samedi 24 juillet 2010

فصل المقال بين ما جرى في مؤتمرالجمعية المغربية لحقوق الانسان وما قاله المنسحبون من ضلال






الجزء الأول

ينتابني أحيانا شعور بأن أقول كلما أريد قوله في حق هذا وذاك، وقد أبدأ في الكلام لكن ما إن أبدأ حتي أتوقف فأتدكر أنني أمام حالة غير طبيعية ،حالة اعتقدها كذلك لأنني كنت أتمنى أن نكون في حالة غير التي نحن فيها الآن ، لم أرد أن أذخل في صراع المزايدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي يتقنها ويتفنن البعض اليوم في غزل فصولها في مسرحية يصعب علي التنبؤ بمستقبلها ولا حتي معرفة مخرجيها الحقيقيين. على كل وقبل البدء فيما سأود قوله لأنني فعلا اليوم سأقول بعضا من الكلام لا أوده جارحا ولا متعاليا ولا أريده أن يدخل في مصاف المزايدات الرخيصة، حيث في البداية لا بد من القول بأن الدي دفعني للحديث هكذا هو الرد على الكثير من المغالطات التي تم الترويج لها بعد المؤتمر ومنها:
-مسألة الديمقراطية الداخلية.
-موقف الجمعية من العلمانية
-الموقف من الامازيغية
-الموقف من الصحراء رغم ان هذا الموقف ليس بالجديد.
- الموقف من الحريات الفردية وما أثير حوله من لغط

في البدء كانت الجمعية : هذه المنضمة الحقوقية المناضلة دات المبادئ الستة شكلت على طول عمرها رقما صعبا في معادلة ملغومة تندر بالإنفجار في أي لحضة، غير أن ذلك لم يزد الجمعية إلا تباتا وتطورا في عدادها الكمي وعدتها الحقوقية فكان ذلك كله نتاج الوضوح وتبني قضايا الشعب الحقوقية وتمرسها واستماتتها في الدفاع عنها ، سجلت الجمعية نموا وتطورا كبيرا في أنشطتها وفي نضالها الحقوقي و تميزت عن باقي الإطارات الأخرى التي تدعي حقوقيتها في تنوع واختلاف مكوناتها و الديمقراطية الكبيرة التي تسود فيها إن محليا مع -إسثتناءات معينة- وإن وطنيا على وجه الخصوص في إنتضام مؤتمراتها والاحتكام لأرقى أشكال الديمقراطية في إتخاد القرارات المهمة لمستقبلها ، كل هذا ساهم بشكل أو بآخر في تنامي مدها وإشعاعها وكذا جماهيريتها ومصداقيتها إن وطنيا أو عالميا ، كل هذه المعطيات وغيرها خلقت للجمعية أصدقاء وأعداء في نفس الوقت خاصة وان الوسط الدي تتواجد فيه لازال البعض فيه يحن إلى الزمن الغابر وممارساته بل ويتمسك به بكل ما أوتي من رمق. هذا المناخ قلت ساعد كذلك على بروز أعداء للجمعية ولخطها ولمشروعها لأنه وبكل بساطة يسير ضد مصالحهم وأهوائهم ، ولأن مصلحتهم في تأبيد الحكرة والضلم في حق أبناء شعبنا،
وقبل الحديث عما جرى في المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لا بد أن نستحضر كل العوامل الذاتية والموضوعية التي رافقت عملية التحضير له ليس فقط بعد إنشاء اللحنة التحضيرية للمؤتمر بل بعد إنتهاء أشغال المؤتمر الوطني الثامن بكل ما أفرزه من مقررات وتوصيات وهياكل وقيادة. حيت مباشرة بعدها وأمام المشهذ الجديد الدي أصبحت عليه الجمعية في أعين مناضليها وفي أعين المناوئين لها، عمل الجميع كل في موقعه وفي موقفه على التهيؤ للمؤتمر القادم. فكان أن طور البعض اداءه النضالي وقدم مبادرات مهمة في الشأن الحقوقي لبلادنا شاركت فيها كل الأطراف المعنية بالنضال الحقوقي حقا، كما كان للبعض الأخر أن ينزوي في مقراته وفي فروعه ليغلق بابها متى شاء ويفتحها آن شاء، غير أن كل هذا لم يمنع من تقدم الجمعية في مسيرها نحو أفق أفضل ، تقدمت الجمعية وتقدمت معه السنين الثلات في حركية زاخرة بمحطات ملأت سماء الجمعية شرفا ونضالا شهذ به العدو قبل الصديق. فجاء يوم تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر فانخرط الكل في التحضير لمؤتمر يراه الكل سيكون حاسما لا من حيت التقرير الأدبي ولا التنظيمي ،إنخرط الجميع كل وفق حساباته بين متحمس لإنجاح المؤتمر وبين متحمس لتسجيل موقف أو حضور على مستوى المؤتمر أو على مستوى الأجهزة التي ستنبثق عنه.
شهدت هذه المرحلة سجالا كبيرا بين أعضاء الجمعية وإن كان أغلبه صحيا إن لم نقل أنه جيد يسبق محطة مهمة في حياة الجمعية (كان يجب تعميقه وانضاجه لخدمة صالح الجمعية). وكان يجب إنضاج كل الشروط لإنجاح هذه المحطة المصيرية، بالتقييم الموضوعي وبالنقد والنقد الذاتي البنائين. غير أن البعض فضل من جديد أسهل الطرق للتملص من مسؤولياته التاريخية و اختار أن يقول كلمته، رآها كلمة فصل في مسار شارك فيه بشكل أو بآخر أتعبه كثيرا ويريد التخلص من عبئه ربما.
الانسحاب من اللجنة التحضيرية : قلنا أن رفاقنا في الطليعة الديمقراطي تحديدا إختارو أقصر الطرق ليتملصوا من مسؤولية التحضير للمؤتمر كي تكون حساباتهم فيما بعد أوضح وأسهل وكي يسهل عليهم بعدها أن يتملصوا من تجربة عمل الجمعية ليس فقط قبل المؤتمر بل على طول السنوات الثلاث الأخيرة وكأن عمل الجمعية فيها كان هزيلا أو كان شيئا آخر غير العمل الحقوقي (سياسي-ثقافي...) المهم أنه لا يمت إلى العمل الحقوقي بصلة في نظر أصدقاءنا الحقوقيون الجدد. والأكثر من ذلك سخر أصدقائنا آلاتهم الدعائية لمهاجمة مسيرة وتجربة الجمعية في ابان هذه الفترة فلم يتركوا جهة لم يطلقوا عليها سهام نقدهم فإدا بهم يخبطون خبط عشواء ليسقطوا كل ما يمكنهم إسقاطه على وعسى يتمكنون من قلب الطاولة لصالحهم عملا بمقولة الغاية تبرر الوسيلة والسوء من وراء القصد .
في نقد الديمقراطية والانتصار للديمقراطية الجديدة (ديمقراطية تحكيم رأي الأقلية): مما لا شك فيه أن الممارسة الديمقراطية رسخت كتقليد متبع ومعتاد إلى حد كبير داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خاصة على مستوى الأجهزة الوطنية كما هو الشأن بالنسبة للفروع المحلية مع استثناءات معينة لا يمكن الأخذ بها لأنها تشكل حالة نشاز ولا يمكن القياس عليها، وعموما فإن الكل يشهد للجمعية بالمستوى العالي من الممارسة الديمقراطية داخلها، وإذا كانت الديمقراطية تقتضي الاختلاف أي لا يمكن تصور ديمقراطية دون حضور هذا الأخير لا في التصورات والآراء فحسب بل وحتى في المواقف والتعبير الحر عنها. حيث هذه الأمور كلها في تفاعلها هي التي تدفع عجلة تطور المنظمات الجماهيرية إلى الأمام، وفي تفاعلها كذلك تنقى الأفكار الصحيحة نسبيا من الشوائب التي قد تعلق بها، وتقتضي الديمقراطية كذلك التعبير عن الرأي بكل حرية كيفما كان ودون أية مصادرة سواء كان ذلك الرأي رأيا للأغلبية أو للأقلية ولها (أي الأقلية) أن تصرف مواقفها بكل حرية وبكل الأساليب الديمقراطية والمسالك المتاحة داخل نفس الإطار ودون أي قيود أو تضييق ، وإذا كانت الديمقراطية تعني في نظري وحسب فهمي المتواضع كل ما ذكرته آنفا فما الذي حث في الجمعية ليقوض دعائم الديمقراطية فيها بالشكل الدي جعل رفاقنا أو لنقل أصدقاؤنا الطليعيون ينتقدون ويقولون بغياب التدبير الديمقراطي في المؤتمر الأخير؟ وقبله في تدبير حياة الجمعية لما قبل المؤتمر الأخير؟ سأحاول التركيز أكثر على محطة المؤتمر الأخير لنرى كيف صارت الديمقراطية الداخلية في خبر كان حسب زعم أصدقائنا؟
قال أصدقاؤنا ان المؤتمر الأخير لم يأخد بكل الآراء، وأكثر من ذلك تعدو هذا الكلام ليقولوا أن رئاسة المؤتمر لم تأخذ بنبض المؤتمر. للذي لم يتابع عن كتب أو للذي لم يحضر أشغال المؤتمر سيصدق هذا الكلام الجميل، إلا أن مجرد تتبع المؤتمر بموضوعية تكفي للرد على هذا الكلام، قالو بنبض المؤتمر فالمقصود بهذا الكلام؟ أجيب للدين لا يعرفون ما وراء القصد وللدين لازال بعض ضباب أنصاف المواقف يغطي على عيونهم، فنبض المؤتمر يقصد به أصدقائنا أراءهم ومواقفهم في القضايا التي يعتبرونها خلافية والتي يعملون غالبا على إثارتها ولو كانت بعيدة كل البعد عن النقاشات التي تدور، بشكل اخر يريد أصدقاءنا ان يقولوا كان على رئاسة المؤتمر أن تجعل مقررات المؤتمر متوافقة بشكل تام مع ما ذهبوا إليه من مواقف سواء في الشكل أو المضمون، بكلام اوضح فسواء عليكم كنا أقلية أو أغلبية في المؤتمر فكلامنا ومواقفنا هي التي يجب ان تسري على الجميع في المؤتمر لأننا وبكل بساطة من أسس الجمعية ولأننا ولوحدنا من أحياها بعد مماتها ومن سيحييها ومن سيعمرها إلى أن يرثها الله بمناضليها، وكفى الله المومنين شر القتال.
يقصد أصدقاءنا بالديمقراطية في المؤتمر أن يسري موقف ثلث المؤتمرين أو أقل على الثلتين، في تصوير جديد وفريد للديمقراطية لم نسمع عنه إلا لدى أعتى الديكتاتوريات في العالم. وكأن الباقيات الصالحات قطيع يجره أمين كما أدعو ولازالو يدعون ذلك. قطيع مجرور يا أصدقاء لأنه لم يتماشى مع أهوائكم ومواقفكم، قطيع مجرور يا أصدقاء لأنه اختلف معكم في أرائكم أم انهم يا أصدقاء لا يفقهون في الأمور قيد أنملة ووحدكم من يدري ويميز بين الحقوقي من السياسي؟
في نقد العلمانية: خاض أصدقائنا شرقا وغربا وبحتو في كل قواميس العالم وبكل اللغات عن مصطلح أو فكرة ستعزز مواقفهم فيما ذهبو إليه في كون العلمانية توصيف سياسي وليست مطلبا حقوقيا فلم يجدو ما يسد رمقهم لأنه وبكل بساطة ذلك غير صحيح. لكننهم تفننوا في السقوط في التبريرية لموقفهم ذاك حتى ساقو مبررات أقل ما يمكن ان يقال عنها أنها لا تليق بمناضل حقوقي يتبنى المرجعية الكونية والشمولية في حقوق الإنسان كيف ذلك؟وكيف يمكن الحديث عن الاختيار الديمقراطي إن سواء على المستوى الحقوقي او السياسي حتى، عندما نلغي مفهوما كمفهوم العلمانية من قاموس الممارسة والعمل الديمقراطي والحقوقي؟
يقول أنصار المرجعية الكونية هذه المرة مع الأخد بالخصوصيات ان تبني الجمعية لمطلب العلمانية سيؤلب عليها الخصوم وكذا الشعب، الغريب في هذا الأمر اجتماع هذين المصطلحين في مبرر واحد. فما المقصود بالخصوم هنا؟ الخصوم بطبيعة الحال هم أعداء حقوق الإنسان باختلاف مواقعهم ومواقفهم وإيديولوجياتهم. وبمعنى أخر سيستغل هؤلاء دعوتنا للعلمانية في الجمعية للتحريض على الجمعية ومناضليها، لكن منذ متى توقف هؤلاء عن التحريض ضد الجمعية؟ ومتى راقتهم مطالبنا ومبادئنا حتى؟ كي يألبو اليوم القاصي والداني علينا بمجرد مطلب رفعناه؟ ومتى كنا ننتظر من أحد كيفما كان أن يزكي كلامنا ومشروعنا الحقوقي؟
هذا هو الجزء الأول من رأيي المتواضع جدا حول ما دار من نقاش ومواقف داخل الجمعية قبل وأثناء وبعد المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. أتمنى ان لا يفهم رأيي هذا على أنه تهجم أو قدح في حق أحد، لكنني اريد ا ن أدلي بدلوي فيما جرى ولازال يجري من أحداث ونقاشات، وللحذيث بقية.
تحياتي
ادريس بيكلم
مناضل الجمعية
انزكان ايت ملول

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire