mardi 20 mars 2012

عودة ماركس


عودة ماركس!



منذ فترة ليست بالبعيدة دار جدال بين بعض الكتٌاب حول عدم جدوى نظريات كارل ماركس في الاقتصاد السياسي وانه لاقيمة لها في عصرنا الحالي ولايمكن استخدمها في الازمة المالية والاقتصادية العالمية الراهنة.

وحتى وسائل الاعلام كانت دوما تؤكد بعدم جدوى نظريات كارل ماركس في ازمتنا الحالية ولكن يبدو أن الوقائع الحالية تقول عكس ذلك .

فقد عاد كتاب كارل ماركس( رأس المالDas kapital ) الى رفوف المحلات ليتصدر قائمة المبيعات للكتب في السوق العالمية على أثر الازمة الاقتصادية العالمية التي اجتاحت الولايات المتحدة الامريكية واوربا الا ان هذا الاهتمام مازال ينحصر على الاجيال القديمة بالاخص التي تجذرت فيها تلك الايديولوجيات التي كانوا يؤمنون بها في انتمائاتهم للاحزاب الشيوعية. ولكن توجد فئة قليلة من الشباب المثقف الذي يحاول اعادة البحث عن الماركسية التقليدية من جديد ولكن مازالوا مقيدين بثقافة وايديولوجيات االمحافظين والاستثمارات المالية.



وهناك كتاب للكاتب البروفيسور والباحث الكندي ( Leo Panitch ) الذي حصل على شهرة كبيرة اليوم ويهتم به ليس فقط المؤمن بالشيوعية والماركسية بل ايضا المؤمن بالليبرالية الجديدة .





وفي مقالة للكاتب جون ريس يشير فيها الى ان عدد من الكتاب الذين يعيدون تقييم نقدهم لتحليلات كارل ماركس من جديد بسبب ادراكهم لعبقرية هذا الرجل.



فقد أشادت صحيفة الفاينانشال تايمز بتحليلات كارل ماركس في الراسمالية وقد نشر الكاتب ادوارد مورتيمرالبيان الشيوعي لكارل ماركس ليثبت بان وصف كارل ماركس وانجلز لاقتصاد العالم يتطابق مع الاوضاع الاقتصادية لعام 1998 اكثر من تطابقه مع اوضاع 1848.



وبمناسبة مرور 150 عام على البيان الشيوعي لكارل ماركس خصصت صحيفة الغارديان البريطانية صفحة كاملة للبيان الشيوعي لكارل ماركس وكذلك قناة البي بي سي خصصت حلقة كاملة لاعادة احياء ماركس.



وفي محاولة لاعادة تقييم ماركس تم نشر العديد من كتابات الناقدين للماركسية مثل دريدا والجدير بالاشارة ان باليبار وهو احد اهم الناقدين للماركسية يقوم اليوم ليس فقط باعادة دراسة الماركسية من جديد بل يقوم بنقد ذاتي لكتاباته الشخصية في نقد الماركسية اذ يقول " انا لم اقرأ جورج لوكاتش كثيرا في الستينات وذلك بسبب تاثري الكبير بكتابات التوسير.

ويضيف باليبار" لقد كنا مناهضين لاي شكل من اشكال التفسيرات الهيغلية للتاريخ وسنرى في اعمال الفيلسوف الماركسي جورج لوكاتش عودة الهيغلية في الماركسية نفسها. وفكرتنا بغض النظر ان كانت صحيحة ام خاطئة فهي اننا نريد تطوير نقد الماركسية على أسس جديدة ليس بذلك الاتجاه بل بالاتجاه المعاكس تماما, ولهذا فان الاسماء العظيمة التي سنعتمدها ليست جورج لوكاتش وكورش ولكن بريخت وليفي شتراوس الى حد ما وفوقهم جميعا فرويد".

ويضيف باليبار" انا الان ومنذ مدة اعيد تقييم اعمال جورج لوكاتش المهمة في التاريخ الفكري للقرن العشرين وكم تفاجئت باكتشافي انني كنت متجاهلا وساذجا وطائفياٌ, ولكنني الان على بينة من حقيقة انه كان شخصية محورية للغاية.



لقد كان الاشتراكيون دوما يصرون على اهمية نضال الطبقة العاملة من خلال تواجدها في تنظيم سياسي ولكن كان هناك جدال طويل بانه لايمكن ان يكون هذا التنظيم السياسي على شكل حزب لينيني.



إن اعادة تقييم الماركسية لدى باريبار ليس بهدف التضامن مع حتمية فكرة الطبقة العاملة كمادة تاريخية. وانما التحول نحو التركيز على الشواغل المركزية للتقاليد الماركسية الكلاسيكية التي اسسها ماركس وانجلز ووضعها لينين ولوكسبورغ وغرامشي ولوكاتش وتروتسكي.

وهناك كتٌاب اكثر تمسكا بالماركسية التقليدية اكدوا على اهمية العودة الى ماركس مثل الكاتب كورنر ويست الذي يصف نفسه بالمسيحي الاسود والمدين للماركسية التقليدية والكاتب جورج شتاينرالذي يبدي اعجابه الشديد باقوال لوكاتش .



لقد ظهرت اليوم كتب كثيرة تتناول مستقبل الاشتراكية واعادة تحديد دور الاشتراكية وذلك من خلال كتب ( Eric Hobsbawm's ,Colin Leys ,Leo Panitch's ).



الجدير بالاشارة الى انه على الرغم من الاشادة الكبيرة دوما من قبل كل من ليز وليو بانيش بالاحزاب الشيوعية القديمة الا ان لديهم شعور بان هناك متطلبات اكثر لاعادة تنشيط الحركة العمالية. وفي نفس الوقت يعترفون بان الانتقاد الاصلي لليسار للبولشفية هي في الاتجاه الصحيح. ويؤكدون على ان فشل اليسار الجديد يتطلب اما اعادة تحويل الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية الحالية, او تاسيس أفكار جديدة قابلة للاستمرار. وهذا بالتالي ربما يؤدي الى خلق تيار يساري يتخلى عن مفهوم الاشتراكية والطبقة العاملة بهدف تحقيق اللامركزية لمفهوم الديمقراطية الراديكالية وهذا يمرربشكل خفي المتعارض مع الديمقراطية مع الملكية الخاصة كرد فعل على هذا الفشل. ولهذا يطالب ليز وليو بانتش ببناء منظمات اشتراكية جديدة.

والعودة الحالية الى ماركس هي نتاج احداث مترابطة عديدة مع وجود نقاط ضعف حاسمة يجب التغلب عليها. والعودة الى ماركس هي جزئية وانتقائية. فهناك اشادة كبيرة بتحليلات ماركس ولكن الايمان بالقدرات الثورية للطبقة العاملة قد اسئ اليه بشكل كبير في كل مكان في العالم .





كما ان العودة الى ماركس كان نتيجة الفشل المستمر للنظام الراسمالي العالمي خاصة مع بداية التسعينات وحرب الخليج واحداث البلقان والصومال وراوندا ,كذلك الاحتجاجات الكبيرة في العديد من الدول الاوربية بالاخص في فرنسا والاحتجاجات في بريطانيا بسبب فشل الحكومة المحافظة على مدى عقود وهذا ماعزز انتعاش الاشتراكية من جديد.



ولاننسى احتجاجات الشباب الامريكي في وول ستريت ضد اصحاب البنوك والمصرفيين الذين سببوا الازمة المالية التي كانت السبب في ارتفاع عدد العاطلين وارتفاع نسبة عدد الفقراء في الولايات المتحدة الامريكية. فقد اعتصمت مجموعة شبابية اطلقت على نفسها المقاومة "احتلال وول ستريت" وقد حدثت اشتباكات عنيفة بينهم وبين رجال الشرطة الذين تعاملوا معهم بوحشية رغم ان التظاهرات كانت سلمية واعتقل مئة شخص في بوسطن ولهاذا استمرت احتجاجات هؤلاء الشباب الى اليوم.



يحمل هؤلاء الشباب شعارات تقول سنناضل من اجل عالم افضل ولن نتوقف بل سنكبر وسنمتد وسينضم الينا الجميع وانت الشرطي الذي تقف ضدنا انت مجرد 1% ولكن نحن 99% نحن اكثر ولااحد يستطيع اسقاطنا اليوم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire