28 آذار... ذكرى اغتيال الشهيد القائد وديع حدّاد
ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927.
نظراً للمأساة التي حلّت بالشعب الفلسطيني أيّام النكبة عام 48، ترك وديع حدّاد وعائلته الوطن وهاجروا إلى بيروت حيث أصبح مكان الإقامة الدائمة.
التحق الشهيد حدّاد أثناء إقامته في بيروت، بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركيّة لدراسة الطب.
زرعت النكبة داخل وديع حدّاد شعوراً عالياً بالمسؤولية تّجاه شعبه وقضيتّه التي إزدادت مأساوية، الأمر الذي عكس نفسه على اهتماماته وتوجّهاته المستقبليّة.
اتّجه الشهيد إلى الإنخراط الفعلي في العمل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني، من خلال إغاثة أبناء شعبه المشرّدين جرّاء النكبة، رغم أنّه كان ما يزال على مقاعد الدراسة.
ثمّ انخرط لاحقاً في جمعيّة "العروة الوثقى"، وقد تولّى الشهيد حدّاد موقعاً قيادياً فيها.
ضمن أجواء الهزيمة العربيّة الرسميّة في حزيران 67، اتّجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينيّة تكون مهمّتها الكفاح المسلّح من أجل تحرير فلسطين، فكانت "الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين".
تولّى الرفيق حدّاد منذ تأسيسها، مهمّات قياديّة أساسيّة جداً ، حيث أسندت له في الجبهة مهمّتان رئيسيّتان هما الماليّة والعمل العسكري الخارجي.
أثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قياديّة وعمليّة جديرة بالاحترام والتقدير، جسّد فيها بطريقة فاعلة شعار "وراء العدو في كل مكان".
كان الشهيد وديع حداد العقل المدبّر لعمليّات اختطاف الطائرات، هكذا واكب العالم قضيّة شعب إسمه الشعب الفلسطيني. وقد اعتبرته الأوساط المقرّبة، بأنّه الرجل الأوّل، الذي دفع وروّج لاستخدام أساليب النضال الكفاحيّة ضد العدّو، واعتبرها مشروعة وحقّة للحركات الثوريّة لتحرير الشعوب.
توفي الرفيق وديع حداد في28 آذار عام 1978 في ألمانيا الشرقية سابقاً، حيث أشيع بداية أنّ سبب وفاته المرض.
لكنّ سلطات العدو الإسرائيلي، اعترفت بعد 28 عاماً من تاريخ وفاته، بأنّه قد اغتيل على يد أحد ضباط مخابراتها وذلك بدسّ السمّ له في الشوكولاته عن طريق عميل عراقي كان يشغل منصب رفيع المستوى.
كان العدو يعتبر الشهيد حدّاد بأنّه "الإرهابي المتمرّس ومتعدّد المواهب"، فهو أوّل من خطف طائرة تابعة لشركة طيران العدو الإسرائيلي "العال" عام 1968، وعلى إثرها تمّ الإفراج عن الرهائن، بعد خضوع حكومة العدو لشروطه.
شكّل اختطاف طائرة "اير فرانس" صدمة لأجهزة استخبارات العدو، حيث اتّخذت على الفور قيادة الموساد قراراً بتصفية الرفيق حدّاد، وقد صادق رئيس حكومة العدو في حينه مناحيم بيغن على تنفيذ العمليّة.
رأى جهاز استخبارات العدو "الموساد" في عمليّة التصفيّة هذه، تجسيداً لنظريّة "التصفية الوقائيّة" أو تصفية قنبلة موقوتة تمثّلت بـ "دماغ خلاّق لم يتوقف عن التخطيط للعمليّة المقبلة...!".
أن تعلن سلطة العدو مسؤوليّتها عن تنفيذ عمليّة اغتيال الشهيد الرفيق وديع حدّاد، يحمل دلالات بالغة على اعتماد هذا العدو أسلوب التصفيات السريّة لكلّ الكوادر الوطنيّة الثوريّة في المراحل التي لحقت هذا الإغتيال، وتعلن فيه أيضاً نوعاً جديداً من الحروب، لها فيها مكان وزمان، ولكن لن يكون لها فيها خبز، فالأرض في يومها هي الّتي تختار مكانها وتقطف زمانها وتزرع في كلّ شبر فيها مقاوم يروي بالعقل والفعل والرصاص تاريخ الشهيد حدّاد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire