mercredi 15 juin 2011

نبدة موجزة عن النهج الديمقراطي









يمثل النهج الديمقراطي شكلا من أشكال الاستمرارية السياسية والفكرية للحركة الماركسية- اللينينية المغربية، وخاصة منظمة " إلى الأمام "، وقد تشكل في ظل ظروف موضوعية تميزت بانفتاح ثغرة في جدار القمع بفعل النضالات التي خاضها شعبنا من أجل الديمقراطية، واشتداد الضغط الدولي على النظام المخزني الذي دخل نتيجة ذلك، منذ بداية التسعينات، في مناورات سياسية يرمي من وراءها إلى التظاهر بإجراء إصلاحات ديمقراطية، ولكن دون التفريط في الجوهر المخزني للدولة، وفي ظروف ذاتية تمثلت في إرادة الانخراط في نضال شعبنا من أجل الديمقراطية وفتح الطريق لبناء المجتمع الاشتراكي.

لذلك فالنهج الديمقراطي ينهل، على مستوى مرجعيته التاريخية والفكرية والسياسية، من رصيد فكري وسياسي وكفاحي استمر وتطور منذ نهاية الستينات رغم كل محاولات الاجتثات والتلغيم والاحتواء والتمييع.

إننا ننظر إلى التشكيلة الاجتماعية المغربية - موضوع وذات نضال النهج الديمقراطي- والتي يهيمن فيها نظام الرأسمالي التبعي ككل ملموس يحركه الصراع الطبقي الذي يستبطن التناقضات على المستوى الدولي ويخترق كل بني هذه التشكيلة الاجتماعية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإيديولوجية والثقافية.

تستند هوية النهج الديمقراطي إلى الهوية العميقة لشعبنا. هذه الهوية تشكلت في سياق تاريخي طويل تميز من ناحية أولى بالتصدي للهجمات التي تعرضت البلاد لها على مر العصور بسبب موقعها الاستراتيجي الهام، ومن ناحية أخرى بانفتاح شعبنا وتفاعله الإيجابي مع الموجات البشرية والثقافية والحضارية التي عرفها حوض المتوسط وشمال إفريقيا. وقد بنى خلال تاريخه الطويل هوية غنية ومتعددة تداخلت فيها مكونات متنوعة أمازيغية وافريقية وعربية وإسلامية ومتوسطية.

إن الوطنية التي نتبناها هي الوطنية التي انصهرت في الكفاح ضد الاستعمار ولذلك فهي تكتسي طابعا تقدميا لأنها تعبير عن دفاع الشعوب المضطهدة عن أرضها وكرامتها وحريتها وهويتها في مواجهة الهيمنة الإمبريالية وهي تنبذ الشوفينية والعنصرية سواء على أساس لغوي أو ديني كما تنبذ القطرية الضيقة وتؤمن بوحدة الشعوب المغاربية في أفق وحدة شعوب العالم العربي.

يتبنى النهج الديمقراطي الماركسية كمنهج للتحليل وكنظرية في التغيير الثوري، على أننا لا نعتبرها نظرية جامدة، بل هي خاضعة للتطور والاغتناء على ضوء الممارسة النضالية وبالاستفادة من التقدم العلمي. لذلك فإن النهج الديمقراطي ينهل من فكر ماركس وانجلز ولينين وغيرهم من المفكرين والقادة الشيوعيين الذين قدموا إضافات أغنت الماركسية كنظرية في التغيير الثوري وكمنهج للتحليل. وترتكز الماركسية من حيث الجوهر إلى المادية الجدلية والمادية التاريخية.

إن الماركسية، كفكر تحرري يهدف إلى انعتاق الإنسان من الاستغلال والاستبداد، يوفر الأسس النظرية والعملية في مرحلة هيمنة النظام الرأسمالي على العالم للطموح التحرري الاجتماعي والإنساني الذي تعكسه الهوية العميقة لشعبنا في أبعادها المتنوعة.

كما أن الفكر الماركسي الحي فكر تحليلي نقدي لواقع الاستغلال والاضطهاد وينطلق من موقع خدمة مصالح ومطامح الطبقات المستغلة، وتحديدا الطبقة العاملة التي تنتزع منها الرأسمالية فائض القيمة. والماركسية هي الفكر الأكثر قدرة على تحليل آليات وقوانين الرأسمالية وتوفير أدوات نقدها وتجاوزها فكرا وممارسة (قراءة أقل)
المهمة
إن النهج الديمقراطي منفتح على كل تجارب الشعوب ونضالاتها من أجل الانعتاق من الاستبداد واستغلال الإنسان للإنسان.....


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire