لقد مر النظام العبودي نفسه بثلاث مراحل لاتختلف نوعياَ عن بعضها في جميع البلدان ، بل تختلف كمياً فقط، ومن حيث الدرجة أيضاً وهي كالتالي
1- المرحلة الأبوية للمجتمع الطبقي الأول:
وهي المرحلة الانتقالية بين المجتمع البدائي والمجتمع العبودي المتطور . تتميّز هذه المرحلة بظهور تقسيم العمل بشكل واضح وظهور الملكية الخاصة القائمة على الاستثمار ، وتطور التمايز الاجتماعي وظهور بوادر تكون الطبقات الاجتماعية والدولة. إلاّ أن العلاقات العبودية ( أو تملُّك واستثمار العبيد ) لم تصبح هي السائدة بعد . ويعتقد البعض أن بابل ومصر والصين واله
وهي المرحلة الانتقالية بين المجتمع البدائي والمجتمع العبودي المتطور . تتميّز هذه المرحلة بظهور تقسيم العمل بشكل واضح وظهور الملكية الخاصة القائمة على الاستثمار ، وتطور التمايز الاجتماعي وظهور بوادر تكون الطبقات الاجتماعية والدولة. إلاّ أن العلاقات العبودية ( أو تملُّك واستثمار العبيد ) لم تصبح هي السائدة بعد . ويعتقد البعض أن بابل ومصر والصين واله
ند
القديمة بقيت في هذه المرحلة ولم تتجاوزها . فقد نشأت بدايات العبودية في
الصين منذ تأسيس دولة (شانغ أو اليين ) في القرن الثاني عشر قبل الميلاد .
وفي الهند القديمة نشأت العبودية في الألف الأولى قبل الميلاد عبر مرحلة
انتقالية طويلة تحوّل فيها التحالف العشائري إلى استبداد شرقي نموذجي
بتأسيس امبراطورية ( الموريا ) في القرن الرابع قبل الميلاد . بينما سادت
هذه المرحلة في اليونان من العصري الهومري ( عصر هوميروس الشاعر) حتى
الغزوات الفارسية ، وساد في روما حتى بدايات العهد الجمهوري.
2- العبودية المتطورة :
تميّزت هذه المرحلة بسيادة العلاقات الاستثمارية العبودية واحترام التناقضات الاجتماعية للنظام، وخراب المنتجين المستقلين نتيجة منافسة مالكي العبيد. كذلك ظهرت الثورات الاجتماعية فقد قام فقراء الاحرار وكذلك العبيد بعدد من الثورات ، قمعت بقسوة متناهية ، أشهرها ثورة العبيد عام 71 قبل الميلاد المشهورة بثورة سبارتاكوس. وعجز المنتجون الصغار عن تقديم أي بديل عن النظام العبودي السائد . ولقد دخلت اليونان هذه المرحلة منذ القرن الخامس قبل الميلاد. ودخلت روما هذه المرحلة في القرن الثاني قبل الميلاد .
تميّزت هذه المرحلة بسيادة العلاقات الاستثمارية العبودية واحترام التناقضات الاجتماعية للنظام، وخراب المنتجين المستقلين نتيجة منافسة مالكي العبيد. كذلك ظهرت الثورات الاجتماعية فقد قام فقراء الاحرار وكذلك العبيد بعدد من الثورات ، قمعت بقسوة متناهية ، أشهرها ثورة العبيد عام 71 قبل الميلاد المشهورة بثورة سبارتاكوس. وعجز المنتجون الصغار عن تقديم أي بديل عن النظام العبودي السائد . ولقد دخلت اليونان هذه المرحلة منذ القرن الخامس قبل الميلاد. ودخلت روما هذه المرحلة في القرن الثاني قبل الميلاد .
بعد أن تطورت القوى المنتجة داخل رحم مجتمع المشاعية البدائية كان نظام الرق ( نظام العبودية ) قد بدأ يتكون فعلاً ، وكان في البداية مجرد مؤسسة مشاعية بدائية قائمة على استثمار قوة عمل العبيد من أسرى الحروب ، لكنها تلعب دوراً ثانوياً في الاقتصاد المشاعي الذي يستهدف تأمين حاجات الأسرةالأبوية . خصوصاً بعد ان تركت الادوات الخشبية والحجرية مكانها نهائياً للأدوات المعدنية . واصبح
أسرى
الحروب بين القرى والبطون والقبائل يتحولون إلى قوى منتجة تحت منظومة
علاقات جديدة. وبدأ نظام التملك يأخذ حيزاً في العلاقات الاجتماعية ،
وتتأسس وفقاً له منظومة علاقات فوقية قائمة على وجود فئة لها حق التصرف بين
الجماعة ، وتنظيم حياتها ، ومن ثم انفصالها كطبقة اجتماعية تتمتع بحقوق
على المجتمع تفوق حقوق اي فرد في هذه الجماعة. ثم جاءت ضرورة خلق مؤسسة
جديدة لحماية مصالح المالكين المتحدين فكان أن وجدوا في اختراع الدولة
هدفاً لابد منه .
إن تطور قوى الانتاج هو مصدرأساس لهذه التغيّرات لكنه ليس المصدر الوحيد . ففي تطور قوى الانتاج ؛ جاء المحراث الحديدي والمنجل المعدني اللذان اعطيا امكانية زيادة انتاجية العمل الزراعي ، خصوصاً الحبوب . وإلى جانب ذلك ظهرت زراعة البساتين والخضروات ، وكانت قد بُنيت وسائل صناعية لري المحاصيل مثل القنوات والمنشآت المائية.. الخ. وبُنيت المطاحن لطحن الحبوب بدلاً عن الرحى. وتطور استثمار مكامن المعادن حيث بدأ استثمار العمل اليدوي يأخذ شكلاً جديداً ، وصار استخدام الخامات وطحنها وصهرها ممكناً بفعل استثمار العمل اليدوي .
وعلى أثر ذلك تطورت المنتجات وتنوعت ، مثل صنع الاسلحة والملابس والفخار والحياكة والجلود.. الخ. فكان لزاماً أن تتطور القرى لتؤسس المدن وتصبح المكان لتجمع بشري من نوع جديد . وصار حينها لا بد من وجود قوانين لتنظيم الحياة الاجتماعية الجديدة .
*
تنوعت الدراسات التي تناولت المجتمع العبودي واختلفت النظرات في بعض الأحيان . فكان تاريخ المجتمع القديم يجري لدى الأكاديميين مقسماً إلى عصور قديمة ووسطى وحديثة، لكن النظرة العلمية ترفض هذا التقسيم لأنه يقوم على مفهوم زمني فحسب ، ويفتقر لتحديد محتوى النظام الاجتماعي القائم آنذاك ، ولا يفسر التطور الحاصل في الأنظمة الاجتماعية وتحولاتها الجوهرية ، كذلك لا يفرق بين علاقات الملكية والتبعية فيما بين الأنظمة المختلفة ، أي لايفرق بين علاقات الانتاج التي تميِّز نظاماً عن آخر. فكان لديهم العصر القديم يشمل العالمين اليوناني والروماني قبل سقوط روما على يد البرابرة الجرمان .
وفي الحقيقة ، إنه لا جدوى من وضع تاريخ عام ينطبق على جميع الانظمة العبودية في العصور القديمة ، بل يجب دراسة العبودية في كل بلد بشكله المباشر وبما يمكن أن تفرزه العلوم المرتبطة بالانسان في هذا البلد أو ذاك ، من أجل اكتشاف السمات ( قوى الانتاج وعلاقات الانتاج) المميِّزة للعبودية في كل بلد على حدة .
وكانت هناك محاولات أخرى لقصر النظام العبودي على تأريخ أوربا فقط ، واستبعاد امكانية انطباقه على الشرق ( الاقصى والأدنى ) ، اضافة إلى محاولات اخرى تستبعد بلداناً شرقية محددة، إلاّ أن الدراسات الحديث ، تؤيد عمومية النظام العبودي في العصور القديمة ، مع أن النظام العبودي الذي ساد في الشرق القديم يتميّز ببعض المميِّزات الخاصة ، نتيجة استمرار وجود بقايا ومخلفات من المجتمعات البدائية في تكويناته الاقتصادية والاجتماعية
إن تطور قوى الانتاج هو مصدرأساس لهذه التغيّرات لكنه ليس المصدر الوحيد . ففي تطور قوى الانتاج ؛ جاء المحراث الحديدي والمنجل المعدني اللذان اعطيا امكانية زيادة انتاجية العمل الزراعي ، خصوصاً الحبوب . وإلى جانب ذلك ظهرت زراعة البساتين والخضروات ، وكانت قد بُنيت وسائل صناعية لري المحاصيل مثل القنوات والمنشآت المائية.. الخ. وبُنيت المطاحن لطحن الحبوب بدلاً عن الرحى. وتطور استثمار مكامن المعادن حيث بدأ استثمار العمل اليدوي يأخذ شكلاً جديداً ، وصار استخدام الخامات وطحنها وصهرها ممكناً بفعل استثمار العمل اليدوي .
وعلى أثر ذلك تطورت المنتجات وتنوعت ، مثل صنع الاسلحة والملابس والفخار والحياكة والجلود.. الخ. فكان لزاماً أن تتطور القرى لتؤسس المدن وتصبح المكان لتجمع بشري من نوع جديد . وصار حينها لا بد من وجود قوانين لتنظيم الحياة الاجتماعية الجديدة .
*
تنوعت الدراسات التي تناولت المجتمع العبودي واختلفت النظرات في بعض الأحيان . فكان تاريخ المجتمع القديم يجري لدى الأكاديميين مقسماً إلى عصور قديمة ووسطى وحديثة، لكن النظرة العلمية ترفض هذا التقسيم لأنه يقوم على مفهوم زمني فحسب ، ويفتقر لتحديد محتوى النظام الاجتماعي القائم آنذاك ، ولا يفسر التطور الحاصل في الأنظمة الاجتماعية وتحولاتها الجوهرية ، كذلك لا يفرق بين علاقات الملكية والتبعية فيما بين الأنظمة المختلفة ، أي لايفرق بين علاقات الانتاج التي تميِّز نظاماً عن آخر. فكان لديهم العصر القديم يشمل العالمين اليوناني والروماني قبل سقوط روما على يد البرابرة الجرمان .
وفي الحقيقة ، إنه لا جدوى من وضع تاريخ عام ينطبق على جميع الانظمة العبودية في العصور القديمة ، بل يجب دراسة العبودية في كل بلد بشكله المباشر وبما يمكن أن تفرزه العلوم المرتبطة بالانسان في هذا البلد أو ذاك ، من أجل اكتشاف السمات ( قوى الانتاج وعلاقات الانتاج) المميِّزة للعبودية في كل بلد على حدة .
وكانت هناك محاولات أخرى لقصر النظام العبودي على تأريخ أوربا فقط ، واستبعاد امكانية انطباقه على الشرق ( الاقصى والأدنى ) ، اضافة إلى محاولات اخرى تستبعد بلداناً شرقية محددة، إلاّ أن الدراسات الحديث ، تؤيد عمومية النظام العبودي في العصور القديمة ، مع أن النظام العبودي الذي ساد في الشرق القديم يتميّز ببعض المميِّزات الخاصة ، نتيجة استمرار وجود بقايا ومخلفات من المجتمعات البدائية في تكويناته الاقتصادية والاجتماعية
بارك الله فيك
RépondreSupprimer