jeudi 25 octobre 2012

شافيز يفوز بولاية رابعة.. الشعب الفنزويلي مُصر على السير في طريق التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي

شافيز يفوز بولاية رابعة.. الشعب الفنزويلي مُصر على السير في طريق التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي


نجح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في الانتخابات الرئاسية لولاية رابعة تمتد ست سنوات، بعد معركة حامية الوطيس، حشد فيها المتنافسون كل قواهم. حيث بلغت نسبة المشاركة 80.94% وهي من أعلى النسب ليس في فنزويلا فحسب بل في الامريكيتين أيضاً.
وحصل الرئيس تشافيز على 7.7 مليون صوت بما يعادل حوالي 55% من الأصوات مقابل 6.3 مليون صوت لمنافسه اليميني انريكي كابريليس وبما يعادل حوالي 45% من الأصوات. ورغم أن نسبة المصوتين للرئيس تشافيز قد هبطت عن الانتخابات الماضية إلا أن عدد المصوتين له إزداد.
وعقب إعلان النتائج، احتفل عشرات الآلاف من أنصار تشافيز في الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي وسط كراكاس. وقال تشافيز في أول تعليق له بعد صدور النتائج أن البلاد «ستواصل انتقالها نحو الاشتراكية الديموقراطية البوليفارية في القرن الحادي والعشرين».
وكانت قوى المعارضة المرتبطة بالامبريالية الامريكية قد وحدت نفسها على نحو غير مسبوق وراء كابريليس، ووفرت له الدعم المادي والاعلامي منذ عدة شهور. فقد احتشد من خلفه الاقطاعيون وأصحاب شركات النفط ومديروها، إضافة إلى الأرستقراطية العمالية ودعاة الليبرالية الجديدة من "مثقفين" فقدوا امتيازاتهم الهائلة بعد وصول شافيز إلى الحكم واستمراره في السلطة بطرق ديمقراطية. وحاول مرشح المعارضة أن يظهر نفسه نصيراً للفقراء وادعى أنه سيحافظ على برنامج التأمينات الصحية والاجتماعية الذي أنجزه شافيز، لكنه لم يستطع اخفاء نهجه النيوليبرالي المعادي لمصالح أغلبية الشعب الفنزويلي. وحاولت المعارضة الصيد في المياه العكرة من خلال نشر الاشاعات عن صحة تشافيز رغم اعلان أنه شفي من السرطان وفق التقارير الطبية الكوبية.
أما تشافيز فقد احتشد خلفه كادحو الريف والمدينة، وطيف سياسي واسع من القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي الفنزويلي، واستند إلى انجازات كبيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
حيث انتزع الثروة النفطية من يد البرجوازية الكمبرادورية والشركات الأمريكية، واستخدم عائداتها لمصلحة الشعب الفنزويلي. وقام بالقطع مع سياسات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والتوجهات النيوليبرالية، وأعاد الاعتبار للقطاع العام، وأعاد تأميم المؤسسات المخصخصة، لا بل منعت الخصخصة وفق نص دستوري صريح. ووجه عائدات النفط لدعم الانتاج الصناعي والزراعي والبرامج الاجتماعية، ووفق اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية فقد حققت البلاد نمواً اقتصادياً بلغ نسبة 5% خلال العام 2012، وهي نسبة أعلى من المعدل المتوقع بالنسبة إلى المنطقة، والذي لا يتجاوز 3,2%.
كما أقر تشافيز توزيع الأراضي غير المزروعة على الفلاحين، خاصة وأن 60% من الأراضي الصالحة للزراعة كانت تحت سيطرة 10% من السكان. وقطع شوطاً واسعاً في إنجاز برنامج صحي وتعليمي طموح وغير مسبوق، شمل التأمين الصحي لمعظم فئات الشعب، بدعم من كوبا التي وفرت آلاف الاطباء للعمل في المستشفيات، سواء في الريف او المدينة، وتم إنجاز برنامج تعليمي متطور بدعم من كوبا يستند إلى مجانية التعليم في كافة مراحله، فلم يعد التعليم حكراً على أبناء الأغنياء والميسورين دون غيرهم، من خلال المدارس البوليفارية التي يدرس فيها مليون طفل من أبناء الفقراء، إلى درجة ان الامية قد شارفت على الانتهاء. وخصصت الدولة 80 كيلو متر من الشاطئ الفنزويلي للصيادين التقليديين، كي تحميهم من مافيات الصيد التي تمتلك سفناً ضخمة وتستنزف الثروة السمكية، ووظفت 33 مليار دولار في دعم مليوني أسرة فقيرة في برامج ضمان اجتماعي في التعليم والصحة والسكن والمواصلات والخدمات وضمان الشيخوخة، وعملت الدولة على إيجاد فرص عمل لأبناء الفقراء والفئات الوسطى، موسعة بذلك القاعدة الاجتماعية لحوالي 10 ملايين مواطن فقير ومعدم. كما أنشأت مجموعة من البنوك الصغيرة، مهمتها تقديم القروض الميسرة جداً للفقراء والنساء من أجل إقامة مشاريع صغيرة.
أما في السياسة الخارجية فاتبع تشافيز نهجاً صريحاً في عدائه للامبريالية العالمية وخاصة الامبريالية الامريكية، نهجاً معادياً لاسرائيل الصهيوينة ومتضامناً مع قضايا الشعوب. ومن الجدير ذكره ما قاله الرئيس تشافيز في لقاء صحفي بعد اعادة انتخابه حول سورية، حيث أكد مجددا أنه سيواصل تأييد الحكومة السورية واعتبر أنها هي الحكومة الشرعية التي تواجه تمرداً من عناصر ارهابية. وقال شافيز إن حكومة الولايات المتحدة تعتبر واحدة من أكثر الدول التي تتحمل المسؤولية عن الكارثة التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن.
وستسمح الفترة الرئاسية الجديدة لتشافيز بتعزيز سيطرة الدولة على الاقتصاد الوطني عن طرق التأميمات والبرامج الاجتماعية، وخاصة أن البلاد تعاني من انتشار الجريمة والفساد، لذلك تحدث تشافيز في خطابه بعيد النصر قائلاً (اليوم نبدأ دورة جديدة للحكومة نلتزم فيها بتلبية احتياجات الناس بفعالية أكبر.. أعدكم بأنني سأكون رئيسا أفضل). كما أولى تشافيز السياسة الخارجية أهمية كبرى فى برنامجه الانتخابي، حيث ستكون الأولوية لدعم العلاقات مع الصين، وروسيا، والبرازيل، مع عدم إقامة "علاقات حيوية" على الصعيد التجاري والمالي مع القوى الامبريالية وخاصة واشنطن. وكانت الولايات المتحدة تحصل في العام 2000 على 70% من الصادرات النفطية الفنزويلية، ولكن هذه النسبة تراجعت في المتوسط إلى 50% لصالح ايجاد أسواق جديدة للنفط الفنزويلي.
وعلى الصعيد الداخلى، ينوى تشافيز تطوير المجالس البلدية التي تأسست عام 2006 وبلغ عددها حاليا أكثر من 20 ألف، حيث تسمح تلك المجالس لما يقرب من 400 عائلة في المدينة أو 20 عائلة ريفية القيام بمشروع واحد، وتتلقى تمويلها من الحكومة. كما أعلن البنك المركزى عن إصدار عملة محلية سيتم توزيعها على الشعب وفقا لمعايير العدالة الاجتماعية، والاستمرار في تطبيق الأسعار الاجتماعية لمواد استهلاك الشعبي.
هذه البرامج والصدق في العمل على تحقيق الوعود انعكست في التأييد الشعبي الكبير للرئيس تشافيز، فهذا النصر هو تأكيد على اصرار الشعب الفنزويلي على السير في طريق التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire