في
ظرف يومين أصدرت وزارة التربية الوطنية التي يرأسها محمد الوفا عدة بيانات
متضاربة حول الأخبار التي تداولتها الكثير من وسائل الإعلام والمواقع
الاجتماعية على النت، حول تسريب اوراق امتحانات الباكالوريا. في البداية
أصدرت الوزارة بيانا صارما ينفي نفيا قاطعا اي تسريب لمواد الامتحانات على
الموقع الاجتماعي العالمي "فيسبوك". وفي مساء نفس اليوم (الثلاثاء 12
يونيو) الذي صدر فيه هذا البيان، صدر بيان آخر يقول بان الوزارة قررت إعادة
اختبار 30 مترشحا ومترشحة بإحدى الأكاديميات في مادة الفيزياء، أي المادة
التي تم تسريبها. وبرر البيان أسباب إعادة الاختبار في تلك المادة بأسباب
غير مقنعة.
وما بين بيان وآخر يشيد بأن عملية الامتحانات تجري في "أجواء عادية"، صدر
مساء الاربعاء 13 يونيو بيان جديد يقول بأن جميع الاجوبة التي تكون متطابقة
لما جاء في صفحات الـ "فيسبوك" سوف تعتبر لاغية! ماذا يعني ذلك؟ يعني ان
الوزارة تقر بأن التسريب قد وقع، وبالتالي فهي تكذب نفسها. فكيف يمكن
الوثوق بنتائج هذه الامتحانات التي تشرف عليها وزارة تكذب على نفسها وتكذب
على الرأي العام..
المشكل، كما يقول المثل أنه "عندما تسند الأمور إلى غير اهلها فانتظر
الساعة"، فالوزير الوفا جاء إلى الوزارة ليس لأنه صاحب كفاءة أو صاحب رؤية
سياسية واضحة لإصلاح التعليم. الرجل كان في شبه سبات صيفي طويل بعد أن رفض
الحسن الثاني استوزاره في حكومة التناوب عام 1998. وحتى يبعده حزبه عن شركة
"الرسالة" التي أثقلها بالديون، تم التوسل له ليعين سفيرا، وهكذا قضى عقدا
من الزمن كسفير متجول في الهند والبرازيل. ولترضية عباس الفاسي الذي ضغطت
عليه الأسرة الفاسية الصغيرة، قبل عبد الإله بنكيران بإستوزار صهره محمد
الوفا!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire