: "الشعب صانع التاريخ

: "الشعب صانع التاريخ"
وليس محرك التاريخ الذي هو هو الصراع الطبقي وليس غيره، وثمت فرق شاسع بين القولين. وفي هذا يمكن استحضار بعض ما كتبه رواد الفكر المادي التاريخي في هذا الموضوع:

- "نحن نصنع تاريخنا بأنفسنا، ولكننا، أولا، نصنعه في ظل مقدمات وظروف محددة جدا، الاقتصادية منها هي الحاسمة في آخر المطاف. ولكن الظروف السياسية وغيرها، وحتى التقاليد التي تعشش في رؤوس الناس، تلعب هي أيضا دورا معينا، وإن لم يكن الدور الحاسم". (أنظر رسالة إنجلس إلى بلوخ 1980- ضمن كتاب ماركس إنجلس –المختارات، الجزء الرابع الصفحة 172).

- "الثورة هي القوة المحركة للتاريخ، للدين، للفلسفة ولكل نظرية أخرى. (ماركس –إنجلس: الاديولوجية الألمانية).

- "أن الظروف تصنع البشر بمقدار ما يصنع البشر الظروف". (نفس المرجع أعلاه).

- "إن الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ ولكنهم لا يصنعونه على هواهم. إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم من الماضي". (ماركس، الثامن عشر من برومير- الصفحة 10-11).

ثم يقول صاحب التعليق تعقيبا على أن "الشيوعية تبنى بأيدي الشعب": "ليس الشعب بمختلف طبقاته"، أيضا في هذا نوع من الشطارة اللغوية ليس إلا، لأن النص –وهو عبارة عن ثلاثة جمل ليس إلا- لم يجيء الحديث فيه عن الشعب "بمختلف طبقاته" كما قال الناقد. ولا يحتاج الأمر لتوضيح أن: الشعب هو الطبقات والفئات الاجتماعية التي تدعم وتسهم وتنخرط في قضية البناء الإشتراكي، وأعداء الشعب هم الطبقات والفئات الاجتماعية التي تقف عدائيا من الثورة الإشتراكية، بمعنى، الشعب هو تحالف العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين بقيادة الطبقة العاملة وحزبها الثوري المسترشد بالماركسية اللينينية.
إذن، ليست المشكلة في عبارة الشعب، بل في المضمون الطبقي الذي نعطيه لهذه العبارة؛ وفي هذا الصدد من باب الإفادة نقرأ ما يلي:

- "لا حاجة للتأكيد على واقع أن الأرستقراطية لا يمكن أن تقلب إلا بتضافر جهود البرجوازية والشعب، وأن الحكم بواسطة الشعب في بلد ما تزال توجد فيه جنبا إلى جنب أرستقراطية وبرجوازية أمر محال". (ماركس: شيوعية "المراقب الريناني" -1947).

- "من سائر العناصر الأساسية، فإن الشعب هو الأكثر خطرا على الملك. لا الشعب الذي يتحدث عنه فريدريك غليوم، الذي يذوب، وعيناه مغرورقتان بالدموع، شكرانا لأنه تلقى ركلة وقطعة فضة صغيرة؛ هذا الشعب ليس خطرا البتة، ذلك لأنه لا يوجد إلا في مخيلة الملك. لكن الشعب الحقيقي: البروليتاريين، الفلاحين الصغار، العوام، هو، كما قال هوبس، ولد قوي لكنه ماكر، وهو لا يسمح بأن يخدعه لا الملوك المهزولون ولا الملوك المكرشون". (نفس المرجع أعلاه).
- وعبارة الشعب وردت أيضا في أكثر من مرجع بعبارة الجماهير، نقرأ على سبيل المثال للرفيق ستالين: "...بمعرفة الحزب إقناع الجماهير بصحة سياسته على أساس تجربة الجماهير الخاصة..." (مسائل اللينينية- الصفحة 201).