samedi 30 novembre 2013

حركة لاهوت التحرير والفكر اليساري


عرّاب لاهوت التحرير | قس بنكهة ماركسية!

أوسكار روميرو، عرّاب حركة لاهوت التحرير وأحد أبرز رموزها، أكثر آباء الكنيسة انحيازاً للفقراء، وأكثرهم معارضة لهيمنة الولايات المتحدة على أمريكا اللاتينية. شغل منصب رئيس أساقفة السلفادور بين عامي 1977 و 1980، فيما شكّل موضوع اغتياله أثناء إقامته لقداس بذرة لدخول بلاده في حرب أهلية عصفت بالبلاد لمدة 12 عاماً.
Issue31-Talal
راديكال - طلال عبدالله

لم يكن التقارب الذي نشأ بين الكنيسة والحزب الشيوعي برعاية القديس فكتور سانا باريا عام 1946 في كوستاريكا ببعيد عن الأسقف أوسكار روميرو، الذي شرع في الستينيات والسبعينيات لبلورة رؤية حقيقية لحركة لاهوت التحرير؛ ما شكّل إضافة حقيقية للفكر الإنساني خلال القرن العشرين، مع التأكيد على أن الإبداع اللاتيني تجلى في أبرز صوره في الثورات الراديكالية المسلحة، وفي خلق “لاهوت التحرير”، الذي جدد رؤية المسيحية في القرن الماضي، مما أزعج الولايات المتحدة، لتتوجه نحو محاربة نموذج لاهوت التحرير، مذ ذلك الوقت، وحتى يومنا هذا.
وعقب هزيمة الحركات التنموية والإصلاحوية في أمريكا اللاتينية، وبالأخص كوبيت شيك في البرازيل، برونديزي في الأرجنتين، رومولو بيتانكور في فنزويلا، بدأت أنظار الفقراء والمعذبين تتجه نحو الماركسية والمسيحية على حد سواء، ليبدأ المسيحيون المنحازون للفقراء بمحاولة خلق علاقة ما بالفكر الماركسي (التطورات السياسية التي شهدتها المنطقة آنذاك)، على الأقل فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، لتظهر سؤال هربرت ماركوزه بسخرية من جديد في تلك الحقبة: “هل ما زال يوجد مسيحيون؟”.
لقد أعاد آباء وقساوسة الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية، وعلى رأسهم أوسكار روميرو، قراءة المسيحية بما يدعم الفقراء والمعدمين والمظلومين والمهمشين، ولربما كان الموقع الطبقي للأسقف روميرو هو السبب في ذلك، الأمر الذي قارب بين وجهات النظر بين الماركسية والمسيحية، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع، وفقت فيها الكنيسة إلى جانب الشيوعيين في نضالهم من أجل الكادحين.
ولطالما طرح لينين تلك المسألة في مؤلفاته، ولطالما أشار إلى أن الماركسي لا بد أن يكون مادياً جدلياً، أي أن يتعامل مع الدين لا بطريقة مجردة، وعلى أساس منعزل ونظري بحت، لا يختلف قط عن الوعظ، بل بطريقة عينية، تقوم على أساس الصراع الطبقي الحادث فعلاً، وبذلك يقع على كاهل الماركسي تعليم الجماهير أكثر وأفضل ما يمكن.
وبدأت الكنيسة اللاتينية بالتحول فعلاً إلى قوة للتغيير في العام 1969، عقب سلسلة من اللقاءات بين الماركسيين والمسيحيين في المنطقة، مما ظهر على صورة انزعاج شديد من قبل إدارة الولايات المتحدة برئاسة ريتشارد نيكسون، الذي دعى زعماء أمريكا اللاتينية الموالين له للقضاء على لاهوت التحرير ولو اضطروا إلى استخدام القوة، وذلك بحسب وثائق نشرت فيما بعد مثل (تقرير مؤسسة راند) و (وثيقة سانتا) التي دعت إلى الهجوم على لاهوت التحرير بشكل صريح إبان حكم ريغان.
في أمريكا اللاتينية، بدأت الكنيسة بقيادة رموز لاهوت التحرير بإعادة تكييف علاقتها مع المجتمع على أسس ثورية، وبالتحديد، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ففي الوقت الذي كانت الأنظمة القمعية تسيطر على معظم دول أمريكا اللاتينية (البيرو- تشيلي- أوروغواي- الأرجنتين- البرازيل)، وحروب العصابات تعصف بكولومبيا وفنزويلا ونيكاراغوا، انتشرت حالة من القهر والاستبداد على شعوب أمريكا اللاتينية، في ظل قيام السلطات العسكرية الشمولية تلك بالسيطرة على كل شيء، ومصادرة قوى ومؤسسات شعوبها، وتعزيز هيمنة الطبقات الحاكمة المرتبطة بمصالح متبادلة مع القوى الاستعمارية الإمبريالية المركزية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، وتقديم المزيد من الخدمات لكبار الملاك والإقطاعيين الذين ارتبطت مصالحهم بالرأسمالية الأمريكية أيضاً.
أوسكار روميرو أسهم في ذلك الوقت تحديداً ببلورة رؤية ثورية راديكالية أكثر قرباً من هموم وقضايا الفقراء والمهمشين في داخل الكنيسة الكاثوليكية، وبدأت تتظهر في ذلك الوقت مجموعات راديكالية ثورية من القساوسة والآباء قامت بإعادة تعريف دور الكنيسة في المجتمع، بوصف الكنيسة الحقة، هي تلك التي تتواجد على المستوى الشعبي فقط، وأعادوا قراءة العهود القديمة والجديدة والتراث الكنسي، وركزوا على كونها في مجملها منحازة للفقراء ضد الأغنياء، وفكرة كون المسيح “نبي الفقراء ومخلصهم”، وبأنه كان فقيراً، من خلال اكتشاف النصوص المسيحية التي تتحدث عن حقوق الفقراء والمضطهدين والمحرومين.
وبجانب روميرو، وقف الأب جوستافو جوتييرز في بيرو كأحد أهم مؤسسي حركة لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، الذي كرس جهداً كبيراً في كتاباته التي جمعت في كتاب تحت عنوان “رب الحياة”، لصياغة المفاهيم والأفكار الرئيسية للاهوت التحرير، حيث اعتبر أن المحور الرئيسي في لاهوت التحرير يستند إلى كون “المسيح هو مسيح الفقراء ومسيح المضطهدين، ومسيح الحرية”.
أما الأسقف أوسكار روميرو فقد وضع عدة مؤلفات تعد الأساس الفعلي لحركة لاهوت التحرير، أهمها كتب (عنف الحب) و (صوت من لا صوت لهم) و(رسالة الأمل من أحد الشهداء) و(أوقفوا الاضطهاد)، التي أصبحت فيما بعد عنواناً لسلسلة الكتب التي تعبر عن فكر وتوجيهات حركة لاهوت التحرير، واستمر في دعواته إلى مناصرة الفقراء والمستضعفين، ورفض هيمنة الأغنياء، لتبدأ الحرب على روميرو من خلال وصفه بالمروّج للشيوعية في داخل الكنائس.
وحين اغتيل روميرو في أوائل الثمانينيات، وجهت حكومة السلفادور أصابع الاتهام وقتها للثوار اليساريين، وحمّلتهم المسؤولية عن مقتله، ولكن يمضِ الكثير من الوقت حتى اتضح تورط “كتائب الموت” التابعة للشرطة والجيش السلفادوري في اغتياله بالتعاون مع الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA).
الخلطة السحرية المطلوبة بين الدين واليسار، تأتي في السياق الاجتماعي بشكل خاص، وفي سياق التحرر من الاستعمار بشكل عام، تأتي في سياق التركيز على تلك الجوانب، بعيداً عن كون الدين سلاحاً للسود على سبيل المثال، وهنا يتجلّى الفارق بين لاهوت التحرير في أصوله اللاتينية وبين لاهوت التحرير الأسود على سبيل المثال، حيث أن الأول بدا أكثر تركيزاً على الجوانب الاجتماعية وجوانب التحرر من الاستعمار، بعكس الثاني الذي غلب فيه البعد العرقي.
تأثر حركة لاهوت التحرير بالفكر اليساري والماركسي بصفة خاصة، لم يخف على أحد، وكون حركة لاهوت التحرير شكلّت تمازجاً بين المسيحية والماركسية؛ أمر سيواصل إزعاج الطبقات الحاكمة، في الوقت الذي يرجع فيه التشابه في كثير من الأفكار بين اليسار والمسيحية في أمريكا اللاتينية -بصفة أساسية- إلى الواقع المشترك الذي ولّد اهتمامات مشتركة وأفرز أفكاراً متشابهة، منها الرغبة في التغيير ورفض الواقع الذي أدى إلى الظلم والفقر.
“الخطيئة الحقيقية هي الظلم وعدم العدالة في توزيع الثروات”، مقولة للأسقف أوسكار روميرو، ستبقى خالدة في تاريخ أمريكا اللاتينية، وسيبقى هو كذلك خالداً في وجدان أبناء قارته، جملة دينية بنكهة ماركسية، جعلته يبدو كمفكر يساري أصيل، أسست لتعايش خلاق بين اليسار والكنيسة، ففي حين كان رجال لاهوت التحرير يتمتعون بانفتاح على الفكر الإنساني على اختلافه بما فيه الفكر اليساري، كانت الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية تدرك طبيعة شعوبها وخلفيتها الدينية وتعي أنها شعوب مسيحية مؤمنة ومتمسكة بإيمانها المسيحي فلم تسع إلى الصدام مع الخلفيات الدينية لها بما سمح بالتعايش والتلاقح الفكري بين الجانبين، وهو ما أوجد نوعاً من التشابه بين أفكار كل منهما، وإن احتفظ كل فريق بمنطلقات ومرجعيات مغايرة للآخر.
حركة لاهوت التحرير براءة اختراع لاتينية، تشكل إحدى علامات الفكر الإنساني المهمة في العصر الحديث، تعمل على تطوير رؤانا بشأن علاقة الدين بالعدل والإيمان بالحرية والكرامة الإنسانية للفئات المهمشة والمستضعفة في عصر عولمة الرأسمالية وتدويل سلطة السوق، فهل ثمّة “لاهوت تحرير” بنسخة عربية؟!
الكنيسة التي لا تتحد بالفقراء، ولا تنطلق منهم، ولا ترفض الظلم المرتكب بحقهم، ليست الكنيسة الحقيقية ليسوع المسيح – أوسكار روميرو

بعد 60 سنة من الزواج كشفت له السر وهى على فراش الموت


ظلا متزوجين ستين سنة كانا خلالها يتصارحان حول كل شيء ، ويسعدان بقضاء كل الوقت في الكلام او خدمة أحدهما الآخر، ولم تكن بينهما أسرار، ولكن الزوجة العجوز كانت تحتفظ بصندوق ، وحذرت زوجها مرارا من فتحه او سؤالها عن محتواه، ولأن الزوج كان يحترم رغبات زوجته فإنه لم يأبه بأمر الصندوق،
الى ان كان يوم أنهك فيه المرض الزوجة وقال الطبيب ان أيامها باتت معدودة، وبدأ الزوج الحزين يتأهب لمرحلة الترمل، ويضع حاجيات زوجته في حقائب ليحتفظ بها كتذكارات، ثم وقعت عينه على الصندوق فحمله وتوجه به الى السرير حيث ترقد زوجته المريضة، التي ما ان رأت الصندوق حتى ابتسمت في حنو وقالت له: لا بأس .. بإمكانك فتح الصندوق
فتح الرجل الصندوق ووجد بداخله دُميتين من القماش وإبر النسج المعروفة بالكروشيه، وتحت كل ذلك مبلغ 25 ألف دولار،
فسألها عن تلك الأشياء فقالت العجوز هامسة:
عندما تزوجتك أبلغتني جدتـي ان سر الزواج الناجح يكمن في تفادي الجدل والنق (النقنقه)، ونصحتني بأنه كلما غضبت منك، أكتم غضبي وأقوم بصنع دمية من القماش مستخدمة الإبر،..
هنا كاد الرجل ان يشرق بدموعه: دُميتان فقط؟ يعني لم تغضب مني طوال خمسين سنة سوى مرتين؟


ورغم حزنه على كون زوجته في فراش الموت فقد أحس بالسعادة لأنه فهم انه لم يغضبها سوى مرتين ... ثم سألها: حسنا، عرفنا سر الدميتين ولكن ماذا عن الخمسة والعشرين ألف دولار؟ أجابته زوجته: هذا هو المبلغ الذي جمعته من بيع الدمى.

الوزارة تتعنت و تصعد ضد الاساتدة المعتصمين


     أفاد مسؤول بوزارة التربية الوطنية، طلب عدم ذكر اسمه  بأن الوزارة عازمة على المضي في تنفيذ القرار المنصوص في المذكرة التي توصلت بها جميع المؤسسات التعليمية مؤخرا بخصوص الترقية بالشواهد.


     مضيفا، بأن وزارة التربية الوطنية ستلتزم بالاتفاق المشترك بينها وبين المركزيات النقابية في إطار الحوار القطاعي الأخير الذي بموجبه تم تمديد العمل بالمذكرة 108 التي تنص على السماح للأساتذة الحاصلين على الشواهد للترقية بصفة استثنائية إلى حدود سنة 2010، وإقرار الترقي عن طريق المباراة بعد الحصول على الشهادة ابتداء من سنة 2011.


     وشدد ذات المسؤول، أن وزارة التربية الوطنية ستتعامل بحزم مع "تغيبات المعتصمين غير المبررة"، وأنها أعطت تعليماتها إلى جميع النيابات الإقليمية بتمكينها من اللوائح الاسمية "للمتغيبين" الذين يعتبرون حسب كلام المسؤول "منقطعين عن العمل".


      وألح المسؤول على أن "ضغوطات الشارع" لن تثني الوزارة عن مخالفة القرارات الحكومية القاضية باجتياز المباراة كشرط للترقي، وناشد الأساتذة المعتصمين بالعودة إلى أقسامهم ومقرات عملهم وجعل مصلحة التلميذ والوطن فوق كل اعتبار.


     يشار أن التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين وحاملي الشواهد العليا قررت التصعيد بعد أسبوع احتجاجي ناجح، حيث مددت الاعتصام المفتوح بالرباط إلى الاسبوع المقبل في وقت لم تفتح وزارة التربية الوطنية أي قناة من قنوات الحوار مع المعتصمين الذين فاق عددهم 3000 معتصم


امتحانات الكفاءة المهنية 2013

‏تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني (قطاع التربية الوطنية) أنها ستنظم ابتداء من يوم 27 دجنبر 2013 امتحانات الكفاءة المهنية برسم سنة 2013 لفائدة موظفيها من غير أطر هيئة التدريس والمستوفين للشروط 





عاجل مستجدات ملف الترقية بالشهادة


قال السيد  عبد الرزاف الإدريسي  الكاتب العام للحامعة الوطنية للتعليم على هامش الحوار الذي اجراه يوم 

الجمعة 29 نونبر 2013 بمقر وزارة التربية الوطنية حول مجموعة من الملفات اهما الترقية بالشهادة إن الحكومة الحالية ماضية و عازمة على عدم الإستجابة لمطالب الأساتذة الحاملين للشهادة - فوجي 2012/2013 - المحرومين من الترقية بالشهادة على غرار جميع الأساتذة ممن سبقوهم منذ التسيعينات.. مستغربين هذا التعنت و صم الأدان .
يجدر بالإشارة أن هذا الملف قد فرض نفسه بقوة منذ اسبوعين حيث حج اكقر من 3000 استاذ إلى الرباط و لازالت افواج اخرى تتقاطر من جميع الجهات خصوصا البعيدة بعدما تأكد تمديد الإضراب و رفض الحكومة الحالية حل هذا الملف بأسهل و ابسط الطرق، خصوصا و أنها كانت تبدوا للعديد من المواطنين هي حكومة الخلاص من الظلم و اللاعدل الذي كرسته حكومات سبقتها، لكن خاب ظن الجميع بل و تيقنوا أنهم اسوأ و أقبح حيث عجزوا عن محاربة المفسدين الكبار فاصبحت بوصلتهم لا تعرق إلا اتجاه الطبقة الضعيفة و المغلوب على امرها. فبدل ترقيتهم تحقيقا لمبادئ الدستور : العدل و المساواة
تنكروا لهم جميعا بتواطئ مفضوح مع باقي النقابات المسمسرة و كتابها العامين و نوابهم.
في ظل كل ذلك اقسم الأساتذة المستضعفون- المستهدفون على الدفاع على حقوقهم العادلة رغم بساطتها، و تحدي المسؤولين كلهم بحيث أصبحت لهجة جديدة تخرج و تلوح بإمكانية عودة - البوعزيزي في 2013 و محرقة جماعية بعد استشعار احاسيس - الغضب و الحكرة و اليأس من أي شعار يرفع في المغرب الجديد، مغرب الإصلاح و الخطابات الرنانة بدون تفعيل.

vendredi 29 novembre 2013

انظر ماذا يحدث لاجسامنا اذا اكلنا اجنحه الدجاج ورقابها وخاصه النساء "خطير جدا"


الكثير منا يحب ان يأكل اجنحه الدجاج ورقابها وذلك لان طعمها مميز عن باقي الدجاجه وتكون لذيذه للغايه ولكننا لاندري ان اكل اجنجه الدجاج ورقابها بصفه مستمره يشكل خطوره علي جسم الانسان وخاصه النساء فهناك قصه حقيقيه

تبيبن لنا خطوره اجنجه الدجاج ورقابها

عندما اشتكت امرأه من قرحه المعده واجريت لها عمليه جراحيه وتم استئصال القرحه وكانت المفاجأه عندما وجد الطبيب الذي اجري العمليه ان القرحه كانت مليئه بدم لونه داكن وبعدها سأل المريضه قائلا لها هل تأكلين اجنحه الدجاج باستمرار فكانت الاجابه نعم فاستغربت المريضه وقالت كيف عرف الطبيب انى اتناول اجنحه الدجاج فأكد لها الطبيب انه في عصرنا هذا يتم حقن اجنحه الدجاج ورقابها بماده الاسترويدس وهذه الماده تعمل علي سرعه نمو الدجاج وذلك لسد حاجات المجتمع من الدجاج فعاده مايتم اللجوء الي الحقن بماده الاسترويدس في اجنحه ورقاب الدجاج وهذه الماده خطيره جدا علي جسم الانسان وخاصه النساء لانها تسبب قرحه الرحم ويجعله اكثر تعرضا للاصابه بهذا المرض واكد الاطباء ان هذا الماده لها اعراض مفزعه علي جسم الانسان حيث يسارع في نموه لذلك نصح الاطباء بالتقليل من تناول اجنحه الدجاج ورقابها 

: وزارة التربية الوطنية تنفي أي تغيير في تواريخ العطل المدرسية

Photo de Abdellah Samir.

الرباح يوزع الملايين علي اصحاب كريمات النقل

أخذو مأذونيات حافلات النقل بالزبونية وراكموا من خلال ريوعها لمدى سنوات ضوئية الملايير، والآن سيتم تعويضهم من أموال دافعي الضرائب بمبالغ خيالية، في نفس الوقت الذي تشتكي فيه الحكومة البرجوازية الملتحية من نقص في السيولة المالية وتلتجأ الى رفع الضريبة على القيمة المضافة على جميع المواد والخدمات الأساسية وتعفي فيه أصحاب الثروات من دفع الضرائب


930 مليون درهم سيتقاضاها هؤلاء المشاهير حتى يتخلوا عن المأذونيات


الاثنين 25 نونبر 2013
قاليك آسيدي والله أعلم بالصحة من الكذوب بأن الحكومة المغربية قد خصصت ما مجموعه 930 مليون درهم من أجل تعويض حاملي مأذونيات النقل العمومي مقابل تخليهم عن مأذونياتهم.

وفي ما يلي بعض المستفيدين من هذه التعويضات مع تبيان المبالغ التي ستمنح لهم:
بادو الزاكي: 470 ألف درهم أي ما يناهز 47 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط بين وادي زم ومدينة مراكش.
عبد العزيز بودربالة: 476 ألف درهم أي ما يناهز 47 مليون سنتيم ونصف مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط بين الدار البيضاء ومدينة مراكش.
نور الدين النيبت: 742 ألف درهم، أي ما يناهز 74 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط بين الناظور ومكناس.
عبد المجيد الظلمي: 516 ألف درهم أي ما يتجاوز 51 مليون سنتيم ونصف مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط تطوان ومكناس.
صلاح الدين بصير: 2.3 مليون درهم أي ما يتجاوز 230 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين طنجة وآسفي ذهابا وإيابا.
محمد التيمومي: 2.9 مليون درهم أي ما يناهز 290 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين طنجة ووجدة ذهابا وإيابا.
يوسف شيبو: 2.26 مليون درهم أي ما يناهز 226 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين قلعة السراغنة وطنجة ذهابا وإيابا.
عبد الباري الزمزمي: 1.75 مليون درهم أي ما يناهز 175 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين طنجة وخنيفرة ذهابا وإيابا.
لطيفة رأفت: 812 ألف درهم مقابل تخليها عن مأذونية للنقل العمومي بين البيضاء والصويرة.
نعيمة سميح: 3.2 مليون درهم أي ما يناهز 320 مليون سنتيم مقابل تخليها عن مأذونيتين للنقل العمومي بين مراكش والحسيمة ذهابا وإيابا.


أخذو مأذونيات حافلات النقل بالزبونية وراكموا من خلال ريوعها لمدى سنوات ضوئية الملايير، والآن سيتم تعويضهم من أموال دافعي الضرائب بمبالغ خيالية، في نفس الوقت الذي تشتكي فيه الحكومة البرجوازية الملتحية من نقص في السيولة المالية وتلتجأ الى رفع الضريبة على القيمة المضافة على جميع المواد والخدمات الأساسية وتعفي فيه أصحاب الثروات من دفع الضرائب


930 مليون درهم سيتقاضاها هؤلاء المشاهير حتى يتخلوا عن المأذونيات


الاثنين 25 نونبر 2013
 قاليك آسيدي والله أعلم بالصحة من الكذوب  بأن الحكومة المغربية قد خصصت ما مجموعه 930 مليون درهم من أجل تعويض حاملي مأذونيات النقل العمومي مقابل تخليهم عن مأذونياتهم.

وفي ما يلي بعض المستفيدين من هذه التعويضات مع تبيان المبالغ التي ستمنح لهم:
بادو الزاكي: 470 ألف درهم أي ما يناهز 47 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط بين وادي زم ومدينة مراكش.
عبد العزيز بودربالة: 476 ألف درهم أي ما يناهز 47 مليون سنتيم ونصف مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط بين الدار البيضاء ومدينة مراكش.
نور الدين النيبت: 742 ألف درهم، أي ما يناهز 74 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط بين الناظور ومكناس.
عبد المجيد الظلمي: 516 ألف درهم أي ما يتجاوز 51 مليون سنتيم ونصف مقابل تخليه عن مأذونية للنقل العمومي الرابط تطوان ومكناس.
صلاح الدين بصير: 2.3 مليون درهم أي ما يتجاوز 230 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين طنجة وآسفي ذهابا وإيابا.
محمد التيمومي: 2.9 مليون درهم أي ما يناهز 290 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين طنجة ووجدة ذهابا وإيابا.
يوسف شيبو: 2.26 مليون درهم أي ما يناهز 226 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين قلعة السراغنة وطنجة ذهابا وإيابا.
عبد الباري الزمزمي: 1.75 مليون درهم أي ما يناهز 175 مليون سنتيم مقابل تخليه عن مأذونيتين للنقل العمومي بين طنجة وخنيفرة ذهابا وإيابا.
لطيفة رأفت: 812 ألف درهم مقابل تخليها عن مأذونية للنقل العمومي بين البيضاء والصويرة.
نعيمة سميح: 3.2 مليون درهم أي ما يناهز 320 مليون سنتيم مقابل تخليها عن مأذونيتين للنقل العمومي بين مراكش والحسيمة ذهابا وإيابا.

وزارة التربية الوطنية تعلن عن تعديل في العطلة المدرسية وذلك بتأجيل نهاية الأسدس الأول:

أعلنت وزارة التربية الوطنية في مذكرة وزارية تم تعميمها عن تأجيل عطلة نهاية الأسدس الأول التي كانت مقررة نهاية دجنبر المقبل إلى غاية نهاية شهر يناير 2014.

وكان مقررا وفق تنظيم الموسم الدراسي، الذي أعلنه وزير القطاع السابق محمد الوفا، أن تنتهي فترة الأسدس الأول عند رأس السنة حيث تقرر منح عطلة مدتها أسبوع.
أما التعديل الأخير فأجل عطلة نهاية الأسدس الأول وما يرافقه من امتحانات إشهادية بمختلف الأسلاك، إلى يوم 25 يناير 2014. وهو ما يؤكد الخلل الذي تحدث عنه رجال التعليم بخصوص تنظيم السنة الذي أعلنه الوزير السابق، والذي أثار الكثير من الجدل.

jeudi 28 novembre 2013

حول الديالكتيك // فلاديمير لينين

حول الديالكتيك
------------------------------
فلاديمير لينين
----------------------------------
ان ازدواج ما هو واحد ومعرفة جزئيه المتناقضين ، يشكلان جوهر الديالكتيك (احد جواهره، احدى خصائصه او ميزاته الرئيسية، ان لم تكن خاصته الرئيسية). على هذا النحو بالضبط يطرح هيغل المسألة بدوره.(إن ارسطو يدور بلا انقطاع في كتابه "ميتافيزياء" ، حول هذه المسألة ويحارب هيراقليت وrespective|وبالتالي| الافكار الهيراقليتية).

ينبغي اثبات صحة هذا الجانب من مضمون الديالكتيك بواسطة تاريخ العلم. فعادةً لا يُـهتم الاهتمام الكافي بهذا الجانب من الديالكتيك :فإن تماثل الضداد يُـعتبر بمثابة مجموعة من الامثلة ]مثلاً الحب، مثلاً الشيوعية البدائية....[ لا بمثابة قانون من قوانين المعرفة (وقانون من قوانين العالم الموضوعي)

· في الرياضيات : الاكثر + والاقل -. التفاضل والتكامل.

· في الميكانيك: فعل ورد فعل.

· في الفيزياء :كهرباء ايجابية وكهرباء سلبية.

· في الكيمياء: اتحاد الذرات وانفصالها.

· في العلم الاجتماعي: النضال الطبقي.

ان تماثل الاضداد (قد تكون وحدة"ها" اصح؟ رغم ان التمييز بين كلمتي تماثل ووحدة ليس بذات اهمية في هذا المجال، فالكلمتان كلتاهما صحيحتان بمعنى معين) هو اقرار (اكتشاف) بميول متناقضة، متضادة، ينفي بعضها بعضًا في جميع ظاهرات الطبيعة وتفاعلاتها، (وفي عدادها تدخل ايضا ظاهرات الروح والمجتمع وتفاعلاتهما). ولأجل إدراك جميع تفاعلات العالم من حيث حركتها الذاتية، من حيث تطورها العفوي، من حيث واقعها الحي، ينبغي ادراكها من حيث هي وحدة من الاضداد. ان التطور هو "نضال" الاضداد. ان مفهومي (او المفهومين الممكنين؟ او المفهومين اللذين يعطيهما التاريخ؟) التطور الاساسيين هما: التطور بوصفه نقصانًا وزيادة، بوصفه تكرارًا، والتطور بوصفه وحدة الاضداد (ازدواج ما هو واحد، الى ضدين ينفي احدهما الآخر، وعلاقات بين الضدين).

مع المفهوم الاول عن الحركة، تبقى في الظل الحركة الذاتية، قوتها المحرّكة، مصدرها، سببها (او يُـنقل هذا المصدر الى الخارج-الله، فاعل ما،etc). اما المفهوم الىخر، فهو يحملنا خاصة على معرفة مصدر الحركة الذاتية.

المفهوم الاول: جامد، عقيم، جاف. المفهوم الثاني: طافح بالنشاط والحياة. فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح الحركة الذاتية لكل ما هو موجود؛ فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح "القفزات" ، و"الانقطاع في الاستمرار"، " وتحول الشيء الى نقيضه"، وتدمير ما هو قديم وولادة ما هو جديد.

ان وحدة( توارد، تماثل، تعادل) الاضداد مشروطة، مؤقتة، نسبية. ان نضال الاضداد التي ينفي بعضها بعضًا، هو مطلق، كما هو عليه التطور، كما هي عليه الحركة.

n.b: ملاحظة: ان الذاتية (الريبية والسفسطائية، الخ...) تختلف عن الديالكتيك، فيما تختلف عنه، بما يلي، وهو ان الفرق بين النسبي والمطلق هو ايضًا نسبي بنظر الديالكتيك (الموضوعي). فبنظر الديالكتيك الموضوعي يوجد مطلق في النسبي. اما بنظر الذاتية والسفسطائية، فالنسبي ليس سوى نسبي، وهو ينفي المطلق.

إن ماركس يحلل اولاً، في رأس المال، ابسط الاشياء، وآلفها واكثرها تواترًا، الاشياء العادية التي تُـصادف مليارات المرات: العلاقات في المجتمع البرجوازي (البضعي) :تبادل البضائع. وتحليله يبيّن في هذه الظاهرة البسيطة (في "خلية" المجتمع البرجوازي هذه) جميع تناقضات (respective أجنة جميع التناقضات) المجتمع المعاصر. ان تتمة هذا العرض تبين لنا تطور (ونمو، وحركة) هذه التناقضات وهذا المجتمع في S شتى اقسامه، منذ بدايته حتى نهايته.

هكذا يجب ان تكون ايضًا طريقة عرض (ودراسة) الديالكتيك بوجه عام، (لأن ديالكتيك المجتمع البرجوازي ليس، بنظر ماركس، سوى حالة خاصة من حالات الديالكيتك). سواء بُـدىء بأية جملة من ابسط الجمل العادية، واكثرها تواترًا،etc : اوراق الشجرة خضراء، زيد رجل، غبروش كلب، الخ...، ففيها(كما لاحظ هيغل بصورة عبقرية) يوجد الديالكتيك: فما هو خاص هو عام. وهكذا تكون الاضداد (الخاص هو ضد العام) متماثلة: فالخاص غير موجود الا في العلاقة التي تؤدي الى العام. والعام غير موجود الا في الخاص، عبر الخاص. كل خاص له طابعه العام (بهذه الصورة او تلك).

وكل عام هو (جزء او جانب او جوهر) من الخاص. وكل خاص لا يشمل جميع الاشياء الخاصة الا على وجه التقريب. زكل خاص لا يشترك تمام الاشتراك في العام،الخ،الخ...

كل خاص يرتبط عبر الاف الدرجات الانتقالية بعناصر خاصة من طبيعة اخرى( اشياء ، ظاهرات، تفاعلات)، الخ...حتى هنا توجد عناصر واجنة مفهوم الضرورة؛ عناصر واجنة العلاقة الموضوعية في الطبيعة. فالعرضي والضروري، والظاهر والجوهر، موجودة حتى هنا، لاننا حين نقول: زيد رجل، غبروش كلب، هذه ورقة شجرة، الخ...، فاننا ننبذ جملة من المميزات بوصفها من الاشياء العرضية، ونفصل الجوهري عمّا هو طارىء، ونعارض احدهما بالاخر.

وهنا يمكن (ويجب) ان نستشف في كل جملة، كما نستشف في "نخروب" ("خلية")، اجنة جميع عناصر الديالكتيك، لكي نبين ان الديالكتيك، بوجة عام، هو من طبيعة كل معرفة انسانية. والحال، ان العلوم الطبيعية تبين لنا ( وهذه المرة ايضًا ينغي تقديم الدليل على ذلك باي مثال بسيط جدًا) الطبيعة الموضوعية بنفس صفاتها، وتحول الخاص الى عام، والطارىء الى ضروري، والدرجات الانتقالية، والتنوعات، والصلة المتبادلة بين الاضداد. ان الديالكتيك هو حقًا نظرية المعرفة (عند هيغل و) عند الماركسية: ان هذا الجانب من الامر (وهو ليس جانبًا، انما هو جوهر الامر) قد اهمله بليخانوف، فضلاً عن الماركسيين الاخرين.

***********

ان المعرفة، المصورة بسلسلة من الحلقات، قد حددها كل من هيغل (راجع"المنطق") وبول فولكمان، العرفاني العصري في العلوم الطبيعية، الاختياري، خصم الهيغلية(التي لم يفهمها!) (راجعوا كتابه "اسس نظرية المعرفة للعلوم الطبيعية وعلاقتها بحياة عصرنا الروحية Erkenntnistheoretische Grundzـge ).

- "الحلقات" في الفسلفة:{هل تسلسل الاشخاث ضروري حقًا؟كلا!}.

- الفلسفة القديمة:من ديمقريطس الى افلاطون والى ديالكتيك هيراقليت.

- فلسفة عصر النهضة:ديكارت ضد غاسندي؟Spinoza?.

- الفسلفة العصرية:من هولياخ الى هيغل (عبر بركلي،هيوم وكنط).

- هيغل –فويرباخ-ماركس.

الديالكتيك، بوصفه معرفة حية، متعددة الجوانب، (إذ ان الجوانب تتكاثر بلا اقطاع)، مع ما لا حد له من الاشكال والالوان، بغية مجابهة الواقع، بغية الاقتراب من الواقع، (مع تهج فلسفي ينبثق من كل شكل و لون ليشكل كلاً واحدًا)، ذلك هو محتوى فائق الغنى بالنسبة للمادية "الميتافيزيقية" التي مصيبتها الكبرى انها غير اهل لتطبيق الديالكتيك على نظرية الانعكاس bildertheorieعلى مجرى المعرفة وتطورها.

ان المثالية الفلسفية ليست سوى ضرب من الحماقة من وجهة نظر مادية فظة، مبسطة، ميتافيزيائية. ولكن المثالية الفلسفية هي، بالعكس، من وجهة نظر المادية الديالكتيكية، تطوير وحيد الطرف، مبالغ فيه، (تكبير، تضخيم) لاحدى الميزات الصغيرة في المعرفة، لأحد جوانبها، لاحد وجوهها، الى مطلق منفصل عن المادة، عن الطبيعة، مؤلّه.

n.b :ان المثالية هي ضرب من الظلامية الاكليريكية. وهذا صحيح. ولكن المثالية الفلسفية هي (بالحرى وفضلاً عن ذلك) سبيل يؤدي الى الظلامية الاكليريكية عبر احد مظاهر معرفة الانسان (الديالكتيكية) اللامتناهية التعقيد.

ان معرفة الانسان ليست (وبالتالي لا تتبع) خطًا مستقيمًا، انما هي خط منحن، يقترب اقترابًا لا حد له من سلسلة من الحلقات، من خط لولبي. ويمكن تحويل اي قطعة، قسم، جزء من هذا الخط المنحني (تحويله بشكل وحيد الطرف) الى خط مستقل، كامل، مستقيم، يؤدي (اذا كانت الاشجار تحول دون رؤية الغابة) حينذاك الى المستنقع، الى الظلامية الاكليريكية (حيث تثبّـته المصلحة الطبقية للطبقات السائدة). الطابع المستقيم والوحيد الطرف، التحجر والتعظم، الذاتية والعمى الذاتي voila (تلك هي) الجذور العرفانية للمثالية. والحال، من المؤكد ان للظلامية الاكليريكية (=المثالية الفلسفية) جذورًا عرفانية؛ ولها تربة، انها زهرة عقيمة، ذلك لا جدل فيه، ولكنها تنبت على شجرة حية هي شجرة المعرفة الانسانية الحقيقية، الشديدة الحيوية، المثمرة، القوية، الكلية الجبروت، الموضوعية، المطلقة.
--------------------------------------
كتب في سنة 1915
لينين-كتاب المادية والمذهب النقدي التجريبي
ان المقطع "حول الديالكتيك" هو تعميم اصيل لعمل لينين في دراسة قضايا الفلسفة خلال سنتي 1914 و1915.


حول الديالكتيك 
------------------------------ 
 فلاديمير لينين   
----------------------------------
ان ازدواج ما هو واحد ومعرفة جزئيه المتناقضين ، يشكلان جوهر الديالكتيك (احد جواهره، احدى خصائصه او ميزاته الرئيسية، ان لم تكن خاصته الرئيسية). على هذا النحو بالضبط يطرح هيغل المسألة بدوره.(إن ارسطو يدور بلا انقطاع في كتابه "ميتافيزياء" ، حول هذه المسألة ويحارب هيراقليت وrespective|وبالتالي| الافكار الهيراقليتية).

ينبغي اثبات صحة هذا الجانب من مضمون الديالكتيك بواسطة تاريخ العلم. فعادةً لا يُـهتم الاهتمام الكافي بهذا الجانب من الديالكتيك :فإن تماثل الضداد يُـعتبر بمثابة مجموعة من الامثلة ]مثلاً الحب، مثلاً الشيوعية البدائية....[ لا بمثابة قانون من قوانين المعرفة (وقانون من قوانين العالم الموضوعي)

· في الرياضيات : الاكثر + والاقل -. التفاضل والتكامل.

· في الميكانيك: فعل ورد فعل.

· في الفيزياء :كهرباء ايجابية وكهرباء سلبية.

· في الكيمياء: اتحاد الذرات وانفصالها.

· في العلم الاجتماعي: النضال الطبقي.


ان تماثل الاضداد (قد تكون وحدة"ها" اصح؟ رغم ان التمييز بين كلمتي تماثل ووحدة ليس بذات اهمية في هذا المجال، فالكلمتان كلتاهما صحيحتان بمعنى معين) هو اقرار (اكتشاف) بميول متناقضة، متضادة، ينفي بعضها بعضًا في جميع ظاهرات الطبيعة وتفاعلاتها، (وفي عدادها تدخل ايضا ظاهرات الروح والمجتمع وتفاعلاتهما). ولأجل إدراك جميع تفاعلات العالم من حيث حركتها الذاتية، من حيث تطورها العفوي، من حيث واقعها الحي، ينبغي ادراكها من حيث هي وحدة من الاضداد. ان التطور هو "نضال" الاضداد. ان مفهومي (او المفهومين الممكنين؟ او المفهومين اللذين يعطيهما التاريخ؟) التطور الاساسيين هما: التطور بوصفه نقصانًا وزيادة، بوصفه تكرارًا، والتطور بوصفه وحدة الاضداد (ازدواج ما هو واحد، الى ضدين ينفي احدهما الآخر، وعلاقات بين الضدين).

مع المفهوم الاول عن الحركة، تبقى في الظل الحركة الذاتية، قوتها المحرّكة، مصدرها، سببها (او يُـنقل هذا المصدر الى الخارج-الله، فاعل ما،etc). اما المفهوم الىخر، فهو يحملنا خاصة على معرفة مصدر الحركة الذاتية.

المفهوم الاول: جامد، عقيم، جاف. المفهوم الثاني: طافح بالنشاط والحياة. فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح الحركة الذاتية لكل ما هو موجود؛ فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح "القفزات" ، و"الانقطاع في الاستمرار"، " وتحول الشيء الى نقيضه"، وتدمير ما هو قديم وولادة ما هو جديد.

ان وحدة( توارد، تماثل، تعادل) الاضداد مشروطة، مؤقتة، نسبية. ان نضال الاضداد التي ينفي بعضها بعضًا، هو مطلق، كما هو عليه التطور، كما هي عليه الحركة.


n.b: ملاحظة: ان الذاتية (الريبية والسفسطائية، الخ...) تختلف عن الديالكتيك، فيما تختلف عنه، بما يلي، وهو ان الفرق بين النسبي والمطلق هو ايضًا نسبي بنظر الديالكتيك (الموضوعي). فبنظر الديالكتيك الموضوعي يوجد مطلق في النسبي. اما بنظر الذاتية والسفسطائية، فالنسبي ليس سوى نسبي، وهو ينفي المطلق.

إن ماركس يحلل اولاً، في رأس المال، ابسط الاشياء، وآلفها واكثرها تواترًا، الاشياء العادية التي تُـصادف مليارات المرات: العلاقات في المجتمع البرجوازي (البضعي) :تبادل البضائع. وتحليله يبيّن في هذه الظاهرة البسيطة (في "خلية" المجتمع البرجوازي هذه) جميع تناقضات (respective أجنة جميع التناقضات) المجتمع المعاصر. ان تتمة هذا العرض تبين لنا تطور (ونمو، وحركة) هذه التناقضات وهذا المجتمع في S شتى اقسامه، منذ بدايته حتى نهايته.

هكذا يجب ان تكون ايضًا طريقة عرض (ودراسة) الديالكتيك بوجه عام، (لأن ديالكتيك المجتمع البرجوازي ليس، بنظر ماركس، سوى حالة خاصة من حالات الديالكيتك). سواء بُـدىء بأية جملة من ابسط الجمل العادية، واكثرها تواترًا،etc : اوراق الشجرة خضراء، زيد رجل، غبروش كلب، الخ...، ففيها(كما لاحظ هيغل بصورة عبقرية) يوجد الديالكتيك: فما هو خاص هو عام. وهكذا تكون الاضداد (الخاص هو ضد العام) متماثلة: فالخاص غير موجود الا في العلاقة التي تؤدي الى العام. والعام غير موجود الا في الخاص، عبر الخاص. كل خاص له طابعه العام (بهذه الصورة او تلك).

وكل عام هو (جزء او جانب او جوهر) من الخاص. وكل خاص لا يشمل جميع الاشياء الخاصة الا على وجه التقريب. زكل خاص لا يشترك تمام الاشتراك في العام،الخ،الخ...

كل خاص يرتبط عبر الاف الدرجات الانتقالية بعناصر خاصة من طبيعة اخرى( اشياء ، ظاهرات، تفاعلات)، الخ...حتى هنا توجد عناصر واجنة مفهوم الضرورة؛ عناصر واجنة العلاقة الموضوعية في الطبيعة. فالعرضي والضروري، والظاهر والجوهر، موجودة حتى هنا، لاننا حين نقول: زيد رجل، غبروش كلب، هذه ورقة شجرة، الخ...، فاننا ننبذ جملة من المميزات بوصفها من الاشياء العرضية، ونفصل الجوهري عمّا هو طارىء، ونعارض احدهما بالاخر.

وهنا يمكن (ويجب) ان نستشف في كل جملة، كما نستشف في "نخروب" ("خلية")، اجنة جميع عناصر الديالكتيك، لكي نبين ان الديالكتيك، بوجة عام، هو من طبيعة كل معرفة انسانية. والحال، ان العلوم الطبيعية تبين لنا ( وهذه المرة ايضًا ينغي تقديم الدليل على ذلك باي مثال بسيط جدًا) الطبيعة الموضوعية بنفس صفاتها، وتحول الخاص الى عام، والطارىء الى ضروري، والدرجات الانتقالية، والتنوعات، والصلة المتبادلة بين الاضداد. ان الديالكتيك هو حقًا نظرية المعرفة (عند هيغل و) عند الماركسية: ان هذا الجانب من الامر (وهو ليس جانبًا، انما هو جوهر الامر) قد اهمله بليخانوف، فضلاً عن الماركسيين الاخرين.

***********

ان المعرفة، المصورة بسلسلة من الحلقات، قد حددها كل من هيغل (راجع"المنطق") وبول فولكمان، العرفاني العصري في العلوم الطبيعية، الاختياري، خصم الهيغلية(التي لم يفهمها!) (راجعوا كتابه "اسس نظرية المعرفة للعلوم الطبيعية وعلاقتها بحياة عصرنا الروحية Erkenntnistheoretische Grundzـge ).

- "الحلقات" في الفسلفة:{هل تسلسل الاشخاث ضروري حقًا؟كلا!}.

- الفلسفة القديمة:من ديمقريطس الى افلاطون والى ديالكتيك هيراقليت.

- فلسفة عصر النهضة:ديكارت ضد غاسندي؟Spinoza?.

- الفسلفة العصرية:من هولياخ الى هيغل (عبر بركلي،هيوم وكنط).

- هيغل –فويرباخ-ماركس.


الديالكتيك، بوصفه معرفة حية، متعددة الجوانب، (إذ ان الجوانب تتكاثر بلا اقطاع)، مع ما لا حد له من الاشكال والالوان، بغية مجابهة الواقع، بغية الاقتراب من الواقع، (مع تهج فلسفي ينبثق من كل شكل و لون ليشكل كلاً واحدًا)، ذلك هو محتوى فائق الغنى بالنسبة للمادية "الميتافيزيقية" التي مصيبتها الكبرى انها غير اهل لتطبيق الديالكتيك على نظرية الانعكاس bildertheorieعلى مجرى المعرفة وتطورها.


ان المثالية الفلسفية ليست سوى ضرب من الحماقة من وجهة نظر مادية فظة، مبسطة، ميتافيزيائية. ولكن المثالية الفلسفية هي، بالعكس، من وجهة نظر المادية الديالكتيكية، تطوير وحيد الطرف، مبالغ فيه، (تكبير، تضخيم) لاحدى الميزات الصغيرة في المعرفة، لأحد جوانبها، لاحد وجوهها، الى مطلق منفصل عن المادة، عن الطبيعة، مؤلّه.

n.b :ان المثالية هي ضرب من الظلامية الاكليريكية. وهذا صحيح. ولكن المثالية الفلسفية هي (بالحرى وفضلاً عن ذلك) سبيل يؤدي الى الظلامية الاكليريكية عبر احد مظاهر معرفة الانسان (الديالكتيكية) اللامتناهية التعقيد.


ان معرفة الانسان ليست (وبالتالي لا تتبع) خطًا مستقيمًا، انما هي خط منحن، يقترب اقترابًا لا حد له من سلسلة من الحلقات، من خط لولبي. ويمكن تحويل اي قطعة، قسم، جزء من هذا الخط المنحني (تحويله بشكل وحيد الطرف) الى خط مستقل، كامل، مستقيم، يؤدي (اذا كانت الاشجار تحول دون رؤية الغابة) حينذاك الى المستنقع، الى الظلامية الاكليريكية (حيث تثبّـته المصلحة الطبقية للطبقات السائدة). الطابع المستقيم والوحيد الطرف، التحجر والتعظم، الذاتية والعمى الذاتي voila (تلك هي) الجذور العرفانية للمثالية. والحال، من المؤكد ان للظلامية الاكليريكية (=المثالية الفلسفية) جذورًا عرفانية؛ ولها تربة، انها زهرة عقيمة، ذلك لا جدل فيه، ولكنها تنبت على شجرة حية هي شجرة المعرفة الانسانية الحقيقية، الشديدة الحيوية، المثمرة، القوية، الكلية الجبروت، الموضوعية، المطلقة.
--------------------------------------
كتب في سنة 1915
لينين-كتاب المادية والمذهب النقدي التجريبي
ان المقطع "حول الديالكتيك" هو تعميم اصيل لعمل لينين في دراسة قضايا الفلسفة خلال سنتي 1914 و1915.

اللوائح الكاملة للمترشحين المقبولين لاجتيازالاختبار الكتابي بجميع المدارس العليا للأساتذة بالمغرب:



المدرسة العليا للأساتذة بمراكش
http://www.ens-marrakech.ac.ma/

المدرسة العليا للأساتذة بمكناس
http://www.ens-meknes.ma/

المدرسة العليا للأساتذة بالرباط
http://www.ens.um5a.ac.ma/

المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء
http://ens.univcasa.ma/index.php?option=com_content&view=article&id=42

فيديو مناظرة العروي وعيوش: العربية أم الدارجة للتعليم؟

فيديو مناظرة العروي وعيوش: العربية أم الدارجة للتعليم؟

حول تاريخ الاعلان عن نتائج الشفوي


اعلنت مصادر في احد المراكز الجهوية للتربية و التكوين ان عملية  الاعلان عن النتائج  النهائية للامتحانات
الشفوية ستتم خلال الاسبوع التاني من شهر دجنبر 

mercredi 27 novembre 2013

عاجل محاكمة مناضلي 20 فبراير بالدارالبيضاء،

image
تجري في هذه الأثناء محاكمة ثلاثة نشطاء من حركة 20 فبرايربالدارالبيضاء، كانوا قد اعتقلوا يوم السبت 05 اكتوبر  2013أثناء رصدهم للخروقات التي كانت ضحية لها المناضلة فتيحة حلوي .
وقد نظم نشطاء حركة 20 فبراير وقفة احتجاجية أمام محكمةعين السبع بالدارالبيضاء، بعد أن تم منعهم من الدخول لمتابعة أطوار محاكمة  معتقلي الحركة حمزة هدي وربيع هومازن ومعاد خلوفي

mardi 26 novembre 2013

video // Wilshere fantastic goal vs Marseille


livestream liverkusen vs man u


لينينية انطونيو جرامشي // سامي ملوكي




لينينية جرامشي
سامي ملوكي



هل كان جرامشي مخلصاً لأفكار "لينين"؟ ترى ما هو الشيء المميز في أفكار جرامشي؟ وهل لينينية جرامشي مفيدة للاشتراكيين اليوم؟ نجيب في هذا المقال على كل هذه الأسئلة وأكثر.


إن إرث "أنطونيو جرامشي" من أكثر القضايا خلافية في التراث الماركسي. ولقد زعمت مدارس فكرية كثيرة انتمائها لأفكار "جرامشي"، بعضها ينتمي للماركسية والبعض الآخر من خارجها. وقلما نجد علم من العلوم الاجتماعية لم يدمج المفاهيم الرئيسية المميزة لفكر "جرامشي" في أدبياته. غالباً ما كان ينظر لهذا الإيطالي بصفته ماركسي "مقبول"، ولم يلق أحد بالاً إلى أنه ربما يكون مفكراً وناشطاً سياسياً لا يقل تميزاً عن "لينين". وفي تاريخ الماركسية الغربية، ربما يكون الجدل الرئيسي طيلة الخمسين عاماً الأخيرة حول ما إذا كانت سياسات "جرامشي" استمراراً للتراث اللينيني، أم خرقاً له وخروجاً عليه.


كانت المهمة الرئيسية لجرامشي أثناء كتابته "كراسات السجن" هي البدء في وضع استراتيجية ثورية جديدة للاشتراكيين في ظل الرأسمالية الغربية المتقدمة، حيث تختلف الأوضاع اختلافاً جوهرياً عن تلك التي كانت في روسيا القيصرية. ومجرد الاشتباك مع موضوع كهذا كافي، لدى البعض، للتمييز بين أفكار كل من "لينين" وجرامشي" النظرية. ولكن، هذا استنتاج ضحل للغاية، فما من أحدٍ منذ بداية العشرينيات كان على دراية بضرورة وجود استراتيجية ثورية مختلفة خاصة بالغرب مثلما كان "لينين".


في السبعينيات، ظهرت موجة نظرية جديدة اعتمدت بشكل كبير على قراءة خاطئة لأفكار جرامشي من داخل الأحزاب الشيوعية في أوروبا. هذا التنوع الفضفاض في وجهات النظر أصبح يُعرف بشكل جمعي بإسم الشيوعية الأوروبية والتي تمحورت حول فكرة أن مفهوم "حرب المواقع" لجرامشي هو إقرار لسلك الطريق الإصلاحي للاشتراكية. وبالتالي فإن الأحزاب الشيوعية التي التزمت بوجهة النظر الجديدة تلك، بدأت في النظر إلى العمل الانتخابي باعتباره أولوية سياسية، وسرعان ما بدأوا في التخلي عن قدر كبير من التراث اللينيني.


في بريطانيا، دافعت دورية "الماركسية اليوم" عن الشيوعية الأوروبية، والتي كان يترأس تحريرها كتّـاب مثل "مارتن جاك" و"ستيوارت هول"، وأشخاص مثلهما كان لديهم من الأسباب ما يكفي للفصل ما بين "جرامشي" والتراث اللينيني. لقد أرادوا أن يميزوا نظرياً وبوضوح شديد بينهم وبين "عبادة لينين" في الاتحاد السوفيتي الستاليني. لقد كانوا متشائمين للغاية إثر عقود من هزائم متتالية منيّ بها اليسار الثوري، وهدفوا إلى صياغة استراتيجية اشتراكية جديدة يمكنها التخلص من الثوابت القديمة للماركسية اللينينية الستالينية الفاشلة، مثل "ديكياتورية البروليتاريا". وظنوا أن "جرامشي" هو مبررهم للقيام بمراجعة جذرية كتلك، كما أنهم تعمدوا النأي بأفكاره بعيداً عن أفكار "لينين"، هؤلاء كانوا، بالطبع، رجالاً ذوي دوافع سياسية. ولم تكن استنتاجاتهم الخاصة موضوعوية أومحايدة، ولا دقيقة علمية، بل أمليت وفقاً لبرنامجهم الخاص بإعادة توجيه وتجديد جناح اليسار الراديكالي، في وقت أزمة اليسار العميقة.


من الضروري هنا توضيح بعض النقاط الحاسمة، التي دائماً ما يتم تجاهلها رغم أهميتها: أولاً، مفهوم "الهيمنة" الذي أصبح مرادفاًً لأفكار جرامشي، لم يكن له بالأساس، لكنه أخذه عن "لينين"، كما أنه كان واسع الاستخدام من قبل كبار منظري الأممية الثانية والثالثة على حدٍ سواء. والحقيقة أن استخدام "جرامشي" لهذا المفهموم لم يكن بشكل تحريفياً عن، أو متناقضاً لاستخدامه في روسيا، ولكن حقيقة الأمر أنه كان استمراراً وتطويراً للمفهوم نفسه. ثانياً، رغم أنه كان شائعاً لعقود توصيف مفهموم "الهيمنة" لجرامشي على أنه استراتيجية بديلة لمفهوم "ديكتاتورية البروليتاريا" القديم. لكن، لم يكن هذا مقصد "جرامشي" أبداً، الواقع أن المفهومين كانا، بالنسبة للعقلية الإيطالية، مكملان لبعضهما البعض. وفي الحقيقة، إن "كراسات السجن" لجرامشي كانت محاولة لمواصلة العمل بالنهج اللينيني بعد وفاته.


لينين والغرب


كما سبق وذكرنا، كان "لينين" متيقناً، من حاجة الغرب إلى استراتيجية ثورية مختلفة. وفي عام 1921، بيّن خصيصاً للشيوعيين الروس أهمية وجود استراتجية خاصة بالعمال الغربيين بحيث تلائم أوضاعهم وظروفهم الخاصة. وتأسف تحديداً على أن البرنامج المنصوص عليه في المؤتمر الثالث، كان بالكاد مفهوم بالنسبة للعقلية الغير روسية، حيث قال:


"اتخذ المؤتمر الثالث، عام 1921، قراراً بشأن الهيكل التنظيمي للأحزاب الشيوعية وأساليبها ومحتوى أنشطتها. لقد كان قراراً ممتازاً، لكنه كان روسياً للغاية، وهذا يعني، أن كل مايتعلق بهذا القرار كان مستنداً على طبيعة الأوضاع في روسيا. وهذا تحديداً مكمن تميزه، ولكن هنا أيضاً كان مكمن النقص. وأقول أن القرار به نقيصة لأنني واثق من أنه يصعب على الأجانب قرائته.. ثانياً، حتى وإن قرأوه، فلن يستطيعوا فهمه لأنه روسي ومغرق في المحلية. بالطبع، ليس فقط لأنه كتب باللغة الروسية – فقد تمت ترجمته بإتقان لكل اللغات – ولكن لأنه مشبعاً جداً بالروح الر+_=وسية. ثالثاُ حتى وإن حدث بشكل اسثنائي وتمكن أحد الأجانب من فهمه، فلن يتمكن من تطبيقه على أرض الواقع".

(لينين: خمس سنوات من الثورة الروسية وآفاق الثورة العالمية: تقرير المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية. معركة لينين الأخيرة: 1922-23، ص 111).

لقد كانت قوة هذا القرار تكمن في تفاصيله، في خصوصيته وقدرته على التركيز على تفصيلات المسائل التنظيمية. ولكن، نقطة ضعفه كانت تمكن في إستثنائية الظروف الاجتماعية والاقتصادية الروسية، وبالتالي اغترابها بشكل حاد عن العامل الغربي. والأسوأ في واقع الأمر، أنه حتى بعد دراسة متخصصة للظروف الروسية والتي من شأنها المساعدة في فهم دور المنظمة الثورية وممارسة الشيوعيين الروس، أقول إن هذه المعرفة ممكن أن تصبح قيداً للثورية الغربية في حال أن اتبعت بشكل دوجمائي، خاصة وأن طريقهم للثورة العمالية يختلف جذرياً عن طريق البلاشفة. مما حدا بلينين للاعتذار قائلاً: "نحن لم نتعلم كيفية تقديم خبرتنا الروسية إلى الأجانب". ومن أجل تدارك هذا السهو من المجلس السابق، أكد لأبناء وطنه قائلاً: "علينا نحن الروس أيضاً إيجاد السبل والوسائل لشرح مبادئ هذا القرار للأجانب. ما لم نقم بهذا، سيكون من المستحيل تماماً عليهم تطبيقه وممارسته".


كانت المهمة الرئيسية للأممية الشيوعية في هذه المرحلة هي "ترجمة" التجربة الروسية إلى العديد من اللهجات العامية الدارجة بين العمال الأوروبيين. لكن، لا توجد دولتين متطابقتين في نفس الظروف، وتحديداً الحالة الروسية كانت بعيدة كل البعد عن الأوضاع في أوروبا في ظل رأسمالية أكثر تقدماً.


حرب المواقع وحرب المناورات


واحدة من أعظم إسهامات "جرامشي" في الماركسية الثورية هي صياغته للاستراتيجية المزدوجة المعروفة بإسم حرب المناورات وحرب المواقع. سابقاً، في عام 1917 حين طبقها لينين والبلاشفة، كانت قد صممت كاستراتيجية مناسبة للاشتراكيين داخل مجتمعات لا تزال الرأسمالية فيها متخلفة وغير متطورة. لقد انطوت على شكل متقدم من أشكال التمرد على الدولة وهو أمر ممكن فقط عندما تحافظ الطبقة الحاكمة داخل المجتمع على تفوقها على الطبقات التابعة باستخدام القوة المطلقة، مع تقبل جماهيري ضئيل أو ربما معدوم لهذه السيطرة. وفي هذه الحالة، ترفض الطبقات التابعة أن تقودهم الطبقة البرجوازية، لكنهم يجبرون على الرضوخ والإذعان بالاستخدام المفرط للعنف من خلال أجهزة الدولة القمعية، مثل "تشكيلات خاصة من الرجال المسلحين، السجون، وما إلى ذلك" مثلما أوضح "لينين" في كتابه "الدولة والثورة".


من ناحية أخرى، فإن حرب المواقع، هي استراتيجية طويلة الأمد تحتاج إلى مزيد من الصبر. فهي ليست هجوم على معاقل السلطة، لكنها فترة طويلة من البناء وصولاً إلى تلك اللحظة التي تصبح فيها التحالفات الطبقية متقدمة وتسعى لزعامة الطبقات التابعة. ولقد شرح "جرامشي" الظروف المختلفة التي تتطلب استراتيجية خاصة لكل ظرف على حدا:


"في الشرق، كانت الدولة هي كل شيء، وكان المجتمع المدني هلامياً وبدائياً. بينما في الغرب، هناك علاقة صحيحة وقوية بين الدولة والمجتمع المدني، وفي الأوقات التي تترنح فيها الدولة، سرعان ما يكُشف عن هيكل قوي للمجتمع المدني. فالدولة في الغرب ما هي إلا حصن أمامي تصطف خلفه سلسلة من الحصون القوية والمناطق المنيعة. وغني عن القول، أن بناء الدولة يختلف من دولة إلى أخرى، وهذا تحديداً هو السبب وراء الحاجة إلى استكشاف وطني دقيق. (أنطونيو جرامشي، كراسات السجن، المجلد الثالث، ص169).


وفي هذا المقطع تحديداً يعرّف "جرامشي" الدولة بالقلعة التي تحيط بالمجتمع المدني وتحميه. وفي مواضع أخرى كان يعرض العكس، أي أن المجتمع المدني هو من يحمي الدولة. وفي نهاية المطاف، لا توجد حقيقة مطلقة حول الصياغة المتعلقة بالدول الرأسمالية المتقدمة، لأنه وكما ذكرنا "تكوين الدولة يختلف من دولة إلى أخرى". لكن النقطة الرئيسية التي يجب علينا ملاحظتها هي أن، في الغرب هناك علاقة أكثر نضجاً بين الدولة والمجتمع المدني. فالدولة في المجتمع الغربي الرأسمالي المتقدم، تضمن استمرار هيمنة الطبقة الرأسمالية من خلال وسائل للحكم أكثر تعقيداً من القهر الغاشم الذي تلجأ إليه الدول الشرقية المتخلفة. فهناك تنتشر وبفاعلية كبيرة مزيج من الإكراه والموافقة. وكلما تقدمت الدول الرأسمالية أكثر، قل لجوئها لاستخدام القوة أكثر فأكثر، واعتمدت بشكل متزايد على كسب الرضا الجماهيري من أجل الحفاظ على الوضع الهرمي الراهن.


ومن المهم أن نلاحظ في هذه النقطة أن الجماهير على كل الأحوال قد خدعت بمثل هذه التسوية. إن أيديولوجية الطبقة الحاكمة تتعمد استهداف احتياجات محددة، ورغبات أو مخاوف منتشرة بالفعل بين الطبقات التابعة. تلك المستهدفات تتحدد وفقاً لقضايا مختلفة في مراحل تاريخية مختلفة وتمليها ظروف معينة وفقاً لكل مجتمع على حدا. إنها ممكن أن تكون أي شيء مثل: استعادة القانون والنظام (الأمن الداخلي)، والأمن القومي، المخاوف حول حجم جهاز الدولة، الغضب من تفشي "ثقافة المنفعة"، والمطالبة بالعدالة. على سبيل المثال، انطوى البرنامج السياسي لـ "مارجريت تاتشر" على مثل كل هذه الأمور. وأثيرت كل هذه المخاوف من قبل تاتشر وحلفائها، واعتمدوا بالأساس على دور وسائل الإعلام في الترويج لهم بإخلاص شديد، مع تخصيص وقتاً قصيراً لصوت المعارضة، أو ربما ينعدم تماماً.


عندما يصبح فكر الطبقة الحاكمة مقبولاً على نطاق واسع للدرجة التي تجعل الطبقات المضطهدة على استعداد للمشاركة فيه، حين تنعدم البدائل، أو ربما تكون موجودة بالفعل لكنها عاجزة عن اجتذاب الجماهير، ذلك هو الوقت الذي يصبح فيه فكر الطبقة الحاكمة، كما أطلق عليه "جرامشي"، أمراً منطقياً سليماً. حينها يصبح التحول الفكري في المجتمع مستقراً جداً حتى أن الإدارات السياسية اللاحقة تضطر لمواصلته وتأييده، وعندئذ يصبح المشروع السياسي مهيمناً حقاً. هذا تحديداً ما تم تحقيقه من خلال مشروع تاتشر الجذري، حتى أن حكومة حزب العمال اللاحقة لفترة تاتشر، احتضنت تماماً، وواصلت مشروعها نحو الليبرالية الجديدة.


الدولة المتكاملة


في الثنائية الماركسية التقليدية للدولة والمجتمع المدني، تعتبرالأجهزة الأيديولوجية مثل الإعلام، المدارس، الجامعات، والأسرة، إلخ، هي مؤسسات المجتمع المدني. أدرك "جرامشي" أن في المجتمع الرأسمالي المتقدم مثل هذا الوصف ليس دقيقاً تماماً. فالمجتمع المدني والدولة ارتبطا ارتباطاً وثيقاً بحيث وجب التصدي لهما معاً بشكل متزامن. إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قدرة بعض الشخصيات في المجتمع على التأثير على الدولة والعكس بالعكس، سواء كانوا من الأثرياء المتبرعين للأحزاب السياسية التى لها رأي في السياسة العامة أو صنع القرار، أو أباطرة الإعلام بقدرتهم الهائلة على التأثير جماهيرياً حتى أنهم يلعبون دوراً حاسماً في تحديد الشخص المنتخب للرئاسة. وهكذا، من الواضح أن السلطة في المجتمع ليست في أيدي السلطة السياسية وحدها.


هذا هو السبب وراء صياغة "جرامشي" لمفهوم "الدولة المتكاملة". في هذه الصيغة، الدولة والمجتمع المدني لا يعدا كيانان مستقلان ومختلفان، بل هما عنصران مكونان لنظام واحد. إنها علاقة جدلية بينهما، بحيث تبقى قدرة الدولة على الفعل معتمدة دائماً على توازن القوى الطبقية والاجتماعية، وعلى دور الجهات الفاعلة داخل المجتمع المدني.


هناك إساءة فهم شائعة لمفهوم حرب المواقع لـ "جرامشي"، بحيث فُهم أن حرب المواقع هو نضال داخل المجتمع المدني، وحينما يتم ضمان الهيمنة، ستقع الدولة دون مقاومة في أيدي العمال ليبسطوا سيطرتهم عليها. وحين نعّي مفهوم "الدولة المتكاملة" بشكل جيد، يصبح من الواضح أن هذا التفسير غير صحيح.


الدولة المتكاملة هي كل شيء، وحدة واحدة، هي "الدولة" التي تضم المجتمع المدني والسياسي على حدٍ سواء. حيث يستند ويدعم كل من الدولة والمجتمع المدني بعضهما البعض من خلال علاقة تكافلية. لذا يجب على حركة عمالية ثورية مهاجمة كلاهما معاً في نفس الوقت، ولذا يجب أن تكون استراتيجية الجبهة المتحدة حاضرة دائماً. على المضطهدين تنظيم أنفسهم كي يقودوا نضال متنامي ومتواصل ضد الدولة والطبقة الحاكمة. وهذا الشكل التنظيمي يجب أن يكون على هيئة مؤسسات عمالية جديدة وعلى الثوريين بذل كل ما في وسعهم لنشر العمل السياسي داخل تلك الأشكال التنظيمية، مع رفع الوعي بشكل مستمر، وتنظيم النضال من خلال التفاعل الجدلي.


علينا أن نعي أنه من غير الممكن فهم واستيعاب مفهوم "الهيمنة" لجرامشي بمعزل عن غيره من الأبحاث الهامة التي انجزها خلال سنوات السجن، لذا ها نحن نعرض لتلك المعادلة: "الهيمنة المدنية = حرب المواقع = الجبهة المتحدة". الجبهة المتحدة هي استراتيجية يتم تنفيذها من أجل توحيد صفوف الطبقات التابعة لخوض معركة ضد الدولة، أما الهيمنة المدنية (نقطة انطلاق، ودائماً ما تسعى نحو الهيمنة السياسية) فهي قيادة الطبقات المضطهدة في نطاق المجتمع المدني. أما حرب المواقع فهي، تقدم مطرد وتدريجي نحو تحالف للمضطهدين بقيادة البروليتاريا لإخضاع الهيمنة الغالبة، وعندما يصبح هذا ممكناً، يناور لإحكام السيطرة على أجهزة الدولة. وكل جزء من مكونات هذه الصيغة أساسي لوحدة الاستراتيجية بأكملها.


إذا تم التغاضي عن أيِ من أجزاء تلك المعادلة، الاستراتيجية المقدمة ستكون غير مفهومة، وبالتأكيد غير قابلة للتطبيق. يمكن التأسيس للقيادة (الهيمنة) داخل المجتمع المدني فقط عندما تصيغ شتى الطبقات المضطهدة على تعددها تحالفاً (عبر الجبهة المتحدة) مع طليعة البروليتاريا التي ستقود النضال ضد الطبقة الحاكمة في كل مجالات المجتمع المدني والسياسي على حدٍ سواء. وأنا أزعم، وأسعى لإثبات ذلك من خلال تحليل دقيق للنصوص، أن كل جزء من مكونات هذه المعادلة يدين بقدر كبير لتأثير "لينين".


مفهوم الهيمنة لدى لينين (القيادة)


كما أشرنا سابقاً، فقد أخذ "جرامشي" مفهمومه للهيمنة من "لينين". وينبغي علينا أن نتذكر في هذه المرحلة أن مفهموم الهيمنة لدى "جرامشي" في فترة ما قبل أي ثورة مفترضة، يعني ببساطة قيادة الطبقات التابعة، وجمعها معاً في وحدة نضالية عن طريق استراتيجية الجبهة المتحدة. ولأن "لينين" في أغلب الأحيان لم يستخدم كلمة هيمنة، فإن هذا فسر على سبيل الخطأ على أنه غياب أو عدم اعتداد بمفهوم الهيمنة في أعماله. وكما ذكرت "كريستين جلوكسمان":


"يحرص غالبية المعلقين على لفت الانتباه إلى إسهامات "جرامشي" الفاصلة، أو بشكل أدق، التأكيد على مخالفة "جرامشي" لـ "لينين"، بالاستهانة بمكانة الهيمنة في أعمال "لينين"، في ظل صمت شبه مطبق من قبل الأممية الثالثة". (كريستين جلوكسمان – جرامشي والدولة – ص 174).


بيد أنه ليس من الصعب العثور على أمثلة لمفهوم الهيمنة في كتابات "لينين" قبل عام 1917 بوقت طويل، دعونا ننظر في المقاطع التالية من كتيب "خطتا الاشتراكية الديمقراطية"، والذي كتبه عام 1905:


"إن العمل المعتاد، المنتظم والراهن لكل المنظمات والمجموعات الخاصة بحزبنا، وكذا أعمال الدعاية، والتحريض، والتنظيم، جميعها موجهة نحو تعزيز وتوسيع العلاقات مع الجماهير".


"وباختصار، لتجنب أن تجد نفسها مكبلة اليدين في نضالها ضد الديمقراطية البرجوازية المتناقضة، على البروليتاريا أن تكون طبقة واعية، وقوية بما يكفي كي تحرض الفلاحين نحو الوعي الثوري، وأن توجه هجومها، وهكذا تسير باستقلال على خطى الديمقراطية البروليتارية الواثقة". (لينين: خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية، المختارات – الجزء الأول).


في بواكير عام 1905، أدرك "لينين" أن التحالف الطبقي يجب أن يكون فيما بين الطبقات التابعة بهدف الانخراط في نضال ثوري فعّال. وهذا صحيح، لا سيما في الدول التي لا تكون البروليتاريا فيها الطبقة الأكبر عدداً. إضافة إلى إقامة تحالف المضطهدين هذا، يجب على البروليتاريا توطيد وترسيخ ثقة وولاء الطبقات الأخرى المكونة للتحالف، وأن تقودهم وتملي عليهم شكل الأنشطة الثورية أيضاً (تماماً كما في صياغات جرامشي).


في هذه الحالة، عرّف "لينين" الجبهة المتحدة بأنها تاكتيك، مناسب لفترة محددة، بدلاً من كونها استراتيجية. لذا، يمكن القول بسهولة أنها كانت مناسبة تماماً لروسيا في عام 1905، ولكن لم تكن مناسبة تماماً لظروف عمل "جرامشي" في إيطاليا. ومع ذلك، فقد أسست الجبهة المتحدة في نهاية المطاف لدور أكثر ديمومة في فكر لينين. وفي وقت ليس بعد ذلك بكثير، تحديداً مع بداية الأممية الثالثة، كانت تعرف الجبهة المتحدة بوصفها استراتجية مناسبة للعصر، بدلاً من كونها مجرد مناورة محددة فحسب. وسوف أعود لمعالجة هذه النقطة فيما بعد، عند تناول النظرية والممارسة لدى "لينين" وأهميتها لـ "جرامشي".


لقد تأكدت نظرية "لينين" العامة للثورة البروليتارية بوضوح في أكتوبر 1917. وبعد ثورة أكتوبر، أصبح مفهموم الهيمنة – قيادة الطبقات المضطهدة – يتكرر كثيراً في كتابات "لينين"، كما كان يأخذ شكلاً أكثر تطوراً. وفي عام 1918، في كتاب "الدولة والثورة"، قرأنا:


"البروليتاريا وحدها - بحكم الدور الاقتصادي الذي تقوم به في الإنتاج الكبير هي القادرة على قيادة كافة الكادحين والمستغَلين، هؤلاء الذين تستغِلهم البرجوازية وتضطهدهم وتسحقهم بشكل لا يقل – إن لم يزد – عما تفعله بالبروليتاريا، ولكنهم غير أهل للقيام بنضال مستقل من أجل تحررهم". (لينين: الدولة والثورة، المختارات – المجلد الثاني، الجزء الأول، ص 398).


لا توجد طبقة أخرى بخلاف الطبقة العاملة تم إعدادها عبر موقعها في نمط الإنتاج للاضطلاع بهذا الدور. لا توجد طبقة أخرى منظمة من خلال العمل في مثل هذه التجمعات الكبيرة، وتلك الظروف الاجتماعية. لا توجد طبقة أخرى لديها المهارات اللازمة لمواصلة الانتاج، وإرساء أسس المجتمع الاشتراكي الجديد مع احتمالية الإطاحة بالبرجوازية.


ديكتاتورية البروليتاريا (الهيمنة)


في هذه المرحلة، بعد عزل الثوريين للطبقة الرأسمالية، يكتسب مفهوم "الهيمنة" لـ "لينين" جانب آخر شديد الأهمية إلى جانب معناه الشامل، والذي نجده في كتابات "جرامشي". الآن نحن نرى أن الهيمنة ضرورية ليس فقط من أجل قيادة الطبقات المضطهدة في عملية الإطاحة بالبرجوازية، لكنها أساسية وضرورية للبروليتاريا من أجل الحفاظ على سيطرتها الطبقية وإخماد "المقاومة البرجوازية اليائسة". هذه الفترة التي تتولى البروليتاريا فيها وظيفة الطبقة الحاكمة لا تعني على الإطلاق إنجاز أو إكتمال الثورة العمالية. إنها ببساطة، الفترة الانتقالية لديكتاتورية البروليتاريا. تكتمل الثورة العمالية وتنجز فقط عندما تنعدم الطبقات من المجتمع.


يتضح الآن، أن الفرق، الذي سيق بشكل تحريفي من قبل الشيوعية الأوروبية والاصلاحيين من شتى الأطياف، لمفهوم "جرامشي" للهيمنة، وفهم "لينين" لديكتاتورية البروليتاريا وأنه مكشوف للجميع أنه غير دقيق كلياً. الأمر ببساطة، أن ديكتاتورية البروليتاريا هي تعبئة "قوة قمعية خاصة" تمكّن البروليتاريا من قمع البرجوازية.


في كتابات كل من "لينين" و"جرامشي"، ظلت قيادة البروليتاريا للتحالف الثوري للطبقات المضطهدة أمراً ضرورياً وأساسياً قبل وأثناء وبعد الإطاحة بالبرجوازية. وأقترنت قيادة الطبقة العاملة تلك مع هيمنة الطبقة العاملة في فترة ما بعد التمرد، ومع قمع الطبقة الرأسمالية المعزولة وقوى الثورة المضادة التي ربما تحتشد في محاولة يائسة لاستعادة تفوقها المفقود. في الكراسة الأولى من "كراسات السجن" كتب "جرامشي" ما يلي:


"تصبح الطبقة مهيمنة بطريقتين، أي أنها "قائدة" و"مسيطرة". فهي تقود الطبقات المتحالفة، كما أنها تسيطر على الطبقات المعارضة. ولذلك، يمكن للطبقة (بل ويجب) أن "تقود" حتى قبل توليها السلطة، وعندما تتولى السلطة تصبح مهيمنة، وفي نفس الوقت تواصل "القيادة". (أنطونيو جرامشي، كراسات السجن، المجلد الأول ص136).


بمقارنة هذا مع ما ملخص لينين حول الضرورات الاستراتيجية للعملية الثورية، والذي كتبه عام 1918:


"أما المهمة الرئيسية التي يترتب على البروليتاريا والفلاحين الفقراء الذين تقودهم، أن يؤدوها في كل ثورة اشتراكية، وبالتالي في الثورة الاشتراكية التي بدأناها في روسيا في 25 أكتوبر 1917، فهي، على العكس، عمل إيجابي، أو انشائي قوامه تنظيم شبكة في غاية التعقيد والدقة من علاقات تنظيمية جديدة تشمل إنتاج وتوزيع المنتجات الضرورية لمعيشة عشرات الملايين من الناس، إنتاجها وتوزيعها بصورة منهاجية. إن ثورة كهذه لا يمكن تحقيقها بنجاح إلا إذا قامت أغلبية السكان وبالدرجة الأولى أغلبية الشغيلة، بعمل إبداعي تاريخي مستقل. ولن يكون انتصار الثورة الاشتراكية مضموناً إلا إذا وجدت البروليتاريا والفلاحون الفقراء في نفوسهم ما يكفي من الإدراك، والإخلاص الفكري، والتفاني، والصلابة". (لينين: المهام المباشرة أمام السلطة السوفيتية، مختارات لينين – الجزء الثالث، ص 94 و95).


"إن إسقاط البرجوازية لا يعلن عن ميلاد مجتمع اشتراكي جديد، إنها مجرد مرحلة إنتقالية من ديكتاتورية البروليتاريا. الثورة الاشتراكية تكتمل فقط عندما يتم القضاء على الطبقية من المجتمع، وبالتالي الدولة، التي غاية وجودها هو قمع الطبقات التابعة لضمان ومواصلة السيادة والهيمنة. تكتمل الثورة الاشتراكية فقط عندما يأتي إلى حيز الوجود نموذج جديد غير مسبوق على الإطلاق للدولة وهي: دولة العمال، "والتي لم تعد في دولة في الواقع." (لينين: الدولة والثورة، المختارات – المجلد الثاني، الجزء الأول، ص 429).


يجب الحفاظ على التحالفات المصاغة قبل حركة التمرد وكما يجب أن تستمر تحت القيادة العمالية بغية بناء الظروف الاجتماعية والاقتصادية الجديدة للاشتراكية والسماح للعملية الثورية بأن تتقدم لما هو أبعد من تلك اللحظة الآنية لديكتاتورية البروليتاريا. في عام 1919، كتب "لينين":


"إن الطبقات ما تزال باقية، ولكن مظهر كل منها قد تغير في عهد ديكتاتورية البروليتاريا؛ كذلك تغيرت العلاقة بين الطبقات. إن النضال الطبقي لا يزول في عهد ديكتاتورية البروليتاريا، بل يرتدي أشكالاً أخرى". (لينين: الاقتصاد والسياسة في عهد ديكتاتورية البروليتاريا، مختارات لينين – الجزء الثالث، ص 266).


وبرغم أن اللغة التي استخدمها كل من "لينين" و"جرامشي" كانت مختلفة، إلا أنه من الواضح أنهما وصفا الممارسة التنظيمة الثورية ذاتها. ومثلما أن الغياب اللفظي النسبي لكلمة "هيمنة" في كتابات "لينين" لا يعني إغفال المفهموم، فإن ندرة استخدام "جرامشي" لعبارة "ديكتاتورية البروليتاريا" في "كراسات السجن" ليست دلالة على غيابها من أفكاره.


توصية "لينين" الأخيرة


المواضيع الأكثر أهمية في كتابات "جرامشي": الهيمنة، حرب المواقع، والجبهة المتحدة، كما رأينا آنفاً، أُخذت كلها مباشرة من "لينين". ولكاتب سيرة جرامشي الذاتية، "الستير ديفيدسون" الملاحظة التالية: " ترتبط اللينينية في نقطة إنتهائها إرتباطاً وثيقاً مع بدايات الجرامشية." (الستير ديفيدسون، جرامشي ولينين: 1917-1922، السجل الاشتراكي، 1974، ص146).


إن كراسات السجن لجرامشي حملت مسئولية نشر النظرية اللينينة بعد وفاته. سعى "جرامشي" بكتابته "كراسات السجن" إلى توضيح الأفكار الاستراتيجية اللينينة النهائية في الفترة التي كانت فيها اللينينية مشوهة بصورة فجة، وتأججت فيها الصراعات حول التراث اللينيني الحقيقي بشراسة، إذا لم يكن بشكل علني دائماً، فداخل الشيوعية الدولية (الكومنترن) على الأقل. لقد صاغ "جرامشي" أفكاره في نفس الوقت الذي كان الكومنترن ملتزماً فيه باستراتجية الحمقاء للفترة الثالثة أي التخلي عن الجبهة المتحدة. في سنوات "لينين" الأخيرة، كان قد أدرك أن الجبهة المتحدة لم تعد مجرد مناورة عابرة، لكنها في الواقع الاستراتيجية الوحيدة المناسبة لهذه المرحلة. لقد أتخذ "جرامشي" موقف الأقلية بسبب وفاءه لهذا الاستنتاج اللينيني. كتب "بيتر توماس":


"إن النضال من أجل "الهيمنة المدنية والسياسية"، محاولة بناء الأجهزة البروليتارية المهيمنة، كانت هي محاولة "جرامشي" للبقاء مخلصاً لمشيئة وتوصية لينين الأخيرة، ولنشر التقدم النوعي المتطور في مفهوم الهيمنة وفقاً للظروف الغربية. بعيداً من أن يكون توجيهاً منحرفاً عن الأطروحة الكلاسيكية لديكتاتورية البروليتاريا، فإن نظرية "جرامشي" حول هيمنة البروليتاريا تطرح نفسها بوصفها "مكمل" ضروري لنظرية "لينين". إن حرب المواقع الآن ليست فقط "الاستراتيجية الوحيدة الممكنة في الغرب"، كتطبيق لسياسة الجبهة المتحدة المبنية على أساس طبقي، بل إنها قد أصبحت حجر الزاوية الذي لا غنى عنه لأي سياسة ثورية ترغب في إنتاج سياسية "من نوع مختلف جداً" على نطاق أممي. (بيتر توماس، فلسفة الهيمنة والماركسية، ص 239).


في ضوء الأدلة، لا يمكن أن يكون هناك شكاً مطلقاً حول ما إذا كان "جرامشي" لينينياً أم لا. إن لينينيته كانت أكثر ثراءاً وأكثر فاعلية من كل البدائل التي طرحها معاصروه. وفرقوا بصورة فجة للغاية بين جرامشي والتراث اللينيني، حيث قدمت الشيوعية الأوروبية ليس فقط صورة غير دقيقة تاريخياً عن جرامشي ونظريته، بل وبكل انتهازية كانت صورة منقوصة. واجبنا هو تخليص تراث جرامشي من الإساءة التي لحقت به على المستوى السياسي كما على مستوى كل فروع العلوم الاجتماعية الأخرى.


في القرن الحادي والعشرين، بينما تخلى كثير من اليساريين عن "لينين" كونه أصبح عتيقاً وعفا عليه الزمن، علينا أن نتجه لـ "جرامشي" من أجل توضيح ما تعنيه اللينينة الآن وصلتها بالنضال الثوري في عصرنا الحالي. إن اليسار اللينيني لا يزال يعيد قراءة "الدولة والثورة" و"ما العمل؟"، كما لو كان هناك حلاً – لكثير من الأزمات التي تواجهنا اليوم – سيتجسد أمامنا بشكل سحري من بين طيات الكتب، بالطبع سوف توفر القراءة قدراً من البصيرة فيما يخص التساؤلات والمهام الحالية في ظل رأسمالية متقدمة ومتحولة (وتعصف بها أزمة متزايدة) كالموجودة اليوم. لكن، تبقى الدوجمائية هي عدونا الداخلي، لذا فإن ماركسية جرامشي الفعّالة يمكن أن تساعدنا في تقويض العقيدة التي تعوقنا وتؤخرنا في صمت. إن اليسار الثوري بحاجة لجرامشي، الآن أكثر من أي وقتٍ مضى.



Photo : ‎الماركسية بين لينين وجرامشي




هل كان جرامشي مخلصاً لأفكار "لينين"؟ ترى ما هو الشيء المميز في أفكار جرامشي؟ وهل لينينية جرامشي مفيدة للاشتراكيين اليوم؟ يجاوبنا "كريس والش" في هذا المقال على كل هذه الأسئلة وأكثر.

إن إرث "أنطونيو جرامشي" من أكثر القضايا خلافية في التراث الماركسي. ولقد زعمت مدارس فكرية كثيرة انتمائها لأفكار "جرامشي"، بعضها ينتمي للماركسية والبعض الآخر من خارجها. وقلما نجد علم من العلوم الاجتماعية لم يدمج المفاهيم الرئيسية المميزة لفكر "جرامشي" في أدبياته. غالباً ما كان ينظر لهذا الإيطالي بصفته ماركسي "مقبول"، ولم يلق أحد بالاً إلى أنه ربما يكون مفكراً وناشطاً سياسياً لا يقل تميزاً عن "لينين". وفي تاريخ الماركسية الغربية، ربما يكون الجدل الرئيسي طيلة الخمسين عاماً الأخيرة حول ما إذا كانت سياسات "جرامشي" استمراراً للتراث اللينيني، أم خرقاً له وخروجاً عليه.

كانت المهمة الرئيسية لجرامشي أثناء كتابته "كراسات السجن" هي البدء في وضع استراتيجية ثورية جديدة للاشتراكيين في ظل الرأسمالية الغربية المتقدمة، حيث تختلف الأوضاع اختلافاً جوهرياً عن تلك التي كانت في روسيا القيصرية. ومجرد الاشتباك مع موضوع كهذا كافي، لدى البعض، للتمييز بين أفكار كل من "لينين" وجرامشي" النظرية. ولكن، هذا استنتاج ضحل للغاية، فما من أحدٍ منذ بداية العشرينيات كان على دراية بضرورة وجود استراتيجية ثورية مختلفة خاصة بالغرب مثلما كان "لينين".

في السبعينيات، ظهرت موجة نظرية جديدة اعتمدت بشكل كبير على قراءة خاطئة لأفكار جرامشي من داخل الأحزاب الشيوعية في أوروبا. هذا التنوع الفضفاض في وجهات النظر أصبح يُعرف بشكل جمعي بإسم الشيوعية الأوروبية والتي تمحورت حول فكرة أن مفهوم "حرب المواقع" لجرامشي هو إقرار لسلك الطريق الإصلاحي للاشتراكية. وبالتالي فإن الأحزاب الشيوعية التي التزمت بوجهة النظر الجديدة تلك، بدأت في النظر إلى العمل الانتخابي باعتباره أولوية سياسية، وسرعان ما بدأوا في التخلي عن قدر كبير من التراث اللينيني.

في بريطانيا، دافعت دورية "الماركسية اليوم" عن الشيوعية الأوروبية، والتي كان يترأس تحريرها كتّـاب مثل "مارتن جاك" و"ستيوارت هول"، وأشخاص مثلهما كان لديهم من الأسباب ما يكفي للفصل ما بين "جرامشي" والتراث اللينيني. لقد أرادوا أن يميزوا نظرياً وبوضوح شديد بينهم وبين "عبادة لينين" في الاتحاد السوفيتي الستاليني. لقد كانوا متشائمين للغاية إثر عقود من هزائم متتالية منيّ بها اليسار الثوري، وهدفوا إلى صياغة استراتيجية اشتراكية جديدة يمكنها التخلص من الثوابت القديمة للماركسية اللينينية الستالينية الفاشلة، مثل "ديكياتورية البروليتاريا". وظنوا أن "جرامشي" هو مبررهم للقيام بمراجعة جذرية كتلك، كما أنهم تعمدوا النأي بأفكاره بعيداً عن أفكار "لينين"، هؤلاء كانوا، بالطبع، رجالاً ذوي دوافع سياسية. ولم تكن استنتاجاتهم الخاصة موضوعوية أومحايدة، ولا دقيقة علمية، بل أمليت وفقاً لبرنامجهم الخاص بإعادة توجيه وتجديد جناح اليسار الراديكالي، في وقت أزمة اليسار العميقة.

من الضروري هنا توضيح بعض النقاط الحاسمة، التي دائماً ما يتم تجاهلها رغم أهميتها: أولاً، مفهوم "الهيمنة" الذي أصبح مرادفاًً لأفكار جرامشي، لم يكن له بالأساس، لكنه أخذه عن "لينين"، كما أنه كان واسع الاستخدام من قبل كبار منظري الأممية الثانية والثالثة على حدٍ سواء. والحقيقة أن استخدام "جرامشي" لهذا المفهموم لم يكن بشكل تحريفياً عن، أو متناقضاً لاستخدامه في روسيا، ولكن حقيقة الأمر أنه كان استمراراً وتطويراً للمفهوم نفسه. ثانياً، رغم أنه كان شائعاً لعقود توصيف مفهموم "الهيمنة" لجرامشي على أنه استراتيجية بديلة لمفهوم "ديكتاتورية البروليتاريا" القديم. لكن، لم يكن هذا مقصد "جرامشي" أبداً، الواقع أن المفهومين كانا، بالنسبة للعقلية الإيطالية، مكملان لبعضهما البعض. وفي الحقيقة، إن "كراسات السجن" لجرامشي كانت محاولة لمواصلة العمل بالنهج اللينيني بعد وفاته.

لينين والغرب

كما سبق وذكرنا، كان "لينين" متيقناً، من حاجة الغرب إلى استراتيجية ثورية مختلفة. وفي عام 1921، بيّن خصيصاً للشيوعيين الروس أهمية وجود استراتجية خاصة بالعمال الغربيين بحيث تلائم أوضاعهم وظروفهم الخاصة. وتأسف تحديداً على أن البرنامج المنصوص عليه في المؤتمر الثالث، كان بالكاد مفهوم بالنسبة للعقلية الغير روسية، حيث قال:

"اتخذ المؤتمر الثالث، عام 1921، قراراً بشأن الهيكل التنظيمي للأحزاب الشيوعية وأساليبها ومحتوى أنشطتها. لقد كان قراراً ممتازاً، لكنه كان روسياً للغاية، وهذا يعني، أن كل مايتعلق بهذا القرار كان مستنداً على طبيعة الأوضاع في روسيا. وهذا تحديداً مكمن تميزه، ولكن هنا أيضاً كان مكمن النقص. وأقول أن القرار به نقيصة لأنني واثق من أنه يصعب على الأجانب قرائته.. ثانياً، حتى وإن قرأوه، فلن يستطيعوا فهمه لأنه روسي ومغرق في المحلية. بالطبع، ليس فقط لأنه كتب باللغة الروسية – فقد تمت ترجمته بإتقان لكل اللغات – ولكن لأنه مشبعاً جداً بالروح الر+_=وسية. ثالثاُ حتى وإن حدث بشكل اسثنائي وتمكن أحد الأجانب من فهمه، فلن يتمكن من تطبيقه على أرض الواقع". 
(لينين: خمس سنوات من الثورة الروسية وآفاق الثورة العالمية: تقرير المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية. معركة لينين الأخيرة: 1922-23، ص 111).

لقد كانت قوة هذا القرار تكمن في تفاصيله، في خصوصيته وقدرته على التركيز على تفصيلات المسائل التنظيمية. ولكن، نقطة ضعفه كانت تمكن في إستثنائية الظروف الاجتماعية والاقتصادية الروسية، وبالتالي اغترابها بشكل حاد عن العامل الغربي. والأسوأ في واقع الأمر، أنه حتى بعد دراسة متخصصة للظروف الروسية والتي من شأنها المساعدة في فهم دور المنظمة الثورية وممارسة الشيوعيين الروس، أقول إن هذه المعرفة ممكن أن تصبح قيداً للثورية الغربية في حال أن اتبعت بشكل دوجمائي، خاصة وأن طريقهم للثورة العمالية يختلف جذرياً عن طريق البلاشفة. مما حدا بلينين للاعتذار قائلاً: "نحن لم نتعلم كيفية تقديم خبرتنا الروسية إلى الأجانب". ومن أجل تدارك هذا السهو من المجلس السابق، أكد لأبناء وطنه قائلاً: "علينا نحن الروس أيضاً إيجاد السبل والوسائل لشرح مبادئ هذا القرار للأجانب. ما لم نقم بهذا، سيكون من المستحيل تماماً عليهم تطبيقه وممارسته".

كانت المهمة الرئيسية للأممية الشيوعية في هذه المرحلة هي "ترجمة" التجربة الروسية إلى العديد من اللهجات العامية الدارجة بين العمال الأوروبيين. لكن، لا توجد دولتين متطابقتين في نفس الظروف، وتحديداً الحالة الروسية كانت بعيدة كل البعد عن الأوضاع في أوروبا في ظل رأسمالية أكثر تقدماً.

حرب المواقع وحرب المناورات

واحدة من أعظم إسهامات "جرامشي" في الماركسية الثورية هي صياغته للاستراتيجية المزدوجة المعروفة بإسم حرب المناورات وحرب المواقع. سابقاً، في عام 1917 حين طبقها لينين والبلاشفة، كانت قد صممت كاستراتيجية مناسبة للاشتراكيين داخل مجتمعات لا تزال الرأسمالية فيها متخلفة وغير متطورة. لقد انطوت على شكل متقدم من أشكال التمرد على الدولة وهو أمر ممكن فقط عندما تحافظ الطبقة الحاكمة داخل المجتمع على تفوقها على الطبقات التابعة باستخدام القوة المطلقة، مع تقبل جماهيري ضئيل أو ربما معدوم لهذه السيطرة. وفي هذه الحالة، ترفض الطبقات التابعة أن تقودهم الطبقة البرجوازية، لكنهم يجبرون على الرضوخ والإذعان بالاستخدام المفرط للعنف من خلال أجهزة الدولة القمعية، مثل "تشكيلات خاصة من الرجال المسلحين، السجون، وما إلى ذلك" مثلما أوضح "لينين" في كتابه "الدولة والثورة".

من ناحية أخرى، فإن حرب المواقع، هي استراتيجية طويلة الأمد تحتاج إلى مزيد من الصبر. فهي ليست هجوم على معاقل السلطة، لكنها فترة طويلة من البناء وصولاً إلى تلك اللحظة التي تصبح فيها التحالفات الطبقية متقدمة وتسعى لزعامة الطبقات التابعة. ولقد شرح "جرامشي" الظروف المختلفة التي تتطلب استراتيجية خاصة لكل ظرف على حدا:

"في الشرق، كانت الدولة هي كل شيء، وكان المجتمع المدني هلامياً وبدائياً. بينما في الغرب، هناك علاقة صحيحة وقوية بين الدولة والمجتمع المدني، وفي الأوقات التي تترنح فيها الدولة، سرعان ما يكُشف عن هيكل قوي للمجتمع المدني. فالدولة في الغرب ما هي إلا حصن أمامي تصطف خلفه سلسلة من الحصون القوية والمناطق المنيعة. وغني عن القول، أن بناء الدولة يختلف من دولة إلى أخرى، وهذا تحديداً هو السبب وراء الحاجة إلى استكشاف وطني دقيق. (أنطونيو جرامشي، كراسات السجن، المجلد الثالث، ص169).

وفي هذا المقطع تحديداً يعرّف "جرامشي" الدولة بالقلعة التي تحيط بالمجتمع المدني وتحميه. وفي مواضع أخرى كان يعرض العكس، أي أن المجتمع المدني هو من يحمي الدولة. وفي نهاية المطاف، لا توجد حقيقة مطلقة حول الصياغة المتعلقة بالدول الرأسمالية المتقدمة، لأنه وكما ذكرنا "تكوين الدولة يختلف من دولة إلى أخرى". لكن النقطة الرئيسية التي يجب علينا ملاحظتها هي أن، في الغرب هناك علاقة أكثر نضجاً بين الدولة والمجتمع المدني. فالدولة في المجتمع الغربي الرأسمالي المتقدم، تضمن استمرار هيمنة الطبقة الرأسمالية من خلال وسائل للحكم أكثر تعقيداً من القهر الغاشم الذي تلجأ إليه الدول الشرقية المتخلفة. فهناك تنتشر وبفاعلية كبيرة مزيج من الإكراه والموافقة. وكلما تقدمت الدول الرأسمالية أكثر، قل لجوئها لاستخدام القوة أكثر فأكثر، واعتمدت بشكل متزايد على كسب الرضا الجماهيري من أجل الحفاظ على الوضع الهرمي الراهن.

ومن المهم أن نلاحظ في هذه النقطة أن الجماهير على كل الأحوال قد خدعت بمثل هذه التسوية. إن أيديولوجية الطبقة الحاكمة تتعمد استهداف احتياجات محددة، ورغبات أو مخاوف منتشرة بالفعل بين الطبقات التابعة. تلك المستهدفات تتحدد وفقاً لقضايا مختلفة في مراحل تاريخية مختلفة وتمليها ظروف معينة وفقاً لكل مجتمع على حدا. إنها ممكن أن تكون أي شيء مثل: استعادة القانون والنظام (الأمن الداخلي)، والأمن القومي، المخاوف حول حجم جهاز الدولة، الغضب من تفشي "ثقافة المنفعة"، والمطالبة بالعدالة. على سبيل المثال، انطوى البرنامج السياسي لـ "مارجريت تاتشر" على مثل كل هذه الأمور. وأثيرت كل هذه المخاوف من قبل تاتشر وحلفائها، واعتمدوا بالأساس على دور وسائل الإعلام في الترويج لهم بإخلاص شديد، مع تخصيص وقتاً قصيراً لصوت المعارضة، أو ربما ينعدم تماماً.

عندما يصبح فكر الطبقة الحاكمة مقبولاً على نطاق واسع للدرجة التي تجعل الطبقات المضطهدة على استعداد للمشاركة فيه، حين تنعدم البدائل، أو ربما تكون موجودة بالفعل لكنها عاجزة عن اجتذاب الجماهير، ذلك هو الوقت الذي يصبح فيه فكر الطبقة الحاكمة، كما أطلق عليه "جرامشي"، أمراً منطقياً سليماً. حينها يصبح التحول الفكري في المجتمع مستقراً جداً حتى أن الإدارات السياسية اللاحقة تضطر لمواصلته وتأييده، وعندئذ يصبح المشروع السياسي مهيمناً حقاً. هذا تحديداً ما تم تحقيقه من خلال مشروع تاتشر الجذري، حتى أن حكومة حزب العمال اللاحقة لفترة تاتشر، احتضنت تماماً، وواصلت مشروعها نحو الليبرالية الجديدة.

الدولة المتكاملة

في الثنائية الماركسية التقليدية للدولة والمجتمع المدني، تعتبرالأجهزة الأيديولوجية مثل الإعلام، المدارس، الجامعات، والأسرة، إلخ، هي مؤسسات المجتمع المدني. أدرك "جرامشي" أن في المجتمع الرأسمالي المتقدم مثل هذا الوصف ليس دقيقاً تماماً. فالمجتمع المدني والدولة ارتبطا ارتباطاً وثيقاً بحيث وجب التصدي لهما معاً بشكل متزامن. إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قدرة بعض الشخصيات في المجتمع على التأثير على الدولة والعكس بالعكس، سواء كانوا من الأثرياء المتبرعين للأحزاب السياسية التى لها رأي في السياسة العامة أو صنع القرار، أو أباطرة الإعلام بقدرتهم الهائلة على التأثير جماهيرياً حتى أنهم يلعبون دوراً حاسماً في تحديد الشخص المنتخب للرئاسة. وهكذا، من الواضح أن السلطة في المجتمع ليست في أيدي السلطة السياسية وحدها.

هذا هو السبب وراء صياغة "جرامشي" لمفهوم "الدولة المتكاملة". في هذه الصيغة، الدولة والمجتمع المدني لا يعدا كيانان مستقلان ومختلفان، بل هما عنصران مكونان لنظام واحد. إنها علاقة جدلية بينهما، بحيث تبقى قدرة الدولة على الفعل معتمدة دائماً على توازن القوى الطبقية والاجتماعية، وعلى دور الجهات الفاعلة داخل المجتمع المدني.

هناك إساءة فهم شائعة لمفهوم حرب المواقع لـ "جرامشي"، بحيث فُهم أن حرب المواقع هو نضال داخل المجتمع المدني، وحينما يتم ضمان الهيمنة، ستقع الدولة دون مقاومة في أيدي العمال ليبسطوا سيطرتهم عليها. وحين نعّي مفهوم "الدولة المتكاملة" بشكل جيد، يصبح من الواضح أن هذا التفسير غير صحيح.

الدولة المتكاملة هي كل شيء، وحدة واحدة، هي "الدولة" التي تضم المجتمع المدني والسياسي على حدٍ سواء. حيث يستند ويدعم كل من الدولة والمجتمع المدني بعضهما البعض من خلال علاقة تكافلية. لذا يجب على حركة عمالية ثورية مهاجمة كلاهما معاً في نفس الوقت، ولذا يجب أن تكون استراتيجية الجبهة المتحدة حاضرة دائماً. على المضطهدين تنظيم أنفسهم كي يقودوا نضال متنامي ومتواصل ضد الدولة والطبقة الحاكمة. وهذا الشكل التنظيمي يجب أن يكون على هيئة مؤسسات عمالية جديدة وعلى الثوريين بذل كل ما في وسعهم لنشر العمل السياسي داخل تلك الأشكال التنظيمية، مع رفع الوعي بشكل مستمر، وتنظيم النضال من خلال التفاعل الجدلي.

علينا أن نعي أنه من غير الممكن فهم واستيعاب مفهوم "الهيمنة" لجرامشي بمعزل عن غيره من الأبحاث الهامة التي انجزها خلال سنوات السجن، لذا ها نحن نعرض لتلك المعادلة: "الهيمنة المدنية = حرب المواقع = الجبهة المتحدة". الجبهة المتحدة هي استراتيجية يتم تنفيذها من أجل توحيد صفوف الطبقات التابعة لخوض معركة ضد الدولة، أما الهيمنة المدنية (نقطة انطلاق، ودائماً ما تسعى نحو الهيمنة السياسية) فهي قيادة الطبقات المضطهدة في نطاق المجتمع المدني. أما حرب المواقع فهي، تقدم مطرد وتدريجي نحو تحالف للمضطهدين بقيادة البروليتاريا لإخضاع الهيمنة الغالبة، وعندما يصبح هذا ممكناً، يناور لإحكام السيطرة على أجهزة الدولة. وكل جزء من مكونات هذه الصيغة أساسي لوحدة الاستراتيجية بأكملها.

إذا تم التغاضي عن أيِ من أجزاء تلك المعادلة، الاستراتيجية المقدمة ستكون غير مفهومة، وبالتأكيد غير قابلة للتطبيق. يمكن التأسيس للقيادة (الهيمنة) داخل المجتمع المدني فقط عندما تصيغ شتى الطبقات المضطهدة على تعددها تحالفاً (عبر الجبهة المتحدة) مع طليعة البروليتاريا التي ستقود النضال ضد الطبقة الحاكمة في كل مجالات المجتمع المدني والسياسي على حدٍ سواء. وأنا أزعم، وأسعى لإثبات ذلك من خلال تحليل دقيق للنصوص، أن كل جزء من مكونات هذه المعادلة يدين بقدر كبير لتأثير "لينين".

مفهوم الهيمنة لدى لينين (القيادة)

كما أشرنا سابقاً، فقد أخذ "جرامشي" مفهمومه للهيمنة من "لينين". وينبغي علينا أن نتذكر في هذه المرحلة أن مفهموم الهيمنة لدى "جرامشي" في فترة ما قبل أي ثورة مفترضة، يعني ببساطة قيادة الطبقات التابعة، وجمعها معاً في وحدة نضالية عن طريق استراتيجية الجبهة المتحدة. ولأن "لينين" في أغلب الأحيان لم يستخدم كلمة هيمنة، فإن هذا فسر على سبيل الخطأ على أنه غياب أو عدم اعتداد بمفهوم الهيمنة في أعماله. وكما ذكرت "كريستين جلوكسمان":

"يحرص غالبية المعلقين على لفت الانتباه إلى إسهامات "جرامشي" الفاصلة، أو بشكل أدق، التأكيد على مخالفة "جرامشي" لـ "لينين"، بالاستهانة بمكانة الهيمنة في أعمال "لينين"، في ظل صمت شبه مطبق من قبل الأممية الثالثة". (كريستين جلوكسمان – جرامشي والدولة – ص 174).

بيد أنه ليس من الصعب العثور على أمثلة لمفهوم الهيمنة في كتابات "لينين" قبل عام 1917 بوقت طويل، دعونا ننظر في المقاطع التالية من كتيب "خطتا الاشتراكية الديمقراطية"، والذي كتبه عام 1905:

"إن العمل المعتاد، المنتظم والراهن لكل المنظمات والمجموعات الخاصة بحزبنا، وكذا أعمال الدعاية، والتحريض، والتنظيم، جميعها موجهة نحو تعزيز وتوسيع العلاقات مع الجماهير". 

"وباختصار، لتجنب أن تجد نفسها مكبلة اليدين في نضالها ضد الديمقراطية البرجوازية المتناقضة، على البروليتاريا أن تكون طبقة واعية، وقوية بما يكفي كي تحرض الفلاحين نحو الوعي الثوري، وأن توجه هجومها، وهكذا تسير باستقلال على خطى الديمقراطية البروليتارية الواثقة". (لينين: خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية، المختارات – الجزء الأول).

في بواكير عام 1905، أدرك "لينين" أن التحالف الطبقي يجب أن يكون فيما بين الطبقات التابعة بهدف الانخراط في نضال ثوري فعّال. وهذا صحيح، لا سيما في الدول التي لا تكون البروليتاريا فيها الطبقة الأكبر عدداً. إضافة إلى إقامة تحالف المضطهدين هذا، يجب على البروليتاريا توطيد وترسيخ ثقة وولاء الطبقات الأخرى المكونة للتحالف، وأن تقودهم وتملي عليهم شكل الأنشطة الثورية أيضاً (تماماً كما في صياغات جرامشي).

في هذه الحالة، عرّف "لينين" الجبهة المتحدة بأنها تاكتيك، مناسب لفترة محددة، بدلاً من كونها استراتيجية. لذا، يمكن القول بسهولة أنها كانت مناسبة تماماً لروسيا في عام 1905، ولكن لم تكن مناسبة تماماً لظروف عمل "جرامشي" في إيطاليا. ومع ذلك، فقد أسست الجبهة المتحدة في نهاية المطاف لدور أكثر ديمومة في فكر لينين. وفي وقت ليس بعد ذلك بكثير، تحديداً مع بداية الأممية الثالثة، كانت تعرف الجبهة المتحدة بوصفها استراتجية مناسبة للعصر، بدلاً من كونها مجرد مناورة محددة فحسب. وسوف أعود لمعالجة هذه النقطة فيما بعد، عند تناول النظرية والممارسة لدى "لينين" وأهميتها لـ "جرامشي".

لقد تأكدت نظرية "لينين" العامة للثورة البروليتارية بوضوح في أكتوبر 1917. وبعد ثورة أكتوبر، أصبح مفهموم الهيمنة – قيادة الطبقات المضطهدة – يتكرر كثيراً في كتابات "لينين"، كما كان يأخذ شكلاً أكثر تطوراً. وفي عام 1918، في كتاب "الدولة والثورة"، قرأنا:

"البروليتاريا وحدها - بحكم الدور الاقتصادي الذي تقوم به في الإنتاج الكبير هي القادرة على قيادة كافة الكادحين والمستغَلين، هؤلاء الذين تستغِلهم البرجوازية وتضطهدهم وتسحقهم بشكل لا يقل – إن لم يزد – عما تفعله بالبروليتاريا، ولكنهم غير أهل للقيام بنضال مستقل من أجل تحررهم". (لينين: الدولة والثورة، المختارات – المجلد الثاني، الجزء الأول، ص 398).

لا توجد طبقة أخرى بخلاف الطبقة العاملة تم إعدادها عبر موقعها في نمط الإنتاج للاضطلاع بهذا الدور. لا توجد طبقة أخرى منظمة من خلال العمل في مثل هذه التجمعات الكبيرة، وتلك الظروف الاجتماعية. لا توجد طبقة أخرى لديها المهارات اللازمة لمواصلة الانتاج، وإرساء أسس المجتمع الاشتراكي الجديد مع احتمالية الإطاحة بالبرجوازية.

ديكتاتورية البروليتاريا (الهيمنة)

في هذه المرحلة، بعد عزل الثوريين للطبقة الرأسمالية، يكتسب مفهوم "الهيمنة" لـ "لينين" جانب آخر شديد الأهمية إلى جانب معناه الشامل، والذي نجده في كتابات "جرامشي". الآن نحن نرى أن الهيمنة ضرورية ليس فقط من أجل قيادة الطبقات المضطهدة في عملية الإطاحة بالبرجوازية، لكنها أساسية وضرورية للبروليتاريا من أجل الحفاظ على سيطرتها الطبقية وإخماد "المقاومة البرجوازية اليائسة". هذه الفترة التي تتولى البروليتاريا فيها وظيفة الطبقة الحاكمة لا تعني على الإطلاق إنجاز أو إكتمال الثورة العمالية. إنها ببساطة، الفترة الانتقالية لديكتاتورية البروليتاريا. تكتمل الثورة العمالية وتنجز فقط عندما تنعدم الطبقات من المجتمع.

يتضح الآن، أن الفرق، الذي سيق بشكل تحريفي من قبل الشيوعية الأوروبية والاصلاحيين من شتى الأطياف، لمفهوم "جرامشي" للهيمنة، وفهم "لينين" لديكتاتورية البروليتاريا وأنه مكشوف للجميع أنه غير دقيق كلياً. الأمر ببساطة، أن ديكتاتورية البروليتاريا هي تعبئة "قوة قمعية خاصة" تمكّن البروليتاريا من قمع البرجوازية.

في كتابات كل من "لينين" و"جرامشي"، ظلت قيادة البروليتاريا للتحالف الثوري للطبقات المضطهدة أمراً ضرورياً وأساسياً قبل وأثناء وبعد الإطاحة بالبرجوازية. وأقترنت قيادة الطبقة العاملة تلك مع هيمنة الطبقة العاملة في فترة ما بعد التمرد، ومع قمع الطبقة الرأسمالية المعزولة وقوى الثورة المضادة التي ربما تحتشد في محاولة يائسة لاستعادة تفوقها المفقود. في الكراسة الأولى من "كراسات السجن" كتب "جرامشي" ما يلي:

"تصبح الطبقة مهيمنة بطريقتين، أي أنها "قائدة" و"مسيطرة". فهي تقود الطبقات المتحالفة، كما أنها تسيطر على الطبقات المعارضة. ولذلك، يمكن للطبقة (بل ويجب) أن "تقود" حتى قبل توليها السلطة، وعندما تتولى السلطة تصبح مهيمنة، وفي نفس الوقت تواصل "القيادة". (أنطونيو جرامشي، كراسات السجن، المجلد الأول ص136).

بمقارنة هذا مع ما ملخص لينين حول الضرورات الاستراتيجية للعملية الثورية، والذي كتبه عام 1918:

"أما المهمة الرئيسية التي يترتب على البروليتاريا والفلاحين الفقراء الذين تقودهم، أن يؤدوها في كل ثورة اشتراكية، وبالتالي في الثورة الاشتراكية التي بدأناها في روسيا في 25 أكتوبر 1917، فهي، على العكس، عمل إيجابي، أو انشائي قوامه تنظيم شبكة في غاية التعقيد والدقة من علاقات تنظيمية جديدة تشمل إنتاج وتوزيع المنتجات الضرورية لمعيشة عشرات الملايين من الناس، إنتاجها وتوزيعها بصورة منهاجية. إن ثورة كهذه لا يمكن تحقيقها بنجاح إلا إذا قامت أغلبية السكان وبالدرجة الأولى أغلبية الشغيلة، بعمل إبداعي تاريخي مستقل. ولن يكون انتصار الثورة الاشتراكية مضموناً إلا إذا وجدت البروليتاريا والفلاحون الفقراء في نفوسهم ما يكفي من الإدراك، والإخلاص الفكري، والتفاني، والصلابة". (لينين: المهام المباشرة أمام السلطة السوفيتية، مختارات لينين – الجزء الثالث، ص 94 و95).

"إن إسقاط البرجوازية لا يعلن عن ميلاد مجتمع اشتراكي جديد، إنها مجرد مرحلة إنتقالية من ديكتاتورية البروليتاريا. الثورة الاشتراكية تكتمل فقط عندما يتم القضاء على الطبقية من المجتمع، وبالتالي الدولة، التي غاية وجودها هو قمع الطبقات التابعة لضمان ومواصلة السيادة والهيمنة. تكتمل الثورة الاشتراكية فقط عندما يأتي إلى حيز الوجود نموذج جديد غير مسبوق على الإطلاق للدولة وهي: دولة العمال، "والتي لم تعد في دولة في الواقع." (لينين: الدولة والثورة، المختارات – المجلد الثاني، الجزء الأول، ص 429).

يجب الحفاظ على التحالفات المصاغة قبل حركة التمرد وكما يجب أن تستمر تحت القيادة العمالية بغية بناء الظروف الاجتماعية والاقتصادية الجديدة للاشتراكية والسماح للعملية الثورية بأن تتقدم لما هو أبعد من تلك اللحظة الآنية لديكتاتورية البروليتاريا. في عام 1919، كتب "لينين":

"إن الطبقات ما تزال باقية، ولكن مظهر كل منها قد تغير في عهد ديكتاتورية البروليتاريا؛ كذلك تغيرت العلاقة بين الطبقات. إن النضال الطبقي لا يزول في عهد ديكتاتورية البروليتاريا، بل يرتدي أشكالاً أخرى". (لينين: الاقتصاد والسياسة في عهد ديكتاتورية البروليتاريا، مختارات لينين – الجزء الثالث، ص 266).

وبرغم أن اللغة التي استخدمها كل من "لينين" و"جرامشي" كانت مختلفة، إلا أنه من الواضح أنهما وصفا الممارسة التنظيمة الثورية ذاتها. ومثلما أن الغياب اللفظي النسبي لكلمة "هيمنة" في كتابات "لينين" لا يعني إغفال المفهموم، فإن ندرة استخدام "جرامشي" لعبارة "ديكتاتورية البروليتاريا" في "كراسات السجن" ليست دلالة على غيابها من أفكاره.

توصية "لينين" الأخيرة

المواضيع الأكثر أهمية في كتابات "جرامشي": الهيمنة، حرب المواقع، والجبهة المتحدة، كما رأينا آنفاً، أُخذت كلها مباشرة من "لينين". ولكاتب سيرة جرامشي الذاتية، "الستير ديفيدسون" الملاحظة التالية: " ترتبط اللينينية في نقطة إنتهائها إرتباطاً وثيقاً مع بدايات الجرامشية." (الستير ديفيدسون، جرامشي ولينين: 1917-1922، السجل الاشتراكي، 1974، ص146).

إن كراسات السجن لجرامشي حملت مسئولية نشر النظرية اللينينة بعد وفاته. سعى "جرامشي" بكتابته "كراسات السجن" إلى توضيح الأفكار الاستراتيجية اللينينة النهائية في الفترة التي كانت فيها اللينينية مشوهة بصورة فجة، وتأججت فيها الصراعات حول التراث اللينيني الحقيقي بشراسة، إذا لم يكن بشكل علني دائماً، فداخل الشيوعية الدولية (الكومنترن) على الأقل. لقد صاغ "جرامشي" أفكاره في نفس الوقت الذي كان الكومنترن ملتزماً فيه باستراتجية الحمقاء للفترة الثالثة أي التخلي عن الجبهة المتحدة. في سنوات "لينين" الأخيرة، كان قد أدرك أن الجبهة المتحدة لم تعد مجرد مناورة عابرة، لكنها في الواقع الاستراتيجية الوحيدة المناسبة لهذه المرحلة. لقد أتخذ "جرامشي" موقف الأقلية بسبب وفاءه لهذا الاستنتاج اللينيني. كتب "بيتر توماس":

"إن النضال من أجل "الهيمنة المدنية والسياسية"، محاولة بناء الأجهزة البروليتارية المهيمنة، كانت هي محاولة "جرامشي" للبقاء مخلصاً لمشيئة وتوصية لينين الأخيرة، ولنشر التقدم النوعي المتطور في مفهوم الهيمنة وفقاً للظروف الغربية. بعيداً من أن يكون توجيهاً منحرفاً عن الأطروحة الكلاسيكية لديكتاتورية البروليتاريا، فإن نظرية "جرامشي" حول هيمنة البروليتاريا تطرح نفسها بوصفها "مكمل" ضروري لنظرية "لينين". إن حرب المواقع الآن ليست فقط "الاستراتيجية الوحيدة الممكنة في الغرب"، كتطبيق لسياسة الجبهة المتحدة المبنية على أساس طبقي، بل إنها قد أصبحت حجر الزاوية الذي لا غنى عنه لأي سياسة ثورية ترغب في إنتاج سياسية "من نوع مختلف جداً" على نطاق أممي. (بيتر توماس، فلسفة الهيمنة والماركسية، ص 239).

في ضوء الأدلة، لا يمكن أن يكون هناك شكاً مطلقاً حول ما إذا كان "جرامشي" لينينياً أم لا. إن لينينيته كانت أكثر ثراءاً وأكثر فاعلية من كل البدائل التي طرحها معاصروه. وفرقوا بصورة فجة للغاية بين جرامشي والتراث اللينيني، حيث قدمت الشيوعية الأوروبية ليس فقط صورة غير دقيقة تاريخياً عن جرامشي ونظريته، بل وبكل انتهازية كانت صورة منقوصة. واجبنا هو تخليص تراث جرامشي من الإساءة التي لحقت به على المستوى السياسي كما على مستوى كل فروع العلوم الاجتماعية الأخرى.

في القرن الحادي والعشرين، بينما تخلى كثير من اليساريين عن "لينين" كونه أصبح عتيقاً وعفا عليه الزمن، علينا أن نتجه لـ "جرامشي" من أجل توضيح ما تعنيه اللينينة الآن وصلتها بالنضال الثوري في عصرنا الحالي. إن اليسار اللينيني لا يزال يعيد قراءة "الدولة والثورة" و"ما العمل؟"، كما لو كان هناك حلاً – لكثير من الأزمات التي تواجهنا اليوم – سيتجسد أمامنا بشكل سحري من بين طيات الكتب، بالطبع سوف توفر القراءة قدراً من البصيرة فيما يخص التساؤلات والمهام الحالية في ظل رأسمالية متقدمة ومتحولة (وتعصف بها أزمة متزايدة) كالموجودة اليوم. لكن، تبقى الدوجمائية هي عدونا الداخلي، لذا فإن ماركسية جرامشي الفعّالة يمكن أن تساعدنا في تقويض العقيدة التي تعوقنا وتؤخرنا في صمت. إن اليسار الثوري بحاجة لجرامشي، الآن أكثر من أي وقتٍ مضى.‎