mardi 29 juin 2010

حوار مع عبلة سعدات

دنيا الوطندنيا الرأي Donia Alwatan, Palestine - email: donia.alwatan@gmail.
عبلة سعدات "ام غسان" زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات لدنيا الوطن:


تاريخ النشر : 2003-09-14القراءة : 8210




غزة – دنيا الوطن
يعتبر احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية من اغرب الشخصيات القيادية في فصائل المقاومة الفلسطينية فقد عاش مطاردا للاحتلال الإسرائيلي سنوات ومنذ اندلاع انتفاضة الاقصى كان مستهدفا ندمن قبل الإسرائيليين فافلت من الكمائن الاسرائيلية وعندما اعتقلته السلة الفلسطينية توجه بمحض إرادته للقاء شخصية امنية فلسطينية فالقي عليه القبض .
وفي هذا الحوار تحدثت زوجته عبلة سعدات لدنيا الوطن عن جوانب في حياته وكيف افلت من الكمائن والمطاردة الإسرائيلية :
*متى بدأت مطاردة زوجك احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية؟
- بدأت حياة احمد النضالية قبل 67 والتحق بالجبهة الشعبية منذ تأسيسها حيث كانت هي حركة قوميين عرب، وبدأت اعتقالاته من سنة 68 واستمرت الى عام 80 وهذه الفترة قضى معظمها في السجن مجموع اعتقالاته حوالي 12 سنة وبدأت فترة مطاردة زوجي احمد منذ خروجه من السجن في عام 1989 كان شبه مطارد،لا يتواجد في البيت لفترة طويلة، وفي سنة 92 أعطت الحكومة الإسرائيلية أوامر للجيش الإسرائيلي لاعتقال كافة أعضاء الجبهة الشعبية في ليلة واحدة، وكانت المدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية تتعرض لاعتقالات كثيرة طالت الصف الأول والثاني من القيادات في الجبهة، وجاءوا ليعتقلوا زوجي احمد سعدات لكنهم لم يجدوه في البيت ولم يعتقلوه ومن ذلك الحين وهو مطارد بشكل رسمي معنى ذلك أنه لم يأتي على البيت ولم يظهر في الشارع أبدا، وبعد مطاردته لفترة 9 اشهر اعتقلوه في مدينة البيرة ،بالصدفة حيث كان يمشي في الشارع وتعرف عليه جندي من خلال الصورة التي وضعوها له على الحواجز وبعد ان انقطع اتصالنا به لم نستطع ان نعلن عن اعتقاله لأننا غير متأكدين من اعتقاله بعد أسبوع أعلنا اعتقال زوجي احمد رسمي وكان قد مر في فترة تحقيق طويلة حيث نقلوه الى سجن "بيت حتكفا" وكان حينها مسؤول الشاباك هناك رجل يدعى "ابو شريف" وأقسم ضابط الشاباك اما ان يقتله او يجعله يركع ولكن والحمد لله لم ينفذ قسمه، وفي حينها بقي في زنازين التحقيق 110 ايام دون ان نراه بعد ذلك حولوه للسجن الإداري بقي فيه 15 شهرا وبعد ذلك خرج من السجن.
في أي سنة تم زواجك من ابو غسان؟
-في سنة 1981 حيث انه خرج قبل ذلك من السجن سنة 1980، احمد زوجي من مواليد سنة 1953 والان عمره "49عاما)، ولدينا ولدان وبنتان غسان (20عاما) ونداء (18عاما) ويسار(17عاما) وخلود (16عاما).
*المعروف عن الأمين العام للجبهة الشعبية انه كان يعيش حياة تقشف وحياة بسيطة هل من توضيح؟
-في مرحلة السلطة كان يعيش عيشة تقشف حيث لا توجد له سيارة، وكان يتحرك بسيارات الأجرة احيانا وقضى سنوات انتفاضة الأقصى ماشيا على قدميه ،وبعد ان اشتدت المطاردة الإسرائيلية له بعد اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي كان زوجي يعتبر مشكلة للإسرائيليين فكيف يصلون لشخص مطلوب يقضي معظم وقته ماشيا وينتقل مشيا على الإقدام متخفيا وأنا يوجد عندي سيارة وهو لا يوجد عنده سيارة وهو أمين عام للجبهة الشعبية ولم يركب في سيارتي مرة واحدة على الاطلاق، وكان يقول لي انني مستهدف فاذا قام الإسرائيليون باغتيالي لماذا تكونين معي هل يجب ان تقتلي مع الاولاد قد يضربوننا بصاروخ وحتى رفضه للمرافقين كان من هذا الجانب وكان يقول اذا اغتالني الإسرائيليون يقتلون شخصا وليس مجموعة ولا اقبل بان يموت اخرين بسببي ولا يوجد له مرافق هذه المظاهر لا يحبها، وهذا التقشف في حياة احمد جعله ينتخب بأغلبية من قبل الشباب في الجبهة حيث انه حصل على الأغلبية في غزة والضفة الغربية، وزوجي له مبدأ في حياته أن المناضل يجب ان يعيش حياة بسيطة وهو لا يناضل من أجل نفسه هو يناضل من أجل شعبه.
وأحيانا أطلب منه أي طلب بسيط فيرد علي ويقول أنت لك زوجك وأولادك واذا طلبت طلب ينفذ لك ، فزوجة الشهيد من الذي ينفذ لها مطلبها فالأولوية لأسر الشهداء والمعتقلين، ولم يكن يفكر بي وبأولاده الا حينما يوفر كل شيء لزوجات الرفاق المعتقلين والشهداء وبعد ذلك يفكر بنا وهناك أشياء كثيرة يأخذها من البيت اما للحزب او لأسر الشهداء والمعتقلين ويقول لي انت تحضرين غيرها حتى انني بحثت عن صورة تجمعني به ولم اجد سوى صورة من حفل الزواج وهي معلقة باطار على جدار المنزل فلم يكن هنالك وقت حتى اراه في غالبية الأوقات منذ زواجنا فكيف سأتصور معه فقد عرفته على مدى السنين الماضية منذ زواجنا مطاردا او معتقلا.
*ماذا كان يعمل الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات؟
في السابق كان مدرس رياضيات في دار الأيتام الإسلامية وعمل فيها من سنة 80 من وقت خروجه من السجن لغاية 85 وهذه الفترة التي تزوجنا فيها، حيث ان حياتنا بسيطة جدا انا املك محل تجاري ، حيث إنني أخذت قرض من مؤسسة وأنشأت بوتيك للسيدات صغير، كما كان للشهيد محمد شقيق زوجي احمد بقالة صغيرة، كما ن عفش بيتنا بسيط ولم نغيره منذ ان سكنا في البيت.
اما فبالنسبة لامتلاك احمد لسيارة هو كان ينظر لها من الناحية الأمنية اولاوليس من ناحية المظهر ففي الفترة الأخيرة كل الاغتيالات كانت تتم من السيارة او الهاتف النقال، مع العلم ان احمد معه هاتف نقال لكن يستعمله بحذر شديد وهو الذي يتصل بالشخص الذي يريده ولايستقبل مكالمات من أي كان ، وفي وقت مطاردته للسلطة لفترة 3 شهور كانت هذه الفترة مزعجة بالنسبة لنا، لكنها لم تستطع ان تصل اليه لحمد ولولا انه ذهب الى الاجتماع المشؤوم الذي ذهب اليه لما كانت السلطة وصلت اليه، وهو يقول الان تفرج عني السلطة وانا أتولى حماية نفسي بنفسي ، وأتخيل ان تنظيم كالجبهة يستطيع ان يحمي أمينه العام ورفاقه . فالجبهة الشعبية لها أساليبها وقدرتها في هذه المسألة.
ومنذ قدوم السلطة الى غزة واريحا قام الجيش الإسرائيلي بحملة اعتقالات للجبهة وكانت الاعتقالات للقيادات، فسمعت انا انهم داهموا بيت الرفيق علي جرادات،فاتصلت به على المكتب وقلت له سآتي وآخذك وأذهب بك الى اريحا، وفعلا أخذته وذهبت به الى اريحا حيث ان اريحا كانت في تلك الفترة محررة من الاحتلال ، وحين رجوعي الى البيت وجدت قوات كبيرة تحاصر البيت سألوا عنه فلت لهم لا اعرف اين هو. وبقي زوجي احمد سعدات في اريحا حتى استلمت السلطة الفلسطينية زمام الأمور في مدينة رام الله وكان دخوله الى رام الله صعب وكان جميع الرفاق المطلوبين في اريحا آنذاك ورجع الى رام الله في عهد السلطة.
· الأمين العام للجبهة الشعبية لم يكن معروف لدى الكثير من الناس حتى بعد استشهاد الرفيق ابو علي مصطفى لم يظهر احمد سعدات إعلاميا وفجأة اصبح الامين العام للجبهة الشعبية كيف كان ذلك؟
- القصة لم تكن إعلامية وكان كثير من أعضاء الجبهة الشعبية يطالبون زوجي احمد ان يستلم منصب الأمين العام للجبهة الشعبية سواء من الخارج او من الداخل، لكن أحمد لم يظهر على شاشات التلفزيون ولم يتطرق للإعلام نهائيا، لكنه كان معروف على نطاق الجبهة الشعبية في الداخل والخارج لأنه قضى سنوات طويلة في السجن ويعرفوه جميع الرفاق معرفة جيدة واحمد كان يرفض فكرة ان يكون أمين عام للجبهة وحاول ان يقنع الجميع انه لا يريد هذا المنصب إلا انهم ألحوا عليه حتى قبل هذا المنصب وقالوا له أنت تصلح لهذا المكان في النهاية لبى رغبة الرفاق وحمل هذا الحمل الثقيل.
· هل استقر الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات بعد ان قدمت السلطة الى رام الله؟
- من سنة 94 حينما اعتقلوا الصف الأول للجبهة الشعبية بقي مطلوب للإسرائيليين وكانوا إسرائيل تطالب السلطة باعتقاله، وحينما دمت السلطة الى رام الله في 95 اعتقلته السلطة 3 مرات لأن إسرائيل كانت تطالب به، وكانت الحجة لدى السلطة انهم يريدوا حمايته من إسرائيل لحين وصوله منصب أمين عام الجبهة الشعبية وهو مطلوب لإسرائيل وفترة الاستقرار كانت 4 سنوات منذ بداية السلطة كان وضعه مستقر نوع ما ينام في البيت لكن آخر فترة وهي فترة الانتفاضة لم يأتي الى البيت وكان نادر ما يأتي الى البيت، حتى ان سيارتي لم يكن ليربكها خوفا منه ان يقوموا بتفجيرها ونستشهد انا وإياه فكان يقول لا يستشهد واحد منا احسن ما يستشهد نحن الاثنين، فكان يقول انا أستطيع ان احمي نفسي.
*هل كنت تعرفين اين يختفي وكيف كنتِ أنت والأولاد تلتقون به؟
فترة اختفاءه لمدة 3 شهور لا اعرف عنها شيء كان حريص على ان تكون للقاءات في احد البيوت ولا اعرف عن حياته الأمنية والسياسية شيء والمعلومات التي اعرفها عن زوجي احمد اسمعها من الناس المقربين منه ، ولم تكن لنا لقاءات عامة بل هناك لقاءات خاصة ، حيث ان احمد إنسان كان يشتاق لي ولأولاده وكان يهتم جدا بوالدته ويرعاها وكان يراعي والده قبل ان يموت لمدة عامين ورعايته لاولاده لا توصف حيث ان قبله يفيض بالحنان لهم ودائما يهتم بهم بأعياد ميلادهم يبعث لهم الهدايا وكان حريص جدا ان يلعب كل الأدوار رغم ما يتعرض اليه من مطاردة وهذا هو عزاءنا الوحيد ويعوضنا عن بعده عنا يكفى انني حينما امش في الشارع وأشاهد احترام الناس وتقديرهم لي، وكل الناس تحاول مساعدتي هذا شيء معنوي لمسته من خلال الناس وهذا الشيء نستمد منه الصبر على هذه الحياة.
*بالنسبة لاستشهاد شقيقه محمد كيف كان وقع الخبر عليه؟
- كان صعب جدا خبر استشهاد شقيقه محمد كما كان وقع النبأ علينا، ان نبأ استشهاد محمد كان وقعه على احمد كما كان نبأ استشهاد الرفيق الأمين العام للجبهة الشعبية ابو علي مصطفى ويوم ان ذهبت لزيارته أخذت والدته وهي سيدة مسنة ولم يراها من مدة فكم كانت هذه المناسبة سعيدة له الا انه كان حزينا على استشهاد شقيقه وكان طول فترة الزيارة يسألني كيف استشهد واين كان حينما استشهد وماذا كان يفعل لأن الشهيد كان بمثابة ابن وشقيق لأحمد وكان شبه مرافق له وهذه كانت أمنية محمد حيث انه احب العمل السياسي ودل فيه لأجل ذلك أحمد يشعر بتأنيب الضمير، وطبعا هو لم يوفر أهله في المواجهات طبعا كانت بنتي خلود تنزل لموجهات مع جنود الاحتلال في رام الله وأصيبت مرتين فكنت أقول له امنعها ان تنزل الى المواجهات فقال لي لماذا امنعها بنتك احسن من هؤلاء الناس.
- *لو ان السلطة أفرجت عن ابو غسان فإسرائيل ستعتقله او تغتاله؟
- -هم يفرجوا عنه وهو يحمي نفسه
- *كيف يحمي نفسه يرجع للمطاردة ورام الله محتلة الآن؟
- كان مطارد في أيام الاحتلال وكانت رام الله محتلة وهذه وجهة نظر زوجي احمد وهو الآن 24 ساعة تحت أيدي الإسرائيليين لو قررت إسرائيل اقتحام السجن من الذي سيمنعها وإسرائيل لا تعيير احد أي اهتمام وحينما تقرر عمل شيء تعمله ، وهو في النهاية يقول استشهد وانا مطارد ولا استشهد وانا مسجون بين أربع جدران.

RSS Feed) الخلاصة
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2009

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire