dimanche 17 mars 2013

حصريا : الوصية الشخصية لشكري بلعيد


الرفيقة بسمة و نيروز وندى و العائلة الموسعة و الرفاق في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد و الجبهة الشعبية في كتابة هذا.
ان هذه الوصية رغبة مني أنا ، بيرم ناجي، أتعمد اسقاطها على شخص الصديق و الرفيق شكري رغم انني لم أكن - يسارا- من أقرب الناس اليه لا شخصيا ولا فكريا و لا سياسيا ولا تنظيميا. و لكن بعض معرفتي به و بعض معرفتي بما يحب في الحياة هو ما دفعني الى "انتحال شخصيته". و انني لا أزعم بذلك التعبير عما لا يعرفه عنه الآخرون و انما أسعى الى التنبيه الى أمر كان سيسعده كثيرا لو تم في حياته و سيفيد ذكراه بعد استشهاده .

" شكري بلعيد: وصية شخصية

الى اخوتي و أصدقائي و رفاقي

شكرا على احياء أربعينيتي و حسنا فعلتم بتحويل هذه المناسبة الدينية الى مناسبة سياسية أيضا فأنا أنتمي الى شعبي و ثقافته العربية الاسلامية المستنيرة و الى الانسانية التقدمية الرحبة في نفس الوقت.
لن أوصيكم اليوم فكريا و سياسيا و تنظيميا لأنني سبق وقلت لكم ان تحافظوا على : " وحدة الوطنيين الديمقراطيين و وحدة اليسار ووحدة القوى الديمقراطية المحافظة على وحدة الشعب الذي اذا توحد لن يهزمه أحد."
لن أوصيكم خيرا بعائلتي ولا بالعمل على كشف قاتلي و كل من وراءه من محرض و مدبر و مخطط فأنا أعرف انكم فاعلون.
و صيتي اليكم اليوم شخصية و من نوع خاص نسبيا.
يعرف بعضكم كثيرا كم كنت أحب المطالعة و لكن بعضكم قد لا يعرف حبي للكتابة منذ انخرطت في العمل السياسي و خاصة منذ المرحلة الطلابية في حياتي.
لقد كانت لحظات الكتابة عندي من أروع لحظات حياتي اضافة الى لحظات النضال السياسي و الحب و الفرح الانساني الأخرى. ولكن منذ انطلاق الثورة لم أجد الوقت لا للقراءة و لا للكتابة الا ما ندر.
لقد استهلكني مثل أغلبكم الحراك السياسي و اقتصرت تقريبا على الخطاب الشفوي في الاجتماعات و المظاهرات ووسائل الاعلام.
كنت أشعر بحاجة رهيبة الى الكتابة و لكن الوقت لم يسمح لي بذلك مع الأسف الشديد.
أيها الاخوة و الأصدقاء و الرفاق
وصيتي الشخصية اليكم هي التالية :
خذوا خطبي و تدخلاتي الاعلامية و حولوها الى نصوص مكتوبة و اجمعوها في مؤلف و انشروه.
يكفيكم تكوين لجنة لجمع المادة من وسائل الاعلام المكتوبة و المسموعة و المرئية وشبكة التواصل الاجتماعي و تحريرها في عمل واحد ، ولكم الحرية في تبويبها حسب التسلسل الزمني أو حسب الموضوع أو غيره.
اكتبوني و انشروني عند أحبتي وشعبي و أمتي وعند أحرار الانسانية فانني أعشق أن أسكن بين دفات كتبكم و في أدراج مكتباتكم الشخصية و العامة مثلما أعشق السكن بين اضلعكم و في جوارحكم.
اخوتي و أصدقائي و رفاقي
ليكن الكتاب بسيطا ومباشرا و أنيقا مثل شعبي الذي يحب الصراحة و الجمال دون تكلف و تقعر واصطناع.
و ليكن ثمنه زهيدا قدر الامكان حتى يقدر على شرائه الفقراء الذين من أجلهم استشهدت .
و تجنبوا فيه المديح ان كتبتم له مقدمة و تجنبوا كثرة الصور فانني أكره ذلك.

أعتذر عن الطلب و أرجو أن القاكم قريبا في موعد حول خير جليس وأنيس و صديق ورفيق: الكتاب.

بيرم ناجي "عن" شكري بلعيد .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire