mercredi 12 octobre 2011

روبرطاج // استغلال الفلاحين الفقراء بسوس

استطلاع وتحقيق الراسمالية الفلاحية والطبقة الفلاحية الكادحة)
_على الطريق_يثير انتباهك وانت في طريقك الى اكادير قادما من تزنيت او تارودانت في الساعات الاولى من الصباح او في اخر المساء شاحنات صغيرة وكبيرة تقل عمال وعاملات في ظروف تغيب عنها ظروف الصحة والسلامة وكلما اقتربت من بلفاع وايت ميمون او من بيوكرى تزداد الامر احتقانا بهاته الشاحنات وتنضاف اليها البيجوات والبيكوبات في منظر اقرب للقافلة التي كانت متجهة الى الصحراء في المسيرة الخضراء وشيئا فشيئا تدخل مع الاقتراب من المركز جرارات تجر عرابات او كما يسميها اهل المنطقة الشاريوات اما منظر العاملات والعمال ف البؤس واضح في وجوههم وتثير النساء الشفقة في ملابسهن الرثة وخمار ملون يلفونه على وجوههن اتقاءا من البرد ومن الحاق الاذى ببشرتهن بسبب الرياح المعاكسة ولاتكاد تظهر الا اعينهم ك النينجاوات اما العمال ف البؤس ليس اقلا من العاملات فالسمرة البدوية بادية عن وجوههم والغضب يكاد يتطاير من اعينهم وما يزيد الامر ماساوية انهم ينتقلون واقفين على متن وسائل النقل التي تقلهم ف الاتوبيس ارحم منه بالف مرة ف الاتوبيس في اسوء الحالات تقف نصف ساعة عكس الشاحنات فهناك من يقف ساعتين او ثلاث مواجها البرد والازدحام في ظروف جد مزرية لكن رغم دلك فانك نصادف بعض المرات شاحنات تعلوها الزغاريد والبندير والطعريجة والموالات الشعبية فصدق من قال كثرت الهمة كتضحك وكتنشطعموما ف الانتقال بين مقر السكن الى العمل يتطلب ثلاث وسائل وينقسم الى ثلاث انواع البعيدين عن مقرات العمل ومتوسطي البعد والقريبيين من مقرات العمل او الضيعات_البعيدون عن الضيعات_هاته الفئة تنتقل غالبا بالشاحنات الكبيرة والمتوسطة من مناطق يبعيدة عن الضيعات من احواز تزنيت ومن احواز اكادير ومن احواز تارودانت واولاد تايمةتقول فاظمة وهي من احواز تزنيت انه للتوجه للعمل يستلزم الامر الاستيقاظ باكرا في حدود الثالثة صباحا وتهيئ اولا وجبة الفطور اما وجبة الغذاء فانها اما تحضرها في المساء او تترك شيئا من عشائها وتعبئه في سوبيرات بلاستيكية وتضيف ان هذا هو حال الجميع نظرا لضيق الوقت قبل ان تتوجه نحو قارعة الطريق لملاقاة الشاحنة التي تاتي من الدواوير المجاورةوفي نفس الموضوع يقول سعيد ذو الخمسين عاما وهوساءق الشاحنة ان رحلته تبدا من الثالثة صباحا اما هو ف يستيقظ في الثانية ويبدا في جمع النساء من ابعد نقطة في حدود ميراللفت دون ذكر اسم الدوار ويجمع العاملات "يات ح غييد سنات ح غيين اركيح سمونح لكييب"كما يقول بالسوسية وتعني يجمع واحدة هنا واحدة هناك حتى يكتمل لديه الكيب وهي كلمة شائعة في هذا الميدان وتعني مجموعة من العاملات يبلغ عددهم مابين ستين ومئة عاملة في اوج الموسم الفلاحي كما يقول سعيد ولكم تصور الامر شاحنة تحمل مئة نفس او روح فخطا بسيط من السائق ستنتج عنه كارثة دون اغفال الازدحام والظروف المزرية التي يتم التنقل فيهاالامر نفسه ينطبق على من ياتون من احواز تارودانت وتضيف سميرة وهي كبرانة والمصطلح شائع في الميدان ويعني المسؤولة الاولى على العمال او العاملات انها في هذا الميدان لازيد من عشرين سنة وان نصف حياتها انتقلت فيها على متن الشاحنات تقول ساعتين ونصف صباحا وثلاثة مساءا وان عمرها دوزتو غير ف الكاميواتالامر اقل ماساوية عند من ياتون من احواز ونواحي اكادير في الاحياء الهامشية ولكن في نفس الوقت تزداد خطورة الخروج فجرا ف حليمة مثلا تقول انها سبقت ان تعرضت للسرقة في احد الصبحيات من طرف احد اللصوص المتشردين وان الشماكرية والسكايرية موجودن بكثرة في المنطقة وتضيف ان احد زميلاتها كانت قد تعرضت الى اعتداء جنسي وبدني وهذا مايدفع العاملات في المنطقة بالاستعانة بمرافق لدر الاخطار_القريبون من الضيعات_حيث يتم تنقيل العمال بواسطة بيجوات او شاريوات من المناطق التي تعرف ناشطة سكانية فلاحية بالدرجة الاولى وهاته المناطق هي بيوكرى ايت عميرة القليعة بلفاع ماسة تدوارت وايت باها وما يميز هاته الفئة انها ملزمة بالتجمع في مكان محدد في الموقف قبل ان ياتي من ينقلهميقول كريم وهو شاب في العشرينات من عمره انه يستيقظ في الخامسة فجرا وبدوره يهيئ فطوره وغذاءه هو وزملاءه الذين يقاسمونه السكن حقيقة اندهشت من الكم الهائل والافواج البشرية في الصباح الباكر كانك في سوق او مهرجان كما ان المقاهي والحوانت ومخادع الهاتف تفتح مع الفجرمع حلول السادسة ونصف تكون ساحة الموقف شبه فارغة الا من من مازال يبحث عن عمل ينتطر حظه في احدهم يبحث عن عامل او عاملةيقول جامع وهو سائق جرار يجر احد الشاريوات ان عمله اصعب من سائق الشاحنة نظرا لانعدام شروط الامن والامان ونظرا لانه ينقل غالبا عمال الذين يتشاحنون ويتشاجرون فيما بينهم طيلة الوقت وهو ما يستلزم ايقاف الجرار وفض الصراع ولا يخفي جامع تذمره من الخلصة والاجرة ويقول يعطيونا طجوج فرانك وديما مصادعين قبل ان يدخل في حالة هيسترية من السب والشتم للجميع وللوقت وعندما سالته كم يقبض اجاب ان اجرته لاتتجاوز ستة وثلاثين الف ريالوبالرجوع الى سعيد سائق الحافلة والسؤال عن اجره يجيب انه يتقاضى واحد واربعين الف ريال وان اجرة السائقين عموما لا تخرج عن ستة وثلاثين الف و خمسين الف ويبقى هدا التمييز على حسب الشركات و المسافات التي تقطع ولا يخفي سعيد تذمره من اجرته الهزيلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع كما يقول سعيد قبل ان يدعو لنفسه بان يجعل في نقوده بركة واكثر ما يقلق سعيد هو انه لا ينام الا ثلاث ساعات في الليل وساعتين في النهار ولا يحصل على يوم راحة الا مرة في الشهر ولا يكاد يرى اولاده الا ساعة في النهاروبالعودة الى العاملات فبعد يوم شاق متعب يجدن انفسهم في رحلة طويلة اخرى تستلزم ثلاث ساعات ولا يصلون الى بيوتهم الا بين الثامنة والتاسعة مساءا ويجدن اشغال البيت بدورها تنتظرهم من كنس الى طبخ وغسل وترتيب فامورهن جد وجد ماساوية لا في حياتهن ولا في عملهنعموما ف الطريق الى العمل ماساوي وجدجد مزري ولا ينسجم بتاتا مع مغرب القرن الواحد والعشرين والعاملين لا يتوفرون على ادنى شروط الحماية ولا قانون يحميهم من بطش المستغلين فالحيوانات تنتقل في ظروف احسن منهم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire