dimanche 17 juin 2012

الشيوعيون والبروليتاريون.


  الشيوعيون والبروليتاريون.
يؤمن الماركسيون بأن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ وأن "تحرير الطبقة العاملة يجب أن ينتزع بواسطة الطبقة العاملة نفسها" ٬ وفي نفس الوقت فأنهم يرغبون فى خلق حزب سياسي يمثل المصالح التاريخية للطبقة ككل.
إذاً ماذا ستكون العلاقة بين هذا الحزب وجماهير الطبقة العاملة.
تطرق ماركس بنفسه إلى هذه المشكلة فى جزء من البيان الشيوعي عنوانه "البروليتاريون والشيوعيون".
ما هي علاقة الشيوعيين بالبروليتاريا ككل؟
الشيوعيون لا يشكلون حزباً منفصلاً في مواجهة الأحزاب العمالية الأخرى. وليس لديهم مصالح منفصلة ومستقلة عن البروليتاريا ككل.
وهم لا يطرحون مبادئ حلقية خاصة بهم يشكلوا ويقولبوا من خلالها الحركة البروليتارية.
يتميز الشيوعيون عن الأحزاب العمالية الأخرى فقط بالآتي:
1) في النضالات المحلية للبروليتاريا في مختلف الدول يوضح الشيوعيون المصالح المشتركة للبروليتاريا ككل بشكل مستقل عن كل القوميات.
2) في المراحل المختلفة التي يمر بها بالضرورة نضال الطبقة العاملة ضد البرجوازية يمثل الشيوعيون دائماً وفي كل مكان مصالح الحركة ككل.
يشكل الشيوعيون بالتالي ومن الناحية العملية القطاع الأكثر تقدماً وتصميماً من أحزاب الطبقة العاملة في كل بلد.
ذلك القطاع الذي يدفع إلى الأمام كل القطاعات الأخرى.
أما من الناحية النظرية فلديهم ميزة عن الجمهور العريض للبروليتاريا وهي الفهم الواضح لخط السير والظروف والنتائج العامة المنتظرة للحركة البروليتارية.
تلك الفقرات المكثفة والفذة تحوي بذرة حل مشكلة علاقة الحزب بالطبقة٬ كما تحوي سلسلة من الخطوط العريضة التي شكلت ممارسات الحركة الماركسية إلى يومنا هذا.
بدايةً٬ استبعَدت الفقرات النظرة التآمرية لدور الحزب كفرقة صغيرة من المغامرين تتصرف بالنيابة وبشكل منفصل عن الطبقة.
كما استبعَدت أيضاً الاتجاه السلطوي الذي يطرح أن الحزب يصدر الأوامر من أعلى وعلى الجماهير السلبية الطاعة٬ وكذلك الاتجاه الدعائي الصِرف؛ للعصبة التي تبشر بتعاليمها حتى تكسب بقية العالم.
ترسخ الفقرات السابقة أيضاً مبدأ القيادة التي تُكتَسب على أساس الأداء فى الصراع الطبقي في خدمة الطبقة العاملة٬ وكذلك مبدأ رفع الأهداف الكلية للحركة العمالية داخل النضالات الاقتصادية والسياسية اليومية للعمال.
ويفهم من طيات هذه السطور بذور الإستراتيجية الماركسية في الجبهة المتحدة وسياسة العمل من خلال النقابات العمالية مع إدراك حدود النقابوية.
وكذلك الدفاع عن الحقوق الديمقراطية أثناء النضال من أجل تجاوز الديمقراطية البرجوازية.
ومع ذلك فإن صيغة ماركس تتضمن حدوداً وثغرات٬ فهي مكتوبة على مستوى عال من التعميم وليس فيها ما يتعامل بشكل خاص مع الشكل التنظيمي الذي يجب أن يتبناه الشيوعيون.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire