الشهيد وديع حداد ذاكرة فدائي فلسطيني

الشهيد وديع حداد

ذاكرة فدائي فلسطيني

Share on linkedinShare on facebookShare on twitterShare on emailMore Sharing Services0

فضائية فلسطين اليوم - فلسطين المحتلة

اليوم نستذكر الشهيد وديع حداد بطل العمليات الخارجية ضد العدو "الإسرائيلي"، والمشهور بخطف طائرات تحمل ركاباً "إسرائيليين" في دول غربية..حيث اعترف الموساد بمسؤوليته عن الاغتيال بعد 28 عاماً من استشهاده.. وتمت العملية عبر وضع السم في الشوكولاته البلجيكية التي يفضل حداد تناولها بمساعدة عميل عراقي أثناء إقامة حداد في العاصمة بغداد عام 1978..

حياته

ولد الشهيد وديع حداد عام 1927 في مدينة صفد شمال فلسطين المحتلة، وكان قيادياً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو أحد مؤسسيها، وقبلها حركة القوميين العرب، وكان رفيق دربه الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية.

هذا وعمل والده مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا على الساحل الفلسطيني، وبحكم وجود والده في حيفا، فقد تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي فيها، وتميز بذكائه الخارق.

غير أن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 والمأساة الناتجة عنها، أجبرت عائلته على الهجرة من وطنه، واللجوء إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث استقر بهم المآل هناك، وبعد ذلك التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ببيروت ليدرس الطب فيها.

تاريخه النضالي

وأثناء وجوده في لبنان، تولى حداد موقعاً قيادياً في "جمعية العروة الوثقى"، ولاحقاً في "حركة القوميين العرب"، ثم في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وأوكلت إليه مهام كبيرة في الجبهة الشعبية، حيث أسندت له مهمتا المالية والعمل العسكري الخارجي. وأثبت من خلالهما قدرات قيادية وعملية، مجسداً شعار "وراء العدو في كل مكان".

وخلال عمله في التنظيم الخارجي للجبهة الشعبية، قاد الدكتور حداد خلايا تنشط في مختلف أنحاء العالم، وكان وراء عمليات خطف الطائرات الشهيرة ومنها الطائرتان "لاندسهوت الألمانية" و"إيرس فرانس".

اغتياله

وفي 28 مارس عام 1978 في ألمانيا الشرقية، أشيع أن حداد توفي بمرض سرطان الدم. ولكن بعد 28 عاماً أي في العام 2006 اعترفت "إسرائيل" عن طريق أحد ضباط مخابراتها الذي كتب جزءاً من حياته الاستخبارية، بإنها اغتالته بدسّ السم له في الشيكولاته، عن طريق عميل عراقي كان يشغل منصب رفيع المستوى.

بدورها، نقلت يديعوت أحرونوت عن الضابط: " إن "إسرائيل" قررت تصفية حداد بداعي تدبيره اختطاف طائرة "إير فرانس" عام 1976"، حيث كانت الطائرة في طريقها من باريس إلى "تل أبيب" المحتلة، فقام حداد بخطف الطائرة وتحويل مسارها إلى عنتيبي في أوغندا.

مضيفة، أن الموساد علم بشغف حداد بالشوكولاته البلجيكية التي كان من الصعب الحصول عليها آنذاك في مقر إقامته ببغداد، فقام خبراء الموساد بإدخال مادة سامة بيولوجية تعمل ببطء إلى كمية من الشوكولاته البلجيكية، أرسلوها إلى حداد بواسطة عميل عراقي رفيع المستوى لدى عودة هذا العميل من أوروبا إلى العراق، وهي أول عملية تصفية بيولوجية يقوم بها جهاز الموساد في تاريخه.

بعد الاغتيال

تجدر الإشارة، أنه بعد اغتيال وديع حداد، سجّل انخفاض حاد في عدد العمليات التي استهدفت العدو الإسرائيلي خارج فلسطين المحتلة. وقد رأى الموساد في عملية التصفية هذه، تجسيداً لنظرية "التصفية الوقائية" أو "تصفية قنبلة موقوتة" تمثلت بدماغ وديع حداد الذي لم يتوقف عن التخطيط بعد كل عملية فدائية للعملية التالية.

هذا ويعتبر وديع حداد من أذكى العسكريين الذين عاصروا المقاومة الفلسطينية منذ بداياتها، كما وإن اغتياله شكل خسارة كبيرة للفلسطينيين عموماً فيما يخص الكفاح المسلح ضد الاحتلال.