lundi 22 novembre 2010

مقولات كيفارية



الثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن

- كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته

- انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى كل مظلوم في هذه الدنيا فاينما وجد الظلم فذاك هو وطني

- أن الطريق مظلم وحالك فأذا لم نحترق انت وانا فمن سينير الطريق. . ؟

- علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن

- لكل الناس وطن يعيشون فيه الا نحن فلنا وطن يعيش فينا

- أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة انا وليد الكلمات البسيطة

- لا تحزني امي ان مت في غض الشباب غدا ساحرض اهل القبور واجعلها ثورة تحت التراب

- الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !! كل دموع الارض لا تستطيع ان تحمل زورقا صغيرا يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود

- لا يهمني متى أو أين أموت,لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيين بكل ثقلهم فوق أجساد أطفال الفقراء والمعذبين, وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين

- أنا لا اوافق على ما تقول, ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد

- قد يكون من السهل نقل الانسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه

- يعشقون الورد لكن يعشقون الارض أكثر

- مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت ابيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه

- يقولون لي أذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لئلا يحلم بالحريه وأقول لهم أذا رايت عبدا نائما ايقظته وحدثته عن الحريه

- يقولون أن علينا ان نغلق ملف القضيه الفلسطينيه وان نحلها كما يريدون لنا ان نحلها واقول لهم ان كنتم تعبتم ففارقون

- حفاة على الجمر نسير وعلى الجمر تحترق امنياتنا, سنين الشوك غرسوها في صدورنا, فأنبتت جراحا رويناها بالذاكرة

- لا بد احيانا من لزوم الصمت ليسمعنا الاخرين

- لست مهزوما ما دمت تقاوم.

يجب أن نتذكر دائماَ أن الإمبريالية نظام عالمي، هو المرحلة الأخيرة من الاستعمار، ويجب أن تهزم بمواجهة عالمية"

"أنا لست محررا، المحررين لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها"

رسالة إلى فيدل كاسترو: "أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا"

"إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي"

"إن الطريق مظلم وحالك فاذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق"

"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله، إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله"


"إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني"

"الثوار يملأون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء"

وآخر قولٍ له: "أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل".

lundi 15 novembre 2010

حول الشهيد عبد اللطيف زروال


- أبي أنت الذي صنعت مني ثوريا-

-ها أنذا أدفع الضريبة
فلتباركي موتي يا حبيبة-
الشهيد عبد اللطيف زروال في قصيدته -بين الحب و الموت-.

14 نونبر 1974 14 نونبر 2006 32 سنة تفصلنا عن استشهاد المناضل الثوري عبد اللطيف زروال تحت سياط التعذيب الهمجي لزبانية النظام في درب مولاي الشريف بالدار البيضاء, 32 سنة و مازال ملف استشهاده كملف انتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب, لم يجد طريقه إلى الحل, و مازالت عائلة الشهيد تطالب بكشف الحقيقة و المساءلة و جبر الضرر –معنويا بالاعتذار من أعلى سلطات الدولة- و تسليم رفات الشهيد, ضامة صوتها لأصوات ضحايا القمع الأسود للنظام المخزني.
تحل الذكرى32 لاستشهاده في الوقت الذي يطبل فيه النظام و أبواقه و يهللون لطي ملف الانتهاكات بعد صدور تقرير هيئة الإنصاف و المصالحة الذي أوصى فيما يخص ملف الشهيد باستكمال البحث لتحديد المكان الذي دفنت فيه جثته –هذا المكان حدده مسؤول سابق بالهيئة بمقبرة بحي يعقوب المنصور بالرباط- استنادا إلى التحريات الذي قامت بها, غير أنه لا جديد تحقق مند صدور التقرير.
لقد مثل الشهيد عبد اللطيف زروال مند السبعينات بالنسبة لأجيال من المناضلين الثوريين في بلادنا رمزا من رموز صمود اليسار الثوري خاصة منظمة الأمام و قائدا خلاقا تعتبر إسهاماته إضافة نوعية في تجربة المنظمة, فقد ساهم عبد اللطيف في بلورة تقرير 20 نونبر 1972 الذي شكل قفزة في تطور إلى الأمام, كما ساهم في صياغة أغلب الوثائق التي أصدرتها حتى استشهاده و التي حددت خطها السياسي و الأيديولوجي و بنيتها التنظيمية طيلة تلك الفترة. لقد كان عبد اللطيف مناضلا و مثقفا و قائدا ثوريا يصبو لوحدة اليسار الثوري يسعى إلى جعل إلى الأمام منظمة طليعية صلبة قادرة على الاضطلاع بمهام بناء الحزب البروليتاري الثوري لإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية على درب البناء الاشتراكي. كما كان شاعرا رقيقا مرهفا بالإحساس, حرمنا البوليس من إنتاجاته الشعرية الغزيرة الذي لم ينشر منه إلا قصيدة واحدة بعنوان - بين الحب و الموت-.
لم تكن لهذه الشخصية المتميزة أن تنبع من فراغ فإضافة إلى الأجواء العامة لتلك الفترة و الأوضاع الوطنية و القومية و الدولية- ماي 68, كفاحات شعوب العالم الثالث من اجل التحرر الوطني ضد الإمبريالية, الثورة الفلسطينية’ نكسة يونيو 1967, الثورة الثقافية الصينية, انتفاضة 23 مارس 1965 بالدار البيضاء...- و موجة تجدر الشبيبة المدرسية و تأثير اليسار المتعاظم و الكبير و الفكر التقدمي و الماركسي في المؤسسات التعليمية, خاصة الجامعات, و الأصول الطبقية و الاجتماعية ستسهم عوامل مرتبطة بمسار الشهيد الشخصي و وسطه العائلي و الاجتماعي في تشكيل هده الشخصية المتميزة و تحديد مصيرها البطولي و المأساوي. لا يتعلق الأمر هنا باستعمال أدوات علم اجتماع المناضل مثلا, الذي يدرس الشروط الاجتماعية والثقافية لانبثاق الفعل النضالي لدى أشخاص معينين- لاستيعاب صيرورة تشكل هدا المسار بل فقط بملامسة بعض الجوانب التي قد تغيب أو لم يتم تسليط الضوء عليها بقوة في هدا المسار.
- أبي أنت الذي صنعت مني ثوريا – عبارة مقتطفة من رسالة بعثها الشهيد إلى عائلته يشرح فيها أسباب التزامه النضالي و انقطاعه عنهم – بسبب السرية-, عبارة تكثف علاقة خاصة بين الأب و الابن, وتجسد الملامح الأساسية لتأثير حاسم في مسار الشهيد, لم يكن عبد القادر زروال والد الشهيد أبا عاديا. لقد كان مناضلا و مثقفا وطنيا أخد على عاتقه بعد رجوعه من دراسته في مدرسة ابن يوسف بمراكش- حيث تعرف على بعض أقطاب الحركة الوطنية و المقاومة- عبد الله إبراهيم, الفقيه البصري – تأسيس عمل وطني حقيقي في منطقة أولاد احريز بالشاوية التي كان ينحدر منها مؤسسا خلايا المقاومة الوطنية و حزب الاستقلال و منشئا مدرسة وطنية حرة بالبادية المغربية لتكون مركزا لإشاعة العلم و الوعي الوطني. و بعد اعتقاله بسبب نشاطه الوطني عقب أحداث فرحات حشاد سنة 1952, و إبعاده من منطقته الأصلية بقرار من الحاكم الفرنسي نحو البيضاء, سيرتبط بخلايا المقاومة المسلحة. بعد الاستقلال الشكلي سيعود بمدينة برشيد مديرا لمدرسة حرة من إنشاءه, ثم ساهم في تجربة الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال التي أقضت إلى تأسيس الاتحاد الوطني للقوات للشعبية الذي شارك مؤتمرا في مؤ تمره الثاني. عبد اللطيف الذي كان يلازم أباه كظله و هو ذاهب لاجتماعاته السياسية, و الذي قضى جزءا من طفولته أثناء الاحتلال الفرنسي في المدينة القديمة للدار البيضاء قلعة الكفاح المسلح, عبد اللطيف الذي كان يلمس التزام عائلته الوطني – كان عمه كذلك مناضلا و مثقفا وطنيا و أما جده فقد تعرض كذلك للاعتقال من طرف الاحتلال- و صمود والدته البطولي, لم يكن إلا أن يكون موضوعيا كوالده في جبهة رفض الاستعمار بجميع أشكاله القديم و الجديد و أذنابه و عملائه بالمغرب.
لم يقتصر هذا التأثير الذي مارسه الأب على مسار الابن الشهيد على الجانب السياسي بل تعداه إلى الجوانب الثقافية و الفكرية. عبد اللطيف مند طفولته يلازم مكتبة والده الأدبية و السياسية و الفكرية ملتهما مؤلفات جبران و دواوين إيليا أبو ماضي و السياب و أبو القاسم الشابي مشكلا حسا شعريا مرهفا و اهتماما ملحوظا بالأدب و الفكر الإنساني, لم يكن يلقى من والده المثقف الوطني إلا التشجيع. لقد كان حاملا لرأسمال ثقافي يؤهله لوضع المثقف طالب ثم أستاذ الفلسفة المطلع على إسهامات الفكر الفلسفي- و الذي كان يعتبر إسهام هيجل قمته- و على أدبيات الفكر الماركسي.
و لم يكن تأثير الأب بالتزامه السياسي الوطني و التقدمي و وضعه كمثقف إلا جزءا من تأثير عام مرتبط بالأصل الاجتماعي والثقافي للشهيد. فعبد اللطيف الذي كان ينصت لجده و هو يتحدث له عن ظلم المخزن و تعسف القايد و هو ينهب خيرات القبيلة و يعتدي على أعضائها في الأسواق, و هو يحكي له عن انتفاضات قبائل الشاوية السيبة ضد هدا الظلم و كيف دمرت قصبة القايد, عبد اللطيف الذي رأى كيف قاد والده مباشرة بعد الاستقلال مسيرة بالآلاف من سكان منطقة اولاد احريز إلى مدينة الرباط ضد ظلم قياد المنطقة و ضد إرجاعهم إلى السلطة فيها, عبد اللطيف الذي كان يتردد على بادية اولاد احريز التي ينحدر منها مطلعا على بؤس الفلاحين الفقراء و صمودهم, مولعا بالتراث الثقافي الذي أنشؤوه في دينامية مواجهة المخزن و مقاومته عبد اللطيف لم يكن غريبا عن تقاليد مقاومة المخزن بكل تلاوينها الضاربة جذورها في تاريخ المغرب. لدا فان انتماءه للماركسية لم يكن دوغمائيا و لا تعبيرا عن انبهار فج بثقافة الأخر و استنساخ لها, لقد كان محاولة خلاقة و غير مكتملة و ربما غير معروفة و جزئية لدمج آخر ما وصل له الفكر الإنساني –الماركسية- بالتربة المغربية. و لم يكن كتابه الذي صادره البوليس بعنوان -الوعي الوطني قبل الحماية- و الذي يدرس تشكل الأمة المغربية إلا محاولة لتبيئة الفكر الماركسي. و لعل هدا الهم كان حاضرا في الوثائق التي ساهم في صياغتها الشهيد أشير هنا إلى وثيقة – تناقضات العدو و آفاق الثورة في المغرب- أو في النقاشات التي عرفتها المنظمة حول طبيعة الديمقراطية بعد الثورة, باختصار كان عبد اللطيف بالتزامه الأيديولوجي و النضالي حتى الاستشهاد يجسد أرقى تقاليد شعبنا في المقاومة و الصمود في مواجهة المخزن والغزاة وفي استمرارية تاريخية مع كفاحات أبنائه البطولية ضد الاحتلال و الاستعمار الجديد. لقد كان عبد اللطيف ثوريا حتى النخاع هوس الثورة حاضر في أدق تفاصيل حباته حاضر في عبد اللطيف الشاعر و العاشق و عبد اللطيف الإنسان المرح المتفائل بالفجر الجديد المقبل قبل أن يكون حاضرا في عبد اللطيف المناضل و المنظر.
14 نونبر 1974 14 نونبر 2006 32 سنة تفصلنا عن استشهاد المناضل الثوري عبد اللطيف زروال تحت سياط التعذيب الهمجي لزبانية النظام في درب مولاي الشريف بالدار البيضاء, 32 سنة كذلك من معاناة عائلة الشهيد متعددة الأشكال ترجع بداياتها إلى فترة مطاردته من طرف البوليس لتجد تعبيرها الأسمى و التراجيدي في سلسلة من الأحداث التي ستهز كيانها بدء من اختطاف الوالد و اقتياده إلى درب مولاي الشريف ليجد ابنه هناك و هو يعذب على مسامعه مع كل ما استتبع ذلك من معاناة نفسية هائلة لكافة أعضاء العائلة و مرورا باختطاف أحد إخوة الشهيد من طرف أجهزة القمع و بتحرشات البوليس و مضايقاته الذي لم يكن يتورع عن اقتحام منزل العائلة دون سبب سوى من أجل إرهابها و كسر صمودها بل كان يحاول ابتزازها و انتهاء بالمعاناة المادية بقطع مورد الرزق الوحيد –أجر والد الشهيد الذي كان يتقاضاه من الدولة-. إن هاته المعاناة قد أحدثت في كل فرد من أفراد العائلة جرحا غائرا لم و لن يندمل.
-إن الموت لا يخيف المناضل, بل هو واجب يستعد لتأديته كل ما كان دلك ضروريا- هكذا تسطر بحزم وثيقة –الوضع الراهن و المهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية-, الصادرة عن إلى الأمام في ابريل 1973 التي ساهم الشهيد في صياغتها, مهمة المناضلين الثوريين في الصمود حتى الموت أمام التعذيب. و لم يكن استشهاد عبد اللطيف زروال إلا تجسيدا عاليا لقيمة الصمود هاته. و ما تزال ذكراه تؤجج فينا نار النضال و توقظ فبنا جذوة الوعي الثوري و تسلحنا بالأمل في غد أفضل للإنسانية. و على دربه سائرون.
-زروال زروال يمينا لن نحيد
ولن نرضى بديلا عن الفجر الجديد
لنا لقاء غدا على طريق نصرتا الأكيد
هذا نضالنا هذا كفاحنا يا شعلة الصمود
هذا نضالنا هذا كفاحنا يكسر القيود-


عبد اللطيف زروال

mercredi 3 novembre 2010

Capitalisme et travail féminin, par Vladimir Lénine




Capitalisme et travail féminin, par Vladimir Lénine




Lénine

source : URCF


La société capitaliste est le lieu caché de nombreux cas de pauvreté et d’oppression qui ne sont pas directement visibles. Les familles éclatées originaires de la petite-bourgeoisie, d’artisans, d’ouvriers industriels, d’employés et de domestiques sont pauvres de manière indescriptible. Des millions et des millions de femmes dans de telles familles vivent (ou plutôt survivent) comme esclaves domestiques, enchaînées par l’effort quotidien désespérant de nourrir et vêtir leur famille avec quelques sous, économisant chaque chose sauf leur labeur.

C’est de loin parmi ces femmes que les capitalistes sont plus avides de recruter des travailleuses ménagères et qui sont préparées à « accepter » des salaires monstrueusement bas pour apporter davantage de nourriture pour elles-mêmes et leur famille. C’est parmi elles que les capitalistes de tous les pays( comme les propriétaires d’esclaves de l’antiquité et les seigneurs féodaux du moyen-âge) choisissent nombre de concubines au plus favorable prix. Aucune « indignation morale » ( hypocrite dans 99% des cas) sur la prostitution ne peut rien faire pour empêcher ce commerce du corps des femmes ; aussi longtemps que l’esclavage salarié existera, la prostitution continuera inévitablement. A travers l’histoire, toutes les classes opprimées et exploitées ont toujours été réduites (leur exploitation consiste en cela) par leurs oppresseurs, en premier au travail non rémunéré, en second, leurs femmes à être les concubines des « maîtres ».

Esclavage, féodalisme et capitalisme sont semblables à cet égard. Seule la forme d’exploitation change, l’exploitation demeure. A Paris, la capitale mondiale, le centre de la civilisation ( à cette époque. Note de l’URCF), une exposition a été consacrée au travail des « femmes exploitées travaillant à domicile » .

Chaque élément de l’exposition portait une pancarte indiquant combien chaque femme recevait pour son type de labeur par jour et par heure.(…) Nos associations ouvrières et syndicats devraient organiser une « exposition » similaire . Cela ne rapportera pas les profits des expositions bourgeoises. Une exposition sur la pauvreté des femmes du prolétariat, rapporterait des bénéfices d’une autre sorte, cela aiderait les esclaves salariés, à la fois hommes et femmes à faire connaître leur condition d’existence, à mesurer ce que sont leurs propres « vies » et à penser à la manière de se délivrer eux-mêmes de l’éternelle oppression de la pauvreté, du manque, de la prostitution, et des autres humiliations subies par les pauvres.

« Pravda » 5 mai 1913.

mercredi 27 octobre 2010

بعض مستجدات قطاع التعليم المدرسي

بعض مستجدات قطاع التعليم المدرسي
ا
1- الإدارة والنقابات التعليمية الخمس بصدد تحيين المطالب قصد البث فيها وتحضير مراسلة للوزير الأول للسماح بإنجاز عدد من الملفات

2- الإدارة بصدد تحضير الترقية بالإختيار 2010، لكنها، مع تحديث القطاعات، تلح على إستعمال شبكة جديدة للتنقيط والنقابات ترفض ذلك وتطالب بالتسريع بإنجاز الترقية بالإختيار 2010 كما تمت في 2009، وهذا ما سيحصل في الغالب، على أن يتم تطبيق شبكة جديدة لتقييم أداء الموظفين مستقبلا

3- لا زالت ملفات الناجحين في الإمتحانات المهنية لسنة 2009 والذين إستوفو 6 سنوات أقدمية بعد 14 دجنبر 2009 وقبل 31 دجنبر 2009، لم تسو بعد، لخلاف مع وزارة المالية، وفي الغالب سيتم حسم المشكل قريبا لصالح هته الفئة

4- سيتم إجتماع لمناقشة ملف الدكاترة يوم الأربعاء 27 أكتوبر 2010 على الساعة العاشرة صباحا بمديرية الموارد البشرية بحضور ممثلين إثنين عن كل نقابة

5- سيتم إجتماع بمديرية الموارد البشرية بين الإدارة وممثلين عن الأمانة الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم والسكرتارية الوطنية لأساتذة مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية للتربية والبيئة المدمجين بوزارة التربية الوطنية وذلك لمناقشة الملف المطلبي

6- تم إشاعة خبر أن تسوية الترقية، التي هي بصدد الإنجاز حاليا على إثر إجتياز إمتحان حاملي الماستر 2010، من السلم 10 إلى السلم 11، ستتم بالرجوع إلى الرتبة 1
(echelon1)

وهذا غير صحيح



7- سيتم خلق لجنة دائمة بمديرية الموارد البشرية للبث في الملفات الصحية قصد الإعفاء من العمل في القسم أو الإنتقالات



عبدالرزاق الإدريسي
الأمانة الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم/ إ م ش

الرباط في 26 أكتوبر 2010

jeudi 21 octobre 2010

اجتماع لجنة سكن يوم 20 /10/2010




عقد سكان الأحياء الشعبية المتضررة من سياسة السكن الطبقية ( المدينة القديمة, بوركون, درب السلطان , درب غلف و ساكنة أحياء الصفيح, كريان مزاب, القامرة, السكويلة, الكريمات, باشكو . جمغا عاما بمقر النهج الديمقراطي يوم الأربعاء 20/10/2010 و بعد التدول في القضايا المرتبطة بالسكن و ما يعرفه الملف من تطورات قرر الجمع العام



:-القيام بزيارت تضامنية المناطق المهددة بالاءفراغ

:باشكو , القامرة و درب الكباص

- المشاركة في الخيمة أيام الجمعة السبت و الأحد التي ستنصب بساحة نيقادا.



- تنظم ندوة صحافية بالخيمة الحقوقية يوم الأحد على الساعة العاشرة صباحا

- تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأحد 24/10/2010على الساعة الرابعةة مساأ و دالك من أجل مناهضة الفقر, الغلاء’ العطالة, العيش الكريمو التنديد لميعرفة ملف السكن من الخروقات و من أحل الحق في السكن اللائق

jeudi 7 octobre 2010

sit in des habitants derb ghalef casa






Le 6 octobre 2010, et en présence des représentant-es d’autres quartiers populaires et des militant-es de l’AMDH (section de Casablanca), des dizaines d’habitant-es du quartier Ould M’birkou ont organisé un sit in de protestation contre le jugement inique qui les somme à abandonner leurs logements.

Rappelons que ces victimes (50 familles) habitent ce quartier depuis les années cinquante et paient régulièrement le loyer.

Les victimes de l’arbitraire, et en présence des solidaires, les hommes, les femmes, et les enfants du quartier Ould M’bikou (entre l’avenue d’Anoual et le quartier des hôpitaux à Derb Ghallaf), ont organisé ce sit in du 6 octobre 2010, jour fixé par le tribunal pour le délogement par la force des victimes, pour protester contre ce jugement inique et contre la politique antisociale de l’Etat qui n’a d’autres buts que de « débarrasser » les quartiers populaires de ses habitant-es au profit des spéculateurs fonciers.

C’est une politique de « nettoyage social ». Les humbles doivent quitter les centres des villes, pour que les riches s’y installent dans « la quiétude » la plus absolue. On est jamais mieux servi que par soi-même

LA SOLIDARITE AVEC LES VICTIMES DE LA POLITIQUE DE NETTOYAGE SOCIAL NOUS INTERPELLE Ali Fkir (6 octobre 2010)

ImageChef.com I Am Awesome

لجنة متابعة ملف السكن



لبيضاء في : 05 – 01 – 2010



بلاغ إلى الرأي العام المحلي والوطني



في إطار مواصلتها لعملها النضالي ،عقدت لجنة متابعة ملف السكن بالبيضاء وضمنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البيضاء اجتماعا يوم الاثنين خامس أكتوبربمقر النهج الدمقراطي حضره ممثلون عن مناطق دوار الكريمات،دوار السكويلة ومشروع السلام أهل الغلام،المدينة القديمة،متقاعدي الأمن الوطني دار لمان،دار شامة ،درب غلف،كاريان سنطرال،القامرة،دار16 وحي النصر 1 بالسالمية بحيث تم التداول فيه بشان مجموعة من النقط الآنية والتي تهم على وجه الخصوص حالات الإفراغ / التشريد التي تعرفها مجموعة من المناطق المستهدفة من أحياء الدار البيضاء المهمشة كدرب ولد امبيركو بدرب غلف الدي تم إصدار حكم الإفراغ في حق84 أسرة والتي عمرت به مند أواخر الخمسينات كما تم التطرق للحالات التي تمتنع فيها السلطات المحلية عن تسليم المواطنين الشواهد الإدارية{ الملحقة الإدارية بحي أناسي نموذجا } وسيتم بهدا الخصوص مراسلة الجهات المعنية مع طلب فتح تحقيق في التجاوزات ووضع حد لها.

بعد نقاش مستفيض بخصوص تمادي السلطات المحلية ومجلس المدينة الذي لم يفي بالتزاماته

والمؤسسات المكلفة بإعادة الإسكان في مخططهم الذي يضرب في العمق حق سكان الأحياء القصديرية

في السكن اللائق والدي تنص عليه المواثيق الدولية وعليه تم تسطير برنامج نضالي خلال شهر أكتوبر سيتم فيه تنظيم لقاء تواصلي مع السكان بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بدرب عمر نهاية الأسبوع الجاري انطلاقا من الساعة الرابعة زوالا مع تنظيم ندوة صحفية منتصف الأسبوع القادم وسيتم توجيه الدعوة للصحافيين مع تحديد زمان ومكان انعقادها ومن المحتمل جدا مشاركة سكان جميع الأحياء المهشمة ( الخارجة عن مفكرة واهتمامات المسؤولين ) بمعية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تخليد اليوم العالمي لمحاربة الفقر كما سيشارك المتضررون في الثلث الأخير من هدا الشهر في الخيمة الحقوقية على امتداد ثلاثة أيام بمنطقة البرنوصي تحت شعار " جميعا ضد الفقر والغلاء والعطالة ومن اجل السكن اللائق " علاوة على دلك سيتم انطلاقا من المعارك السالفة الذكر التعبئة الحاشدة للمسيرة المزمع تنظيمها أواخر شهر أكتوبر و سيتم الإعلان عن تاريخها ومكان انطلاقتها بعد اجتماع اللجنة لتدارس الجوانب التنظيمية والتقنية .

وتجدر الإشارة إلى أن لجنة المتابعة وضمنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تباشر عملها يوميا من خلال الزيارات التضامنية وتلقي طلبات المؤازرة والدعم من طرف عدد هائل من المتضررين والوقوف بجانب الأسر المهددة بالإفراغ والمعرضة للتشريد والمواطنين الدين يتعرضون للمضايقات والعنف و الشطط في استعمال السلطة من طرف ممثلي السلطة المحلية وأعوانها

mercredi 6 octobre 2010

الوضعية المشكلة

الوضعية المشكلة
الوضعية المشكل وبيداغوجيا الإدماج من سمات بيداغوجيا الكفاءات، أنّها تفتح المجال أمام المتعلم كي يتعلّم بنفسه، وينمّي قدراته ذات الصلة بالتفكير الخلاّق والذكي، وتجعله مركز النشاط في العملية التعليمية/التعلمية، وذا دور إيجابي أثناء تعلّمه داخل المدرسة وخارجها. والتعلم لا يتعلّق بجمع وإضافة معلومات في ذاكرة المتعلم، بل هو الانطلاق من البنيات المعرفية التي بحوزته والقدرة على تحويلها كلّما دعت الضرورة إلى ذلك. ثمّ، إنّ الطفل يتعلّم حينما يكون أمام وضعية أين يمكنه تطبيق خبراته وتحويلها حسب الردّ الذي يتلقّاه على عمله. وهذا يستدعي تشجيع التعلم الذاتي وفق إمكانيات الطفل ومستواه من ناحية، وبناء الأنشطة على التجربة المعرفية والمهارات التي يملكها الطفل من ناحية أخرى، ما يحقّق التعلّم المرغوب.ولمّا كان التعلم عملية بنائية يساهم فيها المتعلم بنفسه ووفق ميولاته وتوقّعاته ومعارفه وأهدافه، فإنّ المدرسة مطالبة بتوفير بيئة تعليمية تسمح باستثمار مختلف الذكاءات المرتبطة بالقدرات، ومن خلال أنشطة مؤسّسة على الإدماج. ولعلّ أهم إجراء لإثارة الرغبة في التعلم، هو تحويل المعرفة إلى لغز؛ إذ أنّ مهمّة المدرس تتمثّل في إيقاظ هذه الرغبة عن طريق تلغيز المعرفة، أي عن طريق تصوّر وضعيات/مشاكل صعبة وقابلة للتجاوز، ترفع من احتمال حدوث التعلم باعتبارها وضعية ديداكتيكية نقترح فيها على المتعلم مهمّة لا يمكن أن يُنجزها إنجازا جيدا دون تعلّم يشكّل الهدف الحقيقي للوضعية /المشكل، ولا يتحقّق هذا الهدف/التعلم إلاّ بإزاحة العوائق أثناء إنجاز المهمّة.وعليه، فالمعرفة لا تتجسّد عبر تراكمها وتخزينها على مستوى ذهن المتعلم، وإنّما ما يعبّر عنها هو المهام التي تستنفر الموارد التي تتوقّف فعاليتها على مدى صلاحيتها ووظيفتها في تجاوز العائق الذي تتضمّنه الوضعية /المشكل. ولكي يتحقّق هذا الهدف يجب أن: - تنتظم الوضعية المشكل حول تخطي عائق من طرف القسم ( عائق محدد مسبقا) ؛- تتضمّن الوضعية قدرا كافيا من الثبات، تجعل المتعلم يستنفر معارفه الممكنة وتمثلاته بشكل يقوده إلى إعادة النظر فيها وبناء أفكار جديدة. وللعلم، فالإدماج في المجال التعليمي، هو الربط بين موضوعات دراسية مختلفة من مجال معيّن أو من مجالات مختلفة، ونشاط الإدماج هو الذي يساعد على إزالة الحواجز بين المواد، وإعادة استثمار مكتسبات المتعلم المدرسية في وضعية ذات معنى، وهذا ما يدعى بإدماج المكتسبات أو الإدماج السياقي.وعلى المدرس عند بناء نشاط تعليمي/تعلمي ذي صبغة إدماجية، أن:- يحصُر الكفاءة المستهدفة ؛- يحدّد التعلمات المراد إدماجها( قدرات، مضامين)؛- يختار وضعية ذات دلالة تعطي للمتعلم فرصة لإدماج ما يُراد دمجه ؛- يحدّد كيفية تنفيذ النشاط، والحرص على أن يكون المتعلم في قلب هذا النشاط .وعلى المدرس أن يدرك بإنّ بناء الوضعية/ المشكل- التي تعدّ فرصة لاختبار مدى قدرة المتعلم على الإدماج- يتطلّب منه تحديد ما يريد تحقيقه بدقّة مع المتعلم، بمعنى الوعي التام بالعائق الذي سيحول دون حدوث التعلم لدى المتعلم – وتجاوز العائق دليل على جدوى الموارد التي جنّدها المتعلم ومن ثمّ اكتسابه لتعلم جديد - أو بأنّ عائقا قد اعترض المتعلم في وضعية سابقة، وعلى ضوئه يحدّد الأهداف التي يعمل على تحقيقها. إضافة إلى ذلك لا بدّ من أن ينتبه المدرس إلى درجة صعوبة الوضعية/ المشكل، أي يضع نصب عينيه أن لا يكون المشكل غير قابل للتجاوز من قبل المتعلم ( أي فوق مستواه وقدراته).وعموما، فالوضعية/المشكل، هي وضعية يحتاج المتعلم في معالجتها إلى مسار منطقي يفضي إلى ناتج على أن يكون فيها المسار والناتج معا جديدين أو أحدهما على الأقل. وهي تستدعي منه القيام بمحاولات بناء فرضيات، طرح تساؤلات، البحث عن حلول وسيطة تمهيدا للحل النهائي، وأخيرا مقارنة النتائج وتقييمها. وينبغي أن تكون الوضعية/ المشكل وضعية دالة أي: - طي معنى للتعلمات؛ - تقحم المتعلم وتثمّن دوره؛- تحمل أبعادا اجتماعية وأخرى قيمية؛ - تمكّن المتعلم من تعبئة مكتسباته وتوظيفها؛- تسمح للمتعلم باختيار المسارات والتقنيات الملائمة؛- تكون أقرب ما يمكن من الوضعيات الحقيقية؛ - تحتوي على معطيات ضرورية للحل وأخرى غير ضرورية؛ - تقيس قدرة المتعلم على الإدماج؛- تكون مألوفة لدى المتعلم؛- تتّسم بالطابع الاندماجي. ويرى "روجيرس" أنّ الوضعية لا تكتسب معنى محدّدا، إلاّ إذا توفّرت على المواصفات التالية: - تعّبر عن دلالة معينة بالنسبة للمتعلم من حيث قدرتها على حثّ هذا الأخير على تجنيد مكتسباته المتنوعة والمناسبة. وتمنح له معنى معينا لما يتعلّمه. وتستحقّ استنفار مجهوداته للتعامل معها.وبهذا المعنى، تنطوي الوضعية على نوع من التحدي ينبغي أن يواجه في حينه. ومن ثم، ترتبط لفظة مشكلة في الغالب مع مفهوم الوضعية؛ - تنتمي إلى فئة معينة من الوضعيات، بحيث تتضمّن بعض المكوّنات المشتركة.وحسب "دي كيتل" فإنّ للوضعية/المشكل مكوّنات ثلاث تميّزها هي : الوسائل المادية : ويقصد بها الوسائل التعليمية مثل، نص، رسم، مجسّم، كتاب، صورة فوتوغرافية، تسجيل صوتي، تسجيل مصوّر ...الخ. وتحدّد هذه الوسائل بـ:- سياق يحدّد المحيط الذي توجد فيه؛- جملة المعلومات التي ستعتمد من طرف المتعلم، وقد تكون هذه المعلومات تامة أو ناقصة مناسبة أو غير مناسبة وذلك وفقا لما هو مطلوب (درجة التعقد)- وظيفة تبرز الهدف من إنجاز إنتاج معين.النشاط المطلوب: والذي يعبّر في الواقع عن النشاط المتوقع؛إرشـادات: وتعني كافة التوجيهات التي يُطلب من المتعلم مراعاتها خلال تنفيذ العمل ولابد أن تكون متسمة بالوضوح والدقة.نستخلص ممّا تقدّم:أوّلا: أنّ الوضعية المشكل هي نموذجا لتنظيم التدريس من خلال:- إيقاظ الدافعية والفضول عبر تساؤل، قصّة، غموض ما...الخ؛- وضع المتعلم في وضعية بناء للمعارف؛- هيكلة المهمّات حتى يوظّف كل متعلم العمليات الذهنية المستوجبة قصد التعلم.ثانيا: أنّ الوضعية/ المشكل تؤدّي:- وظيفة تحفيزية كونها تسعى إلى إثارة اللغز الذي يولّد الرغبة في المعرفة؛ - وظيفة ديداكتيكية إذ تعمل على إتاحة الفرصة للمتعلم تملُّك اللغز؛- وظيفة تطوّريّة تتيح لكل متعلم أن يُبلور تدريجيا أساليبه الفعّالة لحل المشكل.بطــاقة تقنية لمخطط وصلة بيداغوجية1- المدرس: عرض الموضوع2- المتعلم: تفكير شخصي: يفكّر، يعبّر وبإيجاز كتابيا عن رسم، عبارة..الخ؛- صياغة المشكل: عمّ أبحث؟-اقتراح عناصر إجابة، أسئلة أخرى، مراقبة؛- للتجريب: توزيع بطاقة عمل المتعلم على عناصر الفوج 3- المدرس : تشكيل أفواج من 04 متعلمين4- المدرس: توزيع بطاقات التعليمات على الفوج، وقراءتها والتاكّد من فهمها؛5- المتعلم : العمل ضمن الأفواج:-يقوم كل متعلم بشرح مقترحاته للثلاثة الآخرين؛ -يصوغ الفوج مقترحات مشتركة؛-ذكر الأسماء على الأوراق.6- المدرس والمتعلم (التوحيد)- يعرض كل فوج اقتراحاته؛- تدوّن المقترحات في قائمة أو جدول عند الضرورة؛- تعاليق المدرس.7-المدرس: (الحصيلة)- توزيع البطاقة التركيبية؛- قراءة وتعاليقجدول بناء درس في بيداغوجيا الإدماج( المقاربة بالمشكلة)الوصلات الأهداف من الوصلة دور الـــــمدرس دورالمتـعلــــم وسائل وأدواتالوصلة1 تحديد المشكلة - إثارة الحوافز؛- تحسيسه بالمشكلة؛- صياغة المشكلة. - يخلق ظرفا أو وضعية تساعد المتعلم على الإحساس بمشكلة وطرحها؛- يبحث عن روابط بين أهداف التي يريد تحقيقها من المنهاج وأهداف المتعلم لحل مشكلة؛-يقترح أحيانا مشكلة إذا لم يتوصل التلاميذ إلى ذلك (المشكلة المبنية)- يساعد على صياغة المشكلة وتحديد خصائصها. - يعبّر عن إحساسه بمشكلة؛- يناقش حدود وخصائص المشكلة؛- الصياغة الجماعية للمشكلة. الوصلة2 صياغة الفرضيات - تنمية القدرة على التفكير؛- تنمية القدرة على التجريد واشتقاق العلاقات والمبادئ والمفاهيم؛- تنمية القدرة على تحديد متغيرات موضوع معيّن والربط بينها. - يصغي إلى الأجوبة التي يقترحها المتعلم لحل المشكلة؛- يساعد على تحديد الفرضية وصياغتها(تسجيلها، عدم الاستخفاف بالأجوبة البسيطة، إبداء الاهتمام بها...)- يساعد على تطوير النقاش حول الفرضيات وعلى تكوين مجموعات. - يتدبّر المشكلة ويفكّر في عناصرها وخصائصها؛- يعبّر عن رأيه ويتبادل الآراء مع زملائه؛-يستشير، يستدل، يتحاور..؛-يصوغ فرضية، يقترح حلاّ للمشكلة؛- يتخلى عن فرضية أو حلّ إذا ما تبيّن له ذلك أثناء المناقشة. الوصلة3اختبار الفرضية - اكتساب عادة التجريب والبحث عن الأدلة؛- اكتساب روح النقد الذاتي والمراجعة الدائمة للأفكار...- التدرب على إنجاز تجارب من خلال ابتكار واستعمال أدوات؛- امتلاك القدرة على الربط بين النظري والتطبيقي. - يوفر الأدوات والوسائل التي تساعد على إنجاز التجارب أو يوجّه إلى مراجع، مصادر معينة.؛- يلاحظ كيف يعمل المتعلم ويندمج معه كعضو مشارك على قدم المساواة؛- يدعّم المجموعات التي وجدت صعوبات في عملها؛- يستجيب لطلبات واستفسارات المتعلم؛- يصغي إلى النتائج والخلاصات التي توصّل إليها المتعلمون. - يتخيّل وسائل وأدوات للعمل ويفكّر فيها؛- يبحث عن هذه الأدوات ويفكّر فيها؛ -يبحث عن هذه الأدوات أو يبتكرها ويصنعها؛- يرسن تصميما للعمل والبحث على شكل خطوات ومراحل يقطعها؛-يساعد زملائه، يستشيرهم. الوصلة4: الإعلان عن النتائج - اكتساب القدرة على النقد الذاتي والجماعي والحكم الموضوعي؛- اكتساب القدرة على تنظيم معطيات معينة والربط بينها واستنتاج خلاصات ونتائج؛- اكتساب القدرة على التعبير عن فكرة وتبليغها والدفاع عنها؛- اكتساب القدرة على تعميم وتحويل المعارف من مجال إلى آخر. - يبدي ملاحظات تدفع المتعلم إلى المراجعة والتعديل وإعادة التجربة؛- يساعد على التواصل بين المجموعات؛ - يقيم النتائج على ضوء أهداف الدرس؛- يتخذ قرارا بتصحيح أو تعديل أو الانتقال إلى درس آخر بناء على مدى تحقيق الأهداف. - ينظّم المعطيات ويبحث عن العلاقات بينها؛- يصوغ نتائج وخلاصات وحلولا عامة ونهائية؛- يحكم على نتائج عمله ويقارنها بأعمال أخرى؛- يعمّم النتائج ويفسّر بها معطيات أخرى

mardi 5 octobre 2010

لشهيد المبتسم // قصيدة


لشهيد المبتسم // قصيدة

في الجب الكالح بلا ديجاء

يسمع انينا هامسا في المساء

بل اصوات سوط او سياط تهوي

من اعلي بدوي مرعب تنوء له السماء

الحجاج * يصرخون له

اعترف اعترف من انت ؟ ما هويتك ما ملتك لم كنت هناك ؟؟؟و

مئات الاسئلة الهاوية كحد مقصلة هوجاء

وانين بل صوت بل صر

خة

هادرة في المكان

والشاب يهتف بملا فاه

انا كنت هناك

انا كنت في ساحة الوغي

مع الكداح

مع الطلاب مع الزراع

مع العمال

كنت هناك بل انا الان هناك

رغم القيد رغم السوط

انا هناك دوما رغم الجدار والجلاد.

........صمت رهيب في الجب

الكالح

سقط الشاب وتغره باسم

طوبي لشهيد القضية والشعب

.



* لقب يطلق علي الجلادين سامي 5 اكتوبر

dimanche 3 octobre 2010

amdh casa




وقفة احتجاجية لسكان درب غلف المهددين بالافراغ منظمة من طرف
الجمعية المغربية لحقوق الانسان casa

jeudi 23 septembre 2010

دفاعا عن الجوهر الحي للماركسية - عبد الله الحريف


عبد الله الحريف


: تتعرض الماركسية، حاليا، لهجومات شرسة ترتكز على بعض الاطروحات والوقائع التي توظف لمحاربتها وتشويهها :

-فانطلاقا من أزمة أو فشل بعض تجارب البناء الاشتراكي يتم استنتاج أن الماركسية فشلت وتجاوزها التاريخ.

-إذ يتم تشويه الماركسية كي يسهل انتقادها وذلك عبر تسطيحها وتحويلها الى نقيضها أي إلى منظومة من المقولات ( Système ) منغلقة على نفسها وكاملة ومنتهية، بينما تعتبر الماركسية منهجا وأطروحات منفتحة وقابلة للتطور باستمرار. ويتم الرجوع، في هذا المجال إلى ما لقيته الماركسية من تشويه وتسطيح على يد بعض " الماركسيين " أنفسهم [1] إضافة إلى بعض أخطاء ونواقص ماركس وانجلز ولينين.

- كما يتم التشكيك، أيضا في أطروحتها الأساسية. وذلك من خلال نفي الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبورجوازية في المرحلة التاريخية الحالية ، اما عبر إنكار دور الصراع الطبقي وتعويضه بتناقضات فعلية كالصراع الديني أو الطائفي أو القومي مثلا، هاته التناقضات التي تظل في نظرنا، محددة، في نهاية المطاف، بالصراع الطبقي، أو عبر تضبيب مفهوم البروليتاريا وصولا إلى نفي وجوده.

والجدير بالذكر، بهذا الصدد، أنه لا يمكن، في مقال مثل هذا، مناقشة كل هذه الإشكاليات الهامة. لذلك سنكتفي بتوضيح الجوهر الحي والثوري للماركسية منتقدين، في نفس الآن، الانحرافات والتشويهات التي لحقتها والنواقص والأخطاء التي يتطلب تجاوزها القيام بالمزيد من الاجتهادات النظرية ارتباطا بتطوير الممارسة النضالية.

ووعيا منا بأن الماركسية ترفض التعريفات لان هذه الأخيرة ترتكز على عزل العنصر الذي يتم تعريفه عن غيره من العناصر وتجميده في الزمان، وأن الماركسية ترتكز على العلاقات والصيرورات ( وليس على الأشياء )، فإننا سنجازف، تسهيلا للعرض، بإعطاء تعريف للماركسية محاولين، ما أمكن، أن يكون منفتحا و " شاملا " وساعين عند توضيحه إلى تجاوز نواقصه وعلاته.

ومن تم، فإننا نعتبر أن الماركسية هي النقد النظري والعملي للرأسمالية ولكل أشكال الاستغلال والاستلاب والعسف التي تلازمها وللإيديولوجيات التي تنتجها، ذلك النقد الذي ينطلق من موقع البروليتاريا ومصالحها الآنية والاستراتيجية ويرتكز على المادية الجدلية.

بيد، أنه قبل أن نفصل القول في هذا التعريف، لا بد من توضيح ما يلي :

إن نظرية ماركس ليست كاملة ولا مقدسة :

إن الماركسية، أذن، هي الفكر والممارسة القادران على الاستيعاب والتجاوز الجدلي لتناقضات الرأسمالية على الصعيد العالمي أي، بصيغة أخرى، تخطي تناقضات المرحلة التاريخية الطويلة التي تؤدي إلى اندحارها واقامة الشيوعية حيث يتم، في نفس الحركة، اضمحلال الدولة وبروز الإنسان المتحرر والمتحكم في علاقاته بالطبيعة والمجتمع مع بزوغ الحضارة الإنسانية الحقيقية.

وغني عن البيان القول بأن منهج ماركس وانجلز يناقض، تماما، أي تصور لفكرهما باعتباره نسقا أو منظومة كاملة وشاملة [2] أو باعتباره قوانين صالحة لكل مكان وزمان ويكفي تطبيقها على الواقع العيني لتغييره، الشيء الذي عبر عنه لينين بوضوح ودقة قائلا :

" إننا لا نعتبر نظرية ماركس كشيء كامل " Acheve ومقدس، بل على العكس نحن مقتنعون أن ماركس وضع فقط أحجار الزاوية للعلم الذي يجب على الاشتراكيين ان يقدموه في كل الاتجاهات حتى لا يتأخروا عن تطور الحياة.

إننا نعتقد أن الاشتراكيين الروس يجب، بكل تأكيد أن يطوروا بأنفسهم نظرية ماركس لان هذه الأخيرة لا تدل سوى على مبادئ موجهة عامة تنطبق بشكل مختلف في كل حالة خاصة، في انجلترا بشكل مختلف عن فرنسا، وفي فرنسا بشكل مختلف عن ألمانيا، وفي هذه الأخيرة بشكل مختلف عن روسيا " [3] .

من خلال تمعن قول لينين يتضح مدى الأهمية البالغة التي تكتسيها الكلمات المستعملة. ذلك أن لينين لا يعتبر أن الماركسية تقدم قوانين عامة تتحكم في سير المجتمعات والعالم، وانما يعتبر ان الماركسية تقدم، فقط مبادئ عامة توجه التفكير والممارسة، تلك المبادئ التي لا تكتسب مضمونها الملموس الا بفضل تطبيقها الخلاق في كل حالة خاصة على حدة.

وعلى هذا الأساس، فالماركسية في تعريفنا ليست فقط ما أنتجه ماركس وانجلز من فكر ( وان كانا قد وضعا حجز الزاوية للعلم الماركسي كما يطرح ذلك لينين )، ولكن هي أيضا، إسهامات كل الذين تبنوا تلك المبادئ الموجهة العامة، وعملوا، عبر اندماجهم في حركة البروليتاريا، في بلدانهم، على تطوير تلك المبادئ واغنائها بفضل تطبيقها الخلاق على الواقع الملموس لمجتمعاتهم.

كما أننا نجد ان كتابات انجلز تشتمل هي أيضا، على نفس الأفكار السابقة كما يتضح من المقطعين التاليين :

• " إن المنهج المادي يتحول إلى نقيضه كلما استعمل ليس كخيط موجه " fil conducteur " للبحث التاريخي بل كنموذج جاهز يتم بفضله تقطيع واعادة تقطيع الوقائع التاريخية ".

• " إن نظرتنا للتاريخ هي قبل كل شيء توجيه للبحث " [4]

هكذا، إذن يظهر أن جوهر الماركسية يتناقض مع الدوغمائية ومع فكرة النموذج الجاهز والصالح لكل مكان وزمان والذي يجب إدخال الواقع فيه رغم أنفه وأكثر من ذلك، فإن ما ينبغي استحضاره في كل لحظة، هو أن الماركسية تنطلق من تحليل الواقع كما هو [5] .

وهكذا، تعرف الماركسية التقهقر والتفسخ كلما تحولت إلى منظومة أو كلما توقف الاجتهاد والإبداع أو حينما تتحول إلى تبرير للواقع عوض أن تكون منهجا ونبراسا للتغيير الثوري على طريق إقامة الاشتراكية فالشيوعية. ولعل أخطر تسطيح وتحجير للماركسية تم حين أصبحت ايديولوجيا الدولة السوفياتية أيام ستالين الذي أعطى أجوبة نهائية لكل قضايا الماركسية انطلاقا من فكرة أن الماركسية- اللينينية تقدم قوانين جاهزة وصالحة لكل مكان في مرحلة الرأسمالية ومرحلة البناء الاشتراكي، بل انه حدد نفس المراحل لتطور كل المجتمعات منذ ظهور المجتمعات البشرية. وقد أدى ذلك إلى أنه عوض النظر الى الواقع كما هو تم اعتبار العناصر التي تؤكد تلك القوانين وتم تجاهل غيرها. غير أن النتيجة تؤكد أن الواقع العنيد استمر في التطور بينما أصبحت الماركسية السوفياتية نموذجا ميتا. بحيث لعب " تقنين " الماركسية أيام ستالين نفس الدور الذي قام به التدوين في التاريخ الإسلامي، إذ أدى إلى توقيف الاجتهاد ووقف سدا منيعا أمام تطور بعض العلوم والفنون [6] .

هكذا تحولت الماركسية إلى نموذج ساهم في العديد من الأخطاء التي شهدتها ممارسة أغلبية الاحزاب الشيوعية والتي كانت لها عواقب وخيمة فضلا عما ترتب عنه من بناء هش ومصطنع للاشتراكية في دول اوروبا الشرقية؛ يقول التوسير : بحلة لـ " مشاكل " الماركسية... بطريقته الخاصة، فرض ستالين على تلك المشاكل حلولا كانت نتيجتها هي حجز الأزمة التي أثارتها وقوتها تلك الحلول. وبتعنيفه للماركسية في انفتاحها بل حتى في صعوباتها، أثار ستالين أزمة خطيرة في الماركسية، لكنه وبنفس الوسائل حجز : " Il a bloqué " تلك الأزمة ومنع انفجارها " [7] .

يكمن خطأ ستالين، إذن في كونه أضفى صفة المطلق " Caractère absolu "على الحلول الخاصة بالثورة الروسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين التي طرحها لينين لمشاكل الماركسية. وهو، بذلك يكون قد أعطى حلولا لازمة الماركسية لكنها تبقى حلولا شكلية.

إننا نعتبر أن الماركسية التي ترتكز على العلاقة الجدلية الحية بين الذات والموضوع تعيش دائما توثرا حادا هو، في حد ذاته تعبير بالأساس على التناقضات التي يعرفها الواقع الموضوعي والفكر الذي يحاول الإمساك بذلك الواقع والفعل فيه. لذلك نجد أن جورج لبيكا كان على صواب حين كتب يقول : " فكأن الأزمة تشكل الشكل الحاد، لكن غير الاستثنائي إطلاقا، لتمظمر الماركسية في علاقتها بموضوعها " [8] .

هكذا، يتضح إذن أنه ليس أمام الماركسية من خيار سوى مواجهة الإشكاليات التي يطرحها واقع الرأسمالية المتغير بدون انقطاع وذلك استنادا إلى التراث الماركسي ليس باعتباره معرفة تحيط بالواقع في كل جوانبه، دفعة واحدة والى الأبد، ولكن كمبادئ موجهة عامة اغتنت بفضل ذلك التراث ولا تزال بقدر ما يطورها الشيوعيون في ممارستهم الثورية؛ الشيء الذي سيجعلها دائما بمثابة مبادئ عامة موجهة مهما اغتنت وتطورت إذ لا تتحول أبدا إلى معرفة نهائية.

على انه نريد التنبيه هنا إلى أن ما أصاب الماركسية من أخطاء أيام برنشتاين وكاوتسكي وستالين وبعده ليس نابعا بالأساس من إرادة وأخطاء بعض الأشخاص رغم اهمية الدور الذي لعبوه ولكن من ارغامات الواقع الموضوعي ( ألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر [9]

وانتشار الماركسية بشكل مسطح ومبسط وسط الطبقة العاملة كما أن التقنين الستاليني للماركسية يعتبر هو أيضا إلى حد بعيد وليد طبيعة الواقع الموضوعي في الاتحاد السوفياتي [10] فضلا عن الفهم السائد للماركسية واللينينية وسط الطبقة العاملة والحزب الشيوعي السوفياتي.

الماركسية : نقد نظري وعملي للرأسمالية لعل ما يثير الانتباه هنا هو إن ماركس وانجلز قد خصصا أغلب أعمالهما للنقد : نقد البرجوازية في كل تجلياتها، نقد واقع الرأسمالية نقد الفلسفة [11] علما بأن أعظم عمل قدمه ماركس الذي هو : " الرأسمال " : هو نقد للاقتصاد السياسي البرجوازي ولم يتوقف ماركس وانجلز أبدا خلال حياتهما عن تطبيق سلاح النقد في كل مظاهر الحياة الاجتماعية وعلى نشاط وفكر الحركة العمالية. غير إن منهج ماركس يتنافى والانتقاد من بعيد في الأبراج العاجية. ذلك ان الماركسية قد أحدثت القطيعة مع الفكر التأملي الميتافيزيقي. واعتبرت أن الأفكار السديدة تأتي من الممارسة العملية الهادفة إلى تغيير الواقع وذلك ما عبر عنه ماركس في أطروحاته، حول فيورباخ حيث يقول : " إن الفلاسفة لم يقوموا سوى بتأويل العالم، بينما يتعلق الأمر بتغييره " [12]

إن ماركس يعتبر أن سلاح النقد لا يجب أن يعوض نقد السلاح أي النقد العملي عبر الممارسة النضالية الهادفة إلى التغيير الثوري. والحال أن ما تروجه البرجوازية من كون ماركس وانجلز مجرد منظرين يعتبر كذبا ولا أساس له من الصحة ذلك لانهما قد كرسا حياتهما للنضال الثوري إلى جانب البروليتاريا ولم يكفا عن الالتحام بالحركة الشيوعية ومشاكلها فكانا قادة لها. ويكفي الرجوع إلى نشاطهما قبل وخلال ثورات 1848 وبعدها والى تأسيس ماركس للأممية الأولى وما كان له من نشاط هو وانجلز داخلها ومدى اهتمامهما الكبير والمستمر بنشاط الأحزاب العمالية وكذا إدراك نضالهما الذي لم يتوقف ضد الأخطاء والانحرافات للوقوف عن كثب على الطبيعة العملية لنشاطهما.

وليس من قبيل الصدفة في شيء أن تصبح الماركسية سلاحا ثوريا جبارا أكثر فأكثر كلما مارست النقد ليس فقط ضد واقع الرأسمالية وأيديولوجياتها ولكن أيضا ضد تأثير تلك الأيديولوجيات. وذلك الواقع على الماركسية وعلى الحركة العمالية وأحزابها بما فبها الأحزاب الماركسية نفسها.

لذلك فان تطوير الماركسية على يد لينين سيتم ليس بفضل انتقاد النظريات الفلسفية البرجوازية الجديدة [13] أو تحويل الماركسية إلى "علم" أكاديمي وتطويرية مسطحة ونقد أخطاء الاشتراكيين الثوريين في تقييمهم لوضع روسيا [14] ونقد الفوضوية ومختلف أشكال الانتهازية فحسب، وانما بالوقوف كذلك عند ما أصاب الماركسية من تشويه والأممية الثانية من تفسخ فكري على يد كاوتسكي واتباعه. ولابد هنا من الإقرار أن ماركس الذي قدم فهما علميا لجوهر الرأسمالية وتناقضاتها العميقة التي لا تتغير مهما تغيرت أشكال الرأسمالية لم ينج من إعلان بعض التقييمات و"التنبؤات" التي تجد أساسها في إضفائه صفة المطلق على الشكل الذي كانت عليه الرأسمالية في عهده ( أي الرأسمالية التنافسية ) وما كانت تؤدي إليه من أزمات وانهيارات وما يصاحب ذلك من استغلال مكثف وتفقير للطبقة العاملة. الشيء الذي يعتبر مصدر بعض التقييمات الكارثية مثل الأزمة العامة والنهائية للرأسمالية [15] .

والحقيقة أن الرأسمالية كانت قد بدأت تدخل في نهاية حياة ماركس في مرحلتها الامبريالية المرتكزة إلى الاحتكارات المؤسسة على قاعدة انصهار الرأسمال البنكي بالرأسمال الصناعي لتكوين الرأسمال المالي في ظل صيرورة من تمركز الرأسمال وعلى تصدير رؤوس الأموال ونهب المستعمرات. وقد استطاع لينين بعبقريته الفذة، ان يستوعب هذه التحولات لذلك وخلافا للنظرة الماركسية السائدة آنذاك والتي تجد أساسها النظري في أعمال ماركس المتعلقة بالرأسمالية التنافسية والمتمثلة في اعتبار أن الرأسمالية ستحول المستعمرات إلى دول رأسمالية متطورة على غرار دول أوروبا الغربية، اكتشف لينين قانون التطور اللامتكافئ الذي يؤدي إلى النمو الرأسمالي التابع والمشوه في المحيط وكذا قدرة الاحتكارات بفضل مراكمة الأرباح، خاصة عبر نهب المستعمرات، على ارشاء فئة من الطبقة العاملة سماها لينين بالأرستقراطية العمالية والتي برزت في الحركات العمالية إما وسط أحزاب عمالية ( مثال بريطانيا ) أو عبر تحول الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية إلى حليفة للبرجوازية كما ظهر جليا في الحرب العالمية الأولى وأدى إلى إفلاس الأممية الثانية. وقد مكن ذلك لينين قبل غيره من أن يفهم الدور الثوري لحركات التحرر الوطني في المستعمرات مهما كانت الطبيعة الطبقية لقياداتها [16] .

هكذا استطاع لينين فعلا وبشكل خلاق أن يطبق الماركسية عبر إمساكه بجوهرها وتجاوزه لبعض أطروحاتها التي لا تنطبق سوى على مرحلة الرأسمالية التنافسية. ومن ثمة يتضح إذن ان مختلف الإسهامات الرائعة للينين لم تتوقف عن نقد الاطروحات الخاطئة التي واكبت الماركسية من الداخل تحت تأثير الاتجاهات السائدة في العديد من الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية ( وخاصة الحزب الألماني ) بالارتكاز إلى أن الماركسية ليست مقولات جامدة، وإنما هي مبادئ موجهة عامة، وان الرأسمالية تغيرت من حيث الشكل حتى تستطيع الاستمرار من حيث الجوهر بينما أدى تغير الرأسمالية بالعديد من المنظرين الاشتراكيين الديمقراطيين إلى الظن بأنها يمكن أن تتغير من حيث الجوهر في إطار صيرورة تطورية هادئة ستوصل إلى الشيوعية، مما أدى إلى انقسام الاشتراكية –الديمقراطية في بداية القرن وانهيار الأممية الثانية.

لقد عانت الاشتراكية كما تمت الإشارة إلى ذلك أعلاه من التحجر بفعل تحويلها أيام ستالين إلى منظومة كاملة من " القوانين " النهائية لتطور العالم ماضيا وحاضرا ومستقبلا. ولعل من سخرية التاريخ ان الماركسية في الوقت نفسه الذي كانت تشهد " انتصارها " بعد أن أصبحت في صيغتها الستالينية ايديولوجيا الدولة السوفيايتة كانت تعيش انحطاطها إلى منظومة ميتة تلعب دور إعطاء المشروعية للبيروقراطية مما أفقدها جوهرها النقدي.

لقد كان لينين يعتقد أن السلطة السوفياتية يجب أن تكون في نفس الوقت دولة ولا دولة " Non Etat " وهو يعني بذلك إنها سلطة مركزية تتوفر على وسائل العنف والإكراه في مواجهة أعداء الثورة الداخليين والخارجيين، وانها تمركز ارادة البروليتاريا وحلفائها. لكنه كان، في الوقت نفسه كامل الوعي بخطورة الانحراف البيروقراطي وبنزوع الدولة في ( شكلها الكلاسكي ) الى التشكل كجسم منفصل عن المجتمع ومهيمن عليه. لذلك ظل يواجه بكل شدة وحزم البيروقراطية ويؤكد ضرورة تطوير كل اشكال المساهمة الشعبية في مختلف الميادين وخاصة الميدان السياسي : السوفياتات، النقابات، الجمعيات، الحزب الشيوعي... الخ. وهو ما كان يعبر عنه ب " لا دولة ". لقد شدد لينين في كتاب : " الدولة والثورة " على الأهمية القصوى للديمقراطية المباشرة وللمشاركة والمراقبة الشعبية الفعلية، وأكد على ضرورة أن يكون الموظفون منتخبين وأن تتوفر الجماهير على الحق في عزل ممثليها في السوفياتات وفي إقالة الموظفين كلما أخلوا بالتزاماتهم أو تصرفوا بشكل يضر بمصالح الجماهير. وقال بأن للدولة، في المرحلة الانتقالية من الرأسمالية الى الاشتراكية، مضمونا مختلفا عن الدولة السابقة لأنها دولة مفترض فيها أن تعيش مرحلة الاضمحلال عبر التفويض التدريجي لمختلف وظائفها إلى المجتمع المدني المبني على أساس تعاون المنتخبين الأحرار فيما بينهم، كما نادى بثورة ثقافية ليصل المجتمع إلى مرحلة أعلى من الرقي والوعي والتطور حتى يواجه خطر البيروقراطية.

غير أن الصيرورة التاريخية للمجتمع السوفياتي أفضت إلى عكس هذا التطور حيث انتفخت الأجهزة الإدارية وتفاقم طابعها القمعي-السلطوي، بينما اضمحلت اللادولة متمثلة في أشكال التنظيم المستقل للمجتمع [17] وأصبحت الماركسية التي تقول باضمحلال الدولة في مرحلة الانتقال من الرأسمالية الى الشيوعية تبرر لتضخم الدولة وتعسفها وبطشها، لذلك لابد في نظرنا بعد انتصار ثورة البروليتاريا في بلد ما ألا يتماهى الحزب والدولة، وان يطبق المركزية الديمقراطية الحقيقية في صفوفه، وان يحترم الى أقصى حد التنظيمات المستقلة للجماهير ويعمل على ان تتطور ويتعامل معها تعاملا ديمقراطيا وان يحافظ على الجوهر النقدي للماركسية وذلك، من خلال عدم السماح بتحويلها الى ايديولوجيا للدولة لان الماركسية هي موجهة فكرا وممارسة المرحلة التي يتم خلالها اضمحلال الدولة.

وقد انتصر الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسي تونغ في حرب التحرر الوطني بفضل قدرته على نقد وتجاوز اطروحات الأممية الثالثة وعلى استيعاب التناقضات الملموسة في المجتمع الصيني باعتباره مجتمعا شبه مستعمر وشبه إقطاعي.

فقد رفض ماو تحاليل الأممية الثالثة حول القبول بقيادة البرجوازية الوطنية لمرحلة التحرر الوطني، حيث اعتبر إنها طبقة متذبذبة وغير قادرة على قيادة الثورة، بينما رأى في الفلاحين الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من الشعب الصيني القوة الرئيسية في الثورة المضادة للاستعمار والإقطاع أما بخصوص البروليتاريا فقد اعتبرها هي القوة القادرة على قيادة كل الطبقات والفئات الوطنية نحو الاشتراكية خلال صيرورة لا تنقطع وعبر مراحل تمثل الديمقراطية الجديدة التي يجب ان تنجز الأهداف المشتركة ما بين الطبقة العاملة والفلاحين والبرجوازية الصغرى والوطنية في مرحلتها الأولى. كما احدث ماو قطيعة مع نموذج البناء الاشتراكي الذي ساد في الاتحاد السوفياتي واعتبر ان الاشتراكية ليست نمطا جديدا للإنتاج ولكنها مرحلة متناقضة يتم خلالها الصراع بين " الشيوعية الناشئة والرأسمالية المحتضرة ".

وقد كان ماو شديد الوعي بخطر البيروقراطية وخطر بروز من داخلها ومن داخل الحزب فئة محظوظة قد تتحول إلى برجوازية جديدة وقد حاول الإجابة على هذا التناقض عبر الدعوة إلى ثورة ثقافية ضد الحزب نفسه. غير ان هذه الثورة فشلت ربما لأنها سقطت في الارادوية والفوضوية ولم تأخذ بعين الاعتبار بما فيه الكفاية واقع المجتمع الصيني الذي كان لا يزال يعاني العديد من مظاهر التخلف لم تكن ملائمة للقيام بمثل الثورة التي تحولت إلى تصفية حسابات وصراعات وسط الحزب وغدت معزولة عن الجماهير.

والان، يكون من المفيد جدا التأكيد بأن المطلوب اليوم وخاصة بعد الانهيارات التي عرفتها العديد من الأنظمة الاشتراكية وبعد أن دخلت الرأسمالية في مرحلة جديدة هو الرجوع إلى الجوهر النقدي للماركسية.

وإذا كان يعد من الغرور طرح تصور متكامل للمرحلة الجديدة من الرأسمالية خاصة وان ملامح هذه المرحلة لا زالت غير واضحة بعد فإنه من الممكن إبراز بعض الارهاصات والميولات العامة التي يناط بالحركات التقدمية المناهضة للرأسمالية دراستها وتوضيحها وتصحيحها.

إننا نعتبر ان احد أهم تطورات الرأسمالية هو الاتجاه نحو التدويل " Mondialisation " غير ان هذا لا يتم بشكل متجانس وانما في اطار بنية تراتبية " Structure Hierachisée "

ترتكز على صيرورة متناقضة من الادماج التهميش. فإذا كان الادماج الرأسمالي قد تم في البداية والى حدود هذه المرحلة في اطار فضاء الدولة / الامة وكذلك التهميش، الشيء الذي ادى الى بروز مركز ومحيط فان التدويل الرأسمالي ينحو الى ادماج مناطق معينة من مختلف الدول في الاقتصاد الرأسمالي وتهميش أخرى [18] وكذا ادماج قطاعات اقتصادية وتهميش اخرى وبالتالي ادماج فئات من البرجوازية وتهميش اخرى وحتى نكون واضحين اكثر سنعطي بعض الامثلة : فدول المركز نفسها لم تبق تلك الفضاءات الاقتصادية الممركزة على الذات حيث يتم توزيع العمل بينها على أساس موازين القوى، فهذا القطاع تهيمن عليه الامبريالية الفلانية وتنظم تدويله والتطور يتم بشكل غير متكافئ على المستوى الوطني بل هناك مناطق في الولايات المتحدة الامريكية أو اوروبا الغربية تعاني من تهميش حقيقي وكذلك الامر بالنسبة للبرجوازيات : فإذا كانت بعض فئات البرجوازية في المحيط، مدمجة في الاقتصاد الرأسمالي العالمي ( البرجوازية النفطية مثـلا )، فان بعض فئات البرجوازية، في المركز تظل مهمشة عن الاقتصاد العالمي.

غير ان هذا الادماج لمناطق او قطاعات او برجوازيات من مختلف الدول لا يتم على قدم المساواة بل يخضع لموازين القوى الاقتصادية بما في ذلك التحكم في النظام النقدي المالي الدولي- والسياسية والعسكرية بين البرجوازيات المختلفة كما ان تهميش بعض المناطق وبعض فئات البرجوازية وبعض القطاعات عن الاقتصاد الرأسمالي العالمي لا يعني بالضرورة القضاء عليها اذ يمكن ان تستمر على صعيد وطني لكن تحت سيطرة الرأسمال العالمي المدول. كما أن ذلك التهميش لا يمس الدول الرأسمالية بنفس الشكل ولا علاقة له بالتهميش الذي تعانيه الدول التابعة. ان هذا التطور يؤدي الى اعادة هيكلة الاجهزة الانتاجية وبشكل عام اقتصاديات كل الدول الرأسمالية بما في ذلك المتطورة تحت غطاء ما يسمى بالليبرالية الجديدة في اتجاه ضرب تماسكها وطابعها الممركز على الذات :

" Autocentré " وغني عن البيان ان الشركات والبنوك المتعددة الجنسية " Transnationales " التي هي عادة من جنسية معينة بالاساس، اما امريكية شمالية او أوربية غربية او يابانية والتي قد تفتح رأسمالها، في حدود لجنسيات أخرى حسب مرتبة البرجوازية المعينة وموقعها الخاص في هذا القطاع او ذاك هي المحرك للتدويل والمستفيدة منه وان الليبرالية الجديدة الاقتصادية " الموضوعية ". فهل لا يمكن ان نجد في هذه التطورات اسباب أزمة الدولة وخاصة في العالم الثالث ؟.

فالدولة التي كانت تعبر عن مصالح الطبقات السائدة المتحالفة أصبحت تفتقد قاعدتها الطبقية السابقة لتصبح اكثر فأكثر المعبر عن مصلحة الفئة المدولة من البرجوازية. هذه الفئة التي تخدم مصلحة تدويل الرأسمال اكثر من خدمة مهمة التراكم على الصعيد الوطني. وإذا كانت الشركات المتعددة الجنسية هي التي تسهر على تدويل الرأسمال فان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيره من مؤسسات الإمبريالية العالمية ( كالمجموعة الاقتصادية الأوروبية مثلا ) تتدخل هي الأخرى لرسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية للدول التابعة حتى تتلاءم واحتياجات الشركات المتعددة الجنسية أي تدويل الرأسمال.

هكذا تنزع أجهزة الدولة في هذه البلدان إلى التحول إلى أدوات لتنفيذ سياسات الرأسمال المدول. أما في الدول الرأسمالية المتطورة نفسها، فان قدرة الدول بمختلف أجهزتها التشريعية والتنفيذية على بلورة وتنفيذ سياسات اقتصادية واجتماعية أو حتى ثقافية مستقلة قد أصبحت تتقلص باستمرار أمام ضرورات تدويل الرأسمال وتفويض تلك الدول للعديد من اختصاصاتها لهيآت فوق وطنية كالمجموعة الاقتصادية الأوروبية مثلا.

إن النزوع القوي والموضوعي للرأسمال نحو التدويل يصطدم بتشكله التاريخي بالاساس في اطار فضاءات وطنية. ولا شك ان الفهم العميق لهذه الصيرورة من شأنه ان يساعد على رسم الشكل الملموس الذي يأخذه في المرحلة الجديدة من تطور الرأسمالية التناقض الجوهري ما بين البرجوازية والبروليتاريا.

ولا مفر، من التأكيد بهذا الشأن على انه اذا كانت الرأسمالية كأنماط الإنتاج السابقة المرتكزة الى استغلال الإنسان للإنسان محكوم عليها بالزوال فإنها تتوفر على قابلية اكير للتطور من انماط الانتاج السابقة وذلك لأنها أول نمط إنتاج قادر على ان يصبح عالميا لانه يرتكز الى السوق المعممة ولان الرأسمالية تبدو خلافا لأنماط الإنتاج السابقة وكأنها خاضعة لقوانين اقتصادية موضوعية حيث يتم انتزاع فائض القيمة بشكل اوتوماتيكي وليس كما في الأنماط السابقة عبر اللجوء إلى الإكراه [19] وذلك ما يعطي فعالية خطيرة للأيديولوجيا البرجوازية التي تبدو " طبيعية " وبالتالي يصعب التخلص من حبالها [20] لذلك لا بد من تسليط سلاح النقد الماركسي على هذه الأيديولوجيا وتجلياتها الحديثة.

الماركسية تنطلق من موقع البروليتاريا ومصالحها الآنية والاستراتيجية

ان الماركسية تعلن صراحة انحيازها لموقع البروليتاريا ومصالحها الانية والاستراتيجية، انها انبثقت من صلب حركة الطبقة العاملة الاوروبية وكفاحاتها وهي تتقدم وتتطور بقدر ما تلتحم بتلك الحركة وتجيب على اشكالاتها وانشغالاتها وتربط ما بين مصالحها الانية ومصلحتها الاستراتيجية في تحرير الانسانية من نير الاستغلال. وقد اوضحنا بشكل مركز في الفقرة السابقة كيف ان الانصهار الذي تم ايام ماركس وانجلز ولينين وماو قد ادى الى تقدم هائل للماركسية.

وعلى عكس ذلك فان الانفصام ما بين البروليتاريا والماركسية او عدم الربط الجدلي ما بين المصالح الانية والاستراتيجية للبروليتاري أديا الى تفسخ الماركسية أو في أحسن الاحوال الى اكسابها لطابع اكاديمي مجرد ووصمها في الغالب بالوضعية " positivisme ". والعلموية " scientisme " والحال ان الماركسية في صيغتها الوضعية قد اصبحت جزءا من " العلم " الاكاديمي. كما ان ذلك الانفصام أو عدم الربط ما بين المصالح الانية والاستراتيجية للبروليتاريا قد أنتجا تحولات داخل حركة الطبقة العاملة تمثلت في الحفاظ على البروليتاريا تحت هيمنة الايديولوجيا البرجوازية في اطار العديد من الاحزاب العمالية [21] .

ويكفينا التذكير، هنا فقط بالمقولة المشهورة لبيرنشتاين والتي تذهب الى أن الحركة هي كل شيء وان الهدف النهائي هو لا شيء معبرة بذلك عن التخلي عن أي هدف استراتيجي في تغيير النظام الرأسمالي.

كما ان ما اصاب ما يسميه بيري اندرسون " Perry Andersone " ب الماركسية الغربية [22] يعد خير دليل على ما نطرحه من ضرورة انصهار الماركسية بحركة الطبقة العاملة. فبسبب ما كانت تعانيه الأحزاب الشيوعية من فهم وتطبيق خاطئين للمركوية الديمقراطية ومن تبعية لانقدية للنموذج السوفياتي بما في ذلك ل " Dia-mat " السوفياتي لم تكن الاحزاب رغم جماهيريتها الكبيرة، والاحترام الكبير الذي كانت تحضى به خاصة بعد الحرب العالمية الثانية تسمح بالنقاش الجدي والاختلاف الشيء الذي أدى الى انسلاخ العديد من المثقفين عنها وقد ظل هؤلاء في أغلبهم أوفياء للماركسية وأعداء للراسمالية وطوروا أبحاثهم حول الماركسية في الجامعات بعيدا عن حركة البروليتاريا.

لذلك تركزت تلك الأبحاث على قضايا نظرية عامة ولهذا فان اندرسون يطرح انه خلافا لماركس الذي انتقل في دراساته من الفلسفة الى السياسة ثم الاقتصاد سارت الماركسية الغربية في الطريق المعاكس والادهى من ذلك ان الاهتمام بالفلسفة نفسها قد تمركز حول قضايا المنهج : الابستمولوجيا أكثر منه حول المضمون. وتطورت أيضا الدراسات الماركسية حول الآداب والفنون. وكانت نتائج هذا الانفصام وخيمة بلا شك وقد تمثل أخطرها في غياب التفكير الاستراتيجي أي غياب بلورة آفاق ممكنة وملموسة للانتقال من الديمقراطية الرأسمالية إلى الديمقراطية الاشتراكية في دول أوربا الغربية.

الشيء الذي طبع الممارسة السياسية للأحزاب الشيوعية في تلك البلدان بالتجريبية والبرغماتية وتقلبات المواقف التي ليست مبنية على أسس نظرية متينة. وقد تعزز هذا الاتجاه بغرقها إلى حد لا يستهان به في اللعبة الانتخابية.

على أنه قد يقال ان نظرة ماركس للتناقض الجوهري في ظل الرأسمالية ما بين البرجوازية والبروليتاريا، قد تجاوزها التاريخ لان البروليتاريا أصبحت أقلية في البلدان الرأسمالية المتطورة [23] وان الطبقات المتوسطة في هذه الدول اتسعت قاعدتها إلى حد أصبحت لها الغلبة ( الأغلبية ) علما بأن البروليتاريا، في دول المحيط الرأسمالي، هي اصلا قليلة العدد أمام الأغلبية التي تتشكل من الفلاحين وكادحي ومهمشي الأحياء الشعبية.

ان هذه الأفكار غير سديدة في نظرنا لكن لابد من الاقرار ان ماركس كان يعتبر ان البروليتاريا هي البروليتاريا الصناعية بالأساس ويرجع ذلك في رأينا إلى كون ماركس قد أضفى هنا أيضا صفة المطلق على مرحلة معينة من تطور الرأسمالية وهي المرحلة التي كانت فيها الصناعة هي القطاع المهيمن على النشاط الاقتصادي والمتنامي باستمرار. بينما كانت الخدمات في أغلبيتها الساحقة لا تخضع مباشرة للرأسمال بل كانت تعتبر ميدانا لنشاط فئات بورجوازية صغرى. أما الآن فقد أصبحت الخدمات اكثر فأكثر ميدانا مباشرا ومزدهرا للتراكم الرأسمالي وقد عرفت مع تطور الإعلاميات والمواصلات وتدويل الرأسمال تطورا هائلا. لذلك يكون لوسيان سيف على صواب في نظرنا عندما يطرح أن عند ماركس " أفقا شيوعيا للعصر الصناعي " [24] " une perspective communiste de l’âge industriel " بينما نشهد حاليا إرهاصات " أفق شيوعي للعصر المعلوماتي " " une perspective communiste de l’âge informationnel "

ان قطاع الخدمات يجمع خليطا من الانشطة منها المنتجة والغير منتجة كما هو الحال بالنسبة لجزء هام من المعلوميات التي تساهم في تطوير الإنتاجية عبر تطوير البحث العلمي والتطبيقي وإشاعة المعارف والمعلومات وتحسين طرق وأساليب الإنتاج وتنظيم العمل ومنها أنشطة أخرى منتجة تتعلق بتحويل العديد من الأعمال المنزلية الى أعمال اجتماعية تتداول في السوق، وهناك أنشطة غير منتجة لكنها تبقى ضرورية لإعادة إنتاج قوة العمل : الترفيه والرياضة مثلا إضافة الى أنشطة أخرى ذات طابع طفيلي كالمضاربات المالية والتجارية وغيرها.

هكذا إذن فإن الجزء الأكبر من قطاع الخدمات يعد قطاعا منتجا يتم فيه انتزاع فائض القيمة من مأجورين يقومون بعمل منتج قد يكون بعضهم من المبدعين، أما في الجزء الباقي من القطاع فيتم انتزاع فائض العمل " surtravail " من مأجورين يقومون بعمل غير منتج. [25]

وعلى هذا الأساس، نعتبر ان مفهوم البروليتاريا لم يعد يقتصر على البروليتاريا الصناعية بل اصبح يضم اغلب العاملين في قطاع الخدمات بحيث نرى أن الرأسمالية في المركز وان تغيرت في شكلها [26] لم تتغير من حيث جوهرها وذلك لانه لا زال يتم انتزاع فائض القيمية أو فائض العمل من مأجورين يزداد عددهم بدون انقطاع.

صحيح ان بلدان المركز تتوفر على طبقات متوسطة واسعة نسبيا لكنها تبقى مع ذلك أقلية وعرفت مع تعمق الأزمة في هذه البلدان تراجعا محسوسا.

إن الرأسمالية في المركز تلجأ إلى مختلف أشكال الاستغلال : فهناك الاستغلال المكثف للعمال المهاجرين ولفئات من البروليتاريا المركزية نفسها في إطار ما اصبح يصطلح عليه ب " المجتمع ذي السرعتين "، وهناك التفقير والتهميش لجزء غير بسيط من السكان [27] في حين هناك جزء من الطبقة العاملة يعرف أوضاعا أحسن لكن في ظل عمل يخضع إلى تسريع وثيرة الإنتاج لرفع الإنتاجية.

ولابد من الملاحظة أن الرأسمالية أصبحت تدمج المبدعين في نشاطها بدل أن يبقوا، كما كان الأمر من قبل بعيدين عن النشاط الاقتصادي- كي تستفيد من إبداعاتهم واكتشافاتهم بأسرع ما يمكن، وإذا كان هؤلاء المبدعون لا يعانون من الاستغلال فانهم يعانون من الاستلاب لانهم يرون أن طاقاتهم- التي يفتح أمامها التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا آفاقا رحبة- لا يسمح لها بالتطور إلا بقدر ما تخدم التراكم الرأسمالي أي بقدر ما تكتشف أو تطور سلعا : مادية أو رمزية تلبي طلبا كافيا في السوق، بينما قد تساهم تلك الطاقات في ظل علاقات اجتماعية أكثر عدالة في بناء حضارة توفر حدا أدنى من الحياة الكريمة للإنسان.

قد تظهر الأشياء مختلفة في بلدان المحيط الرأسمالي، لكن هنا أيضا لابد من تحليل ملموس قبل الحكم. صحيح ان البروليتاريا الصناعية رغم أنها تنمو باستمرار ( كما وقع بالمغرب منذ أواسط السبعينات ) لا تزال ضعيفة اذ لا تشكل سوى جزء بسيط من السكان بينما لا زال الفلاحون والعاملون في القطاع الغير مقنن " secteur informel " يمثلون الأغلبية فضلا عن تكاثر عدد العاطلين. غير أن تحليل البروليتاريا في هذه التشكيلات الاجتماعية يقتضي الرجوع الى تحاليل ماركس. هذا الأخير الذي يعتبر ان الرأسمال يحتاج الى شروط خاصة : نوع معين من قوى الإنتاج، أشكال خاصة من التنظيم الاجتماعي، قيم وايديولوجيا معينة... الخ تلك هي الشروط التي تشكل الأسس الضرورية لسير الرأسمال وتطوره حسب منطقه. على أن الراسمالية لا تجد تلك الشروط جاهزة ومعطاة بشكل مسبق كما أنه لا يمكن ان تخلقها من العدم ضربة واحدة.

فالرأسمالية تتطور أولا اعتمادا على الشروط التي تجدها في أنماط الإنتاج السابقة ( مثل الايديولوجيا القبلية والمخزنية والعلاقات الجماعية في المغرب...) إذ أن الرأسمالية تجد نفسها، في مرحلة أولى ملزمة بأن تخضع تلك الأسس التي لا تناسبها لسيطرتها دون تغييرها بحيث ان تلك السيطرة تتم بشكل خارجي. وذلك هو ما يسميه ماركس ب : " subsomption formelle " وفي مرحلة ثانية وبعد ان تستطيع القضاء على تلك الأسس تصبح الرأسمالية متحكمة في صيرورة الإنتاج من الداخل " subsomption réelle " وخلافا للرأسمالية في المركز لا زال تحكم الرأسمالية في الجزء الأكبر من البوادي وفي أنشطة عويضة في المدن، بتم بشكل خارجي غير مباشر عبر علاقات السوق والقروض. هذا التحكم يؤدي الى افلاس العديد من الفلاحين الذين يتحول جزء منهم الى عمال زراعيين في ضيعات رأسمالية والجزء الاخر ينزح الى المدن. ونلاحظ نفس الصيرورة، فيما يخص العديد من الحرف التي تخضع في مرحلة أولى بشكل خارجي لنمط الإنتاج الرأسمالي ثم تندثر ويتبلتر أصحابها. هكذا، اذن توفر الرأسمالية شروط السيطرة المباشرة على صيرورة العمل اذ توفر الشغيلة الحرة التي لا تملك سوى قوة عملها.غير ان الرأسمالية التبعية غير قادرة على استيعاب كل اليد العاملة المحررة من أنماط الإنتاج السابقة لاسباب لا يسع المجال لتوضيحها الآن. لذلك نشاهد تضخم البطالة والقطاع غير المقنن. والحال ان تواجد هذا القطاع غير المقنن الخاضع لسيطرة التراكم الرأسمالي يعني ان الرأسمالية التبعية ملزمة نظرا لطابعها التبعي بالضبط بالسيطرة على هذا القطاع من الخارج. والخلاصة التي نصل إليها هي ان البروليتاريا في الدول التبعية تنمو باستمرار وهي تسير لان تصير غالبية المجتمع بفضل نمو الإنتاج العصري والإنتاج في القطاع غير المقنن وتكاثر اعداد العمال الزارعيين.

هكذا، إذن يظهر أن الماركسية في جوهرها وليس في الصيغ التي اتخذتها في هذه المرحلة أو تلك – سديدة ويظل تحديدها لتناقضات الرأسمالية صحيحا. ذلك ان الرأسمالية مهما غيرت جلدها لم تتغير من حيث الجوهر بحيث ان وجودها واستمرارها متعلقان بقدرتها على انتزاع فائض القيمة اما بشكل مباشر من عمال ماجورين لا يملكون سوى قوة عملهم وإما بشكل غير مباشر عبر التحكم الخارجي في أنماط الإنتاج السابقة كمرحلة على طريق تفكيكها وإدماج العاملين فيها ( أو جزء منهم ) في علاقات الإنتاج الرأسمالية.

الماركسية ترتكز على الجدل المادي

الجدل المادي أساس الماركسية ليس الهدف هنا هو تحديد الجدل المادي أو المادية الجدلية أو الحديث عن النقاشات والاشكالات التي يطرحها بقدر ما هو توضيح بعض الجوانب التي تبدو لنا مبهمة في مواجهة ما يتعرض له الجدل المادي من تشويه وتسطيح وتفقير. فالجدل المادي يعني، بالنسبة لماركس وانجلز إن المادية والجدلية لحظتان لا تجد كل منهما خصوصيتها في نفسها بل في علاقتها بالأخرى، بمعنى أنهما تتفاعلان بشكل قوي يجعل منهما وحدة : " عضوية " إن صح التعبير.

والمادية، هنا لا تنطلق من فهم مسطح للمادة يسقط في تشييئها [28] ولكن ترتكز على الفهم الذي طرحه لينين في " المادية ونقد المنهج التجريبي " والذي يتجلى في كون المادة هي كل ما يوجد باستقلال عن وعينا له. فهو إذن تعريف معرفي للمادة. والمادية تعني أسبقية المادة على الفكر دون السقوط في ازدواجية مطلقة بينهما فلينين كتب يقول : " ان التعارض بين المادة والوعي ليس له معنى مطلقا إلا في حدود ضيقة جدا-أي فقط فيما يتعلق بالسؤال المعرفي الأساسي : ما هو السابق ؟ ما هو اللاحق ؟ وخارج هذه الحدود، فإن نسبية هذا التعارض لا تقبل الشك والفكر لا يوجد خارج المادة لان : " الوعي لا يمكن أبدا أن يكون شيئا آخر غير الكائن الواعي"، وهو قادر على الفعل في المادة لأنه قادر على فهم " قوانينها ". [29]

إن المادية الجدلية هي الفكر الذي يوجه ممارسة نظرية وعملية تريد أن تكون تغييرية ثورية وواقعية في نفس الوقت الوقت والمؤكد أن هذا الفكر يعيش توثرا دائما كتعبير عن هذا البحث المستمر عن التوفيق بين هذه الضرورات. والحال أنه ليس من السهل، بتاتا التوفيق بين معرفة الواقع كما هو وتقدير الممكن الذي يحبل به تقديرا سليما والقدرة على بلورة ممارسة تجعل من ذلك الممكن واقعا فعليا.

ومن الوهم الظن، أنه من الممكن تحديد بشكل مسبق وتأملي نظري المادية الجدلية "النقية" التي تقينا خطر عدم تقدير الواقع تقديرا سليما أو بلورة بديل غير واقعي للواقع الحالي. لذلك، فكل الثورات والحركات سقطت في أخطاء وانحرافات يمكن اجمالها في " الانحراف الموضوعي " Objectivisme " الذي يختزل الماركسية في حتمية تحددها قوانين موضوعية حديدية ( العامل الاقتصادي ) التي لا يسع الإنسان الا الاستسلام لها والانحراف " الذاتوي " " Subjectiviste " الذي يضخم دور الذات الفاعلة ويحولها الى اله قادر على صنع الواقع. فتجاوز الموضوعية والذاتوية ليس مسالة تأملية تتعلق بإخضاع الممارسة لمعيار مسبق صالح لكل مكان وزمان قد تقدمه لنا المادية الجدلية دفعة واحدة والى الأبد والذي يكفي أن نقيس به الواقع والممارسة حتى نتلافى السقوط في الانحرافات. إن هذا الفهم يعني تحويل المادية الجدلية إلى قوانين تتحكم في الممارسة والواقع اللذين ليس لهما إلا أن ينضبطا لها، أي أنه يضرب تلك العلاقة الجدلية التي يجب أن تربط باستمرار ما بين الممارسة والنظرية.

والحقيقة، أنه ليس هناك من إمكانية لتجاوز الانحرفين السابقين سوى اللجوء الى التحليل الملموس للواقع الملموس والاحتكام إلى الممارسة وإرجاع مشاكل المادية الجدلية إلى قلب رهانات الصراع الطبقي والى الأسس الاجتماعية لهذه المشاكل [30] .

لن ترجع هنا إلى الانحرافات الكثيرة التي عاشتها الحركة الشيوعية والعمالية بشكل عام بسبب فهم خاطئ وغير مادي جدلي للمادية الجدلية. فلقد ساد في الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية وخاصة الألمانية أيام بيرنشتاين فهم للمادية الجدلية أدى إلى إفراغها من مضمونها الجدلي والتبرير لنظرة تطورية إصلاحية. فبيرنشتاين يرفض تطبيق الجدلية على تطور المجتمع الرأسمالي لانه تبنى فكرة التعايش ما بين البرجوازية والبروليتاريا. اما كاوتسكي الذي واجه بيرنشتاين فلم يستطع فهم تطورات الرأسمالية وانقسام الحركة العمالية إلى تيار ثوري وآخر إصلاحي. وذلك لأنه كان يصدر عن فهم خاطئ للجدلية حيث يعتبر أن قطبي التناقض لا يتغيران، وان العلاقة بينهما خارجية ( أي انهما لا يشكلان وحدة ) ميكانيكية إنه لم يستطع إذن أن يفهم أن قطبي التناقض يتفاعلان تفاعلا ليس عبارة عن فعل ورد فعل خارجي وإنما عبارة عن تفاعل يمس بنية كل واحد منهما والتي تتغير في هذه الصيرورة التاريخية. لذلك لم يستطع أن يفهم كيف أن القطب البرجوازي من خلال مرور الرأسمالية إلى مرحلة الإمبريالية استطاع أن يفرز داخل القطب البروليتاري ارستقراطية عمالية الشيء الذي اكسب الجدلية عند كاوتسكي طابعا كميا ميكانيكيا لأنه اعتبر أن قطبي التناقض يتفاعلان بشكل خارجي لا يمس بنيتهما الداخلية.

بيد أن لينين الذي أوضح الأساس المادي للانقسام الذي عرفته الحركة العمالية ( انحراف الأممية الثالثة ) لم يقم فقط بتطوير للنظرية الاجتماعية ولكن طور أيضا، وفي نفس الوقت المنهج المادي الجدلي. الشيء الذي يظهر تلك العلاقة الحميمية والخلاقة بين المنهج والمعرفة وذلك الاغتناء المتبادل لبعضهما البعض. وان لينين قد قدم هذا الاسهام ليس انطلاقا من تأمل فلسفي مجرد ولكن لأنه ركز على فهم التحولات الجديدة للرأسمالية التي شهدتها نهاية القرن الماضي وانعكاساتها على الأممية الثانية. فلينين كان يريد فهم الأسباب ليس الاجتماعية فحسب، ولكن النظرية والمنهجية لانهيار الأممية الثانية كذلك. وذلك ما مكنه من تطوير المادية الجدلية وإخراجها من المأزق الذي آلت إليه على يد بيرنشتاين وكاوتسكي. وهذا ما يبين أن المادية الجدلية خاضعة للتطور والإغناء مع تطور الواقع واشكالاته.

كما إن ماو قد استطاع، من خلال الممارسة الثورية والتفاعل الخلاق مع تناقضات المجتمع الصيني الخاصة من تجاوز ما أصاب المادية الجدلية من تحجر في إطار " Dia-mat ". هكذا لم يكتب ماو دراساته الفلسفية [31] انطلاقا من رغبة تأملية مجردة بل كنتيجة للدروس القاسية والغنية للثورة الصينية. وقد ساهمت هذه الكتابات في إعطاء المادية الجدلية مضمونا ملموسا اكثر في إطار صيرورة لا متناهية تتطور خلالها المادية الجدلية ويطرح أمامها الواقع معضلات وإشكالات جديدة كما إنها ساهمت في إغناء الممارسة الثورية.

ونريد في الأخير تقديم بعض الملاحظات حول الفهم للمادية التاريخية الذي يجعل من العامل الاقتصادي العامل الوحيد لتطور المجتمعات البشرية حتى يسهل وصم الماركسية بالاقتصادوية والميكانيكية والادقاع النظري.

لقد أجاب انجلز على هذا الطرح، في رسالته المشهورة الى بلوخ حيث كتب يقـول : " حسب النظرة المادية للتاريخ، فان العمل المحدد في نهاية المطاف هو انتاج وإعادة إنتاج الحياة المادية. فلا أنا ولا ماركس أكدنا اكثر من ذلك. واذا ما شوه أحد هذا الموقف في اتجاه جعل من العامل الاقتصادي العامل الوحيد المحدد فإنه يحوله الى جملة فارغة، مجردة وعبثية "، ويصيف : " هناك تفاعل بين كل هذه العوامل تنتهي داخله الحركة الاقتصادية بشق طريقها عبر عدد لا متناه من الصدف " [32] .

هكذا، إذن، يرفض انجلز أي تصور حتمي للتاريخ. وذلك، لان التاريخ محكوم في نهاية المطاف بالعامل الاقتصادي لكن عبر طريق متعرج وغير محدد مسبقا وتتدخل في تحديده كل العوامل [33] . لذلك فإنجلز لا يدعونا الى الكسل في انتظار أن يشق العامل الاقتصادي طريقه، بل يدعونا إلى الفعل بالاستناد إلى تحليل الواقع الملموس بكل أبعاده. هكذا تفتح الماركسية باب الاجتهاد أمام مختلف التناقضات التي تعيشها المجتمعات [34] . لكن المادية تقول بأن هذه التناقضات التي قد تكون حاسمة في مرحلة معينة، وبلد محدد هي نفسها محددة، في نهاية المطاف، بالعامل الاقتصادي، لذلك نعتقد أنه لابد من العمل على استيعاب تلك التناقضات في علاقاتها المعقدة والغير مباشرة والمتغيرة مع العامل الاقتصادي. ولن يتأتى ذلك إلا بالانخراط بدون دوغمائية في الممارسة التغييرية المتعددة الأبعاد والميادين وإغناء الجدل المادي بفضل الممارسة وبفضل التمثل النظري لكل تلك التناقضات.

إن الماركسية، وخلافا لما يروجه أعداؤها منفتحة على جدلية الواقع وقادرة كلما تجاوزت الاقتصادوية والميكانيكية والارادوية، وكلما تعاملت مع الواقع كما هو بدون أفكار مسبقة وبدون مثالية، على تغيير الواقع نحو الأحسن بالنسبة للأغلبية الساحقة من البشر.

ان <><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>

mercredi 22 septembre 2010

الاطاحة بيتيم من قمة نقابة العدالة و التنمية و حركة انشقاقية واسعة تهدد نفابة الاخوانجية

عن إنشاء نقابة جديدة بنفس الاسم وانتخاب عبد السلام المعطي، رئيس الاتحاد الذي يوجد على رأسه محمد يتيم، كاتباً عاما للهيئة النقابية الجديدة، في تطور لافت للصراع الذي كان كامنا داخل نقابة حزب العدالة والتنمية، منذ المؤتمر الوطني الذي عُقِد في أبريل الماضي وانتخب على رأسه يتيم كاتبا عاما، بينما أُعلن عن تعيين المعطي رئيسا. وكان انعقاد مؤتمر الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد، في ماي الماضي في بوزنيقة ثم في سلا، منعطفا جديدا في الخلاف داخل الهيئة النقابية بين جناح يتيم وجناح المعطي، الذي اتهم الأولَ بتوجيه المؤتمر والتآمر عليه، لإسقاطه من رئاسة الجامعة لصالح شخص آخر ينتمي إلى حركة التوحيد والإصلاح، الذي يعتبر يتيم عضوا فيها، الأمر الذي دفع عددا من المؤتمرين إلى الاحتجاج أمام مقر انعقاد المؤتمر في سلا، تنديدا بما اعتبروه تزويرا لنتائجه، وهو ما أدى إلى إثارة استياء في قيادة حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب، إذ أفادت مصادر مُطّلعة بأن عددا من «الغاضبين» على نتائج المؤتمر، من أعضاء الحركة، خضعوا لـ«الاستنطاق» لمدة ساعات وهُدِّدوا بطردهم من الحركة، في حال استمرارهم في الاحتجاج.
وحسب مصادر حضرت مؤتمر المحمدية، فإن الاجتماع هيئ له في سرية تامة، قبل فترة، وتم اختيار التوقيت يوم أول أمس، حتى لا يتم إفشال المبادرة، حيث وُجِّهت الدعوة إلى عدد من المقتنعين بما أسموه «الخط التصحيحي» داخل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. وقدرت المصادر عدد المؤتمرين بما بين 500 و600 مشارك، انتخبوا المعطي كاتبا عاما، على أن يتم لاحقا انتخاب باقي الأجهزة