لم تكد الهجمة بالتلميح ضد النهج الديمقراطي تتوقف عبر انتقادات مؤتمر الجمعية المغربية لحقوق الانسان الناجح بكل المقاييس حتى فتحت يوميات الصحافة الحزبية والمدعوة مستقلة صفحاتها لشن و توجيه سموم أقلامها المثخنة بعطاء المخزن أو المأجورة بمنطق المثل المغربي- كاري حنكو - بالتصريح هذه المرة ضد تنظيم النهج الديمقراطي . تباينت تلك المقالات في تاريخ نشرها على امتداد هذا الأسبوع و اختلفت الجرائد - الشروق- الاتحاد الاشتراكي -الرأي- الصباح - وتشابهت إن لم نقل اتفقت على الهدف المهني لها : التشهير بالنهج الديمقراطي و مواقفه .
يا سادتنا الصحفيين من صنف أقنان المخزن قد تنجزون التقارير المصورة عن دور الدعارة والشقق المفروشة و عن شجرة العائلات المخزنية و أنسابها وأصهارها وعن شبكات الاتجار في المخدرات و عن أصناف ما يشبه الأعمدة الثابتة / التافهة في كثير من الأحوال وعن شقوق الطرق السيارة واختناق قنوات الصرف الصحي والمجاري ضمن صفحات الشأن المحلي و كذا عن أصناف الجريمة . قد تكتبون أحيانا في ملاحق مملة مثقلة بالحشو عن قضايا الديمقراطية و الحريات و الحقوق و الدستور و الصحراء والتنمية والجهوية ولكن في حدود المساحات التي رسمت لكم بعناية كإشارات مرور تتخوفون من تجاوزها. قد تنشرون مواضيع للإثارة و تجتهدون في البحث عن الأقلام المبدعة و الحرة بشرط أن تكون على مقاساتكم. قد تفعلون الكثير مما نعلمه ومما لا نعلمه فالبعض منكم يستحق أن يأخذ صفة الصحفي متعدد المهام العابر للحدود بفعل أدواره التي تبتدئ من الكتابة الصحفية وتمتد إلى التقارير الاستخباراتية. كل ذلك ممكن لكن ارتداء عباءة الرجعية و الموالاة و التمرن على كتابة مقالات أو افتتاحيات أو أعمدة جوهرها التملق والاستجداء والتودد و إعلان حسن النية وصدق الوطنية أملا في نيل العطاء والجود أمر مفضوح ومن أراد صنع موقع له في دائرة المخزن ننصحه بتلقي الدروس على يد صحافيين اشتهرت أسماؤهم في العهد البائد زمن البصري فلن يكون النهج الديمقراطي قنطرة لهم و لا ممرا سهلا للعبور. إن كان النهج الديمقراطي تنظيما صغيرا في أفهامكم وفي منطقكم الكمي فالبلاهة أن تخصص الصحافة له صفحات وأعمدة تنطلق من الافتتاحيات إلى الصفحة الأخيرة . تنظيم صغير و مع ذلك تتضافر جهود جريدة الاتحاد الاشتراكي والرأي والصباح والمساء وغيرها لتسفيهه واحتقار دوره وتبخيس مواقفه والتشكيك في نضالية مناضليه. لو كان النهج الديمقراطي هو ما تصفونه به لما أزعجكم ولما انتبهتم لوجوده ولكن الأمر عكس ما تدعونه فالنهج الديمقراطي جدار مانع أمامكم لطي صفحة اليسار الجذري في هذا الوطن و سيظل يزعجكم بتذكيركم بخياناتكم التاريخية و اصطفافه جنب الطبقات الشعبية سيظل مقلقا لكم لأنكم تفظلون فتات الطبقات البرجوازية الطفيلية و إكراميات المخزن وهدايا شركات الاشهار . النهج الديمقراطي كبير بمواقفه الثابتة ولن يلتحق بجوقة الأحزاب التي ترضى عنها أقلامكم لينال المديح والثناء. بلغة من أراد أن ينجز تمرينا إنشائيا في عموده على الصباح نرد لكم القول :صحافة...والمخزن أعلم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire