كان محيط «معهد العلوم الاجتماعية» في منطقة ساقية الجنزير في بيروت، محطة يومية للقاء الأصدقاء الثلاثة: حسن حمدان (مهدي عامل)، الوزير السابق شربل نحاس والباحث كمال حمدان، في منتصف الثمانينيات. ينهي الأوّل عمله في «معهد العلوم الاجتماعية»، ويخرج الثاني من «مؤسسة البحوث والاستشارات»، والثالث من منزله الذي كان كائناً في الروشة آنذاك... ويلتقون. لقاءات شبه يومية كانت تعقد بين الثلاثي، على بعد أمتار من أحد خطوط التماس التي تفصل بين عناصر ميليشيات لبنانية، يتناقشون خلالها في الأزمة اللبنانية، مشاكل النظام والطائفية، ويومياتهم المجبولة بالخوف في حرب أدمت اللبنانيين.
قبلها بسنوات، وتحديداً خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان، كان مهدي عامل، مع مجموعة من الأصدقاء، يعملون على حماية المقاومين الذين تصدّوا لدخول الاسرائيليين إلى بيروت قبل الإعلان عن انطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمّول) في 16 أيلول (سبتمبر) 1982. يتذكر كمال حمدان ما بات يعرف بـ«معركة المتحف التي استمرت قرابة ست ساعات تصدّت خلالها مجموعة صغيرة من الشبان للدبابات الاسرائيلية». حفظ حمدان عبارة قالها مهدي عامل يومها: « لسنا نحن المحاصرين، اسرائيل هي المحاصرة».
هذا الوجه المتفائل من مهدي عامل، يريد أصدقاؤه استثماره في ذكرى اغتياله السادسة والعشرين التي حلّت قبل أيام. يلتقي غداً، كل من حمدان ونحاس، وعضو هيئة التنسيق النقابية حنا غريب، ليتابعوا النقاش الذي توقف عن فرص التغيير الديموقراطي في لبنان وشروطه وأدواته. العنوان اقترحه «مركز مهدي عامل الثقافي»، صاحب الدعوة، ليفتح نقاشاً عن مصير هذا الوطن الصغير وسبل خلاصه من الطائفية التي تنهشه. وسيحاول المحاضرون في الندوة الإجابة عن ثلاثة أسئلة: كيف نعيد صياغة وظيفة الدولة في إطار عملية التغيير؟ (شربل نحاس)، كيف نحدد ونوسّع مروحة قوى التغيير؟ (حنا غريب) وكيف نواجه إشكالية التكوين الاجتماعي ــ الطائفي في لبنان؟ (كمال حمدان).
هي محاولة، ربما، لإعادة الاعتبار إلى التفكير النظري في القضايا الأساسية يقول نحاس لـ«الأخبار»، آسفاً لأنّ «العدة المفهومية المتوافرة بين أيدينا اليوم للتعامل مع التطورات الحاصلة اليوم هي أقلّ بكثير من الحد الأدنى المطلوب». لكن المحاولة تبقى مطلوبة «وقد تكون ندوة الغد مناسبة لهزّ الطمأنينات الصغيرة التي كوّنها الكثيرون حول أنفسهم على قاعدة: نحن جيّدون والآخرون هم السيئون» يقول نحاس.
قبلها بسنوات، وتحديداً خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان، كان مهدي عامل، مع مجموعة من الأصدقاء، يعملون على حماية المقاومين الذين تصدّوا لدخول الاسرائيليين إلى بيروت قبل الإعلان عن انطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمّول) في 16 أيلول (سبتمبر) 1982. يتذكر كمال حمدان ما بات يعرف بـ«معركة المتحف التي استمرت قرابة ست ساعات تصدّت خلالها مجموعة صغيرة من الشبان للدبابات الاسرائيلية». حفظ حمدان عبارة قالها مهدي عامل يومها: « لسنا نحن المحاصرين، اسرائيل هي المحاصرة».
هذا الوجه المتفائل من مهدي عامل، يريد أصدقاؤه استثماره في ذكرى اغتياله السادسة والعشرين التي حلّت قبل أيام. يلتقي غداً، كل من حمدان ونحاس، وعضو هيئة التنسيق النقابية حنا غريب، ليتابعوا النقاش الذي توقف عن فرص التغيير الديموقراطي في لبنان وشروطه وأدواته. العنوان اقترحه «مركز مهدي عامل الثقافي»، صاحب الدعوة، ليفتح نقاشاً عن مصير هذا الوطن الصغير وسبل خلاصه من الطائفية التي تنهشه. وسيحاول المحاضرون في الندوة الإجابة عن ثلاثة أسئلة: كيف نعيد صياغة وظيفة الدولة في إطار عملية التغيير؟ (شربل نحاس)، كيف نحدد ونوسّع مروحة قوى التغيير؟ (حنا غريب) وكيف نواجه إشكالية التكوين الاجتماعي ــ الطائفي في لبنان؟ (كمال حمدان).
هي محاولة، ربما، لإعادة الاعتبار إلى التفكير النظري في القضايا الأساسية يقول نحاس لـ«الأخبار»، آسفاً لأنّ «العدة المفهومية المتوافرة بين أيدينا اليوم للتعامل مع التطورات الحاصلة اليوم هي أقلّ بكثير من الحد الأدنى المطلوب». لكن المحاولة تبقى مطلوبة «وقد تكون ندوة الغد مناسبة لهزّ الطمأنينات الصغيرة التي كوّنها الكثيرون حول أنفسهم على قاعدة: نحن جيّدون والآخرون هم السيئون» يقول نحاس.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire