mardi 23 avril 2013

علي فقير : لماذا حزب الطبقة العاملة؟


علي فقير : لماذا حزب الطبقة العاملة؟

       يوجد اليوم في المغرب قانونيا أكثر من 30 حزب سياسي، فماذا تمثل هذه الأحزاب؟  فمن الناحية الكمية، يمكن القول أن هذا العدد الكبير من الأحزاب لا تؤطر مباشرة أكثر من    000 500 شخص

(أقل من 2 في المائة من البالغين و البالغات سن 16 سنة، اي القابلين و القابلات للانخراط السياسي)، و أن نسبة الفئات البرجوازية و البرجوازية الصغيرة (حضرية و قروية) تشكل أكثر من 80 في المائة من المتحزبين. تبقى بطبيعة الحال هذه الأرقام  نسبية و تقيرية في غياب معطيات موضوعية أكثر دقة.
ماذا تمثل هذه الأحزاب من الناحية السياسية و الفكرية؟
الجواب عن هذا السؤال مرتبط بتحليل موضوعي  لمحتوى برامج مختلف الأحزاب، لمرجعيتهم الفكرية، و لممارستهم في الصراع السياسي و النقابي و الثقافي...و هذا ما يتطلب عمل جاد و معمق،  و متابعة  مستمرة للتحولات الداخلية لكل حزب.
 مهما كان حزب، كبير أو صغير، فانه يحمل في خطه السياسي، و في مرجعيته، و في ممارسته اليومية بصمات طبقة اجتماعية معينة. ان ما يهمنا في مقالتنا هذه، هو الجواب على: هل هناك حزب سياسي يعبر فكريا و سياسيا و تنظيميا و ممارسة عن مصالح الطبقة العاملة؟ و يمكن طرح هذا السؤال/التسائل بشكل أوضح: هل يوجد اليوم بالمغرب حزب شيوعي، حزب ثوري للطبقة العاملة؟ و للجواب عن هذا السؤال يجب التذكير ببعض القضايا     النظرية المرتبطة بالطبقة العاملة.
– المفهوم الماركسي للطبقة الاجتماعية.
"إن ما نقصده بالطبقات هي مجموعات كبيرة من البشر تتميز من  بعضها بحسب الموقع الذي تحتله في نظام إنتاج اجتماعي محدد تاريخيا و كذلك بحسب ما لها من علاقات بوسائل الإنتاج و هي علاقات تضبطها و تكرسها قوانين معينة في أغلب الأحيان و كذلك بحسب دورها في التنظيم الاجتماعي للعمل أي حسب الطرق التي تحصل بها على الثروات الاجتماعية و ما تحوزه منها. إن الطبقات هي مجموعات من الناس يستطيع بعضهم ابتزاز عمل الآخرين لا لشيء إلا أنهم يحتلون موقعا متميزا في بنية معينة من الاقتصاد الاجتماعي. إن الواضح هو أن إلغاء الطبقات نهائيا لا يتطلب مجرد الإطاحة بالاستغلاليين و الملاكين العقاريين الكبار و الرأسماليين أو إلغاء ملكيتهم، بل يجب كذلك إلغاء كل أشكال ملكية وسائل الإنتاج و ردم الهوة بين المدينة و الريف و بين العمال اليدويين و المثقفين..."
Lénine :La grande initiative, 1919, œuvre 29, p 425
(عن معجم الماركسية النقدية، ص  848  )
يمكن تحديد الانتماء الطبقي بالارتكاز على العناصر الأساسية الآتية:
ا-- العلاقات بوسائل الانتاج: هل يمتلك الفرد وسائل الإنتاج التي يشتغل بها/فيها أم لا؟
ب – الموقع داخل علاقات الانتاج: هل يستغل (بكسر الغين)الفرد الآخرين أم لا ؟ و هل يستغل (بفتح الغين) من طرف آخر أم لا ؟
ت – الموقع داخل الهرم الإداري – ألتسييري – ألتدبيري: هل للفرد مكانة مهمة في موقع القرارات المتعلقة بسياسات المقولة / المؤسسة أم لا ؟
ث – أهمية الدخل: يشكل مستوى الدخل ، مقارنة بمستوى ألأجور (في حالة المقاولة الرأسمالية مثلا)، و مقارنة بالمعدل العام للمداخل على صعيد المجتمع، عنصرا مهما في تحديد الانتماء الطبقي أو الفئوي...
يشكل العنصران الأولان المقياس الأساسي في عملية تحديد الانتماء الطبقي في مجتمع تسود فيه المقاولة الراسمالية الخاصة، كما يشكل العنصران المواليان المقياس الرئيسي في عملية تحديد الانتماء الطبقي في المقاولات/المؤسسات العمومية و في واقع سيادة علاقات "رأسمالية الدولة". و في هذا الإطار لا يمكن تصنيف مدراء المقاولات و المؤسسات العمومية و الخاصة المغربية، و كذلك مختلف اطر الدولة العليا، إلا في خانة الطبقات السائدة، لأنها تحتل المناصب الإستراتيجية في إطار قسمة العمل، و تتصرف في وسائل الإنتاج كفئة الرأسماليين/الملاكين العاديين رغم أنها لا تملك قانونيا هذه الوسائل. و بشكل عام، يمكن أن نقول أن العناصر الأربعة تبقى في غالب الأحيان متداخلة و متكاملة.
  يبقى كل هذا تعريفا عاما، يعتمد الاتجاهات الأساسية، و على الباحثين و  المناضلين الاجتهاد في الحالات و المعطيات المرتبطة بالواقع الملموس.
2 – الطبقتان الأساسيتان في نمط الانتاج الرأسمالي.
أ – البرجوازية الرأسمالية: تتكون من كل مالكي وسائل الانتاج (صناعيا، فلاحيا، خدماتيا) الذين يعتمدون أساسا على استغلال قوة العمل في عملية الانتاج المادي و/أو الخدماتي من أجل السوق بهدف تحقيق أقصى ما يمكن من الربح (عن طريق تحويل   فائض القيمة الى واقع مالي أو مادي بواسط التسويق).
ب – الطبقة العاملة: تتشكل من الذين لا يملكون للعيش الا قوة عملهم يبعونها للرأسماليين في اطار الانتاج الرأسمالي، و تختلف الطبقة العاملة على مختلف الطبقات الكادحة الأخرى بكونها مرتبطة بوحدات انتاج عصرية، و بالاستقرار النسبي في العمل، خلافا لفئات المواومين، و الفلاحين، و الحرفيين الصغار، و مختلف شرائح البرجوازية الصغيرة المثقفة منها و اليدوية.
 ان العمل هو العنصر الأساسي في عملية الانتاج و التسويق. يتقاض العمال مقابل عملهم في المقاولة أجورا تمكنهم فقط من الاستمرار في الحياة هم و افراد عائلتهم (ضرورة اعادة انتاج بشكل أوفر قوة العمل الرخيصة). ان الأجرة التي يتقاضها العامل لا تتجاوز عامة 25 في المائة من قيمة منتوج عمله، و هكذا يستحوذ الرأسمالي على 75 في المائة المتبقية و التي تحمل اسم فائض القيمة. ان فائض القيمة يشكل المظر المادي للاسغتلال الرأسمالي. ان تراكم الرأسمال عند ألأقلية، لا يقابله الا المزيد من الكدح و المعانات و الحرمان عند الأغلبية.
– لماذا يشكل العمال طبقة ثورية؟
   - ان العمال لا يملكون الا قوة العمل. ان الأجرة التي يتقاضوناها مقابل عملهم لا تشكل أكثر من 25 في المائة من قيمة ما ينتجونه في الوحدة الرأسمالية، و هي غير كافية لتوفير شروط حياة انسانية مقبولة، و لا يمكن أن تضمن أي مستقبل لاطفالهم خارج الاستغلال و الحرمان ان لم نقل البطالة. ان الطبقة العاملة مؤهلة موضوعيا للقيام بدور طليعي في الكفاح من أجل مجتمع تنعدم فية الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، و بالتالي ينعدم فيه استغلال الانسان لأخيه الانسان.
- ان الطبقة العاملة تنتج خيرات الوطن و لا تستفيد منها.
- ان الطبقة العاملة  تتعرض للاستغلال المباشر (انتاج فائض القيمة)
- ان الطبقة العاملة بحكم تواجدها في وحدات عصرية تتميز بامتلاك علمية و تقنية متقدمة (نتيجة استعمالها للآلاات المتطورة)، و بمتلاك الخبرة التنظيمية الضرورية ، و بالوعي بضرورة العمل الجماعي المتضامني في مواجهة مختلف المشاكل داخل المقاولة.
- ان الطبقة العاملة منفتحة على تجارب الكادحين عبر العالم؛ فهي طبقة أممية قبل كل شيء (ان معاناة الكادحين لا تختلف باختلاف الأوطان).
 4 - لا تحرر بدون الحزب المستقل للطبقة العاملة
أ – الوعي و التنظيم الطبقين:
   ان الامتدادات الحزبية داخل الطبقة العاملة المغربية شبه منعدمة اليوم، كما أن نسبة المنخرطين من العمال داخل النقابات لا يتعدى 10 في المائة، و رغم هذا الواقع المر فان الحس الطبقي، رغم عدم تطوره الى وعي طبقي، يدفع بأغلبية العمال الى مقاومة بطش الباطرونا، و التصدي لسياسة التراحع عن المكتسبات، و الكفاح من أجل نزع مكتسبات جديدة، كما كان هذا الحس الطبقي وراء عدم تزكية العمال لمناورات الحكم و لديماغوجية الأحزاب البرجوازية (المقاطعة التلقائية للانتخابات مثلا).
  ان الوعي الطبقي (سيرورة تحول الطبقة العاملة" من طبقة في حد ذاتها الى طبقة لذاتها") في علاقة جدلية متداخلة  و دائمة مع سيرورة بناء تنظيم خاص يمكنها من فرض نفسها كقوة  مستقلة، مهيمنة، طليعية، و كقوة ثورية.
ب – النضال الاقتصادي/النقابي و محدوديته.
    ان النضال الاقتصادي، و الانخراط النقابي ممارسة أساسية للكادحين و الكادحات، حيث تمكنهم من  فرض تحسين ظروف  العمل  و من انتزاع بعض المكاسب، و التصدي الجماعي لخروقات الباطرونا و فضح بطشها، و التنديد بمواقف الدولة المساندة للرأسماليين. يشكل  النضال الاقتصادي  المنظم و الانخراط النقابي الواعي مدرسة حقيقية للعمال و للعاملات في ميادن التضامن، و التنظيم، و المقاومة الجماعية، و عنصر أساسي في تطور الوعي الطبقي بضرورة  النضال السياسي و الايديلوجي و تشييد حزب مستقل للطبقة العاملة و عموم الكادحين.
  فزيادة على الأخطاء التاريخية للحزب الشيوعي المغربي قبل و بعد "استقلال 1956" (الموقف المتذبذب من النضال التحرري خلال الاربعينيات، الذيلية للحزب الشوعي الفرنسي ثم للحزب الشيوعي السوفياتي، الموقف من الملكية، الارتكاز على كبار الموظفين و اطر المؤسسات العمومية و الشبه العمومية و تهميش الفلاحين الفقراء و العمال الذين كانوا يتواجدون بالمئات في صفوف الحزب....)، فان الحركية النقابية المغربية كانت تتجاذب بين طرحين رئيسيين لم و لن يخدم مصالح الطبقة العاملة، و قد شكل الطرحين عائقا خطير أمام تجذير هذه الحركة، و أما تصليب التنظيم النقابي و توسيع قاعدته و أمام تطور الوعي الثوري للكادحين و الكادحات.
 يحاول الطرح الأول جعل النقابة ملحقة خاصة بالحزب، و ذلك من أجل فرض هيمنة الفئات العليا المثقفة من البرجوازية الصغيرة على الطبقة العاملة، نقابيا و السياسيا و فكريا ، و قد كان هذا الطرح وراء تأسيس كدش و فدش و مدش... أما الطرح الثاني فقد حاول و يحاول تحييد تعسفيا دور الطبقة العاملة في الصراع الطبقي الدائر، سياسيا و فكريا باسم " الذي يهم العمال و العاملات هو النضال من أجل الخبز و الخبز فقط" بمفهومه الضيق، و تشكل "القيادة التاريخية " ل ا.م.ش  المنظر الرئيسي لهذا الطرح الخطير.
    لا يمكن تجذير النضال الاقتصادي، و لا بناء حركة نقابية جماهيرية ديمقرادية صلبة و مكافحة، و لا يمكن بناء ادوات التغيير الجذري (الحزب الثوري، الجبهة الطبقية المناهضة فعلا للكتلة الطبقية السائدة، حركة نقابية مكافحة، التحالف العمالي الفلاحي...) بدون الصراع الفكري ضد الطرحين. فنضالنا ضد العدو الرئيسي لا يمكن أن يمنعنا من فضح طروحات و ممارسات القوى البرجوازي التقدمية المعادية للفكر الشيوعي ، فكر الطبقة العاملة.
  ان أقصى ما يمكن أن يحققه النضال الاقتصادي (او النضال النقابي) هو تلطيف شروط الاستغلال، و ليس القضاء على الاستغلال، و من هنا تجئ ضرورة انخراط الطبقة العملة كطبقة ذات مشروع خاص في النضال السياسي من أجل مجتمع أفضل، مجتمع عادل، مجتمع يسود فيه المنتجون/المبدعون.
ت – الحزب المستقل للطبقة العاملة، ضرورية تاريخية.
    يمكن تعريف الحزب البروليتاري ب الانصهار بين الطلائع العمالية المكافحة  و الفكر الشيوعي؛ فبدون الثنائي،النظرية الثورية و القاعد العمالية يبقى الحزب في احسن الأحوال حزبا برجوازيا صغيرا في تركيبته، في ممارسته و في أهدافه الاستراتيجية. يمكن اعتبار حزب الطبقة العاملة ارقى شكل تنظيمي لوعيها كطبقة.
  مما جاء في القوانين الأساسية للأممية الأولى "...ان البروليتاريا لا يمكن أن تواجه السلطة الجماعية للطبقات المالكة على أساس طبقي الا اذا انتظمت هي نفسها في حزب سياسي مميز، مناهض لسائر الأحزاب القديمة التي كونتها الطبقات المالكة؛...ان اتحاد البروليتاريا هذا في حزب سياسي هو امر ضروري لضمان انتصار الثورة الاجتماعية و تحقيق هدفها الأسمى: أي القضاء على الطبقات؛...ان اتحاد القوى العمالية المتحقق في الصراع الاقتصادي يجب أن أن تستخدمه هذه الطبقة كأداة لها في  نضالها ضد السلطة السياسية لمستغليها....ان تحرك الطبقة العاملة على المستوى الاقتصادي و نضالها السياسي يشكلان، في الحالة النضالية لهذه الطبقة، وحدة لا تنفصم".  فالحزب- الوعي/التنظيم، هو ذلك "الوعاء الذي تنصهر فيه المملرسة و النظرية"، هو تلك الاداة التي بدونها لن تتمكن الطبقة العاملة من قيادة جبهة الطبقات الكادحة في نضالها ضد الكتلة الطبقية السائد المكونة أساسا من البرجوازية الكبرادورية المرتبطة بالامبرياليةو الصهيونية  و من الملاكين العقارينالذين شردوا ملايين الفلاحين ، و  ضد المافيا المخزنية و كل من يدور في فلكها.
 ث – مميزات حزب الطبقة العاملة
   اذا كان الحزب البروليتاري، ذلك البناء التاريخي، محكوما في تكوينه بالواقع الملموس للتشكيلة الاجتماعية و الصراع الطبقي بمختلف أشكاله، فانه يبقى في تطور دائم، وفي  ديناميكية داخلية و خارجية مستمرة باجابياتها و سلبياتها.
  يمكن تركيز أهم مميزات حزب الطبقة العاملة في النقط ألآتية:
- أن تشكل الماركسية  مرجعيته الايديلوجة
- أن تشكل مصلحة الكادحين عامة و مصلحة الطبقة العاملة خاصة المرجعية التي تحدد خطه السياسي العام
- ان تندرج ممارسته/مواقفه التكتيكية في اطار استراتيجية التغيير الجذري.
- أن يتشكل أعضائه من العمال الطليعيين، و من الكادحن المكافحين من فلاحين فقراء و أشباه البروليتاريا... و من المثقفن الشيوعيين.
ج – حزب الطبقة:المثقف الجماعي.
 و حتى يتصلب الحزب، و يتحول مجتمعيا الى اداة التأطير و الهيمنة، و يضمن سياسيا و تنظيميا قيادة الطبقة العاملة لجبهة الكادحين في افق التغيير الثوري، فانه ملزم بالقيام بمهمة" المثقف الجماعي" عبر الدعاية و التحريض بالأساس.
الوسائل الكلاسيكية للدعاية و التحريض:
  * الجريدة السياسية المركزية: يستحيل بناء تنظيم مكافح بدون جريدة سياسية  مركزية ذلك "المحرض و الداعية و المنظم الجماعي" كما قال لينين، و اداة ضرورية للارتباط "و لتبادل الخبرات و التجارب و للتوثيق، و وسيلة دعم و تمويل" ان ضبط عقلانيا تدبيرها.
 تعرف الجريدة المركيزية بمواقف الحزب، بانشطته، بنضالات الجماهير الشعبية عامة و بنضالات الطبقة العاملة خاصة، تعكس هموم الكادحين...و تكون احدى وسائل التواصل بين المناضلين عبر المغرب، تساهم في الصراع السياسي و الفكري وطنيا، تدعم دعائيا و تحريضيا مقاومة الجماهير ضد البرجوزية الرأسمالية و الملاكين العقاريين و ضذ الدولة  المخزنية...
* اصدار  مجلات، و كراريس و كتب... عمومية، تهتم أساسا بالقضايا النظرية (اجتماعية، فلسفية، اقتصادية، ثقافية، سياسية، حقوقية...)
* تصريف(وطنيا و دوليا) مواقف الحزب عبر الصحف و المجلات النظيفة ( نشر بيانات، مقالات، تصريحات، توجيه دعوات للتغطية الاعلامية...)
* حضور الأنشطة العمومية اللامخزنية للتعريف بمقاربة الحزب للقضايا المطروحة
*اصدار نشرة مركزية داخلية توفر للأعضاء امكانية المناقشة الحرة الداخلية للقضايا المرتبطة بالمرجعية بالخط السياسي، بالمواقف الظرفية، و لطريقة معالجات القضايا التنظيمية الداخلية...
* اصدار نشرات و كراريس (داخلية أو شبه داخلية) جهوية، و قطاعية (العمال، الشباب، النساء، الفلاحين...)
- الوسائل " العصرية"
    البريد الاليكتروني و كل ما يتعلق بالانترنيت و الاعلاميات،   تسجيلات صوتية (دعائية و تحريضية)، أقراص وثائقية (تعميم مضامن الندوات، و المحاضرات، و دورات التكوين، و الملتقيات الوطنية، و الجهوية، و القطاعية، و بعض الانشطة المحلية...).
   يجب استعمال الوسائل "العصرية" في ميدان تنشيط الندوات و الورشات...: الفيديو بروجيكتور، ريترو بروجيكتور، د.ف.د، الصبورة البيضاء...
 هناك عبر العالم بعض القوى الثورية (بتركيا مثلا) التي تمكنت من انشاء اذاعات خاصة بها، و انتجت أفلام سينمائية...
 ح- اليسار الماركسي المغربي و حزب الطبقة العاملة.
فرغم سياسة الاستئصال التي نهجها النظام المخزني ضد الحركة الماركسية اللينينية منذ   1972، و تكالب  بعض القوى الاسلامية و البرجوازية، و رغم ردة البعض من الذين ساهموا في تأسيس هذه الحركة حيث تحولوا الى خدام القصر، فان المناضلين الماركسيين متواجدين اليوم في قلب مختلف النضالات،  وعلى مختلف الجبهات و  بين طلائع المقاومة الشعبية. هذه حقيقة لا يمكن لأي كان أن ينفها.
  ان مختلف التنظيمات الماركسية ( وفي طليعتها النهج الديمقراطي)، و مختلف الأنوية و الفعاليات الماركسية، تطرح على نفسها مهمة بناء حزب الطبقة العاملة و عموم الكادحين، الا أن هذا المشروع النبيل بقي الى حد الآن بعيدا عن المنال، و هذا ما يتطلب اجتهاد نظري و سياسي، و تقييم الممارسة من أجل تجاوز المعيقات.
 و في هذا الاطار لابد من الاشارة الى ضرورة تفادي التأثير بالطروحات الخاطئة و التي يمكن تركيز بعضها كالآتي:
- فقدان البوصلة الايديلوجية تحت تأثير الفكر البرجوازي بمختلف تلاوينه. ان جوهرالماركسية نتاج نمط الانتاج الرأسمالي ، نتاج صراع الطبقة العاملة ضد  البرجوازية الرأسمالية، فلا يمكن الحديث عن تجاوز الفكر الماركسي في ظل استمرار جوهر هذا النمط و لو بشكل رأسمالية الدولة؛ بطبيعة الحال يبقى اغناء( و ليس تجاوز) الفكر الماركسي انطلاقا من الواقع الملموس ، و انطلاقا من تطور النظام الرأسمالي نفسه( و هذا ما فعله فعله لينين في روسيا، و ماو تسي تونغ في الصين...) شيئا ضروريا، فالجمود و التقديس لا يوجد الا في الديانات.
- الانتظارية باسم الواقعية. لا يمكن بناء حزب الطبقة العاملة الا في خضم الصراع الطبقي بكل أشكاله.
- المقاربة السوسيولوجية: ادعاء ان حزب الطبقة العاملة هو حزب العمال فقط.
- احتقار النضال الاقتصادي/النقابي باسم الثورية
- رفع شعارات تحريضية غير ملائمة للواقع، شعارات تبعد عن الحزب الكادحين أكثر مما تقربهم منه، و هذا دائما باسم الثورية. لقد أبرز القادة الشيوعيون على الدوام الروبط الجدلية المتينة بين الممارسة و النظرية و التنظيم.
  فمساهمة جميع مكونات الحركة الماركسية في سيرورة بناء حزب الطبقة العاملة شرط من شروط تحقيق هذا المشروع النبيل؛ فالنهج الديمقراطي لا يدعي أكثر من هذا.
 خ – مفهوم المركزية الديمقراطية
 لقد قامت التيارات البرجوازية، و كل أعداء اللينينية بحملة شعواء ضد أهم المبادئ التنظيمية التي سطرها لينين في عدة كتاباته، و مارسها الثورييون عبر العالم، و فسروا بها  فشل العديد من التجارب و في مقمتها تجربة ثورة اكتوبر 1917 المجيدة، و حرفوا و شوهوا محتوى مفهوم المركزية الديمقراطية .؛ لهذا نرى ضرورة اعادة الاعتبار لهذا المبدأ  الذي يبقي أساسا بجانب مبادئ أخرى مثل النقد و النقد الذاتي، و الوحدة – النقد – الوحدة.
     *  الديمقراطية الداخلية. يمكن تركيز محتوى اليدمقراطية الداخلية في النثط الآتية
- لكل مناضل و مناضلة الحق التام في المشاركة الفعالة في بلورة مواقف الحزب محليا و جهويا و وطنيا.
-  لكل مناضل و مناضلة الحق في المساهمة في العملية المستمرة لاغناء المرجعية النظرية انطلاقا من واقع الصراع الطبقي وطنيا، و من الاجتهادات الماركسية أمميا.
- لكل مناضل و مناضلة الحق في الانتقاد ألرفاقي  لمواقف الحزب، و ذلك في الإطارات الداخلية التي يعمل في إطارها، و عبر الوسائل الداخلية المخصصة لذلك.
   ويمكن التأكيد على أن هذه الحقوق هي في نفس الوقت واجبات ؛ فبدون المساهمة الواعية و المنظمة في بلورت المواقف، و في اغناء المرجعية، و في الدفاع الهادف عن وجهات نظر المختلفة (داخليا)، وفي المساهمة الفعالة في أنشطة دعائية و تحريضية، و في عملية التوسع التنظيمي و التجذر داخل الطبقة العاملة و عموم الكادحين، فبدون كل هذا سيبقى دور الأعضاء ناقصا، و مسيرة الحزب متعثرة.
- لكل مناضل و مناضلة الحق في المطالبة (داخليا) بتقييم مردودية الممارسات الجماعية و الفردية، و نتائج المواقف والمبادرات السياسية و التنظيمية التي تقدم عليها مختلف الأجهزة التنظيمية.
- لكل مناضلة و مناضل الحق في الترشيح لتحمل المسؤوليات التنظيمية و ذلك انسجاما مع قوانين الحزب الداخلية.
 * المركزية.
يمكن تركيز مفهومنا للمركزية في النقط الآتية:
- مركزة الأجهزة القيادية لمقترحات و أراء و مواقف التنظيمات الجهوية و المحلية  لاتخاذ عند الضرورة  القرارات و المواقف المناسبة على أساس مبدأ الأغلبية.
- مركزة الأجهزة الوطنية لخلاصات و مقتراحات و توصيات مختلف الندوات المحلية،الجهوية، القطاعية، الوطنية... لتفعيل ما يمكن تفعيله، و لتعميم الفائدة على المناضلين و المناضلات من أجل تطوير ايجابيا مواقف الحزب، و تصليب تنظيماته، و  توسيع دائرة إشعاعه، و اغناء مرجعيته الفكرية...
- من صلاحية الهيئات القيادية المنتخبة اتخاذ المواقف الضرورية و المبادرات المناسبة  بشرط أن لا تتناقض هذه المواقف و المبادرات مع الخط السياسي العام، و مع الاختيارات التي حددها أخر مؤتمر، و من واجب الأجهزة التحتية، و المناضلين و المناضلات تفعيلها مع ضمان حق الجميع في مناقشتها و تقييم نتائجها في الإطارات التنظيمية الخاصة بذلك
المركزية الديمقراطية.
  يوجد مفهوما الديمقراطية و المركزية في تفاعل دائم، يصعب تصور واحد بدون الآخر: فالديمقراطية بدون مركزة لا يمكن إلا أن تؤدي  إلى الفوضوية، و العفوية، و التشتت التنظيمي و إضعاف القدرات  الجماعية الكفاحية للحزب، و إلى فقدان البوصلة الإستراتيجية؛ و المركزة بدون ديمقراطية تنتج البيروقراطية، و تقزم دور المناضلين و المناضلان و دور التنظيمات القطاعية، الجهوية  و المحلية، و تولد الإحباط الداخلي، و تساعد على انتشار مختلف الممارسات السلبية، و على تنامي الاختلالات التنظيمية.
 و يمكن تركيز مفهوم المركزية الديمقراطية في النقط الآتية:
- ضمان مشاركة الجميع في تطوير ايجابيا الخط السياسي للحزب
- ضمان مساهمة الجميع في اغناء المرجعية الفكرية للحزب
- توفير الشروط الضرورية لمساهمة الجميع في بلورة الأشكال (و تحديد الوسائل) الدعاية و التحريضية لضمان التوسع التنظيمي، و التجذر داخل الطبقة العاملة و عموم الكادحين. 
- توفير الشرط الضرورية للمناقشة و الصراع الداخلي الديمقراطي
- ينضبط الأفراد للجماعة
- تنضبط الأقلية للأغلبية لضمان الممارسة الواعية و المنظمة و الموحدة.
- تنضبط الأجهزة السفلى للأجهزة العليا
- ينضبط الكل لمقررات المؤتمر
تشكل الديمقراطية و المركزية طرفي تناقض جدلي يمكن لاحدهما أن يكون رئيسيا في ظرفية معينة قبل أن يصبح ثانويا في ظرفية أخرى: ففي العمل السري و خلال الأزمات الثورية... تتحول المركزية الى الطرف الرئيسي للتناقض، أما في الظروف التي تشبه واقعنا اليوم، فان الديمقراطية تبقى الطرف الرئيسي.
                               الخلاصة          
لا وجود اليوم لحزب شيوعي مغربي. هناك تنظيمات يسارية و في مقدمتها النهج الديمقراطي تتبنى بشكل أو باخر الماركسية كمرجعية ايديلوجية، و تعمل جاهدة من أجل المساهمة الفعالة في سيرورة بناء حزب الطبقة العاملة و عموم الكادحين، هذا البناء الذي لن يتحقق فقط بالرغبات الذاتية، بل يتطلب:
- المزيد من الوضوح الفكري(الاستيعاب أكثر للفكر الشيوعي مع اغنائه من الواقع الطبقي المغربي، و الاستفاذة من تجارب الشعوب الأخرى باجابياتها و سلبياتها)
- المزيد من الصراع السياسي و الفكري ضد الاختيارات الرجعية، و ضد الانحرافات البرجوازية الصغيرة (يمينية كانت أو يسراوية) و ضد الانهزامية و الانبطاحية و المخزنة.
-- الاجتهاد فكريا و ممارسة لانجاز عملية الانغراس وسط الطبقات الكادحة عامة، و داخل الطبقة العاملة خاصة؛ فبدون تأطير الطلائع العمالية، سيبقى الحزب المنشود و التغيير الجذري الضرورين حلما مثاليا لا أكثر، و سنبقى سجناء العمل الشبيبي و في دائرة البرجوازية الصغيرة رغم ما لهذا العمل من الأهمية. يجب أن يندرج العمل في هذه القطاعات في اطار استراتيجية التجذر وسط الطبقة العاملة.
                                      المحمدية في 12 ابريل 2009
                                                 علي فقير

1 commentaire: