أساتذة "مقصيّون" يحتجّون حُفاة ويتحدّون قرار الاقتطاع من الأجور

بعدَ أربعين يوماً من الإضراب عن العمل، وخوْضِ مسيرات ووقفات احتجاجية أمام عدد من المؤسسات الرسمية وفي شوارع العاصمة الرباط، اختار الأساتذة المجازون، والحاملون للماستر، المقصيون من الترقية، نهْج أسلوب جديد في الاحتجاج، إذْ عمدوا إلى خوْض مسيرة احتجاجية حُفاة، انطلاقا من ساحة باب لحدّ نحو مقر البرلمان، حاملين كتبا في يد وقِطعَ خبز في اليد الأخرى.

ويأتي الأسلوب الجديد للأساتذة في الاحتجاج "لكون ما للكتاب من رمزية ومكانة رفيعة، ودفاعا عن حقّنا في الترقي، واحتجاجا على القمع المادّي الذي يطالنا"، حسب عبد الرحمان الخراطية، المنسق الإعلامي للأساتذة المقصيين من الترقية، الذين اعتبروا أنهم "في مرحلة اللاعودة، وعدم التنازل عن ايّ نقطة في الملف المطلبي".

وبالموازاة مع ترديد الأساتذة شعارات مندّدة بـ"تعنّت الحكومة" إزاء ملفهم المطلبي، واعتبار عملها في المجال التعليمي "صفرا" أمام مقرّ البرلمان، كان ممثلون عن التنسيقية المؤطّرة للأساتذة يخوضون "معركة" أخرى داخل أروقة مقر البرلمان، من أجل حثّ فرق المعارضة البرلمانية على تبنّي قضيتهم، حيث أكّد خراطية بهذا الخصوص أنّ لقاءات جمعت بين ممثلي الأساتذة وعدد من رؤساء الفرق البرلمانية، سواء في الأغلبية أو المعارضة، حيث من المنتظر ان تطرح قضيتهم من طرف فرق المعارضة في باب "الإحاطة علما".

ومن جهة أخرى، عقد ممثلو الأساتذة لقاءات مع النقابات العمالية، بمن في ذلك نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، التابعة لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، في شخص الأمين العامّ للنقابة محمد يتيم، وقال خراطية إنّ النقابات "عبّرت عن مساندتها لملفنا المطلبي، وننتظر منها أنْ تكون فاعلا في البحث عن حلّ لهذا الملف العالق منذ أربعين يوما".

وحسب البيان المشترك الصادر عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين المقصيين من الترقية، والتنسيقية الوطنية لحاملي الماستر لموظفي وزارة التربية الوطنية، فإنّ الكاتب العام لنقابة حزب العدالة والتنمية محمد يتيم عبّر لهم عن "شرعية وعدالة ملف الترقية بالشهادات"، وأنّ "ظلما يطال فوجي 2012 و 2013 حاملي الإجازة المرتّبين في السلّم التاسع، يستوجب التسويّة الفعليّة والفورية".

ومن ناحية أخرى أوضح المنسق الإعلامي للأساتذة المقصيين من الترقية أنّ لقاءً جمع بين ممثلي الأساتذة ورئيس فريق العدالة والتنمية داخل البرلمان، عبد الله بوانو، في إطار البحث عن ترتيب لقاء مع رئيس الحكومة، "في ظلّ إغلاق وزارة التربية الوطنية لكافّة أبواب الحوار"، على حدّ تعبيره، مضيفا أنّ "الأفق مظلم، لغياب أي استجابة للحكومة مع ملفنا المطلبي، الذي يتجلّى في الترقية.

إلى ذلك قال عبد الرحمان خراطية، إنّ نهج وزارة التربية الوطنية لسياسة الاقتطاع من الأجور، وتهديدها لهم بالفصل من العمل، "لن يرغم الأساتذة المعنيين على مغادرة الرباط"، وأضاف، "لقد عُنّفنا، وسجنَ العديد منّا، ولم يعد أمامنا ما نخسر، لذلك سنستمرّ في المطالبة بحقّنا في الترقية مهما بلغت تهديدات وزارة التربية الوطنية".