mercredi 3 octobre 2012

المادية التاريخية: التشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية:



2-المفهوم المادي للتاريخي:


د-) التشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية:


يتخلص تاريخ الإنسانية ، في التشكيلات الاجتماعية التالية:
1- المشاعية البدائية
2- التشكيلة العبودية
3-التشكيلة الاقطاعية
4-التشكيلة الرأسمالية
5-الشيوعية , الاشتراكية الطور الاقتصادي الأول لها.

عند البحث في العملية التاريخية يجب :
1-دراسة (النموذجي) في تقدم البشرية
2- دراسة(الخاص) بالنسبة للظروف الملموسة التي يتم فيها تطور كل مجتمع.
3- الأخذ بالاعتبار انه لا يوجد تشكيلات (مجردة) , نقية في التاريخ , فكل تشكيلة تحتوى على عناصر من التشكيلة التي كانت قبلها و بذور للتشكيلة التي ستأتي بعدا.
و يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار أن المقصود من الدراسة هو السمات العامة , الخطوط العريضة الكبرى .
ان المادية التاريخية ,لا ترى في العملية التاريخية حقب تفصلها ( حدود مجردة) , و لكن لا بد من رؤية الاختلافات النوعية للمراحل في التاريخ.


المشاعية البدائية:
هي أول وأدنى اشكال التنظيم الاجتماعي للناس تاريخيا ,ففي المجتمع البدائي كانت أدوات العمل بدائية جدا: البلطة والفأس والموسى الحجرية، والرمح والمدية ثم القوس والسهم فيما بعد, أما العلاقات الاجتماعية للإنتاج فقد كانت تتناسب مع مستوى التطور البدائي للقوى المنتجة, بدائيةالأدوات لم تكن تسمح للفرد أن يعمل منفردا , فقد عاش الإنسان في المشاعية البدائية على شكل قبائل تقوم فيها الوحدة على أساس القرابة البيولوجية, بالتالي كان الجهد المشترك لجميع أعضاء المجتمع البدائي هي الكفيلة بانتزاع ما هو ضروري للحياة عن طريق الصراع مع الطبيعة.
كانت ادوات العمل ملك عام , و كان التوزيع يتم بالتساوي , و كانت ادوات العمل البدائية تلك دور هام في المحافظة على بقاء تلك القبائل, وهكذا كانت الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج مرتبطة بالعمل الاجتماعي (المشترك)، ولم يكن هناك اي ظروف تسمح بقيام الاستغلال, فالانتاج كان متدني ,ليس و لا يود فائض انتاجي يمكن الاستحواذ عليه، فهي تسد حاجة الناس بشق النفس, استتبع التوزيع العادل للانتاج , و التعاون الجماعي عد وجود اي مبرر لقيام سلطة قسرية, لذلك كانت الشؤون العامة تقرر بصورة مشتركة، وو توكل الى بعض الافراد بحكم خبرتهم , او سنهم أو مدى احترام الناس لهم و قوة علاقتهم بالاخرين.
في تلك الحقبة, لعبت المرأة دور هام جدا ، لأن أسرة الزواج الاحادي لم تكن قد نشأت بعد، و من جهة اخرى فإن النساء اللواتي كن يجمعن الخضار للطعام و تقوم بالعديد من المهام المنتجة, وبحكم شكل تلك المهام كان استقرار المرأة في المكان اكبر,مما مهد الطريق لهن لاكتشاف الزراعة الزراعة الضيقة , ثم الزراعة الحقلية فيما بعد..

الحاجة للتكيف مع الطبيعة و تلبية متطلبات الجماعات القبلية بشكل متزايد , دفع الناس الى تطور وسائل الانتاج , فبدأ الناس يربون الماشية , و يعملون في الزراعة, تطورت الأدوات الحجرية الى ادوات معدنية, كاالفأس المعدني, و الرمح و السهم, و الانتقال من مجرد جمع المواد الجاهزة في الطبيعة الى تغييرها و صنع ما هو ضروري, و بدأ نمو اتجمعات البشرية الأكثر ثباتا , حدث نمو هائل في انتاجية العمل , تضاعفت الثروة العامة, فظهرت المنتوجات الفائضة التي يمكن تبادلها بين مختلف القبائل البدائي وتلاشت مشاركة جميع أفراد المجتمع بكل الأعمال بشكل تدريجي, و تبع ذلك انقسام العشائر الى أسر، وأصبحت العائلة عندئذ الوحدة الاقتصادية المستقلة.
ظهرت الملكية الخاصة , و صارت العائلة هي مالكة وسائل الانتاج , حيث لم تعد العلاقات القبلية السابقة (التشاركية) تناسب مستوى و طابع القوى المنتجة الحالي .
إن الانتقال من الصيد إلى تربية المواشي ومن الزراعة البيتية الضيقة الى الزراعة الحقلية قد عزز مكانة الرجل الاجتماعية , و همش دور المرأة الانتاجي , فظهرحق الابوة (البطرياركية) بتعزيز سلطته في العائلة , و اصبح النسب ينتقل اليه من اجل نقل و صيانة الملكية الخاصة من خلال العائلة.
و هكذا انهارت المشاعية البدائية و حلت معها التشكيلة العبودية

2- التشكيلة العبودية:

إن ما يميز القوى المنتجة في مجتمع الرق هو إن الأدوات الخشبية والحجرية قد تركت مكانها نهائيا للأدوات المعدنية (المحراث و المنجل) فزادت إنتاجية العمل في الزراعة. واستمرت عملية تقسيم العمل والتخصص في الإنتاج الحرفي ، ونمت المدن وتطورت التجارة . كما أن ما يميز علاقات الإنتاج في هذا النظام هو أن الملكية الخاصة لاشتمل فقط وسائل الإنتاج بل تمتد أيضا فتشمل المنتجين أنفسهم أيضا.

كان ذلك نتيجة ضرورية لمستوى تطور القوى الإنتاجية الذي وصل في ذلك الحين إلى درجة تسمح بامتلاك نتائج عمل الاخرين، فحل مكان التعاون و التشارك في المجتمع البدائي. علاقات قائمة على الاستغلال و العبودية القاسية من قسم الشعب لقسم آخر.
ومن اجل توطيد سلطة سادة العبيد , و هي الطبقة السائدة , كان لا بد من انشاء جهاز قمعي خاص , فالدولة حلت محل , مشاركة الخبرة , و المساعدة المتبادلة , و العمل الاجتماعي, فظهر في الدولة العبودية , أول شكل تاريخي للدولة, ظهر فيها ( الخق) الذي يعبر عن ارادة الطبقة السائدة , و جهاز تابع من اناس يبررون سلطة سادة العبيد , و جهاز قمعي , و سجون , الخ......
وحققت ظاهرة تقسيم العمل تقدما واضحا، فانقسم العمل إلى زراعي ريفي وصناعي بدائي في المدن. واستخدمت الحيوانات في الأعمال الزراعية. كما سمح عمل العبيد بإنشاء شبكات للري وللطرق البرية و البنية التحتية الضخمة انذاك.اما بالنسبة لتلك الفئات من الناس الذين كانوا بعيدين عن العمل الجسدي، فقد أتيح لهم أن يهتموا بالفن والعلم و الفلسفة.
و بالرغم من ان العبودية هي تشكيلة اكثر (تطورا) فقد ساهمت في تطور العلم , و الفن و الفلسفة و البناء و تطور القوى المنتجة بشكل مطرد, إلا أن علاقات الإنتاج نفسها أصبحت من الزمن كابح في وجه تطوير القوى المنتجة, فالسادة الذين كانوا يمتلكون بفضل العبيد أيد عاملة رخيصة أهملوا تطوير وسائل الإنتاج. والعبيد ما كانوا يهتمون بالعمل ولم تكن لهم مصلحة فيه, و راحوا ينهارون جسديا و نفسيا , كما ذكر سابقا , اقترنت علاقات الانتاج العبودية بموقف متوحش من الانسان نفسه, انعكس التناقض بي علاقات الانتاج و القوى المنتجة بانتفاضات العبيد و و هجمات القبائل و الحروب الدموية الشرسة و فسح المجال تدريجيا للتشكيلة الاقطاعية.


3- التشكيلة الاقطاعية:

كانت علاقات الإنتاج في النظام الإقطاعي تقوم على أساس الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج, وكان الفلاحين مرتبطين بالأسياد وبالأرض، إلا أنهم لم يكونوا بشكل كامل ملكا للإقطاعيين اي كانوا متحررين نسبيا من التبعية الشخصية, مقارنة بالعبودية ، لأنهم كانوا يملكون جزء من أدوات العمل وقسما صغيرمن الأرض يعملون فيها خارج أوقات العمل التي يتطلبها الإقطاعي.

لذلك فإن الأقنان كانوا يشعرون بأن لهم مصلحة في العمل الى حد ما, وكانوا يهتمون به على عكس نظام العبودية ، وفي ظل النظام الإقطاعي عرفت التجارة والصناعة نهضة ظهرت آثارها في الرفاه الذي عرفته المدن.
إن التبدل الذي طرأ على البنية الاقتصادية كان لابد أن يرافقه تغير في التركيبة الاجتماعية. الإقطاعيون كانوا يشكلون الطبقة السائدة كما كان الأقنان (عبيد الأرض يعانون من الاستغلال الرهيب , و الخوف على الحياة ومن تهديدات الاقطاعيين , و في المجتمع الاقطاعي , انقسم المجتمع الى فئات مراتبية اعلن فيها صراحة على تفوق الناس اصحاب المراتب العليا من نبلاء و اعيان , اصحاب الأراضي و رجال الكهنوت , و أخيرا الأقنان, و كانت الدولة الاقطاعية تستخدم سلطاتها لتبرير سيطرتها و قمع الفلاحين و مطاردة من يهرب منهم و معاقبتهم و الحصول على تراخيص من الكنيسة تبيح الاستغلال, الخ......
أما تطور قوى الإنتاج فقد بلغ حدا تجاوز إمكانيات هذه التشكيلة. فقد توسعت مشاريع الصناعة الحرفية وتعقد تقسيم العمل وشهدت التجارة قفزة كبيرا بعد اكتشاف بلدان ما وراء البحار وما فيها من مواد أولية واكتشاف أمريكا والطريق البحري إلى الهند، في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر. وهكذا ولد في قلب النظام الإقطاعي أسلوب جديد في الإنتاج دخل في صراع مع الأشكال القديمة لعلاقات الإنتاج. فالحاجة إلى سوق حر على الصعيد القومي اصطدمت بوجود الحواجز الجمركية الكثيرة، والحاجة إلى أيدي عاملة متجددة اصطدمت بوضع الأقنان المرتبطين بالأرض, لذلك اعتمدت البرجوازية كثيرا في ثوراتها ضد الاقطاعيين على الاستغلال الواقع ضد الناس و الفلاحين على الخصوص في ذلك الوقت
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire