أحمد الزعتر 
رقم القصيدة : 64868  نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد 
ليدين من حجر و زعتر 
 
هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين 
 
مضت الغيوم و شرّدتني 
 
و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني 
 
.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل 
 
البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن 
 
الرماد و كنت وحدي 
 
ثم وحدي ... 
 
آه يا وحدي ؟ و أحمد 
 
كان اغتراب البحر بين رصاصتين 
 
مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين 
 
و ساعدا يشتدّ في النيسان 
 
ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي 
 
و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين 
 
كان اكتشاف الذات في العربات 
 
أو في المشهد البحري 
 
في ليل الزنازين الشقيقة 
 
قي العلاقات السريعة 
 
و السؤال عن الحقيقة 
 
في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه 
 
عشرين عاما كان يسأل 
 
عشرين عاما كان يرحل 
 
عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في 
 
إناء الموز 
 
و انسحبت . 
 
يريد هويّة فيصاب بالبركان ، 
 
سافرت الغيوم و شرّدتني 
 
ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني 
 
أنا أحمد العربيّ - قال 
 
أنا الرصاص البرتقال الذكريات 
 
و جدت نفسي قرب نفسي 
 
فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ 
 
تل الزعتر الخيمة 
 
و أنا البلاد و قد أتت 
 
و تقمّصتني 
 
و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد 
 
و جدت نفسي ملء نفسي ... 
 
راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه 
 
كان الخطوة - النجمه 
 
و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط 
 
كانوا يعدّون الرماح 
 
و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا 
 
و يقفز . 
 
أحمد الآن الرهينه 
 
تركت شوارعها المدينة 
 
و أتت إليه 
 
لتقتله 
 
و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج 
 
كانوا يعدّون الجنازة 
 
وانتخاب المقصلة 
 
أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار 
 
جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار 
 
و أنا حدود النار - فليأت الحصار 
 
و أنا أحاصركم 
 
أحاصركم 
 
و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار 
 
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق 
 
الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق 
 
يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين 
 
لا تتبادلان رسائلي 
 
قاوم 
 
إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق 
 
و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى 
 
و تتركني ضفاف النيل مبتعدا 
 
و أبحث عن حدود أصابعي 
 
فأرى العواصم كلها زبدا ... 
 
و أحمد يفرك الساعات في الخندق 
 
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق 
 
هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق 
 
المتمزّق الحالم 
 
و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة 
 
و هو اندلاع ظهيرة حاسم 
 
في يوم حريّه 
 
يا أيّها الولد المكرّس للندى 
 
قاوم ! 
 
يا أيّها البلد - المسدس في دمي 
 
قاوم ! 
 
الآن أكمل فيك أغنيتي 
 
و أذهب في حصارك 
 
و الآن أكمل فيك أسئلتي 
 
و أولد من غبارك 
 
فاذهب إلى قلبي تجد شعبي 
 
شعوبا في انفجارك 
 
... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه 
 
فانكسرت 
 
أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي 
 
و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي 
 
يا أحمد العربيّ ؟ 
 
لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء 
 
امتصّني جرس بعيد 
 
و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي 
 
يا أحمد العربيّ . 
 
لم أغسل دمي من خبز أعدائي 
 
و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق 
 
فرّت الطرق البعيدة و القريبة 
 
كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة 
 
فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار 
 
كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر 
 
آه من حلمي و من روما ! 
 
جميل أنت في المنفى 
 
قتيل أنت في روما 
 
و حيفا من هنا بدأت 
 
و أحمد سلم الكرمل 
 
و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل 
 
لا تسرقوه من السنونو 
 
لا تأخذوه من الندى 
 
كتبت مراثيها العيون 
 
و تركت قلبي للصدى 
 
لا تسرقوه من الأبد 
 
و تبعثروه على الصليب 
 
فهو الخريطة و الجسد 
 
و هو اشتعال العندليب 
 
لا تأخذوه من الحمام 
 
لا ترسلوه إلى الوظيفه 
 
لا ترسموا دمه و سام 
 
فهو البنفسج في قذيفه 
 
صاعدا نحو التئام الحلم 
 
تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى 
 
و تنفصل البلاد عن المكاتب 
 
و الخيول عن الحقائب 
 
للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح 
 
أعطى خطبة الليمون لليمون 
 
أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار 
 
و السمك المجفّف 
 
للحصى عرق و مرآه 
 
و للحطاب قلب يمامه 
 
أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن 
 
يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل 
 
الطري و تذهبين إلى البنفسج 
 
فاذكريني قبل أن أنسى يدي 
 
… و صاعدا نحو التئام الحلم 
 
تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك … 
 
يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ 
 
و يختفي المتفرجون على جراحك 
 
فاذكريني قبل أن أنسى يديّ ! 
 
و للفراشات اجتهادي 
 
و الصخور رسائلي في الأرض 
 
لا طروادة بيتي 
 
و لا مسّادة وقتي 
 
و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر 
 
من حصان ضاع في درب المطار 
 
و من هواء البحر أصعد 
 
من شظايا أدمنت جسدي 
 
و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل 
 
أصعد من صناديق الخضار 
 
و قوّة الأشياء أصعد 
 
أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة 
 
ينشدون : 
 
صامدون 
 
و صامدون 
 
و صامدون 
 
كان المخيّم جسم أحمد 
 
كانت دمشق جفون أحمد 
 
كان الحجاز ظلال أحمد 
 
صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين 
 
الأسيرة 
 
صار الحصار هجوم أحمد 
 
و البحر طلقته الأخيرة ! 
 
يا خضر كل الريح 
 
يا أسبوع سكّر ! 
 
يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى 
 
يا أحمد المولود من حجر و زعتر 
 
ستقول : لا 
 
ستقول : لا 
 
جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ 
 
كي يلغي العواصم 
 
و تقول : لا 
 
جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة 
 
و التردد .. و الملاحم 
 
نحو اقتحام المرحلة 
 
و تقول : لا 
 
و يدي تحيات الزهوز و قنبلة 
 
مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة 
 
و تقول : لا 
 
يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح 
 
و بالشموس المقبلة 
 
و تقول : لا 
 
يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج 
 
فوق المقصلة 
 
و تقول : لا 
 
و تقول : لا 
 
و تقول : لا 
 
و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين 
 
ونزور صمتك حين تطلبنا يداك 
 
و حين تشعلنا اليراعة 
 
مشت الخيول على العصافير الصغيرة 
 
فابتكرنا الياسمين 
 
ليغيب وجه الموت عن كلماتنا 
 
فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة 
 
لا وقت للمنفى و أغنيتي ... 
 
سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام 
 
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين 
 
واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك 
 
و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك 
 
لا وقت للمنفى ... 
 
و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز 
 
و التمني 
 
كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني 
 
ورمت معاطفها الحقول و جمعتني 
 
فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين 
 
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين 
 
يا أحمد اليوميّ  
 
يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء 
 
يا اسم البرتقاله 
 
يا أحمد العاديّ ! 
 
كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح 
 
بين البندقيّة و الغزاله ! 
 
لا وقت للمنفى و أغنيتي ... 
 
سنذهب في الحصار 
 
حتى نهايات العواصم 
 
فاذهب عميقا في دمي 
 
اذهب براعم 
 
و اذهب عميقا في دمي 
 
اذهب خواتم 
 
و اذهب عميقا في دمي 
 
اذهب سلالم 
 
يا أحمد العربيّ... قاوم ! 
 
لا وقت للمنفى و أغنيتي ... 
 
سنذهب في الحصار 
 
حتى رصيف الخبز و الأمواج 
 
تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم 
 
موت أمام الحلم 
 
أو حلم يموت على الشعار 
 
فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين 
 
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين 
 
... و له انحناءات الخريف 
 
له وصايا البرتقال 
 
له القصائد في النزيف 
 
له تجاعيد الجبال 
 
له الهتاف 
 
له الزفاف 
 
له المجلّات الملوّنه 
 
المراثي المطمئنة 
 
ملصقات الحائط 
 
العلم 
 
التقدّم 
 
فرقة الإنشاد 
 
مرسوم الحداد 
 
و كل شيء كل شيء كل شيء 
 
حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه 
 
يا أحمد المجهول ! 
 
كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت 
 
و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة 
 
يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات 
 
أشهر وجهك الشعبيّ فينا 
 
واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟ 
 
يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت 
 
و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم 
 
حنطة ويدين عاريتين 
 
وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته 
 
على الموتى إذا ماتوا 
 
و كي يرمي ملامحه 
 
على الأحياء ان عاشوا ! 
 
أخي أحمد ! 
 
و أنت العبد و المعبود و المعبد 
 
متى تشهد 
 
متى تشهد 
 
متى تشهد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire