lundi 12 juillet 2010

دفاعا عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان

<

تشهد "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" منذ فترة غير يسيرة هجوما عنيفا عليها من قبل عدة جهات تستهدف وجود الجمعية التي تعتبر اليوم في المغرب من بين آخر معاقل الممانعة التي ترفض تدجين السلطة لها.

وقد اشتدت حدة هذا الهجوم، ولا أسميه نقدا، لأن أغلبه ليس موضوعيا، منذ انعقاد مؤتمر الجمعية الأخير حيث استغل البعض حق الاختلاف في الرأي بين مكونات الجمعية، الذي لم يعد مسموحا به في الكثير من التنظيمات السياسية والحقوقية في المغرب، ليوجه نيران مدفعيته الثقيلة صوب نشطاء الجمعية. فماذا قالت الجمعية حتى تستحق هذه الهجمة الممنهجة والمنظمة عليها، والتي بدأت بمقالات في الصحافة وبتغطيات غير نزيهة في الإعلام العمومي لأشغال مؤتمرها، قبل أن تنتقل إلى قبة البرلمان وأخيرا إلى استهداف مباشر من الوزير الأول عباس الفاسي؟ لن أعود إلى مقررات المؤتمر الأخير للجمعية المثيرة للجدل بين أعضاء الجمعية، وهذا من حقهم لأن الجمعية التي ترفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، وجوهر هذه الحقوق هو حقه في التعبير عن رأيه بحرية، كان عليها أن تعطي المثل في حرية النقاش وديمقراطيته. والاختلاف الذي أدى ببعض أعضاء الجمعية ممن لهم رصيد نضالي معترف به داخل الجمعية إلى الانسحاب من مؤتمرها الأخير، يجب أن يحسب للجمعية لاعليها، لأن هذه هي ضريبة الديمقراطية، فهل لو كان الأعضاء المنسحبون يعرفون أن رأيهم يحضى بالأغلبية داخل صفوف الجمعية، كانوا سينسحبون؟ سؤال أترك الرد عليه للأعضاء المنسحبين الذين سيضل رفاقهم داخل الجمعية ممن يخالفونهم الرأي يحترمون تاريخهم النضالي المشترك الذي يحاول البعض اليوم الانقضاض عليه للنيل من الجمعية. لذلك سأقف عند بعض نقاط الخلاف التي أثارت كل هذا الضجيج حولها، واستغلها البعض لأغراض سياسية للهجوم على الجمعية ليفقدها مصداقيتها النضالية التي باتت تزعج الحاكم في المغرب، لأنها آخر سلاح في يد الشرفاء والأحرار الذين يرفضون المتاجرة بمبادئهم.وسأبدأ بالنقطة التي أفاضت الكأس، ألا وهي موقف الجمعية من قضية الصحراء.

فماذا قالت الجمعية في هذا الصدد؟ لقد قالت الجمعية إنها تتبنى الحل الديمقراطي للقضية. وفي هذا تليين لموقفها السابق الذي كان يطالب بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي. وعندما شرحت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية، هذا الموقف قالت لجريدة "أخبار اليوم" إن المقصود منه هو أننا "نحن نقول بالحل الديمقراطي أيا كان، المهم أن يتفق الجانبان على الحل دون ضغط ولاحرب… هذا هو مايهمنا في هذه القضية". أليس هذا هو نفسه موقف المغرب الرسمي، الذي يرى في مقترحه حول "الحكم الذاتي" بأنه "حل ديمقراطي" أقل كلفة من "مبدأ تقرير المصير"؟.

أليس هو نفسه الموقف الذي يتكرر في كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية والتي وافق عليها المغرب رسميا وآخرها كان القرار رقم 1920 الصادر في شهر ماي الماضي والذي حث طرفي النزاع (المغرب والبوليساريو) حرفيا على "التوصل لحل سياسي عادل دائم ومقبول من الطرفين، يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بما يتماشى مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا على مسؤولية الطرفين في هذا الجانب".

أليس هذا الموقف الأممي الذي وافق عليه المغرب الرسمي، أكثر "تطرفا" من موقف رفاق خديجة الرياضي؟ فلماذا لايبادر البرلمانيون إلى الاحتجاج على الحكومة التي وافقت على مثل هذا الموقف وتبنته؟ ! ولماذا لايبادر عباس الفاسي، الوزير الأول، إلى تقديم استقالته من رآسة حكومة تبنت مثل هذا القرار دون علمه؟ ! أم أنه من السهل المزايدة على جمعية صغيرة مثل "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" والسكوت على ما يرسمه المتنفدون في القرار في المغرب دون استشارة الشعب المغربي في قضية يقولون له بأنها هي قضيته الأولى؟ أولم يكن هذا هو موقف المغرب الرسمي عندما كان يتبنى موقف "الاستفتاء التأكيدي"؟ أم أن ذاكرة البعض تصبح قصيرة عندما تتحول إلى مجرد سوط في يد الجلاد؟ وعندما سقطت حجة هؤلاء الذين يريدون تخوين الجمعية بحجة تبنيها لموقفها حول "الحل الديمقراطي" لقضية الصحراء، ذهبوا ليجربوا الطعن فيها من الخلف ومن تحت الحزام، عندما ابتدعوا قصة حضور القائم بالأعمال بالسفارة الجزائرية في الرباط لأشغال مؤتمر الجمعية، فلماذا لم يتحدثوا عن حضور سفير فلسطين أيضا لنفس الجلسة وممثلة عن سفارة النرويج…؟

وعند ردها على دعوة القائم بأعمال السفارة الجزائرية بالرباط إلى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الجمعية، قالت خديجة الرياضي إنهم وجهوا الدعوة إلى جميع الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في الرباط بإستثناء تمثيليات أمريكا وبريطانيا والسعودية.

وفي أغلب مؤتمرات الأحزاب الممثلة اليوم داخل البرلمان، بما فيها تلك التي احتجت على حضور ممثل السفارة الجزائرية في الرباط، يكون الحضور الجزائري ممثلا سواء من خلال ممثلي السفارة الجزائرية في الرباط أو من خلال زعماء أحزاب جزائرية مشاركة في الحكم في الجزائر.

وكان آخر نشاط للسفير الجزائري الراحل، الجنرال العربي بلخير، هو حضوره أحد الأنشطة التي رعتها "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان" ورأستها الأميرة للا سلمى بنفسها.

فأين كانت كل هذه الأصوات التي تنتقد اليوم "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" لتحتج على حضور السفير الجزائري لمثل هذا النشاط؟ إذا كانت هذه الأصوات ترى في مجرد حضور ممثل عن سفارة الجزائر مؤتمر الجمعية خيانة، فيجب عليها أن تتحلى بالشجاعة وتطالب بطرد أعضاء هذه التمثيلية من المغرب إذا كانت تنظر إليهم بأنهم مجرد "جواسيس" أو "أعداء"؟ أما القول بأن الجمعية سمحت بقراءة رسالة من جبهة البوليساريو في الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها، فهذا كذب وبهتان، وأنا شخصيا حضرت تلك الجلسة ولم أسمع رسالة من هذا القبيل. وعن ما يقال عن شعارات تعبر عن حق تقرير المصير رفعت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الجمعية، فقد رفعت إلى جانبها شعارات أخرى تعبر مغربية الصحراء وأخرى تعبر عن حق تقرير مصير الشعب المغربي برمته وليس جزء منه فقط، وهذا موقف يتبناه مناضلو حزب "النهج الديمقراطي". ومثل هذه الأصوات والمواقف موجودة داخل المجتمع المغربي، ولم يبتدعها المؤتمر الأخير لـ"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان". انزلوا إلى الصحراء وتحدثوا إلى من يسميهم الإعلام الرسمي وشبه الرسمي بـ"الانفصاليين" و"بوليساريو الداخل" لتسمعوا مواقف أكثر "تطرفا" من تلك التي حملتها شعارات بعض حضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الجمعية.

تم ما ذا أصبح يعني اليوم الانتماء لـ"البوليساريو"؟ ألم يقل أحمدو ولد اسويلم، القيادي السابق في جبهة البوليسايو، مباشرة بعد استقباله من قبل الملك بأنه ما زال ينتمي إلى "البوليساريو" ومع ذلك تم تعيينه سفيرا للمغرب في مدريد، ونفس الموقف عبر عنه رفيقه في نفس الجبهة ابراهيم الحكيم عندما قال عقب عودته إلى المغرب في تسعينيات القرن الماضي بأنه ما زال ينتمي إلى "البوليساريو" ومع ذلك تم تعيينه هو الآخر سفيرا متجولا وأبديا للملكة؟ فلماذا لم يحتج البرلمان على مثل هذه التعيينات ولماذا سكت عنها عباس الفاسي ولم تتناولها تعليقات الزملاء بنفس حدة النقد التي يتهجمون بها اليوم على الجمعية وأعضائها؟ ! اأما الهجوم على الجمعية لتبنيها العلمانية، فهذه مجرد مغالطة الهدف منها تهيئ الرأي العام لقبول قرارات قاسية قد تتخذها السلطة ضد الجمعية مثل حلها أو حظرها. أولا، لأنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها قضية العلمانية للنقاش، فقد سبقت الجمعية إلى ذلك عدة منابر إعلامية ومثقفين مستقلين، وسبق أن تم نقاش الموضوع في أحد برامج "في الواجهة" الذي كانت تقدمه الزميلة مليكة ملاك، على القناة الثانية، عندما استضافت عبد العالي بنعمور الذي جاء للترويج لوثيقة حول "الحداثة والديمقراطية" كانت تحظى آنذاك بدعم قوي من مقربين من القصر، ومع ذلك لم نسمع أي صوت يتهم بنعمور وزملائه بـ"إثارة الفتنة والتفرقة" كما يتهم اليوم عباس الفاسي رفاق خديجة الرياضي. وثانيا، إن القول بأن الدعوة إلى العلمانية هي دعوة إلى اللادين، كما عبر عن ذلك عباس الفاسي، فهذا جهل عظيم، خاصة وأنه يأتي من أكبر مسؤول في الدولة سبق له أن عاش سنوات على حساب دافع الضرائب المغربي كسفير للمغرب في فرنسا التي تتبنى العلمانية، ولم يستوعب طيلة تلك السنوات ماهو الفرق بين العلمانية والإلحاد أو "اللادين" الذي لم يرد قط ذكره في وثائق الجمعية.وثالثا وأخيرا، فهل سيدفع تبني جمعية صغيرة لموقف يدعو إلى علمانية المجتمع إلى إحداث تغيير داخل المجتمع؟ إنها مجرد مزايدة من قبل المتهجمين على الجمعية لأهداف يعرفونها هم أنفسهم، ليفقدوها مصداقيتها أمام الرأي العام.

وهذا هو الهدف من وراء كل هذه الحملات الممنهجة والمبرمجة. لكنهم ينسون أنهم بذلك إنما يسدون خدمة كبرى إلى الجمعية وإلى مناضليها، لأنهم بهجومهم هذا المكثف على الجمعية يؤكدون مصداقيتها واستقلاليتها، وهذه مثل العذرية التي افتقدتها الكثير من المؤسسات و الأحزاب والجمعيات والأقلام…

* رئيس تحرير "الجريدة الأولى" المتوقفة عن الصدور

jeudi 8 juillet 2010

bayane amdh

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدين الحملة العدوانية والتضليلية ضدها
وتحيي الأقلام الحرة والهيآت التي تضامنت معها

تتعرض الجمعية المغربية لحقوق الإنسان منذ انتهاء مؤتمرها التاسع المنعقد من 20 إلى 23 ماي 2010، لهجمة عدوانية خطيرة لم تعرف مثلها منذ منع مؤتمرها الثاني، واعتقال عدد من أطرها ومناضليها سنتي 83 و84 من القرن الماضي. وقد اعتمد في هذه الحملة أسلوب التضليل والافتراء والكذب وتزوير الحقائق في محاولة لتشويه صورة الجمعية والمس بسمعتها وتأليب الرأي العام ضدها.
وتضمنت هذه الحملة بالأساس دعوات للهجوم على الجمعية بل أحيانا إلى حلها من طرف السلطات، كما تضمنت دعوات للانسحاب منها لتقسيم صفوفها مستغلة بعض الخلافات التي برزت في مؤتمرها الأخير والتي أكد بصددها كل المؤتمرين والمؤتمرات، في ملتمس مصادق عليه بالإجماع، تشبثهم بالجمعية واعتبارهم تلك الخلافات دليلا على حيوية الجمعية وأطرها.
لقد شارك في هذه الحملة عدد من المنابر الصحافية ومسؤولون سياسيون ومن ضمنهم الوزير الأول بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال وحزبي الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار عن طريق فريقهما المشترك بمجلس المستشارين. وتمحورت مواضيع الحملة التضليلية بالأساس حول مزاعم استغلال الجمعية لحقوق الإنسان لأغراض سياسية، وجعل الجمعية "بوقا للانفصاليين" وولائها لجهات أجنبية ولدولة الجزائر بشكل خاص ومسها بالأخلاق العامة، ودعمها للإرهابيين والتنسيق معهم، كما حاول أصحاب هذه الحملة استعمال بعض الشعارات كالإجماع والمقدسات وتوظيف المشاعر الوطنية لأغراض سياسية مفضوحة.
إن المكتب المركزي للجمعية، وبعد تتبعه لمختلف مراحل هذه الحملة التصعيدية الخطيرة ضد الجمعية :
- يعبر عن إدانته لأسلوب الكذب والافتراء وتشويه المواقف التي استعملها أصحاب الحملة ضد الجمعية، مؤكدا الحقائق التالية:
• إن الجمعية لم تغير موقفها من النزاع حول الصحراء في مؤتمرها الأخير ولم تتبن موقف "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير" الذي تردد في العديد من المنابر، إذ تضمن البيان الصادر عن المؤتمر الأخير نفس الموقف الذي صدر في بيان المؤتمر الثامن بالإجماع وهو :" بالنسبة للنزاع حول الصحراء، إن المؤتمر يعبر عن استيائه لاستمرار هذا النزاع منذ عشرات السنين مع ما نتج عنه من ضحايا ومن إهدار للطاقات الاقتصادية ومن عرقلة لبناء الوحدة المغاربية المنشودة. ويؤكد المؤتمر موقف الجمعية بشأن الحل الديمقراطي للنزاع حول الصحراء وبشأن التصدي لكافة الانتهاكات الناتجة عن النزاع مهما كان مصدرها."
• إن مؤتمر الجمعية لم يسبق له أن استقبل وفدا من البوليساريو ولا رسالة تهنئة منه؛
• إن الجمعية استدعت كل السفراء المعتمدين في المغرب للجلسة الافتتاحية لمؤتمرها التاسع، باستثناء السفيرين الأمريكي والبريطاني لأن الجمعية تقاطع هاتين السفارتين خاصة منذ الحرب العدوانية على العراق، والسفير السعودي كرمز للدول العربية التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل سافر. ولم يكن هناك أي استقبال خاص بالسفير الجزائري كما ردد البعض مع العلم أنه ليس هناك سفير جزائري أصلا وإنما قائم بأعمال السفارة.
• إن الجمعية لم تتخذ أي موقف جديد بالنسبة للحريات الفردية ولم تتضمن وثائقها أي إشارة لحقوق المثليين بشكل خاص بل أكدت موقفها الذي سبق وتبنته أجهزتها قبل المؤتمر بالإجماع حول الحريات الفردية ملخصة إياها في الفقرة التالية : "بالنسبة لاحترام الحقوق والحريات الفردية والجماعية، فإن المؤتمر إذ يستنكر الانتهاكات اليومية التي تطالها، يطالب باحترامها ورفع القيود القانونية والعملية التي تكبلها وخاصة منها الحقوق المتعلقة بحرية الرأي والتعبير والتنقل والصحافة والتجمع والتظاهر وتأسيس الأحزاب والجمعيات وحرية العقيدة والوجدان والضمير وكافة الحريات الفردية الأخرى المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان"
• إن الجمعية التي ظلت منذ نشأتها تطالب بدستور ديمقراطي يقر بفصل السلط، قد أكدت ومنذ 2007 على الأقل على الإقرار الدستوري بفصل الدين عن الدولة، كما سبق وطالبت بالمساواة بين الجنسين في كل المجالات وبإلغاء عقوبة الإعدام وسمو الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان على التشريع الوطني (وهو بالمناسبة إحدى توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة)، كما سبق وطالبت باحترام حرية العقيدة والضمير وكلها مطالب مستمدة من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صدق عليها المغرب والتي التزم بتنفيذ مضامينها، وبالتالي فإن إقرار العلمانية في الوثائق الصادرة عن المؤتمر الأخير للجمعية باعتبارها "مواصفة من مواصفات دولة الحق والقانون" التي تصبو إليها الجمعية ما هي سوى تحصيل حاصل.
لذا، فإن السبب الحقيقي للهجمة المعادية للجمعية يكمن في رغبة القوى المحافظة والرجعية في إضعاف أو التخلص من إطار حقوقي يقف موضوعيا ضد نزعتها اللاديمقراطية، إطار يفضح تراجعاتها وحنينها للعهد السابق كقوى ماضوية لم تعد تستسيغ جمعية حقوقية أصيلة، مكافحة، جماهيرية تجسد في مواقفها وفي عملها الميداني مبدأي كونية وشمولية حقوق الإنسان.
إن هذه القوى تهدف في حملتها المس بالمصداقية العالية التي تحظى بها الجمعية وسط الرأي العام الوطني وأيضا الرأي العام الدولي والاحترام الذي تكنه لها مختلف الهيآت الدولية الرسمية منها وغير الرسمية.
إن المكتب المركزي الذي يدين هذه الحملة التضليلية المستعملة لمختلف الوسائل المغرضة والبئيسة :
1- يؤكد أن هذه الحملة لن تنال من الجمعية ومن عزمها على الاستمرار في فضح انتهاكات حقوق الإنسان كيفما كان مصدرها والمطالبة بعدم إفلات مرتكبيها من العقاب، وفي مواصلة عملها بشأن التربية على حقوق الإنسان والنهوض بثقافتها وسط المواطنين والمواطنات كدعامة لمواجهة التراجعات والانتكاسات التي تحلم بها القوى المناهضة لحقوق الإنسان.
2- يدين كل الأقلام المأجورة التي ساهمت في هذه الحملة في تغييب تام لوجهة نظر الجمعية ورأيها في الاتهامات الموجهة لها.
3- يدين توظيف مؤسسة دستورية، مجلس المستشارين، في سابقة خطيرة وتوريطها من طرف حزبين في عملية مشبوهة.
4- يشكر كل الصحافيين وذوي الأقلام الحرة الذين كتبوا دفاعا عن الجمعية أو فضحا للحملة التضليلية التي تتعرض لها، أو ساهموا بمختلف الوسائل في تمكين الجمعية من توضيح مواقفها تضامنا معها.
5- يشكر كل الهيآت التي عبرت عبر بياناتها أو عبر توقيع عرائض التضامن عن دعمها للجمعية في مواجهتها لهذه الهجمة الخطيرة التي تتعرض لها.
6- يدعو كافة القوى الديمقراطية وفي مقدمتها التنظيمات الحقوقية وكافة الضمائر الحية إلى فضح هذه الحملة المستهدفة للجمعية في سمعتها وفي نشاطها وربما في وجودها والمستهدفة لحقوق الإنسان بمفهومها الكوني، ويدعوها إلى التعبير عن التضامن مع الجمعية في صراعها مع القوى المناهضة لحقوق الإنسان الكونية كما يدعو إلى توسيع المبادرة المتعلقة بتشكيل لجان دعم الجمعية.

المكتب المركزي
17 يونيو 2010

jeudi 1 juillet 2010

بيان شبيبة النهج الديمقراطي

النهج الديمقراطي شبيبة النهج الديمقراطي اللجنة الوطنيةبـــيـــــــــــان"ضد سياسات النظام المخزني، مع العمال و عموم كادحي الشعب المغربي" بتاريخ 27يونيو 2010،انعقد في الرباط اجتماع اللجنة الوطنية لشبيبة النهج الديمقراطي "دورة:الوفاء لشهداء الانتفاضة المجيدة 20ينيو1981". و قبل تدارس مختلف القضايا التنظيمية و السياسية و الجماهيرية، توقفت اللجنة الوطنية على التطورات الأخيرة للأوضاع العامة التي تتميز بما يلي: استمرار الهيمنة الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في التحكم سياسيا، اقتصاديا و عسكريا في مصير شعوب العالم، والمزيد من تكثيف الاستغلال البشع للطبقة العاملة و استنزاف ثرواتها الطبيعية. وذلك في محاولة محمومة لتصريف أزماتها البنيوية على كاهل البلدان التابعة. فيما يقابل ذلك مقاومة شعبية صاعدة في العديد من البلدان الرافضة لعولمة الفقر و الاستعمار بكافة أشكاله. مقاومة يشكل شباب العالم أهم روافدها النضالية. لا تزال فلسطين، رمزا لمقاومة الشعوب ضد ثالوث الرجعية و الصهيونية و الامبريالية و ضد الكيان الصهيوني باعتباره جزء عضوي من الامبريالية الأمريكية في المنطقة.حيث استطاعت هذه المقاومة بصمودها أن تستقطب التضامن الإنساني الفعلي من كل أجناس و ثقافات العالم عبر قوافل الدعم و المطالبة برفع الحصار و الجدار العنصريين. و انسجاما مع طبيعته كنظام رأسمالي تبعي،لا يزال النظام المخزني القائم في المغرب،يستبد بحكمه الفردي المطلق،يشرع قوانين و سياسات في خدمة كتلته الطبقية السائدة على حساب الطبقة العاملة و الملايين من كادحي الشعب المغربي.الذي يكتوي في شبابه و نسائه بالبطالة، الفقر،الأمية و التهميش و الإقصاء الاجتماعي.هدا بعدما استطاع النظام المخزني توفير الغطاء الأيديولوجي و السياسي لاحتواء جزء هام من ما يسمى زورا" المجتمع المدني" عبر استيعاب و ارشاء نخبته الانتهازية و دمجها في مؤسسات لن تفيد الشعب المغربي في شيء. بينما تستمر حركة النضال الديمقراطي الجدري في التصدي للمشاريع المخزنية و النضال مع الجماهير من أجل كافة مطالبها المشروعة. بناء على كل ما تقدم، فإننا في اللجنة الوطنية لشبيبة النهج الديمقراطي، نعلن للرأي العام ما يلي: 1- استمرارنا في النضال ضد العولمة الرأسمالية و مخلفاتها على شباب و نساء و شعوب و كادحي العالم.كما نثمن كل مقتضيات " نداء البيضاء" الصادر عن اللقاء الشبيبي الدولي موازاة مع المؤتمر الثاني لشبيبتنا.2- استعدادنا النضالي للمشاركة في كل أشكال التضامن مع نضال و مقاومة الشعب الفلسطيني حتى استرجاع أرضه و تحقيق مطالبه المشروعة. 3- ندين كافة أشكال التطبيع التي يقترفها النظام المغربي السرية منها أو العلنية و ضمنها إخفاء و حرمان الطفلة الفلسطينية ( أميرة القرم ) من التكريم و التضامن الشعبي الذي أعدته لها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في( 29-6-2010.)4- إدانتنا لكافة المحاكمات الصورية و الأحكام الجائرة ضد كل من: عمال سميسي ريجي بخريبكة،مناضلو الحركة الطلابية بموقع أكادير،المناضلون النقابيون ( ك د ش) و مناضلو الجمعية الوطنية لحملة الشهادات في إقليم بوعرفة، و كدا الهجوم و الاعتداء و الأحكام الصادرة في حق سكان اكلي ميسور.و نطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين و معتقلي الأحداث الاجتماعية الأخيرة. 5- تضامننا مع نضال العاملات و العمال الزراعيين في منطقة (بيوكرة) بالجنوب و كافة المعارك التي يخوضونها ضد ألبا طرونا و خدام المخزن، المستفيدون من تفويت أراضي الملك العام.6- رفضنا لسياسة ما يسمى بمناطق التبادل الحر التي تكرس تبعية المغرب للدوائر الامبريالية،و تضامننا مع مئات العمال و عاملات النسيج ضحايا مشروع الميناء المتوسطي في مدينة طنجة. 7- تضامننا مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في نضالها من أجل حقوق الإنسان، و ضد الهجوم الرجعي أيا كان مصدره، مع دعوتنا كل الديمقراطيين الحقيقيين للنضال وحدويا لصد كل ما يحاك ضد النضال الديمقراطي الجماهيري في بلادنا. 8- نهيب بكل مكونات الحركة الشبيبية المناضلة للمزيد من النضال الوحدوي مع جماهير شعبنا الكادح من أجل التحرر و الديمقراطية على طريق الاشتراكية. المجد و الخلود لشهداء الشعب المغربي شبيبة النهج الديمقراطياللجنة الوطنيةالرباط في:27-6-2010

بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي

النهج الديمقراطي
الكتابة الوطنية
بلاغ توضيحي
نشرت جريدة "الاتحاد الاشتراكي" ليوم الأربعاء 30/6/10 على صفحتها الأولى تغطية للقاء جمع الذين سحبوا ترشيحاتهم على اثر انتخاب اللجنة الإدارية في المؤتمر التاسع للجمعية.م.ح.ا بعدما كانت جريدة "الصحراء المغربية" ليوم 29/6/10 قد أصدرت تغطية مماثلة حول نفس اللقاء الذي انعقد يوم السبت 26/6/10 بمقر الحزب الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء.وحسب نفس المصادر فان المجتمعين ينتمون إلى حزب الطليعة والاشتراكي الموحد وعدد من الحساسيات (؟)وكذا بعض المنتسبين أو المحسوبين على النهج الديمقراطي(؟).
وتضيف المصادر نفسها أن" المجتمعين شكلوا حركة تصحيحية واتفقوا على استمرار التنسيق إلى حين وأد الديكتاتورية وانتهاج التحكم والإقصاء والهيمنة الذي يحاول"، ما أسمته " تيار أمين عبد الحميد"،في إشارة إلى النهج الديمقراطي، "تسييده داخل الجمعية".
إن الكتابة الوطنية بعد تدارسها لمضمون وحيثيات هذه التغطيات تود توضيح للرأي العام الديمقراطي ما يلي:
1- نفيها القاطع لمشاركة أي عضو(ة)في النهج الديمقراطي أو منتسب(ة) إليه ولا محسوب(ة) عليه في الاجتماع المذكور وتعتبر مثل هذه الادعاءات مجرد أكاذيب في سياق الحملة المسمومة التي يتعرض لها النهج الديمقراطي والجمعية.م.ح.ا معا،أساليب تنزل بالصراع إلى مستوى بئيس لا يليق بالتنظيمات التي ينتمي إليها المجتمعون.
2- رفضها لهذا الأسلوب العدائي الذاتي لمعالجة التناقضات الذي يشخصن الأمور وتوضح أن النهج الديمقراطي ليس فيه تيارات وتستنكر الحملة المغرضة التي يتعرض لها عدد من رفيقاتنا ورفاقنا وفي مقدمتهم الرفيق أمين عبد الحميد،العضو في اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي واحد مؤسسي منظمة إلى الأمام وقادتها البارزين والذي نعتبره بالنظر لمساره الكفاحي الطويل مفخرة لشعبنا وكادحيه وطبقته العاملة.
3- إن موقع النهج الديمقراطي كمكون أساسي من بين مكونات الأغلبية في الجمعية والذي ينعت ،بغية التشويه، بالهيمنة هو نتيجة منظوره للنضال الديمقراطي الجماهيري وثمرة استماتة مناضلاته ومناضليه في الميدان ولم يحصل عليه بالكذب والبهتان والمغالطات أو دعم خارجي أو داخلي أو تحالفات غير مبدئية أو بالعنف وغيره من الأساليب غير الديمقراطية.وترفض كل أساليب الابتزاز وغيرها من الأساليب الملتوية التي تهدف في المحصلة النهائية إلى تحويل الأقلية إلى أغلبية.
4- دعوتها لتجنب أسلوب تأجيج التناقضات والنفخ في الخلافات والعمل على فتح نقاش هادئ حول كل الإجراءات التي من شأنها المزيد من تعميق التدبير الديمقراطي للاختلاف داخل الجمعية.
الكتابة الوطنية في 1/7/2010

mercredi 30 juin 2010

من روائع م درويش ادهب عميقا في دمي

الدولة: لبنان
إذهب عميقاً في دمي .. محمود درويش

--------------------------------------------------------------------------------

إذهب عميقاً في دمي .. محمود درويش


ليدين من حجر و زعتر
هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين
مضت الغيوم و شرّدتني
و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني
.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل
البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن
الرماد و كنت وحدي
... ثم وحدي
آه يا وحدي ؟ و أحمد
كان اغتراب البحر بين رصاصتين
مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين
و ساعدا يشتدّ في النيسان
ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي
و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين

كان اكتشاف الذات في العربات
أو في المشهد البحري
في ليل الزنازين الشقيقة
قي العلاقات السريعة
و السؤال عن الحقيقة
في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه
عشرين عاما كان يسأل
عشرين عاما كان يرحل
عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في
إناء الموز
و انسحبت
يريد هويّة فيصاب بالبركان
سافرت الغيوم و شرّدتني
ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني
أنا أحمد العربيّ - قال
أنا الرصاص البرتقال الذكريات
و جدت نفسي قرب نفسي
فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ
تل الزعتر الخيمة
و أنا البلاد و قد أتت
و تقمّصتني
و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد
... و جدت نفسي ملء نفسي
راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه
كان الخطوة - النجمه
و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط
كانوا يعدّون الرماح
و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا
و يقفز
أحمد الآن الرهينه
تركت شوارعها المدينة
و أتت إليه
لتقتله
و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج
كانوا يعدّون الجنازة
وانتخاب المقصلة
أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار

جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار

و أنا حدود النار - فليأت الحصار

و أنا أحاصركم

أحاصركم

و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق
الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق
يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاوم
إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق
و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى
و تتركني ضفاف النيل مبتعدا
و أبحث عن حدود أصابعي
... فأرى العواصم كلها زبدا
و أحمد يفرك الساعات في الخندق
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق
هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق
المتمزّق الحالم
و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة
و هو اندلاع ظهيرة حاسم
في يوم حريّه
يا أيّها الولد المكرّس للندى


! قاوم

يا أيّها البلد - المسدس في دمي

! قاوم

الآن أكمل فيك أغنيتي
و أذهب في حصارك
و الآن أكمل فيك أسئلتي
و أولد من غبارك
فاذهب إلى قلبي تجد شعبي
شعوبا في انفجارك
... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه
فانكسرت
أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي
و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي

يا أحمد العربيّ ؟

لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء
امتصّني جرس بعيد
و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي
يا أحمد العربيّ
لم أغسل دمي من خبز أعدائي
و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق
فرّت الطرق البعيدة و القريبة
كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة
فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار
كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر
آه من حلمي و من روما!

جميل أنت في المنفى
قتيل أنت في روما
و حيفا من هنا بدأت
و أحمد سلم الكرمل
و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل
لا تسرقوه من السنونو
لا تأخذوه من الندى
كتبت مراثيها العيون
و تركت قلبي للصدى
لا تسرقوه من الأبد
و تبعثروه على الصليب
فهو الخريطة و الجسد
و هو اشتعال العندليب
لا تأخذوه من الحمام
لا ترسلوه إلى الوظيفه
لا ترسموا دمه و سام
فهو البنفسج في قذيفه
صاعدا نحو التئام الحلم
تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى
و تنفصل البلاد عن المكاتب
و الخيول عن الحقائب
للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح
أعطى خطبة الليمون لليمون
أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار
و السمك المجفّف
للحصى عرق و مرآه
و للحطاب قلب يمامه
أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن
يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل
الطري و تذهبين إلى البنفسج
فاذكريني قبل أن أنسى يدي
... و صاعدا نحو التئام الحلم
... تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك
يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ
و يختفي المتفرجون على جراحك
فاذكريني قبل أن أنسى يديّ!
و للفراشات اجتهادي
و الصخور رسائلي في الأرض
لا طروادة بيتي
و لا مسّادة وقتي
و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر
من حصان ضاع في درب المطار
و من هواء البحر أصعد
من شظايا أدمنت جسدي
و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل
أصعد من صناديق الخضار
و قوّة الأشياء أصعد
أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة
ينشدون:

صامدون

و صامدون

و صامدون

كان المخيّم جسم أحمد
كانت دمشق جفون أحمد
كان الحجاز ظلال أحمد
صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين
الأسيرة
صار الحصار هجوم أحمد
و البحر طلقته الأخيرة!
يا خضر كل الريح
يا أسبوع سكّر!
يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى
يا أحمد المولود من حجر و زعتر

ستقول : لا

ستقول : لا

جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ
كي يلغي العواصم
و تقول : لا
جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة
و التردد .. و الملاحم
نحو اقتحام المرحلة
و تقول : لا
و يدي تحيات الزهوز و قنبلة
مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة
و تقول : لا
يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح
و بالشموس المقبلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج

فوق المقصلة

و تقول : لا

و تقول : لا

و تقول : لا
و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين
ونزور صمتك حين تطلبنا يداك
و حين تشعلنا اليراعة
مشت الخيول على العصافير الصغيرة
فابتكرنا الياسمين
ليغيب وجه الموت عن كلماتنا
فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة
... لا وقت للمنفى و أغنيتي
سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك
و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك
... لا وقت للمنفى
و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز
و التمني
كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني
ورمت معاطفها الحقول و جمعتني
فاذهب بعيدا في دمي !
و اذهب بعيدا في الطحين
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

يا أحمد اليوميّ ‍
يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء
يا اسم البرتقاله
يا أحمد العاديّ! ‍
كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح
بين البندقيّة و الغزاله!
... لا وقت للمنفى و أغنيتي
سنذهب في الحصار
حتى نهايات العواصم
فاذهب عميقا في دمي
اذهب براعم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب خواتم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب سلالم
يا أحمد العربيّ... قاوم!
... لا وقت للمنفى و أغنيتي
سنذهب في الحصار
حتى رصيف الخبز و الأمواج
تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم
موت أمام الحلم
أو حلم يموت على الشعار
فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
... و له انحناءات الخريف
له وصايا البرتقال

له القصائد في النزيف

له تجاعيد الجبال

له الهتاف

له الزفاف

له المجلّات الملوّنه

المراثي المطمئنة

ملصقات الحائط

العلم

التقدّم

فرقة الإنشاد

مرسوم الحداد

و كل شيء كل شيء كل شيء

حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه
! يا أحمد المجهول
كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت
و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة
يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات
أشهر وجهك الشعبيّ فينا

واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟
يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت
و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم
حنطة ويدين عاريتين
وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته
على الموتى إذا ماتوا
و كي يرمي ملامحه

! على الأحياء ان عاشوا

! أخي أحمد

و أنت العبد و المعبود و المعبد

متى تشهد

متى تشهد

متى تشهد

روائع شعر محمود درويش

أحمد الزعتر


رقم القصيدة : 64868 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد




ليدين من حجر و زعتر

هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين

مضت الغيوم و شرّدتني

و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني

.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل

البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن

الرماد و كنت وحدي

ثم وحدي ...

آه يا وحدي ؟ و أحمد

كان اغتراب البحر بين رصاصتين

مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين

و ساعدا يشتدّ في النيسان

ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي

و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين

كان اكتشاف الذات في العربات

أو في المشهد البحري

في ليل الزنازين الشقيقة

قي العلاقات السريعة

و السؤال عن الحقيقة

في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه

عشرين عاما كان يسأل

عشرين عاما كان يرحل

عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في

إناء الموز

و انسحبت .

يريد هويّة فيصاب بالبركان ،

سافرت الغيوم و شرّدتني

ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني

أنا أحمد العربيّ - قال

أنا الرصاص البرتقال الذكريات

و جدت نفسي قرب نفسي

فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ

تل الزعتر الخيمة

و أنا البلاد و قد أتت

و تقمّصتني

و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد

و جدت نفسي ملء نفسي ...

راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه

كان الخطوة - النجمه

و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط

كانوا يعدّون الرماح

و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا

و يقفز .

أحمد الآن الرهينه

تركت شوارعها المدينة

و أتت إليه

لتقتله

و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج

كانوا يعدّون الجنازة

وانتخاب المقصلة

أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار

جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار

و أنا حدود النار - فليأت الحصار

و أنا أحاصركم

أحاصركم

و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق

الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق

يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين

لا تتبادلان رسائلي

قاوم

إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق

و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى

و تتركني ضفاف النيل مبتعدا

و أبحث عن حدود أصابعي

فأرى العواصم كلها زبدا ...

و أحمد يفرك الساعات في الخندق

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق

هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق

المتمزّق الحالم

و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة

و هو اندلاع ظهيرة حاسم

في يوم حريّه

يا أيّها الولد المكرّس للندى

قاوم !

يا أيّها البلد - المسدس في دمي

قاوم !

الآن أكمل فيك أغنيتي

و أذهب في حصارك

و الآن أكمل فيك أسئلتي

و أولد من غبارك

فاذهب إلى قلبي تجد شعبي

شعوبا في انفجارك

... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه

فانكسرت

أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي

و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي

يا أحمد العربيّ ؟

لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء

امتصّني جرس بعيد

و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي

يا أحمد العربيّ .

لم أغسل دمي من خبز أعدائي

و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق

فرّت الطرق البعيدة و القريبة

كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة

فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار

كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر

آه من حلمي و من روما !

جميل أنت في المنفى

قتيل أنت في روما

و حيفا من هنا بدأت

و أحمد سلم الكرمل

و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل

لا تسرقوه من السنونو

لا تأخذوه من الندى

كتبت مراثيها العيون

و تركت قلبي للصدى

لا تسرقوه من الأبد

و تبعثروه على الصليب

فهو الخريطة و الجسد

و هو اشتعال العندليب

لا تأخذوه من الحمام

لا ترسلوه إلى الوظيفه

لا ترسموا دمه و سام

فهو البنفسج في قذيفه

صاعدا نحو التئام الحلم

تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى

و تنفصل البلاد عن المكاتب

و الخيول عن الحقائب

للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح

أعطى خطبة الليمون لليمون

أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار

و السمك المجفّف

للحصى عرق و مرآه

و للحطاب قلب يمامه

أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن

يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل

الطري و تذهبين إلى البنفسج

فاذكريني قبل أن أنسى يدي

… و صاعدا نحو التئام الحلم

تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك …

يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ

و يختفي المتفرجون على جراحك

فاذكريني قبل أن أنسى يديّ !

و للفراشات اجتهادي

و الصخور رسائلي في الأرض

لا طروادة بيتي

و لا مسّادة وقتي

و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر

من حصان ضاع في درب المطار

و من هواء البحر أصعد

من شظايا أدمنت جسدي

و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل

أصعد من صناديق الخضار

و قوّة الأشياء أصعد

أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة

ينشدون :

صامدون

و صامدون

و صامدون

كان المخيّم جسم أحمد

كانت دمشق جفون أحمد

كان الحجاز ظلال أحمد

صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين

الأسيرة

صار الحصار هجوم أحمد

و البحر طلقته الأخيرة !

يا خضر كل الريح

يا أسبوع سكّر !

يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى

يا أحمد المولود من حجر و زعتر

ستقول : لا

ستقول : لا

جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ

كي يلغي العواصم

و تقول : لا

جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة

و التردد .. و الملاحم

نحو اقتحام المرحلة

و تقول : لا

و يدي تحيات الزهوز و قنبلة

مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح

و بالشموس المقبلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج

فوق المقصلة

و تقول : لا

و تقول : لا

و تقول : لا

و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين

ونزور صمتك حين تطلبنا يداك

و حين تشعلنا اليراعة

مشت الخيول على العصافير الصغيرة

فابتكرنا الياسمين

ليغيب وجه الموت عن كلماتنا

فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك

و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك

لا وقت للمنفى ...

و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز

و التمني

كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني

ورمت معاطفها الحقول و جمعتني

فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

يا أحمد اليوميّ ‍

يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء

يا اسم البرتقاله

يا أحمد العاديّ ‍!

كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح

بين البندقيّة و الغزاله !

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سنذهب في الحصار

حتى نهايات العواصم

فاذهب عميقا في دمي

اذهب براعم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب خواتم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب سلالم

يا أحمد العربيّ... قاوم !

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سنذهب في الحصار

حتى رصيف الخبز و الأمواج

تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم

موت أمام الحلم

أو حلم يموت على الشعار

فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

... و له انحناءات الخريف

له وصايا البرتقال

له القصائد في النزيف

له تجاعيد الجبال

له الهتاف

له الزفاف

له المجلّات الملوّنه

المراثي المطمئنة

ملصقات الحائط

العلم

التقدّم

فرقة الإنشاد

مرسوم الحداد

و كل شيء كل شيء كل شيء

حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه

يا أحمد المجهول !

كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت

و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة

يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات

أشهر وجهك الشعبيّ فينا

واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟

يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت

و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم

حنطة ويدين عاريتين

وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته

على الموتى إذا ماتوا

و كي يرمي ملامحه

على الأحياء ان عاشوا !

أخي أحمد !

و أنت العبد و المعبود و المعبد

متى تشهد

متى تشهد

متى تشهد

مفاهيم ماركسيىة

اتحاد الشبيبة الشيوعية (الكومسومول) اتحاد الشبيبة الشيوعية (الكومسومول) يعتبر اتحاد الشبيبة الشيوعية (الكومسومول) منظمة شبابية اجتماعية سياسية كانت في العهد السوفيتي المنظمة الوحيدة في البلاد التي تجمع بين الشباب تحت اشراف الحزب الشيوعي. تم تأسيس الكومسومول في المؤتمر الاول لاتحادات شبيبة العمال والفلا...حين الذي انعقد في 29 اكتوبر/تشرين الاول – 4 نوفمر/تشرين الثاني عام 1918 واسفر عن اندماج اتحادات الشبيبة المتفرقة في منظمة واحدة لعموم روسيا تعمل بقيادة الحزب الشيوعي الروسي. واطلقت عليها اولا تسمية اتحاد الشبيبة الشيوعي الروسي. وجاء في بيان تبناه المؤتمر ان الاتحاد يسعى الى نشر افكار الشيوعية واشراك شبيبة العمال والفلاحين في عملية بناء روسيا السوفيتية. في يوليو/تموز عام 1924 حمل اتحاد الشبيبة الشيوعي الروسي اسم لينين، فصار يدعى "الاتحاد الروسي للشبيبة الشيوعية المسمى على اسم لينين ". وبعد قيام اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية اصبح اسمه اتحاد الشبيبة الشيوعية لعموم الاتحاد السوفيتي المسمى على اسم لينين" او باختصار "الكومسومول". يتضمن النظام الداخلي للكومسومول المبادئ الرئيسية لعمل المنظمة وهي: الكومسومول هو مساعد واحتياطي للحزب الشيوعي السوفيتي من شأنه ان يساعد الحزب في تربية الشباب بروح الشيوعية واشراكهم في بناء المجتمع الجديد واعداد جيل من الشباب المتطورين في شتى المجالات الذين سيعيشون وسيعملون وسيقومون بتسيير الامور في ظروف المجتمع الشيوعي القادم. وقضى النظام الداخلي بان تعم العضوية في الكمسومول الفتيان والفتيات بسنهم من 14 سنة حتى 28 سنة، ويتم استحداث خلايا للكومسومول في المصانع الانتاجية والتعاونيات الزراعية والمؤسسات التعليمية ووحدات للجيش السوفيتي. ويعتبر المؤتمر العام هيئة قيادية عليا للكومسومول، وتقوم اللجنة المركزية للكومسومول بتسيير امور المنظمة في فترة ما بين انعقاد المؤتمرات. يرتبط تاريخ اتحاد الشبيبة الشيوعية ارتباطا وثيقا بتاريخ الاتحاد السوفيتي. وشارك الاعضاء في الكومسومول بالحرب الاهلية اعوام 1918 – 1921 و حاربوا في وحدات الجيش الاحمر الذي وجه اليه الكومسومول حوالي 75 الفا من اعضائه. اما العدد الاجمالي للاعضاء في الكومسومول الذين شاركوا في المعارك ضد الجيش الابيض والمعتدين الاجانب فبلغ 200 الف شاب وشابة. وسجلت في قائمة المآثر البطولية اسماء ألبيرت لابينيا قائد الفرقة البالغ من العمر 19 سنة، والكاتب نيقولاي اوستروفسكي، وقائد الفوج والكاتب أركادي حيدر، وقائدة القطار المصفح ليودميلا كاكيفسكايا، وفيتالي بانيفور زعيم الكومسومول في منطقة الشرق الاقصى الروسي وغيرهم. واطلق اسماء عدد من اعضاء الكومسومول على المدن والقرى والشوارع. ونصبت تماثيل لتخليد ذكراهم. في عام 1928 تم منح الكومسومول وسام الراية الحمراء لقاء دوره الكبير في الحرب الاهلية. وقد شارك الاعضاء في الكومسومول ببناء بلاد السوفيت الجديدة. وكان لهم دور كبير في انجاز خطط التنمية الاقتصادية. وشهدت مصانع ومعامل موسكو ولينينغراد ومنطقة الاورال والدونباس تشكيل فرق الكومسومول الشبابية التي ساهمت في انجاز خطط الانتاج ورفع انتاجية العمل. وارسلت منظمات الكومسومول 200 ألف من اعضائها ليشاركوا في انشاء المشاريع الاقتصادية الجديدة، وبينها محطة "دنيبروغيس" الكهرمائية ومصنعا السيارات في موسكو وغوركي ومصنع الجرارات في ستالينغراد ومصنع الحديد ة والصلب في ماغنيتوغورسك والسكك الحديد "تركستان – سيبيريا" وغيرها. اما الريف السوفيتي فشهد مشاركة الكومسومول النشطة في انشاء التعاونيات الزراعية. وفي عام 1931 تم منح الكومسومول وسام الراية الحمراء الثانية لقاء مبادراته الانتاجية البناءة. وقد اضحى الكمسومول قوة تجمع بين الشباب الذين وقفوا دفاعا عن وطنهم ابان الحرب الوطنية العظمى. وتم تكريم اكثر من 3.5 الف عضو في الكومسومول بلقب بطل الاتحاد السوفيتي لقاء مآثرهم البطولية في جبهات المعارك العسكرية والعمل. اما منظمة الكومسومول نفسها فتم منحها وسام لينين. ومنح اتحاد الشبيبة الشيوعية(الكومسومول) في الفترة التي اعقبت الحرب وسام لينين الثاني لقاء مشاركة اعضائه في اعادة بناء الاقتصاد الوطني. شهدت البلاد عام 1954 حملة سياسية جديدة وهي استصلاح الاراضي الزراعية البكر بادرت اليها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التي دعت الاعضاء في الكومسومول ليتوجهوا الى مناطق كازاخستان وسيبيريا غير المستصلحة بغية زيادة انتاج الحبوب. وتم منح الكومسومول وسام لينين الثالث عام 1956 لقاء انجاز هذا المشروع الضخم. صادف عام 1968 الذكرى الـ 50 اليوبيلية لتأسيس الكومسومول. وتم منحه بهذه المناسبة وسام ثورة اكتوبر . شهدت اواخر السبعينات حملة سياسية اخرى وهى مشروع بناء السكة الحديد الضخمة "بايكال – آمور" لربط مناطق البلاد الغربية باقاليم سيبيريا والشرق الاقصى. ولعب الاعضاء في الكومسومول دورا هاما في انجاز هذا المشروع الاقتصادي والاجتماعي. كان اكثر من 200 مليون شخص من مواطني الاتحاد السوفيتي السابق اعضاءاً في الكومسومول على مدى تاريخه الطويل. عقد في سبتمبر/ايلول عام 1991 المؤتمر الاستثنائي الثاني والعشرون لمنظمة الكومسومول في عموم الاتحاد السوفيتي الذي اعلن حل الكومسومول بسبب انتهاء دوره السياسي بصفته اتحادا لمنظمات الشبيبة في الجمهوريات السوفيتية. لكن عام 1993 شهد اعادة استحداث الكومسومول بصفته حركة شبابية جديدة عامة . ويقع مقر المنظمة في مدينة موسكو. ويشغل اتحاد الشبيبة الشيوعية لروسيا الاتحادية الذي تم تأسيسه في 29 مايو/آيار عام 1999 مكانة بارزة فيها

mardi 29 juin 2010

عملية فدائية لكتائب ابو علي مصطفي

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تطلق قذيفتي هاون على منطقة إيريز شمال غزة
13:42 2010-06-29

قصفت وحدة المدفعية التابعة لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى – الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منطقة إيرز شمال غزة بقذيفتي هاون عيار 90 ملم ، اليوم الثلاثاء الموافق 29/6/2010، الساعة 9.55 صباحاً .

وأكدت الكتائب في بلاغ عسكري صدر عنها أن هذا القصف يأتي تأكيداً منها على مواصلة المقاومة والتصدي للعدو، و رداً اولياً على استشهاد رفيقنا المقاتل بسام بدوان، وما يقوم به العدو من عمليات تهويد في القدس و جرائم بحق أبناء شعبنا فيها.

من هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

تكوين وتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
00:00 2000-12-29بعد حرب حزيران 1967 سعي الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب لايجاد اطار جبهة تضم مختلف الفصائل الوطنية الفلسطينية لأن وجودها عامل أساسي من عوامل الإنتصار ، ولان منظمة التحرير الفلسطينية بطابعها الرسمي آنذاك لم تكن تصلح لتشكيل هذا الإطار. وقد نتج عن ذلك اقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ضمت الي جانب هذا الفرع ، جبهة التحرير الفلسطينية ، وتنظيم أبطال العودة ، وعناصر مستقلة ، ومجموعة من الضباط الوحدويين الناصريين.

وصدر البيان السياسي الاول للجبهة في 11/12/1967. لكن مسيرة هذا التشكيل تعثرت نتيجة خلافات سياسية في وجهات النظر ، فانسحبت جبهة التحرير الفلسطينية في تشرين الاول عام 1968 وشكلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.

وعلي ضوء التطورات التي شهدتها منظمة التحرير الفلسطينية تخلت الجبهة الشعبية عن سعيها لإيجاد جبهة وطنية لان منطمة التحرير الفلسطينية جسدت في نظرها إطار هذه الجبهة بخطوطها العريضة.

ان هذا التطور جعل الجبهة الشعبية ، موضوعيا ، تنظيماً سياسياً محدداً ، خصوصاً بعد انصهار تنظيم أبطال العودة انصهاراً كاملاً في صفوف الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب.

ومنذ ذلك بدأ العمل لتحويل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلي حزب ماركسي - لينينى، ولكن عملية التحول واجهت مشكلات وخلافات داخلية ، حيث رأي عدد من أعضاء الجبهة إستحالة تحويل تنظيم برجوازي صغير إلي حزب ماركسي - لينيني ، وقد أدت تلك الخلافات إلي إنشقاق "الجبهة الديمقراطية" عن الجبهة الشعبية.

عقدت الجبهة الشعبية مؤتمرها الثاني في شباط 1969 ، وصدر عنه وثيقة " الاستراتيجية السياسية والتنظيمية" التي شكلت محطة هامة في مسيرة الجبهة وتطلعها نحو التحول الي حزب ماركسي - لينيني مقاتل. واقامت الجبهة الشعبية مدرسة لبناء الكادر الحزبي ، واصدرت مجلة الهدف التي ترأس تحريرها الشهيد غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة.

وانعقد المؤتمر الوطني الثالث للجبهة في آذار 1972 ، وقد أقر وثيقة "مهمات المرحلة" و "النظام الداخلي الجديد" واعطي عملية التحول وبناء الحزب الثورى ، أيديولوجيا وتنظيما سياسيا ، الصدارة ، ايمانا منه بأن قدرة الثورة علي الصمود والاستمرار تتوقف على صلابة التنظيم.

وقد نص النظام الداخلي الجديد على أن المبادئ الأساسية للجبهة هي : المركزية الديمقراطية ، والقيادة الجماعية ، ووحدة الحزب ، والنقد والنقد الذاتي ، وجماهيرية الحزب ، وعلي أن كل عضو سياسي في الجبهة مقاتل , وكل سياسي مقاتل. كما حدد شروط العضوية وواجباتها وحقوقها ، ورسم الهيكل التنظيمى للحزب.

وفي نيسان 1981 عقدت الجبهة مؤتمرها الوطنى الرابع تحت شعار : "المؤتمر الرابع خطوة هامة على طريق استكمال عملية التحول لبناء الحزب الماركسي - اللينيني ، والجبهة الوطنية المتحدة ، وتصعيد الكفاح المسلح ، وحماية وجود الثورة وتعزيز مواقعها النضالية ، ودحر نهج التسوية والاستسلام ، وتعميق الروابط الكفاحية العربية والأممية" وقد ناقش المؤتمر التقارير المقدمة إليه ، وأدخل التعديلات الضرورية علي النظام الداخلي ، وانتخب لجنة مركزية جديدة انتخبت بدورها مكتبا سياسيا جديدا. وجددت انتخاب الدكتور جورج حبش أمينا عاماً للجبهة.

وأصدر المؤتمر بيانا سياسيا حدد فيه الوضع الفلسطيني والعربي والدولي ومهمات الجبهة في المرحلة القادمة ومهماتها الإستراتيجية ، والدروس المستخلصة من تجربة الثورة الفلسطينية ، وأهمها ضرورة توفر قواعد ارتكاز للثورة الفلسطينية والمرحلية في النضال الفلسطينى وضرورة النضال ضد نهج التسوية ومختلف التأثيرات التي يتركها في صفوف الجماهير.

وفي ضوء المتغيرات العديدة والكبيرة التي طرأت علي الوضع الفلسطيني والعربي والدولي منذ انعقاد المؤتمر الرابع وحتى الآن وفي ضوء الشوط الكبير الذى قطعته على طريق تحولها الى حزب ماركسي - لينيني ، فإن الجبهة تستعد لعقد مؤتمرها الخامس "1990-1991".

أهم المرتكزات السياسية:
(1) أهمية الفكر السياسي:
تبرز الجبهة أهمية الفكر السياسي ، وأهمية سلامة الخط السياسي ، ودوره في إنتصار الثورة. "إن شرطاً أساسياً من شروط النجاح هو الرؤية الواضحة للأمور ، والرؤية الواضحة للعدو ، والرؤية الواضحة لقوى الثورة ، وعلي ضوء هذه الرؤية تتحدد استراتيجية المعركة ، وبدونها يكون العمل الوطني مرتجلا".

(2) الوظيفة الامبريالية للكيان الصهيونى :
إن الهدف الرئيسي للغزوة الصهيونية كان - ولا يزال- زرع قاعدة بشرية مسلحة تستند إليها الامبريالية للوقوف في وجه حركة التحرر العربي التي يشكل انتصارها تهديداً للمصالح الأمبريالية في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وليس صحيحاً أن الغزوة الصهيونية نتيجة إضطهاد اليهود في أوروبا ، كذلك ليس صحيحاً الفصل بينها وبين المخططات الامبريالية للمنطقة ، وفصل المعركة مع الكيان الصهيوني عن مجمل حركة الصراع الدائرة في المنطقة بين الجماهير من ناحية والامبريالية من ناحية أخرى. فهناك تلاحم استراتيجي بين "إسرائيل" والحركة الصهيونية من جهة والامبريالية العالمية من جهة أخرى.
وترفع الجبهة شعار : "لا تعايش مع الصهيونية" وتشترط زوال الكيان الصهيوني لاشادة السلام العادل والدائم في المنطقة. وتري أن جدية التصدي للامبريالية مقياس لجدية التصدى للكيان الصهيونى.

(3) موقع "الرجعية العربية" في دائرة الصراع:
تعتبر الجبهة الشعبية التناقض مع الرجعية العربية تناقضا رئيسيا لا ثانويا ، وترى أن التحديد العلمي لموقع "الرجعية العربية" كقوة من قوى الخصم في المعركة المحتدمة بين الجماهير العربية وقواها الوطنية والتقدمية من جهة وبين الامبريالية والصهيونية من جهة ثانية يتيح للثورة الفلسطينية ولفصائل حركة التحرر الوطني العربية ، فضح وتعرية مناورات ومخططات القوى الرجعية والتصدى الفاعل لها.

(4) "البرجوازية العربية" عاجزة عن إنجاز مهمة تحرير فلسطين:
أثبتت التطورات التي تتابعت في مصر بعد وفاة جمال عبد الناصر ، أن البرجوازية الوطنية الصغيرة التي تبدأ لدى تسلمها السلطة بمناهضة الامبريالية تنتقل تدريجيا ، من خلال نمو مصالحها وهى في سدة الحكم ، الى موقع التلاقي المتدرج مع الامبريالية. لذا يجب أن تكون علاقة الثورة بالبرجوازية الوطنية والانظمة التي تمثلها علاقة تحالف وصراع ، تحالف معها لانها معادية للامبريالية واسرائيل ، وتناقض معها حول استراتيجيتها في مواجهة المعركة. فهناك في الجبهة الشعبية استراتيجيتان : استراتيجية البرجوازية الصغيرة التى تطرح نظريا وتتجه عملياً نحو استراتيجية الحرب التقليدية من خلال اعادة بناء المؤسسة العسكرية اذا ما تعذر الوصول لحل سلمى.

مقابل استراتيجية الطبقة العاملة التي تطرح نظريا وتتجه عمليا نحو حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية التي تخوضها الجماهير بقيادة الطبقة العاملة. وستتعايش هاتان الاستراتيجيتان زمنا الى ان تتغلب في نهاية الامر استراتيجية الطبقة العاملة.
وهذه النظرة إلي البرجوازية تتبناها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتحمى الثورة والجماهير من تضخيم دور البرجوازية الوطني ، ولتنبه إلى الأخطاء الكبيرة إذا كانت البرجوازية علي رأس هرم التحالف الطبقى المعادي للامبريالية ، ولتؤكد في الوقت نفسه إمكان بقاء البرجوازية في الموقع الوطني عندما تكون الطبقة العاملة وبرامجها هي التي تقود معركة التحرير.

(5) العمال والفلاحون عماد الثورة ومادتها الطبقية الأساسية:
إن حجم البطولات والتضحيات التى قدمتها الجماهير الفلسطينية والعربية في صراعها مع العدو الصهيونى يسقط الزعم الذى يلقي أى قسط من المسئولية على الجماهير. وتربط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذه الاخفاقات بالبنية الطبقية للقيادات التي كانت على رأس حركة الجماهير ، وتري أن الطبقة العاملة وحدها هى القادرة على قيادة نضال الجماهير نحو الانتصار النهائى.
وتشكل موضوعة قيادة الطبقة العاملة الفلسطينية والعربية لمعركة التحرير أهم مرتكزات الجبهة الشعبية. لكن ذلك لا يعنى في نظرها الخلط بين مرحلة التحرر الوطني ومرحلة التحرر الاجتماعي ، ولا يعنى إهمال التحالف الطبقى العريض الذى يضم كل طبقات وفئات الثورة.

(6) ضرورة الربط الجدلي بين الوطني والقومي:
ترى الجبهة خطأ تذويب النضال الوطني الفلسطيني في إطار النضال القومي العربي ، وفي المقابل خطأ عدم ربطه بالنضال القومي. فشعار إستقلالية العمل والقرار الفلسطينيين شعار سليم عندما تتجه ترجمته علي قاعدة حماية الثورة الفلسطينية من الأنظمة العربية الرجعية والبرجوازية التي تحاول إحتوائها ، ولكنه يصبح شعاراً غير سليم إذا قصد به حصر معركة التحرير بالشعب الفلسطيني ، إذ يؤدي ذلك إلي حرمان النضال الوطني الفلسطيني من عمقه العربي الذى تتطلبه معركة تحرير فلسطين.؟
إن الثورة الفلسطينية تحتاج إلي قواعد إرتكاز محيطة بفلسطين تعتمد عليها في توفير العمق الجغرافي والبشري الذي تحتاجه معركة التحرير. وهناك علاقة عضوية بين النضال الوطني الفلسطينى وحركة التحرر الوطني العربي ، والثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية دور طليعى في تحقيق الأهداف القومية للأمة العربية.

(7) الاردن ساحة خاصة وأساسية وقاعدة إرتكاز للثورة الفلسطينية:
تعود هذه الخصوصية إلي حجم وطبيعة الوجود الفلسطينى في الأردن. فنسبة الفلسطينيين هناك تبلغ 65% من مجموع السكان ، وقد أصبحوا من الناحية القانونية مواطنيين في دولة الأردن لا مجرد لاجئين كما هى الحال في البلدان العربية الأخري بسبب عملية الدمج والالحاق التى تمت في مؤتمر أريحا 1948. والثورة الفلسطينية هي المؤولة عن تعبئة وتنظيم الجماهير الفلسطينية في مختلف الأماكن بما فيها الساحة الأردنية . وإذا كان دور الثورة الفلسطينية فى عملية التغيير في البلدان العربية الأخرى هو دور العامل المساند ، فدورها فى الأردن هو دور الشريك. والساحة الأردنية قاعدة إرتكاز للثورة لجملة أسباب ، منها الحدود الطويلة بين الأردن وفلسطين ، وما توفره الساحة الأردنية للثورة الفلسطينية من قدرة علي التعامل المكثف مع الجماهير الفلسطينية داخل الأرض المحتلة. ومنها وهو الأهم ، إنها في الأردن تقوم بدور طليعى خاص في تحرير الأرض الفلسطينية. وقد إزدادت أهمية الساحة الأردنية -كقاعدة إرتكاز- في ضوء الإنتفاضة الباسلة للشعب الفلسطينى. ، وفى ضوء قرار الأردن بفك ارتباطه القانوني والإداري مع الضفة الفلسطينية والمتغيرات التي طرأت علي الوضع في الأردن مؤخراً.

(8) الثورة الفلسطينية جزء أساسى من الثورة العالمية علي الإمبريالية والصهيونية والرجعية:
تري الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن معاناة الشعب الفلسطينى من الإضطهاد والظلم والاستبداد والتشرد ليست سوى نتيجة مباشرة لممارسات النظام الرأسمالى العالمي وتطوره الى مرحلة الإمبريالية.
والكيان الصهيونى كيان إستيطانى أقامه النظام الرأسمالى ولا يزال يدعمه بكل أسباب القوة والبقاء ليستند إليه كأداة أساسية فى تأمين عملية التحكم بالمنطقة ونهب خيراتها واستغلال ثرواتها والإفادة من موقعها الاستراتيجى. والإفادة من موقعها الاستراتيجي. ومن هنا يقف الشعب الفلسطيني فى الخندق الذى تقف مختلف الشعوب المضطهدة والطبقات المتضررة من النظام الرأسمالى الاستعمارى ، ومعركة هذا الشعب جزء من المعركة الكونية ضد الإمبريالية والقوى المرتبطة بها.

(9) حرب الشعب الطويلة الأمد هي الطريق الوحيد للتحرير:
ان تحرير فلسطين لا يتم الا بالعنف الثورى ، ويجب ممارسة كافة أشكال النضال وفي المقدمة منها الكفاح المسلح باعتباره أرقي أشكال النضال ، ولكن التفوق العسكرى التكنولوجى للعدو الامبريالى الصهيوني يجعل الحرب التقليدية السريعة الخاطفة لمصلحة العدو ، لهذا فإن الأسلوب الناجح المستخلص من تجارب الشعوب لمواجهة تفوق العدو هو أسلوب حرب العصابات التي تبدأ في مراحل الكفاح الأولي باستنزاف العدو تدريجياً ، ثم تعبئ مع الوقت الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى والعربي في حرب طويلة مستمرة قادرة في نهاية المسيرة علي تحقيق الإنتصار.

(10) اهمية الموضوعة التنظيمية:
للتنظيم السياسي أهمية كبيرة وبدونه تظل الأهداف السياسية ، وعلى الرغم من صحتها وعدالتها ، أحلاما وتمنيات. والحزب الثورى هو الحزب الذي يعتمد أيديولوجية الطبقة العاملة دليلا نظريا. ويتشكل الحزب أساسا من طلائع الطبقة العاملة في تكوينه الطبقى ، ويستند الى مبدأ المركزية الديمقراطية فى علاقاته الداخلية. أما الجبهة الوطنية المتحدة فهي الإطار التنظيمي الذي يضم مختلف طبقات الثورة وأحزابها ومنظماتها.
إن منظمة التحرير الفلسطينية هى الجبهة الوطنية الفلسطينية العريضة التي تناضلالجبهة الشعبية ضمنها على أساس جماعية القيادة ، والعلاقة الديمقراطية بين فصائل الثورة المبنية على قاعدة الاستقلال الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي لكل فصيل ، وتمثيل الفصائل في مؤسسات م.ت.ف بحسب نمو أدوارها في العملية الثورية.
وفى إطار منظمة التحرير الفلسطينية وبهدف تعزيز وتعميق وتصليب الوحدة الوطنية تناضل الجبهة لتحقيق وحدة القوي الديمقراطية كخطوة ضرورية علي طريق بناء حزب الطبقة العاملة الفلسطينى الموحد.

(11) هدف الثورة الفلسطينية الاستراتيجى تحرير فلسطين واقامة الدولة الديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينية:
ان هدف النضال الفلسطيني تحرير الأرض الفلسطينية من الوجود الصهيونى الاستيطاني التوسعي وليس الصراع مع العدو الصهيوني قائما علي أساس التعصب القومي أو الديني ، ولذلك تهدف الثورة الفلسطينية الى تشييد دولة ديمقراطية يتمتع فيها العرب واليهود بحقوق وواجبات متساوية.
ان عملية تحرير فلسطين هى عملية تحرير للجماهير اليهودية التى حشدتها الامبريالية والصهيونية لتستعملها وقوداً في حربها مع جماهير المنطقة. ولذا فإنه من الطبيعي أن تتحالف الثورة الفلسطينية مع القوي اليهودية المناهضة للامبريالية والصهيونية. وهذه الدولة الفلسطينية ستتحد مع البلدان العربية في إطار مجتمع عربي تقدمي وسيكون اليهود في فلسطين بعد التحرير مواطنين فى مجتمع ديمقراطي إشتراكي.
وتؤمن الجبهة الشعبية بمرحلة النضال الوطني الفلسطيني ، وتتبني البرنامج المرحلي لـ م.ت.ف المتمثل بحق الشعب الفلسطينى بالعودة إلي دياره وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة. وتري الجبهة أن تحقيق الهدف المرحلى يرتبط أشد الإرتباط بتغيير موازيين القوي القائمة ، وأن الإطار المناسب لتحقيقه هو المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات الذى تحضره الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وتشارك فيه م.ت.ف علي قدم المساواة إلي جانب الأطراف المعنية.

أهم المواقف السياسية في مسيرة الجبهة:
(1) الموقف من الحكم الأردني:
ترى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن لهذا الحكم تأثيره الكبير السياسي والعسكري على الصراع العربى الصهيونى بحكم جملة عوامل منها تكوينه الديمغرافى وموقعه الجغرافى. وكانت ترى منذ اللحظة الأولي بوجود المقاومة الفلسطينية فى الأردن عام 1967 استحالة التعايش بين الاثنين ، لذلك حصلت بينهما إصطدامات كثيرة ، بل إنها إعتبرت أن تردد الثورة آنذاك في مواجهة الحكم قد ضيع عليها فرصة ثمينة ومكن الحكم من ضرب المقاومة فى أيلول 1970 ثم اخراجها من الأردن في تموز 1971. وبذلك خسرت المقاومة أهم موقع لها بسبب خصوصية الساحة الأردنية وكونها الموقع الطبيعي والأساسي للثورة.

(2) التصدى لنهج التسوية بعد حرب 1973 وتأسيس جبهة القوي الفلسطينية الرافضة للتسويات الاستسلامية:
آمنت الجبهة الشعبية بأن التحركات التي تلت حرب تشرين كانت مؤامرة تهدف إلي إنهاء الصراع العربى - الصهيونى على قاعدة التسليم بالوجود الصهيوني ، واحتواء الثورة الفلسطينية باغرائها بدولة فلسطينية تقوم فى الضفة والقطاع مقابل توقفها عن المطالبة بتحرير كامل التراب الفلسطينى ، وكان حذف شعار : " لا تفاوض مع العدو الصهيونى" من البرنامج السياسى الذي أقرته الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني سببا في إنسحاب الجبهة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد شكلت مع ثلاثة فصائل أخرى "جبهة القوى الرافضة للحلول الإستسلامية" ، واستمر الإنقسام في الموقف الفلسطيني إلي حين قيام السادات بزيارة القدس ، فانعقد المؤتمر الأول لقمة الصمود والتصدي ، واتفقت الفصائل المختلفة على "وثيقة طرابلس" التي سجلت مبدأ اللاتفاوض مع العدو الصهيونى ، وربطت أى هدف مرحلي للثورة الفلسطينية بالشروط والضوابط التي تجعله خطوة على طريق الهدف الإستراتيجى لا بديلاً عنه.

(3) الحرب الأهلية في لبنان:
تري الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن المعارك التي إنفجرت على الساحة اللبنانية بين المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية من جهة ، والقوات اللبنانية من جهة أخرى ، ليست معارك مؤقتة ومحدودة تسببها ظروف طارئة أو ممارسات لا مسؤولة ، وهي ترى أن معارك أيار 1973 كانت مقدمة للمعارك الواسعة التى شهدها لبنان منذ نيسان 1975.
وفي ضوء ذلك طرحت الجبهة الشعبية أن طبيعة المعارك وطبيعة المخطط الإمبريالى الصهيونى الرجعي على الساحة اللبنانية لا تسمحان بأية إمكانية لحلول وسط للصراع ، لأن التناقض القائم تناحري لا يمكن حله إلا بهزيمة أحد طرفيه. وقد طالبت الجبهة الشعبية القوي الوطنية والتقدمية المعنية بالصراع بتحديد مواقفها وتكتيكاتها إستنادا إلي هذا الأساس.
وتؤمن الجبهة بأن بقاء البندقية الفلسطينية مرفوعة فى لبنان يعنى إستمرار الثورة ، ويشكل هذا البقاء أكبر دعم سياسي ومادي ومعنوي لنضالات الجماهير الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة. وترى أيضا ان البندقية الفلسطينية عقبة أمام تمرير مشاريع الإستسلام وعقبة أمام أى نظام عربى يريد اللحاق بكامب ديفيد على الطريق الذي إتبعه السادات. كما ترى أن بقاء البندقية الفلسطينية مشرعة سيؤدى إلي إستمرار افراز حالة ثورية تنتقل بتأثيراتها وانعكاساتها الى المنطقة العربية.
واضافة لذلك ترى الجبهة الشعبية أن المخطط المعادى يستهدف الحركة الوطنية اللبنانية بقدر ما يستهدف المقاومة الفلسطينية لتثبيت الهيمنة على جماهير لبنان. ولذلك طالبت بضرورة "اعتبار الحركة الوطنية اللبنانية الأساس في عملية التصدي لهذه المحاولات في سبيل دحر مخططاتها واعتبار دور المقاومة الفلسطينية دوراً داعماً ومسانداً ومشاركاً".

الجانب العسكري:
بدأ فرع فلسطين في حركة القوميين العرب الاعداد للكفاح المسلح قبل الخامس من حزيران 67 ، ومارس النشاط العسكري قبله ، وسقط الشهيد الأول خالد أبو عيشة في 2/11/1964. وبعد الخامس من حزيران مارست الجبهة الشعبية الكفاح المسلح من داخل الوطن المحتل ومن خارجه ، وكان نشاطها جزءاً من نضال فصائل المقاومة الفلسطينية العسكري ، وقد ألحقت ضربات موجعة بالعدو الصهيونى في جبال الخليل وقطاع غزة ، وشكلت هناك بؤراً ثورية مسلحة ألحقت بقوات العد الصهيوني خسائر كبيرة ، ولكن سوء الظروف الموضوعية وتوقف حرب الاستنزاف علي الجبهة المصرية وتفجير أحداث الأردن عام 1970 ، وقيام العدو الصهيوني بعمليات عسكرية كبيرة ضد المقاومة أدت إلي تصفية الصف القيادي الأول لتنظيم الجبهة الشعبية في قطاع غزة الذي كان يقوده الشهيد محمد محود الأسود (جيفارا غزة) عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ، وأدت إلى القضاء على عدد من المجموعات الثورية للجبهة في المناطق الأخري. غير أن ذلك لم يمنع الجبهة من إعادة ترتيب أوضاعها ومواصلة الكفاح المسلح.
وبذلت الجبهة جهوداً عسكرية على مستوي العمليات الحدودية من خارج الأرض المحتلة ، فهاجمت قواتها دوريات العدو الصهيوني ومواقعه وكمائنه ، وزرعت الألغام وهاجمت مستعمرات الحدود ، مما أربك العدو واستنزف طاقاته.
وقد وجهت الجبهة الشعبية ضربات عسكرية للمصالح الإمبريالية كعملية تفجير خط أنابيب النفط المار بأراضي الجولان السورية المحتلة ، وعملية ناقلة النفط "الكورال سي" فى مضيق باب المندب ، كذلك وجهت ضربات للمصالح الصهيونية ومؤسسات العدو الإقتصادية خارج الوطن المحتل.وقامت الجبهة الشعبية وتقوم بدورها في الدفاع عن المقاومة الفلسطينية ووجودها المسلح ، أمام الهجمات التي تستهدف تصفيتها وابادتها على الأرض العربية مشتركة في ذلك مع فصائل المقامة الفلسطينية.
وفي لبنان كان لتنظيم الجبهة العسكري الموجود في تل الزعتر بقيادة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشهيد أبو أمل الى جانب جماهير الشعب الفلسطينى ومقاتلى الثورة الفلسطينية من مختلف فصائل المقاومة أثر في الصمود البطولي للمخيم ، كذلك وقف مقاتلوا الجبهة مع غيرهم من مقاتلي الثورة صامدين في لبنان في آذار 1978.
وابان الاجتياح الاسرائيلى للبنان عام 1982 تصدت الجبهة لجحافل العدو الصهيونى بكل قوة الى جانب القوى الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية ، ورفعت أثناء حصار بيروت شعار : " تحويل بيروت الى ستالينغراد" ، كما رفضت الانسحاب من بيروت في الفترة الأولي من الحصار مما لعب دوراً في إطالة أمد الصمود ، وانسحاب المقاومة الفلسطينية بكرامتها من بيروت ، وقبل الانسحاب من بيروت كان للجبهة الشعبية دور أساسي ، الى جانب الحزب الشيوعي اللبنانى في تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والمشاركة الفاعلة في عملياتها. كما شاركت الجبهة بفعالية إلي جانب قوي الحركة الوطنية اللبنانية في التصدى للاحتلال الصهيونى وأعوانه فى الأعوام 83 ، 84 ، 85 ودحره عن مناطق بيروت والجبل وصيدا.

أزمة م.ت.ف ودور الجبهة:
خلال فترة الأزمة التي عصفت بـ م.ت.ف العام 1983 ، والتى أدت إلي إنقسام فى الساحة الفلسطينية ، لعبت الجبهة دورا بارزاً ومميزاً في النضال من أجل تجاوز الأزمة والانقسام واستعادة الوحدة لـ م.ت.ف. وفي نضالها ربطت الجبهة جدليا بين الوحدة والإصلاح في م.ت.ف ورأت بوضوح أن إستعادة الوحدة الوطنية يرتبط أشد الإرتباط بإستعادة م.ت.ف لخطها الوطني ، واعتبرت أن إلغاء إتفاق عمان الذى تخلت بموجبه القيادة اليمينية المتنفذة في م.ت.ف عن البرنامج المرحلي للثورة الفلسطينية و م.ت.ف ، برنامج العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ، وعن مبدأ وحدانية تمثيل م.ت.ف للشعب الفلسطينى شرط أساسي لاستعادة الوحدة ، وقد كان للجبهة الشعبية الدور البارز والمميز في إعادة اللحمة لصفوف م.ت.ف ، ابان إنعقاد الدورة التوحيدية للمجلس الوطني فى الجزائر 1987.

الانتفاضة ودور الجبهة:
لعبت الجبهة ولا تزال دوراً ميدانياً بارزاً على صعيد الإنتفاضة وفعالياتها ونشاطاتها النضالية المختلفة ، وفى إطار قيادتها الوطنية الموحدة فى الداخل ، وقد رفعت الجبهة شعار : "الإنتفاضة محور عملنا" ، وسعت وما زالت ، الى تطبيقه على صعيد النشاط الوطني الفلسطينى.
وترى الجبهة أن الإنتفاضة شكلت بداية مرحلة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني من أهم سماتها ، الطابع الجماهيري الشامل للإنتفاضة ، وإنتقال مركز الثقل والصراع الفلسطينى مع العدو الصهيونى من خارج الوطن المحتل إلى داخله ، وابراز أولوية وأساسية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلي فى إطار الصراع العربى - الصهيوني العام. كما تري الجبهة بأن الإنتفاضة حولت شعار الدولة من إمكانية تاريخية إلي إمكانية واقعية ، لكنها عارضت بشدة نهج الإستثمار المتسرع للإنتفاضة ورأت أن تجسيد هذا الشعار على أرض الواقع يتطلب نضالاًشاقاً وطويلاً. كما ناضلت الجبهة ولا تزال ، ضد سياسة التنازلات المجانية التي تنتهجها القيادة اليمينية المتنفذة في م.ت.ف وطالبت بضرورة توفير الحماية السياسية للإنتفاضة والعمل علي استمرارها وتجذيرها وتصاعدها حتى تحقيق هدفها بالحرية والإستقلال.

ملاحظة:
هذه الورقة أعدت في عام 1989 ولكنها لا زالت تكتسب أهمية وراهنية سواء من حيث القائها الضوء علي فكر وسياسة الجبهة أو من حيث رؤية التطورات على ما جاء فيها.

المهندس الشيوعي المصري

فوزي حبشي : المهندس الشيوعي الذي سجن في كل العهود
مصطفى بسيوني
منزله في القاهرة يجمع بين البساطة والأناقة. تحت صورة لكارل ماركس، جلس فوزي حبشي إلى جوار زوجته ثريا التي جمعته بها قصّة حب امتدت أكثر من ستين عاماً. لكن الناظر إليهما، يخال أنّ علاقتهما بدأت للتو. سنوات عمره السبع والثمانون ارتسمت بخطوط عميقة على وجه لتشبه عمق تجربته. تجربة انطلقت باكراً عام 1935 حين شارك تلميذ الصف الأول الثانوي في تظاهرة ضد الاستعمار البريطاني. يتذكر « يومها، شتمنا مدرس اللغة الإنكليزية البريطاني واتهمنا بأنّنا قطيع، فرفضنا حضور حصّته حتى أجبره ناظر المدرسة على الاعتذار لنا ». كانت تلك المرة الأولى التي يشارك فيها في تظاهرة، وذلك قبل عشر سنوات من مشاركته في تظاهرة كوبري عباس الشهيرة عام 1946. لكن وعيه كان آخذاً في التكوّن قبل ذلك بكثير.
ولد فوزي حبشي في المنيا (صعيد مصر) وكانت عائلته من شارونة، إحدى أفقر قرى مصر. لكن والده استطاع استكمال تعليمه، وأصبح محامياً في وقت كان فيه المحامون من وجهاء المجتمع وأثريائه. لكنّ الوالد لم يتجه ليكون واحداً من هؤلاء، بل صبّ كل جهده للدفاع عن أبناء قريته الفقراء، حتى فقد بصره. في تلك الفترة، كان انحياز الابن إلى الفقراء والكادحين ووعيه بقضاياهم يتكون تدريجاً... ذلك الانحياز الذي سيدفع ثمنه على مدار العقود الخمسة التالية. فكم من مناضل يساري كان له نصيب من السجن، لكن سجن حبشي كان مميزاً. إذ يكاد يكون المناضل الشيوعي الوحيد الذي سجن في كل العهود من عهد الملك فاروق حتى عهد مبارك، مروراً بعبد الناصر والسادات. بدايته مع السجن كانت عام 1947 بسبب نشاطه في الحركة الشيوعية. يتحدث بمشاعر خاصة عن ذلك الحدث « كنت وثريا ما زلنا مخطوبين حينها، وجاءت لزيارتي في قسم شرطة شبرا وكان حدثاً جللاً. إذ إنّ زيارة شابة صغيرة وجميلة لمحبوس، كانت أمراً غير معتاد ». الزيارة التالية ستكون أقل لفتاً للانتباه، فقد كانا متزوجين منذ شهور حين قُبض عليه عام 1948 على خلفية حرب فلسطين. وسيعود للمرة الأخيرة في عهد الملك فاروق إلى السجن عام 1950. لكن نهاية عهد فاروق لن تنهي زيارات السجن. فقد سُجن حبشي في عهد عبد الناصر عام 1954 ثم في 1959 ضمن ملاحقة نظام عبد الناصر للشيوعيين ثم في عهد السادات عام 1975 فعام 1980... ولن ينساه نظام مبارك، إذ سيعود حبشي إلى السجن عام 1987.
كثيرة هي الأعمال التي يطلق عليها صفة « أدب السجون »، سواء كانت أعمالاً إبداعية، أو سيراً ذاتية يغلب عليها دوماً الطابع المأساوي. لكن السيرة الذاتية التي كتبها حبشي بعنوان « معتقل كل العصور » كانت مختلفة. ما قدّمه هنا هو حالة مقاومة ممتدة وبسيطة. إذ كتب كيف تتحول أبسط الأشياء إلى قيمة ودعم غير محدود، وكيف يمكن إضفاء لمسة حياة داخل السجن لكسر قتامته. لأنه مهندس، استخدم مهاراته في بناء مسرح للمساجين. يتحدث عنه باعتزاز « بحثت عن شيء يوحِّد السجناء السياسيين الذين لم يكفّوا عن المشاحنة في ما بينهم في السجن. حتى إنّ محمود أمين العالم هرّب لنا مرة رسالة بعثها الأمين العام للحزب الشيوعي الإنكليزي بالم دايت جاء فيها : « أنتم تحاربون بعضكم أكثر من محاربة الديكتاتورية. اتحدوا ». هكذا، اشترك السجناء في تمثيل مسرحية « عيلة الدوغري » لنعمان عاشور وكان حدثاً هاماً في السجن ».
حتى لحظات التعذيب القاسية، يعرضها فوزي حبشي بطريقة إنسانية خاصة، ويحكي في أحدها كيف عذبه حرّاس السجن وجلدوه على كل جسده ثم صبوا عليه ماء مملحاً حتى أشرف على الموت. عندها، توسم حبشي في أحد الحرّاس الطيبين، فخلع خاتم زواجه وطلب منه أن يوصله إلى زوجته. ويتحدث بافتخار عن مجلة « الشرارة » التي كانوا يصدرونها خلسة في السجن، ولا يزال يحتفظ بأعداد منها. لقد حملت السجالات الفكرية والسياسية، والدروس والخبرات، والأدب والفن أيضاً. باختصار، يقدّم فوزي حبشي السجن مرات متتالية على أنه امتداد لحالة النضال وليس قطعاً له. وهو بالضبط ما يعبر عنه ببساطة « لا أفهم النضال من دون تضحية تبني مبادئ وأفكاراً. التعذيب هو جزء من تلك التضحية وجزء من النضال ».
لكن خلال رحلة التنقل بين السجون، لم يخفت أبداً عشقه للهندسة. لقد رافقته في كل الزنازين التي زارها، وساعدته دائماً على تغيير ملامح السجن. يروي عن ذلك العشق الذي امتهنه باكراً « التحقت بكلية الهندسة وتعرفت إلى سيد كريم الذي يعد أحد أهم المهندسين المعماريين. ودرستُ الهندسة في زوريخ، وبدأت العمل معه وأنا طالب. وأذكر أني كنت أقيم بمفردي لفترة. وفي أحد الأيام، فوجئت بابن عمي لويس عوض يأتي إليّ هارباً، ويخبرني بأنّهم ألقوا القبض على رمسيس يونان، وأنهم يبحثون عنه واختبأ عندي ». له مع الهرب قصص لا تنتهي. حين بدأ القبض على الشيوعيين عام 1959، لاذ بالفرار شهوراً. ولا ينسى أبداً الإشارة المتفق عليها مع زوجته آنذاك : « اتفقت مع زوجتي على أن تنشر فوطة بيضاء على حبل الغسيل لإعلامي بأنّ الطريق آمن... أما غيابها فمعناه أنّ الأمن يحوم في الجوار ».
ورغم مرور العقود، ما زال حبشي الذي كان عضواً في « منظمة النجم الأحمر » ـــــ المنظمة الأكثر راديكالية في الحركة الشيوعية المصرية آنذاك ـــــ يدافع بحماسة عن وجهة نظره، حين يؤكد أنّ انتصار أكتوبر العسكري صاحبه انتكاس سياسي... وأن تحرير فلسطين لا ينفصل عن تحرير القاهرة... وأن الصراعات الداخلية أدت إلى تأخير الحركة... وأنّ عبد الناصر كان « عظيم المزايا... عظيم الخطايا ».
بصفاء ذهن وهدوء، يستعرض فوزي حبشي خياراته والأحداث التي عايشها ويؤكد أنّه راض تماماً عن خياراته والثمن الذي دفعه. ويتذكر كيف وجد نفسه يوماً في موقع الزوار، فيما ابنه ممدوح وراء القضبان : « عندما زرتُ ابني في السجن عام 1971 على خلفية اعتصام شارك فيه في كلية الهندسة للمطالبة بتحرير سيناء، أحسستُ بالفخر حين رأيته متماسكاً وصلباً بين زملائه... أحسست أيضاً بأنّ ما بذلناه لم يذهب سدى، لأن هناك جيلاً جديداً بات جاهزاً كي يتسلم منّا الراية ويكمل المسيرة ».
5 تواريخ
1924
الولادة في المنيا ــ صعيد مصر
1946
تخرج من كلية الهندسة في جامعة القاهرة
1947
ألقيَ القبض عليه للمرة الأولى، وتوالت زياراته للسجن حتى عام 1987
2004
نشر سيرته الذاتية « معتقل كل العصور » (دار ميريت)
2010
صدرت الطبعة الثانية من سيرته الذاتية وترجمت إلى الإنكليزية

بيان كتائب ابو علي مصطفي

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تنعي رفيقها المقاتل بسام بدوان الذي استشهد في اشتباكات مع الاحتلال شرقي غزة
18:31 2010-06-28

نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى – الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بكل فخر واعتزاز إلى جماهير شعبنا الفلسطيني و لأحرار العالم فارس من فرسان وحدة الاقتحام التابعة لها الشهيد المقاتل البطل الرفيق /بسام إبراهيم بدوان ( أبو إبراهيم ) ( 29 عام ) ، من منطقة الشعف حي الشجاعية، والذي استشهد بعد خوض مجموعة وحدة الاقتحام التابع لها اشتباكات عنيفة و مهاجمة عدد من جنود الاحتلال والاشتباك معهم بالأسلحة الرشاشة المتوسطة و القناصة وإطلاق قذيفة آر بي جي على آلية صهيونية شرق حي الشجاعية في مدينة غزة مما دفع العدو بطلب تعزيزات إضافية للمكان و أطلقت إحدى الدبابة الصهيونية قذائفها باتجاه المجموعة مما أدى لاستشهاد رفيقنا البطل بسام بدوان، وذلك عصر اليوم الاثنين الموافق 28/6/2010م .



وأكدت الكتائب في بيان نعي صدر عنها على أن أبطالها سيثأرون لدماء الشهيد البطل الرفيق بسام بدوان وستستمر بمواصلة المقاومة و التصدي للعدو ، و الرد على جرائم المحتلين بحق أبناء شعبنا و مقاومينا و لن تثنيها جرائم و مجازر و تهديدات العدو عن مواصلة درب المقاومة و طريق الشهداء و الأحرار حتى دحر الاحتلال عن أرضنا.

المجد لرفيقنا بسام ولكل الشهداء الأبطال، ولا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، وإننا حتماً لمنتصرون

حوار مع عبلة سعدات

دنيا الوطندنيا الرأي Donia Alwatan, Palestine - email: donia.alwatan@gmail.
عبلة سعدات "ام غسان" زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات لدنيا الوطن:


تاريخ النشر : 2003-09-14القراءة : 8210




غزة – دنيا الوطن
يعتبر احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية من اغرب الشخصيات القيادية في فصائل المقاومة الفلسطينية فقد عاش مطاردا للاحتلال الإسرائيلي سنوات ومنذ اندلاع انتفاضة الاقصى كان مستهدفا ندمن قبل الإسرائيليين فافلت من الكمائن الاسرائيلية وعندما اعتقلته السلة الفلسطينية توجه بمحض إرادته للقاء شخصية امنية فلسطينية فالقي عليه القبض .
وفي هذا الحوار تحدثت زوجته عبلة سعدات لدنيا الوطن عن جوانب في حياته وكيف افلت من الكمائن والمطاردة الإسرائيلية :
*متى بدأت مطاردة زوجك احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية؟
- بدأت حياة احمد النضالية قبل 67 والتحق بالجبهة الشعبية منذ تأسيسها حيث كانت هي حركة قوميين عرب، وبدأت اعتقالاته من سنة 68 واستمرت الى عام 80 وهذه الفترة قضى معظمها في السجن مجموع اعتقالاته حوالي 12 سنة وبدأت فترة مطاردة زوجي احمد منذ خروجه من السجن في عام 1989 كان شبه مطارد،لا يتواجد في البيت لفترة طويلة، وفي سنة 92 أعطت الحكومة الإسرائيلية أوامر للجيش الإسرائيلي لاعتقال كافة أعضاء الجبهة الشعبية في ليلة واحدة، وكانت المدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية تتعرض لاعتقالات كثيرة طالت الصف الأول والثاني من القيادات في الجبهة، وجاءوا ليعتقلوا زوجي احمد سعدات لكنهم لم يجدوه في البيت ولم يعتقلوه ومن ذلك الحين وهو مطارد بشكل رسمي معنى ذلك أنه لم يأتي على البيت ولم يظهر في الشارع أبدا، وبعد مطاردته لفترة 9 اشهر اعتقلوه في مدينة البيرة ،بالصدفة حيث كان يمشي في الشارع وتعرف عليه جندي من خلال الصورة التي وضعوها له على الحواجز وبعد ان انقطع اتصالنا به لم نستطع ان نعلن عن اعتقاله لأننا غير متأكدين من اعتقاله بعد أسبوع أعلنا اعتقال زوجي احمد رسمي وكان قد مر في فترة تحقيق طويلة حيث نقلوه الى سجن "بيت حتكفا" وكان حينها مسؤول الشاباك هناك رجل يدعى "ابو شريف" وأقسم ضابط الشاباك اما ان يقتله او يجعله يركع ولكن والحمد لله لم ينفذ قسمه، وفي حينها بقي في زنازين التحقيق 110 ايام دون ان نراه بعد ذلك حولوه للسجن الإداري بقي فيه 15 شهرا وبعد ذلك خرج من السجن.
في أي سنة تم زواجك من ابو غسان؟
-في سنة 1981 حيث انه خرج قبل ذلك من السجن سنة 1980، احمد زوجي من مواليد سنة 1953 والان عمره "49عاما)، ولدينا ولدان وبنتان غسان (20عاما) ونداء (18عاما) ويسار(17عاما) وخلود (16عاما).
*المعروف عن الأمين العام للجبهة الشعبية انه كان يعيش حياة تقشف وحياة بسيطة هل من توضيح؟
-في مرحلة السلطة كان يعيش عيشة تقشف حيث لا توجد له سيارة، وكان يتحرك بسيارات الأجرة احيانا وقضى سنوات انتفاضة الأقصى ماشيا على قدميه ،وبعد ان اشتدت المطاردة الإسرائيلية له بعد اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي كان زوجي يعتبر مشكلة للإسرائيليين فكيف يصلون لشخص مطلوب يقضي معظم وقته ماشيا وينتقل مشيا على الإقدام متخفيا وأنا يوجد عندي سيارة وهو لا يوجد عنده سيارة وهو أمين عام للجبهة الشعبية ولم يركب في سيارتي مرة واحدة على الاطلاق، وكان يقول لي انني مستهدف فاذا قام الإسرائيليون باغتيالي لماذا تكونين معي هل يجب ان تقتلي مع الاولاد قد يضربوننا بصاروخ وحتى رفضه للمرافقين كان من هذا الجانب وكان يقول اذا اغتالني الإسرائيليون يقتلون شخصا وليس مجموعة ولا اقبل بان يموت اخرين بسببي ولا يوجد له مرافق هذه المظاهر لا يحبها، وهذا التقشف في حياة احمد جعله ينتخب بأغلبية من قبل الشباب في الجبهة حيث انه حصل على الأغلبية في غزة والضفة الغربية، وزوجي له مبدأ في حياته أن المناضل يجب ان يعيش حياة بسيطة وهو لا يناضل من أجل نفسه هو يناضل من أجل شعبه.
وأحيانا أطلب منه أي طلب بسيط فيرد علي ويقول أنت لك زوجك وأولادك واذا طلبت طلب ينفذ لك ، فزوجة الشهيد من الذي ينفذ لها مطلبها فالأولوية لأسر الشهداء والمعتقلين، ولم يكن يفكر بي وبأولاده الا حينما يوفر كل شيء لزوجات الرفاق المعتقلين والشهداء وبعد ذلك يفكر بنا وهناك أشياء كثيرة يأخذها من البيت اما للحزب او لأسر الشهداء والمعتقلين ويقول لي انت تحضرين غيرها حتى انني بحثت عن صورة تجمعني به ولم اجد سوى صورة من حفل الزواج وهي معلقة باطار على جدار المنزل فلم يكن هنالك وقت حتى اراه في غالبية الأوقات منذ زواجنا فكيف سأتصور معه فقد عرفته على مدى السنين الماضية منذ زواجنا مطاردا او معتقلا.
*ماذا كان يعمل الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات؟
في السابق كان مدرس رياضيات في دار الأيتام الإسلامية وعمل فيها من سنة 80 من وقت خروجه من السجن لغاية 85 وهذه الفترة التي تزوجنا فيها، حيث ان حياتنا بسيطة جدا انا املك محل تجاري ، حيث إنني أخذت قرض من مؤسسة وأنشأت بوتيك للسيدات صغير، كما كان للشهيد محمد شقيق زوجي احمد بقالة صغيرة، كما ن عفش بيتنا بسيط ولم نغيره منذ ان سكنا في البيت.
اما فبالنسبة لامتلاك احمد لسيارة هو كان ينظر لها من الناحية الأمنية اولاوليس من ناحية المظهر ففي الفترة الأخيرة كل الاغتيالات كانت تتم من السيارة او الهاتف النقال، مع العلم ان احمد معه هاتف نقال لكن يستعمله بحذر شديد وهو الذي يتصل بالشخص الذي يريده ولايستقبل مكالمات من أي كان ، وفي وقت مطاردته للسلطة لفترة 3 شهور كانت هذه الفترة مزعجة بالنسبة لنا، لكنها لم تستطع ان تصل اليه لحمد ولولا انه ذهب الى الاجتماع المشؤوم الذي ذهب اليه لما كانت السلطة وصلت اليه، وهو يقول الان تفرج عني السلطة وانا أتولى حماية نفسي بنفسي ، وأتخيل ان تنظيم كالجبهة يستطيع ان يحمي أمينه العام ورفاقه . فالجبهة الشعبية لها أساليبها وقدرتها في هذه المسألة.
ومنذ قدوم السلطة الى غزة واريحا قام الجيش الإسرائيلي بحملة اعتقالات للجبهة وكانت الاعتقالات للقيادات، فسمعت انا انهم داهموا بيت الرفيق علي جرادات،فاتصلت به على المكتب وقلت له سآتي وآخذك وأذهب بك الى اريحا، وفعلا أخذته وذهبت به الى اريحا حيث ان اريحا كانت في تلك الفترة محررة من الاحتلال ، وحين رجوعي الى البيت وجدت قوات كبيرة تحاصر البيت سألوا عنه فلت لهم لا اعرف اين هو. وبقي زوجي احمد سعدات في اريحا حتى استلمت السلطة الفلسطينية زمام الأمور في مدينة رام الله وكان دخوله الى رام الله صعب وكان جميع الرفاق المطلوبين في اريحا آنذاك ورجع الى رام الله في عهد السلطة.
· الأمين العام للجبهة الشعبية لم يكن معروف لدى الكثير من الناس حتى بعد استشهاد الرفيق ابو علي مصطفى لم يظهر احمد سعدات إعلاميا وفجأة اصبح الامين العام للجبهة الشعبية كيف كان ذلك؟
- القصة لم تكن إعلامية وكان كثير من أعضاء الجبهة الشعبية يطالبون زوجي احمد ان يستلم منصب الأمين العام للجبهة الشعبية سواء من الخارج او من الداخل، لكن أحمد لم يظهر على شاشات التلفزيون ولم يتطرق للإعلام نهائيا، لكنه كان معروف على نطاق الجبهة الشعبية في الداخل والخارج لأنه قضى سنوات طويلة في السجن ويعرفوه جميع الرفاق معرفة جيدة واحمد كان يرفض فكرة ان يكون أمين عام للجبهة وحاول ان يقنع الجميع انه لا يريد هذا المنصب إلا انهم ألحوا عليه حتى قبل هذا المنصب وقالوا له أنت تصلح لهذا المكان في النهاية لبى رغبة الرفاق وحمل هذا الحمل الثقيل.
· هل استقر الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات بعد ان قدمت السلطة الى رام الله؟
- من سنة 94 حينما اعتقلوا الصف الأول للجبهة الشعبية بقي مطلوب للإسرائيليين وكانوا إسرائيل تطالب السلطة باعتقاله، وحينما دمت السلطة الى رام الله في 95 اعتقلته السلطة 3 مرات لأن إسرائيل كانت تطالب به، وكانت الحجة لدى السلطة انهم يريدوا حمايته من إسرائيل لحين وصوله منصب أمين عام الجبهة الشعبية وهو مطلوب لإسرائيل وفترة الاستقرار كانت 4 سنوات منذ بداية السلطة كان وضعه مستقر نوع ما ينام في البيت لكن آخر فترة وهي فترة الانتفاضة لم يأتي الى البيت وكان نادر ما يأتي الى البيت، حتى ان سيارتي لم يكن ليربكها خوفا منه ان يقوموا بتفجيرها ونستشهد انا وإياه فكان يقول لا يستشهد واحد منا احسن ما يستشهد نحن الاثنين، فكان يقول انا أستطيع ان احمي نفسي.
*هل كنت تعرفين اين يختفي وكيف كنتِ أنت والأولاد تلتقون به؟
فترة اختفاءه لمدة 3 شهور لا اعرف عنها شيء كان حريص على ان تكون للقاءات في احد البيوت ولا اعرف عن حياته الأمنية والسياسية شيء والمعلومات التي اعرفها عن زوجي احمد اسمعها من الناس المقربين منه ، ولم تكن لنا لقاءات عامة بل هناك لقاءات خاصة ، حيث ان احمد إنسان كان يشتاق لي ولأولاده وكان يهتم جدا بوالدته ويرعاها وكان يراعي والده قبل ان يموت لمدة عامين ورعايته لاولاده لا توصف حيث ان قبله يفيض بالحنان لهم ودائما يهتم بهم بأعياد ميلادهم يبعث لهم الهدايا وكان حريص جدا ان يلعب كل الأدوار رغم ما يتعرض اليه من مطاردة وهذا هو عزاءنا الوحيد ويعوضنا عن بعده عنا يكفى انني حينما امش في الشارع وأشاهد احترام الناس وتقديرهم لي، وكل الناس تحاول مساعدتي هذا شيء معنوي لمسته من خلال الناس وهذا الشيء نستمد منه الصبر على هذه الحياة.
*بالنسبة لاستشهاد شقيقه محمد كيف كان وقع الخبر عليه؟
- كان صعب جدا خبر استشهاد شقيقه محمد كما كان وقع النبأ علينا، ان نبأ استشهاد محمد كان وقعه على احمد كما كان نبأ استشهاد الرفيق الأمين العام للجبهة الشعبية ابو علي مصطفى ويوم ان ذهبت لزيارته أخذت والدته وهي سيدة مسنة ولم يراها من مدة فكم كانت هذه المناسبة سعيدة له الا انه كان حزينا على استشهاد شقيقه وكان طول فترة الزيارة يسألني كيف استشهد واين كان حينما استشهد وماذا كان يفعل لأن الشهيد كان بمثابة ابن وشقيق لأحمد وكان شبه مرافق له وهذه كانت أمنية محمد حيث انه احب العمل السياسي ودل فيه لأجل ذلك أحمد يشعر بتأنيب الضمير، وطبعا هو لم يوفر أهله في المواجهات طبعا كانت بنتي خلود تنزل لموجهات مع جنود الاحتلال في رام الله وأصيبت مرتين فكنت أقول له امنعها ان تنزل الى المواجهات فقال لي لماذا امنعها بنتك احسن من هؤلاء الناس.
- *لو ان السلطة أفرجت عن ابو غسان فإسرائيل ستعتقله او تغتاله؟
- -هم يفرجوا عنه وهو يحمي نفسه
- *كيف يحمي نفسه يرجع للمطاردة ورام الله محتلة الآن؟
- كان مطارد في أيام الاحتلال وكانت رام الله محتلة وهذه وجهة نظر زوجي احمد وهو الآن 24 ساعة تحت أيدي الإسرائيليين لو قررت إسرائيل اقتحام السجن من الذي سيمنعها وإسرائيل لا تعيير احد أي اهتمام وحينما تقرر عمل شيء تعمله ، وهو في النهاية يقول استشهد وانا مطارد ولا استشهد وانا مسجون بين أربع جدران.

RSS Feed) الخلاصة
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2009
.
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
لماذا اتفاقية خاصة بالمرأة؟
رغم التأكيد على المساواة ما زال هنا تميز بين الجنسين.
لقد أبرزت الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة الخاصة بالنساء أن :
ارتفاع معدل الفقر بنسبة 50 % خلال الفترة 1975- 1995.
ارتفاع الأمية من 543 مليون إلى 597 خلال الفترة 1970- 1985.
عدم الاعتراف للمرأة بالعمل المنزلي.

اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
اعتمدتها الجمعية العامة في 18 دجنبر 1979.
دخلت حيز التنفيذ في 03 شتنبر 1981.
صادق عليها المغرب في 14 يونيو 1993. وتحفظ على بعض موادها: م9 الجنسية، م16 الزواج.
2010 (رفع المغرب التحفظات)
تتكون من 30 مادة مقسمة إلى 6 أجزاء

الديباجة
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يؤكد على المساواة في الحقوق.
العهدين الدوليين يؤكدان بضمان الحقوق المتساوية للرجال والنساء.
مصادقة الجمعية العامة على مجموعة من الاتفاقيات:
الاتفاقية بشأن الحقوق السياسية للمرأة 1956.
الاتفاقية بشأن المرأة المتزوجة 1959.
هناك اتفاقيات صادرة عن الوكالات التابعة للأمم المتحدة.
عن المنظمة العمل الدولي: حقوق الشغل للنساء.
عن منظمة الأمم المتحدة للتربية: محاربة التمييز في التربية والتعليم.

أجزاء الاتفاقية.
الجزء الأول:
تعريف التمييز ضد المرأة وواجبات الدول الأطراف ) من المادة 1 إلى المادة 6(.
الجزء الثاني:
الحقوق السياسية للمرأة ) من المادة 7 إلى المادة 9(.
الجزء الثالث:
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ) من المادة 10 إلى المادة 14(.
الجزء الرابع:
الحقوق المدنية للمرأة ) من المادة 15 إلى المادة 16(.
الجزء الخامس:
حول القضاء على التمييز ضد المرأة )من المادة 17 إلى المادة 22(.
الجزء السادس:
أحكام عامة ) من المادة 23 إلى المادة 30(.

المواد الأساسية في الاتفاقية.
المادة1: معنى مصطلح التمييز ضد المرأة: التفرقة، أو الاستعباد أو التقييد على أساس الجنس ويكون الغرض منه عدم الاعتراف للمرأة بحقوقها.
أمثلة عن التميز ضد المرأة:
العنف القائم عن الجنس.
القيود على بعض الوظائف.
كناش الحالة المدنية ووضع المرأة.
المادة 2: سياسة القضاء على التمييز ضد المرأة.

المادة 5: تغيير أنماط الاجتماعية والثقافية ضد المرأة.
في العادات والأعراف والممارسات اليومية القائمة على الفكرة الدونية للمرأة.
تعريف مفهوم الأدوار النمطية في التربية الأسرية – الأمومة وضيفة الاجتماعية ، تربية الأطفال مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة -.
المادة 7: الحق في المشاركة السياسية.
التصويت، والترشيح في الانتخابات والاستفتاءات.
المشاركة في صياغة وتنفيذ سياسة الحكومة – شغل مناصب عليا في الحكومة – .
المشاركة في المنظمات والجمعيات الغير الحكومية.

المادة 9: المساواة في قانون الجنسية.
الحق في اكتساب الجنسية أو تغييرها أو الاحتفاظ بها.
عدم التغيير التلقائي لجنسية الزوجة
المساواة مع الرجل فيما يتعلق بجنسية الأطفال.
المادة 10: التعليم حق كل الانسان:
اتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والتربوية لضمان هذا الحق للمرأة – التوجيه، المناهج، البرامج، الامتحانات –
القضاء على الأدوار النمطية التقليدية الدونية – تنقيح الكتب، البرامج المدرسية –
تخفيض معدلات ترك المدرة وتنظيم برامج محو الأمية في المدينة والبادية
المادة 11: العمل حق كل إنسان.
نفس فرص العمل والمساواة في الأجر – ضمان الحق في الشغل، الحماية من البطالة... –.
الحق في الضمان الاجتماعي – التقاعد، المرض –.
تعميم الوقاية الصحية وسلامة ظروف العمل.
توفير الخدمات الاجتماعية – مرافق رعاية الأطفال –.
حرية اختيار المهنة ونوع العمل.
ضمان الحق الفعلي في العمل –حضر فصل من العمل بسبب الزواج أو الأمومة، فرض اجراءات... –.
المادة 12: المساواة في استخدام المرافق الصحية.
الرعاية الصحية –توفير العلاج والخدمات الصحية والاهتمام بالصحة الإنجابية للمرأة –.
الاعتراف بالوظيفة الاجتماعية للأمومة وحماية وظيفة الإنجاب.

المادة 15: المساواة أمام القانون.
الاعتراف بالمساواة أمام القانون أثناء إبرام العقود.
مثلا: لا يبرم العقد الزواج إلى برضى الطرفيين رضا كاملا لا إكراه فيه.
المادة 16: المساواة في قانون أسرة.
عند عقد الزواج أو فسخه، حرية اختيار الزوج.
المساواة في المسؤوليات المتعلقة بالأطفال.
الحق في الملكية وحيازة الممتلكات

jeudi 24 juin 2010

bayane annahj region de casa sur ouvrier smessi phosphate

يونيو 2010 النهج الديمقراطي
الكتابة الجهوية
جهة الدارالبيضاء



بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
النهج الديمقراطي بجهة الدار البيضاء يتضامن مع عمال سميسي ريجي ويطالب بإطلاق


سراح المعتقلين منهم، ويدين قمعهم ومحاكمتهم.


مرة أخرى ينكشف الوجه الحقيقي للنظام المخزني كخادم للرأسمال على حساب العمال، فإدارة المجمع الشريف للفوسفاط التي دخلت في استراتيجية جديدة تروم التقليص من كلفة الإنتاج إلى أقصى الحدود، لجأت إلى توقيف أزيد من 800 عامل من عمال سميسي ريجي منذ شهر يوليوز 2009 حارمة إياهم من حقهم في الإدماج والترسيم بعد أزيد من 8 سنوات من العمل المسترسل داخل وحداتها الانتاجية واضعة أياهم أمام خيار تجويعهم هم وأسرهم أو القبول بتوقيع عقود محددة المدة مع شركات للوساطة يعتبرها العمال وهمية ومجرد غطاء لنهب المال العام. وقد عرى سلوك الإدارة هذا عن زيف شعاراتها حول "الشراكة مع العمال" و"المقاولة المواطنة" و"تنمية الرأسمال البشري". إلا أن الدولة المخزنية التي تصف نفسها بأنها "دولة الحق والقانون" وبذل أن تفرض سلطتها على إدارة الفوسفاط بإجبارها على إرجاع العمال إلى عملهم وإدماجهم وترسيمهم واحترام حقوقهم النقابية، اختارت منذ اندلاع المشكل التخندق في صفها موظفة كل إمكانياتها القمعية والتناورية لحمل العمال على القبول بشروطها المجحفة. وهكذا، وفي إطار تصعيد القمع ضد العمال، أقدمت المحكمة الابتدائية بخريبكة على إصدار حكم نافذ بالسجن لمدة 4 أشهر و500 درهم غرامة في حق 13 عاملا من نقابة سميسي ريجي ومواطنين اثنين من المتضامنين معهم، في ظل محاكمة غابت عنها العدالة، في حين لم يتم متابعة المعتدين على العمال من رجال سلطة وقوات عمومية الذين لجأوا إلى استعمال أدوات ووسائل قمعية غير مسبوقة يوم 22 أبريل 2010 كالتنكيل بالعمال والمواطنين واستعمال القنابل المسيلة للدموع وتهديدهم بالرصاص الحي. إن ما جرى سبقته ولحقته محطات سوداء من قمع العمال نذكر منها 15 شتنبر 2009، و23 و25 فبراير 2010 و01 أبريل و18 يونيو 2010، وهي محطات خلفت عشرات الجرحى و 5 كسور في صفوف العمال... إن أية جهة من داخل الدولة أو من إدارة الفوسفاط لم تبادر الى إنصاف العمال، فالوزير الأول وبالرغم من طرح الملف عليه لأكثر من مرة من طرف مركزية الاتحاد المغربي للشغل إبان جولات الحوار الاجتماعي، ومراسلته من جهات متعددة من داخل المغرب وخارجه، اكتفى في أحسن الأحوال بتوجيه مراسلات لإدارة الفوسفاط دون نتيجة تذكر، ووزيرة الطاقة والمعادن اكتفت بترديد ما تزودها به إدارة الفوسفاط من مغالطات حول علاقة العمال بشركتها سميسي، والسلطات محليا وإقليميا بخريبكة ركزت جهودها على قمع العمال واختراق صفوفهم والتناور عليهم واضعة نفسها رهن إشارة إدارة الفوسفاط،، وإدارة الفوسفاط سواء على الصعيد المحلي والمركزي رفضت الاعتراف بالمكتب النقابي لعمال سميسي واحترام الحريات النقابية، ولم تبادر إلى فتح مفاوضات مع أي جهة من داخل النقابة، وظلت ترفض الإنصات إلى أي كان مكرسة بذلك المقولة المشهورة عنها بأنها "دولة داخل دولة". وبناء عليه، فإننا في الكتابة الجهوية للنهج الديمقراطي بجهة الدار البيضاء: 1- ندين بقوة القمع المسلط على العمال والأحكام الصادرة في حق المعتقلين ال15، مشددين على ضرورة الإفراج عنهم، ومتابعة من شردوهم ونكلوا بهم. 2- نعبر عن دعمنا ومساندتنا للعمال في نضالاتهم من أجل مطالبهم وعلى رأسها إرجاعهم إلى عملهم وإدماجهم وترسيمهم في إطار المجمع. 3- نطالب الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل من أجل إنصاف العمال ووضع حد لمعاناتهم ومعاناة عائلاتهم. الكتابة الجهوية لجهة الدارالبيضاء.

dimanche 20 juin 2010

دكري 20 يونيو بيان النهج الديمقراطي

اللجنة المحلية بالبيضاء


بيان حول الذكرى 29 لانتفاضة 20 يونيو المجيدة

تحل الذكرى التاسعة والعشرون لانتفاضة 20 يونيو المجيدة والتي عبرت من خلالها الجماهير الشعبية بالبيضاء عن رفضها لسياسة الغلاء و التفقير والتهميش ,وتلبية لنداء الإضراب العام الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل . وبدل الاستجابة لمطالب الكادحين والكادحات العادلة تم حصار المدينة من طرف البوليس و الجيش والدرك والقوات المساعدة ورافق ذلك اعتقال وتكديس أكثر من 20.000 شخص بمخافر الشرطة والمقاطعات والمعرض الدولي والثكنات . وإن المقابر الجماعية والمحاكمات الصورية و تخريب البيوت واختطاف الجرحى وجثت الضحايا لدليل على الهمجية التي ردت بها الدولة على مطالب جماهير المدينة الصامدة .

و اليوم يتم الهجوم بوحشية أكبر على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين بسبب سلطة المال والعقار ويتم تجاهل الحقوق الأساسية للفئات الشعبية في مجالات السكن والصحة والتشغيل والتعليم .

إن النهج الديمقراطي بالبيضاء وهو يخلد ذكرى انتفاضة 20 يونيو يطالب و من جديد:

بكشف الحقيقة كل الحقيقة على ما تعرضت له ساكنة البيضاء يوم 20 يونيو وما تلي ذلك من اختيارات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية أقل ما يمكن القول عنها أنها تحاول اجتثاث روح المقاومة والرفض للاختيارات الطبقية للدولة .
بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم الاقتصادية و الاجتماعية التي ارتكبت في حق ساكنة الإحياء الشعبية في درب السلطان ,ساحة سراغنة والبرنوصي قرية الجماعة ,درب ميلا,مبروكة ,بن ا مسيك سيدي عثمان ...
يؤكد على ضرورة الاستجابة للمطالب الأساسية للجماهير الشعبية بالدار البيضاء وعلى رأسها الطبقة العاملة وذلك عبر سياسة تعتمد التوزيع العادل للخيرات وتضمن العيش الكريم .


المجد والخلود للشهداء.

الخزي والعار للخونة.

النهج الديمقراطي

البيضاء

صور الملتقي الشبيبي

صور الملتقي الشبيبي

باقي صور الماتقي الشبيبي

نجاح الملتقي التواصلي لشبيبة التهج الديمقراطي بالشمال