المخزن والإسلام السياسي وجهان لعملة واحدة
يوم عن يوم ينكشف زيف إصلاحات نظام الاستبداد والفساد بالمغرب .هذه الإصلاحات، المملاة من الخارج – الامبريالية الفرنسية خصوصا - ، تتوخى إيقاف الزحف الشعبي الذي فجره ربيع الشعوب، المنطلق من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ضد الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية المزرية .
لقد لعبت الامبريالية الدولية ، بزعامة الامبريالية الأمريكية ،دورا أساسيا في الحد من قوة ربيع الشعوب المنطلق منذ عام ويزيد . ففي تونس ومصر ، مثلا ،تمت محاصرة الانتفاضتان الشعبيتان اللتان انفجرتا في البلدين ، حتى لا تتطور تلك الانتفاضات إلى ثورات حقيقية، تستهدف المصالح الامبريالية ، كما منظومة الرأسمالية ككل .
تدخلت الامبريالية إذن في جميع الانتفاضات المنجزة، والتي في طريق الانجاز ، بل ودعمتها في اتجاه توقيفها في حدود الإطاحة برؤوس الاستبداد، دون المساس، أو الخوض فيما هو جوهري، يستدعي السير في اتجاه الثورة ، التي من دون قيادة ثورية لا يمكنها أن تتحقق .
في هذا الإطار استعملت تلك الامبريالية الإسلام السياسي لفرملة الزحف الشعبي المطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .ففي المغرب مثلا ،وفي ظل الحراك الشعبي القائم ، والذي لم يبلغ بعد مستوى الانتفاضة ،استعمل الإسلام السياسي لإطفاء الاحتجاجات، والتمويه للنضال الشعبي، والالتفاف على المطالب الشعبية الحقيقية ، ونسف كل مشروع تحرري يرمي إلى تحفيز الجماهير الشعبية للنضال من اجل تحررها من أوضاع العبودية والأوهام،هذه الأوهام التي لا تكرس سوى تلك العبودية .
هل ستنجح حركة 20 فبراير المجيدة في تكسير وكشف خطة المخزن ، خادم الامبريالية الدولية ؟ سؤال متروك لكل الغيورين من المغاربة الأحرار ، على هذا الوطن الجريح ، وبمختلف قناعاتهم السياسية والعقائدية .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire