ليلة للوطن
سأحكي لك
عن العاصفة يا ظل القمر
سأحكي لك
عن زغردة الطائر فوق النهر الذائب
عن عجرفة الهواي و سقوط الجاني
عن القيام و عشق النورس
عن السادة و الكراسي
الظلام
الظلام وقطرات السحاب
امتزجوا بأبدية الصحراء
فتحرك الموكب
لنقل شروق الشمس و دفن غروها
لزج الصاحي و دحض المنادي
من أجل لم الماضي و مر الآني
فعصفت الرياح
بالأوراق و الألحان و الزغاريد
فعلا صوت المئذنة
بجنون الحاكمين و حكمة الجلاد
فإلى أين تقضي أصوات المآذن؟
يوم يعقد المسكين نادم على رسم الأفق
ناس سم السمر و صوت السامي
يحصي الأصوات و الأرقام
يضرب الباقي بالماضي
ضربة هنا، همسة هناك
ضجة وردة فصولجان
و يمضي
و يمضي فوق ضفاف العمر
في حساب الارقام و ترتيب الاعمار
و السادة أوفياء لمآذنهم يوم يجيدون بعثرة القصائد
لحظة عناقها
هي ذي الحكاية كما تناقلتها آخر الأصوات فينا
عن أرض الندى و المدى
في لحظة سقوط الحصن
يوم ساد الضجيج في القلعة
يوم عجزوا عن صقل الحروف في منبر الخرفان
حينما ر سموا الوطن حديقة منها تقطف الزهور اليانعة
حينما ر سموا الوطن صحناً إليه تتسابق الأيدي
حينما ر سموا الوطن بطاقة تباع
صرنا غنيمة مملكة السمك
صرنا حرفاً
صرنا رقماً
صرنا حائطاً
عليه تكتب الأشعار و عليه تعلق الصور
فتبعثرت المجاري في جسد
تأكله الغيوم و الرؤى عنه تلبدت
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire