الرباط في يوم حاشد: حرية وسلسلة بشرية ورد اعتبار للأساتذة وقمع للمعطلين، والبرلمان شاهد
لم يكن يوم الرباط عاديا، فقد عاشت العاصمة السياسية يوما استثنائيا بامتياز، فلم تتوقف شوارعها منذ الصباح عن احتضان حركة دؤوبة لأقدام نشطاء الحركات الاحتجاجية بمختلف مطالبها وشعاراتها ولافتاتها.
كان صباح الرباط يستقبل الوافدين من مناطق مختلفة للمشاركة في استقبال المعتقل السياسي المفرج عنه ادريس بوطرادة الملقب بالمقنع، حيث قدم نشطاء من الدارالبيضاء ومن المدن القريبة، بينما كان على نشطاء تنسيقية الرباط أن يتجهوا في الساعات الأولى إلى مدينة مكناس لينتظروا خروج المقنع عبر البوابة الحديدية لسجن تولال، كما يخرج المقنع من أقنعته بعد انتهاء لوحاته المسرحية.
وتماما مثلما ينزع المقنع أقنعة التهميش التي اعتاد أن يجد بها لوحاته، نزع قناع الاعتقال الذي فرض عليه عاما كاملا، وخرج بوجه سافر هذه المرة ليصرخ إلى جانب رفاقه "عاش الشعب"، في استقبال خصصه له نشطاء تنسيقية الرباط وحضره نشطاء من الدارالبيضاء ومدن أخرى، كما حضر الاستقبال بحي العكاري عبد الحميد أمين الوجه الحقوقي البارز ووجوه أخرى.
كان على من شاركوا في استقبال المقنع بحي العكاري أن يسرعوا الخطى ليدركوا المسيرة الوطنية التي دعت لها الجامعة الوطنية للتعليم، تضامنا مع الأساتذة الذين مرغت كرامتهم في شوارع الرباط، وسالت دماؤهم دون رحمة أو اخترام، بينما اقتيدوا إلى المخافر كالمجرمين.
من وصل قادما من العكاري حيث يوجد منزل المقنع، كان بإمكانه إن أسرع قليلا أن يشاهد الحشود الهائلة من الأساتذة والمتضامنين معهم، وكان بإمكانه أن يدرك جزءا من المسيرة التي انطلقت من باب الأحد في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال، حيث صرخ الأساتذة ومن جاء لنصرتهم مطالبين بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وكان واضحا على محيا نساء ورجال التعليم الشعور بالانصاف، انصاف من طرف الطلبة والزملاء والآباء وعامة المواطنين، في انتظار اعتذار رسمي وإسقاط التهم عن المتابعين والاستجابة لمطلبهم الأساسي في الترقية.
على طول شارع محمد الخامس وأمام مقر البرلمان بينما كانت مسيرة رد الاعتبار لرجال ونساء التعليم تسير بخطى ثابتة، وقف مثقفون وإعلاميون ونشطاء حقوقيون في سلسلة بشرية من أجل حرية التعبير، كانت السلسلة البشرية للمثقفين تحضن المسيرة الجماهيرية أمام مقر البرلمان الذي كان عليه مرارا أن يدير وجهه للجهة الأخرى كلما سالت دماء المحتجين في جنباته.
وقد كبل الإعلاميون والمثقفون والنشطاء الحقوقيون أيديهم بحبال طويلة، بينما هم يقفون في السلسلة التي دعت لها اللجنة الوطنية من أجل الحرية لأنوزلا، تعبيرا عن واقع الحريات عموما بالمغرب وواقع حرية التعبير بشكل خاص حيث أبدى المشاركون انزعاجهم من المتابعات ومن "سياسة تكميم الأفواه" التي تنتهجها السلطات في البلاد.
وفيما مرت مسيرة رد الاعتبار للأساتذة بطيئة وحاشدة وصاخبة، لم تتمكن السلسلة البشرية من احتضان المعطلين، الفارين من هراوات القوات العمومية، فقد مروا مسرعين يتحاشون ركلات وضربات عناصر القوات العمومية الذين كان عليهم أن يثبتوا جدارتهم في هذا اليوم بتكسير بعض العظام وتنفيس بعض احتقان السلطات وغضبها من يوم طويل.
وهكذا فجأة كان على من يتابع المشهد أن يرى شبابا بوزرات خضراء يراوغون الضربات، قادمين من اتجاه محطة القطار، بينما كان ملجؤهم الوحيد هو ساحة "البيت الأبيض" الذي لا يضجر بلقاءاتهم أمامه كمقر البرلمان، ولا يغضب من الصخب الذي يحدثونه حوله.
لم يكن يوم الرباط عاديا، فقد عاشت العاصمة السياسية يوما استثنائيا بامتياز، فلم تتوقف شوارعها منذ الصباح عن احتضان حركة دؤوبة لأقدام نشطاء الحركات الاحتجاجية بمختلف مطالبها وشعاراتها ولافتاتها.
كان صباح الرباط يستقبل الوافدين من مناطق مختلفة للمشاركة في استقبال المعتقل السياسي المفرج عنه ادريس بوطرادة الملقب بالمقنع، حيث قدم نشطاء من الدارالبيضاء ومن المدن القريبة، بينما كان على نشطاء تنسيقية الرباط أن يتجهوا في الساعات الأولى إلى مدينة مكناس لينتظروا خروج المقنع عبر البوابة الحديدية لسجن تولال، كما يخرج المقنع من أقنعته بعد انتهاء لوحاته المسرحية.
وتماما مثلما ينزع المقنع أقنعة التهميش التي اعتاد أن يجد بها لوحاته، نزع قناع الاعتقال الذي فرض عليه عاما كاملا، وخرج بوجه سافر هذه المرة ليصرخ إلى جانب رفاقه "عاش الشعب"، في استقبال خصصه له نشطاء تنسيقية الرباط وحضره نشطاء من الدارالبيضاء ومدن أخرى، كما حضر الاستقبال بحي العكاري عبد الحميد أمين الوجه الحقوقي البارز ووجوه أخرى.
كان على من شاركوا في استقبال المقنع بحي العكاري أن يسرعوا الخطى ليدركوا المسيرة الوطنية التي دعت لها الجامعة الوطنية للتعليم، تضامنا مع الأساتذة الذين مرغت كرامتهم في شوارع الرباط، وسالت دماؤهم دون رحمة أو اخترام، بينما اقتيدوا إلى المخافر كالمجرمين.
من وصل قادما من العكاري حيث يوجد منزل المقنع، كان بإمكانه إن أسرع قليلا أن يشاهد الحشود الهائلة من الأساتذة والمتضامنين معهم، وكان بإمكانه أن يدرك جزءا من المسيرة التي انطلقت من باب الأحد في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال، حيث صرخ الأساتذة ومن جاء لنصرتهم مطالبين بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وكان واضحا على محيا نساء ورجال التعليم الشعور بالانصاف، انصاف من طرف الطلبة والزملاء والآباء وعامة المواطنين، في انتظار اعتذار رسمي وإسقاط التهم عن المتابعين والاستجابة لمطلبهم الأساسي في الترقية.
على طول شارع محمد الخامس وأمام مقر البرلمان بينما كانت مسيرة رد الاعتبار لرجال ونساء التعليم تسير بخطى ثابتة، وقف مثقفون وإعلاميون ونشطاء حقوقيون في سلسلة بشرية من أجل حرية التعبير، كانت السلسلة البشرية للمثقفين تحضن المسيرة الجماهيرية أمام مقر البرلمان الذي كان عليه مرارا أن يدير وجهه للجهة الأخرى كلما سالت دماء المحتجين في جنباته.
وقد كبل الإعلاميون والمثقفون والنشطاء الحقوقيون أيديهم بحبال طويلة، بينما هم يقفون في السلسلة التي دعت لها اللجنة الوطنية من أجل الحرية لأنوزلا، تعبيرا عن واقع الحريات عموما بالمغرب وواقع حرية التعبير بشكل خاص حيث أبدى المشاركون انزعاجهم من المتابعات ومن "سياسة تكميم الأفواه" التي تنتهجها السلطات في البلاد.
وفيما مرت مسيرة رد الاعتبار للأساتذة بطيئة وحاشدة وصاخبة، لم تتمكن السلسلة البشرية من احتضان المعطلين، الفارين من هراوات القوات العمومية، فقد مروا مسرعين يتحاشون ركلات وضربات عناصر القوات العمومية الذين كان عليهم أن يثبتوا جدارتهم في هذا اليوم بتكسير بعض العظام وتنفيس بعض احتقان السلطات وغضبها من يوم طويل.
وهكذا فجأة كان على من يتابع المشهد أن يرى شبابا بوزرات خضراء يراوغون الضربات، قادمين من اتجاه محطة القطار، بينما كان ملجؤهم الوحيد هو ساحة "البيت الأبيض" الذي لا يضجر بلقاءاتهم أمامه كمقر البرلمان، ولا يغضب من الصخب الذي يحدثونه حوله.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire