النيوليبرالي المتأسلم .. لا يحب الأشجار
رجب أردوغان الذي أرسل عشرات آلاف الإرهابيين وآكلي لحوم البشر والسلاح والسيارات المفخخة ولصوص المصانع والآثار إلى سوريا، يعتبر أن سبعة متظاهرين سلميين أجانب في مظاهرات اسطنبول، يشكّلون ” مؤامرة ” على نظامه! فماذا يقول الرئيس بشار الأسد؟
السلطان النيوليبرالي الكمبرادوري، أردوغان، لم يترك مؤسسة في القطاع العام إلا وباعها للرأسمال الأجنبي، والآن جاء الوقت لبيع الموجودات العقارية، ومنها حديقة غازي التاريخية في قلب اسطنبول، المتنفس الوحيد للفقراء والشباب، قرر تقديمها لمستثمرين أجانب لإنشاء “مول” كبير فيها، ولأن الوسيط السمسار في هذه الصفقة،هو نجل أردوغان، فقد تسارعت خطط إنشاء المول، وتم البدء بقطع أشجار الحديقة.
آلاف الشباب الرافضين للكمبرادورية والخضر أصدقاء الأشجار والعصافير، ذهبوا إلى الحديقة للدفاع عنها، والحيلولة دون حدوث مجزرة ضد البيئة ونمط حياة السكان؛ لم ينادوا بإسقاط النظام، ولم يتقدموا بأي مطلب سياسي، ولم يحملوا سلاحا سوى قلوبهم البيضاء، فماذا كان رد فعل شرطة أردوغان : ثلاثة قتلى و حوالي خمسة آلاف جريح، 47 منهم في حالة خطيرة، وآلاف المعتقلين! ومع ذلك يريد أردوغان أن يعلم سوريا والعرب، الديموقراطية! أردوغان المصرّ على الصفقة، مستعد لحرق الأخضر واليابس من أجل حفنة دولارات لنجله المبجّل!
لا يوجد دولة تبز تركيا الإخوانية في عدد الصحافيين المعتقلين لديها، ولا في سيطرة الحزب الحاكم على وسائلها الإعلامية. لقد حوّل حزب العدالة والتنمية، تركيا، إلى سجن كبير وإلى جمهورية الخوف والصمت، وحوّل ثروات ذلك البلد الغني إلى مُلكية للبنوك وبيوت الاستثمار الأجنبية، ووضع الدولة كلها في خدمة لصوص الإمبريالية، مغرقا الخزينة العامة ب مديونية عامة خيالية.
تركيا على شفا انهيار اقتصادي سوف يكشف الكذبة الكبيرة للنموذج التركي، بعدما كشفت احداث ميدان تقسيم، الكذبة الكبيرة للديموقراطية الإخوانية الجوفاء.
ماذا لو حمل المعارضون لأردوغان السلاح، وتعاونوا مع دول وجهات إقليمية وعالمية للاستيلاء على السلطة بالقوة؟ ماذا كان يفعل بهم ؟ أنصار أردوغان هددوا، أثناء استقباله في المطار، ب” سحق المتظاهرين”. وهكذا، فإن الحزب الحاكم مستعد لشن الحرب الأهلية على أكثر من نصف الأتراك، وشق البلد قسمين، والذهاب إلى القتال، لكي يرتفع المول الأجنبي محلّ الأشجار!
مسيرة أردوغان انطلت على عدد كبير من الناس في تركيا والعالم العربي؛ افتعل خصومة مسرحية مع إسرائيل، لكن التحالف بين أنقرة وتل أبيب، في كل المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية والسياحية الخ، لم يهتز لحظة واحدة، وسرعان ما اتضح أن تركيا الأردوغانية هي طرف الكمّاشة الإسرائيلية على عنق سوريا.
أين هو الإسلام السياسي الأردوغاني المعتدل؟ لقد تبين أنه حليف أساسي للتكفيريين الإرهابيين. وفي حمأة الحرب التي شنها أردوغان على البلد الحبيب، عبّأ تركيا بأولئك الذين سيذوق الأتراك على أيديهم كؤوس العذاب.
لدى اتحاد الغرف الصناعية السورية، قائمة موثقة بالمنهوبات الصناعية والتراثية التي وظّف أردوغان، مليشياته الإرهابية لسرقتها من حلب. لكن الأخطر أن أردوغان يخطط لسرقة حلب نفسها، ليكمل ما بدأه أتاتورك من سرقة للأراضي السورية في الأسكندرون.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire