jeudi 4 avril 2013

هولاند يقتل الكلاب الضالة ويطمر الحفر بمزبلة مديونة!



انفراد: هولاند يقتل الكلاب الضالة ونسوره تقضي على "عوا" وطايرة بكر" وتطمر الحفر بمزبلة مديونة!
 
نبتت الأشجار والأزهار وعلا النخل وطمرت حفر يعود تاريخ بعضها لسنوات، ونكست الأزبال في كل الأزقة والشوارع التي تؤدي إلى المزبلة. 
اختفت الكلاب الضالة واختفت الوجوه إياها، تلك التي تقدم عادة بأوصاف مختلفة، تارة "الميخالة" وتارات أخرى "الكوعارا" الذين يقتاتون من الأزبال.. حجزت الأبقار والأغنام التي تتقاسم و"الحٌفار" نفس المائدة: الأزبال، وخفت الرائحة التي تقهر المارة وقلّ عدد طيور تظهر كلما زاد العفن والأوساخ وبقايا الطعام والقاذورات.. 

وفجأة، اختفى جبل الأزبال الذي تراكم لسنوات بمطرح النفايات بطريق مديونة، وظل يستقبل المارة لعقود وهو يطل على الطريق المؤدية إلى برشيد وسطات ومراكش، وعوضته حديقة صغيرة. 

عوضت الورود الأكياس البلاستكية النتنة المنسية، وطلي باللون الأبيض جدار ظل مهملا وقد زينته النخلة تلو الأخرى.. 

شيء ما بل أشياء كثيرة غير عادية، جعلت المكان الذي يرمي فيه البيضاويون أزبلاهم، وقد تحول إلى جهنم حقيقية من على عهد المجموعة الحضرية للدار البيضاء، يتغير في ظرف 15 يوما!! 

وحدهم المسافرون الذين ظلوا يعرفون أنهم وصلوا "مملكة مديونة" عن طريق الشم، حتى وإن كان أحدهم قد غفا أو غالبه النوم في حافلة مهترئة أو سيارة فخمة، يستيقظ مكرها ليقول للسائق، "أوف وصلنا مزبلة مديونة".. 

.. وحدهم هؤلاء يدركون معنى التغيير الذي حدث في ظرف 15 يوما بمكان له تاريخه ورمزيته في ميزان التدبير العمومي بقلب المجموعة الحضرية للدار البيضاء التي كان يرأسها صهر وزير الداخلية القوي على عهد الحسن الثاني، والمقصود هنا عبد المغيث السليماني، قبل أن تظهر ملامح منتخبين آخرين مع نظام مجلس المدينة دون أن تتغير لا الرائحة ولا طريقة التدبير! 

هنا في المغرب، يمكنك كمسافر أن تحدد محطة الوصول وأنت مغمض العينين، لذلك يدرك المسافرون إلى برشيد عبر القطار أنهم دخلوا المدينة سالمين، بمجرد ما تفوح رائحة الواد الحار، قبل أن يتكفل الصوت النسائي الذي يحمله مكبر الصوت المبرمج للإعلان عن محطة الوصول. 

نفس الأمر يتكرر مع "مملكة مديونة" التي تحتضن مطرح النفايات الذي اشتهر بـ"زبالة مريكان"! 
  
  ما الذي تغير إذن؟ وما سر كل هؤلاء العسس والشاحنات والجرافات ودوريات الدرك الملكي التي كثرت حركاتها وخطوات الضبط والمراقبة مع شهر مارس؟ 

انتقلنا إلى هناك، وأكثر من حكاية تستحق أن تروى في مغرب القرن الواحد والعشرين. 

من أجل عيني الرئيس الفرنسي هولاند الذي سيمر من مزبلة مديونة في طريقه إلى محطة تصفية المياه التي أنجزتها ليدك، كان لابد من نفض الغبار عن مطرح النفايات.. 

تقول الروايات التي استقيناها من عين المكان وأصحابها يحكون لنا قصص أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، أن المعجزة تحققت. لأن عملية استنفار غير مسبوقة سبقت زيارة ضيف الملك محمد السادس فرانسو هولاند. 

تخلصوا من ما يربو عن 300 كلب ضال ظلت تحيط بالمزبلة، كما لاحظ بعض من السكان المجاورين للمزبلة في تصريحاتهم لـ"فبراير.كوم"، ومسحوا ملامح الفقر التي كانت تمشط الأزبال وتخضع تراكمها التقليدي لعملية فرز يدوية باسم "التميخيل"، واهتدوا إلى طريقة عوضت لساعات الرائحة الكريهة برائحة العنبر والخزامى! 
أسأل محاوري، أين اختفى الكلاب؟ يقول مصدري والإبتسامة تعلو فاه:" المخزن هذا.. واش حنا نعرفوا أحسن من المخزن؟! جمعوهم أولا حرقوهم والله ما عرفنا كيف دارو ليهم.. المهم شركة هي التي تكفلت بالأمر.. غبرات بالمرة الكلاب اللي كانوا كيصولوا ويجولوا في زبالة مديونة…" 

أما "عوا" و"طيرا بكر"، يضيف محاورنا فقد خضعت لعملية قتل تجريبي، تضيف الرواية التي استقتها "فبراير.كوم" من مصادر أكدت لنا أنها شاهدت إمرأة بملامح قوية، قبل أن يظهر أكثر من نسر مروض وقد حلق عاليا قبل أن يهاجم أكثر من طائر يقتات على البرك الراكدة وبقايا الطعام في المزبلة، وفجأة تهاوت الرؤوس تباعا.. 


العملية حسب بعض الملاحظين، كانت تجريبية، ونجاحها عجل بتوقيفها في انتظار دنو زيارة الرئيس الفرنسي للتخفيف من طيور تغطي سماء مديونة، تماما مثلما أرجأ تجديد تجربة نجحت في تبديد الرائحة الكريهة لساعات، لأن العملية كما فهم السكان المجاورون للمزبلة، مكلفة والمواظبة عليها طيلة الأيام التحضيرية لزيارة الرئيس الفرنسي سيكلف كثيرا المملكة المغربية. 
هل على الملك أن يزور مديونة كل يوم لكي لا يتحول القاطنون المحيطين بالمزبلة وسكان مديونة إلى مواطنين من الدرجة الثالثة تخنقهم رائحة المزبلة التي تزداد خطورة كلما ارتفع منسوب الرياح؟ 

وهل كان علينا أن ننتظر كل هذا الوقت لكي تضاء طريق مديونة التي تتكرر فيها حوادث السير، بعد ان يتحالف الضباب والدخان المنبعث من المزبلة والطريق المثقلة بالحفر، لأن هولاند وصل إلى السلطة، ولأن سياستنا القديمة اتجاه حزبه تقتضي منا أن نستقبله استقبال الكبار لامتصاص أخطاء الأمس؟ 
أكان علينا أن ننتظر زيارة الرئيس الفرنسي لنكتشف أن ما تلزمنا البيروقراطية وسلم التوقيعات وبطء المشاريع، يمكن أن ينجز في زمن قياسي (15 يوما)، فقط إذا ما توفرت الإرادة؟ 
هل كان علينا أن ننتظر زيارة هولاند كي نكتشف من جديد عورة الدار البيضاء التي نعالج فيها الأزبال بطريقة تقليدية، في عالم تطورت فيه تقنيات معالجة الأزبال، إلى درجة باتت معها صناعة مربحة، لا تكتفي بالتخلص من الآثار الوخيمة للأزبال على البيئة بل تدر عليها أرباحا مالية مهمة؟ 

والسؤال الذي يؤرق أكثر من مسؤول هو: هل سينجح أكثر من عامل تجند في الدار البيضاء، لإقناع هولاند بأن العاصمة الإقتصادية، عكس ما تنعث به "الدار الكحلا" بيضاء فعلا؟ هل ستسبق الرائحة إياها الرئيس الفرنسي وهل ستلاحظ عيناه ما تبقى من "عوا" وطايرة بكر" في مطرح النفايات؟ هل سيفلت كلب ضال من قبضة السلطات ليفضح رتوشات آخر ساعة؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire