dimanche 12 novembre 2017

التروتسكيون تنظيمات ديلية للاصوليين



التروتسكية والتعلق بالذيل الإسلاماوي

لزرق الحاج علي (*)

1 – في قراءة أولية لبيان "الاشتراكيين الثوريين التروتسكيين" في مصر حول الإنقلاب الأخير الذي وقع في تركيا ومدى التطابق المذهل بينه وبين بيان "جماعة الإخوان المسلمين" هناك، بالشكل الذي يجعلنا نعتقد أنهم تنظيم واحد أحدهم يمين والآخر يمين اليسار.
2- حقيقة الأمر أن علاقة التروتسكيين بالإسلام السياسي لا نجدها فقط في مصر منذ ما سمي بثورة 25 يناير، بل نجد أمثلة كثيرة، منها ما هو بارز يدفع للإعتقاد أن للأمر خلفيات تصلح أن تكون مجالا لمحاولة البحث والتعمق عبر إستخلاص بعض الأمور منها، فليس هناك من مثال أوضح للإستشهاد والدراسة كما هو الحال بالتروتسكيين في الجزائر وخصوصا "حزب العمال" بقيادة زعيمته لويزة حنون زمن عشرية الإرهاب السوداء، حيث دخل الحزب في تحالف معلن وبكل فخر مع الإسلاميين ضد ما يسمونه هم اليسار الستاليني، فكانت كمية العداء لهذا الأخير محل تفرقة بين القوى التروتسكية نفسها فكانوا يصنفون أنفسهم ووفاقهم بين بعضهم حسب درجة العداء للستالينية. في حقيقة الأمر يصوغ بعض القيادات التروتسكية من التبريرات لهذا التحالف منها ما هو نظري معوج ومنها ما هو واقعي أخرس. فتحليلهم الطبقي حول أن الإسلاميين يملكون قاعدة جماهيرية عريضة منها العمال ويمكن بهذا التحالف كسب ودهم وتحويل وعيهم نحو قضاياهم الطبقية – طبعا القيادة الإسلامية في هذه الحالة هي en pause- ولن تفعل أي شيء للحؤول دون هذا التحول، ثم من أين أتوا بنظرية القيادة الإسلامية البديلة للجماهير بدلا من نظرية الحزب الثوري وقيادته للجماهير؟ والخطابات التي كانتتتلوها القيادات الإسلامية يوميا حول كفر اليسار "الستاليني" ألا تنطبق على "اليسار" التروتسكي؟. لم تكن طامة التروتسكية الكبرى في الجزائر في التحالف مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ فقط، بل كانت القشة التي قصمت ظهر بعير مؤتمر روما الذي عقد في مقر "جمعية سانت إيجيديو" في جانفي (يناير) 1995 في إيطاليا والذي شاركت فيه بعض القوى الوطنية من ضمنها لويزة حنون زعيمة حزب العمال مع قيادات "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" التي كانت تملك مستودعات الأسلحة وتنتظر اللحظة المناسبة لتبدأ سفك الدماء وقوانا الوطنية تلعب دور في إظهار نواياها الحسنة على حساب نواياها الدموية التي هي على أهبة الإستعداد للظهور.
3- لم تكن هذه ولا أعتقد أنها ستكون آخر مهزلة تروتسكية للتحالف مع الإسلاميين. ففي سوريا -ومنذ بدأت الأزمة– نرى أن التروتسكيين،وعلى ضعف وجودهم هناك بالمقارنة بما هم عليه في المغرب العربي ومصر، دعموا ما سمي بالثورة هناك كما دعموا كل قواها الإرهابية وحتى تلك المصنفة أمريكيا بالمعتدلة، إذ لم يرَ هؤلاء حرجا في وصف الإرهاب بfreedomfightersليكيلوا المصوغات النظرية وحتى الواقعية لذلك الدعم.
4- لن تجد يساريا واحدا في أوروبا وأمريكا لا يدعم الدولة السورية ضد المؤامرة التي تحاك ضدها إلا التروتسكيين بمنظمتيهم الأمميتين وبعض شراذم "الأناركية" التي يشربون معها من نفس النبع الطفولي المراهق، الذي لا يستند إلى أي منطق نظري ولا أي قراءة واقعية للأوضاع.
5-الضعف النظري وضبابية الموقف كلها أمور جعلت التروتسكية تتخبط في الأخطاء القاتلة في عالمنا العربي والعالم أجمع، بما فيها أمميتهم الرابعة بتيّاريها، فقد كان لهم دور معادٍّ لتطلعات شعوبنا العربية منذ زمن طويل كتدخلهم الفاضح في الشأن الجزائري سنوات حكم الزعيم الراحل هواري بومدين لكونهم كانوا يتحسرون على الإطاحة بأحمد بن بلة الذي كان محاطا بعدد من القيادات التروتسكية المقربة منه جدا وكان ضامن الوجود لها في عهده، ما دفع الرئيس الراحل هواري بومدين لطردهم من الجزائر لكي يكفوا عن التدخل في الشأن الجزائري ووصفه لهم بمجموعة من المغامرين فشلوا في القيام بأي شيء في بلدانهم وجاؤوا ليفسدوا على الجزائريين ثورتهم.
الجزائر 2016.07.26
----------------------------------------
(*)لزرق الحاج علي :كاتب جزائري.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire