المعروف في تاريخ الثورات انها لاتمشي في خط مستقيم بل لابد لها من المرور بمنعرجات كي يتصلب عودها إن كان نضجها مستوفيا لشروط القفزة النوعية وإلا ستسقط عند اول منعرج ومن العوامل التي تدخل في انضاجها هناك العامل الموضوعي والذي يتجلى في احتدام الصراع الطبقي الى درجة الحسم التاريخي في الاستيلاء على السلطة والعامل الذاتي المتجلي في اكتمال الاستعدادات الضرورية لقيادة الحراك الثوري والمضي به في الطريق المؤدي الى هذا الحسم وهناك العامل الخارجي والمتجلي في القوى التي تبني ذاتها على مفاهيم إديولوجية لاتعتمد الصراع الطبقي كاداة للتحليل كالتنظيمات الدينية والعنصرية والقبلية ,,,الخ والتي تسعى الى قيام انظمة حكم ذات طابع ماضوي او اسيبدادي , الحراك الثوري في المغرب لايخرج عن هذا الاطار النظري إذ في يوم 20 فبراير نزلت الى الشارع جموع الشباب المتدمر من الاوضاع بالبلاد وكل القوى التي ناضلت من اجل تغيير نظام الحكم قبل هذا التاريخ وتجلت في قطبين رئيسيين هما : اليسار بشكليه الجذري والاصلاحي والتيار الاسلامي المكون من جماعة العدل والاحسان والسلفيين وهذا التواجد المتقابل قطريا سيخلق لنفسه تعايشا هشّا في التنسيقسات التي انشأت على الصعيد الوطني إذ بدا التجاذب حول الشعارات و بعد مرور عشرة اشهر على الانطلاقة التي حدد سقفها في "الملكية البرلمانية" من طرف اليسار الاصلاحي (وفي هذا نقاش يمكن العودة اليه في موضوع آخر) قررت جماعة "العدل والاحسان " الانسحاب من حركة 20 فبراير معللة قرارها ب :
_ المضايقات التي تعرضت لها من طرف تيارات اليسار فيما يخص رفع شعاراتها
_ عدم رضاها عن أداء الحركة معتبرة أنها ( أي الحركة ) لم تعد قادرة على تطوير أساليب النضال وان الجماعة تفكر في التصعيد للخروج من الوضع الراكد الذي دخلت فيه الحركة
والمثير للانتباه هو توقيت هذا الخروج إذ تزامن مع :
_ نهاية المسلسل الذي استبق به المخزن الاحداث موهما الراي العام الخارجي انه استجاب لمطالب الحركة بمنح حزب "العدالة والتنمية " فرصة تسيير الشان العام للبلاد من خلال حكومة (أو محكومة كما سماها البعض)
_ صعود التيارات الاسلامية في تونس ومصر وليبيا
اتمنى ان تكون حسابات الجماعة دقيقة في هذا الظرف التاريخي الحرج والمصيري بالنسبة لشعبنا إذ بقصد اوعير قصد فالجماعة سقطت في فخ " فرق تسد " الذي قسم ظهر الحركة وترك للنظام فرصة الانقضاض على المناضلين المتشبتين بها وبنضالاتها كما اتمنى الاتكون الجماعة ضحية سفقات مع النظام والسفارة الامريكية وان تجسد انتقادها لقصور الحركة في التصعيد النضالي بابتكار اساليب جديدة تنقد بها الحراك الثوري في المغرب كي لانخلف موعدنا مع التاريخ رغم قناعتي انها لاتستطيع المضي لوحدها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire