركس عن الثورة المستمرة .

وكما يعلم الجميع ، لم يكن بقدرة ماركس رؤية التطور السياسي والاقتصادي غير المتعادل للرأسمالية ، بوضوح ، لأنه عاش في عصر الرأسمالية ما فبل الإحتكاراية . و كان يعتبر بالتالي ، أن الثورة البروليتارية سوف تنفجر ، تدريجيا ، وبطريقة متتابعة ، في أهم البلدان الرأسمالية من أوربا ، و كان يتوقع انتصار الثورة العالمية بسرعة نسبيا. انطلاقا من هذه المقدمات ، لم يعتبر ماركس فقط أن مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية هي مرحلة تاريخية قصيرة نسبيا ، بل أنه حدد أيضا أن ديكتاتورية البروليتاريا ستتوافق في الوقت نفسه مع مرحلة الانتقال ، مما يعني انه حدد مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا ، كمواضيع لا تنفصل عن بعضها البعض . وعلينا أيضا أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار .

ويمكننا الاعتبار أيضا ، أن لينين قد أكمل في الجوهر ، موقف ماركس ، عندما طرح قضايا مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا . وفي الحقيقة ، وإن كانت روسيا التي عاش فيها لينين ، ومارس فيها نشاطاته السياسية، بلدا رأسماليا ، فانها لم تكن أبدا بلدا رأسماليا متطورا ، بلبلدا رأسماليا متخلفا يختلف عن بريطانيا العظمى وألمانيا حيث عاش ماركس وحيث مارس نشاطاته السياسية . ولهذا أعتبر لينين أن مرحلة الانتقال إلى الاشتراكية ، هي مرحلة طويلة نسبيا وليست قصيرة كما اعتقد ماركس .

لكن لينين أيضا ، مسترشدا بتعاليم ماركس ، قد أكد أن المجتمع الذي لا زالت فيه الفروقات الطبقية بين العامل والفلاح بالرغم من كون الطبقة العاملة قد قلبت نظام الحكم الرأسمالى واستلمت السلطة ، هو مجتمع انتقالي ، أي بالتأكيد ليس مجتمعا شيوعيا أو مجتمعا اشتراكيا كاملا . ثم قال بانه لا يكفي قلب الرأسماليين كطبقة بل يجب إلغاء الفروقات بين العامل والفلاح حتى تتحقق الاشتراكية بكاملها . وفي آخر تحليل ، كان لينين يعتبر أن مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية أو إلى الشيوعية(أو: على أعتبار أن الاشتراكية هي المرحلة الاولى للشيوعية – ملاحظة ) هي تلك الفترة التي تمتد من قلب طبقة الرأسماليين على يد الطبقة العاملة ، حتى تحقيق مجتمع دون طبقات يجهل الفروقات بين الطبقة العاملة والفلاحين . انني أعتقد أن هذا التعريف عن مرحلة الانتقال ، هو في غاية الصحة (يرى ماو تسي تونغ نقيض ذلك : لاحظ الفقرة المؤشرة ب ** في ادناه - ملاحظة ) .

لكن المسألة تكمن في أن رفاقنا يعالجون اطروحات ماركس ولينين بطريقة دوغمائية دون الاخذ بعين الاعتبار العصر أو الظروف التاريخية التي انطلقت منها تلك المقولات ، وفي أنهم يعتقدون أن مرحلة الانتقال ودكتاتورية البروليتاريا متطابقتان ومتلازمتان .

ومما لا شك فيه أن مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية أو الشيوعية لا يمكن أن تتم إلا بعد قلب مجتمع الرأسماليين ، وبعدما يتحقق المجتمع اللاطبقي ، حيث تختفي فيه تماما الفروقات بين الطبقة العاملة والفلاحين . ومن ثم يمكننا الاعتقاد ، أنه في حالة نشوب الثورة الاشتراكية بشكل متتال في كل البلدان ، وحيث ستنتصر الثورة على الصعيد العالمي ، ستتطابق مرحلة الانتقال ودكتاتورية البروليتاريا الواحدة مع الاخرى ، ومع انتهاء مرحلة الانتقال ، ستزول ديكتاتورية البروليتاريا وتضمحل الدولة(3) عندئذ .

لكن ، علينا أن نلاحظ ، أنه عندما ستبنى الاشتراكية ، ويتحقق المجتمع اللاطبقي في بلد واحد أو في منطقة ما،ستأخذ مرحلة الانتقال نهايتها ، بينما لم تنتصر الثورة بعد على الصعيد العالمي ، ولا يمكن لدكتاتورية البروليتاريا أن تزول ، ولا يمكننا التحدث عن اضمحلال الدولة ، وما دامت الرأسمالية تعيش في العالم . لذلك ، ومن أجل توضيح قضايا مرحلة الانتقال و ديكتاتورية البروليتاريا ، كما يجب ، علينا إلا نتشبث بطريقة دوغمائية باطروحات ماركس ولينين ، بل علينا معالجة هذه القضايا انطلاقا من الخبرات العلمية لبناء الاشتراكية في بلادنا .

وفي الوقت الحاظر ، يستعمل البعض مفهوم مرحلة الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية ، لكنهم لا يستخدمون بأي شكل من الاشكال مفهوم مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية ، أي الانتقال إلى المرحلة العليا من الشيوعية . مع انهم يستعملون عبارة ((الانتقال التدريجي من الاشتراكية إلى الشيوعية )) .

يكمن الانحراف الانتهازي اليميني (يقصد الموقف الروسي – ملاحظة ) ، في أعتبار أن مرحلة الانتقال تمتد من تمكن الطبقة العاملة من السلطة ، حتى انتصار النظام الاشتراكي ، والاعتقاد ، عندما يطابقون مرحلة الانتقال مع مرحلة ديكتاتورية البروليتاريا ، إن ديكتاتورية البروليتاريا تنجز مهمتها التاريخية عندما تبلغ مرحلة الانتقال نهايتها . ولهذا فان الذين يقفون إلى جانب ذلك الخط ، يؤكدون أنه ، منذ انتصار الاشتراكية ، المرحلة الاولى من الشيوعية ، كاملة بقدر ما هي نهائية ، وبعد الانتقال إلى البناء الشيوعي المعمم تكون ديكتاتورية البروليتاريا قد وفت مهمتها التاريخية ، وأنه لم يعد أية ضرورة لاستمراريتها ، انها وجهة نظر انتهازية يمينية تتعارض تماما مع الماركسية اللينينية .

ما هي اذن وجهة النظر الانتهازية ((اليسارية)) (يقصد وجهة نظر الصين – ملاحظة ) ؟ في الماضي كان اصحاب وجهات النظر ((اليسارية)) يعتبرون إن قضية مرحلة الانتقال هي كما كان يعتبرها اصحاب وجهات النظر الانتهازية اليمينيين (قبل حدوث الانشقاق الصيني السوفيياتي– ملاحظة الصوت الشيوعي . لكن في المدة الاخيرة (بعد وقوع الأنشقاق الصيني السوفيياتي – ملاحظة ) ، انطلاقا من مراكزهم التي تعتقد أنه لا يمكن تحقيق الشيوعية إلا بعد عدة أجيال ، فأنهم يدعون أنه يجب اعتبار مرحلة الانتقال كمرحلة انتقالية من الرأسمالية إلى المرحلة العليا من الشيوعية**(وجهة نظر ماو تسي تونغ – ملاحظة) . ان هدفهم من هذا ، على ما أظن ، هو انتقاد الانتهازية اليمينية إن انتقاد الانحرافات اليمينية لشيء جميل ، لكن وجهة نظر كهذه عن قضية مرحلة الانتقال لا يمكننا اعتبارها صحيحة .

كما رأينا سابقا ، يمكننا التأكد من أن الناس هؤلاء يرتكبون جميعهم – أي الانتهازيون ((اليساريون)) (أي الصينيين – ملاحظة ) و الانتهازيون اليمينيون(أي الروس – ملاحظة ) انحرافات ، عندما يعالجون قضايا مرحلة الانتقال وقضية ديكتاتورية البروليتاريا .

برأينا لا أهمية زائدة لتسمية مرحلة الانتقال بمرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية ، أو مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية ، لأن الاشتراكية هي المرحلة الأولى من الشيوعية . الأمر المطروح هنا ، هو أن عددا من الرفاق المصابين بمرض الخضوع للقوى الكبرى ، يعتبرون ، حسب وجهة النظر الانتهازية ((اليسارية)) (أي الصينية – ملاحظة ) ، ان مرحلة الانتقال تمتد بين الرأسمالية والمرحلة العليا من الشيوعية ، أو يعتبرونها ، حسب وجهة النظر الانتهازية اليمينية (أي الروسية – ملاحظة ) ، كما لو كانت تمتد حتى انتصار الاشتراكية .

لا تكمن النقطة الحيوية من نقاشنا حول قضية مرحلة الانتقال إذن ، في عبارات ((الانتقال إلى الاشتراكية)) أو ((الانتقال إلى الشيوعية)) ، بل في معرفة حدود مرحلة الانتقال . وفي وقتنا الحاضر ، وقع عدد كبير من الناس، بعدما رسموا بطريقة غير صحيحة الحدود هذه ، في المغالطة ، مما يثير مسائل عدة . وهذا ينطبق على الذين لديهم ميول يمينية وعلى الذين لديهم ميول ((يسارية)) سواء بسواء .

ولا تمتاز المرحلة العليا من الشيوعية كونها فقط مجتمعا دون طبقات ، ولا يوجد فيها فروقات بين العامل والفلاح ، بل انه أيضا مجتمع متطور جدا لا فروقات فيه بين العمل الفكري والعمل اليدوي(4) وحيث يعمل جميع اعضائه ، كل حسب طاقاته ويتلقى فيه كل حسب حاجاته . لذلك ، إن اعتبار أن مرحلة الانتقال تمتد حتى هذه المرحلة العليا من الشيوعية (وجهة نظر ماو تسي تونغ – ملاحظة ) يساوي في الواقع ، لعدم رسم حدود مرحلة الانتقال . ولا يعتبر بعض الناس ان مرحلة الانتقال تمتد حتى المرحلة العليا من الشيوعية فقط ، بل يؤكدون أنه من المستحيل تحقيق الشيوعية في بلد واحد . ويقولون انه لا يمكننا أن ندخل المرحلة الشيوعية إلا عند إتمام الثورة العالمية . استنادا على تلك الفكرة فان مرحلة الانتقال لا يمكن أن تنتهي قبل أن تتحقق الثورة العالمية . استنادا على تلك الفكرة فان مرحلة الانتقال لا يمكن أن تنتهي قبل أن تتحقق الثورة العالمية ؛ بينما يطابق الذين يقفون في صفوف اليمين ، مرحلة الانتقال ، مع ديكتاتورية البروليتاريا ، معتبرين أن مرحلة الانتقال تمتد حتى انتصار الاشتراكية . ويفسرن الآخرون – أي اليساريون – معتبرين أنها تمتد حتى المرحلة العليا من الشيوعية . ان مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا يتطابقان الواحدة على الأخرى . وحسبما نظن، فقد ذهبوا بعيدا بافكارهم . ومن جهة اخرى ، يعتقد الذين ينطلقون من وجهة نظر يمينية ، أن مرحلة الانتقال تمتد حتى انتصار الثورة البروليتارية . اما فكرة مرحلة الانتقال التي تمتد حتى انتصار الاشتراكية (أي وجهة النظر الروسية – ملاحظة ) ، فهي تنبع من وجهة نظر ايديولوجية تقتضي التخلي ، على الصعيد الوطني ، عن الصراع الطبقي ضد العناصر المتبقية من الطبقة المستغلة المهزومة ، وتقتضي ، على الصعيد العالمي ، التخلي عن الثورة العالمية ، مع ارادة الحياة بسلام مع الامبريالية . ما هو اسوأ من ذلك، هو انهم يدعون ان دكتاتورية البروليتاريا ستختفي مع نهاية مرحلة الانتقال (وهذا ما كان نادى به الخائن خروشوف وما نفذه بعد ذلك الخائن بريجينيف – ملاحظة ) . كيف يمكن ذلك ؟ انه لخطأ فادح.

علينا اذن ألا نتبع آليا الامور التي وضعها اناس يمينيون ، ولا ان ناخذ كمقاييس ما قررته الآراء ((اليسارية)). علينا ان نقر دائما بصلابة ((الجوجي)) (djoutché)ونستند على التجربة الهملية للثورة والإعمار في بلدنا ، من اجل حل القضية

وكما ذكرت اعلاه ، فان التحديات التي اعطاها الكلاسيكيون حول قضايا مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا هي في غاية الصحة من زاوية اوضاع زمنهم التاريخية ، ومن المقدمات التي انطلقوا منها (لا يتفق ذلك مع وجهة نظر ماو تسي تونغ – ملاحظة ) .

لكن وضعنا اليوم . يفترض ان نطور هذه التحديات بشكل خلاق ، لا أن نطبقها بشكل آلي . وقد قمنا بالثورة الاشتراكية في ظروف كنا قد ورثنا فيها قوى انتاجية متخلفة جدا لبلد زراعي مستعمر ، ونحن نبني الاشتراكية في ظروف لا تزال فيها الرأسمالية قوة مهمة في العالم .

ومن اجل توضيح قضايا مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا ، بشكل كاف ، علينا ان نأخذ بعين الاعتبار الواقع الملموس الذي نحن فيه . واذا اخذنا هذه النقطة بعين الاعتبار ، اعتقد اننا نتجاوز الحقيقة اذا اعتبرنا ان مرحلة الانتقال في بلادنا تمتد حتى المرحلة العليا من الشيوعية ، وانه من الصحيح اعتبارها تمتد حتى الاشتراكية. ولكنه من الخطأ اعتبار ان مرحلة الانتقال تنتهي عندما تنتصر الثورة الاشتراكية . وعندما يقوم النظام الاشتراكي. فإن كان فعلى ضوء ما قاله مؤسسو الماركسية اللينينية ، وعلى ضوء تجربة نضالنا العملي ، يمكننا طرح المسألة بشكل صحيح على الشكل التالي : إن قلب طبقة الرأسماليين وانجاز الطبقة العاملة للثورة الاشتراكية بعد استيلائها على السلطة ، لا يشير الى بناء المجتمع الاشتراكي الكامل . لذلك فاننا لم نصرح يوما ان قيام النظام الاشتراكي هو انتصار الاشتراكية الكامل .

ايمتى يتحقق اذن المجتمع الاشتراكي الكامل ؟ لن يتحقق انتصار الاشتراكية الكامل ، إلا عندما تلغى الفروقات الطبقية بين الطبقة العاملة والفلاحين ، وعندما تسندنا عمليا ، الفئات الاجتماعية الوسطى ، والجماهير الفلاحية منها على الاخص . وقبل ان يتحول الفلاحون الى طبقة عاملة ، لو ساندونا ، فلن تصبح مساندتهم لنا حازمة ، وستصبح حتما مسرحا لبعض التقلبات(5) .

وليس استيلاء الطبقة العاملة على السلطة الا بداية الثورة الاشتراكية . وحتى نبني المجتمع الاشتراكي الكاملتثبيت الاسس المادية

علينا ان نستند بصلابة على واقعنا حتى نرى القضايا بطريقة صحيحة . وبما ان بلادنا لم تمر لم تمر بالثورة الرأسمالية ، فان القوى المنتجة متأخرة جدا وسوف تبقى الفروقات بين الطبقة العاملة والفلاحين مدة طويلة ، حتى بعد انجاز الثورة الاشتراكية . وفي الواقع ، هناك اليوم عدد ضئيل من البلدان الرأسمالية المتطورة في العالم ، بينما لا تزال معظم البلدان متخلفة . كانت في السابق كبلادنا ، مستعمرات أو شبه مستعمرات ، او بلدان لا تزال خاضعة . ولن تتمكن بلدانا كهذه من بناء مجتمعات لا طبقيةومن ترسيخ الاشتراكية ، إلا بتطوير القوى المنتجة خلال فترة طويلة نسبيا ، حتى بعد انجاز الثورة الاشتراكية(8) .

وبما اننا لم نتجاوز بشكل طبيعي مرحلة التطور الرأسمالي ، علينا أن ننجز اليوم ، في عصرنا الاشتراكي ، مهمة تطوير القوى المنتجة ، التي كان من المفترض انجازها ، بالضرورة في ظل الرأسمالية . انه ليس من الضروري القيام بتحولات رأسمالية للمجتمع ، ونصنع رأسماليين بارادتنا ، ثم نهدمهم ، حتى نبني من جديد ، بعدئذ ، الاشتراكية ، كوننا لم نحقق المهمة التي تنجزها المرحلة الرأسمالية . فعلى الطبقة العاملة التي استولت على السلطة إلا تتيح الفرصة امام خلق مجتمع رأسمالي ، لكن عليها ، من اجل بناء مجتمع لا طبقي ، ان تنجز في ظل النظام الاشتراكي ، هذه المهمة التي كان من المفترض ان تنجز في مرحلة الثورة الرأسمالية .

علينا ايضا ألا نتخلف عن تركيز الاسس المادية للاشتراكية ، دون توقف ، حتى نصل بالقوى المنتجة الى مستوى لا يقل عن مستوى البلدان الرأسمالية المتطورة ، وحتى نلغي تماما الفروقات بين الطبقة العمالية والفلاحين . لذلك ، علينا مهمة مكننة الاعمال الزراعية والكيمأةchimisationو الري وتطبيق يوم العمل بثماني ساعات ، وبدفع الثورة التقنية الى الحد الذي وصلت اليه البلدان الرأسمالية المتطورة في التحولات الرأسمالية في الريف .

ولهذا الهدف ، نشرنا المقولات عن المسألة الريفية الاشتراكية . لكن رفاقنا لا يدرسونها كما يجب ، علينا ان نجهد انفسنا بتسوية كل قضية ، بانفسنا ، مستندين دائما على وثائق حزبنا . ما هي اذن الافكار الرئيسية للمقولات التي تتعلق بالمسألة الريفية الاشتراكية في بلادنا ؟ تتعلق الافكار الرئيسية للمقولات في تحقيق الثورة التقنية في الريف حتى نطور القوى المنتجة الزراعية الى حد عال ، وفي الوقت نفسه ، تحقيق الثورة الايديولوجية والثورة الثقافية ، ونوصل بالملكية التعاونية الى مستوى ملكية الشعب باكمله .

لكن ، لا يمكننا حل هذه المهمات دون قيادة الطبقة العاملة للفلاحين ومساعدتها لهم . ان خط عمل حزبنا يكمن في تحقيق الثورة التقنية في الريف بمساعدة الفلاحين ماديا وتقنيا ، على اسس القواعد الصناعية الصلبة . ولهذا علينا ان نرسل كثيرا من الجرارات الى الريف ، وامداده بكميات كبيرة من السماد ومواد كيميائية زراعية اخرى حتى نتمكن من الكيمأة (chimisation) ، وعلينا ايضا ان ننجز عمليات الري وفي الوقت نفسه ، يتوجب على الطبقة العاملة ان تساعد الفلاحين على اعادة بناء ايديولوجيتهم ، وممارسة تأثيرها الثقافي عليهم . فبتحقيق هذه الظروف وحدها يمكن ان يتحول الفلاحون الى طبقة عمالية بشكل كامل .

وفي الحقيقة ، إن تحويل الفلاحين الى طبقة عاملة هي من المسائل الأكثر اهمية في بناء الاشتراكية والشيوعية ، وبهذه الوسائل التي نعرضها يمكننا تحويل الفلاحين الى طبقة عاملة وإلغاء الفروقات بين الطبقة العاملة والفلاحين .

انه ليس من الضروري الخضوع للقوى الكبرى ، لكن ، باتباعنا موقف ((الجوجي)) التي تخص حزبنا بصرامة ، علينا ايضا حل مسألة تحويل الفلاحين الى طبقة عمالية . وعلينا تطبيق روح المقولات الماركسية وكذلك تدعيم الاسس المادية للاشتراكية حتى نصل بالقوى المنتجة الى مستوى عال ، ونلغي الفروقات بين المدينة والريف وجعل حياة الشعب راغدة .

بهذه الطريقة فقط ، يمكننا اكتساب الفئات الاجتماعية الوسطى القديمة الى جانبنا . وقبل ان تكف الفئات الاجتماعية الوسطى عن التردد ، لا يمكننا القول ان الاشتراكية قد تمكنت ، ولا يمكننا الاعتبار انها انتصرت تماما(لاحظ كلمة "تماما" – ملاحظة ) . يمكننا القول انه يمكن تحقيق الاشتراكية (يقصد الاشتراكية (9) – ملاحظة )فقط عندما تساندنا الفئات الاجتماعية الوسطى ، عمليا . ونستطيع القول ان مهمات المرحلة الانتقالية من الرأسمالية الى الاشتراكية (يقصد الاشتراكية  – ملاحظة ) تكون قد انجزت ، عندما نكون قد اكتسبنا الفئات الاجتماعية الوسطى الى صفوفنا ، بفضل الاندفاع في بناء الاشتراكية ، وعندما نلغي الفوارق بين الطبقة العمالية والفلاحين ، ونبني مجتمعا دون طبقات .

هكذا ، انني اعتقد انه من الصحيح رسم حدود مرحلة الانتقال عندما يتحقق المجتمع اللاطبقي ، بخلاف ما يدعيه ذوي الانحرافات اليمينية و ((اليسارية)) .

ماذا نسمي اذن المجتمع الذي يطابق المرحلة الممتدة من انتصار الثورة الاشتراكية ومن انتهاء التحولات الاشتراكية ، حتى إلغاء الفوارق الطبقية بين الطبقة العاملة والفلاحين ؟ ان هذا المجتمع هو دون شك مجتمع مرحلة الانتقال ، لكنه مجتمع دون استغلال ، انه من المستحيل ان نطلق عليه غير لقب المجتمع الاشتراكي

وبالتأكيد اننا لا ننتقل الى المرحلة العليا للشيوعية فور ان تقترب مرحلة الانتقال من نهايتها . فمن اجل الوصول الى المرحلة العليا للشيوعية ، علينا ، حتى بعد نهاية مرحلة الانتقال ، متابعة الثورة والبناء (هنا وفقط هنا يكون المجتمع مجتمع اشتراكي كامل ويصح تطبيق النمط الروسي للاشتراكية والغاء الحوافز المادية التي تراعي كمية الانتاج وتطبيق الزراعة الجماعية مع تحويل الفلاحين الى عمال زراعيين يعملون بنظام الاجر كالعمال الصناعيين – ملاحظة ) ، فنطور بهذه الطريقة القوى المنتجة الى المستوى الذي فيه كل حسب طاقته ويعطي فيه كل حسب حاجته .

إنني أظن أن وجهة النظر هذه حيال قضية مرحلة الانتقال ، مطابقة لتعاريف ماركس ولينين ، وتنطلق من الظروف التاريخية الجديدة ، ومن التجربة العملية للثورة والبناء في بلادنا وليست وجهة النظر هذه خلاصة نهائية ، بل إنها خلاصة أولية . ومن المفضل أن تعمقوا دراساتكم في هذا الاتجاه .

إذا كان علينا أن نحدد هكذا مرحلة الانتقال ، كيف علينا أن ننظر إلى مسألة ديكتاتورية البروليتاريا ؟ فكما أشرت إليه سابقا ، يعتقد الكلاسيكيون أن مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا يتطابقان . لكن ، إذا تحقق المجتمع اللاطبقي في بلادنا ، وحققت الثورة الاشتراكية انتصارها ، أي بمعنى آخر ، إذا أنجزت مهمات مرحلة الانتقال (أي إذا تم تحقيق الاشتراكية الكاملة – ملاحظة ) ، هل ستعدم ضرورة ديكتاتورية البروليتاريا ؟ لا يمكننا التكهن بذلك أبدا ، فبدون التحدث عن ضرورة وجودها طوال فترة مرحلة الانتقال ، يتحتم على ديكتاتورية البروليتاريا أن تمتد حتى المرحلة العليا للشيوعية ، حتى بعد الانتهاء من مرحلة الانتقال .

فحتى إذا وطدنا الأسس المادية والتقنية للاشتراكية ، وبتطبيقنا المقولات حول المسألة الريفية الاشتراكية ، سوف ننجز الثورة التقنية في الريف ، ونحمل الملكية التعاونية إلى مستوى ملكية الشعب بأجمعه ، ونحول الفلاحين إلى طبقة عاملة ، ونلغي الفوارق بين الطبقة العمالية والفلاحين لن تصل القوى المنتجة إلى مستوى يسمح لنا بتطبيق مبدأ الشيوعية : من كل حسب طاقاته ولكل حسب حاجاته  لهذا علينا متابعة البناء الاشتراكي والصراع من أجل تحقيق الشيوعية ومن الواضح أنه لا يمكننا إنجاز هذه المهمات دون ديكتاتورية البروليتاريا . وبكلام آخر حتى بعد الانتهاء من مرحلة الانتقال(يقصد الانتقال من الاشتراكية الكاملة الى المرحلة العليا من الشيوعية – ملاحظة ) يجب على ديكتاتورية البروليتاريا أن تمتد حتى المرحلة العليا من الشيوعية .

لكن مسألة أخرى تنطرح هنا : عندما نحقق الشيوعية في بلد أو في منطقة ما ، بينما لا تزال الرأسمالية في العالم ، ماذا ستصبح ديكتاتورية البروليتاريا عندئذ ؟ ففي الظروف التي تفترض عدم تحقيق الثورة على الصعيد العالمي وحيث لا تزال الرأسمالية والامبريالية ، حتى لو تحققت الشيوعية في بلد أو منطقة ما ، لا يمكن لذلك المجتمع أن يتجنب تهديدات الامبريالية أو مقاومة الاعداء الداخليين(12) المتحالفين مع الاعداء في الخارج ، وفي ظروف كهذه ، لا يمكن للدولة أن تزول(13) ، وعلى ديكتاتورية البروليتاريا(14) أن تدوم ، حتى في المرحلة العليا من الشيوعية .

أما في الحالة التي ستعلن فيها الثورات بشكل متلاحق ، في بلدان العالم ، وفي الحالة التي ستهدم فيها الرأسمالية وتنتصر فيها الثورة الاشتراكية على الصعيد العالمي ، ستتطابق مرحلة الانتقال (يقصد الانتقال من الاشتراكية الكاملة الى المرحلة العليا من الشيوعية – ملاحظة) ومرحلة ديكتاتورية البروليتاريا. وعندما تقترب مرحلة الانتقال (نفس الملاحظة السابقة – ) من نهايتها (أي عندما نصبح على مشارف الدخول الى المرحلة العليا من الشيوعية – ملاحظة) ، سوف تنعدم ضرورة ديكتاتورية البروليتاريا(15) ، وسوف تزول وظائف الدولة(13) . لكن في حالة قبولنا نظرية إمكان بناء الشيوعية في بلد واحد أو في منطقة ما ، يصبح من الصحة معالجة قضية مرحلة الانتقال (يقصد الانتقال من الاشتراكية الكاملة الى المرحلة العليا من الشيوعية – ملاحظة ) بانفصال عن ديكتاتورية البروليتاريا(14).

وإذا ما عالجنا قضايا مرحلة الانتقال وديكتاتورية البروليتاريا على هذه الطريقة . فان ذلك لا يعني قط اعادة النظر في الماركسية اللينينية ، بل أن موقفنا يكمن بتطبيق نظريات ماركس ولينين بصورة خلاقة كي تتلاءم مع الظروف التاريخية الجديدة ومع الممارسة الملموسة لبلادنا . إنني أعتبر التصرف على هذا النحو ، هو الطريق المؤدي إلى محاربة الدوغمائية والخضوع للقوى الكبرى وحفظ نقاوة الماركسية اللينينية .

وبالنسبة لقضية ديكتاتورية البروليتاريا ، أود بأختصار إبداء بعض الملاحظات حول قضية صراع الطبقات. سوف تدوم ديكتاتورية البروليتاريا طالما وجد الصراع بين الطبقات ، إن ديكتاتورية البروليتاريا ضرورية من أجل الصراع بين الطبقات(16) . لكن هناك أشكالا عدة للصراع بين الطبقات . إن الصراع بين الطبقات سيختلف عند قلب الرأسمالية ، عنه بعد قلبها . لقد ذكر ذلك بوضوح في وثائق حزبنا ، لكن أناسا عدة يرتكبون أخطاء ((يسارية)) أو يمينية لأنهم لا يفهمون ذلك بوضوح.

ويرمي الصراع بين الطبقات عند قيام الثورة الاشتراكية ، إلى تصفية الرأسماليين كطبقة ؛ بينما الصراع الطبقي في المجتمع الاشتراكي(17) هو صراع يهدف إلى الوحدة والتجانس(18) ، لا إلى جني النزاعات واللامحبة بين أعضاء المجتمع(19) . ففي المجتمع الاشتراكي يدور الصراع بين الطبقات ، لكنه يستأنف بطريقة التضامن والتعاون في سبيل الوحدة والتجانس . إن الثورة الايديولوجية(20) التي نتابعها اليوم هي ، مما لا شك فيه صراع بين الطبقات ؛ والمعونة التي نقدمها للريف في سبيل تحويل الفلاحين إلى طبقة عمالية هي أيضا شكلمن أشكال الصراع بين الطبقات . وتهدف دولة الطبقة العمالية ، بتقديمها الآلات والسماد الكيميائي للفلاحين ، وفي تحقيقها الري ، في نهاية الأمر ، إلى الغاء الفلاحين كطبقة وتحويلهم إلى طبقة عمالية  الشكل الرئيسي للصراع الذي نتبعه بين الطبقات .

وإذا أخذنا بعين الاعتبار القوى الخارجية المضادة للثورة والتي تمارس تأثيراتها الهدامة ، والعناصر الباقية من الطبقة المستغلة المهزومة ، التي تنشط في الداخل ، لرأينا أنه يوجد في ظل نظامنا صراع طبقي(22) يهدف إلى سحق مناوراتهم المضادة للثورة . إذن يوجد في المجتمع الاشتراكي (أي المجتمع الاشتراكي غير الكامل ، راجع الهامش رقم 22 – ملاحظة ) شكلان من صراع الطبقات ، المتمثل في ممارسة ديكتاتورية البروليتاريا على أعداء الداخل والخارج ، إلى جانب الشكل الاساسي لصراع الطبقات المتمثل في جعل العمال والفلاحين والمثقفين العاملين ، ثوريين ، وإعادة سكبهم بطريقة التعاون ، بهدف توحيدهم وتجانسهم(23) .

لذلك لا يضمحل صراع الطبقات في المجتمع الاشتراكي ولكنه يستمر دائما، غير أنه يتخذ شكلا آخر . هذه النظرة الى قضية صراع الطبقات هي في غاية الصحة .

وبالارتباط مع قضية صراع الطبقات ، أريد أن أضيف بعض الكلمات لأؤكد على مشكلة جعل المثقفين ، ثوريين . إننا لا نستطيع القول إننا قد وجدنا الوسائل الكاملة لجعل المثقفين ثوريين . إننا قد حاولنا تشغيلهم مع العمال في المصنع لجعلهم ثوريين ، ولكننا نشك في إنها طريقة كاملة حقا . وإذا كونا مثقفين ، فذلك في هدف جعلهم يكتبون وفي جعلهم يدرسون العلوم والتقنية أو في جعلهم مدرسين . وإذا كنا نريد تشغيلهم في المصانع ، فلماذا تكبدنا تكاليف باهظة لتربيتهم بدل أن نجعلهم عمالا منذ البداية . ليست هذه الطريقة صالحة إذن أيضا.

إن المهم في هذا الشأن هو تقوية دورهم في مختلف التنظيمات إبتداء من دورهم في الحزب . ففي الوقت الراهن نرى عددا من مثقفينا لا يريدون تقوية دورهم في الحزب وفي مختلف التنظيمات ، ولا يساهمون بشكل جيد في حياة التنظيمات ، ولا يساهمون بشكل جيد في حياة التنظيمات . إنهم يعتقدون أن تقوية دورهم في الحزب والاشتراك في التنظيمات سوف يؤديان إلى سلبهم الحرية .

حتى بين الكوادر ، فان الذين يعارضون سياسة الحزب ، هم اللذين لا يمارسون جيدا دورهم في الحزب ، ولا يدرسون الحزب كما يجب . وفي الوقت الحاضر ، بما أن مدرسة الحزب المركزية لا تقوي حياة الحزب في طلابها ، فانهم ، حتى بعد تخرجهم من المدرسة ، لا يعرفون استعمال ما تعلموا فيها ، ولا العمل ولا الحياة ، بشكل ثوري .

لذلك ، فان أهم شيء نفعله من أجل تحويل المثقفين إلى ثوريين ، هو دفعهم للاشتراك في حياة التنظيمات الثورية. قبل كل شيء ، يجب تقوية دورهم في خلية الحزب ، ويجب أن يتسلحوا بالأفكار الثورية بدراسة جيدة للحزب ، دون أن يتباهوا بعملهم . كما إنه يجب عليهم ألا يخافوا النقد ولا أن يترددوا في نقد الآخرين ؛ عليهم أن يقوموا بشكل صارم بالنقد والنقد الذاتي والالتزام بشكل صارم بالانضباط في التنظيم . إن طريقة التصرف هذه هي وحدها قادرة على جعلهم يصبحون ثوريين بانفسهم ؛ وعلى الجميع أن يتمثلوا فكرة الجماعية واستيعاب الروح الثورية المتمثلة في قبول المهمات الثورية المعطاة من التنظيم ، وإتمامها باخلاص. على أعضاء الحزب وعلى أعضاء التنظيمات الجماهيرية أن يتسلحوا جديا بسياسة الحزب وتعميمها وعليهم أن يصبحوا ثوريين ينفذون دون تراجع المهمات الثورية المتفقة مع سياسة الحزب . فلا نقطة إلتقاء للثوري مع الاناني الذي يرجع كل شيء إلى نفسه . فعلى الثوريين أن يتحلوا بالروح الشيوعية في العمل وفي الحياة ؛ ((الفرد للجميع والجميع للفرد)) . عليهم أن ينغمسوا بروح الحزب وبروح الطبقة وبالروح الشعبية ، هادفين العمل من أجل الطبقة العاملة ومن أجل الشعب أجمع .

في نهاية المطاف ، عندما لا يقوم المثقفون جيدا بدورهم في تنظيمات الحزب وفي سائر تنظيمات الحزب وفي سائر التنظيمات الاخرى ، يفسدون . إن على المثقفين ، القدماء منهم والجدد ، أن يقوا دورهم في في تنظيم الحزب ودورهم في تنظيم الحزب ودورهم في سائر التنظيمات ، من أجل التخلص من الليبرالية والافكار البرجوازية الصغيرة وللتمسك بالثورية .

لقد كلمتكم اليوم بالتفصيل عن قضايا مرحلة الانتقال وعن ديكتاتورية البروليتاريا .

إنني أعتقد أن ذلك سوف يكفيكم وبشكل عام لتفهم المشاكل الموضوعة في النقاش خلال دراسة وثائق مؤتمر الحزب .




-------------------------------------

(1)الامانة لمبدأ حل المسائل الثورة والبناء كلها على نحو مستقل طبقا للظروف الراهنة في البلد وبالاعتماد من حيث الاساس على قواه الخاصة وهذا يقتضي تطبيق الحقيقة العامة للماركسية اللينينية وتجربة الحركة الثورية الاممية تطبيقا خلاقا بالتوافق مع الظروف التاريخية والخصائص الوطنية في البلد ، وهي تعني ايضا حل للمسائل في النضال الثوري والبناء حلا مستقلا بابداء روح الاعتماد على القوى الخاصة (هامش المترجم)

(2) Grandes Puissancesالمقصود الدول الاشتراكية الكبرى (هامش المعرب

(3)أسقط كيم إل سونغ فيما بعد من الفكر الشيوعي نظرية أضمحلال الدولة عند بلوغ المرحلة العليا من الشيوعية ووضع نظري بديلة تقول بأضمحلال الوظائف القمعية للدولة فحسب مع بقاء لا بل زيادة وتعزيز وظائفها الأدارية والتوجيهية في المرحلة العليا من الشيوعية – هامش الصوت الشيوعي .

(4)أسقط كيم إل سونغ فيما بعد من الفكر الشيوعي نظرية ازالة الفروقات بين العمل الفكري والعمل الجسدي عند بلوغ المرحلة العليا من الشيوعية ووضع نظرية بديلة تقول بأختفاء العمل اليدوي من المرحلة العليا من الشيوعية من خلال وصول جميع افراد المجتمع إلى مستوى المثقفين ذوي الأعمال الفكرية من درجة العلماء – هامش الصوت الشيوعي .

(5)لاحظ أن كيم إل سونغ فلاح موجيك ، وحزب العمل الكوري عندما نشأ كان حزب فلاحين على شاكلة الحزب الشيوعي الصيني ، والفلاحون هم من قام بالنضال والثورة في كوريا – هامش الصوت الشيوعي.

(6)لاحظ ما قاله تروتسكي في مؤلفه الثورة المغدورة : " ولكن الماركسية لا تنظر الى الموضوع من وجهة نظر أشكال الملكية وحسب ، بصورة مستقلة عن مردود العمل . لقد عنى ماركس ((بالطور الاول من الشيوعية)) تلك المرحلة التي يتفوق فيها التطور الاقتصادي منذ البداية على الرأسمالية المتقدمة . هذه الطريقة في طرح المسألة غير خاطئة نظريا ، لان الشيوعية منظورا اليها على المستوى العالمي تشكل ، حتى في مرحلتها الاولية وبداية انطلاقها ، درجة اعلى بالنسبة الى المجتمع البرجوازي" – ل. تروتسكي ، الثورة المغدورة ، الطبعة العربية الثانية ، ترجمة رفيق سامر ، دار الطليعة ، بيروت ، 1980 ، ص 34 – الهامش مع الخط المائل العريض من الصوت الشيوعي .

(7)لاحظ الفرق بين التفكير الصحيح لكيم إيل سونغ والتفكير الخاطيء لتروتسكي ، فبينما يصر الاول على دفع عجلة الثورة والبناء قدما نحو الامام بغية الوصول للاشتراكية الكاملة ينادي الثاني بعكس ذلك. ان سبب هذا التفكير الخاطيء لتروتسكي هو اعتقاده غير الصحيح باستحالة تحقيق الاشتراكية في بلد واحد. يقول تروتسكي : "فالتطور الاشتراكي السلمي ((لبلد واحد)) ليس موضوعا على جدول اعمال التاريخ " – ل. تروتسكي ، نفس المصدر السابق ص 186 – هامش الصوت الشيوعي .

(8)يرى الكوريين الشماليين في تحليلهم لاسباب انهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفيياتي واوربا الشرقية أن الخطأ التاريخي الذي وقع في هذه البلدان هو تطبيق نمطمتقدم للغاية للنظام الاشتراكي قائم على الغاء الحوافز المادية التي تراعي كمية الانتاج (اشتراكية كاملة) قبل موعده . فهو لا يصلح للتطبيق إلا عندما يصبح مستوى تطور القوى المنتجة اعلى بالنسبة الى المجتمع البورجوازي بحيث تزول الفوارق بين الطبقة العاملة والفلاحين ويتحول الفلاحون الى عمال زراعيين من الناحية النوعية فعليا وليس من الناحية الشكلية فحسب . وهذا ما لم يحدث في الاتحاد السوفيياتي ودول اوربا الشرقية ، فقد كانت الفروق الطبقية بين العمال والفلاحين جلية واضحة للعيان فمستوى الفلاحيين في هذه الدول كان اقل من مستوى الطبقة العاملة الصناعية بسبب تخلف تطور القوى المنتجة في هذه البلدان قياسا بما موجود في الدول الرأسمالية المتقدمة . فالفلاحين في الاتحاد السوفيياتي كانوا عمال زراعيين من الناحية الشكلية كونهم يعملون في مزارع مملوكة للدولة مقابل أجر كما للعمال الصناعيين لكن من الناحية النوعية لم يكن هؤلاء الفلاحين بمستوى العمال الصناعيين وتجلى ذلك في عدم استجابتهم للحوافز المعنوية وانخفاض جدية العمل لديهم بسبب انعدام الحافز المادي الذي يراعي كمية الانتاج مما ادى الى انهيار الانتاج الزراعي وظهور المجاعات في الدول الاشتراكية وتحولها الى دول مستوردة للمنتجات الزراعية بعد ان كان الكثير منها – كالاتحاد السوفيياتي – دول مصدرة للغلال الزراعية . وعندما نقارن على سبيل المثال بين فعالية مزارع الدولة في تشيكوسلوفاكيا (المتقدمة تكنولوجيا) وتلك في رومانيا (المتخلفة تكنولوجيا) نرى أن عدم فاعلية الزراعة الجماعية تظهر بوضوح في رومانيا (حيث الفلاح والريف متخلفان كثيرا عن العامل والمدينة على الترتيب بسبب التخلف التكنلوجي للريف والزراعة في رومانيا) في حين تكون على نطاق اقل في تشيكوسلوفاكيا (حيث الفروق بين الفلاحين والعمال وبين الريف والمدينة اقل بسبب من التطور التكنلوجيللريف والزراعة في تشكسلوفاكية) . وقد قال تروتسكي : " لقد توقع ماركس ان يبدأ الفرنسيون الثورة الاشتراكية ويواصلها الالمان ، بينما يكون الانكليز قد أنجزوها . وكان الروس في نظره واقفين بعيدا ، في المؤخرة . ولكن الحقيقة جاءت مغايرة لهذه التوقعات . لذا فان أي محاولة للتطبيقالآلي للمفهوم التاريخي الشامل الذي كونه ماركس على الحالة الخاصة للاتحاد السوفيياتي في المرحلة الحاضرة من تطوره ، تعني الوقوع في الحال في تناقضات شائكة " – ل. تروتسكي ، الثورة المغدورة ، الطبعة العربية الثانية ، ترجمة رفيق سامر ، دار الطليعة ، بيروت ، 1980 ، ص 34– الهامش والخط المائل العريض من الصوت الشيوعي .

(9)استنادا للتحليل الكوري لم تصل أي أمة من الامم الى الاشتراكية الكاملة لحد الآن بما في ذلك كوريا الشمالية نفسها – هامش الصوت الشيوعي .

(10) لاحظ الفرق الشاسع بين التفكير الصحيح لكيم إل سونغ والتفكير الخاطيء لتروتسكي . يقولتروتسكي :" ومن الادق اذن ألا نعتبر النظام السوفيياتي الحالي ، الغارق في تناقضاته الكثيرة ، نظاما اشتراكيا ، ذلك أنه نظام انتقالي بين الرأسمالية والاشتراكية او ممهد للاشتراكية " – ل. تروتسكي ، الثورة المغدورة ، الطبعة العربية الثانية ، ترجمة رفيق سامر ، دار الطليعة ، بيروت ، 1980 ، ص 35 – الهامش والخط المائل العريض من الصوت الشيوعي .

(11) يرى الصوت الشيوعي أن اطلاق مصطلح " ديكتاتورية البروليتاريا " على هذه الحالة غير صحيح وفي أفضل الأحوال فأنه مجازي . ذلك أن المجتمع الاشتراكي الكامل هو – وباعتراف كيم إيل سونغ نفسه – مجتمع لاطبقي كونه المرحلة الاولى للشيوعية ، أليس كذلك؟ إذا كان الأمر كذلك فبالاستعاضة تكون كل من البروليتاريا والبرجوازية قد اختفيا فالمجتمع أصبح غير طبقي ولم يعد هناك صراع طبقي في المجتمع الاشتراكي الكامل وبالتالي فأن المهام القمعية للدولة ستكون موجهة ضد العدو الخارجي وليس العدو الداخلي لأن العدو الداخلي يكون قد زال بزوال الطبقات. يرى الصوت الشيوعي أن مصطلح " بروليتاريا " غير مناسب هنا ويرى أن يستعمل بدلا عنه مصطلح " الدكتاتورية الشعبية "- رأي للصوت الشيوعي .

(12) عن أي أعداء داخليين يتحدث كيم إيل سونغ؟! (راجع الهامش السابق) . المجتمع الشيوعي مجتمع لا طبقي . وفوق ذلك فأن مستوى وعي أفراد هذا المجتمع سيكون عالي جدا – أعلى مستوى في تاريخ الجنس البشري – فكيف يكون هناك من بينهم أعداء للشيوعية يتحالفون مع العدو الخارجي الامبريالي !! أن من أهم صفات المجتمع الشيوعي هو تجسد الحزب الشيوعي في المجتمع . ففي المرحلة العليا من الشيوعية سيحل الحزب الشيوعي نفسه لأنه يكون قد تجسد في المجتمع بنتيجة ارتفاع مستوى وعي أفراده إلى درجة غاية في العلو – هامش الصوت الشيوعي .

(13) راجع الهامش رقم (3)

(14) نفس ما للهامش رقم (11) بالإضافة إلى ما ورد في الهامش رقم (12)

(15) يرى الصوت الشيوعي أن الاصح الجملة تكون اصح على النحو التالي : سوف تنعدم ضرورة الدكتاتورية الشعبية " ، راجع الهامش رقم (11) و (12)

(16) لاحظ أن هذه العبارة – والتي لا يختلف عليها أثنان – تتفق وما ورد في الهامش رقم (11) و(12)

(17) من هذه الجملة بتبين جليا واضحا أن كيم إيل سونغ – شأنه في ذلك شأن ماو تسي تونغ – يقر ويعترف بوجود وأستمرار الصراع الطبقي في المجتمع الاشتراكي ، وفي هذا دحض لكل الافترائات التي تسوقها الحركة الماوية العالمية والحزب الشيوعي الثوري الامريكي ضده حيث يدعيان فرية بأن الرفيق كيم إل سونغ مثل ستالين وانور خوجا لا يعتقد بوجود واستمرار التناقضات والصراع الطبقي في المجتمع الاشتراكي . لا بل وأن كيم إيل سونغ كما لاحظنا سابقا يصل إلى درجة الاعتقاد بأمكانية وجود واستمرار نوع من التناقضات التناحرية حتى في المرحلة العليا من الشيوعية : راجع الهامش رقم 12 – هامش الصوت الشيوعي .

(18) لاحظ أن هذا يتفق تماما مع نظرية ماو تسي تونغ القائلة بأن حدة التناقضات التناحرية تقل كلما تقدمنا نحو الامام في عمليةبناء الاشتراكية – هامش الصوت الشيوعي .

(19) نفس ما للهامش السابق – الصوت الشيوعي .

(20) الثورة الفكرية : وهي تختلف جذريا عن الثورة الثقافية التي طبقها ماو تسي تونغ في الصين ، ذلك أنها مبنية على فكرة كيم إيل سونغ بأن الوعي والمكونات الفكرية للمجتمع هي البنى التحتية في حين أن الموجود الاقتصادي (الواقعي) هو البنى

ا.لشيوعيون وديكتاتورية البرولتاريا



الشيوعيون في البرلمانات و الصراع الطبقي

شارك يورغوس توساس عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني والنائب في البرلمان الأوروبي في "الطاولة المستديرة"، المنظمة من قبل الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي بتاريخ 14-15 آذار/مارس، حول موضوع:" الشيوعيون في البرلمانات و الصراع الطبقي". أدناه ننشر كامل نص  كلمة الرفيق يورغوس توساس:

الرفاق الأعزاء،

نود في البداية، و من خلال هذا المنبر أن نعبر عن تضامننا مع شيوعيي أوكرانيا الذين يواجهون حاليا "موجة" سياسية رجعية عاتية، نجمت عن المواجهات البرجوازية البينية و عن التدخل العلني للولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي في الشؤون الداخلية لأوكرانيا و عن منافستهما الشرسة مع روسيا من أجل السيطرة على الأسواق والمواد الأولية و شبكات النقل في هذه البلاد.

و نود أن ندين محاولة حظر الحزب الشيوعي الأوكراني و الأيديولوجية الشيوعية. و قد اتخذ حزبنا كما تعلمون مجموعة من المبادرات في الآونة الأخيرة، عبر مداخلات أجراها في البرلمان اليوناني والبرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ضد مخططات حظر الحزب الشيوعي و الإيديولوجية الشيوعية في أوكرانيا.

كما و قمنا بوقفة احتجاج جماهيرية أمام السفارة الأوكرانية في أثينا، في حين صُغنا قراراً بالإشتراك مع الحزب الشيوعي الألماني حول التطورات في أوكرانيا و لقي هذا القرار دعم ما يقارب 50 حزب شيوعي و عمالي.

إن موقف الحزب الشيوعي اليوناني بصدد هذه التطورات السياسية الرجعية في أوكرانيا، المتمثلة بتسلق و صعود علني لقوى فاشية رجعية و خطر تقسيم العمال على أساس سماتهم العرقية واللغوية و تحت "رايات أجنبية" تمثل قطاعات مختلفة من الطبقة البرجوازية، حيث تبرز ضرورة تنظيم الحركة الشيوعية والعمالية لنضالها الخاص و المستقل، على أساس معيار مصالحها من أجل الاشتراكية، لا على أساس معيار الإختيار بين هذا الامبريالي أم سواه أو بين قطاع أثرياء بلادهم هذا أو سواه.

الرفاق الأعزاء،

فيما يتعلق بموضوع تظاهرتنا هذه المعنونة:" الشيوعيون في البرلمانات و الصراع الطبقي" فنحن نود أن نسجِّل بأننا نواجه البرلمان كمؤسسة للديمقراطية البرجوازية و كأحد أدوات الرأسمالية لإدارة سلطة الاحتكارات وفقاً لمعيار أساسي هو ضمان مصالحها.

 و من هذا المنطلق فنحن نعارض تماماً الآراء الانتهازية التي اعتمدت في أوروبا الغربية من قبل ما سُمِّي بتيار"الشيوعية الأوروبية"، التي تزرع الوهم بإمكانية "الإنتقال البرلماني نحو الإشتراكية" عبر المشاركة في البرلمانات. اسمحوا لي أن أطرح بعض المواقف الأساسية للحزب الشيوعي اليوناني حول المسألة التي ندرسها:

1- إن تموضع المسألة المناقشة هذه يقودنا نحو مسألة أعمق، وهي موقف الشيوعيين تجاه الرأسمالية، حيث بإمكان الأحزاب الشيوعية أن تتفق على أننا بصدد نظام اجتماعي اقتصادي حيث تتواجد السلطة و الدولة البرجوازية ومؤسساتها في أيدي الطبقة البرجوازية الممتلكة لوسائل الإنتاج و هي من تستغل الثروة التي تنتجها الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية.

إن المنطلق الأساسي للحزب الشيوعي اليوناني هو الموقف اللينيني القائل بعدم وجود "الديمقراطية عموماً" في البلدان الرأسمالية بل بوجود ديموقراطية برجوازية حصراً، و أنه ليس هناك من "ديكتاتورية عموماً" بل هناك  ديكتاتورية الطبقة المضطهَدة أي البروليتاريا على مُضطهديها و مستغليها أي على الطبقة البرجوازية، و ذلك بغرض هزيمة المقاومة التي يُبديها المستغِلون خلال كفاحهم من أجل سيادتهم.

".... إن أكثر الجمهوريات البرجوازية ديمقراطية ليست سوى آلة لقمع الطبقة العاملة من قبل الطبقة البرجوازية، و لقمع جماهير العمال من قبل حفنة من الرأسماليين ... "[1] حيث يتصاعد هذا القمع في حال تهديد أو اهتزاز سلطة رأس المال، أو حتى إذا ما تطلَّبت المصالح، فرض سيطرة أشد القوى رجعية و فاشية كما يجري حاليا في أوكرانيا عبر تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي في المنافسة أثناء التنافس مع طبقة روسيا البرجوازية من أجل السيطرة على المنطقة.

و مع ذلك، فمن غير الممكن احتباس النضال ضد الفاشية ضمن دعم الديمقراطية البرجوازية أو اقتصاره على مجرد الكفاح في سبيل الحفاظ على الحقوق النقابية الديمقراطية و توسيعها داخل النظام السياسي البرجوازي، لأن ذلك يعني انغلاق الصراع ضمن أطر النظام الاستغلالي القائم. فمن غير الممكن للنضال من أجل هذه الحقوق و ضد شكل الديكتاتورية الفاشية البرجوازية العلنية و الدفاع عن أية حقوق ديمقراطية كحق النشاط المشروع للحزب الشيوعي وإمكانية مشاركته في الانتخابات البرجوازية، أن ينظر إلى الماضي، بل يجب عليه التطلع إلى الأمام. و في هذا تكمن الرؤية الماركسية اللينينية حول تحطيم آلة الدولة البرجوازية وجميع مؤسساتها، و تمرير وسائل الإنتاج والسلطة نحو يد الطبقة العاملة عبر ظهور مؤسسات جديدة للسلطة مولودة من قبل الشعب.

فقد ثَبُت نظريا وعمليا، من خلال عقود من التجربة، أن السلطة إما أن تكون في يد الطبقة العاملة أو في أيدي الطبقة البرجوازية حيث "كل تَخيُّلٍ بصدد حل ثالث هو عبارة عن حزن رجعي مديد لبرجوازي صغير[2]".

ونحن نعتقد أن هذه هي مسائل أساسية في صياغة سياسة الأحزاب الشيوعية و هي مفيدة جدا في النضال من أجل الإستحواذ على الوعي العمالي الشعبي من أجل إنضاج العامل الذاتي.

2- للحزب الشيوعي اليوناني تمثيل في البرلمان الوطني والبرلمان الأوروبي على مدى سنوات عديدة، و يشارك حزبنا الآن في البرلمان اليوناني ﺑ 12 نائباً و ﺑ2 في البرلمان الأوروبي . إن مشاركته هذه جارية مع توضيح الحزب سلفاً طبيعة كلا البرلمانين المذكورين المعادية للشعب، مع توضيحه أن مشاركة الشعب في الانتخابات كل أربع سنوات هي عاجزة عن حل المشكلة الأساسية للصراع الطبقي.

و على هذا الأساس يقوم الحزب الشيوعي اليوناني بمداخلاته في البرلمان الوطني و البرلمان الأوروبي، في محاولة لإعاقة التدابير الضد شعبية، و يصوت ضد مشاريع القوانين أو التوجيهات الضد شعبية و غيرها من تشريعات الاتحاد الأوروبي، و يقوم بإيداع أسئلة استجوابية و مشاريع قوانين وتعديلات تخص مواضيع رئيسية متعلقة بالطبقة العاملة و الشرائح الشعبية كما و بالمسائل المتعلقة بحماية العاطلين عن العمل وإغاثة الأسر الشعبية من القروض و الضرائب و من أجل مطالب الصحة والتعليم في ترابط مع الصراع المنظم من قبل النقابات ذات التوجه الطبقي و الحركة العمالية الشعبية .

حيث تُرفض غالباً مواقف الحزب الشيوعي اليوناني من قبل الأحزاب البرجوازية و الانتهازية وليس هناك من تطلع بإمكانية حل المشاكل الشعبية عبر هذا الطريق. و لكن هذه المداخلات تُسهم في كشف الطبيعة الاستغلالية للرأسمالية والديمقراطية البرلمانية البرجوازية باعتبارها "ديكتاتورية احتكارات".

و تُسهم هذه المداخلات في تنوير الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية والشباب و تُعلم العمال و تُعدُّهم من أجل تنظيم أفضل لكفاحهم. و في حال تمرير التدابير والقوانين الضد شعبية يصر حزبنا على التشكيك بها من أجل عدم شرعنتها في الوعي الشعبي .

فبإمكان هذه المداخلات و على سبيل المثال: كمداخلة سؤال عن شكوى ضد تدابير تسليع الصحة، أو التدابير التي تفرض أعباء ضريبية على الشعب، أو على مشروع قانون لحقوق الضمان الاجتماعي للعمال، أو كمداخلة في البرلمان الأوروبي ضد تدخلات الاتحاد الأوروبي الامبريالية، أن تكون موضوع صراع جماهيري أوسع من خلال الجمع بين هذا الكفاح و بين منظمات الحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية، و بالإمكان تبنيها من قبل النقابات و الهيئات الأخرى التابعة للحركة الجماهيرية. حيث تسير ضمن هذا التوجه معركة الحزب و نوابه البرلمانيين.
و يحافظ النواب الشيوعيون في البرلمان اليوناني و الأوروبي، على علاقات قوية مع العمال والعاملات في المصانع والشركات و مع فقراء و متوسطي المزارعين و العاملين لحسابهم الخاص، و يتواجدون في مواقع السكن  والمدارس والجامعات و الوحدات الصحية و حيثما يعيش ويعمل شعبنا. و لا ينفصل النواب الشيوعيون عن الشرائح العمالية الشعبية من ناحية دخلهم. فهم يمنحون كامل راتبهم البرلماني للحزب الشيوعي اليوناني و يزودهم الحزب باحتياط مالي متناسب مع مستوى الصراع الطبقي، و هو الذي لا يمكن أن يتجاوز مرتب العامل.

و يقوم النواب الشيوعيون في البرلمان اليوناني و الأوروبي، بجمع المواد بالتشاور مع المنظمات الحزبية للقيام بمداخلات أكثر كشفاً و فاعلية في البرلمان.

و يتواجدون في طليعة التحركات العمالية الشعبية مع الإسهام في تنظيم النضال .

أي أن للطبقة العاملة و الشرائح الشعبية مصلحة في خروج الحزب الشيوعي اليوناني معززاً من انتخابات البرلمان الأوروبي، و من الانتخابات البلدية والإقليمية المزمع إجرائها في أيار/مايو المقبل و نحن نصر على ذلك.

و في التوازي مع ذلك فنحن نقول الحقيقة للشعب.

نقول أن هذا هو جانب واحد من جوانب النضال عموما. فالأمر الأساسي هو الإسراع في إعادة تشكيل الحركة العمالية و تعزيز النقابات لتمتلك توجهاً طبقياً، من أجل تغيير موازين القوى و هزيمة القوى التي تدعم الاتحاد الأوروبي و السياسة البرجوازية و لهزيمة قوى الإصلاحية و الانتهازية التي تبشر بتعاون الطبقات و تحاول نزع سلاح الحركة العمالية.

نقول  للعمال أنه من الضروري تشكيل تحالف شعبي بين الطبقة العاملة و فقراء المزارعين و العاملين لحسابهم الخاص في المدينة و نساء و شباب الأسر الشعبية، لتعزيز الكفاح المناهض للرأسمالية و الاحتكارات من أجل إسقاط بربرية الرأسمالية، و امتلاك سلطة عمالية شعبية تفتح الطريق نحو مجتمع اشتراكي شيوعي .

و ينبغي فهم اختلاف طبيعة المواجهة في البرلمان وفي البرلمان الأوروبي مع القوى البرجوازية و الانتهازية حول كل مشكلة شعبية، ضمن توجه صدام مع الطبقة البرجوازية و الدولة البرجوازية والاتحاد الأوروبي و النظام الرأسمالي، عن ممارسة تغذية التباسات و أوهام قائلة بإمكانية النضال البرلماني تحقيق إصلاحات للنظام أو الاتحاد الأوروبي كاتحاد إمبريالي ذي الأسس المتمثلة بمجموعات احتكارية قوية، و أن يكون لها سمة صديقة للشعب، على غرار ما تفعل قوى حزب اليسار الأوروبي. و حزب سيريزا في اليونان مع غيره من القوى الإنتهازية.

إن الرؤية المذكورة تسبب الكثير من الضرر، و تفسد الوعي، فهي ذات منطلق أوتوبيا خطرة قائلة بأنسنة الرأسمالية و ذلك في حين يترجعَن النظام في مرحلته الإمبريالية باستمرار و يغدو أكثر خطورة.

3- علينا أن ندرك أن الإيمان بالبرلمانية البرجوازية هو مصدر لمشاكل و انحرافات خطيرة في الحركة الشيوعية، حيث قادت أحزاباً للتحول لاشتراكية ديمقراطية، كما ظهر من تجربة الشيوعية الأوروبية، أو قادت أحزاباً إلى التهاون و عدم اتخاذ تدابير لازمة لمواجهة قوى رجعية و فاشية حيث اتسمت أحزاب شيوعية بغياب الجهوزية و اتصفت بانخفاض التيقظ الطبقي .

و يدعم الحزب الشيوعي اليوناني الموقف اللينيني المؤكد على أن الصراع السياسي ليس على الإطلاق مجرد مسألة موقف تجاه البرلمانية، لكنه يشمل النضال العام للطبقة العاملة المتوجه نحو إسقاط النظام الرأسمالي .

وخلال تطرق لينين لموقف الشيوعيين تجاه الديمقراطية البرجوازية سجَّل :" إن الشيوعيين يكشفون علنا و يقولون للعمال و للجماهير الكادحة الحقيقة بوضوح: و هو أن الجمهورية الديمقراطية، و الجمعية التأسيسية وانتخابات الشعب بأكمله و ما إلى ذلك. تعني دكتاتورية الطبقة البرجوازية و أنه من أجل التحرر و تحرير العمل من نير رأس المال، ما ممن سبيل آخر سوى استبدال هذه الديكتاتورية بديكتاتورية البروليتاريا. فوحدها دكتاتورية البروليتاريا هي في موقع القدرة على تخليص البشرية من نير رأس المال ومن كذب و زيف  و نفاق الديموقراطية البرجوازية أي من ديمقراطية الأغنياء هذه، لأنها هي وحدها هي القادرة على إقامة ديمقراطية للفقراء أي أن تجعل محاسن الديمقراطية في متناول العمال و فقراء المزارعين، في حين أنه الآن (حتى في الجمهورية البرجوازية الأكثر ديمقراطية)  فمحاسن هذه الديمقراطية ليست عمليا في متناول الغالبية العظمى من العمال[3]".

إن الأحزاب البرجوازية "تلعب في ملعبها" و تستخدم آليات النظام السياسية و الأيديولوجية و القمعية، و مداخلة أرباب العمل، و تخادع مستخدمة معضلات كاذبة ومنطق "أهون الشرور" من أجل أسر القوى الشعبية.
إن لمشاركة الشيوعيين في الانتخابات معايير أخرى، فهي مستندة على أساس الدفاع عن الحقيقة، و هي لا تتملق للجماهير وتحارب منطق "المنقذ" الآتي من أعلى، و هي تُشير نحو الطريق الحقيقي والطريق الثوري و تُخاض الحملة الانتخابية قدر الإمكان في ظروف تحركات عمالية .

و هناك مسألة حاسمة متعلقة بمنظور صراع الطبقة العاملة.

"فلتعبر أغلبية السكان أولاً في ظروف الحفاظ على الملكية الخاصة، أي في ظروف الحفاظ على سلطة و اضطهاد رأس المال، عن دعمها لصالح حزب البروليتاريا- و بعد ذلك فقط بإمكان هذا الحزب أن يأخذ السلطة"- هذا ما يقوله الديمقراطيون البرجوازيون الصغار كخَدَم فعليين للطبقة البرجوازية ممن يسمون أنفسهم "إشتراكيين" ".

"فلتُسقِط البروليتاريا الثورية الطبقة البرجوازية، و لتحطِّم نير رأس المال و لتسحق جهاز الدولة البرجوازية – و حينها ستتمكن البروليتاريا الظافرة بالنصر من كسب سريع لتعاطف و دعم غالبية العمال و الجماهير الغير بروليتارية، مع تحقيق مطالبها على حساب المُستغِلين" نقول نحن[4] " كان لينين قد ذكر.


و كان الحزب الشيوعي اليوناني قد ذكر ضمن قرار مؤتمره اﻠ18 (2009) المتعلق بأسباب إسقاط الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، جملة أمور، أن: "منذ المؤتمر اﻟ20 للحزب الشيوعي السوفييتي، شباط / فبراير 1956و عبر موضوعته القائلة "بتنوع أشكال الانتقال إلى الاشتراكية، في ظل ظروف معينة"، بالإضافة لخط" التعايش السلمي " الذي تم ربطه بإمكانية الإنتقال إلى الاشتراكية في أوروبا بواسطة البرلمانية، وهي استراتيجية كانت موجودة سلفاً في بعض الأحزاب، و سيطرت على معظمها. و هي موضوعة في جوهرها تشكل تحريفاً للإستنتاجات المستخرجة من تجربة الاتحاد السوفييتي الثورية، كما و تشكل  استراتيجية إصلاحية، اشتراكية ديمقراطية[5]".

في المؤتمر اﻠ19 للحزب الشيوعي اليوناني (2013 ) أقر حزبنا بالإجماع برنامجه الجديد، الذي يوضح وجود الشروط الموضوعية في اليونان لبناء المجتمع الاشتراكي الشيوعي. و أن الثورة الموشكة في اليونان ستكون اشتراكية.  ويرى تقدير حزبنا كما في البرنامج السابق أنه لا وجود لمراحل وسيطة بين الرأسمالية والاشتراكية، كما و انتفاء وجود سلطة وسيطة. و نقترح على  الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية وشباب، ونساء الأسر الشعبية، تشكيل تحالف شعبي للقوى الاجتماعية ذات المصلحة في النضال ضمن توجه مناهض للاحتكارات و الرأسمالية مع امتلاكه لشعارات أساسية تنص على التملك الاجتماعي للاحتكارات و إقامة التعاونيات الإنتاجية الزراعية، وإلغاء الديون من جانب واحد، و عدم المشاركة في التدخلات العسكرية والسياسية و في الحرب، كما و فك الإرتباط عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عبر سلطة عمالية شعبية.

و ينشط الحزب الشيوعي اليوناني مخضعاً عمله البرلماني للهدف أعلاه، أي من أجل إعداد العامل الذاتي من أجل منظور الثورة الاشتراكية، و ذلك على الرغم من أن تحديد فترة وقوعها هو خاضع للظروف الموضوعية أي للحالة الثورية. إننا نعمل على قيام حزب شيوعي يوناني ذي أسس قوية ضمن صفوف الطبقة العاملة و حزب قادر على التعامل مع أي منعطف مفاجئ للصراع الطبقي، أي حزب يمكن وصفه ﺑ" حزب السراء و الضراء".

إننا نسعى نحو إعادة تشكيل الحركة العمالية فوق أساس طبقي و ندعم جبهة النضال العمالي(بامِه) و تحالف تجمعات أخرى مناهضة للاحتكارات لصغار لعاملين لحسابهم الخاص (باسيفي) و غقراء المزارعين (باسي) و الشباب الطلابي (ماس) و النساء (أوغ).

ونحن نعتقد أن إقامة تحالف شعبي ذو مراجع اجتماعية (وليس مجرد إلصاق"قمم" سياسية) هو ما نحتاجه اليوم. أي تحالف اجتماعي من شأنه الكفاح من أجل حل كل مشكلة شعبية كالمرتبات والمعاشات و الصحة العامة، والتعليم والضمان الاجتماعي و للتخفيف عن معاناة العاطلين عن العمل و ما إلى ذلك، و هو تحالف ممتلك لطابع واضح مناهض لاحتكارات و للرأسمالية. حيث سيتحول هذا التحالف الاجتماعي في ظروف الحالة الثورية إلى جبهة عمالية شعبية ثورية من شأنها أن تخلق مؤسسات السلطة العمالية الشعبية التي لن تمت بصلة للديمقراطية البرلمانية البرجوازية.

و ستتمثل قاعدة السلطة العمالية في قوة وحدة الإنتاج والخدمات الاجتماعية و الإدارية، والتعاونية الإنتاجية. و سيتضمن هيكل مؤسسات السلطة ما يلي: المجلس العمالي و المجلس الإقليمي و الهيئة العليا للسلطة العمالية. و ستضطلع المستويات الثلاثة لمؤسسات السلطة العمالية و بشكل تراتبي أي العمالي و الإقليمي و الوطني بمهام حماية الثورة و تنظيم أجهزة العدالة و الرقابة الشعبية.


[1] ف.إ. لينين: "عن "الديمقراطية" و الديكتاتورية".

[2] في نفس العمل أعلاه.

[3]  في نفس العمل.

[4] ف.إ. لينين: "الإنتخابات من أجل الجمعية التأسيسية و ديكتاتورية البروليتاريا".

[5] قرار المؤتمر اﻠ18 للحزب الشيوعي اليوناني.




وزارة التربية الوطنية تلغي عيد الاستقلال

يتضح من لائحة العطل بالنسبة لموسم 2018/2019 عدم اشارة الوزارة لعيد الاستقلال

dimanche 3 juin 2018

هدا ماقررنه وزارة ااتعلبم بخصوص الاستاد الداعي للرجم


الرئيسية  حوادث ومحاكم  المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية يتبرأ من الأستاذ لي بغا الرجم للسائق و الطالبة

المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية يتبرأ من الأستاذ لي بغا الرجم للسائق و الطالبة

فى: يونيو 02, 2018فى: حوادث ومحاكم



تبرأ المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بشفشاون من تصريحات الأستاذ المتعلقة بمطالبته لرجم طالبة و سائق سيارة بطلي واقعة آسفي، مشيرا أن هذا التصريح يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعبر عن موقف قطاع وزارة التربية الوطنية.

و أكد المدير الإقليمي في تصريحه لأحد الصحف الوطنية، أن الأستاذ المذكور يوجد في رخصة مرضية لمدة ثلاثة اشهر، ويعاني من مرض نفسي، و بالتالي لا يمكن معاقبته أو اتخاذ إجراء ضده من طرف الوزارة، لكون التدوينة كتبت خارج المؤسسة التعليمية التي يدرس بها، و هو من يتحمل مسؤولية ما كتب.

للإشارة فقد أثارت تدوينة الأستاذ الدي يدرس بمجموعة مدارس جنان النيش، جماعة بني بوزرة، لإقليم شفشاون، جدلا واسعا في صفوف رواد الفايسبوك، بعدما بعدما طالب برجم الطالبة وسائق سيارة بالحجارة بدل الاعتداء عليهم بالهراوات من طرف ملثمين.


samedi 26 mai 2018

هدا هو نص الوداع للمفكر جورج طراببشي وفيه كشف عدة اسرار



توفي اليوم الأربعاء المفكر السوري جورج طرابيشي عن 77 عاما. وطرابيشي هو مفكر وكاتب وناقد ومترجم عربي سوري، من مواليد مدينة حلب عام 1939، يحمل الإجازة باللغة العربية والماجستير بالتربية من جامعة دمشق.

عمل طرابيشي مديرا لإذاعة دمشق (1963-1964)، ورئيسا لتحرير مجلة دراسات عربية (1972-1984), ومحرراً رئيسياً لمجلة الوحدة (1984-1989).

أقام فترة في لبنان، ولكنه غادره بسبب الحرب الأهلية إلى فرنسا التي أقام فيها متفرغا للكتابة والتأليف.

ونشرت "العربية.نت" في صفحة الرأي المقال الأخير للمفكر الراحل طرابيشي بعنوان "ست محطات في حياتي" وهو أشبه ما يكون بسيرة ذاتية مختصرة.

"ست محطات في حياتي"

وأنا في رحلة نهاية عمر، وبعد عقود ستة من صحبة القلم الذي آثرته – عدا زوجتي وبناتي – على كل صحبة أخرى، أجدني أتوقف أو أعود إلى التوقف عند ست محطات في حياتي كان لها دور حاسم في أن أكتب كل ما كتبته وفي تحديد الاتجاه الذي كتبت فيه ما كتبته وحتى ما ترجمته.

المحطة الأولى: ولدتُ من أسرة مسيحيّة وتديّنت تديّناً مفرطاً فــي الطور الأوّل من مراهقتي. وكنت أؤدي كلّ واجباتي الدينية بحساسية تثير حتّى سخرية أخي الأصغر منّي.

ذات يوم في المدرسة ، وفي السنة الثانية من المرحلة الإعدادية – وكنت صرت في نحو الرابعة عشرة من العمر- كان من جملة دروسنا درس التعليم الديني الذي كان يتولاه كاهن معروفة عنه صرامة الطبع. وكنا في تلك المرحلة قد تكونت لدينا فكرة واضحة بما فيه الكفاية عن خريطة الكون وكروية الأرض ودورانها وحجمها.

وفي أحد دروس التعليم الديني قال لنا المدرس الكاهن:” تعرفــون أنتم يا أولادي الآن ما هــــــي الكرة الأرضية، وتعرفون حجمها. أريدكم الآن أن تتصوّروا كرة أرض أكبر من أرضكم بمليون مرّة، وأنّ هذه الكرة الأكبر بمليون مرة من كرة الأرض ليست من تراب وماء بل هــي من حديد فولاذي صلب.

هذه الكرة الأكبر من الأرض بمليـــون مرّة والأصلب من الحديد الصلب، يمرّ عليها كل مليون سنة طائر، فيمسحها بجناحه. فكم وكم – وهذه الكلمة لا زالت ترنّ في أذني إلى اليوم- كم مليون.. مليون.. مليون سنة يحتاج هذا الطائر إلـى أن يمسح بجناحه مرة واحدة كلّ مليون سنة ليذيب هذه الكرة الحديدية الأكبر من الأرض بمليون مرة؟ تذوب هذه الكرة ولا يذوب عذابكم في جهنّم إذا متّم في حال الخطيئة”.

سمعت هذا التحذير الحسابي فأصابتني رعدة. – فقد فهمته بكل أبعاده إذ كنت في حينه تلميذاً متفوّقاً – وخرجت مـن المدرسة وسرت في الطريق وأنا أطأطئ رأسي. ذلك أن المدرسة كانت تقع في حيّ عتيق جدّا وكئيب، تفوح منه روائح الأماكن المغلقة.

وعلى بعد حوالي 200 متر كنا نخرج من الدرب الضيق والمقفل عليه ليلاً بباب حديدي الى شارع عريض ومفتوح تطالعنا منه ، أول ما تطالعنا، بناية حديثة نسبياً تقطن في الطابق الثاني منها أسرة إيطالية، لها ثلاث بنات جميلات جدّاً، وغالباً ما نجدهن جالسات في “الفيرندا” ومرئيات للناظر من الشارع في إطلالة آسرة .

وما إن نظرت إليهن عصرئذ حتى أسرعت أخفض نظري وأغمض عينيّ. لماذا؟ هنا لا بدّ أن أعود الى المسيحية التي ولدت فيها وعمّدني أهلي عليها. ففي المسيحيّة يقال إن الخطيئة مثلّثة: خطيئة بالعمل وخطيئة بالقول وخطيئة بالفكر. وحتى هذه الخطيئة الأخيرة قد تكون خطيئة مميتة، وعقابها جهنم إلى أبد الآبدين حسب اللاهوت المسيحي إذا كان مدارها على الجنس نظراً الى الوصية التي تقول : لا تشتهِ امرأة غيرك. والحال أن كل امرأة هي امرأة للغير ما لم تكن زوجة شرعية.

ومن ثم، إن الشهوة الجنسية تغدو بحد ذاتها مسبِّبة لخطيئة مميتة ولا يغفرها الله للإنسان ولا ينجيه من عذابات جهنم ما لم يعترف بها للكاهن. وكان الكاهن يركِّز على خطيئة الفكر هذه في درس التعليم الديني لعلمه أن مدار تفكير الصبيان في طور المراهقة هو على الجنس.

وعلى هذ النحو توزعت نفسي وأنا أخرج من درب المدرسة الضيق الى الشارع المفتوح على فيراندا الصبايا الإيطاليات الثلاث بين الرغبة في النظر وبين الخوف من العذاب الأبدي في نار جهنم على ذلك النحو المرعب كما صوّره لنا الكاهن من خلال مثال الطائر والكرة الحديدية الأكبر من الأرض بمليون مرة.

وهكذا لم أكتفِ بإغماض عينيّ، بل رحت أمشي في الطريق إلى البيت وأنا أحاول أن أطرد من فكري صورة الإيطاليات الثلاث وكلّي خوف من أن تشاء المصادفة أن يسقط فوق رأسي من إحدى الشرفات أصيص زهر من الأصص التي كان من عادة سكان بلدتي حلب أن يزيّنوا بها شرفاتهم فأموت وأنا في حالة خطيئة مميتة.

ووصلت إلـــى البيت وأنا في شبه هذيان وأصابتني حمّى حقيقيـــة وبقيت يومـــين طريح الفراش، ثم لما أفقت كان ردّ فعلي الوحيد أنني قلت بيني وبين نفسي: لا، إن الله ذاك الّذي حدثنـي عنه الكاهن لا يمكن أن يوجد ولا يمكن أن يكون ظالماً إلى هذا الحدّ. ومن ذلك اليوم كففت عن أن أكون مسيحيا.

المحطة الثانية الّتي حددّت اتجاهي النهائي في الحياة، عدا قصّة خروجي من المسيحيّة، كانت عند انتقالي في المرحلة الثانويّة إلى مدرسة رسميّة تابعة للدولة. كان ذلك علـى ما أذكر عام 1955 . وقد كان ذلك بعد سقوط حاكم سورية الديكتاتور والجنرال العسكري أديب الشيشكلي. وكان تحالف حزب البعث والحزب الشيوعي والإخوان المسلمين هو من أسقطه.

فلمّا تفاوضوا فيما بينهم، سئل الإخوان المسلمون: ماذا تريدون؟ أي وزارة؟ فقالوا: نحن لا نريد وزارة، نحن لنا مطلب واحد وهو إدخال التعليم الديني إلى المدارس الثانوية. التعليم الديني كان مباحاً بل واجباً في المدارس الابتدائية والإعداديّة ولكن ليس في الثانوية. في الثانوية كنّا ندرس علوم الأخلاق والتربية الوطنيّة وليس هناك تعليم ديني. وعلى هذا النحو تقرّر إدخال التعليم الديني إلى المدارس الثّانوية، وأنا ذهبت في تلك السنة إلى المدرسة الثّانوية.

ويومئذ، لمّا قيل لي هناك حصّة تدريس تعليم دينــــي، قلت لرفاقي، وكنت قد بدأت أميل إلــــى أن أصير حزبياً اشتراكياً من “حزب البعث”: أريد أن أحضر درس التعليم الديني لأني أريد أن أطّلع أكثر، فأنا كنت في مدرسة لم أتلقَّ فيها سوى التعليم المسيحي، ولكني أريد الآن أن أعلم المزيد عن الاسلام الّذي هو دين الغالبية السورية. حضرتُ الدرس.

شيخ طويـــل القامة بعِمّة. أذكر إلى الآن لون جلبابه الرمادي الأنيق. وكان قد كتب علـى اللّوح بالطبشور سلفاً: “كلّ من هو ليس بمسلم فهو عدوّ للإسلام”. كان هذا موضوع الدّرس. وبدأ يشرح ويشرح ورفـــاقي ينظرون إليّ، كلّ واحد منهم رمقاً، ليدركوا ردّ فعلي. ومضى نصف وقت الحصة وأنا أسمع الدرس. ثم قـــال الشيخ المدرٍّس: الآن أفتح باب النقاش. فسارعت أرفع يدي،

فقال :تفضّل، ما اسمك؟ فقلت وأنا أشدّدعلى اسمي: “جورج طرابيشي”، وجورج اسم لا يطلق في سوريا إلاّ على المسيحيين. فوجئ هذا الشيخ وانبثقت حبات عرق على جبينه . وتابعت قائلاً: يــــا أستاذ، أنا لست مسلماً، أنا مسيحي بالمولد، فهل أنا عدوّ لك؟

قال: أعوذ بالله ، من قال هذا الكلام؟ كيف تقول ذلك؟

قلت له: يــا أستاذ منذ أكثر من ثلاثين دقيقة وأنت تقول: كل من ليس بمسلم فهو عدوّ للإسلام، فهل أنـا عدوّ لك؟؟ فطفق الرّجل يتدارك خطأه، ويقول: لا، لا، فالمسيحيون أهل كتاب. وطبعاً كان السؤال الذي دار في نفسي: لماذا لم يتدارك ويستثنِ من البداية؟ وحتى لو لم أسأله فهل يكون كل من هو ليس بمسلم عدواً للإسلام؟ وقد كان ينبغي عليّ أن أضيف السؤال:حتّى وإن لم أكن من أهل الكتاب فهل أنا عدوّ لك؟ ولكني أمسكت.

ابتداء من تلك اللّحظة وعيتُ أن مهمّة كبيرة جدّاً لا تزال تنتظرنا في مجتمعاتنا وأن القضية ليست قضية تغيير سياسة ولا وزارة، بل هي أولاً وربما أخيراً قضية تغيير على صعيد العقليات.

وشاءت الصدفة فيما بعد، لمّا صرت أُدرِّس في الثانوية بدوري، ويوم افتتاح الموسم الدراسي، أن أفاجأ بوجود نفس الشيخ في قاعة الأساتذة ليكون مدرس التعليم الديني أيضاً في نفس الثانوية الّتي عُيّنت فيها مدرِّساً للغة العربية. قام عن كرسيه للحال وهجم نحوي وعانقني قائلاً: عذراً يـا أستاذ ، خطيئة ارتكبتها في حياتي لن أكررها أبداً.

المحطّة الثــالثة في حياتي تمثلت بحادثة مماثلة ، ولكن هذه المرة مع رفاق حزبيين مسيحيين. كانت حادثة لها عمق تغييري كبير في نفسي وفي وعيي إذ كانت سبباً أساسياً في تحوّلي إلى كاتب لأني شعرت أنّ الكتابة هي الطريق الوحيدة الّتي بمستطاعي أن أسلكها لكي أغيّر العقليّة في المجتمع.

والتفاصيل كما يلي: دخلت السّجن كمعارض سياسي في نظام حزب البعث. كنت انتميت الى حزب البعث قبل استلامه السلطة. ثم استقلت من الحزب بعد سنة من استلامه الحكم لخلافات سياسية وإيديولوجية ليس المجال هنا للدخول في تفاصيلها . وبعد أن استقلت وصرت معارضاً دخلت السّجن.

في السّجن كان هناك عدد من البعثيين المعتقلين وإن كانوا ينتمون الى تياريميني غير التيار الحاكم وغير التيار اليساري الذي أنتمي إليه أنا بعد أن تشتت الحزب إلى تكتلات، وكان معظم هؤلاء من جبل حوران في سوريا الذي كان قسم كبير من سكّانه من المسيحيين من أيّام الغساسنة ومن وَرَثتهم.

وفي السّجن كان معي خمسة أو ستّة من هؤلاء المسيحيين البعثيين في غرفة جماعية واحدة تضم عشرات المعتقلين. كنت قد تزوّجت من زوجتي الكاتبة”هنرييت عــبودي”، وأنجبت منها أوّل طفلة عمرها سنة أو سنتان، لم أعد أذكر.

وكنت وأنا بالسّجن لا أفكر إلاّ بهذه الزوجة وبهذه البنت الّتي تركتها معها. ولست أدري كيف جاء حديث الشرف الجنسي الذي يقضي بوجوب قتل المرأة إذا أقامت علاقة جنسية غير مشروعة سواء كانت مسيحية أو مسلمة، وفي هذه الحال تقتل ، والأفضل أن تذبح ذبحاً من قبل أخيها استرداداً للشرف المهان.

ومن كلمة إلى كلمة قادنا النّقاش الى ما يلي. قلت لهم: أنــــــــا أرفض مبدأ جريمة الشرف من أساسه، وهذا موقف لا أستطيع احتماله إطلاقاً من قبل إنسان يزعم نفسه تقدمياً أو اشتراكياً أو بعثياً. عندئذ هبّ واحد منهم غاضباً وقال: أنت متزوج؟ قلت: نعم. قال: شوعندك؟ قلت له: عندي بنت.

قال: صغيرة طبعاً؟ قلت: نعم. قال: الآن إذا كبرت – بنتي اسمها مَيّ- إذا كبرت هذه البنيّة وغلطت مع شابّ أفلا تذبحها؟؟ قلت له: أنا أذبح مايا بنتي إذا رأيتها تقبِّل شابّاً ! فقـــــــــــــال: كيف؟ أما تذبحها ؟ قلت له: يا رفيق أجننتَ !! أذبح مايا؟ قال: أنت ما عندك شرف! أنت لست عربياً ولا تستأهل أن تكون عربياً ولا بعثياً!

وأخذ هؤلاء الرّفاق المعتقلون معي قراراً بمقاطعتي وبعدم الكلام معي لأنّــي لا أستحق شرف أن أكون عربيـاً أو بعثياً ولو كنت معارضاً مثلهم للتيار الحاكم. ونتيجة لهذه المقاطعة ولما تلاها من عدائية نحوي قدَّمت طلباً إلى ادارة السجن بنقلي إلـى غرفة منفردة، أي شبه زنزانة، بدلاً من أن أبقى مع رفاق يقاطعونني ويحتقرونني.

من يومها أيضاً تعلّمت درساً جديداً وهو أنّ القضيّة ليست فقط قضية مسلمين وغير مسلمين، ومسيحيين وغير مسيحيين، من حيث الوعي الاجتماعي حتى ولو كانوا ينتمون إلى أيديولوجيا واحدة. فالقضية أعمق من ذلك بكثير.

قضية بنى عقليّة في المقام الأول. ففي داخل المخّ البشري تتواجد طبقتان: طبقة فوقية سطحية يمكن أن تكون سياسية، تقدمية، اشتراكية، وحدويّة، وطبقة بنيوية تحتيّة داخل هذا المخّ رجعيّة حتّى الموت، سواء كان حاملها مسيحيـاً أو مسلمــاً. ومنذ ذلك اليوم توطد لديّ الاقتناع بأن الموقف من المرأة في مجتمعاتنا يحدد الموقف من العالم بأسره.

ومنذ ذلك اليوم أيضا ترسخ لديّ الاقتناع أكثر من أيّ يوم سبق بوجوب النضال بواسطة الكلمة من أجل تغيير العقليــات، تغيير البنية الداخلية للعقل، وليس فقط البنية السطحية السياسية أو الايديولوجية.

في المحطّة الـــــــرابعة من حياتــــــــــــي، وبعد مرحلة القوميـة العربية والبعثية واليسـارية والماركسية، جاء دور فرويد.

وقصتي مع فرويد بدأت بواقعة لا تخلو من طرافة. فبعد أن تزوجت وصار عندي بنتان كنت، كلّما جلست إلى المائدة لآكل الطعام، أمسك برغيف الخبز- عندنا فـــي سوريا الخبز العربـي، وهو غير دارج في معظم البلدان العربية الأخرى- فلا أجد نفسي إلا وأنا أقطّعه من أطرافه لاشعورياً وزوجتي وابنتي قاعدتان أمامـــي على المائدة تأكلان، وكنت لا أستطيع منع نفسي من تفتيت الخبز حتى عندما يكون معنا على المائدة ضيف.

كانت زوجتي تقول لي بلهجتها الحلبية: عيب يــا جورج، النّاس بشوفوك، وبناتك يتعلموا هالعادة ، وحتى عندما يكون عندنا ضيوف علــى المائدة يرونك تفتِّت الخبز قدّامهم هكذا! وكنت أقول لها: معك حقّ.ولكن كلّ مرّة أنسى نفسي وأعود إلى تمزيق الرغيف بدون قصد ولا انتباه مني. وهكذا إلـى أن صادف ذات مرة أن قرأت مقالاً- لا أعتقد أنه كان لفرويد وإنما لأحد تلاميذه – يحكي عن هذه الظاهرة النّفسية ويعتبرها عرضاً عصابياً بصفتها فعل تمزيق لاإرادي ولاشعوري للأب.

وأنا عندما قرأت هذا المقال أصبت برجفة: فأنا إذن أمزّق أبي! وبالفعل كنت على صدام في مراهقتي مع أبي. ومنذ أن قرأت ذلك المقال انفتحت على التحليل النفسي، وعكفت على قراءة فرويد ثم شرعت أترجم له. ووجدتني أتصالح مع أبي – وكانت قد مضت سنوات على وفاته – وأصفّي حسابي مع نفسي تجاه أبي وأستعيد نسبة كبيرة من الهدوء النفسي وأنظر إلى الحياة نظرة جديدة إلى حدّ ما.

ولقد ترجمت لفرويد نحواً من ثلاثين كتاباً، ولكني بطبيعة الحال لم أترجمها عن لغتها الأصلية الألمانية، بل عن اللغة الفرنسية. وأنتم تعلمون المثل الايطـــــــــــــــالي الّذي يقــول: المترجم خائن Traduttore, traditore .

وأنا إذ كنت أترجم عن لغة عن لغة فهي خيانة مزدوجة، ولكن كان هذا خيارأً لا بدّ منه لأنّه لا يوجد في الثقافة العربية، التي تهيمن عليها نتيجة الاستعمار السابق اللغتان الفرنسية والإنجليزية، من يتقن الترجمة عن الألمانية سوى قلة قليلة للغاية.

ولو لم أترجم فرويد أو لم يترجمه غيري سواء عن الفرنسية أو الإنكليزية لبقيت الثقافة العربيّة بدون فرويد وبدون تحليل نفسي، وهذا شيء غير مقبول. وطبعاً أنا خنت خيـــانة مزدوجة بالترجمة عن لغة عن لغة، ولكن أعتقد أني أديت للثقافة العربية خدمة ضرورية.

وأنا منصرف اليوم ، ومنذ عام تقريباً، إلى إعادة النظر في ترجماتي الفرويــدية مستفيداً من صدور ترجمات جديدة لفرويد باللغة الفرنسية – ترجمتـــين أو ثلاث للكتاب الواحد – استعداداً لإعادة طبعها منقحة وأكثر مطابَقة للنص الأصلي، متمنياً أن يأتي ذات يوم يكون عندنا مترجمون يترجمون عن الألمانية مباشرة.

في المحطّة الخامسة من حياتي سأتوقف عند عن علاقتي بـالراحل محمد عابد الجابري الّذي كرست له ربع قرن من عمري.

كنت منذ عام 1972 قد انتقلت إلى بيروت لأتولى رئاسة تحرير مجلة “دراسات عربيّة” الشهرية التي كانت تصدر فيلبنان عن دار الطليعة. وكان الجابري قد بدأ يرسل إليّ في مطلع الثمانينات بعض المقالات لنشرها في المجلة. ثمّ أرسل كتاباً إلى دار الطليعة عنوانه “تكوين العقل العربــي“، الجزء الأوّل من مشروع “نقد العقل العربـــي“.

وقد أعطاني صاحب الدار الرّاحل بشير الداعوق المخطوط قائلاً لي: أنظر في هذا الكتاب فأنت أفهم مني في التراث. قرأت الكتاب وقلت له: هذا كتاب مدهش، أُنشره فوراً. نشره طبعاً. ولكنّي في أثناء ذلك كنت أخذت قراري- وقد تعبت من الحرب الأهليّة اللبنانية – بالهجرة من بيروت إلـــى بـاريس للعمل في مجلة “الوحدة “.

وأنا أودّع الدّار و أودّع زملائي وأودّع بشير الداعوق، كان صدر كتاب ” تكوين العقل العربي“، وكان هو الكتاب الوحيد اللّذي حملته معي من بيروت إلى باريس مع معجم سهيل إدريس “المنهل“. لم أحمل من كتب مكتبتي الخمسة آلاف غير هذين الكتابين.

جئت باريس وقعدت في بيتي شبه الفارغ أقرأ هذا الكتاب مرّة ثانية، مسحوراً به سحراً كاملاً. وكان أوّل مقال كتبته في مجلّة “الوحــدة” عن هذا الكتاب. وبادرت أكتب بالحرف الواحد- يعرف هذه القصة عدد ممن قرؤوا سيرة حياتـي-: “إنّ هذا الكتاب ليس فقط يثقّف بل يغيّر، فمن يقرأه لا يعود بعد أن يقرأه كما كان قبل أن يقرأه”. بمثل هذه الحماسة كتبت عرضاً عن الكتاب في مجلّة “الوحدة“. ولكن كانت هناك نقطة تفصيلية صغيرة في الكتاب أثارت عندي بعض الشكوك وتتعلق بموقف الجابري من “إخوان الصفاء”.

فمن دراستي الجامعيّة في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق كانت تكونت عندي فكرة عامة عن انتماء إخوان الصفاء إلى العقلانية الفلسفية الإسلامية. والحال أن الجابري كان قال كلاماً سلبياً للغاية عن إخوان الصفـــــاء ناسباً إياهم الى ” العقل المستقيل في الإسلام”، ومؤكداً أنهم وقفوا ضدّ العقل، وضدّ الفلسفة، وضدّ المنطق، وضد صاحب المنطق الذي هو أرسطو .هكذا ارتسم عندي شكّ يتعلق بهذه النقطة تحديداً، وما كان في إمكاني أن أحسمه لأن رسائل اخوان الصفاء لم تكن متوفرة لي في مهجري الباريسي.

ثم شاءت الظروف أن أسافر إلى إحدى دول الخليج في دعوة لندوة. في ذلك البلد الخليجي قلت في نفسي إني سأبتاع رسائــــــل إخوان الصفاء لحسم تلك المسألة. ذهبت إلى مكتبة كبيرة هناك وسألت المستخدم: عندك كتاب “إ رسائل خوان الصفاء“؟ فقال بلهجة لا تخلو من غرابة: لا يا أستاذ. قلت له: وأين يمكنني الحصول عليه ؟

قال: أستاذ، أنت تعرف أنّ هذا الكتاب هو في الفلسفة؟ قلت له:نعم. قال: إن كتب الفلسفة ممنوعـــة هنا . وكانت هذه أول مرة أسمع فيها أن كتب الفلسفة محرّمة، وفيمـا بعد اكتشفت أنها ليست ممنوعة فقط في تلك الدولة الخليجيّة ، بل في معظم دول الخليج. قلت لـلمكتبي: آسف، أنا والله ما كنت أدري. ومن كلمة إلى كلمة بدأت أتناقش معه ودياً وقلت له: أنا لازمني الكتاب، فماذا أفعل؟. قال: هناك مكتبة أخرى. ودلّني على اسمها وعنوانها وقال: علّ وعسى يكون لديها.

ذهبت الى المكتبة الثــــانية و سألت المكتبي عن الكتــــاب. وبالطبع أتاني نفس الجواب، فقلت له: ولكن اسمح لي أعرّفك بنفسي :أنا كاتب ومترجم اسمي “جورج طرابيشي” . وبمجرّد أن قلت له جـــــورج طرابيشي، قال: أهلاً وسهلا ًوراح يعرّفني على ما هو موجود من كتبي وترجمـاتي لديه. ثم أضاف: اسمح لي. ودخل واستدعى رئيسه صاحب المكتبة، فقال هذا: أهلاً وسهلاً أستاذ جـــورج. ورحّب بي، إلخ. رويت له حاجتي الى الكتاب لأنه غير المتوفر لي بباريس ولا أستطيع أن آتي به من لبنان بسبب ظروف الحرب الأهلية،إلخ. قال: والله يا أستاذ أما تعرف أن هذه الكتب ممنوعة؟ قلت له: عرفت ولكن لعلّ وعسى تســـــاعدني. قــال: تفضّل معي. نزل معي إلى قبو تحت الأرض فـــإذا فيه صناديق وكتب أخرى، وأخرج أربعة أجزاء كبيرة لإخوان الصفاء، قال: تفضّل أستاذ . و لم يشأ أن يأخذ ثمنها ولكني أصررت ودفعت شاكراً إياه كل الشكر.

وأنا في طائرة العودة ثم في البيت كان أوّل همي أن أعثر عــلى النّص الّذي يقول عنه الجابري إن إخوان الصفاء يقفون فيه ضدّ المنطق وضد أرسطو وضدّ الفلسفة.

فتحت الجزء الرابع من الرسائل أفتش عن النص كما يشير اليه الهامش الذي يحيل اليه كتاب “نقد العقل العربي” فلـــــم أجده، فتشت وفتشت ثم قلت في نفسي: لعله خطأ مطبعي ويجب ان أعيد قراءة الرسائل الواحدة والخمسين كلها. وهكذا بدأت بقراءة كتاب رسائل إخوان الصفا بأجزائه الأربعة فإذا بي أصل إلـــــى الرسائل 10-11-12-13-14 ، فكانت دهشتي عظيمة. ففي هذه الرسائل الخمس، و بعدما قدّموا وعرّفوا بأنفسهم، يقولون ما خلاصته: يـــا أخي، أيّدك الله وإيّانا بروح منه، اعلم ، بعدما شرحنا لك أهدافنا، أنّه لا مدخل لك إلينا إلاّ بواسطة المنطـــق لأنّه هو المعبر الّذي يجعل الخطاب بيننا ممكناً، فتعالَ نشرح لك المنطق وكتبه. ثم يخصّصون الرسائل 10 إلى14 لشرح كتب المنطق الأرسطي مثل العبارة والمقولات و والقياس والبرهان ، ويستعملون العبارات بلفظها اليوناني مثل أنالوطيقا وقاطيغورياس، إلخ .

فيما أنا أطالع هذه الرسائل الخمس في الشرح المفصل للمنطق الأرسطي كنت أتساءل بيني وبين نفسي: كيف يقول الجابري إن إخوان الصفا قاطعوا أرسطو؟ وقاطعوا المنطق؟ وقالوا: إن الإنسان ليس بحاجة إلى المنطق وإلى الفلسفة ؟ وعدت من جديد إلى متابعة قراءة الرسائل إلى أن وقعت في الرسالة السابعة عشرة المعنونة: في علل اختلاف اللغات على النص الذي يتخذ منه الجابري دليلاً علن أن إخوان الصفاء قالوا إن الإنسان ليس بحاجة الى المنطق. والحال ماذا يقول النص؟ فحواه كالتالي: لقد تقدم بنا الكلام في أوائل رسائلنا على أهمية المنطق لفهمنا وفهم لرسائلنا. ولكن اعلم يا أخانا أنّ المنطق منطقان. هناك منطق فلسفي حدّثناك عنه، وهناك منطق لفظي أي الكلام، لأنّه لولا الكلام لما تفاهم البشر فيما بينهم.

وبعد أن يشــرحوا دور اللغة كأساس وكوسيلة للتفــاهم بين البشر يضيفون: اعلـــم أن هناك نفوساً صــافية غير محتاجة للكلام ولا للمنطق في إفهام بعضها بعضاً، أي هناك نفــوس روحانية تتفاهم بالعين، تتفاهم باللّمس، تتفــاهم بالروح، بالوجدان، بالتخاطر كما بتنا نقول اليوم، بدون أن تكون بها حاجة للمنطق اللفظي والكلام. فإذا بالجــــابري استغلّ هذه الجملة ” ليست بحاجة إلـى منطق” ليحذف كلمة اللفظي وليقول إنّ هؤلاء ضدّ المنطق بمعناه الفلسفي.

ثمّ لم ألبث أن وقعت علــى الشّاهد التّالي وهو في معرض نقاش إخوان الصفاء حول ما بين الدين والفلسفة من علاقة يريد المتزمتون في عصرهم ( القرن الرابع للهجرة) فصمها ويدعون إلى تحريم الفلسفة باسم الدين. يقول الشاهد بالحرف الواحد: “اعلم أيّهــــا الأخ البــار، أيّدك الله بنور منه، أنّ من عرف أحكام الدّين فإنّ نظره في علم الفلسفة لا يضرّه بل يزيده فـــي علم الدّين تحققاً وفي فهم المعاني استبصاراً”.

ثمّ يضيف القول: “المنطق ميزان الفلسفة وأداة الفيلسوف. ولمّا كـانت الفلسفة أشرف الصنائع على البشرية بعد النّبوة صار من الواجب أن يكون ميزان الفلسفة أصحّ المــــوازين وأداة الفيلسوف أشرف الأدوات ونسبة صناعة المنطق إلى العقل والمعقولات مثل صناعة النحو إلى اللسان والألفاظ”.

إني لمّا قرأت هذه الرسالة وهذا الشاهد أصبت بصدمة كبــيرة وبطعنة في كبريائي كمثقف، لأنّي كتبت في ما كتبت عن كتاب الجـابري: ” هذا الكتاب من يقرأه لا يعود بعد أن يقرأه كما كان قبل أن يقرأه”.

ومن ذلك اليوم لم أعد أوجّه لومــــــي إلى الجــــــابري، بل إلى نفسي، لأنّني حكمت على كتاب في موضوع لم أكن أملك كلّ مفاتيحه المعرفية.وأقسمت بينـــي وبين نفســــي أني بعد الآن لن أقول شيئاً أو أصدر حكماً بدون أن أكون مستوثقاً من كلّ المعلومات بصدده. وهكذا أخذت قراري بإعادة تربية نفسي، و إعادة تثقيف نفسي. وهكذا انكببت، أنا الذي درست اللغة العربية والتراث العربي جزئياً في الجامعة، انكباباً مرعباً علــى قراءة كتب التراث وعلــــى مطالعة عشرات وعشرات المراجع الّتي ذكرها الجــــابري والّتــي رحت أدقق كلّ شاهد من شواهدها وأتحقّق من صحّتها فــــي كلّ المجالات.

وبصراحة أقول لكم: لم يكن شاهد إخوان الصفاء بالشاهد الوحيد ، بل وقعت على عشــرات وعشرات من الأمثلة علـــى مثل هذا التزوير الّذي أوقع فيه الجابري عن قصد أو عن غير قصد- لا أدري- قراءه وأنا منهم.

وإني لأقولها صراحة اليوم : إني أعترف للجــابري، الّذي قضيت معه ربع قرن بكامله وأنا أقرأه وأقرأ مراجعه ومئات المراجع في التراث الإسلامي ومن قبله المسيحي ومن قبلهما التراث اليوناني وكل ما يستوجبه الحوار مع مشروعه، إني أقرّ له، وأعترف أمامكم، أنّه أفادني إفادة كبيرة، وأنه أرغمني علـــى إعادة بناء ثقــافتي التراثية . فأنـــا له أدين بالكثير رغم كلّ النقد الّذي وجّهته إليه.

المحطة السادسة. إن المحطات الخمس التي تقدّم بي الكلام عنها كانت كلها بمثابة محطات انطلاق، وبدءاً منها كتبت كل ما كتبته على امتداد حياتي من أبحاث ومقالات قاربت في عددها الخمسمائة ، ومؤلفات نافت على الثلاثين، وترجمات زادت على المئة . لكن المحطة السادسة كانت بالمقابل هي محطة التوقف والصمت والشلل التام عن الكتابة: محطة الألم السوري المتواصل منذ نحو أربع سنوات بدون أن يلوح في الأفق أي بشير بنهاية له.

على امتداد تلك السنوات الأربع ما أسعفني القلم إلا في كتابة مقالين اثنين فقط: أولهما في 21/3/2011 بالتواقت مع البدايات الأولى لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا، وثانيهما في 28/5/2011 مع انخراط سورية بدورها في معمعة ذلك الربيع.

المقال الأول حمل هذا العنوان: تاريخ صغير على هامش التاريخ الكبير. وقد قصدت بالتاريخ الكبير ثورات الربيع العربي التي بدت في حينه وكأنها تُدخِل العالم العربي في عصر الثورات التاريخية الكبرى كمثل تلك التي شهدتها فرنسا عام 1779 أو أوروبا الغربية عام 1848 أو دول المعسكر المسمى بالاشتراكي في أواخر القرن العشرين. أما التاريخ الصغير فقد قصدت به تاريخي الشخصي المرتبط بخيبة أمل كبرى. فأنا، كما وصفت نفسي في خاتمة ذلك المقال الأول عن ثورات الربيع العربي، ابن الخيبة بالثورة الإيرانية الآفلة أكثر مني ابن الأمل بثورات الربيع العربي الشارقة التي قلت في نهاية المقال إنني إذا كنت أتمنى من شيء فهو أن يكون توجسي في غير محله، وأن يكون مآل هذه الثورات العربية غير مآل الثورة الإيرانية التي صادرتها القوى الناشطة تحت لواء الإيديولوجيا الدينية، وأن تكون فرحتي بذلك الربيع هي الرفيق الدائم لما تبقى لي من العمر.

ولكن ، وكما أثبت التطور اللاحق للأحداث، فإن ما قام البرهان على أنه كان في محله هو توجسي بالذات: فالربيع العربي لم يفتح من أبواب أخرى غير أبواب الجحيم والردّة إلى ما قبل الحداثة المأمولة والغرق من جديد في مستنقع القرون الوسطى الصليبية/الهلالية .

أما المقال الثاني الذي كتبته في أواخر شهر أيار/مايو 2011 فكان بعنوان: سورية: النظام من الإصلاح إلى الإلغاء. وقد كان محوره على أن سورية، المتعددة الأديان والطوائف والإثنيات، تقف بدورها على أبواب جحيم الحرب الأهلية ما لم يبادر النظام إلى إصلاح نفسه بإلغاء نفسه بنفسه. فغير هذا الإلغاء لا سبيل آخر إلى إصلاح سلمي يصون البلاد من الدمار. ولكن بدلاً من ذلك امتنع النظام حتى عن الوفاء بالوعود في الإصلاح التي كان لوّح بها.

ولكن لأعترف أيضاً بأن إصراري يومئذ على قدر من التفاؤل، من خلال مطالبة النظام بإلغاء نفسه تفادياً لحرب أهلية طائفية مدمرة، كان في غير محله إذ ما كنت أعي في حينه، أي في الأسابيع الأولى لاندلاع الانتفاضة السورية ، دور العامل الخارجي إعلاماً وتمويلاً وتسليحاً، وهو الدور الذي يدفع اليوم الشعب السوري بجميع طوائفه ثمنه دماً وموتاً ودماراً غير مسبوق إلا هولاكياً، وهذا في ظروف إقليمية وأممية تشهد احتداماً في الصراع الطائفي السني/الشيعي ينذر بأن يكون تكراراً للصراع الطائفي الكاثوليكي/البروتستانتي البالغ الشراسة الذي كانت شهدته أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر.

يبقى أن أختم فأقول إن شللي عن الكتابة، أنا الذي لم أفعل شيئاً آخر في حياتي سوى أن أكتب، هو بمثابة موت. ولكنه يبقى على كل حال موتاً صغيراً على هامش ما قد يكونه الموت الكبير الذي هو موت الوطن.

mercredi 16 mai 2018

شبح ماركس يطارد الراسمالية


بقلم جمال أبو الحسن/

قد يبدو اسم "كارل ماركس"، الذي تحل هذه الأيام الذكرى الـ200 لميلاده، غريبا في سلسلة عن الرأسمالية، ذلك أنه كان واحدا من أشد منتقديها. غير أن حقيقة الأمر أن أغلب ما سطره ماركس من كتابات كان عن الرأسمالية وطريقة عملها وآثارها المختلفة على بنية المجتمع، اقتصادا وسياسة وثقافة. بل إنه لم يكتب تقريبا شيئا واضحا عن شكل المنظومة التي يتصورها بديلا عن النظام الرأسمالي. بهذا المعنى، فإن ماركس يظل حاضرا في أي نقاش جاد يتناول الرأسمالية، في الفكرة والتطبيق.

من نافل القول إن الكثير من أفكار ماركس لم يصمد أمام اختبار التاريخ. هو توقع أن الرأسمالية ستنهار تحت وطأة تناقضاتها الداخلية، وها هي تنتشر وتترسخ وتحوز أرضا جديدة كل يوم. هو تصور عالما يعيش فيه العمال حالة من الظلم المطلق وفي أوضاع أشبه بالعبودية، والحاصل أن الفقر المدقع تراجع، وأن مستوى معيشة العمال ظل يتحسن باستمرار، حتى أنهم صاروا يتمتعون برفاهية لم يحلم بها الملوك في العصور الغابرة (التلفزيون والهاتف الذكي مثلا!). وأخيرا، فقد تنبأ ماركس بالثورة القادمة على النظام الرأسمالي. وقد وقعت الثورات بالفعل، ولكن في آخر مكان تصوره ماركس: روسيا والصين، اللتين كانتا تعيشان على اقتصاد زراعي إقطاعي في مجمله، ولم تدلفا بعد إلى عصر التصنيع!

هذه التنبؤات الخائبة تعكس عطبا جوهريا في البنيان الفكري الماركسي. على الأقل هي تنفي عنه صفة "العلمية" التي نسبها البعض إليها. كما تخلع عنه هالة "الحتمية" التي ظلت لصيقة به.

لا بديل عن إصلاح النظام الرأسمالي لكي يبقى شبح ماركس بعيدا

اقرأ للكاتب أيضا: الرأسمالية: هل القضاء على اللامساوة هدف أخلاقي؟ (7)

الأهم من هذا كله أن هذه النظم التي قامت تحت عنوان الماركسية فشلت بصورة مروعة في تحقيق الرفاهية لمواطنيها. عندما سقطت تحت وطأة فشلها وخيباتها، انهار معها صرح الفكر الماركسي، وبدا أن هذا الرجل الذي حلم يوما بتغيير العالم قد صار تاريخا لا يرغب أحد في تذكره.

والحال أن ماركسية القرن العشرين قد ولت غير مأسوف عليها. ولكن ماركس نفسه لم يغادرنا. ذلك أن أفكاره في وصف طبيعة النظام الرأسمالي لا زالت تنطوي على قدر كبير من الألمعية والعمق. وليس من قبيل المبالغة أن نقر أن الغالبية الكاسحة من النقد الذي يوجه إلى يومنا هذا للرأسمالية يمكن رده للفكر الماركسي بصورة أو بأخرى. ما قال به ماركس ببساطة هو أن الرأسمالية نظام غير عادل، وأن عيوبه ونقاط ضعفه جزء لا يتجزأ من تكوينه وبنيانه، وبالتالي لا سبيل للخروج من الفخ الذي يمثله إلا بهدمه.. أي أن نهايته تعد صيرورة تاريخية محتومة.

جوهر الفكر الماركسي أن المنظومة الرأسمالية تقوم على الربح، والربح ليس سوى ضرب من ضروب الاستغلال؛ استغلال أصحاب العمل الذين يملكون أدوات الإنتاج للعمال الذين لا يملكون سوى أن يبيعوا عملهم. من أجل تحقيق الربح، يحتاج أصحاب العمل باستمرار إلى الإبقاء على الأجور منخفضة. يساعدهم على ذلك جيش من العاطلين الراغبين في العمل، والذين يمكنون الطبقة الرأسمالية من فرض الأجور المنخفضة. المعضلة هنا أن تراجع الأجور عن حد معين يصيب المنظومة الرأسمالية كلها بالكساد لأنها ستنتج سلعا لا يستطيع أحد شراءها.

هذا التحليل ليس بالبساطة التي يبدو عليها. العلاقة بين أصحاب العمل (البرجوازيين) والعمال (البروليتاريا) لا زالت تشكل بالفعل جوهر التوترات القائمة في النظام الرأسمالي. كثيرا ما استعاد الناس هذا التحليل بإعجاب وانبهار عند كل منعطف واجهت فيه الرأسمالية أزمة أو كسادا، وما أكثر هذه المنعطفات! على أن هذا الخط في التفكير اصطدم بحقيقة لم يتنبأ بها ماركس، وهي القدرة الهائلة للنظام الرأسمالي على التكيف وإصلاح ذاته.

الكثير من أبناء الطبقات الوسطى غاضبون ولكن قلما يتحدث أحد عن بديل حقيقي أو جاد للنظام الرأسمالي

اقرأ للكاتب أيضا: الرأسمالية.. هل اللامساواة حتمية؟ (6)

الرأسمالية اليوم في أزمة مركبة. بعض مما تصوره ماركس عن جيش العاطلين الذين يدفعون الأجور للانخفاض تحقق في اقتصادات الغرب المتقدمة بسبب العولمة. منافسة العمالة القادمة الرخيصة القادمة من كل مكان في العالم أفضت إلى ثبات في الأجور لسنوات ـ بل وعقود ـ في بعض الاقتصاديات الرأسمالية الكبرى. ردة الفعل الثورية التي تخيلها ماركس، تحدث اليوم بصورة شعبوية لا تخفى تجلياتها على ضفتي الأطلسي. الكثير من أبناء الطبقات الوسطى غاضبون ولكن قلما يتحدث أحد عن بديل حقيقي أو جاد للنظام الرأسمالي.

عبقرية النظام الرأسمالي الحقيقية تكمن في أنه يمثل صفقة رابحة للجميع، وإن بدرجات متفاوتة. أصحاب المشروعات من الرأسماليين يربحون أكثر بالطبع، ولكن الآخرين أحوالهم تتحسن أيضا، بما في ذلك هؤلاء الذين يصعدون السلم من هوة الفقر المدقع. الإصلاح جانب مهم من قصة تطور الرأسمالية. شتان بين رأسمالية القرن التاسع عشر التي رصد "فريدريك أنجلز" وماركس مآسيها وجرائمها في مصانع بريطانيا، وبين رأسمالية اليوم.

بقاء النظام الرأسمالي وازدهاره مرهون بشرط جوهري: أن يظل صفقة رابحة للجميع. أن يكون للأغلبية العظمى مصلحة في استمراره لا هدمه. لا بديل عن الإصلاح لكي يبقى شبح ماركس بعيدا!

ــــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء

jeudi 10 mai 2018

عاجل // مصطفي الخلفي يدافع عن شركات الحليب و يهدد المقاطعين



عقب صمتها لأسابيع طويلة، خرجت حكومة سعد الدين العثماني عن صمتها إزاء حملة “المقاطعة”، وأعلنت موقفا رسميا يحذر من “ترويج أخبار مغلوطة” تخص الشركات المعنية، ودافعت عن شركة ط إحدى الشركات المعنية بالمقاطعة.

وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحافية أعقبت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، اليوم الخميس (10 ماي)، إن الحكومة “أخذت وقتها” لدراسة ملف المقاطعة، معتبرا أن الأخيرة “في أغلب الأحيان اعتمدت على مجموعة من المعطيات غير الصحيحة”.

واعتبر الوزير أن هامش الربح بالنسبة إلى الشركة المنتجة للحليب “في حدود معقولة معدلها عشرين سنتيما للتر الواحد، ولم تطرأ أي زيادة لثمن البيع منذ 2013″، محذرا من تداعيات هذه المقاطعة على 120 ألف فلاح يشتغلون مع الشركة المعنية.

وأضاف المتحدث أن المقاطعة تهدد أسر الفلاحين المعنيين والنسيج الاقتصادي الوطني إذا “تعاظمت”، مؤكدا أن الحكومة “ستراجع القانون لأن ترويج أخبار غير صحيحة لا علاقة له بحرية التعبير”، حسب ما جاء على لسان الوزير.


بالتفاصيل // هده هب المراكز العسكرية الاسرائيلية التي قصفت



بالتفاصيل: هذه هي المراكز العسكرية الاسرائيلية التي استهدفتها الصواريخ السورية

قالت قناة الميادين قبل قليل أن هجوما صاروخيا سوريا استهدف عدة مراكز اسرائيلية رئيسية, وبحسب الميادين فإن عشرات الصواريخ السورية استهدفت أربعة مجمعات عسكرية إسرائيلية رئيسية.

فيما نقل شهود عيان سماع دوي انفجارات كبيرة و اشتعال حرائق كما رصدت حركة كثيفة لسيارات الإسعاف.

و بحسب مصادر الميادين, فان المراكز العسكرية الاسرائيلية المستهدفة هي:

1- مركز عسكري رئيسي للاستطلاع و الرصد.

2- مقر سرية حدودية من وحدة الجمع الصوري 9900

3- مركز عسكري رئيسي للتنصت على الشبكات السلكية و اللاسلكية بالسلسلة الغربية.

4- مركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الالكتروني

5- محطات اتصالات لأنظمة التواصل و الارسال
6- مرصد لوحدة أسلحة دقيقة موجهة أثناء عملية برية
7- مهبط مروحيات عسكرية

8- مقر القيادة العسكرية الاقليمية للواء 810

9- مقر فيادة قطاع كتائب عسكرية في حرمون

10- المقر الشتوي للوحدة الثلجية الخاصة ( البنستيم)
فيما أكد شهود عيان لوكالة أوقات الشام الاخبارية أن ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ اﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﻌﺪﺓ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﻣﻮﺍﻗﻊ للجيش الاسرائيلي ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻮﻫﺪ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﻟﺤﻈﺔ ﻧﺰﻭﻟﻪ.


dimanche 25 mars 2018

شركة مناجم تحقق ارباحا هائلة في 2017


الس241

"مناجم"  تحقق أرباحا صافية ناهزت 879 مليون درهم


حققت شركة "مناجم" التابعة لمجموعة "الشركة الوطنية للاستثمار" أرباحا صافية ناهزت 879 مليون درهم، مسجلة نسبة ارتفاع في الأرباح بلغت 204 في المائة، مقارنة مع أرباح العام الماضي.

واستفادت الشركة في مضاعفة أرباحها مرتين من ارتفاع أسعار المعادن الأساسية والثمينة التي تصدرها خصوصاً الفضة والذهب والنحاس والكوبالت والزنك والرصاص

وأعلنت الشركة عن مبيعات بقيمة 5.2 مليار درهم، بزيادة نسبتها 19 في المائة. في حين واصلت تنفيذ استراتيجيتها التنموية خلال سنة 2017 عبر استثمار 1.2 مليار درهم، خصصت منها 235 مليون درهم لأشغال الاستكشاف والتنقيب عن المعادن، الشيء الذي مكن من زيادة الأمد المتوقع لاستغلال مناجم إميضر للفضة ودراع أصفر للنحاس والكوبالت في المغرب، بالإضافة إلى تعويض الكميات المستخرجة من باقي المناجم.

كما تميزت سنة 2017 بانطلاق تشغيل توسعة منجم إميضر للفضة للرفع من القدرة الإنتاجية بنسبة 30 في المائة.

وبالنسبة للعام الحالي، تعتزم الشركة توسعة وحدتها الإنتاجية في السودان لمضاعفة إنتاجها من الذهب، إضافة إلى انطلاق أشغال بناء مناجم تريكا في غينيا، التي أكدت الدراسات أن حجم مخزونها يناهز مليون أوقية من الذهب. كما ستواصل الشركة تطوير منجم تيزيرت للنحاس وسط جبال الأطلس المتوسط، الذي أكدت الدراسات أن مخزونه يفوق 600 ألف طن.


عاجل // جديد التوقيت الصيفي والزمن المدرسي

 علم ان وزارة التربية الوطنية قد  وجهت توبيخا شديد اللهجة لمديرة اكاديمية واد الدهب بسبب عدم تطبيقها للتوقيت الصيفي الجدبد وطالبتها بالغاء اي تعديل ادخلته علي الزمن المدرسي

vendredi 16 mars 2018

عاجل قتلي في انهيار منجم تقليدي




رحيوي مرادرغم ما أثارته قضية وفاة شخص داخل منجم بجرادة والذي نتج عنه موجة من الاحتجاجات بخروج الآلاف من السكان في مظاهرات للتنديد بالتهميش الذي يطال المدينة ، لا تزال المناجم التقليدية بالمغرب تحصد أرواح الفقراء الباحثين عن لقمة خبز إلا أن هذه المرة  بمنطقة ميبلادن التابعة لعمالة ميدلت بعد انهيار منجم تقليدي تسبب في وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين حالتهم خطيرة .وحسب مصادر مطلعة ، فإن الهالك المسمى قيد حياته ’’ عمي الفضيل ’’ كان يمارس مهنة البناء قبل أن تدفعه الظروف القاهرة إلى خوض مغامرة البحث عن الأحجار الكريمة بمناجم ميبلادن التي شاءت الأقدار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة داخلها تحت الأتربة التي انهارت فوق رأسه .هذا وقد خلف الحادث موجة من الغضب والسخط في صفوف رواد موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، حيث عبروا عن امتعاضهم وسخطهم لغياب بدائل اقتصادية مما يدفع الشباب الى المغامرة بحياتهم داخل مناجم الموت ، كما طرح البعض فكرة الخروج للاحتجاج سيرا على خطى
اجرادة

vendredi 9 mars 2018

ستالين // تكتيكنا ازاء الانتفاضة المسلحة





تكتيكنا إزاء الانتفاضة المسلّحة - ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي2015 / 11 / 14



إن الحركة الثورية قد «وصلت في الوقت الحاضر إلى ضرورة الانتفاضة المسلّحة». هذه الفكرة التي صاغها المؤتمر الثالث لحزبنا تتأكد كل يوم أكثر فأكثر. إن شعلة الثورة تزداد اشتعالا محدثة هنا وهناك انتفاضات محلية. ثلاثة أيام من حواجز قطع الطرق ومعارك الشوارع في لودز Lodz، إضراب عشرات وعشرات الآلاف من العمال في إفانوفو Ivanovo-Voznessensk الذي أدى بالضرورة إلى مصادمات دموية مع الجيش، انتفاضة أوديسا، التمرّد في أسطول البحر الأسود وفي صفوف فرق اللوجستيك في ليبو Libau، أسبوع تفليس: كلها علامات تنبئ بالإعصار المقبل. إنه يقترب بصفة لا مرد لها وسينفجر في أي لحظة في روسيا مقتلعا كل ما هو رجعي ومتعفن وسينظف الشعب الروسي من الأوتوقراطية، هذا العار الذي امتد منذ القدم.
إن آخر تشنجات القيصرية المتمثلة في تقوية مختلف مظاهر القمع، إعلان حالة الطوارئ في نصف البلد، مضاعفة وسائل التعذيب وفي نفس الوقت الترويج لخطاب مغر للبراليين ولوعود إصلاحية مزيفة- كل ذلك لن ينقذها من المصير الذي قرره لها التاريخ. ان أيام القيصرية أصبحت معدودة والإعصار قادم لا محالة. إن نظاما جديدا في طور المخاض يحظى بدعم الشعب كله الذي ينتظر منه التجديد والنهضة.

ما هي إذا المهام الجديدة التي يطرحها الإعصار الداهم على حزبنا؟ كيف يمكننا ملائمة تنظيمنا وتكتيكنا مع المتطلبات الجديدة للحياة لكي نشارك بصورة أكثر نشاط وأكثر تنظيم في الانتفاضة نقطة الانطلاق الضرورية للثورة؟ بوصفنا الفصيلة المتقدمة من الطبقة التي تشكل لا فقط الطليعة بل القوة المحركة الأساسية للثورة، هل يلزمنا لقيادة الانتفاضة خلق أجهزة خاصة أم أن تنظيم الحزب الموجود حاليا يكفي لذلك؟ هذه الأسئلة كانت قد طرحت منذ عدة أشهر على الحزب وهي تتطلب حلولا عاجلة. بالنسبة لأولئك الذين يسجدون أمام "العفوية"، الذين يرون أن أهداف الحزب تقتصر على إتباع سير الحياة، الذين هم في المؤخرة بدل السير في المقدمة كما يليق بفصيلة الطليعة الواعية، لا تطرح لديهم هذه الأسئلة. يقولون أن الانتفاضة عفوية ولا يمكننا تنظيمها أو تحضيرها وكل مخطط عمل مسبق هو بمثابة الطوباوية (إنهم ضد كل مخطط لأن ذلك يعد ظاهرة "واعية" وليست "عفوية") وإهدار غير مفيد للطاقات: إن الحياة الاجتماعية التي تتبع مسالك مجهولة ستفشل جميع مخططاتنا. وهكذا، إذا ما استمعنا إليهم، ينبغي أن نكتفي ببث الدعاية والتحريض لصالح فكرة الانتفاضة، فكرة "التسليح الذاتي" للجماهير والاكتفاء بتوفير "القيادة السياسية".
من سيريد قيادة الشعب المنتفض من الناحية "الفنية"؟ ألم نوفر إلى حدّ الآن هذه القيادة؟ يجيب معارضو "سياسة التذيل". لا شك أنه يجب القيام بعمل تحريضي ودعائي واسع وتوفير القيادة السياسية للبروليتاريا. ولكن الاكتفاء بمهام عامة كهذه يعني أننا نتجنب تقديم أية إجابة عن مسألة طرحتها الحياة مباشرة أو أننا عاجزون تماما عن ملائمة تكتيكنا مع متطلبات النضال الثوري المتعاظم بسرعة قصوى. من البديهي أنه يجب علينا زيادة التحريض السياسي ومن واجبنا السعي إلى جذب لا فقط البروليتاريا تحت تأثيرنا ولكن أيضا تلك الشرائح المتعددة "للشعب" التي تلتحق تدريجيا بالثورة. يجب علينا نشر في صفوف جميع طبقات الشعب فكرة ضرورة الانتفاضة. ولكننا لا نستطيع الوقوف عند هذا الحدّ. لكي تتمكن البروليتاريا من توظيف الثورة القادمة في سياق نضالها الطبقي ولكي تتمكن من إرساء نظام ديمقراطي يساعد إلى أقصى حد النضال اللاحق من أجل الاشتراكية، يجب على البروليتاريا التي تجمع حولها المعارضة أن تتواجد لا فقط في قلب النضال بل أن تصبح مرشد وقائد للانتفاضة. القيادة التقنية والتحضير الملموس للانتفاضة في روسيا كلها، تلك هي على وجه الدقة المهمة الجديدة التي فرضتها الحياة على البروليتاريا. وإذا أراد حزبنا أن يكون القائد السياسي الفعلي للطبقة العمالية لا يمكنه ولا يجب أن يتملص من انجاز هذه المهام الجديدة.

ماذا ينبغي علينا أن نفعل إذن لبلوغ هذا الهدف؟ ما هي خطواتنا الأولى؟ الكثير من منظماتنا بدأت بحل المسألة عمليا بتخصيص جزء من قواها ووسائلها من أجل تسليح البروليتاريا. إن نضالنا ضد الأوتوقراطية قد دخل في مرحلة بحيث يقر الجميع بضرورة التّسلّح. ولكن الوعي بضرورة التّسلّح وحده لا يكفي: يجب أن تطرح المهمة العملية أمام الحزب بوضوح ودقة. لذلك يجب على لجاننا حالا ودون تأخير أن تشرع في تسليح الشعب على عين المكان وخلق جماعات متخصصة للقيام بذلك وتنظيم جماعات محلية للحصول على الأسلحة وإقامة ورشات لصناعة المتفجرات ووضع مخطط للسيطرة على مخازن أسلحة عمومية أو خاصة وأنظمة أسلحة. ليس من واجبنا فقط تسليح الشعب "بالرغبة القوية في التّسلّح" كما تشير علينا جريدة الأسكرا الجديدة بل يجب علينا أن نتخذ عمليا «الإجراءات القصوى من أجل تسليح البروليتاريا» كما ألزمنا بذلك المؤتمر الثالث للحزب. يمكننا التوصل بسهولة إلى اتفاق حول هذه المسألة مقارنة بمسائل أخرى وذلك مع الجناح المنشق عن الحزب (طبعا إذا أخذوا مسألة التّسلّح بجديّة ولم يكتفوا بالثرثرة حول "الرّغبة القويّة في التّسلّح") نفس الشيء بالنسبة للمنظمات الاشتراكية الديمقراطية القومية مثل الفدراليين الأرمن وغيرهم الذين يتبنون نفس الأهداف. إن محاولة في هذا الاتجاه قد جرت في باكو حيث قامت لجنتنا Balakhany-Bibi-Eibat ولجنة gntchakistes بتكوين هيئة لتنظيم عملية التّسلّح.

يجب مهما كان الثمن تنظيم وتجميع الجهود لانجاز هذه المهمة الهامة والخطيرة، ونحن نعتقد أن الخلافات بين الأجنحة لا ينبغي خاصة أن تحول دون توحد جميع قوى الاشتراكيين الديمقراطيين على هذه القاعدة. وبالتوازي مع زيادة تخزين السلاح وتنظيم البحث وصناعة الأسلحة في المصانع، يجب أيضا الاهتمام بجدية قصوى بتكوين شتى لجان المعارك التي ستستخدم الأسلحة المتحصل عليها. لا ينبغي بأي حال السّماح بتصرفات من نوع توزيع الأسلحة مباشرة إلى الجماهير. لن ننجح في تسليح شرائح هامة من السكان نظرا لضعف مواردنا وصعوبة إخفاء الأسلحة عن البوليس وستذهب جهودنا سدى. وسيكون الأمر مختلفا تماما إذا ما أسسنا منظمة خاصة للمعارك. ستتعلم لجان المعارك التابعة لنا من استخدام الأسلحة وستكون خلال الانتفاضة، سواء اندلعت بصفة عفوية أو وقع تحضيرها مسبقا، الفصائل الطليعية الأساسية التي سيلتف حولها الشعب المنتقض الذي سيخوض المعركة تحت قيادتها. بفضل تجربتهم وروح التنظيم لديهم وكذلك تسلّحهم الجيد، سيتمكنون من استخدام كافة قوى الشعب المنتفض وبذلك يتحقق هدفنا المباشر والمتمثل في تسليح الشعب بكامله وانجاز مخطط العمل الذي وضعناه سلفا. سيسيطرون بسرعة على مخازن الأسلحة والمؤسسات العمومية والحكومية والبريد ومراكز الهاتف، الخ. وكل ما هو ضروري لتحقيق التقدم اللاحق للثورة. ولكن لجان المعارك هذه ليست ضرورية فقط عندما تنتشر الانتفاضة الثورية في كامل المدينة بل إن دورهم لا يقل أهمية عشية الانتفاضة.
لقد حصلت لنا القناعة منذ ستة أشهر بأن الأوتوقراطية التي افتضحت أمام أعين كافة طبقات الشعب قد كرست كل قواها لتحريك القوى الظلامية في البلاد: عصابات محترفة أو عناصر متعصبة من التتار لمحاربة الثوريين. يسلحهم ويحميهم البوليس من أجل ارهاب السكان وخلق مناخ صعب لحركة التحرر. يجب على منظماتنا العسكرية أن تكون دائما مستعدة للرد المناسب على جميع محاولات هذه القوى الظلامية وتحويل التنديد والمقاومة التي تثيرها أعمالهم الى حركة معادية للحكومة. إن لجان المعارك المسلّحة التي تكون مستعدة في كل لحظة للنزول الى الشارع من أجل قيادة الجماهير الشعبية ستكون قادرة بسهولة على تحقيق الهدف الذي وضعه المؤتمر الثالث والمتمثل في «تنظيم المقاومة المسلّحة ضد المائة السود وبصفة عامة ضد كافة العناصر التي تقودها الحكومة» (قرار في التصرف إزاء تكتيك الحكومة عشية الثورة).
يجب أن تكون إحدى المهام الأساسية للجان المعارك التابعة لنا وبصفة عامة لكل تنظيم عسكري خاصّ، وضع مخطط للانتفاضة في كل حي يكون منسجما مع المخطط الذي سطره مركز الحزب بالنسبة لجميع روسيا. يجب تحديد نقاط ضعف الخصم ووضع نقاط انطلاق هجومنا وتوزيع القوى في الحيّ ودراسة هندسة المدينة بصورة مسبقة لكي لا نفاجئ بأي ظرف معرقل.
ليس المجال مناسب هنا لتحليل مفصل لمظاهر نشاط تنظيماتنا. لكن يمكن القول بأن السرية القصوى في وضع مخطط نشاطنا ينبغي أن يكون مرفوقا بنشر واسع في صفوف البروليتاريا للمعارف العسكرية الخاصة الضرورية جدا لخوض معارك الشوارع. لهذا الغرض يجب علينا الاستعانة بالعسكريين المنتمين لمنظمتنا ويمكن لنا أيضا أن نستعين لهذا الغرض بعدد كبير من الرفاق الذين بحكم مهاراتهم واستعداداتهم الطبيعية سيفيدوننا في هذا المجال. وحده التحضير الواسع للانتفاضة يمكنه ضمان الدور القائد للاشتراكية الديمقراطية في المعارك القادمة بين الشعب والأوتوقراطية. وحده التحضير الكامل للمعركة سيمكن البروليتاريا من تحويل الاشتباكات المختلفة مع والجيش إلى انتفاضة عامة للشعب لتعويض الحكومة القيصرية بحكومة ثورية مؤقتة. على عكس ما يريده أتباع "سياسة التذيل" ستضع البروليتاريا جميع إمكانياتها لتركز بين أيديها القيادة الفنية والسياسية للانتفاضة وهذا الأمر ضروري لتمكيننا من استخدام الثورة القادمة لمصلحة صراعنا الطبقي.

نشر لأول مرّة في:
النضال البروليتاري، عدد 10، 15 جويلية 1905.
المرجع: ستالين: الأعمال الكاملة، المجلد 1، المنشورات الاجتماعية، 1953.





1 - تصحيح خطأ في الترجمه
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 11 / 14 - 17:08 )
تحيه بلشفيه
الشكر الجزيل للرفيق عز على ترجمته للمقال اعلاه.اعتقد و بسبب اعتماد الرفيق على نسخه غير روسيه للمقال، وقع في خطأ غير مقصود.
ورد اعلاه: حيث قامت لجنتنا Balakhany-Bibi-Eibat ولجنة gntchakistes بتكوين هيئة لتنظيم عملية التّسلّح.
الصحيح هو:حيث قامت لجنتنا، و مجموعه بالاخان-بيبي-ايبات و لجنه غانشاق بتكوين هيئه لعمليه التسلح.
اي انه بعد كلمه لجنتنا يجب وضع فاصله للتميز بين لجنتنا(اللجنه القياديه لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي) و التنظيمان الاخران و هما:غانشاق وهو حزب اشتراكي ديمقراطي ارمني و بالمناسبه فهو اول حزب اشتراكي ديمقراطي اسس في الامبراطوريه العثمانيه و من اهم اهدافه كان تحرير ارمينيا عن طريق الانتفاضه الجماهيريه و بناء الاشتراكيه، و كان له لجنه ناشطه في اذربيجان بين عمال الصناعه النفطيه.
بالاخان و بيبي و ايبات هي ثلاثه حقول نفط اذربايجانيه و المقصود هنا هي مجموعه عمال الحقول الثلاثه(شئ مشابه للنقابه).
اكرر شكري و