samedi 23 février 2013

نقد للتروتسكية


تروتسكي والليّنينية

الرّسالة التّاليّة التي نوردها هنا بعث بها تروتسكي إلى تشادزة TCHKEDZE رئيس المجموعة المنشفيّة في الدّوما : قبانا 1-4-1913 . إلى نيكو لاسيمو نوفيتش تشادزة عضو دوما الإمبراطوريّة قصر توريه سان بطرسبورغ : العزيز لاسيمو نوفيتش تشادزة ، اسمحوا لي في البداية أن أعبّر لكم عن اعترافي بالمتعة السياسيّة والجماليّة التي منحتني إيّاها قراءة خطبكم وخاصّة خطابكم الأخير حول "اللصوصيّة" نعم انه ممّا يبعث على السّعادة أن نقرأ خطب نوّابنا ورسائل العمّال إلى هيئة تحرير LOUTH أو عندما نسجّل الوقائع التي تؤشّر للحركة العمّاليّة والانقسام البائس الذي يحافظ عليه لينين بانتظام فهو معلّم محترف في هذا الفنّ ومستغلّ محترف لروتين الحركة العمّاليّة الرّوسيّة . إنّ ذلك يظهر كحلم مزعج مجرّد ، ليس هناك من اشتراكي أوروبي سليم الحسّ لا يعتقد أنّ الخلاف في وجهات النّظر التي صاغها لينين في كركوفاليت ذات طبيعة تؤدّي إلى القطيعة . إنّ نجاحات لينين وإن كانت بالنّسبة لنا عائقا إلاّ أنّها لا توحي لنا بالحرب ... وبكلمة فإنّ اللّينينيّة في هذه اللّحظة مؤسّسة على الكذب والتّزييف وتحمل في ذلك بذور تلاشيها ... حاليّا توجد سياستان التّحطيم الإديولوجي والعضوي للشيع ( المجموعات ) التي لا تزال تقاوم بعد ومن ثمّة تحطيم القواعد نفسها لللينيتية التي لا تتماشى مع تنظيم العمال في حزب سياسي ولكنّها يمكن أن تنتعش على هامش الإنشقاقات أو انتقاء المجموعات المضادّة لللينيتية ( المناشفة والتّصفويين ، المترجم ) عن طريق القضاء الكامل على الإختلافات في التّكتيك فيما بينها" . إنّ العداء تجاه اللينينية يبلغ هنا ذروته ولا نعتقد أنّ القارئ في حاجة إلى تعليق عليها فمضامينها عاريّة من أيّ طلاء .

المعارضة –تروتسكي/زينوفييف

في خريف 1923 قام تروتسكي بهجوم عنيف ضدّ الحزب تبعه فيه خلال سنوات عديدة من سنة 1925 وحتّى تاريخ رفتهم من الحزب كلّ من زينوفييف وكامينيف . كتب تروتسكي في أكتوبر 1923 وثيقة تحدّث فيها عن اللّجنة المركزيّة التي تقود البلاد إلى الخسران وسرعان ما صاغ فريق التروتسكيين أرضيّة الـ46 المكون من سيمرونوف/سيربريكوف/بريوبرفسكي/بياتكوف وغيرهم ، وكانت هذه الأرضيّة موجهّة بالكامل ضدّ الخطّ العام للحزب . وفي هذه المرحلة التي كان فيها لينين على فراش المرض قام تروتسكي بهجوم عنيف على كوادر الحزب البلشفي القدامى (الشّيوخ) وقابل بينهم وبين الشّباب " لقياس" الحالة الفكريّة السّائدة في الحزب ، ولكن محاولة تروتسكي هذه باءت بالفشل . وعندما اخفقت المعارضة التروتسكيّة أعلن تروتسكي أنّه سيمتثل في المرّات القادمة إلى قرارات الحزب .

لكن بعد وقت قصير وجد الحزب نفسه مجبرا من جديد على خوض صراع أكثر حدّة ضدّ تكتّل تروتسكي/زينوفييف ، فقد استغلّ التروتسكييون والزينوفيفيون كلّ الوسائل لمناهضة خطّ الحزب وقلب اللّجنة المركزيّة التي وضعت نصب عينيها مهمّة بناء المجتمع الإشتراكي ، وفي هذه المرّة بدأ كلّ من كامينييف وزينوفييف إثارة الضّجيج والصّراع حول هذه المسألة أو تلك .

وفي بداية سنة 1925 في اجتماع اللّجنة المركزيّة أعلنا أنّه بالنّظر إلى الحالة التّقنيّة والإقتصاديّة المتخلّفة بالبلاد السّوفييتيّة فإنّ الحزب لن يتمكّن من تجاوز الصّعوبات الدّاخليّة . ولكنّهما ووجها بمقاومة مباشرة في الحين وهكذا اصطبغت مسألة بناء الاشتراكية في بلد واحد بأهمية خاصّة أثناء الكونغرس 16 المنعقد في أفريل 1927 على أهمّية تجسيد نظريّة لينين حول بناء الإشتراكيّة في بلد واحد .

بمناهضتهما لوجهة نظر لينين حول هذه المسألة وضعف المعارضة التروتسكية-الزينوفيفية نفسها على طرف نقيض مع الحزب والتي انتهت شيئا فشيئا إلى مواقع الثّورة المضادّة . وفي المؤتمر الخامس عشر للحزب سنة1927 أصبحت المعارضة حزبا قائم الذّات ومعارضا للحزب البلشفي له مركزه ولجانه وفرقه ومقرّراته وصندوقه المالي . و بذلك مرّ التروتسكيون والزينوفيفيون إلى العمل والتّدخل في حلقات اللاحزبيين والدّعوة للنّضال ضدّ الحزب الشّيوعي وإلى التّنظيم سريّا لهذا الغرض. وفي الأخير وخلال العيد العاشر للثّورة (7/11/1927) نظّم التروتسكيون والزينوفيفيون مظاهرة مضادّة للسّوفييت في شوارع موسكو وتوجّهوا إلى العناصر غير البروليتاريّة لتحريضها على العمل ضدّ السّلطة السّوفياتية ، ولكن عمّال موسكو تصدّوا لهؤلاء الأعداء السّافرين للاشتراكية . وإثر ذلك تمّ طرد تروتسكي وزينوفييف من اللّجنة المركزيّة واتّخذ المؤتمر الخامس عشــر للحزب اللشفي المنعقد في شهر ديسمبر 1927 قرارا بطرد أعضاء الكتلة التروتسكية-الزينوفيفية : كامنييف، باكييف ، سيمرنوف وغيرهم . بعد طردهم من الحزب انتهج التروتسكيون والزينوفيفيون طريقا آخر، وظهر تروتسكي كألدّ الأعداء للسّلطة السّوفييتية ، وحاول القيـام بنشاط لا قانوني ضدّ الحزب والسّوفيات . كما حاول إنشاء منظّماته الخاصّة –مضادّة للثّورة- . وقد تمّ اكتشاف ذلك ، وعليه طرد من البلاد في 1929 مثلما أطرد من قبل قادة المناشفة و-الإشتراكيين الثّوريين-بمقترح من لينين .

وفي الخارج وجّه تروتسكي نشاطه ضدّ الحزب الشّيوعي . وانظمّ إلى حملات التّشويه الموجّهة ضدّ السّلطة السّوفييتية التي كانت تقوم بها الأوساط الإمبرياليّة على قدم وساق . وفي الثّلاثينات تنبّأ تروتسكي بحتميّة هزيمة الإتّحاد السّوفياتي في الحرب الوشيكة الوقوع ضدّ ألمانيا النّازيّة ، وأضاف أنّ هذه الهزيمة ستكون مجرّد حادثة عابرة في حالة انتصار البروليتاريا في البلدان الأخرى . لقد كان موقف تروتسكي موقف أسوء عدوّ للشّعوب السّوفييتية وعبر بيانه حول الضّعف المزعوم للإتّحاد السّوفياتي كان تروتسكي يدافع عن ألمانيا النّازيّة ويدعو إلى الهجوم على الإتّحاد السّوفياتي وهذا ما كتبه تروتسكي : " هل يمكن أن نتوقّع أنّ الإتّحاد السّوفياتي سوف يخرج من الحرب العالميّة العظمى القادمة بدون هزيمة وعلى عكس هذا السّؤال الصّريح سوف نقدّم جوابا صريحا إذا كانت الحرب ستبقى مجرّد حرب فإنّ هزيمة الإتّحاد السّوفياتي ستكون حتميّة ، وذلك لأنّ الإمبرياليّة أكثر قوّة بما لا يقارن على الأصعدة التّقنيّة والإقتصاديّة والعسكريّة وإذا لم تندلع أثناء الحرب ثورة موازية فإنّ الإمبرياليّة سوف تقضي على النّظام الـذي أوجدته ثورة أكتوبر" ( ت/الم : الأمميّة لورانس ووسهارت /لندن 1964). بقي أن نقول هنا أنّ توقّعات تروتسكي قد حطّمتها الوحدة النّظريّة السياسيّة والتّنظيميّة للحزب البلشفي وصمود الشّغيلة السّوفييتيّة التي سحقت ألمانيا الهتليريّة ورفعت الرّايات الحمراء على مبنى الرّاشتاغ في برلين معقل النّازيّة ذاتها .

الطّبيعة الحقيقيّة للتروتسكيّة
الطّبيعة الحقيقيّة للتروتسكيّة كتب جوزيف ستالين بعض المقالات التي تناول فيها طبيعة التروتسكيّة ولأهمّيتها فإنّنا نورد بعض ما جاء فيها :" بعض البلاشفة يرون أنّ التروتسكيّة تيّار شيوعي وهو والحقّ يقال يخطئ ويقترف غباوات كثيرة وأحيانا تكون مضادّة للسّوفييت ولكنّه مع ذلك تيّار شيوعي . إنّ هذا الحكم يتضمّن ليبيراليّة تجاه التروتسكيين والنّاس الذين يفكّرون على شاكلتهم . إنّه من المهمّ جدّا أن نبيّن وجهة النّظر هذه تجاه التروتسكيين عميقة الخطإ وضارّة ، وفي الواقع كفّت التروتسكيّة عن أن تكون منذ زمان تيّارا شيوعيّا فهي تؤلّف قسما من طليعة البورجوازيّة المضادّة للثّورة التي تقوم بالصّراع ضدّ الشيوعيّة وضدّ سلطة السّوفييت ، ضدّ بناء الإشتراكيّة والإتّحاد السّوفياتي ، من أعطى للبورجوازية المضادَة للثّورة سلاحا فكريّا ضدّ البلشفيّة في شكل أطروحة حول استحالة بناء الإشتراكية في بلادنا ، حول التّفكّك الذي لا مفرّ منه للبلاشفة الخ ... هذا السّلاح أعطته إيّاها التروتسكية .

لا يمكن اعتبار الأمر صدفة عندما نرى أنّ كلّ المجموعات المضادّة للسّوفييت في الإتّحاد السّوفياتي في محاولاتها لتبرير ضرورة العمل ضدّ سلطة السّوفييت تقدّم أطروحة تروتسكي التي نعرفها حول استحالة بناء الإشتراكيّة في بلادنا ، حول التّفكّك الذي لا مفرّ منه للسّلطة السّوفياتيّة ، حول العودة المحتملة للرّأسماليّة .

من أعطى للبورجوازيّة المضادّة للثّورة في الإتّحاد السّوفياتي سلاحا تكتيكيّا في شكل محاولات للعمل المعلن ضدّ سلطة السّوفييت . هذا السّلاح مدّها به التروتسكيون فهم الذين حاولوا تنظيم مظاهرات مضادّة للسّوفييت في موسكو ولينينغراد في7/11/1927 . إنّ المظاهرات المضادّة للسّوفييت التي قام بها التروتسكيون أعادت الجرأة للبورجوازيّة وفجّرت التّخريب الذي قام به المختصّون البورجوازيّون . من أعطى للبورجوازية المضادّة للثّورة سلاحا للتّنظيم في شكل محاولة لتشكيل منظّمات معادية للسّوفييت .

هذا السّلاح مدّها به التروتسكيون عندما نظّموا مجموعتهم الخاصّة بهم اللاّقانونيّة والمضادّة للبلشفيّة وإنّه لصحيح أنّ العمل المضادّ للسّوفييت السرّي للتروتسكيين ساعد على تقويّة عود التّجمّعات المضادّة للسّوفييت في روسيا . إنّ التروتسكيّة جزء من طليعة البورجوازيّة المعاديّة للثّورة لهذا السّبب فإنّ اللّيبيراليّة تجاه التروتسكيين برغم أنّها حطّمت تعدّ من قبيل عدم النّزاهة التي تقود إلى الجرم والخيانة تجاه الطّبقة العاملة . (ستالين : حول بعض المسائل في تاريخ البلشفيّة ).
وفي موضع آخر كتب ستالين تحت عنوان التروتسكية الحالية :" في نضالهم ضدّ أعوان التروتسكية يلاحظ رفاقنا أنّ التروتسكية حاليا تختلف عمّا كانت عليه إذا أردنا القول قبل سبعة أو ثماتية سنوات وأنّ التروتسكيين قد تغيّروا كثيرا طوال هاته المدّة ممّا غيّر جوهريّا طابعهم ولهذا السّبب فإنّ النّضال ضدّ التروتسكية وصيغ الكفاح ضدّها يجب أن تتغير كذلك . إنّ الرّفاق في حزبنا لم يلاحظوا أنّ التروتسكيّة كفّت عن أن تكون خطّا سياسيّا داخل الطّبقة العاملة مثلما كان الحال قبل 7 أو 8 سنوات وإنّها أصبحت عصابة حاقدة لا مبادئ لها من المخرّبين والجواسيس والقتلة الذين يعملون حسب توجيهات دوائر الجوسسة في الدّول الأجنبيّة ".

ما معنى خط سياسي داخل الطبقة العاملة ؟
و قد انكب ستالين على بحث مسألة ما اذا كانت التروتسكية ينطبق عليها وصف خط سياسي داخل الطبقة العاملة فكتب قائلا :" إنّ أيّ خط سياسي داخل الطبقة العاملة هو مجموعة أو حزب له ملامحه السياسية المحددة: أرضيّته ، برنامجه الذي لا يعمل على إخفائه ولا يمكن أن يخفي أفكاره عن الطبقة العاملة بل على العكس من ذلك يقوم بنزاهة بالدّعاة لآرائه تحت أنظار الطبقة العاملة ولا يخاف من عرض ملامحه السياسية وأهدافه الحقيقيّة عليها ، بل على العكس يذهب إلى الطبقة العاملة ليقنعها بصحّة أفكاره .

وفي الماضي قبل 7 أو 8 سنوات كانت التروتسكية تيارا سياسيا داخل الطبقة العاملة ، صحيح أنّه تيّار مضادّ لللينينية وكنتيجة لذلك خاطئ جوهريّا ولكنّه مع ذلك خطّ سياسي . هل يمكن القول أنّ التروتسكية في الوقت الحاضر – لنقل التروتسكية سنة 1936 خطّ سياسي داخل الطّبقة العامل- . لا يمكن قول ذلك، لماذا لأنّ التروتسكيين الحاليين يخافون تبيان وجههم الحقيقي للطّبقة العاملة ، إنّهم يخفون ملامحهم السياسية عنها ، خائفين من أنّه إذا أدركت الطبقة العاملة نواياهم الحقيقية ، فإنّها ستنبذهم كأناس غرباء عنها وتصرفهم بعيدا عنها . إنّ ذلك يوضّح لنا المنهج الأساسي للعمل التروتسكي الآن الذي لا يعتمد الدّعاية المكشوفة لأفكاره داخل الطّبقة العاملة وإنّما تغطيّة آرائه وتشويه آراء خصومه . (ستالين : خطاب في اجتماع اللجنة المركزية 3 مارس 1937

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire