ان النظام التركي وعلى رأسه حزب العدالة والتنمية (الى جانب أنظمة دول الخليج وفي مقدمتها النظام القطري والسعودي وكذلك الكيان الصهيوني) هو رأس حربة العدوان الخارجي الذي تشنه الدول الامبريالية على شعبنا العربي  في سوريا لتمرير المشروع الأمريكي الاستعماري في المنطقة فهو من بين الذين يدعمون العملاء في الداخل بالمال والسلاح وهو من يجند الجماعات الارهابية الظلامية ويسهل دخولها للتخريب في سوريا وهو من يغرر بأبناء شعبنا في تونس وبناته بتواطئ من النهضة والقوى الظلامية عموما ليزج بهم في محرقة الحرب الرجعية الدائرة رحاها في سوريا تحت غطاء الجهاد في سبيل الله وهو الذي يتدخل اليوم في تونس وبشكل سافر ليدعم حركة النهضة خادمة السياسة الأمريكية وليعطل المسار الثوري الذي تعيشه البلاد منذ 17 ديسمبر 2010 ولينهب ممتلكات الشعب وثروات القطر تحت غطاء التعاون المشترك (مصفاة النفط بالصخيرة ، منجم صراورتان وغيرها) .
إن قرار هدم حديقة جيزي التاريخية وتحويلها الى منطقة تجارية وسكنية شكل الشرارة التي اندلع منها لهيب الانتفاضة الشعبية ، أما الأسباب العميقة فتكمن في النهب الخارجي وفي الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللاوطنية واللاشعبية واللاديمقراطية للنظام الحاكم وعلى رأسه حكومة حزب "العدالة والتنمية" الظلامية الماسكة بزمام السلطة والتي عمقت ظاهرة الفقر والبطالة والتمييز الطبقي والجهوي والظلم القومي للأكراد وغيرهم من القوميات وتراجعت عن المكاسب التي حققتها التجارب العلمانية في تركيا وقمعت الحريات العامة والفردية ولا أدل على ذلك من القمع الوحشي الذي جابهت به حكومة أوردوغان الجماهير المتظاهرة سلميا في الشوارع والذي تسبب في سقوط العديد من الشهداء وآلاف الجرحى. لقد حولت هذه السياسة التي تقودها حكومة أردوغان المتاجرة بالدين تركيا الى بلد تنهبه المؤسسات الاحتكارية العالمية وتمتص دماء الشعب فيه من قبل حفنة من اللصوص السماسرة الكبار المستحوذين على ثروة البلاد.
إن مئات الآلاف من أبناء الشعب التركي المعتصمين في ميدان التقسيم تحت قيادة القوى الوطنية الثورية والذين اختاروا الطريق الثوري لإسقاط حكومة أردوغان يوجهون اليوم صفعة جديدة لحركة النهضة ولكل القوى الناعقة السائرة في نهجها والتي تقوم بالدعاية الانتهازية لما يسمونه بالحكم النموذجي في تركيا والذي يجب أن يأخذ حسب زعمهم كمثال يحتذى به في الأقطار العربية وفي العالم.
إن اسقاط حكومة أردغان والنظام الحاكم العميل المستبد في تركيا هو الطريق الوحيد لتحرير الشعب التركي من ربقة الاستعمار الأمريكي الأوروبي في شكله الغير مباشر وللتخلص نهائيا من وكلائه المحليين وإرساء نظام وطني يخدم مصلحة العمال وعموم الشعب الكادح.