mercredi 20 novembre 2013

حول الزعيم السوفياتي يوسف ســـتالين

ســـتالين ..قراءة في سيرة زعيم
---------------------------------
ليس مهماً أن تصل الى القمة الأهم أن تبقى عليها الى ما لا نهاية و تتحول الى قدوة لغيرك و هذا يقتضي أن تضحي و تقوم بأمور لا يقدر أن يفعلها معظم الناس العاديين و لذالك مر الألاف من القادة و لكن القليل منهم تحولو الى رموز للتحرر
.
و هناك فرق بين الشخصية التي تتحول الى رمز مجرد و الشخصية التي تتحول بعملها و تضحياتها الى قدوة و مثل أعلا للأجيال الاحقة و تنير الطريق أمام المسحوقين لنيل حقوقهم و هذا من الحالات القليلة بنسبة الى عدد من ذكرهم التاريخ و لذالك ينالون القسط الأكبر من التشويه و المحاربة و إخفاء الحقيقة لنيل من المثل التي يمثله و ليس من المبالغة أن الرفيق ( يوسف ستالين ) هو على رأس من يتم الهجوم على تاريخهم و العملية التي تجري ضده لم تجري ضد أي شخصية أخرى و هذا لما إحتله من موقع في ضمير كل من عاصره و كل من قراء عنه و كل من له قضية طبقية التي دافع ستالين عنها بكل عزيمة.
ولد الرفيق ( يوسف دوغا شفيلي فيسار يونوفيتش ) في بلدة ( غوري ) على مقربة من تفليس عاصمة جورجيا سنة ( 1879 ) من عائلة فقيرة معدومة فوالده كان يعمل أسكافياً ( حذاء ) درس في مدرسة ( غوري ) ثم المعهد اكلريكي في العاصمة و هناك ألتحق و هو في عمر الخامسة عشرة بخلايا الماركسية في جورجا.
و كان عضو منظم منذ بداية تأسيس حزب ( 1898 ) و كان ينشط بين عمال البترول في القفقاس و تحول الى عضو في حزب لينين ( البولشفيك ) سنة 1903 تعرض للأعتقال ستة مرات و تعرض للنفي الى سيبيريا.

كان له نشاط كبير في الحزب و كان له شخصية قوية في التنظيم حرض و قاد إضرابات كبيرة في أماكن لم يعتقد أحد أن هناك قدرة على تحريض العمال بشكل كبير فيها و أول إضراب قاده كان شاباً و كان حديث الأنضمام الى لجنة تبليسي و في ميناء ( باطوم ) ذات تعقيد قومي كبير و خلال ستة أشهر نظم العمال و أقدم على إضراب كبير لم تعرف القفقاس مثيلاً له حتى أن لينين أشاد به في جريدة ( الأيسكرا ) و سجن بعدها و قد هرب من السجن.
و بعدها أرسله الحزب الى مدينة باكو و قد نجح في تقوية التنظيم فيها التي كانت ايضاً تعاني من تعقيد قومي شديد و قد قاد إضراب كبير بين عمال البترول في عام ( 1905 ).
في بداية الثورة العمال على القيصرية في عام ( 1905 -1907) شارك ستالين في الأعمال العسكرية و يذكر أن ستالين قام بأعمال قال البعض أنها أرهابية بهجومه على البنوك الحكومية و الخاصة و الإستيلاء عليها لدعم الثورة بلمال لأمداد الثورة بسيولة و الأسلحة و لم يقع في الخطئ الذي أقترفه القادة في كومنة باريس حين لم يستولو على البنك المركزي و أحتفظو به للأعداء .
في عام ( 1909 ) تم إعتقاله و نفيه الى سيبريا في منطقة قريبة من الدائرة القطبية و بسبب أنهم لا يضعون حراس في الشتاء حيث تصل درجة الحرارة الى ( 50 ) تحت الصفر هرب ستالين مع أنه كان يعاني من مرض السل و في شهر كانون الثاني قطع ( 3000 ) كيلومتر حتى وصل الى محطة القطار و بعدها سافر الى مدينة ( بطرس بورغ ) و عند الوصول خاف الرفاق عليه بسبب المرض و الأرهاق و اخذوه فوراً الى الطبيب و أذا بجرثومة السل ميتة و هو مازال حياً بسبب الروح القتالية العالية و الأرادة الحديدية .

و قت ألف وقتها أهم مؤلفاته و أهم أسهاماته في الفكر الماركسي اللينيني ( الماركسية و المسألة القومية ) و ستالين له الفضل الأكبر في إعطاء القوميات حق تقرير المصير و لولا الثورة الشيوعية بقيادة لينين ودعم كبير من ستالين لما إستطاعت القوميات من أن تخرج مما كانت تسمى روسيا وقتها بي ( سجن الشعوب ) و لما تشكلت جمهوريات السوفيتية المستقلة.
وقد أشاد لينين بكتابه و وصفه بأنه افضل عمل ماركسي في المسألة القومية.
أنشأ مطبعة بلغة الجورجية في القفقاس و ترجمة مقالات ( الأيسكرا ) لنشر مقالات لينين و طرح مسائل المنطقة و وجهة نظر الشيوعيين فيها و بث الدعاية الحزبية و إبراز نقاط الخلاف بين المناشفة و البلاشفة الذي حدث في عام ( 1903 ) و توضيح المسائل التي خانها المنشفيون .
أنتخب غيابياً بسبب الإعتقال عضواً في اللجنة المركزية بقرار من لينين و عضواً في مكتب روسوي الذي كان يقود عمل الحزب في روسيا في عام )1912(
أقترح ستالين على الرفيق لينين أصدار ( البرافدا ) في داخل روسيا حتى تبقى قريبا من الجماهير و من العمال و فعلاً اصدرت ( البرافدا ) في ( 5-5-1912 ) و أصدرت عدد خاص بميلاد ماركس و بعد أشهر أعتقل بسبب خيانة أحد أعضاء اللجنة المركزية و أسمه ( رومان مالينوفيسكي )و قد أعتقل لمدة خمسة سنوات في وقت كان لينين أحوج ما يكون أليه قبل الثورة و بقي في السجن حتى عام ( 1917 ) عام ثورة أكتوبر الأشتراكية العظمة .
قاد ستالين و مولوتوف الحزب شهراً و نصف حتى قدوم لينين من المنفى و العمل لأجل الثورة و كان ستالين من أشد المؤيدين لقيام الثورة رغم المواقف المتخاذلة للبعض المرتدين و لذالك عقد المؤتمر السادس للحزب و قد كلفه لينين بقراء التقرير السياسي و هذا له مدلولات على أن من يقراء التقرير السياسي له شخصية محورية في الحزب.

و من إحدا الأحداث التي تدل على ذكائه السياسي أتصل مرة أحد البحارة و قال له على الهاتف و هو موجود في مكتب البرافدا و سأله البحار هل يأتو بلبنادق معهم الى المضاهرة و كانت البرافدا مراقبة فقال ستالين أنتم أحرار و لكن نحن الصحفيين سنأتي و معنا إقلامنا و أتا البحارة و معهم ( أقلامهم الخاصة).

بعد نجاح الثورة أكتوبر الأشتراكية العظمة كان لستالين الدور الأهم في صد الثورة المضادة و سحق الجيش الأبيض في أماكن حساسة برغم أنه كان يشغل منصب وزير الشؤون القومية و هي من أكثر المسائل الشائكة في روسيا و كان موجوداً في أهم موقع الذي كان يمد الدولة الحديثة بلقمح و هي القفقاس و شمال البحر الأسود و من مدينة ( تساريتسين ) و هي المدنية التي سميت فيما بعد بستالينغراد و لولا ستالين لأنهارت المقاومة و لقطع القمح عن موسكو وقتها .
كان له دور مهم أيضاً في معركة أوكرانيا و الجبهة الشرقية التي أكتسحها الجنرال الأبيض ( دينيكين ) و تقدم الى الشمال نحو تولا ثم موسكو و مع وصول ستالين الى هناك تغير مجرى الأحداث و أستطاع الجيش الثالث أن يغير المعادلة خلال أشهر قليلة و أتا هذا التغيير بعد أن كلفتة اللجنة المركزية بتشكيل لجنة حربية في المنطقة و أرسلته اللجنة المركزية للدفاع عن موسكو بعد أن وصل الجيش الأبيض على مسافة قريبة منها و بعدها توجه الى مدينة بتروغراد و خلال أشهر قضى على الجيوش البيضاء و أنها الحرب الأهلية.

في عام (1922 ) ينتخب أميناً عاماً للحزب الشيوعي السوفيتي و كان له دور في أعظم إنجاز للثورة الشيوعية و هي قانون الأرض وتأميم الأرضي و تحرير الفلاحين و أعطاء حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة و هو شيئ لم يقم به أي زعيم أو ملك أو رسول أو أي ثورة بأعطاء البشر الحق أن يكونو بشر لهم إنسانيتهم بدون ظلم أو أغتصاب و تحرير الملايين من البشر من تحت نير الإستعمار القيصري بأنشاء جمهوريات مستقلة و إحياء عشرات اللغات التي عانت من الإتضهاد و المسح و إحياة عشرات الثقافات للشعوب المستعمرة و لا يقدر أي باحث من أن يدرس تاريخ أي شعب من الشعوب المسحوقة تحت نير القيصرية دون أن يرجع الى المراجع و الأبحاث السوفيتية .

بعد رحيل لينين أكمل ستالين المشوار و كان له الدور و الفضل بإنقاذ الثورة من المرتدين من أمثال تروتسكي الذي كان يطرح مضي بثورة لتحرير أوربا و كان يهدف الى أرهاق الثورة و فتح الباب للتدخل الخارجي في شؤون الدولة التي لم تمكن أركانه بعد و كان ستالين يناضل بين تيارات كثيرة يساروية و يمينية من أمثال بوخارن و أتباعه.

و من أهم أنجازات ستالين التصنيع و التحول من الدولة الزراعية المتخلفة الى الصناعة الثقيلة رغم قلة الخبرات و رغم المجاعة الموجودة بسبب الكولاك الإقطاعيين و مع ذالك خلال الخطة الخمسية الأولى أحدث قاعدة و بنية تحتية للصناعة الثقيلة متفوقاً على الرأسمالية التي عملت خلال عقود و أكد ستالين أن أما النجاح التام بتحول الى الصناعة أو الإنتهاء لأن الرأسمالية التي كانت تعاني من الأزمة الإقتصادية الكبيرة بعد أن تتعافى لن تترك الأتحاد سوفيتي لشئنه و سيحاول النظام الرأسمالي الأتطاحة بدولة العمال و الفلاحين و هذا ما حدث بعد وصول هتلر الى الحكم و تحالف القوى لإمبريالية للقضاء على الأتحاد السوفيتي.

سؤل ستالين مرة عن أهم معركة خاضها و أجاب بإن الحرب ضد الكولاك كانت أشد معركة خاضها بسبب أن الطبقة الأقطاعية كانت كبيرة و متنفذة و وقفت في وجه التحول الى المكننة و الحداثة بحكم مصلحتها الطبقية و التي كانت تعني تحرير الملايين من الفلاحين و أنهاء أستعبادهم و صدر القرار بضرب الطبقة الأقطاعية و الإستيلاء على الأراضي و تأمميها و ضمها الى التعونيات و هذا ما أحدث أقبال كبير من الفلاحيين على الإنضمام الى التعاونيات الفلاحية.
و قد لاقى مجابها عنيفة من الأقطاعيين من حرق المحاصيل الى نحر الأبقار و الأغنام و تدمير الزراعة مما تسبب بمجاعة حقيقية و لولا صلابة ستالين و حسمة للمعركة لكانت نهاية الأتحاد السوفيتي .
و من أهم الإنجازات التي قدمها ستالين هي الثورة الثقافية و تحويل أبناء العمال و الفلاحين الذين كانت تتعامل البرجوازية معهم على أنهم من الدرجة الثانية الى قادة حقيقيين للمجتمع و تخريج الألاف من الأطباء و المهندسين و الصناعيين و المثقفين و من أعظم المعجزات هي تحويل المجتمع المتخلف الى أعظم شعب على الأرض و أنشاء دولة متقدمة بأيدي أبناء العمال و الفلاحين.

و البشرية مدينة لستالين بخلاصها من النازية أبشع صور الإمبرالية و لولا ستالين لكانت البشرية لها سيرة أخرى و تعرضت للإبادة من قبل الإمبريالية الالمانية و سحق هتلر كل البلدان و أستعبد أهلها و دمر شعوبها و حولهم الى عبيد عند الرأسماليين الغربيين .
لقد دفع الشعب السوفيتي عشرين مليون شهيد لخلاص البشرية من نير الهتلرية و لولا وعي ستالين لخطر الإمبريالية و بنائه للجيش الأحمر و القاعدة الصناعية لما صمد الأتحاد السوفيتي في وجه الألة الحربية الالمانية و لولا وحدة الصف الداخلي التي وقفت خلف ستالين مثل الفولاذ بكل شعوبها و الأمم السوفيتية بوحدة داخلية لم تحث مثيلاً لها في التاريخ لما إنقذت البشرية من هذا الوحش المتعطش للدماء .

الحرب العالمية الثانية كانت أهم إختبار للتجربة الشيوعية وأختبار في كل نواحي العمل من النظام السياسي الى الإقتصادي الى الإجتماعي و أختبار لكل خطوة سارت عليها الثورة الشيوعية و أبرزت مدا التلاحم بين الجيش و الشعب من العمال و الفلاحين و مدى النضامن بين الشعوب التي تعيش ضمن حدود الشيوعية و هي من النقاط التي راهن عليها هتلر بأن الثورة الداخلية ستشتعل مع الحرب و لكن ما ظهر أن الشعوب الحرة في و حدتها هي شعوب لا تهزم مهما كان العدو متفوق بسلاح و لو كانت بمستوى النازية.

أعطا ستالين دروس عظيمة في الأخلاق و التضحية و نظافة اليد و الرجولة و الإنسانية جعلته ينال الحقد الكامل من الإمبريالية و الحركة الصيونية و المرتدين الخونة و من أعظم الدروس التي قدما ستالين هي عم الموافقة على تبادل أبنه الطيار الذي كان يقاتل مثل أي مجند من أبناء الشعب و رفضه للمساومة التي قدمها هتلر بتبادل بين أبنه و الماريشال قائد الجيش السادس الذي أسر في معركة ستالينغراد و قال ستالين أنه ( لا يبدل جندي بمريشال و أن أبنه لا يتميز عن أي شاب سوفيتي عنده ) و قد أستشهد أبن ستالين مع الجنود السوفيتيتن على يد هتلر.
و أعطة درس في نظافة اليد و الأمانة و و هو الذي كان يتحكم بموارد سدس الأرض و لم يكن له أي منافس بسبب ولاء الشعب له و قد مات ستالين و هو لا يملك في بيته المتواظع سوى البدلة العسكرية و المكتبة عليها بعض الكتب و خريطة معلقة في بيته و هو الذي ظل يلبس لباس الجنود العاديين في حياته و لم يورث الى أبنائه شيئ من المال المسروق من لقمة الشعب.
ستالين الذي وصفه ألد أعداء الشيوعية رئيس الوزراء البريطاني تشرشل بأنه ( أستلم الأتحاد السوفيتي بلمحراث و سلمه بلقنبلة النووية).

فتحية الى الزعيم الذي تحول مثل أعلا للشباب الشيوعي في النضال و الأخلاص و الإستقامة .
ســـتالين ( لدي أنطباع أنه ستلقى قاذورات كثيرة على قبري و لكن رياح التاريخ كفيل( بإزالتها
ســـتالين ..قراءة في سيرة زعيم  
---------------------------------  
بقلم : ادريـس محمد 
----------------------------
ليس مهماً أن تصل الى القمة الأهم أن تبقى عليها الى ما لا نهاية و تتحول الى قدوة لغيرك و هذا يقتضي أن تضحي و تقوم بأمور لا يقدر أن يفعلها معظم الناس العاديين و لذالك مر الألاف من القادة و لكن القليل منهم تحولو الى رموز للتحرر.
و هناك فرق بين الشخصية التي تتحول الى رمز مجرد و الشخصية التي تتحول بعملها و تضحياتها الى قدوة و مثل أعلا للأجيال الاحقة و تنير الطريق أمام المسحوقين لنيل حقوقهم و هذا من الحالات القليلة بنسبة الى عدد من ذكرهم التاريخ و لذالك ينالون القسط الأكبر من التشويه و المحاربة و إخفاء الحقيقة لنيل من المثل التي يمثله و ليس من المبالغة أن الرفيق ( يوسف ستالين ) هو على رأس من يتم الهجوم على تاريخهم و العملية التي تجري ضده لم تجري ضد أي شخصية أخرى و هذا لما إحتله من موقع في ضمير كل من عاصره و كل من قراء عنه و كل من له قضية طبقية التي دافع ستالين عنها بكل عزيمة. 
ولد الرفيق ( يوسف دوغا شفيلي فيسار يونوفيتش ) في بلدة ( غوري ) على مقربة من تفليس عاصمة جورجيا سنة ( 1879 ) من عائلة فقيرة معدومة فوالده كان يعمل أسكافياً ( حذاء ) درس في مدرسة ( غوري ) ثم المعهد اكلريكي في العاصمة و هناك ألتحق و هو في عمر الخامسة عشرة بخلايا الماركسية في جورجا.
و كان عضو منظم منذ بداية تأسيس حزب ( 1898 ) و كان ينشط بين عمال البترول في القفقاس و تحول الى عضو في حزب لينين ( البولشفيك ) سنة 1903 تعرض للأعتقال ستة مرات و تعرض للنفي الى سيبيريا.

كان له نشاط كبير في الحزب و كان له شخصية قوية في التنظيم حرض و قاد إضرابات كبيرة في أماكن لم يعتقد أحد أن هناك قدرة على تحريض العمال بشكل كبير فيها و أول إضراب قاده كان شاباً و كان حديث الأنضمام الى لجنة تبليسي و في ميناء ( باطوم ) ذات تعقيد قومي كبير و خلال ستة أشهر نظم العمال و أقدم على إضراب كبير لم تعرف القفقاس مثيلاً له حتى أن لينين أشاد به في جريدة ( الأيسكرا ) و سجن بعدها و قد هرب من السجن.
و بعدها أرسله الحزب الى مدينة باكو و قد نجح في تقوية التنظيم فيها التي كانت ايضاً تعاني من تعقيد قومي شديد و قد قاد إضراب كبير بين عمال البترول في عام ( 1905 ).
في بداية الثورة العمال على القيصرية في عام ( 1905 -1907) شارك ستالين في الأعمال العسكرية و يذكر أن ستالين قام بأعمال قال البعض أنها أرهابية بهجومه على البنوك الحكومية و الخاصة و الإستيلاء عليها لدعم الثورة بلمال لأمداد الثورة بسيولة و الأسلحة و لم يقع في الخطئ الذي أقترفه القادة في كومنة باريس حين لم يستولو على البنك المركزي و أحتفظو به للأعداء .
في عام ( 1909 ) تم إعتقاله و نفيه الى سيبريا في منطقة قريبة من الدائرة القطبية و بسبب أنهم لا يضعون حراس في الشتاء حيث تصل درجة الحرارة الى ( 50 ) تحت الصفر هرب ستالين مع أنه كان يعاني من مرض السل و في شهر كانون الثاني قطع ( 3000 ) كيلومتر حتى وصل الى محطة القطار و بعدها سافر الى مدينة ( بطرس بورغ ) و عند الوصول خاف الرفاق عليه بسبب المرض و الأرهاق و اخذوه فوراً الى الطبيب و أذا بجرثومة السل ميتة و هو مازال حياً بسبب الروح القتالية العالية و الأرادة الحديدية . 

و قت ألف وقتها أهم مؤلفاته و أهم أسهاماته في الفكر الماركسي اللينيني ( الماركسية و المسألة القومية ) و ستالين له الفضل الأكبر في إعطاء القوميات حق تقرير المصير و لولا الثورة الشيوعية بقيادة لينين ودعم كبير من ستالين لما إستطاعت القوميات من أن تخرج مما كانت تسمى روسيا وقتها بي ( سجن الشعوب ) و لما تشكلت جمهوريات السوفيتية المستقلة.
وقد أشاد لينين بكتابه و وصفه بأنه افضل عمل ماركسي في المسألة القومية.
أنشأ مطبعة بلغة الجورجية في القفقاس و ترجمة مقالات ( الأيسكرا ) لنشر مقالات لينين و طرح مسائل المنطقة و وجهة نظر الشيوعيين فيها و بث الدعاية الحزبية و إبراز نقاط الخلاف بين المناشفة و البلاشفة الذي حدث في عام ( 1903 ) و توضيح المسائل التي خانها المنشفيون .
أنتخب غيابياً بسبب الإعتقال عضواً في اللجنة المركزية بقرار من لينين و عضواً في مكتب روسوي الذي كان يقود عمل الحزب في روسيا في عام )1912(
أقترح ستالين على الرفيق لينين أصدار ( البرافدا ) في داخل روسيا حتى تبقى قريبا من الجماهير و من العمال و فعلاً اصدرت ( البرافدا ) في ( 5-5-1912 ) و أصدرت عدد خاص بميلاد ماركس و بعد أشهر أعتقل بسبب خيانة أحد أعضاء اللجنة المركزية و أسمه ( رومان مالينوفيسكي )و قد أعتقل لمدة خمسة سنوات في وقت كان لينين أحوج ما يكون أليه قبل الثورة و بقي في السجن حتى عام ( 1917 ) عام ثورة أكتوبر الأشتراكية العظمة .
قاد ستالين و مولوتوف الحزب شهراً و نصف حتى قدوم لينين من المنفى و العمل لأجل الثورة و كان ستالين من أشد المؤيدين لقيام الثورة رغم المواقف المتخاذلة للبعض المرتدين و لذالك عقد المؤتمر السادس للحزب و قد كلفه لينين بقراء التقرير السياسي و هذا له مدلولات على أن من يقراء التقرير السياسي له شخصية محورية في الحزب.

و من إحدا الأحداث التي تدل على ذكائه السياسي أتصل مرة أحد البحارة و قال له على الهاتف و هو موجود في مكتب البرافدا و سأله البحار هل يأتو بلبنادق معهم الى المضاهرة و كانت البرافدا مراقبة فقال ستالين أنتم أحرار و لكن نحن الصحفيين سنأتي و معنا إقلامنا و أتا البحارة و معهم ( أقلامهم الخاصة).

بعد نجاح الثورة أكتوبر الأشتراكية العظمة كان لستالين الدور الأهم في صد الثورة المضادة و سحق الجيش الأبيض في أماكن حساسة برغم أنه كان يشغل منصب وزير الشؤون القومية و هي من أكثر المسائل الشائكة في روسيا و كان موجوداً في أهم موقع الذي كان يمد الدولة الحديثة بلقمح و هي القفقاس و شمال البحر الأسود و من مدينة ( تساريتسين ) و هي المدنية التي سميت فيما بعد بستالينغراد و لولا ستالين لأنهارت المقاومة و لقطع القمح عن موسكو وقتها .
كان له دور مهم أيضاً في معركة أوكرانيا و الجبهة الشرقية التي أكتسحها الجنرال الأبيض ( دينيكين ) و تقدم الى الشمال نحو تولا ثم موسكو و مع وصول ستالين الى هناك تغير مجرى الأحداث و أستطاع الجيش الثالث أن يغير المعادلة خلال أشهر قليلة و أتا هذا التغيير بعد أن كلفتة اللجنة المركزية بتشكيل لجنة حربية في المنطقة و أرسلته اللجنة المركزية للدفاع عن موسكو بعد أن وصل الجيش الأبيض على مسافة قريبة منها و بعدها توجه الى مدينة بتروغراد و خلال أشهر قضى على الجيوش البيضاء و أنها الحرب الأهلية.

في عام (1922 ) ينتخب أميناً عاماً للحزب الشيوعي السوفيتي و كان له دور في أعظم إنجاز للثورة الشيوعية و هي قانون الأرض وتأميم الأرضي و تحرير الفلاحين و أعطاء حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة و هو شيئ لم يقم به أي زعيم أو ملك أو رسول أو أي ثورة بأعطاء البشر الحق أن يكونو بشر لهم إنسانيتهم بدون ظلم أو أغتصاب و تحرير الملايين من البشر من تحت نير الإستعمار القيصري بأنشاء جمهوريات مستقلة و إحياء عشرات اللغات التي عانت من الإتضهاد و المسح و إحياة عشرات الثقافات للشعوب المستعمرة و لا يقدر أي باحث من أن يدرس تاريخ أي شعب من الشعوب المسحوقة تحت نير القيصرية دون أن يرجع الى المراجع و الأبحاث السوفيتية .

بعد رحيل لينين أكمل ستالين المشوار و كان له الدور و الفضل بإنقاذ الثورة من المرتدين من أمثال تروتسكي الذي كان يطرح مضي بثورة لتحرير أوربا و كان يهدف الى أرهاق الثورة و فتح الباب للتدخل الخارجي في شؤون الدولة التي لم تمكن أركانه بعد و كان ستالين يناضل بين تيارات كثيرة يساروية و يمينية من أمثال بوخارن و أتباعه.

و من أهم أنجازات ستالين التصنيع و التحول من الدولة الزراعية المتخلفة الى الصناعة الثقيلة رغم قلة الخبرات و رغم المجاعة الموجودة بسبب الكولاك الإقطاعيين و مع ذالك خلال الخطة الخمسية الأولى أحدث قاعدة و بنية تحتية للصناعة الثقيلة متفوقاً على الرأسمالية التي عملت خلال عقود و أكد ستالين أن أما النجاح التام بتحول الى الصناعة أو الإنتهاء لأن الرأسمالية التي كانت تعاني من الأزمة الإقتصادية الكبيرة بعد أن تتعافى لن تترك الأتحاد سوفيتي لشئنه و سيحاول النظام الرأسمالي الأتطاحة بدولة العمال و الفلاحين و هذا ما حدث بعد وصول هتلر الى الحكم و تحالف القوى لإمبريالية للقضاء على الأتحاد السوفيتي.

سؤل ستالين مرة عن أهم معركة خاضها و أجاب بإن الحرب ضد الكولاك كانت أشد معركة خاضها بسبب أن الطبقة الأقطاعية كانت كبيرة و متنفذة و وقفت في وجه التحول الى المكننة و الحداثة بحكم مصلحتها الطبقية و التي كانت تعني تحرير الملايين من الفلاحين و أنهاء أستعبادهم و صدر القرار بضرب الطبقة الأقطاعية و الإستيلاء على الأراضي و تأمميها و ضمها الى التعونيات و هذا ما أحدث أقبال كبير من الفلاحيين على الإنضمام الى التعاونيات الفلاحية.
و قد لاقى مجابها عنيفة من الأقطاعيين من حرق المحاصيل الى نحر الأبقار و الأغنام و تدمير الزراعة مما تسبب بمجاعة حقيقية و لولا صلابة ستالين و حسمة للمعركة لكانت نهاية الأتحاد السوفيتي .
و من أهم الإنجازات التي قدمها ستالين هي الثورة الثقافية و تحويل أبناء العمال و الفلاحين الذين كانت تتعامل البرجوازية معهم على أنهم من الدرجة الثانية الى قادة حقيقيين للمجتمع و تخريج الألاف من الأطباء و المهندسين و الصناعيين و المثقفين و من أعظم المعجزات هي تحويل المجتمع المتخلف الى أعظم شعب على الأرض و أنشاء دولة متقدمة بأيدي أبناء العمال و الفلاحين.

و البشرية مدينة لستالين بخلاصها من النازية أبشع صور الإمبرالية و لولا ستالين لكانت البشرية لها سيرة أخرى و تعرضت للإبادة من قبل الإمبريالية الالمانية و سحق هتلر كل البلدان و أستعبد أهلها و دمر شعوبها و حولهم الى عبيد عند الرأسماليين الغربيين .
لقد دفع الشعب السوفيتي عشرين مليون شهيد لخلاص البشرية من نير الهتلرية و لولا وعي ستالين لخطر الإمبريالية و بنائه للجيش الأحمر و القاعدة الصناعية لما صمد الأتحاد السوفيتي في وجه الألة الحربية الالمانية و لولا وحدة الصف الداخلي التي وقفت خلف ستالين مثل الفولاذ بكل شعوبها و الأمم السوفيتية بوحدة داخلية لم تحث مثيلاً لها في التاريخ لما إنقذت البشرية من هذا الوحش المتعطش للدماء .

الحرب العالمية الثانية كانت أهم إختبار للتجربة الشيوعية وأختبار في كل نواحي العمل من النظام السياسي الى الإقتصادي الى الإجتماعي و أختبار لكل خطوة سارت عليها الثورة الشيوعية و أبرزت مدا التلاحم بين الجيش و الشعب من العمال و الفلاحين و مدى النضامن بين الشعوب التي تعيش ضمن حدود الشيوعية و هي من النقاط التي راهن عليها هتلر بأن الثورة الداخلية ستشتعل مع الحرب و لكن ما ظهر أن الشعوب الحرة في و حدتها هي شعوب لا تهزم مهما كان العدو متفوق بسلاح و لو كانت بمستوى النازية.

أعطا ستالين دروس عظيمة في الأخلاق و التضحية و نظافة اليد و الرجولة و الإنسانية جعلته ينال الحقد الكامل من الإمبريالية و الحركة الصيونية و المرتدين الخونة و من أعظم الدروس التي قدما ستالين هي عم الموافقة على تبادل أبنه الطيار الذي كان يقاتل مثل أي مجند من أبناء الشعب و رفضه للمساومة التي قدمها هتلر بتبادل بين أبنه و الماريشال قائد الجيش السادس الذي أسر في معركة ستالينغراد و قال ستالين أنه ( لا يبدل جندي بمريشال و أن أبنه لا يتميز عن أي شاب سوفيتي عنده ) و قد أستشهد أبن ستالين مع الجنود السوفيتيتن على يد هتلر.
و أعطة درس في نظافة اليد و الأمانة و و هو الذي كان يتحكم بموارد سدس الأرض و لم يكن له أي منافس بسبب ولاء الشعب له و قد مات ستالين و هو لا يملك في بيته المتواظع سوى البدلة العسكرية و المكتبة عليها بعض الكتب و خريطة معلقة في بيته و هو الذي ظل يلبس لباس الجنود العاديين في حياته و لم يورث الى أبنائه شيئ من المال المسروق من لقمة الشعب.
ستالين الذي وصفه ألد أعداء الشيوعية رئيس الوزراء البريطاني تشرشل بأنه ( أستلم الأتحاد السوفيتي بلمحراث و سلمه بلقنبلة النووية).


فتحية الى الزعيم الذي تحول مثل أعلا للشباب الشيوعي في النضال و الأخلاص و الإستقامة .
ســـتالين ( لدي أنطباع أنه ستلقى قاذورات كثيرة على قبري و لكن رياح التاريخ كفيل( بإزالتها

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire