mercredi 12 octobre 2011

من كتاب "ذكريات مع لينين"_كلارا زيتكين



من كتاب "ذكريات مع لينين"_كلارا زيتكين
1905

الفانا لينين نحن النساء الثلاث نتحادث في شؤون الفن والتعليم والتربية وكنت في تلك اللحظة بالذات اعرب عن دهشتي واعجابي من عمل البلاشفة الثقافي الوحيد في نوعة العملاقي في نوعة من ازدهار قوى البلد الخلاقة وسعيها الى شق سبل جديدة في ميداني الفن والتربية ولكني لم اخف انطباعي الاخر وهو اني كثيرا جدا ما يتاتى للمرء ان يلحظ قدرا كبيرا من عدم الثقة وكثرة من التجسسات غير الواضحة ومن الخطوات الاختبارية وانة الى جانب الابحاث الحماسية عن المضمون الجديد والاشكال الجديدة والسبل الجديدة في ميدان الحياة الثقافية يظهر احيانا ولو مصطنع ” بالموضة” وتقليد للنماذج الغربية وعلى الفور تدخل هنا لينين في الحديث ببالغ الحماسة ” ان استيقاظ القوى الجديدة وعملها من اجل خلق فن جديد وثقافة جديدة في ر وسيا السوفيتية ان هذا حسن . حسن جدا . ان وتيرة تطورها العاصف مفهومة ونافعة .ينبغي لنا ان نعوض عما فات في سياق قرون وقرون ونحن نريد هذا الغليان المشوش الابحاث المحمومة عن الشعارات الجددية الشعارات التي تنادي اليوم “خلصة يامخلص ” بصدد تيارات معينة في الفن وفي ميدان الفكر وتصيح غدا “اصلبوة ” كل هذا محتم لا مناص منة . .
ان الثورة تفك جميع القوى المقيدة حتى الان وتدفعها من الاعماق الى سطح الحياة اليكم مثلا واحدا من عداد كثرة من الامثلة فكروا في ذلك التاثير الذي مارستة موضة البلاط القيصري واهوائة الغريبة في فننا ونحتنا ومعمارنا شانها شان اذواق وغرائب اهواء السادة الاريستقراطيين والبرجوازية . ففي مجتمع يرتكز عل الملكية الخاصة ينتج الفنان البضائع من اجل السوق ويحتاج الى شارين .ولقد حررت ثورتنا الفنانين من ربقة هذة الظروف المبتذلة العادية جدا وحولت الدولة السوفيتية الى مدافع عنهم وطالب لانتاجهم .ان كل فنان كل من تعتبر نفسة فنانا لة الحق ان يبدع وفقا لمثالة الاعلى ودون ان يكون تابعا لاي شي .

ولكننا نحن شيوعيون وهذا مفهموم ولذا يجب علينا الا نقف مكتوفي الايدي ونطلق الحبل على غاربة للتشوش والفوضى انما ينبغي علينا ان نقود هذا المجرى بصورة منهاجية تماما ونكون نتائجة .نحن لانزال بعيدين عن هذا . بلى بعيدن جدا . .ويخيل الي انة يوجد عندنا دكاترة من طراز الدكتور كارلتشاد ت .نحن “في ميدان الرسم هدامون ” كبار اكثر من اللزوم .فالجميل ينبغي الحفاظ علية واخذة مثالا وقدوة والانطلاق منة حتى وا ن كان ” قديما ” لماذا يتعين علينا ان ندير ظهورنا للجميل حقا وفعلا ونتخلى عنة تخلينا عن نقطة انطلاق لاجل التطور لاحقا وذلك لسبب واحد هو انة ” قديم ” لماذا يجب ان الانحناء امام الجديد كما امام الرب ولماذا يجب الخضوع لة لمجرد ان ” هذا جديد”؟ . هذا غير معقول غير معقول اطلاقا ” هنا يطفوا قدر كبير من النفاق ومن الاجلال غير الواعي بالطبع للموضة الفنية السائدة في الغرب .نحن ثوريون جيدون ولكننا نشعر لسبب من الاسباب باننا ملزمون بان نثبت اننا نقف نحن ايضا ” في مستوى الثقافة العصرية ” بل اني املك من الجراة للقول عن نفسي باني “همجي ” ليس في وسعي ان اعتبر مصنفات التعبيرية والمستقبلية والتكعيبية وما شاكلها من التيارات الافصاح الاسمى عن العبقرية الفنية .فانا لاافهمها ولا اشعر باي فرح بها . …لم استطع ان اتمالك نفسي واعترفت باني انا ايضا تنقصني ملكة الاحساس لكي افهم لماذا يجب ان تكون مثلثات الزوايا عوضا عن الانف التعبير الفني عن الروح الملهمة ولماذا يجب ان يحول الطموح الثوري الى النشاط الشديد جسم الانسان الذي ترتبط فية الا عضاء بكل واحد متشابك معقد الى كيس رخو عديم الشكل مركب على قضيبين لكل قضيب شعبتان ولكل شعبة خمس اسنان ..
…انفجر لينين بقهقهة من صميم الروح ..

…واستطرد لينين يقول . ولكن المهم ليس راينا في الفن والمهم كذلك ليس مايعطية الفن لبضع مئات من الناس وحتى لبضعة الاف من مجمل السكان الذين يعدون بالملايين .فان الفن يخص الشعب ويجب ان يمد اعمق جذورة الى اعماق الجماهير الكادحة الغفيرة يجب ان يكون مفهوما لهذة الجماهير ومحبوبا منها يجب ان يوحد احساس هذة الجماهير فكرها وارادتها وان يرفعها يجب ان يوقظ فيها الفنانين ويطورهم .وهل يترتب علينا ان نقدم لاقلية ضئيلة البسكويت الحلو .الرقيق .الناعم . بينما تحتاج جماهير العمال و الفلاحين الى الخبز العادي ؟ وغني عن البيان اني لا افهم هذا بمعنى الكلمة الحرفي بل بمعناة المجازي : ينبغي الا يغيب ابدا العمال والفلاحون عن بالنا . ومن اجلهم يجب ان ان نتعلم تسيير الاقتصاد ونتعلم الحساب وهذا مايصح ايضا على ميدان الفن والثقافة .
ولكي يكون في وسع الفن ان يقترب من الشعب وفي وسع الشعب ان يقترب من الفن ينبغي لنا ان نرفع في البدء مستوى التعليم والثقافة العام . كيف الحال عندنا في هذا المجال ؟ انت تهللين لذلك العمل الثقافي العملاق الذي قمنا بة من وصولنا الى الحكم . يقينا ان في مقدورنا ان نقول دون تبجح وتباة اننا فعلنا في هذا المجال الكثير والكثير جدا نحن لم ” نخلع رؤوسنا ” وحسب كما يتهمنا بهذا كما يتهمنا بهذا مناشفة جميع البلدان وكاوتسكي في بلدكم .بل انرنا كذلك رؤوسنا لقد انرنا الكثير منم الرؤوس ولكن ” الكثير ” بالقياس فقط لما مضى بالقياس الى لخطايا الطبقات والزمر السائدة فيما مضى ان التحرق الذي اثرناة وسعرناة في نفوس العمال والفلاحين الى التعيلم والثقافة كبير الى ما لاحد لة ليس ل في بتروغراد وفي موسكو وفي المراكز الصناعية وحسب بل ايضا بعيدا وراء هذة الحدود بما في ذلك القرى نفسها والحال نحن شعب فقير. فقير للغاية. يقينا اننا نخوض غمار حرب عنيدة حقيقية ضد الامية فنحن ننظم المكتبات ” وبيوت المطالعة ” في المدن والقرى الكبيرة منها والصغيرة وننظم اكثر الصفوف تبيانا ونحيي حفلات مسرحية وغنائية وموسيقية جيدة ونرسل الى شتى انحاء البلاد ” المعارض الجوالة ” و” القطارات التنويرية ” ولكني اكرر : ماعسى ان يعطي هذا سكانا يعدون بالملايين والملايين وتنقصهم ابسط المعارف والثقافة البدائية بالذات ؟ فبينا مثلا كما هو الحال اليوم في موسكو تتملك النشوة عشرة الاف شخص وغدا عشرة الاف اخرى لتمتعهم بمشاهدة مسرحية باهرة في المسرح يسعى ملايين الناس لكي يتعلموا كيف يكتبون اسمائهم ويحسبون يسعون الى امتلاك ناصية ثقافة تعلمهم ان الارض كروية الشكل لا مسطحة وان الدنيا تسيرها قوانين الطبيعة لا الجن ولا السحرة مع “الاب السماوي “..

فقلت انا يارفيق لينين ” لايجوز التشكي بمثل هذة المرارة من الامية فهي من ناحية معينة قد سهلت عليكم قضية الثورة فقد صانت ادمغة العمال والفلاحين من حشوها بالمفاهيم والنظرات البرجوازية ومن الخمود والذبول ان دعايتكم وتحريضكم يرميان البذور في ارض بكر ومن السهل البذر والحصاد حيث لا ياتي استئصال غاب بدائي كامل مسبقا “

فقال لينين … اجل هذا صحيح ولكن فقط ضمن حدود معينة او بالاصح القول بالنسبة لمرحلة معينة من نضالنا .ان الامية قد تكيفت مع النضال في سبيل السلطة مع ضرورة تحطيم جهز الدولة القديم ولكن اترانا نحطم من اجل التحطيم وحسب ؟ نحن نحطم لكي نشيد شيئا ما افضل.
واستطرد لينين .. وماهي اذن تطلعاتنا الى المستقبل ؟ لقد انشئنا مؤسات بديعة وطبقنا اجرائات جيدة فعلا غايتها افساح المجال امام الشباب البروليتاري والفلاحي لتحصيل العلم ودراسة الثقافة واستيعابها ..ولكن السؤال المعذب نفسة ينهض امامنا ..ماذا يعني هذا بالنسبة لمثل لمثل هذا العدد الكبير من السكان كما هو علية عدد سكان بلادنا ؟ وهناك ما هو اسؤا فان عدد رياض الاطفال وماوى الاطفال والمدارس الابتدائية ابعد مايكون ان يكون كافيا وملايين الاطفال يترعرعون بلا تربية ولا تعليم ويبقون اميين وغير مثقفين مثل ابائهم واجدادهم وكم من المواهب تهلك جزئا من جراء هذا وكم من المطامح الى النور تختنق ..وهذة جريمة رهيبة من وجهة نظر الجيل الناشى اشبة بتبديد لثروةالدولة السوفيتية التي يجب ان تتحول الى مجتمع شيوعي وهنا يكمن خطر رهيب ..
واذا صوت لينين الهادى عادة واي هدوء ينم عن غضب متمالك … فقلت في نفسي … ما اقرب مايمسة هذا السؤال في الصميم مادام يلقي امامنا نحن الثلاث خطابا تحريضيا …وشرعت واحة منا لا اذكر من هي بالضبط تتحدث عن بعض الظاهرات التي تلفت النظر بشكل خاص في ميداني الافن والثقافة مفسرة نشوئها ” بظروف الساعة ” فاعترض لينين قائلا …. اعرف جيدا هناك كثيرون مقتنعون حقا وصدقا بان يمكن بواسطة ” الخبز والتمثيليات ” تذليل مصاعب واخطار المرحلة الراهنة الخبز طبعا ” اما فيما يخص التمثيليات فلتكن ان لا اعارض ولكن عليهم ان لاينسوا في هذا الحال ان التمثيليات ليست هي الفن الحقيقي الكبير بل هي بالاحرى تسلية جميلة الى هذا الحد او ذاك ويجب ان لاننسى في هذا الحال ان عمالنا وفلاحينا لايشبهون في شي حثالة البروليتاريا في روما فهم لايعيشون على حساب الدولة بل يعيشون دولتهم بكدحهم وهم “صنعوا ” الثورة ودافعوا عنها ودافعوا عن قضيتها باذلين سيولا من الدماء ومكابدين تضحيات لاحد لها . صحيح ان عمالنا وفلاحينا يستحقون شيئا ما اكبر من التمثيليات لقد نالوا الحق في التمتع بالفن الحقيقي الكبير ولهذا نطرح في المقام ااول التعليم الشعبي والتربية الشعبية على اوسع نطاق وهذان يمهدان التربة من اجل فن الثقافة -ولكن بالطبع- شرط ان تحل مشكلة الخبز وعلى هذة التربة يجب ان ينموا الفن الجديد فعلا الفن الشيوعي العظيم الذي يخلق شكلا مناسبا لمضمونة وفي هذا السبيل سيترتب على “مثقفينا ” حل قضايا نبيلة على جانب هائل من الاهمية واذا .واذا ما فهموا هذة القضايا وحلولها لادوا واجبهم حيال الثورة البروليتارية التي شرعت امامهم ابوابا تقودهم الى المجالات الرحبة الطليقة وتنقذهم من تلك الظرو المعيشية المحدودة التي وصفها ” البيان الشيوعي ” بفائق المهارة والحذق .
وفي تلك اليلة – وقد سهرنا حتى ساعة متاخرة – تطرقنا ايضا الى مواضيع اخرى ولكن انطباعاتي عنها تخبوا عنها بالمقارنة مع الملاحظات التي ابداها لينين في قضايا الفن والثقافة والتعليم العام والتربية ..
كان لينين يفهم الجماهير بروح تعاليم ماركس ولذا كان بالطبع يعلق اهمية هائلة على تطورها الثقافي الشامل وكان يعتبر هذا التطو ر من اعظم مكتسبات الثورة وعربونا امينا على تحقيق الشيوعية ..

قال لي ذات مرة : ان اكتوبر الاحمر قد فتح سبيلا رحبا امام ثورة ثقافية ذات ابعاد عظيمة للغاية وتتحقق على اساس الثورة الاقتصادية البادئة بالتفاعل الدائم معها .تصوري ملايين الرجال والنساء من قوميات وعروق مختلفة وعلى درجات مختلفة من سلم الثقافة انهم جميعا قد اندفعوا الان الى امام الى الحياة الجديدة ان المهمة التي تواجة السلطة السوفيتية جليلة حقا اذ ينبغي عليها ان تسدد في سنوات في عقود من السنين الدين الثقافي المتراكم خلال قرون وقرون وعلاوة على الهيئات والمؤسسات السوفيتية يعمل من اجل التقدم الثقافي عدد عديد من منظمات واتحادات العلماء والفنانين والمعلمين وتقوم نقاباتنا في المؤسسات وتعاونياتنا في الارياف بعمل ثقافي في منتهى الضخامة .ان مهمة حزبنا تعيش وتغلي وتتسرب الاى كل مكان وتتحق اشياء كثيرة جدا ونجاحاتنا كبير بالقياس الى ماكان ولكنها تبدوا صغيرة بالقياس الى مايجب ان عملة .ان ثورتنا الثقافية قد بدئت للتو وحسب …
وتطرق لينين صدفة الى الى مناقشة اخراج رائع لاحدى الباليهات في بلشوي تياتر وقال مبتسما ….. اجل البالية .المسرح . معارض الرسم والنحت الجديد والاجدد – كل هذا هو بالنسبة لعديد من الناس في الخارج برهان على اننا نحن البلاشفة لسنا اطلاقا برابرة فظيعين كما كانوا يظنون هناك .انا لاانكر هذة الظاهرات وما يماثلها من ظاهرات الثقافة الاجتماعية وانا اقدرها حق تقديرها .ولكني اقر بان بناء مدرستين ابتدائيتين او ثلاث في قرى نائية يطيب لي اكثر مما تطيب لي اروع معروضة في معرض .ان رفع مستوى الجماهير الثقافي العام يخلق تلك التربية الصلبة السليمة التي تنمو منها قوى جبارة لاينضب لها معين من اجل تطوير الفن والعلم والتكنيك . ان الطموح الى بناء الثقافة والى نشرها قوى فوق العادة عندنا ولابد من الاعتراف بانة تجري عندنا في هذا الصدد اختبارات كثيرة – والى جانب الجدي يوجد عندنا كثير من الصبياني غير الناضج الذي يبدد القوى والاموال ولكن الحياة الخلاقة تتطلب على مايبدوا التبديد في المجتمع كما في الطبيعة واليوم يتوفر اهم شي بالنسبة للثورة الثقافية منذ ظفر البروليتاريا بالسلطة الا وهو استيقاظ الجماهير وسعيها وراء الثقافة . وينموا اناس جدد خلقهم النظام الاجتماعي الجديد ويصنعون هذا النظام …………

ـــــــــ

كلارا زيتكين ..”1857-1933? من ابرز العاملين في الحركة العمالية الالمانية والعالمية ومن مؤسسي فرقة سبارتاك في بداية الحرب العالمية الاولى مع كارك ليبنخت وروزا لكسمبورغ وفرانز مهرينغ ويوليان مارخليفسكي وليو يوغوهيس وولهم بيك ومن مؤسس الحزب الشيوعي الالماني

المصدر
كتاب .كلارا زيتيكن ” ذكريات عن لينين .
غوسبوليتيزدات1905
ترجمة دار التقدم موسكو
.لينين في الثورة والثورة الثقافية 1966

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire