dimanche 2 décembre 2012

عاجل و حصري المرشد عاكف يسب مصر


طظ في مصر وأبو مصر وإللي في مصر"

 عندما قال السيد مهدي عاكف (مرشد الأخوان المسلمين السابق) مقولته الشهيرة "طظ في مصر وأبو مصر وإللي في مصر" لم يعتذر وقتها عن تلك المقولة، كما أننا لم نستمع إلي أي من قادة الأخوان يعتذر عن تلك العبارة المهينة لمصر والمصريين، والسبب أنهم لم يعتذروا هو أن هذه العبارة تمثل حقيقة فلسفة الأخوان، لذلك كان من المنطقي أن يتبعها التصريح الآخر المهم عندما قال نفس المرشد (رضي الله عنه) أنه يفضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا على أن يحكمها مصري مسيحي، وبهذا تتضح فلسفة الأخوان كما قلت لأن إنتماء المواطن لديهم هو إنتماء ديني فقط فلا معنى للأوطان لأن هدفهم هو الأمة الإسلامية، لا وجود لوطن إسمه مصر (طظ في مصر) ولا وجود للمواطنة (طظ في إللي في مصر) و لا وجود لتاريخ مصر (طظ في أبو مصر)، والحمد لله فقد تم تأكيد موضوع (طظ في أبو مصر) بواسطة السيد الرئيس محمد مرسي عندما إختزل تاريخ مصر كله في تاريخ الأخوان عندما ذكر في خطاب له ما معناه أن تاريخ مصر قد بدأ في عشرينات القرن الماضي بعد تكوين جماعة الأخوان المسلمين. وسيبك بقى من مينا موحد القطرين ورمسيس العظيم وزوسر وأخناتون وأمنحتب وسيبك من تاريخ مصر الفرعوني والأغريقي والروماني وسيبك من الإسكندرية التى كانت يوما ما عاصمة العالم الثقافية والحضارية، وطبعا سيبك من تاريخ مصر القبطي وسيبك أيضا من تاريخ الدولة الفاطمية والدولة الأيوبية الإسلامية وسيبك من محمد على وعائلته والخديو إسماعيل وسيبك من الأزهر وتاريخه الطويل، وسيبك من كفاح مصر ضد الغزاة والمستعمرين وسيبك من مصطفى كامل وأحمد عرابي وسعد زغلول ومصطفى النحاس وعبد الناصر والسادات، كل هذا التاريخ قد مسح بأستيكة كبيرة جدا بحجم خريطة مصرولم يبق لنا سوى تاريخ الأخوان، وطبعا لم ينس الرئيس مرسي مهاجمة حقبة عبد الناصر في الستينييات عندما قال قولته المشهورة أيضا: "الستينييات وما أدراك ما الستينييات" وبذلك هاج عليه الناصريون الذين ساندوه في الإنتخابات نكاية في منافسه!

 ولست أدري إن كان الأخوان يدركون خطورة العنصرية الدينية أم لا؟ لأنهم بإلغاء المواطنة وإقتصار مفهوم المواطنة لديهم على الديانة يلغون أتوماتيكا مواطنة أكثر من 8 مليون مصري مسيحي يعيشون على أرض مصر من آلاف السنين و بذلك يتم دفع بعض المتطرفون منهم بالمطالبة بأن يكون لهم وطن مسيحي، ما هو ما فيش حد أحسن من حد إذا أصبح لمصر وطن مسلم فما المانع أن يكون هناك لمصر وطن آخر مسيحي؟؟ مثلما حدث في السودان التي تقسمت إلي شمال مسلم وجنوب مسيحي، وأيضا فإننا بهذا نوافق ضمنيا على يهودية دولة إسرائيل، ويمكن عمل ثلاث دول في فلسطين واحدة يهودية وواحدة مسيحية وواحدة مسلمة، ويتم التقسيم إلي ما لانهاية فما المانع من تقسيم العراق إلي ثلاث دول مسلمة (شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال) ومش بعيد بتطبيق هذا المفهوم أن يتم طرد سكان أوروبا المسلمين وإعادتهم إلي بلادهم المسلمة وفي المقابل تعلن بعض دول أوروبا أنها على إستعداد لتلقي طلبات اللجوء السياسي للمسيحيين العرب، (يعني نعمل بدل خدوا المسلمين بتوعكوا وأعطونا المسيحيين بتوعنا)!!

 وممكن بتوسيع هذا المفهوم إلي طرد المسلمين الهنود والذي يزيد عددهم عن مائة مليون من الهند إلي باكستان وبنجلاديش وهكذا حتى يتحقق مفهوم الأمة الإسلامية بإعتبارها خير أمة أخرجت للناس، واليهود أيضا يعتقدون أنهم شعب الله المختار كما سبق أن آمن هتلر ومعه آلاف النازيين وملايين الألمان أن الجنس الآري هو أفضل الأجناس على الأرض لذا يجب التخلص من الآخرين، والذين لا يقرأون ولا يفهمون لا يدركون أن تلك العنصرية سواء كانت عنصرية دينية أم عنصرية إثنية إنما هي عنصرية ضد التاريخ الإنساني وضد الإسلام نفسه ومصير تلك العنصرية إلي الفناء مهما علت.
 ...
 وياريت الأمر توقف عند العنصرية الدينية ولكننا جميعا فوجئنا بلدكتور عصام العريان النائب الأول لرئيس حزب الحرية والعدلة ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المنحل وواحد من أكثر الأخوان إعتدالا، يصرح تصريحا غريبا يصف النوبيين بأنهم "غزاة مثل الهكسوس، وليسوا مصريين"!! 

 الأمر الذي أثار ثائرة النوبيين مما حدا بالرئيس محمد مرسي بالإعتذار قائلا: "نحن نعتذر عن ما بدر من أحد قيادات الأخوان في حق (الجالية) النوبية وهم أشقاء أعزاء علينا" وأهو الرئيس مرسي "جه يكحلها عماها" ولكني أحب أن أطمئن أصدقائي النوبيين بأننا كلنا في "الهوا سوا" فإذا لم تكن من الأخوان فأنت "جالية"!!
 …
 ولم يكتف المتأسلمون بذلك فقد تجرأ أحد قادتهم السيد عبد المنعم الشحات عندما قال عن الحضارة المصرية القديمة بأنها حضارة عفنة!! وبالطبع هاجم نجيب محفوظ (أحد الرموز الثقافية والحضارية لمصر) أيضا واصفا بأنه عار على مصر وبأن "أدبه يشجع على الرذيلة وأنه يدور في بيوت دعارة ومع الحشاشين"!!
 ...
 والأخوان والسلفيون يؤمنون بنفس الفلسفة وهي فلسفة لا تؤمن إلا بما يؤمنون به فقط ويستبعدون الآخر بل ويكفرونه ويقتلونه إن لزم الأمر، ويعتبرون أنفسهم بأنهم هم الفرقة الناجية من النار وكلنا سنذهب للنار حدف، وهي فلسفة عنصرية لا علاقة لها بالدين ولا تفرقها كثيرا عن فلسفة النازية والفلسفة الشيوعية وغيرها من الفلسفات العنصرية، وسوف يكون مصيرها النار في الدنيا قبل الآخرة مهما طال الزمن!!
RMK

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire