samedi 14 avril 2012

شهادات من مجزرة دير ياسين


شهادات من مجزرة دير ياسين : 

قال شهود عيان في وصف المجزرة "كان العروسان في حفلتهما الأخيرة أول الضحايا، فقد قذفا قذفا وألقي بهما مع ثلاثة وثلاثين من جيرانهم، ثم ألصقوا على الحائط وانهال رصاص الرشاشات عليهم وأيديهم مكتوفة".

وقد روى فهمي زيدان الناجي الوحيد بين أفراد عائلة أبيدت عن بكرة أبيها، وكان حين وقوع المجزرة في الثانية عشرة من عمره، ما جرى لأفراد عائلته قائلا " أمر اليهود أفراد أسرتي جميعا بأن يقفوا، وقد أداروا وجوههم إلى الحائط، ثم راحوا يطلقون علينا النار،أصبت في جنبي، واستطعنا نحن الأطفال أن ننجو بمعظمنا لأننا اختبأنا وراء أهلنا، مزق الرصاص رأس أختي قدرية البالغة أربع سنوات، وقتل الآخرون الذين أوقفوا إلى الحائط: أبى وأمي وجدي وجدتي وأعمامي وعماتي وعدد من أولادهم".

فيما قالت حليمة عيد التي كانت عند وقوع المجزرة امرأة شابة في الثلاثين من عمرها، ومن أكبر أسر قرية دير ياسين "رأيت يهوديا يطلق رصاصة فتصيب عنق زوج أختي خالدية، التي كانت موشكة على الوضع، ثم يشق بطنها بسكين لحام، ولما حاولت إحدى النساء إخراج الطفل من أحشاء الحامل الميتة قتلوها أيضا، واسمها عائشة رضوان".

وفي منزل آخر، شاهدت الفتاة حنة خليل -16 عاما- ، إرهابيا يهوديا يستل سكينا كبيرة ويشق بها من الرأس إلى القدم ، جسم جارتها جميلة حبش، ثم يقتل بالطريقة ذاتها، على عتبة المنزل جارا آخر لأسرة يدعى فتحي.

تكررت تلك الجرائم الوحشية من منزل إلى منزل، وتدل التفاصيل التي استقيت من الناجين، على إرهابيات يهوديات من أعضاء منظمات ليحي واتسل شاركن في المذبحة، ويصف جاك دي رينيه رئيس بعثة الصليب الأحمر في فلسطين عام 1948 الإرهابيين الذي نفذوا المذبحة في دير ياسين بالقول" إنهم شبان ومراهقون، ذكور وإناث ، مدججون بالسلاح - المسدسات والرشاشات والقنابل اليدوية- ، وأكثرهم لا يزال ملطخا بالدماء وخناجرهم الكبيرة في أيديهم، وقد عرضت فتاة من أفراد العصابة اليهودية تطفح عيناها بالجريمة يديها وهما تقطران دما، وكانت تحركهما وكأنهما ميدالية حرب".

ويضيف قائلا "دخلت أحد المنازل فوجدته مليئا بالأثاث الممزق وكافة أنواع الشظايا، ورأيت بعض الجثث الباردة ، حيث أدركت أنه هنا تمت التصفية بواسطة الرشاشات والقنابل اليدوية والسكاكين ! ! ، وعندما هممت بمغادرة المكان سمعت أصوات تنهدات ، وبحثت عن المصدر فتعثرت بقدم صغيرة حارة، لقد كانت فتاة في العاشرة من عمرها مزقت بقنبلة يدوية لكنها ما تزال على قيد الحياة، وعندما هممت بحملها حاول أحد الضباط الصهاينة منعي فدفعته جانبا ثم واصلت عملي، فلم يكن هناك من الأحياء إلا امرأتان إحداهما عجوز اختبأت خلف كومة من الحطب، وكان في القرية 400 شخص، هرب منهم أربعون ، وذبح الباقون دون تمييز وبدم بارد".
******
بقلم وليد الخالدي -أستاذ سابق في جامعات أكسفورد (بريطانيا) والأميركية (بيروت) وهارفرد (الولايات المتحدة). عضو أكاديمية العلوم والآداب الأميركية، وأمين سر مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire