dimanche 13 avril 2014

المخزن و طابوره الخامس // علي فقير


المخزن و طابوره الخامس
العديد من لا هم لهم سوى نقد النهج الديمقراطي، و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و التوجه النقابي الديمقراطي، و فصيل طلبة اليسار التقدمي، و حركة 20 فبراير، و  الحركات الاجتماعية "الإصلاحية"...العديد من هؤلاء تحولوا إلى "محللين"، يصدرون فتاوى تحلل الاختطاف و التعذيب و التعنيف، و تحرم الاحتجاج لدى أجهزة الدولة...الخ
البولميك الحالي ليس شيئا بسيطا أو عادي، لأنه يمس جوهر المشروع المجتمع الذي نناضل من أجله، و القيم التي يجب أن نتسلح بها.

البداية.
قررت أغلب الفصائل الطلابية التقدمية التوجه إلى الرباط، لتنظيم وقفة احتجاجية ضد سياسات النظام المخزني بشكل عام و سياساته التعليمية بشكل خاص. كان يوما رائعا و سابقة مهمة في تاريخ الحركة الطلابية. و قد شارك في المظاهرة العشرات من طلبة جامعة وجدة.
تحركت في وجدة، آلات القمع لاستقبال الطلبة الذين ساهموا في احتجاج الرباط، لتمارس الاختطاف و التعذيب في حق كل من ساهم في احتجاج الرباط أو المنتمي إلى فصيل طلبة اليسار التقدمي، أو النهج الديمقراطي، أو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أو حركة 20 فبراير. و أصبحت السيوف، و السلاسل، و الخناجر تفرض لغتها و قيمها.
سؤال.
 من له المصلحة في إضعاف/إفشال عملية الاحتجاج الوحدوي في الشارع العام، في مكان ليس بعيدا من القصر و عن مختلف الوزارات؟
الجواب: الأجهزة المخزنية و امتداداتها داخل الجامعة.
ممارسات سابقةسبق لتلك الامتدادات أن منعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من تنظيم نشاط داخل الجامعة. فمن له المصلحة من منع الجمعية من تنظيم نشاطا داخل الجامعة، خصوصا و أن الجمعية في معركة دائما مع النظام المخزني مصدر القمع و الخروقات، في المغرب و في الصحراء الغربية، خصوصا و أن الجمعية تطالب بتوسيع مهام المونرسو لتشمل حقوق الإنسان.
لقد سبق كذالك لتلك العناصر أن مارست الاختطاف و التعذيب في حق مناضلي النهج الديمقراطي، مدعية أن النهج الديمقراطي يعد (بالنسبة لها) العدو أكثر شراسة من النظام القائم.
 رد فعل النهج الديمقراطي: إن المخططين و المدبرين الحقيقيين لعمليات الاختطاف و التعذيب داخل أسوار الجامعة، لا يمكن إلا أن يكونوا من أجهزة المخابرات. و من هنا مشروعية موقف النهج الديمقراطي الذي وجه  رسالة مفتوحة لمسؤولي الدولة، لأن عناصر الدولة هي الواقفة و راء اضطهاد الطلبة التقدميين و في مقدمتهم مناضلو النهج الديمقراطي. فهي تعد قبل كل شيء رسالة اتهام هذه الأجهزة، فالاحتجاج لدي مختلف الوزارات ( التعليم، الشغل، العدل، الداخلية، الوزارة الأولى....)عن ممارسات أفرادها مسألة عادية.
إن ما يتعرض له مناضلو النهج الديمقراطي تعد جريمة، و المسؤولة الأولى و الأخيرة تبقى هي  أجهزة الدولة القمعية عبر امتداداتها، عبر الطابور  الخامس. إن ما يقع في موقع وجدة ليس صراععا فكريا/سياسيا بين فصائل طلابية.
النقاش النظري:
فلنفترض أن النهج الديمقراطي أصبح أشرس الأعداء "للثوريين  الحقيقيين"المعششين في جامعة وجدة، فمن وجهة الماركسية اللينينية، كيف يجب التعامل مع هذا العدو؟
إن النقاش النظري حسم من طرف المنظرين الشيوعيين: إن الإرهاب، و الاختطاف و التعنيف أساليب مرفوضة. طالعوا ما كتبه لينين حول اغتيالات جنرالا القيصر. انصحوا بعض الرفاق الذين أكن لهم الاحترام الذين يدافعون عن الممارسات الإرهابية في جامعة وجدة أن يطلعوا على "في التناقض"، و في "الممارسة" لماو تي تونغ.
إن الحركة الماركسية اللينينية، بمختلف فصائلها، لم يسبق لها أن مارست العنف في حق الطلبة، بما فيهم طلبة "الشبيبة الملكية" أمثال "ايدابوك" من المدرسة المحمدية للمهندسين، و "فريدة" من كلية الحقوق بالرباط، و "العراقي" من كلية الطب...الخ، كانت اوطم توفر لهم جميع الشروط للتعبير عن مواقفهم المدافعة عن سياسات النظام التعليمية. كانت قوة المناضلين التقدميين تكمن في أفكارهم، في مواقفهم، فيأسلوب الإقناع و الاقتناع و ليست السيوف و الخناجر، و الترهيب، التي تبقى سلاح الجبناء، الذين يبقون عاجزين عن المقارعة الفكرية.
كان شعار الفضائل التقدمية: الوحدة-النقد-الوحدة (فيما بينها بطبعية الحال).
لم تصفق فصائل الحركة الماركسية اللينينية لمحاولتي الانقلاب ضد الحسن الثاني أعتا استبدادي( بعد جده إسماعيل) في تاريخ المغرب ، أكثر من هذا لقد أبدت منظمة "إلى الأمام" ملاحظاتها النقدية على العمليات المسلحة التي قام بها الجناح الثوري للحركة الاتحادية في مارس 1973 ضد النظام الرجعي السائد.
ما هي مهام الطلبة الثوريين عامة؟
أولا  طبقيا،إن الموقع الاجتماعي  للطلبة كشريحة اجتماعية يبقى موقعا انتقاليا، فالطلبة و التلاميذ لم يندمجوا بعد في إطار علاقات إنتاج معينة؛ لهذا يمكن إدراجهم نظريا ضمن طبقات عائلتهم و الاعتماد على مطامحهم المستقبلية كنساء و رجال الغد؛ و بما أن الأغلبية الساحقة من التلاميذ و الطلبة المسجلين في المدرسة العمومية، ينحدرون من الطبقات الشعبية، و بما أن أفاق إندماجهم في النسيج الاقتصادي يبقى غامضا، فإنهم يكونون موضوعيا جيشا احتياطيا للقوى المناضلة، خصوصا و أن لديهم مستوى تكويني مهم يساعدهم على الإلمام بسهولة بالأسباب العميقة التي تكمن وراء التدهور العام الذي تعرفه وضعية عائلتهم، و البطالة التي تهدد مستقبلهم.
لكن يجب تفادي اعتبار هذه الشريحة، شريحة ثورية أساسية في التغيير. الطبقات الأساسية في التغيير هي الطبقات المستغلة و في مقدمتها الطبقة العاملة، الطبقات التي تنتج فائض القيمة لفائدة الرأسماليين، فائضة القيمة الذي يشكل أساس التراكم "الموسع" للرأسمال. لم يسبق في التاريخ أن حققت أو قادت الحركة الطلابية ثورة اجتماعية بمفهومها الماركسي.
 ثانيا.  إن السياسة العامة للدولة لم تترك أي اختيار للشباب خارج الحلول آلاتية:
- الهجرة السرية المملوءة بالمخاطر (نوع آخر من الانتحار)
- التعاطي للمخدرات، بكل أنواعها، و العهارة...
- الارتماء في أحضان الأصولية الدينية بمختلف تلاوينها
- السقوط في فخ الأجهزة المخزنية لمحاربة القوى المعارضة للنظام داخل الجمعة و خارجها.
- المساهمة الفعلية في النضال الجماهيري من أجل مجتمع ديمقراطي تقدمي يضمن للمواطنات و للمواطنين حقوقهم الأساسية: التعليم، الشغل، الصحة، السكن... حرية التعبير، حرية العقيدة، المساهمة في الانتخابات الحرة و النزيهة، حرية المراقبة و المسائلة، المساهمة في اتخاذ القرارات... اليوم نلاحظ أن هناك عناصر عششت و مازلت تعشش في الجامعة لسنوات عدة، ترفع شعارات "ثورية"، و تزايد على المناضلين المندمجين في المقاومة الشعبية، عناصر ترفض "ارتداء دربة الكادحين" التي تتغنى بها وسط أسوار الجامعة، عناصر لا تختطف، و لا تعنف العناصر البوليسية الموجودة في الجامعة (رغم أن حتى هذا الأسلوب  يبقى مرفوضا من طرفنا)، و لا يهمها إلا محاربة النهج الديمقراطي الذي جعلت منه عدوها الرئيسي في المغرب.
ثالثا - لنرجع إلى تجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية.
تشكلت المنظمات الماركسية اللينينية المغربية من مناضلين انسحبوا من حزب التحرر و الاشتراكية، و من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكذالم من مناضلين غير منتمية. كانت أجهزة المخزن تعرف أغلبيتهم. أسقطنا (نظريا) النظام الملكي، و شيدنا (نظريا) جمهورية العمال و الفلاحين، رفعنا كل الشعارات الممكنة، فلم نعتقل من داخل أسوار الجامعة. ابتداء من 1972، لبى العديد منا نداء منظماتنا للالتحاق بمواقع الإنتاج، بالجماهير الشعبية، لإشاعة الفكر الثوري، لبناء أنوية الحزب الثوري، خارج أسوار الجامعة، و هنا تحركت آلات القمع المخزنية، و عمت الاختطافات مختلف المناطق، و مر العديد منا من مراكز التعذيب السرية، و حكم على المئات من المناضلين بالسجن وصلت مدتها إلى حد الحكم بالمؤبد، و سلط النظام قمعه على اوطم التي ساعدت على إنتاج مناضلين و مناضلات همهم الوحيد هو مغادرة الجامعة في أقرب وقت ممكن لزرع بذور الثورة في المعامل و في الحقول.
اليوم نرى بعض "الثوريين" (هههه) يفضلون المكوث في أسوار الجامعة، ليشيدوا داخلها  "المناطق المحررة"، و "السلطة الشعبية"، و يمانعها من "اختراق" النهج الديمقراطي، أما تناقضاتهم مع البوليس، و الظلاميين، فهي تدخل في خانة التناقضات الثانوية.
اخترقت الأمس المخابرات المخزنية التيارات الإسلامية، فتورطت هذه الأخيرة في اغتيال عمر بنجلون، و مناضلين طلبة قاعديين، و اليوم تمكنت امتدادات المخابرات داخل الجامعة توجيه بعض المجموعات "اليسارية" لضرب مناضلين تقدميين، مناضلين حقوقيين، مناضلي الحركات الاجتماعية باسم "الطهارة الثورية". ماذا يمكن أن يخسر بوليسي ليقول في مدرج يسقط النظام، عاشت الثورة؟ و لماذا لا يقول "الثوري الطاهر" : أيها الرفاق التحقوا بمواقع الإنتاج، بمواقع المقهورين، و أشيعوا الفكر الثوري، لنبني الحزب الثوري تحت نيران العدو في مواقع الصراع الطبقي الحقيقي؟
ان مسؤلية ما يقع في جامعة وجدة تبقى مسؤوليه النظام للأنه هو المتحكم عبر امتداداته في ممارسة الاختطاف، و التعذيب...الخ هو المستفيذ الوحيد من محاربة النهج الديمقراطي، الجمعية المغربية لحقوق الانسان، حركة 20 فبراير، التوجه النقابي الديمقراطي، فصيل طلبة اليسار التقدمي، الحركات الاجتماعية المطلبية...الخ ان الاختطاف، و التنكيل، و التعذيب بالمعارضين، من طبيعة النظام و أجهزته بمختلف تلاوينها.
الخلاصة:
أنا متيقن أن هذه العناصر ستسخر في يوما ما لارتكاب جرائم القتل في حق المناضلين و في مقدمتهم أطر النهج الديمقراطي، إنها عناصر متحكم فيها من قريب ومن بعيد.

علي فقير، 12 ابريل 2014

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire