jeudi 3 novembre 2011

ليبيا: اشتباكات في طرابلس بين رفاق الثورة



أفادت تقارير إخبارية امس الثلاثاء بأن اشتباكات وقعت الاثنين بين المئات من الثوار بالقرب من مستشفى في العاصمة الليبية طرابلس. ووصفت صحيفة ‘ديلي تليغراف’ هذه الاشتباكات بأنها الأكبر بين رفاق الثورة منذ مقتل معمر القذافي. وأكدت الصحيفة أن هذا القتال يغذي مخاوف من غياب أي سلطة على آلاف المسلحين المتمركزين في طرابلس بينما تسعى الحكومة الانتقالية لتثبيت القانون والنظام. وأوضحت الصحيفة أن شخصين قتلا وجرح سبعة آخرون عندما منع حراس من كتيبة طرابلس ثوارا من الزنتان جاؤوا لقتل أحد الجرحى في المستشفى. وقالت الصحيفة إن بوابة المستشفى وقاعة الاستقبال امتلأتا بالرصاص واضطر الأطباء والممرضون إلى الفرار، ومات عجوزان بسبب أزمة قلبية أثناء الاشتباك الذي استمر من الواحدة ليلا حتى الفجر واستخدم فيه الطرفان الرشاشات والمدافع المضادة للطائرات. وقال شهود إن القتال بدأ عندما جاء ثوار كانوا سكارى إلى المستشفى للإجهاز على جريح أصابوه في وقت سابق بعدما علموا أنه ما زال حيا، وأنه يتلقى العلاج، وطلب منهم الأطباء المغادرة وتوتر الوضع عندما أخرج أحدهم سلاحه وبدأ القتال مع الحراس.
ونقلت الصحيفة عن محمد حمزة (وهو مقاتل من كتيبة طرابلس) إن مئات من ثوار الزنتان وصلوا بأسلحتهم إلى المستشفى و’طلبنا الدعم فجاء من مختلف أنحاء طرابلس’، وأضاف ‘لم نصدق أنهم سيطلقون علينا النار، وقلت لهم إنكم تهاجمون مستشفى، وبعد ساعات جاء شيخ من أحد المساجد وأقنعهم بوقف القتال وتسليم ثلاثة منهم كانوا بدأوا القتال للمجلس العسكري لطرابلس’.
وقالت الصحيفة إن هذا الاشتباك يزيد الضغوط على المجلس الانتقالي الهش لنزع سلاح الثوار الذين ما زالوا ينتشرون بكثافة في طرابلس، وهذا رغم توجيه الأمر لهم بتسليم أسلحتهم ومغادرتها قبل أسبوع.
وأوضحت الصحيفة أن ثوار الزنتان أبدوا شراسة في محاربة كتائب القذافي وساعدوا في اقتحام طرابلس لكنهم لم يغادروها واكتسبوا سمعة سيئة بالنهب ونشر الفوضى.وكشفت الصحيفة أن الاشتباك جاء متزامنا مع إعلان حلف الناتو إنهاء مهامه العسكرية في ليبيا، كما أنه اليوم الذي نشرت فيه منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا قالت فيه إن سكان بلدة تاورغاء البالغ عددهم ثلاثين ألفا يتعرضون للقتل والتهجير بسبب اتهامهم بموالاة القذافي.
وقالت الصحيفة إن سكان طرابلس يتخوفون من وقوع اشتباكات أخرى، وقال حمزة إنه يتوقع ذلك، وأضاف ‘أعتقد وقوعها مجددا، سيعودون للانتقام’.
ونقلت الصحيفة عن بيتر كول (وهو خبير الشؤون الليبية في المجموعة الدولية للأزمات) قوله ‘الخلافات بين ثوار مختلف المدن لم تُحل بعد وتشكل خطرا على الأمن في ليبيا، وهذا يعني أن المجلس الانتقالي يحتاج لعمل مكثف مع الميليشيات المختلفة لتوحيدها’.وتوقعت الصحيفة أن يزيد هذا الحادث الضغوط على ‘المجلس الانتقالي الهش’ لنزع سلاح ‘الثوار المتمردين’ الذين لا يزالون منتشرين في العاصمة الليبية.
من جهة اخرى كشفت صحيفة ‘اندبندانت’ امس الثلاثاء، أن الذين حاولوا تهريب الرئيس الليبي السابق معمر القذافي من مسقط رأسه ‘سرت’ التي كان محاصرا فيها كانوا يعتقدون أنهم يقومون بذلك بدعم من القوى الغربية، إلا أن قافلتهم وقعت في كمين فيما كانت الطائرات الفرنسية تقصف من فوق، مما أدى إلى ما عرفناه عن مصير القذافي وإلى مقتل عدد من المرتزقة الجنوب إفريقيين معه، وأثار اتهامات بالغدر والخيانة وبأن من تعاقد معهم كان غرضهم الفعلي ‘ضمان وقوع القذافي في أيدي أعدائه’.
وتكشف الصحيفة أن الخطة الفاشلة لإنقاذ القذافي شارك فيها مرتزقة اشتركوا سابقا في المحاولة الفاشلة للانقلاب في غينيا الاستوائية التي عرفت باسم ‘انقلاب وونغا’ والتي اشترك فيها ابن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر، وأن الذي أبلغها بذلك هو سايمون مان الضابط السابق في القوات الخاصة البريطانية الذي شارك في محاولة الانقلاب.
ويعتقد كما تقول ‘الفايننشال تايمز’ ان المرتزقة تم تجنيدهم من قبل امرأة من أصل بريطاني تقيم في كينيا وتعمل بالنيابة عن شركة في لندن. ولم تكشف الصحيفة اسم الشركة لأسباب قانونية، كما أن مجموعة أخرى من المرتزقة تقوم حاليا بحماية سيف الإسلام ابن القذافي الذي يعتقد أنه فر إلى منطقة حدودية مع مالي والنيجر والجزائر وفقا لـ’الاندبندنت’.
ونقلت الصحيفة تصريحا لأحد هؤلاء المرتزقة واسمه ‘داني أودندال’ للصحافة الجنوب افريقية قال فيه إنه كان مع القذافي لحظة مهاجمة القافلة التي كان فيها. وأضاف أن ثلاث مجموعات من مواطنين جنوب افريقيين أرسلوا بالطائرة إلى ليبيا عبر دبي والقاهرة لمساعدة أسرة القذافي بموجب صفقة عقدت مع الناتو.
وقال إن الخطة في البداية كانت نقل القذافي إلى النيجر ‘كنا جميعا نعتقد أنهم (يقصد بعض الدول الغربية) كانوا يريدونه أن يخرج من ليبيا. لكن بعد ذلك هاجمنا الناتو وكانت مجزرة شنيعة شنيعة. أعتقد أنه تم بيعنا. لقد عانى الدكتانور من إيذاء وحشي قبل أن يقتل. كان المسكين يصرخ كالخنزير’.
غير أن بعض المسلحين ساعدوا الجنوب أفريقيين في الهروب من المكان، وفقا للصحيفة، لكن ليس كلهم، حيث ذكر أودندال اسم اثنين قال إنهما قتلا لكن الصحيفة لم تنشر ذلك لأنه لم يتم التحقق بعد من الخبر كما لم يبلغ أهاليهما بمقتلهما.
وقد علمت الصحيفة أن أودندال الذي كان يتنقل بجواز سفر يوناني قد أرسل إلى القاهرة لتلقي العلاج فيها من الإصابات التي لحقت به، ثم نقل بعد ذلك إلى أوروبا الغربية.
وتنقل ‘الفايننشال تايمز’ عن عبد الله حكيم الحسيني أحد أفراد كتائب مصراتة قوله ‘كان هناك على ما أعتقد ثلاث أو أربع جثث لأجانب. وصدرت لنا أوامر بعدم لمسها. وقيل لنا إنها لن ترسل إلى مصراتة، ثم سمعت بعد ذلك أنها لأشخاص من زيمبابوي أو جنوب إفريقيا’.
وكان العقيد الليبي معمّر القذافي قتل على يد مجموعة من الثوار في مدينة سرت جنوب ليبيا أواخر الشهر الماضي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire