lundi 31 janvier 2011
dimanche 30 janvier 2011
صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر
صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر
صباح الخير علي الورد اللي فتح في جناين مصر
صباح العندليب يشدي بألحان السبوع يا مصر
صباح الدايه واللفه..... ورش الملح في الزفه
صباح يطلع بأعلامنا من القلعه لباب النصر
سلامتك يامه يا مهره يا حباله
يا ولاده
يا ست الكل يا طاهره
سلامتك من آلام الحيض
من الحرمان
من القهره
سلامة نهدك المرضع
سلامة بطنك الخضرا
هناكي وفرحة الوالدة
تضمي الولد يا والده
يصونهم لك ويحميهم
يكترهم...... يخليهم
يجمع شملهم بيكي
يتمم فرحتك بيهم
صباح الخير علي ولادك
صباح الياسمين والفل
تعيشي ويفنوا حسادك
ويسقوهم كاسات الذل
وبلغ يا سمير غطاس
يا ضيف المعتقل سنوي
بصوتك دا اللي كله نحاس
صباح الخير على الثانوي
وأهلا بيكو في القلعه
وباللي في الطريق جايين
ما دامت مصر ولاده
وفيها الطلق والعاده
حتفضل شمسها طالعه
برغم القلعه والزنازين
صباح الخير علي الورد اللي فتح في جناين مصر
صباح العندليب يشدي بألحان السبوع يا مصر
صباح الدايه واللفه..... ورش الملح في الزفه
صباح يطلع بأعلامنا من القلعه لباب النصر
سلامتك يامه يا مهره يا حباله
يا ولاده
يا ست الكل يا طاهره
سلامتك من آلام الحيض
من الحرمان
من القهره
سلامة نهدك المرضع
سلامة بطنك الخضرا
هناكي وفرحة الوالدة
تضمي الولد يا والده
يصونهم لك ويحميهم
يكترهم...... يخليهم
يجمع شملهم بيكي
يتمم فرحتك بيهم
صباح الخير علي ولادك
صباح الياسمين والفل
تعيشي ويفنوا حسادك
ويسقوهم كاسات الذل
وبلغ يا سمير غطاس
يا ضيف المعتقل سنوي
بصوتك دا اللي كله نحاس
صباح الخير على الثانوي
وأهلا بيكو في القلعه
وباللي في الطريق جايين
ما دامت مصر ولاده
وفيها الطلق والعاده
حتفضل شمسها طالعه
برغم القلعه والزنازين
vendredi 28 janvier 2011
ورقة حول الدستور
يعتبر النهج الديمقراطي المسألة الدستورية إحدى المداخل الأساسية للتغيير الديمقراطي الجدري، كما يعتبر النضال من أجل تغيير الدستور إحدى المهام الأساسية على طريق نزع الطابع المخزني عن الدولة.
والمطروح حاليا ليس هو بلورة دستور متكامل، أو تقديم بعض التعديلات على فصول الدستور الحالي، وإنما التقدم بمطالب دستورية جوهرية تمس جوهر النظام السياسي المغربي، لإقرار نظام دستوري برلماني، ونزع الطابع المخزني عن الدولة، ويمكن فيما بعد التعامل مع المتغيرات في إطار تحالف ديمقراطي أوسع من تجمع اليسار، كالحركة من أجل المطالبة بدستور ديمقراطي مثلا.
وفي ما يلي أهم المداخل لدستور ديمقراطي :
أولا من حيث الشكل :
1 – تجاوز طابع المنح في الدساتير الحالية، واعتبار الدستور تجسيدا لإرادة الشعب باعتباره صاحب السيادة ومصدر كل السلط.
2 – وبالتالي ضرورة وضعه من طرف مجلس تأسيسي منتخب بشكل ديمقراطي ونزيه، أو من طرف أية هيئة مماثلة.
3 – عرضه على استفتاء شعبي وديمقراطي نزيه.
ثانيا : من حيث المضمون :
1 – التصدير :
- التنصيص ضمن ديباجة الدستور على الحقوق الأساسية وعلى رأسها الحق في الحياة، وفي السلامة البدنية وعلى الحقوق الأساسية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى رأسها الحق في الشغل وفي الصحة والتعليم والسكن، وعلى الحريات الأساسية : حرية الرأي والتعبير والتنظيم والتجمع والتظاهر.
- التنصيص على سمو الاتفاقيات الدولية التي يوقعها المغرب على القوانين الداخلية.
- التنصيص على أن الشعب صاحب السيادة ومصدر كل السلط يباشرها عبر المؤسسات الدستورية.
- التنصيص على المساواة بين المرأة والرجل في جميع المستويات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية مع ضمان حقوقها الخاصة كامرأة وكأم. - دسترة الأمازيغية : التنصيص على أن الأمازيغية مكون من المكونات الأساسية لهوية الشعب المغربي باعتباره شعب عربي أمازيغي مسلم ذو بعد إفريقي.
- التنصيص على أن الأمازيغية لغة وثقافة وطنية واعتبار الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.
- منح الجهات ذات الخصوصية أقصى حد ممكن من التسيير الذاتي.
- حذف الفصل 19.
- التنصيص على أن الدولة المغربية علمانية تضمن حرية العقيدة.
2 – السلطة التشريعية :
- التنصيص على أن السلطة التشريعية يمارسها البرلمان. - توسيع مجال التشريع ليشمل التصديق على كل الاتفاقيات الدولية والعفو العام.
- توسيع مجال مراقبة البرلمان للحكومة عبر تأسيس اللجان الدائمة للمراقبة، وتوسيع مراقبة البرلمان لتشمل بنك المغرب والصناديق المالية.
- ضمان حق الأقلية في البرلمان بتقليص النصاب للتقدم بملتمس الرقابة.
3 – السلطة التنفيذية :
- التنصيص على أن الحكومة تباشر السلطة التنفيذية : فهي تحدد وتدير سياسة البلاد والإدارة رهن تصرفها.
- التنصيص على أن الوزير الأول يرأس المجلس الوزاري.
- التنصيص على الوزير أن الأول يعين في المناصب السامية باقتراح من الوزراء المعنيين.
4 – السلطة القضائية :
- رفع القضاء إلى مستوى سلطة دستورية.
- التنصيص على أن وزير العدل يترأس المجلس الأعلى للقضاء.
jeudi 27 janvier 2011
سعيدة نساء العالمين
//فصيل طلبة اليسار التقدمي// بــيـــان
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
فصيل طلبة اليسار التقدمي
بــيـــان
" إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و عقد المؤتمر الاستثنائي سبيلنا للنهوض بالأوضاع المادية و المعنوية للطلبة و للجامعة المغربية"
على اثر الأوضاع الخانقة التي ما فتئ يعيشها قطاع التعليم عموما،و الجامعة المغربية على وجه التحديد وما تعرفه الحركة الطلابية من تطورات في سياق أزمتها الذاتية و الموضوعية و محاولات تجاوزها، تضافرت جهود مناضلات و مناضلين راكموا تجارب مختلفة ، فاكتملت قناعاتهم من أجل تحمل المسؤولية و تأسيس فصيل " طلبة اليسار التقدمي" في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. يحمل شعار" إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و عقد المؤتمر الاستثنائي سبيلنا للنهوض بالأوضاع المادية و المعنوية للطلبة و للجامعة المغربية" وهو فصيل يعتبر نفسه كشكل من أشكال الاستمرارية للخط الكفاحي للجبهة الموحدة للطلبة التقدميين وتجربة الطلبة القاعديين. ينهل من رصيدهما النضالي، دون أن يدعي أبدا أنه بديلا لهما. انه امتداد سياسي و تنظيمي للنهج الديمقراطي، يناضل وحدويا إلى جانب الفصائل التقدمية في الحركة الطلابية من غير إقصاء أو تهميش. معلنا عن تشكله تزامنا مع ذكرى" 24يناير1973" لما لهذه الذكرى من دلالات سياسية و نضالية في التاريخ المشرق لنضال الحركة الطلابية و جماهير شعبنا المكافح، من أجل التحرر و الديمقراطية و الاشتراكية.
إن اختيارنا المسؤول، الواعي و المنظم لهده المبادرة يأتي ضمن احتدام تناقضات الصراع الطبقي و في سياقات دولية و جهوية و وطنية تتميز عموما بما يلي:
على المستوى الدولي و الجهوي:
تستمر وحشية النظام الرأسمالي العالمي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في اللجوء إلى نشر الحروب بين شعوب العالم و إنشاء قواعد عسكرية و التدخل في مصائر الشعوب، بل و تدبير المؤامرات الانقلابية و النزعات العنصرية و الطائفية العرقية و الدينية و فرض الحصار و السطو على الثروات الطبيعية لاستنزاف المواد الأولية لشعوب العالم، حتى تضمن تأبيد سيطرتها و هيمنتها والحفاظ على موقعها الاستراتيجي عالميا.
و في إطار أزمتها البنيوية، تعيش الرأسمالية حلقات أخرى من أزمات تجعلها تصعد من النهب جريا وراء الربح السريع و تصريف أزمتها على كاهل الطبقة العاملة و شعوب العالم.تنعكس هذه الأزمة أساسا على الواقع المتردي لنساء و شباب العالم،حيث سياسات التقشف في ميزانيات التعليم و الرفع من سن التقاعد و ما آلت إليه نسب البطالة من ارتفاع وسط الشباب في بلدان المركز(البلدان المتقدمة) إذ بلغت 3،5 مليون عاطلا جديدا، و في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ 18،2/° بينما مست البطالة 21،1/° من شباب أوربا. إنها مؤشرات تقترب من تحطيم الرقم القياسي في الخمسة وعشرين سنة الأخيرة. و هو ما ألهب نضالات شبيبية في كل من فرنسا، ايطاليا ، اليونان، انجلترا و في العديد من البلدان الرافضة لعولمة الفقر و البطالة و السياسات النيوليبرالية.أما في بلدان الأنظمة الرأسمالية التابعة، فالأزمة تنعكس أكثر خطورة رغم محاولات التستر عنها بإحصائيات فاقدة أصلا للمصداقية.
و في مقابل ذلك، تزداد مقاومة الشعوب للنزعات الاستعمارية و الهيمنية للامبريالية العالمية، بعد انقشاع بريق شعاراتها و وعودها الخادعة. كما يؤكد الواقع من جديد راهنية و مستقبل الفكر الماركسي، باعتباره الأكثر قدرة على تحليل قوانين و تناقضات الرأسمالية و توفير أدوات نقدها و تجاوزها فكرا و ممارسة. و لنا في مقاومات الشعوب و انتصارات قوى اليسار في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية أحسن الدروس و بشائر الأمل في الصمود والنضال.
أما جهويا، في المنطقة المغاربية و العربية ، تعمق الأنظمة الاستبدادية الحاكمة من خضوعها و خنوعها للإمبريالية العالمية و تتسارع خطى الأنظمة الرجعية العربية و الإسلامية في هرولتها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الجزء العضوي للامبريالية في المنطقة الذي ينفي حق الشعب الفلسطيني في الوجود و تقرير المصير.بينما يتصاعد نضال و إصرار الشعوب و ضمنها الشباب على مواجهة السياسات الطبقية للأنظمة الاستبدادية وما تخلفه من كوارث و خاصة في ميدان التعليم و البطالة و قمع الحريات. فهو نضال واعد بالتغيير خاصة في تونس و المغرب و الجزائر و ببناء مغرب الشعوب، المغرب الكبير،الذي تشكل قضية الصحراء إحدى المعيقات المفتعلة لتأخير و عرقلة قيامه.
على المستوى الوطني:
إن استمرار النظام المخزني في تعميق تبعيته للامبريالية العالمية و مؤسساتها( صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، منظمة التجارة العالمية...)، خدمة لمصالح الكتلة الطبقية السائدة، يزيد من تعميق الأزمة سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا. خاصة مع استدراج و جر جل الأحزاب المتوافقة معه إلى مستنقع خدمة السياسات اللاشعبية، اللاديمقراطية و اللاوطنية. و يبقى التعليم أهم القطاعات الحيوية التي بلغت حدود أزمة لا تطاق. حيث هجوم النظام المخزني على ما تبقى من المكتسبات و ضرب الحق في التعليم و تحويله إلى سلعة لخدمة الرأسمال العالمي بفرض إصلاحات تخريبية( الميثاق الوطني للتربية و التكوين، البرنامج الاستعجالي...) لتسريع وثيرة الخوصصة و استعجال ضرب الخدمات العمومية للتلاميذ و الطلبة و عموم الجماهير الشعبية.إن هده السياسات الطبقية للنظام الاستبدادي المسؤول عن تردي الأوضاع سياسيا، اجتماعيا و اقتصاديا، ساهمت في تراجع المنظومة التعليمية بشكل عام و ضرب الجامعة المغربية و تضييق الخناق عن الحركة الطلابية بشكل خاص.
بناء على كل ما تقدم، و من موقع مسؤولياتنا، نحن " طلبة اليسار التقدمي"، إذ نحيي صمود و نضال الحركة الطلابية و نضالات الطبقة العاملة و الحركات الاحتجاجية للمعطلين و تنسيقيات محاربة الغلاء و كافة النضالات الجماهيرية الشعبية، فإننا نعلن للرأي العام ما يلي:
- مساندتنا لنضال كافة قوى التحرر و الديمقراطية و الاشتراكية في العالم، و نضالنا من أجل بناء جبهة عالمية لمناهضة الامبريالية تكون تحت قيادة القوى الثورية المنحازة للطبقة العاملة و المناهضة للرأسمالية.
- دعمنا الدائم لنضال الشعب الفلسطيني و للقضية الفلسطينية كقضية وطنية ضد ثالوث الامبريالية و الرجعية و الصهيونية، من أجل بناء الدولة الديمقراطية الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني و إطلاق سراح الأسرى و عودة جميع اللاجئين.
- تحياتنا و تهانينا لنضال الشعب التونسي و شبابه في ثورته ضد النظام الديكتاتوري و مطالبتنا باحترام حقه في تقرير المصير و بناء جمهورية تونس الديمقراطية.
- مطالبتنا و نضالنا من اجل حل سلمي لقضية الصحراء على أساس الشرعية الدولية التي تستند إلى مبدأ تقرير المصير و المفاوضات المباشرة تفاديا للحروب في المنطقة و وضع أسس بناء مغرب الشعوب كضرورة تاريخية.
- نضالنا المستمر من أجل نظام ديمقراطي تكون فيه السلطة للشعب، يقطع مع الاستبداد و الحكم الفردي المطلق وفق دستور ديمقراطي وعلماني يحترم حقوق الإنسان و المساواة بين الرجل و المرأة في جميع المجالات. و يقر بالامازيغية كمكون من مكونات الهوية الوطنية و ثقافة و لغة وطنية رسمية إلى جانب العربية.
- إدانتنا لكل المخططات الطبقية الرامية إلى استغلال الطبقة العاملة و ضرب حقها في العمل النقابي بسن قوانين رجعية و قمع الحريات و نضالات الجماهير الشعبية من أجل الحق في التعليم و الشغل، الصحة و السكن، الأرض و الماء و العيش الكريم.
- مساندتنا لنضال مجموعات المعطلين، و الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب من أجل الحق في الشغل و التنظيم. و مطالبتنا بالاعتراف القانوني بالجمعية الوطنية و إبطال كل المحاكمات الصورية والكف من الحملات القمعية التي تطال فروعها.
- إدانتنا لكل المحاكمات الصورية التي طالت مناضلي الحركة الطلابية و مطالبتنا بإطلاق سراحهم فورا، و إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين واحترام الحق في الرأي و التعبير و الإعلام.
- نضالنا و مطالبتنا بسحب كل المخططات التخريبية من الجامعة و سحب المذكرة الوزارية الثلاثية السيئة الذكر( للوزير الأول، وزير الداخلية و وزير التعليم العالي)و ضد ما يسمى بالميثاق الوطني للتربية و التكوين و البرنامج الاسعجالي.
- نضالنا من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علماني، جيد و موحد. و من أجل تدريس الأمازيغية كثقافة و لغة وطنية و رسمية إلى جانب العربية و تمكينها من وسائل البحث و المعاهد العليا لتجاوز التهميش و التأخير المفروض عليهما قسرا.
- انخراطنا بجانب المكونات التقدمية للحركة الطلابية للمساهمة في صياغة الملفات المطلبية للجماهير الطلابية والنضال من اجل تحقيق المطالب والدود عن المكتسبات.
- إدانتنا للعنف بين الطلبة و وسط الحركة الطلابية، أيا كان مصدره، و دعوتنا الصادقة لتغليب التناقض الأساسي على الاختلافات الثانوية و الانتصار للقضايا العادلة و المطالب المشروعة لجميع الطلبة.
- دعوتنا كافة الفصائل التقدمية إلى النضال من أجل إعادة بناء أ و ط م كنقابة جماهيرية- تقدمية – ديمقراطية و مستقلة.
و ربط نضاله بالنضال الجماهيري الشعبي العام، تجسيدا لشعار: لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة.
- نهيب بكافة التنظيمات السياسية و النقابية و الحقوقية الشبيبة و النسائية الديمقراطية لدعم نضالات الحركة الطلابية من أجل كل المطالب العادلة و المشروعة و رفع التهميش و اليأس و الإقصاء عن الطلبة و الجامعة المغربية.
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
المجد و الخلود لشهداء الحركة الطلابية و كافة شهداء الشعب المغربي
"طلبة اليسار التقدمي"
mercredi 26 janvier 2011
mardi 25 janvier 2011
lundi 24 janvier 2011
مدن الملح" الممنوعة سعودياً مُحتفى بها عالمياً سمير جريس
قصدتُ بـ"مدن الملح" المدنَ التي نشأت في برهة من الزمن بشكل غير طبيعي واستثنائي، بمعنى أنها لم تظهر نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها، وإنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة. هذه الثروة (النفط) أدت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنفجر، أن تنتهي، بمجرد أن يلمسها شيء حاد": هكذا أوضح الروائي الراحل عبد الرحمن منيف (1933 – 2004) ما يقصده من عنوان خماسيته الشهيرة "مدن الملح".
حققت "مدن الملح" نجاحاً كبيراً عربياً وعالمياً، غير أنها صنفت كاتبها باعتباره معارضاً للحكم السعودي الذي منع رواياته طويلاً من دخول المملكة إلى أن سمح بها في السنوات الأخيرة حسبما يتردد. وترجمت "مدن الملح" إلى لغات عديدة. وقد صدرت مؤخراً في ألمانيا ترجمة الجزء الثالث "تقاسيم الليل والنهار"، ونهضت بترجمة الأجزاء الثلاثة المترجمة الألمانية لاريسا بندر بالاشتراك مع السورية ماجدة بركات. غير أن الترجمة الألمانية تتوقف بصدور الجزء الثالث - لماذا؟
على هذا السؤال تجيب لاريسا بندر في حوارها مع دويتشه فيله، بأن دار النشر الألمانية فكرت في البداية في ترجمة الجزء الأول فحسب من الخماسية. ولكن بعد نجاح ترجمة "التيه" التي صدرت عام 2004، قررت دار "ديدريشس" مواصلة المشروع، فتُرجم الجزء الثاني ثم الثالث. ولأن الترجمة الانكليزية تتحدث عن "ثلاثية" عبد الرحمن منيف، وليس عن "خماسية"، فقد اعتقدت دار النشر أن الرواية من ثلاثة أجزاء فحسب. وتضيف المترجمة: "ورغم أني تكلمت معهم كثيراً بهذا الشأن فقد قررت الدار التوقف عند الجزء الثالث. وأعتقد أن تسويق الرواية كثلاثية أسهل من تسويق خمسة أجزاء."
الاعتبارات التسويقية كانت إذن سبب توقف الترجمة الألمانية مع الجزء الثالث، كما أن ضخامة الرواية والإسهاب في الوصف وترهل السرد أحياناً قد تكون من الأسباب الأخرى التي تقف عائقاً في طريق القارئ الألماني. على كل حال فقد أحدثت ترجمة "التيه" إلى لغة غوته صدى واسعاً، لا سيما أنها جاءت في توقيت مناسب إبان استضافة الثقافة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004. وتقول لاريسا بندر لـ"دويتشه فيله" إن الجزء الأول "لقي اهتماماً كبيراً جداً جداً" مقارنةً بالروايات العربية المترجمة إلى الألمانية. وتعلل المترجمة ذلك بكون الرواية "تشرح الوضع العربي إثر دخول الأمريكان إلى المنطقة العربية، وكان ذلك شيئاً جديداً بالنسبة إلى القارئ الألماني".
"حقول البترول تطرد أشجار النخيل"
وأحدثت ترجمة الجزء الثالث من "مدن الملح" صدى نقدياً أيضاً، فكتبت الصحافية السويسرية أنغيلا شادر مقالاً نقدياً بجريدة "نويه تسوريشر تسايتونغ" تقول فيه: "لم يسبق لكاتب قبل عبد الرحمن منيف أن صوّر بهذه الدقة وذلك الغضب المقدس تلك الحالة البائسة التي وجد فيها أنفسهم أولئك المقتلعون من جذورهم الذين رأوا الدخان يتصاعد من حقول البترول العجفاء التي أخذت في الانتشار طاردة أشجار النخيل المثمرة." وترى شادر أن هناك أسباب معروفة جعلت دولاً عربية عديدة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تضع "مدن الملح" على قائمة الأعمال الممنوعة، فالخماسية "تعكس البانوراما التاريخية الشاملة والساخرة والنقدية لدولة النفط التي تدعى "موران"؛ وبسهولة يدرك القارئ أن المقصود بالقائمين على أمور تلك الدولة هم أعضاء العائلة السعودية الحاكمة."
وتمتدح الناقدة السويسرية اختيار هذا العمل لتقديمه للقارئ الألماني، غير أنها تفتقد مقدمة تضع القارئ في السياق التاريخي لهذا الجزء. لاريسا بندر توافقها على رأيها، غير أنها تضيف: "الأمر إشكالي. من جهة، هذا عمل أدبي، وليس كتاباً في التاريخ. في الوقت نفسه فإن القارئ الألماني لا يعرف المنطقة العربية وتاريخها، لذلك أعتقد أن وضع مقدمة أو شرح لتلك الفترة التاريخية كان سيسهل على الألمان فهم الكتاب".
بخماسيته "مدن الملح" أضحى عبد الرحمن منيف - الذي ولد في عمان بالأردن لأب سعودي وأم عراقية - أحد أهم الروائيين العرب. ومن أعماله المشهورة الأخرى رواية "شرق المتوسط" التي تتناول موضوع التعذيب في السجون العربية. وقد ترجمت لاريسا بندر هذه الرواية أيضاً إلى جانب "سيرة مدينة" التي كتبها عبد الرحمن منيف عن مدينة عَمّان في الأربعينات.
السرفاتي: أسهمت في حماية ماء وجه اليهود المغاربة الذين كان أغلبهم ضحايا للصهيونية
السرفاتي: أسهمت في حماية ماء وجه اليهود المغاربة الذين كان أغلبهم ضحايا للصهيونية
لسنوات طويلة اقترن الحديث عن وضع حقوق الإنسان في المغرب بحالة المعارض اليساري (إبراهام سرفاتي) البعض يعتبره فعلا نموذجا في ملف وصف بالسيئ في مجال حقوق الإنسان في المغرب، البعض الآخر في المقابل لا يتردد في اعتباره حالة مضخمة إعلاميا، ولا سيما في الغرب، مهما يكن من أمر فإن السرفاتي ظل قضية قائمة في المغرب سواء عندما كان في السجن أو عندما انتقل منه إلى المنفى، وبعودة السرفاتي إلى أرض الوطن مع وصول الملك محمد السادس إلى الحكم طويت صفحة في هذه القضية، قضية لن يتحدث عنها أحد كما يتحدث عنها صاحبها إبراهام سرفاتي.
إبراهام ألبير سرفاتي.. من مواليد الدار البيضاء في 16 يناير 1926.
خريج المدرسة الوطنية العليا للمعادن بباريس، وبدأ عمله في الخمسينات بمناجم الفوسفات.
تولى عام 1958م منصب مدير ديوان كاتب الدولة المغربي للإنتاج الصناعي والمعادن، ثم كلف بمهمة بديوان الزعيم الاشتراكي الراحل عبد الرحيم بو عبيد، وكان آنذاك وزير الاقتصاد الوطني.
في الستينات أصبح زعيما لمجموعة (إلى الأمام) الماركسية اللينينية، ودخل العمل السري إلى حين اعتقاله عام 75، والحكم عليه بالمؤبد.
قضى سبعة عشر عاما في السجن بتهمة الإخلال بالأمن العام، والتشكيك في مغربية الصحراء الغربية، وصار رمزا للمساجين السياسيين المغاربة الذين طرحت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان قضاياهم لسنوات عديدة.
أطلق سراحه عام 91، وأبعد إلى فرنسا بدعوى حمله للجنسية البرازيلية.
عاد إلى البلاد في سبتمبر أيلول عام 99 بعد بادرة من الملك محمد السادس الذي أمن له ظروف إقامة محترمة، وأعاد له جواز سفره، وفي بادرة رد اعتبار عين -مؤخرا- مستشارا لدى المكتب الوطني للأبحاث والتنقيب عن النفط.
محمد كريشان:
سيد إبراهام سرفاتي.. أهلا وسهلا
أكثر من 27 سنة تقريبا لم تتمتعوا فيها بالحرية، سواء اختفاء في مرحلة أولى ثم أكثر من سبعة عشر عاما في السجن، ثم ثماني سنوات من المنفى في فرنسا، ثم الآن تعودون إلى المغرب، كيف وجدتم المغرب الآن؟
إبراهام ألبير سرفاتي [بالفرنسية]:
أولا: أشعر بسعادة كبيرة لعودتي إلى بلادي، وأن أجدها في فترة تنفتح فيها أمامنا أبواب مستقبل واعد، بفضل جلالة الملك محمد السادس، وكذلك بفضل كفاح الشعب المغربي وشهداء السجون عدة عقود، مما فتح آفاقا للديمقراطية ولمجتمع مدني حي، إذن المستقبل أمامنا واعد إن شاء الله.
محمد كريشان:
هل وجدتم المغرب مختلف عن الصورة التي كانت في ذهنك عن البلد الذي لم تعايشه لكل هذه السنوات؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
عندما كنت في المنفى، وحتى في السجن كنت دائما على اتصال بأصدقاء مغاربة، وبما يجري في المغرب، لكن الاطلاع على الوضع مباشرة شيء مغاير تماما بطبيعة الحال، لقد زرت بعض المناطق التي دعيت إليها، وخاصة في شمال البلاد، وكذلك هنا في المنطقة الساحلية بين الدار البيضاء والرباط حيث يوجد تطور عمراني كبير، لكنه متفاوت.. أحياء فقيرة جدا، ومنازل فارهة، وفي الداخل نجد الفوارق الاجتماعية نفسها.
كنت -مثلا- في الحسيمة في منطقة الريف حيث توجد حيوية سياسية وحركة دؤوب ورائعة للمجتمع المدني، ولكن في الوقت نفسه فقر مدقع في البوادي، طبعا مصدر الأمل هو أن هذا المجتمع المدني وهذه الحيوية السياسية يبعثان على الاعتقاد بأن المواطنين سيتولون بأنفسهم قضية التنمية بدعم من الدولة طبعا، إذن هناك أمل كبير في أن تتجاوز البلاد هذه الفترة العصيبة، وهذا التأخر الاجتماعي والاقتصادي الذي عشناه.
محمد كريشان:
سيد إبراهام.. هذا التركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والفقر يعني هذا واضح أن إبراهام سرفاتي اليساري المهتم بقضايا الناس وقضايا الفئات الفقيرة لم يتغير رغم كل هذه السنوات.
إبراهام ألبير سرفاتي:
لم أتغير على الإطلاق منذ بدأت نشاطي عام 44 وعمري آنذاك ثمانية عشر عاما، لم أتغير، كان نشاطي من أجل الاستقلال وازدهار شعبنا ومكافحة الظلم، لم أتغير منذ ستة وخمسين عاما.
محمد كريشان:
لكن هل -على الأقل- حصلت لديك بعض المراجعات النظرية والسياسية؟ كثير من الأشياء تغيرت -لا نريد أن نعددها- لكنها معروفة، انهيار الاتحاد السوفييتي، سقوط جدار برلين إلى آخر القائمة من التحولات، ما الذي أثرت في نظرتك إلى الأشياء ومن قناعاتك اليسارية؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
سأوضح أمرا، فعندما التحقت بالشبيبة اليسارية سنة 44 كان ذلك في إطار دوغماتية الشيوعية العالمية، طبعا كان دافعي الأساسي هو النضال من أجل الاستقلال وربط علاقات مع الناس ومع الشباب في الأحياء الفقيرة، كانت هناك -لحسن الحظ- حيوية تتجاوز الإطار الدوغماتي وإلى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات بقيت حبيس هذه الدوغماتية، تأثير الاستقلال في المقام الأول وأزمة الحركة الشيوعية العالمية في بداية الستينيات، لا سيما الخلافات بين الصين والاتحاد السوفييتي، كل ذلك دفعني إلى التفكير بعمق في الفلسفة الماركسية والفلسفة بصورة عامة، كانت لي في الوقت نفسه وظيفة خلاقة حيث كنت مكلفا بالبحوث والتنمية في قطاع الفوسفات، وكنت -بالتالي- أشارك في عملية الإبداع، وقد حدا بي كل هذا إلى تجاوز الدوغماتية، وإلى تعميق المعطيات الفلسفية في الماركسية، وقد ساعدني ذلك كثيرا حين أسست في نهاية الستينات مع أصدقاء لي منظمة (إلى الأمام) ساعدني على تجاوز كل الدوغماتيات، وكل القواعد الجامدة في الماركسية.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، فعلاوة على محاولاتنا الدائمة في السبعينيات والثمانينيات الاستفادة من الأخطاء التي يمكن أن نرتكبها في سبيل التأقلم بصورة فاعلة مع ضرورات الكفاح في المغرب، علاوة على ذلك دفعني انهيار الاتحاد السوفييتي عام 91 إلى التفكير العميق في واحد من أسس الدوغماتية الماركسية اللينينية، هو حزب الطليعة الذي كان فشلا ذريعا، فقد قام الحزب البلشفي بثورة أكتوبر، لكن عملية تجسيد الاشتراكية غرقت في أوحال البيروقراطية والديكتاتورية، لا بسبب (ستالين) فحسب، وإنما كان ذلك كامنا في مفهوم الطليعة نفسه، ونتيجة لهذا تخليت تماما في السنوات التالية عن هذا المفهوم، لكني بقيت متمسكا بالماركسية بصفتها منهجا لدينامية المجتمع وطريقة لفهم آلية تقدم المجتمعات، شريطة تطعيمها -أي الماركسية- بتطور العلوم، وخاصة العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والأنثربولوجيا وغيرهما، إذن من هذا المنظور بقيت ماركسيا، لكن وفق هذا المفهوم وبعيدا عن الانطواء والانغلاق في دوغماتية معينة، وسواء تعلق الأمر بالمغرب أو غيره أعتقد أن دينامية المجتمع المدني هي الآن العامل الحاسم في تقدم الشعوب.
محمد كريشان:
ولكن عندما غادرت المغرب خرجت من السجن مباشرة من السجن إلى المنفى في فرنسا، كانت تقريبا نفس التاريخ الذي انهار فيه الاتحاد السوفييتي تقريبا، هل كانت تلك الأحداث بمثابة الصدمة بالنسبة إليك؟ عندما يغادر الإنسان البلد، وفي نفس الوقت يجد نموذجا من التفكير وتجربة كانت في الاتحاد السوفييتي تنهار هل مثل ذلك صدمة بالنسبة إليك؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
بالنسبة إلي صحيح أن التاريخين قد تزامنا تقريبا، ولم يفصل بينهما سوى خمسة عشر يوما، لكن انهيار الاتحاد السوفييتي لم يشكل صدمة بالنسبة إلي بالمقارنة مع الذين ظلوا متشبثين بالنموذج السوفييتي، فمنذ الستينيات لم أعد أنا ورفاقي في منظمة (إلى الأمام) نعتبر المجتمع السوفييتي نموذجا مع أننا بقينا متمسكين ببعض الأسس والمبادئ، لا سيما من ثورة أكتوبر، لقد كانت الصدمة -إذن- أقل تأثيرا بالنسبة إلي من بعض المناضلين المتمسكين بالنموذج السوفييتي، لأننا كنا قد تجاوزنا هذه المرحلة، وفي السنوات التالية أدركت أنه ينبغي المضي إلى مدى أبعد، وخصوصا إلى درجة التشكيك في مفهوم حزب الطليعة.
محمد كريشان:
ولكن عندما عدت إلى المغرب الآن، ما الذي وجدته قد بقي من تنظيم (إلى الأمام) أو من الفكر اليساري أو من رفاقك الذين كانوا معك؟ هل ما زلت تؤمن بأن الأرضية المغربية والتربة المغربية ما زالت صالحة لفكر ماركسي حتى بهذه التطورات التي أشرت إليها؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
هذا أمر فكرنا فيه كثيرا وليس ابتداء من التسعينيات فحسب وإنما قبل ذلك، فمنذ انطلاق منظمتنا لم نعد حبيسي نموذج محدد أو بلد بعينه، رفضنا الدروس الدوغماتية من أي بلد كان، وانتقدنا الاتحاد السوفييتي دون أن نصبح رهائن للنموذج الصيني، فقد انتقدنا مثلا في عام 71 الموقف الصيني من قضية بنجلادش، كنا دوما أحرارا، وقد اهتممنا بمشاكل الثورة المغربية بصفتنا مواطنين مغاربة أولا، معتمدين الماركسية منهجا لا غير، مع منحنا الأولوية للطبقة العاملة أي للكادحين باعتبارهم محرك المجتمع، لكننا لم نكن يوما حبيسي أي دوغماتية بما في ذلك ديكتاتورية البروليتاريا وما على شاكلتها.
محمد كريشان:
يعني كل السنوات التي قضيتها في السجن، يعني نريد أن نسترجع معك بعض الذكريات التي بقيت في ذهنك من كل هذه الفترة الطويلة، وهل تعتقد بأن مجرد رجوعك من المنفى بعد سنوات السجن يمثل نوع من إعادة التقدير وإعادة الاحترام لشخص (إبراهام سرفاتي)؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
يمكن أن أقول: إن الاستقبال الذي خصص لي عند عودتي، وأثناء الزيارات التي قمت بها لبعض المناطق يفوق بكثير ما كنت أعتقد أنني قدمته للكفاح في المغرب، أنا ورفاق كثيرون، منهم (سعيده منبه) سقطوا للأسف في ساحة المعركة، وكانت الخسائر كبيرة وجوهرية، ما قدمته ضئيل مقارنة بهذه التضحيات، وكان لديّ انطباع بأنني طيلة هذه السنوات قمت بواجبي كمواطن مغربي وكمهندس كذلك، لأني حاولت في الستينيات وبعدها الحفاظ على كرامة المهندسين، بتضامني مع عمال قطاع الفوسفات في عام 68، وأعتقد كذلك أنني أسهمت في حماية ماء وجه اليهود المغاربة الذين كان أغلبهم ضحايا للصهيونية كما تعلمون، وحتى فيما يتعلق بالقضية الأصعب، وهي قضية الصحراء أعتقد -أنا ورفاقي في السبعينيات- أننا حافظنا على كرامة بلدنا بتبنينا الموقف الصحيح الذي يبدو الآن راجحا لحسن الحظ، وهو ضرورة تسوية القضية بالوسائل السلمية لا بالقمع، أعتقد من خلال كل ذلك أننا في آن واحد ناضلنا ولم نخضع للقمع، مع الحرص الشديد على مستقبل البلاد، لكن الاستقبالات التي حظيت بها في كل المناطق تتجاوز بكثير ما كنت أتصوره بشأن إسهامنا من أجل أن يرفع الشعب المغربي هامته، ويصبح على ما هو عليه اليوم، أي تربة خصبة لقيام الديمقراطية بفضل الله.
محمد كريشان:
ماذا بقي في ذاكرة إبراهام سرفاتي من سنوات السجن؟ وهل لديكم نية في كتابة مذكرات مثلا؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
كانت هناك السنوات الأصعب، ومنها الأربعة عشر الأولى في مركز التعذيب (مولاي شريف) ثم ثلاثة سنوات أو أكثر من العزلة في سجن الدار البيضاء المدني، وشيئا فشيئا بدأت الأمور تتحسن، ابتداء من عامي 79 و80، ولم يقتصر ذلك على الالتقاء برفاقي في سجن القنيطرة المركزي، بل اتسع تدريجيا مجال عملنا ونمط حياتنا ليتحول هذا الجو في الثمانينيات إلى ما سميته بفضاء الرجال الأحرار، فقد كانت تلك أول منطقة محررة من المغرب، كنا في مركز القنيطرة المركزي الرجال الأكثر حرية في المغرب مقارنة ببقية المواطنين الذين لم يكونوا في السجون، لكنهم لم يكونوا يستطيعون التعبير، أما نحن فلم يكن باستطاعة أحد أن يسكتنا، وكنا بالتالي فضاء للحرية على مدى عدة سنوات.
والدليل على ذلك المظاهرات الشعبية الحاشدة التي عمت البلاد، في فبراير شباط عام 84، والتي كنا -لا أقول محركها المباشر- وإنما مصدر إلهامها، وقد اعترف بذلك الملك الحسن الثاني نفسه آنذاك، السنوات الأولى كانت في الواقع سنوات جحيم، جحيم لا نهاية له، ومع ذلك كان لا بد من التحمل وصون كرامتنا الشخصية والحفاظ كذلك على نقاء نضالنا، وأعتقد أننا أفلحنا في ذلك.
محمد كريشان:
يعني فيما يتعلق بسنوات الاعتقال، هل تعرضتم للتعذيب فقط في البداية أم استمر أسلوب التعذيب حتى في السنوات المقبلة؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
التعذيب كان بالدرجة الأولى في الأشهر الأربعة عشر الأولى، وخاصة في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأولى من هذه الفترة، وقد كتبت بعد ذلك بعشر سنوات نظرا لاستحالة الكتابة حينها، كتبت عن ذلك الوضع، وكشفت مستوى التعذيب الذي كان فظيعا فظيعا جدا، وأوضحت أنه ما كان للمرء أن يتحمل ويقاوم، لولا عدم الخوف من الموت، لأن من يخاف من الموت لا يستطيع المقاومة، وثانيا: وعي المرء لكرامته بصفته إنسانا ومناضلا كذلك وكنا نتعامل مع أناس تحولوا إلى وحوش، وكان لزاما علينا أن نقاوم للحفاظ على كرامة الإنسان، وقد أفلحت أنا وبعض رفاقي في ذلك.
محمد كريشان:
هل تنوون كتابة مذكراتك؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
كنت قد أصدرت كتابات عن تلك الفترة، لي كتاب مشترك مع رفيقتي (كريستين) عنوانه (ذاكرة الآخر)، وفيه يسرد كل منا تجربة السنوات القاسية، كتبت هذه المذكرات التي أعيد نشرها قبل سنة في كتاب أصدرته في فرنسا بعنوان (المغرب.. من الأسود إلى الرمادي)، ويرمز السواد لفترة الرعب، واللون الرمادي للمرحلة الانتقالية التي نعيشها منذ سنوات.
محمد كريشان:
هل هناك مرحلة بيضاء ممكن أن تأتي؟ هل أنت متفائل بمرحلة بيضاء بعد مرحلة الرمادي؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
طبعا خلال السنوات المتبقية من حياتي، يتعين علي -دون شك- كتابة المزيد عن حياتي لكني آمل في المقام الأول أن أسهم في دفع حركة الشعب المغربي، ولا سيما الشباب إلى الأمام، ليس لي أي طموح سياسي، لا أريد أن أكون زعيما سياسيا، لكني بالمقابل أستطيع بالنظر إلى تجربتي ومكانتي، وكوني أصبحت رمزا في هذا البلد أن أساعد في الجهود الرامية إلى أن تتقدم قوى الشعب، وتثق بنفسها، وتتفاعل مع التغيير الذي يحدث على مستوى القمة بفضل جلالة الملك (محمد السادس)، غير أن إرادة الملك محمد السادس لن تكون كافية ما لم يعضدها دعم الشعب، وخاصة المجتمع المدني، إضافة إلى ضرورة تحديد الطبقة السياسية.
محمد كريشان:
أشرت قبل قليل إلى موضوع اليهودية المغربية، هل كان يزعجك أن يوصف إبراهام سرفاتي بأنه يهودي مغربي؟ وصراحة هل تعتقد بأن كان يمكن أن تقف المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مع إبراهام سرفاتي لو كان مناضلا يساريا فقط؟ يعني هل تعتقد بأن كونك يهودي ومناضل يساري الاثنان معا ساعدك أكثر من حيث تعاطف منظمات حقوق الإنسان الدولية؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
ربما يكون وضعي كمغربي وعربي ويهودي عربي -كما أسلفت- قد أسهم في أن يزداد التضامن الدولي، لكن بالنسبة إلي فإن هذا الوضع تحصيل حاصل، فإلى جانب كوني مناضلا في اليسار المغربي منذ كنت في الثامنة عشرة، لم أفقد الاتصال بجذوري أو أصلي بصفتي مغربيا يهوديا.
لقد كان عمري عشر سنوات في عام 33 حين قال لي والدي ذات يوم في كنيس بشأن رجل يكثر الصلاة لكنه منافق، قال لي: إنه صهيوني والصهيونية لا تمت بأي صلة إلى ديننا، ففي هذا الجو وهذا التصور نشأت في كنف اليهودية المغربية المرتبطة منذ آلاف السنين بروح الأخوة مع الإسلام بشكل عام والإسلام في المغرب بصورة خاصة، ولا يجب أن ننسى بغض النظر عن انتمائي الأسري أننا أيضا منحدرون من الأندلس، ومن ذلك العهد الرائع الذي سادته الأخوة بين الديانات السماوية الثلاث، وتميز بالازدهار الثقافي، كل هذا أثر في حياتي، ولم أكن أتقبل أن تختطف الصهيونية اليهود المغاربة، وتأتي بهم إلى مستوى أدنى في إسرائيل، لقد كنت ضد الصهيونية بصفتي مغربيا، وضدها لأنها اختطفت إخوتي وأخواتي، رفضت ذلك وما زلت أرفضه.
محمد كريشان:
يعني لا تجد أي تناقض في كونك يهودي عربي، مناضل يساري، كل هذه الوصفات لا تجد بينها أي تناقض؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
أعتقد على العكس من ذلك أن هذه الجوانب المختلفة من شخصيتي تتكامل فيما بينها، وإذا كان نضالي قد لقي صدى فإن ذلك لا يعود فحسب إلى كوني مناضلا مغربيا كنت أمثل شيئا ما للمناضلين الشبان في السبعينيات وكانوا يلقبونني بالشيباني لأنني الأقدم، وإنما أيضا لأن في شخصيتي هذا البعد اليهودي المغربي، لقد اكتشفت في يونيو/ حزيران عام 67 الإضافة الكبيرة التي قدمتها الثورة الفلسطينية، تتذكرون أن حركات التحرر العربية في تلك الفترة كانت تطغى عليها الأيدولوجية القومية التي لم تكن تميز بما فيه الكفاية بين اليهودية والصهيونية، وكان أوائل من أدركوا الفرق المناضلون الفلسطينيون، وخاصة مناضلي فتح واليسار الفلسطيني، لقد كانت وما تزال تربطني بالثورة الفلسطينية علاقة عضوية وثيقة، عندما أصدر المستشرق الفرنسي الكبير (جاك بيرك) نداء يقترح فيه إقامة أندلسات جديدة، وعندما كشفت حركة فتح في الأول من يناير/ كانون الثاني عام 69 ذلك الهدف النبيل في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود، وهو ما سيحدث إن شاء الله كان ذلك بالضبط كأنه الأندلس التي انحدر منها أجدادي، وأندلس التعايش السلمي التي هي مستقبل فلسطين والأراضي المقدسة والعرب كذلك، إذن هناك علاقات عضوية بداخلي.
محمد كريشان:
البعض يعتقد بأن قضية إبراهام سرفاتي وقع استغلالها أحيانا من عديد المنظمات للضغط على المغرب في قضايا حقوق الإنسان وموضوع حقوق الإنسان، هل تعتقد بأن قرار الملك محمد السادس بعودة إبراهام سرفاتي فيها تقدير لشخصكم؟ ولكن أيضا فيها نزع لهذه الورقة التي كانت ترفع باستمرار في وجه المغرب؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
أعتقد أنه من جانب الملك محمد السادس لا يعتبر الأمر إذعانا لهذه الضغوط وإلى جانب موضوع عودتي كان هناك تعامل راق يتجاوز كل الحسابات السياسية، أبلغني أولا أن رجوعي أمر بديهي وبدون قيد أو شرط، ثم رد إلي الاعتبار بصفتي مواطنا مغربيا كامل الحقوق خلال الأسابيع الأولى التي تلت عودتي، ويوم أعاد إلي جواز سفري وبطاقة هويتي بعث إلي ثلاثة من أقرب المقربين منه بينهم مدير الديوان الملكي، كي يسلموني هذه الوثائق بأنفسهم ويبلغوني بأنني أصبحت أتمتع بكامل حقوقي، بما في ذلك لقبي كمهندس مناجم، وبأن الملك قد أهداني هذا المنزل، هذه السلسلة من الأعمال الخيرة تتجاوز بكثير الحسابات السياسية، وفضلا عن كونها تشريفا لي فإنها تبعث في نفسي كثيرا من الآمال في مستقبل المغرب بقيادة الملك (محمد السادس).
محمد كريشان:
ما هو شعورك وأنت تستلم هذا جواز السفر المغربي؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
يمكن القول إنه كان يوما عظيما بالنسبة إلي، كان على ما أعتقد يوم الأربعاء الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول، وقد أبلغنا الديوان الملكي أن مدير الديوان ومستشار الملك (أندريه أزولاي) ووالي الرباط سيزوروننا ذلك اليوم، كنا في انتظارهم بطبيعة الحال، وعندما جاءوا سلموني الوثائق، وأخبروني برد الاعتبار إلي في جميع أوجه حياتي، وفي الجانب المهني منها على وجه الخصوص، وقد حكى لي والي الرباط وهو المسؤول الذي وقع جواز سفري أنه كان في بداية حياته المهنية موظفا في مكتب الفوسفات في الستينيات حين أصدرت رسالة تضامن مع عمال مناجم الفوسفات، الذين كانوا آنذاك مضربين عن العمل، قال لي: إن تلك الرسالة أثرت فيه أيما تأثير، وإنه ما يزال إلى اليوم يحفظ بعض فقراتها عن ظهر قلب، إنها شهادة رائعة من جيل يصغرني، ودليل على أن نضالنا كان يلقى أصداء إيجابية في أوساط واسعة من المجتمع لحسن الحظ، لقد كان حينها موظفا مبتدئا، وأصبح اليوم والي العاصمة، ومعينا من قبل جلالة الملك، وما يزال يتذكر تلك الرسالة، لقد فاق هذا كله رد الاعتبار، وتصرفات جلالة الملك لم تكن مجرد رد اعتبار لنضالنا، وإنما إضفاء للشرعية عليه، هكذا فهمت الأمر، وهذا يعني أن هذا النضال عادل، وأنه كان مدخلا لما يحدث الآن، الحمد لله أصبح المغرب ديمقراطيا وعصريا.
محمد كريشان:
سيد إبراهام يعني.. بصراحة.. برأيك لماذا استطاع الملك محمد السادس أن يقوم بالخطوة التي لم يشأ أن يقوم بها الملك الراحل الحسن الثاني؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
كما أسلفت إبان مراسم دفن الملك الحسن الثاني فإنني لا أسمح لنفسي بالحكم على عهد الحسن الثاني، فالتاريخ وحده سيحكم على هذا العهد ويبينه، صحيح أنه في هذا العهد عشت أنا ومناضلون مغاربة كثيرون أوقاتا عصيبة، لكنني أعتقد أن التاريخ سيوضح مدى مسؤولية كل من الحسن الثاني والاستخبارات والشرطة والآمرين بالتعذيب ومن كانوا ردحا من الزمن أداة للنظام. شخصيا لم شعر أبدا بالرغبة في الانتقام من تلك الحقبة، لقد قمت بواجبي، وكنت أعي جيدا ما كان يمكن أن أتعرض له في نضالنا، ولست نادما على أي شيء، الحمد لله أننا الآن نعيش حقا فجر عهد جديد في المغرب بفضل ذلك النضال والبذور التي زرعها في البلاد، وبفضل جلالة الملك محمد السادس كذلك، وأشعر أنه رائع جدا أن أعيش بقية عمري في هذا الجو.
محمد كريشان:
سيد سرفاتي ذكرت بأن التاريخ هو الذي سيحكم في النهاية على المرحلة التاريخية في المغرب، ولكن رغم أنك أشرت بأنك ليست لديك نوازع للثأر، مع ذلك أشرت فيما يتعلق بوزير الداخلية السابق (إدريس البصري) إلى ضرورة المحاكمة، ضرورة محاكمته عن مسؤوليات له في السابق.. هل هناك بعض التناقض من اعتبار ضرورة المحاكمة وفي نفس الوقت القول بأنك لا ثأر بالنسبة إليك؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
فيما يتعلق بي فأنا لا أرغب في الانتقام رغم ما عانيته وما عاناه أهلي، فأختي ماتت بسبب التعذيب، وابني ضاعت حياته إلى الأبد، وفي المقابل أرى فيما يتعلق ببناء البلاد أنه يجب إحقاق الحق وتسليط الضوء على كل ما جرى في الستينيات، وليس هذا من أجل الضحايا أو عائلاتهم فحسب، وإنما أيضا من أجل إرساء دعائم البلاد على أسس سليمة، وأؤكد أن الأمر لا يتعلق بعملية انتقام.
وفيما يخصني أرى أن المسؤولين عن التعذيب وكان (إدريس البصري) زعيمهم الأكبر ومعه عدد قليل من كبار ضباط الشرطة ينبغي أن يخضعوا للمحاسبة لا المحاكمة.
أعتقد شخصيا أنه لا ينبغي أن يقدموا لمحكمة، وإنما للجنة حقيقة ومصالحة كما كان الشأن في جمهورية جنوب إفريقيا، حيث تكشف الحقائق أمام الضحايا وذويهم، ويحاسب مسؤولو الشرطة الأربعة أو الخمسة المعنيون، بغض النظر عما إذا كانوا سيسجنون بعد ذلك أم لا، ويمكن أن يحرموا من حقوقهم المدنية فلا يعقل أن يتمتع المسؤولون عن التعذيب والإهانة بالحقوق نفسها التي يتمتع بها بقية المواطنين، لا أعتقد أنه من الضروري أن يسجنوا، لكن يجب أن تعلن الحقيقة، أما المتعاونون من الدرجة الثانية فيجب أن يسهموا في إظهار الحقيقة، دون أن يتعرضوا لعقوبات.
ينبغي أن نحارب شهوة الانتقام، وأن نبني بلدنا معا، وألا يكون هناك شعور بأن فلانا مذنب، وأن فلانا آخر قد أخطأ أو ارتكب جريمة، ينبغي أن نتجاوز كل هذه العقبات ونبني البلاد، وأن ننصف الضحايا وعائلات الضحايا، وتدفع تعويضات للضحايا أو لذويهم، لكن بعيدا عن أسلوب الانتقام.
محمد كريشان:
يعني لجنة للحقيقة والمصالحة، هل يمكن أن ترى النور في المغرب؟ هل يمكن أن نرى ذلك؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
جلالة الملك محمد السادس أنشأ في آب/ أغسطس من العام الماضي لجنة تتمثل مهامها الأساسية في دفع تعويضات للضحايا أو عائلاتهم، إنه أمر مهم، لكن ينبغي أن نتجاوز هذا الحد إلى تشكيل لجنة تسند رئاستها إلى شخصيات رمزية رفيعة المستوى، تحق الحق وتسمو على الحقد والقصاص وما إلى ذلك، هناك اليوم مطالبة ملحة في هذا المجال من الضحايا أو أسرهم، يجب إذن العزوف عن فكرة القصاص، لكن مع تبيان الحقيقة الكاملة.
محمد كريشان:
يعني مثلا بالنسبة للتعويضات، ما الذي يمكن أن يعوض مثلا شخص مثل إبراهام سرفاتي؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
شخصيًّا -وقد قلت هذا من قبل- لا أريد أي تعويض باستثناء العودة إلى نشاطي السابق، وهذا حق ثابت وأساسي، لقد كنت مسؤولا سياسيا، وكنت أدرك تماما ما يمكن أن أتعرض له، ففيما يتعلق بنفيي عام 91 سأطالب ربما بدرهم رمزي تعويضا عما لحق بي من أضرار معنوية، لأن الإجراء لم يكن قانونيا، أما التعذيب فكان غير شرعي، لكن التعرض له جزء من مفهوم النضال، لذا فإنني لا أطالب بتعويضي عن ذلك، وأما المناضلون الآخرون فينبغي فعلا أن يحصلوا هم أو عائلاتهم على تعويضات.
محمد كريشان:
كيف تابعتم موضوع تكريم حكومة السيد (عبد الرحمن اليوسفي) لوزير الداخلية (إدريس البصري) إحدى الصحف اعتبرت ذلك نوع من المسبة (insult) هل لديكم نفس الرأي؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
لقد كنت أكن قدرا كبيرا من الاحترام لعبد الرحمن اليوسفي، فقد كانت حياته نضالية شبيهة إلى حد كبير بحياتي، كان يستحق الاحترام نظرا لوطنيته ونضاله، وكونه يساريا واشتراكيا، وللأسف أساء إلى نفسه بدعوته لإدريس البصري لذلك الحفل التكريمي إذا جاز أن تنطبق تلك التسمية على إدريس البصري، هذه هي الحقيقة للأسف، وسيتحمل مسؤولية نفيه لنفسه وإساءته إليها وهو في الخامسة والسبعين من العمر، لا أدري كيف سيقضي بقية عمره، أما عن انعكاسات ذلك على الحياة السياسية المغربية وعلى الحكومة وحزبه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فإنه ليس لي أن أصدر حكما مسبقا عن ذلك، مع أنه قضى على حياته للأسف.
محمد كريشان:
هل هذا سيؤثر بشكل كبير في مستقبل التجربة، تجربة حكومة التناوب؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
في الواقع كانت حياتنا تعاني من عجز سياسي خطير جدا، وكان بإمكان المرء أن يتصور في عهد الملك الحسن الثاني أن العراقيل ناجمة عن النظام الحكومي التقليدي المخزن، الذي كان قويا في البلاد حينها، ومنذ تولى العرش محمد السادس لم تعد هناك تلك العراقيل لقد كان مأمولا أن تنهض الحكومة بمسؤولياتها بعد مغادرة إدريس البصري لها، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك، بالنظر إلى مظاهر شلل الحياة السياسية المغربية حتى على مستوى قوى المعارضة السابقة، أي الكتلة الوطنية الديمقراطية التي تشكل أحزابها الجزء الأكبر من الحكومة، عواقب هذا الوضع ليست بالهينة، وإن كانت هناك لحسن الحظ حيوية المجتمع المدني حتى داخل الأحزاب المشاركة في الحكومات الحالية، وهناك أيضا إرادة جلالة الملك، وأعتقد أن الحكومة بصورتها الحالية، أو بعد إجراء تعديل محتمل عليها مطالبة بمواجهة كل هذه التحديات، إنها مرحلة صعبة، وليست هناك وصفة سحرية لتخطيها.
محمد كريشان:
إذا جمعتك الصدفة يوما ما مع إدريس البصري، وجلست معه وجها لوجه كما نجلس الآن نحن، ما الذي يمكن أن تقول له؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
لا أعتقد أنني سألتقي بإدريس البصري، وإذا جمعتني به في قاعة واحدة فإنني لن أبقى في هذه القاعة ثلاثين ثانية بكل تأكيد.
محمد كريشان:
هل تنظر ببعض الخوف للتجربة الواعدة مع الملك الشاب محمد السادس؟ يعني لديك آمال كبيرة على الملك الجديد؟ هل تخاف على أية مشاكل ربما تبرز في المستقبل؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
المشكلات التي تواجه المغرب وجلالة الملك محمد السادس صعبة للغاية، وأرى أنه ينبغي أن تتحد جهود المجتمع المدني مع إرادة جلالة الملك، وأن تتدارك الطبقة السياسية عدم الانسجام بينها وبين هذا الاتحاد، لقد لاحظت خلال زياراتي لبعض المناطق أن المجتمع المدني متقدم أكثر مما كنت أتصور، الأمر الذي يبعث على كثير من الآمال، ويجب أن نكون واعين بأن المعركة ضارية وعنيفة وأن نظل يقظين وألا نسترخي لحظة واحدة أمام قوى الماضي، وهذه القوى لا تقتصر على جهاز المخزن الذي زرع الرعب في قلوب المواطنين على مدى عدة عقود، هذه القوة موجودة كذلك في طبقة أرباب العمل أو على الأصح، في جزء من هذه الطبقة، التي ينتمي بعضها في الواقع للعصور الوسطى.
لقد ذهبت مرة لأهنئ عمال مناجم جبل عوام في وسط المغرب على نضالهم الاجتماعي البطولي في السنوات القليلة الماضية، لقد أفلحوا في فرض وجهة نظرهم بإعادة افتتاح المنجم، لكن بإشراف أرباب عمل يستعبدونهم، ففي العامين الأولين مات عشرة عمال، ستة في السنة الأولى، وأربعة في السنة الثانية، إنه أمر لا يعقل، ويعود بنا إلى العصور الوسطى، في الوقت الذي شرعنا فيه قوانين اجتماعية متقدمة في عهد (عبد الرحيم بو عبيد) غداة الاستقلال، لكنها لم تطبق، لقد قلت إنه على أرباب العمل هؤلاء أن يغيروا أسلوب معاملتهم، أو يزج بهم في السجون، ويوق الناس شرهم، لأنه مستحيل أن نتقدم بأرباب عمل من هذا النوع.
محمد كريشان:
يعني لديك تخوفات حقيقية على الديمقراطية والمجتمع المدني في المغرب؟ أيضا من أوساط الرأسمالية؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
لدي هذا التخوف من أرباب عمل العصور الوسطى، لأن منهم من لهم شركاء في أجهزة الشرطة، لقد حضرت ذات مرة محاكمة نقابي مغربي، هذا النقابي كان يعمل في مصنع في الرباط، مالك المصنع مفوض سابق في جهاز الشرطة، وقد قام بزج عاملين وعاملات لديه في السجن، وذلك لأنهم انخرطوا في العمل النقابي، هذا المفوض السابق أودعهم السجن مستفيدا من تواطؤ جانب إلى الشرطة، وآخر من جهاز العدل، وهذه أمور غير مقبولة على الإطلاق.
محمد كريشان:
يعني حضرت محاكمات، ذهبت إلى المناجم، يعني إبراهام سرفاتي ليس موجودا في المغرب ليعيش التقاعد يعني متابع بشكل جيد؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
أريد المشاركة في مزيد من هذه النضالات ما وسعني ذلك، رغم تدهور صحتي سأقوم بما يمكنني القيام به، لأنني لا أستطيع التغاضي عن الاستغلال الظالم والوحشي الذي كانت تعاني منه الطبقة العاملة في بلادنا، فالمغرب لن يتقدم ما لم تقم فيه العدالة الاجتماعية.
وأنا على يقين من أن إرادة جلالة الملك هي قيام هذه العدالة، وأن كثيرا من المثقفين والكوادر وبعضا من أرباب العمل المغاربة يؤمنون بهذه القيم، لكن يتعين أن يزاح أرباب العمل المنتمون للقرون الوسطى.
محمد كريشان:
سيد إبراهام.. هناك البعض عقد مقارنة Comparision بين عودة إبراهام سرفاتي من المنفى، وبقاء الشيخ عبد السلام ياسين في الإقامة الجبرية، هل هذه المقارنة تزعجك؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
أنا في المقام الأول مدافع عن حقوق الإنسان، ولا يستساغ من وجهة نظر حقوق الإنسان أن يظل الشيخ عبد السلام ياسين رهن الإقامة الجبرية في بيته، وأرى أن النضال السياسي والأيدلوجي ضد الأفكار الرجعية التي يمكن أن يتبناها بعض المفكرين الأصوليين والإسلاميين وارد ووجيه، لكني كنت شخصيا قد حاورت في سجن القنيطرة وفي ظروف قاسية نشطاء إسلاميين مسجونين، لقد كانوا شبانا، وما دفعهم إلى الانخراط في التيار الإسلامي هو غياب العدالة الاجتماعية، أما وقد أصبح بإمكاننا أن نقيم العدالة الاجتماعية في المغرب إذ أن لنا -لله الحمد- ملكا متمسكا بقيم الإسلام، ويعتبر عنوانا للعدالة الاجتماعية فإنه يصبح من السهل تجاوز أسس الأصولية، وأن يعود الناشطون الإسلاميون للإسهام في بناء البلاد إلى جانب بقية المواطنين.
محمد كريشان:
يعني هذا الحوار الذي كان لك مع بعض الإسلاميين في السجن، هل أنت الآن مستعد رغم كل ظروفك الحالية أن تواصله خارج السجن الآن مع قوى أخرى؟
إبراهام ألبير سرفاتي:
أنا مستعد للحوار السياسي، وأعتقد أن قوة الفكر أعلى من اختلاف الطبائع والعادات بين البشر، وأنه بإمكاننا دائما التوصل إلى حلول بناءة، إذا ساد الاحترام المتبادل وجمع بيننا حب الوطن، فيما يتعلق بالتيار الإسلامي فإن قضية المرأة تبقى بالنسبة إلي مصدر قلق، ولحسن حظنا يوجد في المغرب حاليا مشروع للأحوال الشخصية خاص بالمرأة، وهو المدونة التي ترمي إلى إشراك المرأة في مسيرة التنمية على قدم المساواة مع الرجل، وقد بين جلالة الملك في خطاب عشرين أغسطس/ آب من العام الماضي الطريق بصفته أميرا للمؤمنين وحاميا للدين في البلاد، ويمكن أن نمضي في نهج الحوار الديمقراطي في ظل الاحترام المتبادل، كي ندفع عجلة التقدم في بلادنا.
محمد كريشان:
سيد إبراهام السرفاتي.. شكرا جزيلا.
إبراهام ألبير السرفاتي:
شكرا لكم.. شكرا لكم
الحزيرة
dimanche 23 janvier 2011
قصيدة الشيوعي
الشيوعي .. الذي قال .. إني شيوعي
أوقفوا التنقيب في رأسي .. وتحطيم ضلوعي
أوقفوا الإمعان في الغدر ... وفي البطش الوضيع
ها أنا أعلن ما أعلنته .. بين الجموع
أنا في السجن ... وفي النور .. وفي القبر .. شيوعي
لقمة الفلاح ما زالت تنّدى بالدموع
لم يزل في كهفه الأسود .. خلاق الربيع
يشتري الأرض .. وقد أوجدها قبل المبيع
يشبع الجوع إلى الأرض .. بحرمان وجوع
والملايين .. بلا أرض .. بلا حلم بديع
يفلحون الأرض للملاك في صمت وديع
غير أن الصمت قد يسبق زلزال الجموع
شمعة الإصلاح لا تجدي .. مع الليل المريع
لا ولا تجدي مع الحلكة آلاف الشموع
وعصا الإصلاح .. ما زالت .. عصا راعي القطيع
أرجعوا الأرض إليه .. حرة حين الرجوع
إنما الأقساط ناف .. فوق فلاح صريع
إنما الأرض لمن يفلحها .. دون بيوع
إنما الثورة أن تصبح .. أرضا للجميع !!
ها أنا أعلن ما أعلنته .. بين الجموع
عرق العامل .. لا يكفي إداما للكفاف
يده تشمر للغير .. ويذوي في جفاف
يكدح الساعات والأيام في غير اختلاف
يشرب الأيام والأعوام كالسم الزعاف
يقطع العمر مع الآلة .. ظهرا تحت ناف
ليست الثورة تصنيعا بعمال عجاف!!
ومشاريع عن الساعات .. والأجر الإضافي
وقوانين عن الإضراب .. سنت للخراف
عرق العامل .. لا يكفي إداما للكفاف
لم يزل يسرقه المالك .. لكن في التفاف
الملايين التي تشقى .. وتنسى في القطاف
قامت الثورة من أجل ملايين الضعاف
يبدأ البركان من ضعف .. ومن فرط ارتجاف
بينما يحجب في الأحشاء جمرا .. غير خافي
ها أنا أعلن ما أعلنته .. بين الجموع
قبضة السجان لن ترهب .. أبطال الكفاح
وظلام السجن لن يوقف .. أضواء الصباح
وشعاع الرأي لا يطفئه .. ومض سلاح
نحن لا نبخل بالروح .. ونقوى بالجراح
كان للطغيان تاج .. ضاع في عصف الرياح
كان للمحتل جيش .. ثم ولى للرواح
نحن عشنا نصنع الثورة .. موثوقي السراح
ما تزل تحصرنا الأسوار في أضيق ساح
جاءت الثورة لم تطلق لنا أرض الكفاح
وخصوم الشعب يمشون على الأرض البراح
ينهبون الشعب باسم الشعب بالقدر المتاح
مثل سوس ينخر الثورة من كل النواحي
ويغنون أغاني الشعب .. لكن كالنباح
يرفعون الصوت كي يطمس أصوات النواح
ويسيرون مع الرايات في كل البطاح
هذه الرايات لا تهتز عن حب صراح
وغدا يبدون ما يخفون فيها من رماح
وهموا .. إذا حسبوا الثورة .. كالحصن المباح
الشيوعي الذي مات ولم يترك صغارا
أو بريقا أو نضارا .. أو ضجيجا .. أو عقارا
الذي آثر أن يمضي .. ولا يترك عارا !!
ترك العمر لمن يكمله .. نبلا .. وثارا
ترك الحب لمن يحمله .. نورا .. ونارا
كان في ظلمة جلاديه عملاقا منارا
يلفظ الأنفاس تحتج .. وتمتد شرارا
وتمادت قبضة البطش .. عذابا وحصارا
ورأوه يرفع الروح .. وقد فاضت شعارا
مهدي عامل
أنت إن نطقت سكتوا، وإن سكتّ نطقوا، لذلك يجب أن تخرس وتصمت.
بيروت الأحزاب، المنظمات، النقابات... حان وقت سكاتها.
بيروت الطوائف، العشائر، الميليشيات، الخراب ... تريد أن تنطق وتنطلق.
وبما أنك تنطق وتـُقنع، والميليشيات لا وقت ولا حجّة عندها لتـُقنع، لذلك لا بدّ للرصاص أن يعبّر ويعبر الجسد، لتسكت وللأبد. وهكذا نطق كاتم الصوت، وعبّر عن رأيه وباختصار شديد، وأفرغ جوفه في جوفك. فأقرب طريقا لتعطيل عقلك هو شحن جسدك بالرصاص.
يوم 18 أيار1987 ، وبعد صلاة الفجر أو الظهر لا أذكر تماما، توكّل الصبية فارغي العقول على العلي القدير، الذي لم يقدر على عقل مهدي عامل، وأفرغوا رصاصهم في جسده ليفرغوه من عقله. أمل قالت حزب الله، وحزب الله أشار لأمل.
وليكن... لست أول الشهداء ولا آخرهم...
اركيولوجيا مهدي عامل
ثلاثة وعشرون عاماً على استشهاد مهدي عامل في 19 أيار 1987 في شارع الجزائر- بيروت، برصاصات الغدر التي راحت تُغرق بيروت... جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية... في يم ظلامية ظلامييها، الذين اطفأوا مشاعلَ في دروب النضال: سهيل طويلة، خليل نعوس، حسين مروة، مهدي عامل......
وفي أيار المتكرر نعاود اللقاء مع مهدي عامل... نحاول الوقوع عليه في ذكرى اغتياله فلا نقع عليها، بل نجذب الى قهقهة أهازيج آتية من الأمام، أهازيج مناضل شيوعي يصر على اجهادنا في أثره... اجاد التسابق والدخول في الزمن المتقدم...
دأبه المشاكسة – حتى في شعره: فضاء النون وتقاسيم على الزمان- الخروج على القوالب الجاهزة المألوفة، وبمشاكسته إجترح مكونات المعرفة والمواجهة... إجترح أدوات الثورة ومنهجها من الموقع الماركسي بالذات.
وفي ذكرى استشهاد مهدي عامل، وفي ظل التحولات التي نشهدها وما حملته من ارتدادات على الماركسية نطرح على أنفسنا ما اذا كانت القضايا الفكرية التي بحثها مهدي مازالت راهنة، وطرح السؤال يضعنا أمام تحدي اثبات راهنية الفكر الماركسي اللينيني الذي به بحث مهدي القضايا الفكرية، والاثبات ليس فعلاً دغمائياً، انه فعل تفكر موقعه الموقع النقيض لفكر ينبهر باليومي وينظّر له على قاعدة الالتحاق بالايديولوجية السائدة. ليس بفكر مهزوم منبهر باليومي وايديولوجيته السائدة تنتقد الماركسية، وليس بفكر يطبق القوانين الماركسية المتكونة على واقع متميز ينتج الفكر الماركسي ويتطور،فالماركسية اللينينية فكر مادي علمي علميته في ماديته وماديته في كشفه ما يحرك الظاهر من الواقع، اي كشف ضرورته، والضرورة ليست معطى من الواقع بل تكمن في الواقع الذي يحتم ضرورة استخراجها وهذه علمية الفكر الماركسي اللينيني التي استعصت على فهم من ينقدها وينظر الى نزع، بوهم الانبهار باليومي، العلمية عنها، والاستخراج لايحدث بمفاهيم جاهزة في العقل بل العقل ينتجها وبانتاجه لها ينتج معرفة علمية بالضرورة التي يستخرج. انها العلاقة التناقضية التي اوضحها لينين بين مادية المعرفة وتاريخيتها. انه المنهج المادي العلمي يستحث النقد يثيره يكتشف التناقض في الواقع الذي التناقض فيه قائم ومنعكس في الفكر وتجاوزه يمر بتجاوز الفكر في الواقع.
ورد الحلاج
مؤلفات مهدي عامل
حسن حمدان (مهدي عامل) 1936-1987.(صورة)
تعتبر فترة 1968-1976 من الفترات المهمة في حياة مهدي عامل، حيث بدأ فيها ممارسة مشروعه الفكري والكتابة باللغة العربية، ودراسة واقعه الاجتماعي في ضوء المنهج المادي الماركسي-اللينيني وتمييز كونية قوانينه، لتبدأ بحسب مهدي عامل "صيرورة الفكر العربي فكراً علمياً"، مبتعداً عن القولبة وتكرار المقولات المتكونة، ومنذ البداية أدرك مهدي خطورة ما يقوم به بقوله:"إنها لمخاطرة كبرى أن يفكر الواحد منا واقعه باللغة العربية".
بدايات مهدي كانت مع مجلة "الطريق" وكانت دراسته الأولى تحت عنوان:"الاستعمار والتخلف" في العدد الثامن- أيلول 1968 التي مهدت لكتابه الأول في العام 1972:"مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني". ولقد قسمه الى قسمين: القسم الأول:"في التناقض"، والقسم الثاني:"في نمط الانتاج الكولونيالي" الذي صدر عام 1976.
كتابه الأول- الأساس الذي بحث فيه، في مجال جديد في الفكر الماركسي-اللينيني، انتاج ادوات المعرفة، تحديد طبيعة نمط الانتاج في مجتمعاتنا العربية، وهناك جزء ثالث من "مقدمات نظرية..." لم يكمله مهدي وبقي على شكل مخطوطة بعنوان:"في تمرحل التاريخ". صدر عن دار الفاربي عام 2001.
عمل مهدي في "مقدمات نظرية..." على تمييز كونية القوانين الماركسية في مجتمعاتنا، وبتمييزه عمل على انتاج الاساس النظري لسيستامه الفكري الذي اعتمده في كتاباته اللاحقة جميعها.
ولقد طرح مهدي في "مقدمات نظرية..." القضية الاساس التي صاغها على النحو التالي:
"ما هو الشكل، أو بالأحرى ما هي الأشكال المحددة التي تتميز فيها حركة القوانين التاريخية الكونية في الحركة التاريخية للمجتمعات العربية المعاصرة؟".
القسم الأول من الكتاب:"في التناقض" بحث نظري بحث فيه علاقة الفكر بالواقع وفي أزمة البنية الاجتماعية التي فيها:زمان التكون وزمان التطور وزمان القطع. وكشف ببحثه ان الفكر علاقة تناقض في صراع ايديولوجي مميزاً بين التناقض الهيغلي والتناقض الماركسي.
كما عرف بأزمة الطبقة المسيطرة وبآلية تحول البرجوازية الصغيرة المسيطرة الى برجوازية كولونيالية متجددة. وحلل أشكال ترابط المستويات البنيوية في البنية الاجتماعية الشاملة وتمييز كونية الماركسية "فان القانون النظري الذي له بالضرورة طابع كوني لايوجد إلا مميزاً وما هذه الحقيقة سوى قانون تفاوت التطور".
القسم الثاني: "في نمط الانتاج الكولونيالي":
عمل مهدي عامل في هذا القسم على انتاج نظرية العلاقة الكولونيالية وصاغها في"تمييز الشكل الكولونيالي لنمط الانتاج الرأسمالي" كاشفاً القانون العام لتطور نمط الانتاج الكولونيالي والاضاءة على اهمية الدور التاريخي للطبقة العاملة في حركة التحرر الوطني.
كما بحث في "علاقة الفكر بالفكر" وفي "علاقة الاختلاف بين البرجوازية الامبريالية والبرجوازية الكولونيالية".
في هذا القسم تكشفت اهمية عمل مهدي عامل من اعادة انتاج النظرية الثورية في ظروف الواقع الاجتماعي، على قاعدة النظرية إياها، في واقع متميز، بمعنى آخر "ان نفكر الأدوات المفهومية التي بها نفكر حتى نتمكن من ان نفكر واقع هذه الحركة التاريخية".ولقد انهى مهدي "في نمط الانتاج الكولونيالي" بقوله:"بقي علينا إذن أن نحاول تحليل التطور التاريخي لهذه العلاقات، أي أن نحدد الصيرورة الطبقية لمختلف طبقات المجتمع الكولونيالي، في الوحدة البنيوية لعلاقاتها. فتحديد البنية الطبقية الكولونيالية لابد ان يتبعه تحديد لمنطق صيرورتها التاريخية [...]. هذا ما سنقوم به في القسم الثالث من هذه الدراسة".
وفي عام 1974صدر كتابه الثاني "أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية؟" ناقش فيه أعمال الندوة الفكرية التي عقدت في الكويت تحت عنوان:"أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي" (نيسان 1974). وفي نقاشه كشف مهدي عامل أن الأزمة ليست أزمة الحضارة العربية، بل أزمة الفكر الناظر في هذه الحضارة أي فكر البرجوازيات العربية، ونقض بعض المفاهيم التي وردت في سياق أعمال الندوة من مثل:"الإغتراب"، و"الوراثة"، و "الانقطاع الحضاري"، و"العقل العربي"، و"التخلف"، و"الأصالة والحداثة" وبنقضه استنتج مهدي ان المشكلة هي مشكلة الفكر الحاضر الناظر في الماضي وفي التراث، وان مشكلة الحاضر هي مشكلة تحرره الوطني.
ثم جاء كتابه " النظرية في الممارسة السياسية. بحث في اسباب الحرب الأهلية في لبنان" وذلك بعد أربع سنوات من اندلاع الحرب الأهلية (1979). والكتاب بحث في واقع يعيش حركة تحوله حرباً أهلية في لبنان. التي هي ليست بمعزل عن حركة التحرر الوطني للشعوب العربية كما لايمكن النظر الى هذه الحرب من خارج أزمة القيادة البرجوازية وأزمة النقيض الثوري. وذلك لأن الساحة اللبنانية حقل مركزي للصراع بين الخطين الأساسيين النقيضين في حركة التحرر الوطني للشعوب العربية. كما نظر مهدي في تطور البنية الاجتماعية اللبنانية وبحث في علاقة التمثيل السياسي الطائفي واسباب فشل الاصلاح الشهابي ومفهوم الطغمة المالية والعلاقة بين الحركة الوطنية والثورة الفلسطينية.
"مدخل الى نقض الفكر الطائفي القضية الفلسطينية في ايديولوجية البرجوازية اللبنانية" صدر عام 1980.
طرح مهدي السؤال التالي:"كيف تنظر البرجوازية اللبنانية بين ايديولوجيتها الطبقية الى القضية الفلسطينية؟".
والكتاب اجابة على السؤال المطروح، حدده مهدي بخطوتين منهجيتين:
- الأولى: عرض لمعالم ايديولوجية البرجوازية اللبنانية، وتحديد لمفاهيمها الاساسية التي ينتظم بها بنائها الفكري.
- الثانية: نقض هذه الايديولوجية.
إختار مهدي في نقضه للبرجوازية اللبنانية نصوصاً لميشال شيحا الأب الروحي للبرجوازية اللبنانية، قرأ فيها تلك الأيديولوجية، واختار أيضاص نصوصاً لحزب الكتائب الذي في فاشيته هو الوليد الشرعي والطبيعي لهذه الايديولوجية.
قراءة مهدي النقضية لايديولوجية البرجوازية اللبنانية عبرت عنها العناوين التالية:
- تكون الطغمة المالية في اقتصاد التجارة والخدمات.
- العلاقة بين الفكر الطائفي والفكر الانعزالي والفكر القومي.
- سلاح الدين والتقاليد في الايديولوجية البرجوازية اللبنانية.
- الايديولوجية المتوسطية، في خطر اسرائيل، في الشكل الطائفي للصراع الطبقي... وغيرها من العناوين.
وفي عام 1985صدر كتاب:"في علمية الفكر الخلدوني" برز فيه الوجه الآخر لمهدي، الاستاذ المعلم، حيث اعتمد فيه اسلوباً تحليلياً تعليمياً من ممارسة إبن خلدون الفكرية نقض مفهوم للتاريخ سابق، غير علمي. والكتاب بحسب مهدي تمرين لقراءة نص تراثي بفكر مادي علمي، حيث قرأ مهدي نصاً مقتطفاً من مقدمة إبن خلدون بعنوان:"في فضل علم التاريخ"، ويقف فيه امام مفهومين نقيضين للتاريخ:
-الأول: تجريبي، كان سائداً في "تاريخ" المؤرخين السابقين على إبن خلدون لايسمح بتكون التاريخ في علم.
- الثاني خلدوني يقوم على نقض المفهوم التجريبي نقضاً جذرياً، فالتاريخ بمفهومه الخلدوني ليس سرداً للاخبار، بل علم يستخرج الواقع من ظاهر يحجبه.
من هنا يحدد مهدي عامل علمية الفكر الخلدوني التي شكلت قفزة في حقلي الفكر الاجتماعي والفكر التاريخي.
قراءة مهدي لنص إبن خلدون قراءة لنص تراثي بفكر مادي علمي يعيد فيه انتاج التراث فيميزه في حاضره ويقيم الحد المعرفي الفاصل في تاريخية هذا الفكر. و"علمية الفكر الخلدوني" قصد منه مهدي ايضاً، ، إبراز دلائل على علمية الفكر الخلدوني كمثال في مقابل علمية فكر إبن رشد التي كانت موضوع جدال واختلاف في الرأي، اغلب الظن، بين الشهيدين حسين مروة ومهدي عامل.
خاض مهدي عامل معركة فكرية-سياسية في كتابه "هل القلب للشرق والعقل للغرب. ماركس في استشراق إدوارد سعيد"، ضد محاولات ادراج النظرية الماركسية في البناء النظري للفكر البرجوازي، وفي كتابه هذا ناقش مهدي عامل أربع صفحات فقط (ص170-173) من كتاب"الاستشراق" تحدث فيه ادوارد سعيد عن علاقة ماركس بالفكر الاستشراقي وبالفكر الآسيوي.
لقد غيّب ادوارد سعيد الطابع التاريخي للثقافة واعتمد بدلاً منه الفكر القومي أو فكر الأمة، اي الفكر الواحد في بنيته، يؤول الكاتب نصاً لماركس فيرى فيه استثناء لقاعدة، أي خروجاً على فكر الأمة.
وفي كتابه هذا وضع مهدي عامل، انطلاقاً من الأمانة العلمية، نص ماركس المؤول من قبل سعيد ووضع كذلك نص سعيد التأويلي، وقارن بينهما وصولاً الى كشف منطق الفكر الذي يؤول النص.
وفي عام 1986صدر كتاب "في الدولة الطائفية" آخر كتب مهدي الصادرة قبل استشهاده، قرأ فيه مجموعة نصوص تعالج الطائفية وتقارب أزمة النظام السياسي في لبنان لتخرج من ثم بحلول هي في منطقها الداخلي واحدة. قرأ مهدي أولاً نصوصاً أربعة من موقع فكري مختلف عن الموقع الذي تحتله هذه النصوص في حقل الفكر في لبنان، والاختلاف هذا حد معرفي فاصل بين الفكر البرجوازي المسيطر والفكر الثوري النقيض.
والنصوص الأربعة الأولى هي لأنطوان مسرة، وناصيف نصار، وبسام الهاشم، وإيليا حريق. عمل مهدي على تفكيك بنيتها اللغوية لابراز المفاهيم التي تحملها، ثم كشف فكر هذه المفاهيم، وانتقاده بفكر ماركسي ينتج الواقع في انتاج هذا الواقع له.
ويرى مهدي ان الفكر التوافقي الكامن في هذه النصوص شكل متجدد من الفكر البرجوازي، يؤبد النظام البرجوازي كأن حرباً أهلية لم تكن.
من ثم يتصدى مهدي لنصين آخرين لمسعود ضاهر وأحمد بعلبكي ينتقد فيهما ما يراه من انزلاقات في حركة انتاج الفكر الماركسي الى موقع الفكر البرجوازي في شكله الطائفي المسيطر. وفي نقده يعيد مهدي عامل التاكيد على اهمية كشف موقع الفكر المؤسس للكتابة، على القراءة بتبيانه كي تكون نقداً منتجاً للمعرفة.
وآخر ما كان يعمل عليه الشهيد مهدي عامل قبل أن تغدره رصاصات الغدر الظلامية الطائفية كتاب:"نقد الفكر اليومي" الذي صدر لاحقاً ومنتقصاً في ما بعد.
"نقد الفكر اليومي" من الأعمال النادرة في اللغة العربية يتتبع فيه مهدي عامل الفكر المنتشر على صفحات الصحف والمجلات ليصل الى تعرية وكشف موقعه الطبقي، وبنقده للفكر اليومي وصل مهدي الى هدم الفكر اليومي، والكتاب يحتوي ايضاً على قسم بعنوان:"في عدم وجود نمط معين من الانتاج يمكن تمييزه بأنه نمط اسلامي" نقد فيه مهدي الفكر الاقتصادي الاسلامي كاشفاً تماثل بديله مع الاقتصاد البرجوزاي لتماثل موقعهما الطبقي.
وفي عام 1991صدر كتاب:"في قضايا التربية والسياسة التعليمية" والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات بحث فيها مهدي قضايا التربية والتعليم نشرت ما بين 1968-1973في مجلة "الطريق" ودوريات اخرى، حلل فيها الآلية السياسية التعليمية للدولة في لبنان، التي تعمل من خلالها على ضرب التعليم الرسمي وتعميق الانتماء للطائفة لاعادة انتاج النظام السياسي الطائفي المسيطر.
والكتاب ينتظم في قسمين يحويان مجموعة مقالات منها:- دور الجامعة اللبنانية في انتاج ثقافة وطنية.- الاتجاهات الجديدة لسياسة البرجوازية اللبنانية في حقل التعليم.- حول منهجي الفلسفة العربية والفلسفة العامة.- حول منهج تاريخ الفكر.- نقل المفاهيم الاجتماعية وانتاجها
سامي ملوكي
وفي أيار المتكرر نعاود اللقاء مع مهدي عامل... نحاول الوقوع عليه في ذكرى اغتياله فلا نقع عليها، بل نجذب الى قهقهة أهازيج آتية من الأمام، أهازيج مناضل شيوعي يصر على اجهادنا في أثره... اجاد التسابق والدخول في الزمن المتقدم...
دأبه المشاكسة – حتى في شعره: فضاء النون وتقاسيم على الزمان- الخروج على القوالب الجاهزة المألوفة، وبمشاكسته إجترح مكونات المعرفة والمواجهة... إجترح أدوات الثورة ومنهجها من الموقع الماركسي بالذات.
وفي ذكرى استشهاد مهدي عامل، وفي ظل التحولات التي نشهدها وما حملته من ارتدادات على الماركسية نطرح على أنفسنا ما اذا كانت القضايا الفكرية التي بحثها مهدي مازالت راهنة، وطرح السؤال يضعنا أمام تحدي اثبات راهنية الفكر الماركسي اللينيني الذي به بحث مهدي القضايا الفكرية، والاثبات ليس فعلاً دغمائياً، انه فعل تفكر موقعه الموقع النقيض لفكر ينبهر باليومي وينظّر له على قاعدة الالتحاق بالايديولوجية السائدة. ليس بفكر مهزوم منبهر باليومي وايديولوجيته السائدة تنتقد الماركسية، وليس بفكر يطبق القوانين الماركسية المتكونة على واقع متميز ينتج الفكر الماركسي ويتطور،فالماركسية اللينينية فكر مادي علمي علميته في ماديته وماديته في كشفه ما يحرك الظاهر من الواقع، اي كشف ضرورته، والضرورة ليست معطى من الواقع بل تكمن في الواقع الذي يحتم ضرورة استخراجها وهذه علمية الفكر الماركسي اللينيني التي استعصت على فهم من ينقدها وينظر الى نزع، بوهم الانبهار باليومي، العلمية عنها، والاستخراج لايحدث بمفاهيم جاهزة في العقل بل العقل ينتجها وبانتاجه لها ينتج معرفة علمية بالضرورة التي يستخرج. انها العلاقة التناقضية التي اوضحها لينين بين مادية المعرفة وتاريخيتها. انه المنهج المادي العلمي يستحث النقد يثيره يكتشف التناقض في الواقع الذي التناقض فيه قائم ومنعكس في الفكر وتجاوزه يمر بتجاوز الفكر في الواقع.
ورد الحلاج
مؤلفات مهدي عامل
حسن حمدان (مهدي عامل) 1936-1987.(صورة)
تعتبر فترة 1968-1976 من الفترات المهمة في حياة مهدي عامل، حيث بدأ فيها ممارسة مشروعه الفكري والكتابة باللغة العربية، ودراسة واقعه الاجتماعي في ضوء المنهج المادي الماركسي-اللينيني وتمييز كونية قوانينه، لتبدأ بحسب مهدي عامل "صيرورة الفكر العربي فكراً علمياً"، مبتعداً عن القولبة وتكرار المقولات المتكونة، ومنذ البداية أدرك مهدي خطورة ما يقوم به بقوله:"إنها لمخاطرة كبرى أن يفكر الواحد منا واقعه باللغة العربية".
بدايات مهدي كانت مع مجلة "الطريق" وكانت دراسته الأولى تحت عنوان:"الاستعمار والتخلف" في العدد الثامن- أيلول 1968 التي مهدت لكتابه الأول في العام 1972:"مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني". ولقد قسمه الى قسمين: القسم الأول:"في التناقض"، والقسم الثاني:"في نمط الانتاج الكولونيالي" الذي صدر عام 1976.
كتابه الأول- الأساس الذي بحث فيه، في مجال جديد في الفكر الماركسي-اللينيني، انتاج ادوات المعرفة، تحديد طبيعة نمط الانتاج في مجتمعاتنا العربية، وهناك جزء ثالث من "مقدمات نظرية..." لم يكمله مهدي وبقي على شكل مخطوطة بعنوان:"في تمرحل التاريخ". صدر عن دار الفاربي عام 2001.
عمل مهدي في "مقدمات نظرية..." على تمييز كونية القوانين الماركسية في مجتمعاتنا، وبتمييزه عمل على انتاج الاساس النظري لسيستامه الفكري الذي اعتمده في كتاباته اللاحقة جميعها.
ولقد طرح مهدي في "مقدمات نظرية..." القضية الاساس التي صاغها على النحو التالي:
"ما هو الشكل، أو بالأحرى ما هي الأشكال المحددة التي تتميز فيها حركة القوانين التاريخية الكونية في الحركة التاريخية للمجتمعات العربية المعاصرة؟".
القسم الأول من الكتاب:"في التناقض" بحث نظري بحث فيه علاقة الفكر بالواقع وفي أزمة البنية الاجتماعية التي فيها:زمان التكون وزمان التطور وزمان القطع. وكشف ببحثه ان الفكر علاقة تناقض في صراع ايديولوجي مميزاً بين التناقض الهيغلي والتناقض الماركسي.
كما عرف بأزمة الطبقة المسيطرة وبآلية تحول البرجوازية الصغيرة المسيطرة الى برجوازية كولونيالية متجددة. وحلل أشكال ترابط المستويات البنيوية في البنية الاجتماعية الشاملة وتمييز كونية الماركسية "فان القانون النظري الذي له بالضرورة طابع كوني لايوجد إلا مميزاً وما هذه الحقيقة سوى قانون تفاوت التطور".
القسم الثاني: "في نمط الانتاج الكولونيالي":
عمل مهدي عامل في هذا القسم على انتاج نظرية العلاقة الكولونيالية وصاغها في"تمييز الشكل الكولونيالي لنمط الانتاج الرأسمالي" كاشفاً القانون العام لتطور نمط الانتاج الكولونيالي والاضاءة على اهمية الدور التاريخي للطبقة العاملة في حركة التحرر الوطني.
كما بحث في "علاقة الفكر بالفكر" وفي "علاقة الاختلاف بين البرجوازية الامبريالية والبرجوازية الكولونيالية".
في هذا القسم تكشفت اهمية عمل مهدي عامل من اعادة انتاج النظرية الثورية في ظروف الواقع الاجتماعي، على قاعدة النظرية إياها، في واقع متميز، بمعنى آخر "ان نفكر الأدوات المفهومية التي بها نفكر حتى نتمكن من ان نفكر واقع هذه الحركة التاريخية".ولقد انهى مهدي "في نمط الانتاج الكولونيالي" بقوله:"بقي علينا إذن أن نحاول تحليل التطور التاريخي لهذه العلاقات، أي أن نحدد الصيرورة الطبقية لمختلف طبقات المجتمع الكولونيالي، في الوحدة البنيوية لعلاقاتها. فتحديد البنية الطبقية الكولونيالية لابد ان يتبعه تحديد لمنطق صيرورتها التاريخية [...]. هذا ما سنقوم به في القسم الثالث من هذه الدراسة".
وفي عام 1974صدر كتابه الثاني "أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية؟" ناقش فيه أعمال الندوة الفكرية التي عقدت في الكويت تحت عنوان:"أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي" (نيسان 1974). وفي نقاشه كشف مهدي عامل أن الأزمة ليست أزمة الحضارة العربية، بل أزمة الفكر الناظر في هذه الحضارة أي فكر البرجوازيات العربية، ونقض بعض المفاهيم التي وردت في سياق أعمال الندوة من مثل:"الإغتراب"، و"الوراثة"، و "الانقطاع الحضاري"، و"العقل العربي"، و"التخلف"، و"الأصالة والحداثة" وبنقضه استنتج مهدي ان المشكلة هي مشكلة الفكر الحاضر الناظر في الماضي وفي التراث، وان مشكلة الحاضر هي مشكلة تحرره الوطني.
ثم جاء كتابه " النظرية في الممارسة السياسية. بحث في اسباب الحرب الأهلية في لبنان" وذلك بعد أربع سنوات من اندلاع الحرب الأهلية (1979). والكتاب بحث في واقع يعيش حركة تحوله حرباً أهلية في لبنان. التي هي ليست بمعزل عن حركة التحرر الوطني للشعوب العربية كما لايمكن النظر الى هذه الحرب من خارج أزمة القيادة البرجوازية وأزمة النقيض الثوري. وذلك لأن الساحة اللبنانية حقل مركزي للصراع بين الخطين الأساسيين النقيضين في حركة التحرر الوطني للشعوب العربية. كما نظر مهدي في تطور البنية الاجتماعية اللبنانية وبحث في علاقة التمثيل السياسي الطائفي واسباب فشل الاصلاح الشهابي ومفهوم الطغمة المالية والعلاقة بين الحركة الوطنية والثورة الفلسطينية.
"مدخل الى نقض الفكر الطائفي القضية الفلسطينية في ايديولوجية البرجوازية اللبنانية" صدر عام 1980.
طرح مهدي السؤال التالي:"كيف تنظر البرجوازية اللبنانية بين ايديولوجيتها الطبقية الى القضية الفلسطينية؟".
والكتاب اجابة على السؤال المطروح، حدده مهدي بخطوتين منهجيتين:
- الأولى: عرض لمعالم ايديولوجية البرجوازية اللبنانية، وتحديد لمفاهيمها الاساسية التي ينتظم بها بنائها الفكري.
- الثانية: نقض هذه الايديولوجية.
إختار مهدي في نقضه للبرجوازية اللبنانية نصوصاً لميشال شيحا الأب الروحي للبرجوازية اللبنانية، قرأ فيها تلك الأيديولوجية، واختار أيضاص نصوصاً لحزب الكتائب الذي في فاشيته هو الوليد الشرعي والطبيعي لهذه الايديولوجية.
قراءة مهدي النقضية لايديولوجية البرجوازية اللبنانية عبرت عنها العناوين التالية:
- تكون الطغمة المالية في اقتصاد التجارة والخدمات.
- العلاقة بين الفكر الطائفي والفكر الانعزالي والفكر القومي.
- سلاح الدين والتقاليد في الايديولوجية البرجوازية اللبنانية.
- الايديولوجية المتوسطية، في خطر اسرائيل، في الشكل الطائفي للصراع الطبقي... وغيرها من العناوين.
وفي عام 1985صدر كتاب:"في علمية الفكر الخلدوني" برز فيه الوجه الآخر لمهدي، الاستاذ المعلم، حيث اعتمد فيه اسلوباً تحليلياً تعليمياً من ممارسة إبن خلدون الفكرية نقض مفهوم للتاريخ سابق، غير علمي. والكتاب بحسب مهدي تمرين لقراءة نص تراثي بفكر مادي علمي، حيث قرأ مهدي نصاً مقتطفاً من مقدمة إبن خلدون بعنوان:"في فضل علم التاريخ"، ويقف فيه امام مفهومين نقيضين للتاريخ:
-الأول: تجريبي، كان سائداً في "تاريخ" المؤرخين السابقين على إبن خلدون لايسمح بتكون التاريخ في علم.
- الثاني خلدوني يقوم على نقض المفهوم التجريبي نقضاً جذرياً، فالتاريخ بمفهومه الخلدوني ليس سرداً للاخبار، بل علم يستخرج الواقع من ظاهر يحجبه.
من هنا يحدد مهدي عامل علمية الفكر الخلدوني التي شكلت قفزة في حقلي الفكر الاجتماعي والفكر التاريخي.
قراءة مهدي لنص إبن خلدون قراءة لنص تراثي بفكر مادي علمي يعيد فيه انتاج التراث فيميزه في حاضره ويقيم الحد المعرفي الفاصل في تاريخية هذا الفكر. و"علمية الفكر الخلدوني" قصد منه مهدي ايضاً، ، إبراز دلائل على علمية الفكر الخلدوني كمثال في مقابل علمية فكر إبن رشد التي كانت موضوع جدال واختلاف في الرأي، اغلب الظن، بين الشهيدين حسين مروة ومهدي عامل.
خاض مهدي عامل معركة فكرية-سياسية في كتابه "هل القلب للشرق والعقل للغرب. ماركس في استشراق إدوارد سعيد"، ضد محاولات ادراج النظرية الماركسية في البناء النظري للفكر البرجوازي، وفي كتابه هذا ناقش مهدي عامل أربع صفحات فقط (ص170-173) من كتاب"الاستشراق" تحدث فيه ادوارد سعيد عن علاقة ماركس بالفكر الاستشراقي وبالفكر الآسيوي.
لقد غيّب ادوارد سعيد الطابع التاريخي للثقافة واعتمد بدلاً منه الفكر القومي أو فكر الأمة، اي الفكر الواحد في بنيته، يؤول الكاتب نصاً لماركس فيرى فيه استثناء لقاعدة، أي خروجاً على فكر الأمة.
وفي كتابه هذا وضع مهدي عامل، انطلاقاً من الأمانة العلمية، نص ماركس المؤول من قبل سعيد ووضع كذلك نص سعيد التأويلي، وقارن بينهما وصولاً الى كشف منطق الفكر الذي يؤول النص.
وفي عام 1986صدر كتاب "في الدولة الطائفية" آخر كتب مهدي الصادرة قبل استشهاده، قرأ فيه مجموعة نصوص تعالج الطائفية وتقارب أزمة النظام السياسي في لبنان لتخرج من ثم بحلول هي في منطقها الداخلي واحدة. قرأ مهدي أولاً نصوصاً أربعة من موقع فكري مختلف عن الموقع الذي تحتله هذه النصوص في حقل الفكر في لبنان، والاختلاف هذا حد معرفي فاصل بين الفكر البرجوازي المسيطر والفكر الثوري النقيض.
والنصوص الأربعة الأولى هي لأنطوان مسرة، وناصيف نصار، وبسام الهاشم، وإيليا حريق. عمل مهدي على تفكيك بنيتها اللغوية لابراز المفاهيم التي تحملها، ثم كشف فكر هذه المفاهيم، وانتقاده بفكر ماركسي ينتج الواقع في انتاج هذا الواقع له.
ويرى مهدي ان الفكر التوافقي الكامن في هذه النصوص شكل متجدد من الفكر البرجوازي، يؤبد النظام البرجوازي كأن حرباً أهلية لم تكن.
من ثم يتصدى مهدي لنصين آخرين لمسعود ضاهر وأحمد بعلبكي ينتقد فيهما ما يراه من انزلاقات في حركة انتاج الفكر الماركسي الى موقع الفكر البرجوازي في شكله الطائفي المسيطر. وفي نقده يعيد مهدي عامل التاكيد على اهمية كشف موقع الفكر المؤسس للكتابة، على القراءة بتبيانه كي تكون نقداً منتجاً للمعرفة.
وآخر ما كان يعمل عليه الشهيد مهدي عامل قبل أن تغدره رصاصات الغدر الظلامية الطائفية كتاب:"نقد الفكر اليومي" الذي صدر لاحقاً ومنتقصاً في ما بعد.
"نقد الفكر اليومي" من الأعمال النادرة في اللغة العربية يتتبع فيه مهدي عامل الفكر المنتشر على صفحات الصحف والمجلات ليصل الى تعرية وكشف موقعه الطبقي، وبنقده للفكر اليومي وصل مهدي الى هدم الفكر اليومي، والكتاب يحتوي ايضاً على قسم بعنوان:"في عدم وجود نمط معين من الانتاج يمكن تمييزه بأنه نمط اسلامي" نقد فيه مهدي الفكر الاقتصادي الاسلامي كاشفاً تماثل بديله مع الاقتصاد البرجوزاي لتماثل موقعهما الطبقي.
وفي عام 1991صدر كتاب:"في قضايا التربية والسياسة التعليمية" والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات بحث فيها مهدي قضايا التربية والتعليم نشرت ما بين 1968-1973في مجلة "الطريق" ودوريات اخرى، حلل فيها الآلية السياسية التعليمية للدولة في لبنان، التي تعمل من خلالها على ضرب التعليم الرسمي وتعميق الانتماء للطائفة لاعادة انتاج النظام السياسي الطائفي المسيطر.
والكتاب ينتظم في قسمين يحويان مجموعة مقالات منها:- دور الجامعة اللبنانية في انتاج ثقافة وطنية.- الاتجاهات الجديدة لسياسة البرجوازية اللبنانية في حقل التعليم.- حول منهجي الفلسفة العربية والفلسفة العامة.- حول منهج تاريخ الفكر.- نقل المفاهيم الاجتماعية وانتاجها
سامي ملوكي
samedi 22 janvier 2011
مسرحية " عائد الى حيفا "
اثارت مسرحية " عائد الى حيفا " التي تعرض منذ 15 يناير وحتى نهاية الشهر على خشبة مسرح " جيه " بالعاصمة الامريكية واشنطن ، اثارت حفيظة اللوبي الصهيوني الذي استنفر ضد المسرحية وكاتب الرواية رافضا عرضها في الولايات المتحدة او الاحتفاء بها على مسارح امريكية معروفة وبخاصة مسرح جيه .
لماذا ؟
لان كاتب هذه الرواية ، بحسب بعض الاكاديميين الصهاينة ، ليس مجرد " محرض عادي " لصالح الفلسطينيين بل انه " احد اهم المنظرين الاعلاميين للتنظيم الفلسطيني الراديكالي المعروف بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " دون ان يقول هؤلاء طبعا ولذلك قتلناه في بيروت وفخخنا سيارته وقتلنا معه ابنة اخته : لميس.
ويمارس اللوبي الصهيوني ضغوطاً شديدة على مالكي المسرح ، الا ان " عائد الى حيفا " وجدت من يدافع عنها من اكاديميين وطلبة وفنانين وحتى شخصيات يهودية تقدمية. واعتبر هؤلاء ان غسان كنفاني دافع عن الشعب الفلسطيني في هذه الرواية بقدر ما دافع عن ضحايا الهولوكست والضعفاء من ضحايا النازية والصهيونية على حد سواء.
تروي " عائد الى حيفا " قصة الزوجان سعيد وصفية اللذان " عادا " الى حيفا بعد حرب عام 1967 " لزيارة بيتهما " ومعرفة مصير " خلدون " الصغير الذي تركاه خلفهما بسبب عملية التهجير القسري التي جرت للعرب عام 1948 وطرد سكان المدينة من بيوتهم الى البحر والمنافي. ولم يكن يخطر ببال صفية انها ستجد ابنها وقد تحول الى جندي في الجيش الصهيوني.
عبقرية كنفاني في هذه الرواية تظهر في تحديد جوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني. وتكشف ان العودة الى الوطن والبيت لا تعني زيارة البيت الذي كان يوما ما ملكا لهما وقد سكنه غريب محتل جاء هاربا الى " اسرائيل " من عسف النازية والعنصرية الاوروبية.
جاءت نتائج الرواية وفق هذه الصيغة الماساوية بالنسبة لصفية وسعيد ، الا ان الحقيقة كانت اقوى من الجميع . فالفلسطيني يمكنه ان يتحول الى صهيوني وقاتل حين يتحول من " خلدون الصغير " الى " الجندي دوف " وتربيه وترعاه يد غير يد امه . اراد الشهيد كنفاني ان يقول الحقيقة ، فالعودة للبيت سوف تتطلب اكثر من مجرد هذه الدموع التي تذرفها صفية الان ، وقد يكون الامل الوحيد المتبقي لهما هو ابنهما الثاني " خالد " الذي يريد ان يلتحق بالمقاومة الفلسطينية ويصبح فدائي في الثورة. وهو الان صار سلاح سعيد وامله الوحيد امام من يقول له بان كل دموع العالم سوف لن تستطيع ان تحمل زورقا من ورق كي تعود الى حيفا.
ان هذا الغضب الصهيوني ينصب على المسرحية ليس لان من كتبها هو غسان كنفاني وحسب بل حتى عنوان الرواية يغيظ العدا..
لماذا ؟
لان كاتب هذه الرواية ، بحسب بعض الاكاديميين الصهاينة ، ليس مجرد " محرض عادي " لصالح الفلسطينيين بل انه " احد اهم المنظرين الاعلاميين للتنظيم الفلسطيني الراديكالي المعروف بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " دون ان يقول هؤلاء طبعا ولذلك قتلناه في بيروت وفخخنا سيارته وقتلنا معه ابنة اخته : لميس.
ويمارس اللوبي الصهيوني ضغوطاً شديدة على مالكي المسرح ، الا ان " عائد الى حيفا " وجدت من يدافع عنها من اكاديميين وطلبة وفنانين وحتى شخصيات يهودية تقدمية. واعتبر هؤلاء ان غسان كنفاني دافع عن الشعب الفلسطيني في هذه الرواية بقدر ما دافع عن ضحايا الهولوكست والضعفاء من ضحايا النازية والصهيونية على حد سواء.
تروي " عائد الى حيفا " قصة الزوجان سعيد وصفية اللذان " عادا " الى حيفا بعد حرب عام 1967 " لزيارة بيتهما " ومعرفة مصير " خلدون " الصغير الذي تركاه خلفهما بسبب عملية التهجير القسري التي جرت للعرب عام 1948 وطرد سكان المدينة من بيوتهم الى البحر والمنافي. ولم يكن يخطر ببال صفية انها ستجد ابنها وقد تحول الى جندي في الجيش الصهيوني.
عبقرية كنفاني في هذه الرواية تظهر في تحديد جوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني. وتكشف ان العودة الى الوطن والبيت لا تعني زيارة البيت الذي كان يوما ما ملكا لهما وقد سكنه غريب محتل جاء هاربا الى " اسرائيل " من عسف النازية والعنصرية الاوروبية.
جاءت نتائج الرواية وفق هذه الصيغة الماساوية بالنسبة لصفية وسعيد ، الا ان الحقيقة كانت اقوى من الجميع . فالفلسطيني يمكنه ان يتحول الى صهيوني وقاتل حين يتحول من " خلدون الصغير " الى " الجندي دوف " وتربيه وترعاه يد غير يد امه . اراد الشهيد كنفاني ان يقول الحقيقة ، فالعودة للبيت سوف تتطلب اكثر من مجرد هذه الدموع التي تذرفها صفية الان ، وقد يكون الامل الوحيد المتبقي لهما هو ابنهما الثاني " خالد " الذي يريد ان يلتحق بالمقاومة الفلسطينية ويصبح فدائي في الثورة. وهو الان صار سلاح سعيد وامله الوحيد امام من يقول له بان كل دموع العالم سوف لن تستطيع ان تحمل زورقا من ورق كي تعود الى حيفا.
ان هذا الغضب الصهيوني ينصب على المسرحية ليس لان من كتبها هو غسان كنفاني وحسب بل حتى عنوان الرواية يغيظ العدا..
jeudi 20 janvier 2011
الشكر الجزيل لادارة بلوكسبوت علي تفاعلها مع طلبي باعادة تشغيل مدونتي
Bonjour,
Nous avons bien reçu votre contestation relative à votre blog http://sami740.blogspot.com/. Après examen, nous avons constaté que notre système automatisé avait marqué par erreur votre blog comme ne respectant pas nos conditions d'utilisation. Nous l'avons par conséquent réactivé. Nous vous prions de nous excuser pour les désagréments occasionnés et vous remercions de votre patience.
Merci de votre compréhension.
Cordialement,
L'équipe Blogger
Nous avons bien reçu votre contestation relative à votre blog http://sami740.blogspot.com/. Après examen, nous avons constaté que notre système automatisé avait marqué par erreur votre blog comme ne respectant pas nos conditions d'utilisation. Nous l'avons par conséquent réactivé. Nous vous prions de nous excuser pour les désagréments occasionnés et vous remercions de votre patience.
Merci de votre compréhension.
Cordialement,
L'équipe Blogger
سلطات البيضاء تستسلم لاحتجاجات المواطنين وتفرج عن أبو النصر
محمد علال الفجري - مرايا بريس
الاثنين 17 يناير 2011
أفرجت محكمة عين السبع بالدار البيضاء عن الناشط الحقوقي والسياسي محمد أبو النصر ، بعدما أكدت مصادر مقربة منه خبر اعتقاله من طرف رجال أمن بزي مدني ، ضدا على مزاعم السلطات قطع كل الصلات مع " الاختطاف البوليسي " .
وأكدت ذات المصادر ، أنه شوهد المئات من المواطنين والمواطنات من كل الأعمار يتجمهرون أمام بوابة المحكمة التي شهدت " عسكرة " أمنية شديدة، ورابض المحتجون منذ الساعات الأولى من صباح أمس أمامها إلى أن أطلق سراح" أبو النصر " .
وبعد أن احتضنت جموع المحتجين بالزغاريد والهتافات الناشط أبو النصر ، ألقى هذا الأخير كلمة وصفها أحد المواطنين الذين حضروا الوقفة " بالمؤثرة " وقال " إنها رسالة قوية ومباشرة من مناضلي النهج الديمقراطي إلى المخزن " .
يشار إلى أن محمد أبو النصر ، الناشط الحقوقي والقيادي في حزب النهج الديمقراطي والأستاذ الجامعي ، تعتبره الفعاليات الجمعوية والحزبية بالدار البيضاء من أبرز النشطاء الجماهيريين والحركيين بذات المدينة.
واشتهر أبو النصر بقيادته وتزعمه للحركة الاحتجاجية والنضالات الطويلة التي خاضها سكان الأحياء الصفيحية والآيلة للسقوط بالبيضاء ، للضغط على السلطات والمطالبة بتوفير سكن ملائم .
lundi 17 janvier 2011
الرّفيق لينين
في يوم 21يناير/كانون الثّاني من سنة1924 إهتزّت روسيا وذهل العالم يمينه ويساره وتوجّهت الأبصار لموسكو وتداعى قادة الثّورة البلشفيّة من كلّ حدب وصوب بعضهم يصطدم ببعض والوجوم باد على الوجوه والحيرة الدّامغة:الرّفيق لينين مات؛هذا ما تردّد وهذا ما يقوله الجميع وحيرة ما بعدها حيرة على الرّغم من يقينهم بحالته الصّحّية التي ستؤدّي لهذه النّهاية المحتومة إلاّ أنّ الخبر كان صاعقا بلا ريب جعل ذكريات تتداعى داخل كلّ بلشفيّ وإهتزازات داخل كلّ إنتهازيّ؛في كلمة:لم يكن الوضع على ما هو عليه.من هو لينين وهل كان يستحقّ ما ذرفه العمّال وطلائعهم من دموع؟
ولد فلاديمير أوليانوف الشّهير بلينين في نيسان/أبريل 1870 بمدينة سيميرسك الرّوسيّة لوالد متفقّدا لمعلّمي المدارس الإبتدائيّة وكان الثّالث من نصف دستة أطفال فمرّ يطفولة عاديّة وإلتحق بالدّراسة وكان جدّيّا منضبطا متفوّقا في تدرّجه الدّراسي؛إلتحق بجامعة كازن في نفس السّنة التي ألقي القبض فيها على شقيقه أكسندر بتهمة التّواطؤ لإغتيال القيصر ألكسندر الثّالث وليتمّ إعدامه في ماي من نفس السّنة وكان عضوا في جماعة تتبنّى الإرهاب الفردي وتكتيك الإغتيالات الموجّهة ونجحت من قبل في إغتيال القيصر ألكسندر الثّاني سنة 1881 الأمر الذي ترك أثرا حادّا في نفسه.
كانت روسيا القيصريّة في النّصف الثّاني للقرن التّاسع عشر تمرّ بمرحلة تحوّلات إنعكست على البنية الفوقيّة السّائدة وخلقت حراكا عامّا ونقاشات متعدّدة برزت فيها حلقات ثوريّة ومجموعات إشتراكيّة وحتّى حلقة ماركسيّة أسّسها بليخانوف منذ 1883 في جنيف بعد إتّصاله المباشر بإنغلس آنذاك تدعى:"مجموعة تحرير العمّال"في خضمّ تلك المجريات إذن إلتحق فلاديمير بالجامعة التي سرعان ما يتمّ طرده منها بسبب مشاركته في مظاهرات طلاّبيّة فيها,في كازان,إلتحق بحلقة ماركسيّة درس فيها مبادئ رأس المال ومؤلّفات هامّة جديدة مثل "ضدّ دوهرينغ لإنغلس"ومؤلّفات هامّة جعلت منه مفكّرا في ذلك السنّّ مثل الحرب الأهليّة في فرنسا الذي كثيرا ما كتب عنه.
إنتسب فلاديمير لجامعة سان بطرسبرغ كطالب مستقلّ سنة 1891 ليواصل فيها دراسته وينهيها بتفوّق وينال درجة المحاماة في نفس السّنة؛لم يتفرّغ فلاديمير لمهنته التي أهّلته الرّخصة والشّهادة الجامعيّة لممارستها إلاّ بضعة أشهر ليندفع إلى العمل الثّوريّ بلا كلل أهّله لتأسيس :"إتحاد نضال وتحرّر الطّبقة العاملة في روسيا"ممّا كلّفه في كانون الاوّل/ديسمبر 1895 الإعتقال والسّجن لمدّة سنة كاملة تمّ تزيينها بثلاث أعوام أخرى نفي لسيبيريا بعد أن وضع أوّل مؤلّفاته التي نبّهت العالم وبالأخصّ ثوريّي روسيا لعبقريّة هذا الرّجل وهو كتاب:"من هم أصدقاء الشّعب؟"ناقض فيه ما يروج من أفكار إقتصاديّة/إجتماعيّة وسياسيّة رائجة في الأوساط الثوريّة آنذاك وكان المنفى بالنّسبة لثوريّ لا يتعب فرصة للإنكباب على صياغة واحد من أهمّ المؤلّفات التي شكّلت فيما بعد أحد قواعد تأسيس الحزب وهو:"تطوّر الرّأسماليّة في روسيا"الذي صدر في أبريل/نيسان 1899 وكان قد تزوّج قبلها وهو في المنفى مع رفيقته ناديزدا كروبسكاياسنة 1898 نفس السّنة التي إنعقد فيها مؤتمر التّأسيس لحزب العمّال الإشتراكيّ الدّيمقراطيّ الرّوسي بمدينة منسك الذي لم ينهي أشغاله بحكم إقتحام قاعة المؤتمر من الأمن وإيقاف كلّ المؤتمرين.
تنتهي سنوات النّفي لفلاديمير مع إشتداد القبضة الأمنيّة ممّا حدا به للمغادرة نحو سويسرا سنة 1900 ثمّ ألمانيا حيث إلتقى بليخانوف فعملا على إنشاء الإيسكرا اللّسان المركزيّ للحزب وعلى نشر مؤلّفات ماركس وإنغلس وإنتقل نشرها مرار من ألمانيا لبريطانيا لسويسرا لكنّها لم تتوقّف وإزدادت زخما خاصّة مع التّحضيرات الحثيثة لإنعقاد المؤتمر الثّاني لحزب العمّال الإستراكي الدّيمقراطي المزمع عقده سنة 1903 وأوكل إلى لينين ؛كما صار يعرف وطنيّا وأمميّا؛ مهمّة إعداد برنامج الحزب وإنعقدت الأشغال في بروكسال ولم يستطع مواصلة المؤتمر للمحاصرة الأمنيّة ممّا جعل المؤتمرين ينهون أعمالهم في لندن بحضور 44مندوبا حزبيّا مثّلوا 24 منظّمة حزبيّة(لجان)ليبرز بعده الإنشقاق التّاريخي بين أغلبيّة"بلاشفة"وأقلّيّة"مناشفة"يتزعّمها مارتوف وعنوان الإنشقاق مضمون القانون الأساسي للحزب وتحديدا الفقرة المتعلّقة بتحديد العضويّة حيث حدّد لينين شروطا واضحة نقضها مارتوف تحت تأثير الرّغبة في تخريط كلّ من يمتلك طاقة نضاليّة يتعاون مع الحزب في حين أنّ لينين كان صارما بالتّنصيص على ضرورة تحمّل مسؤوليّة حزبيّة بالإنظمام لإحدى منظّمات الحزب علاوة على الموافقة النصّيّة بعد الإقتناع على القانون الأساسي والبرنامج ودفع معلوم عضويّة وكانت أولى المحاولات .الواضحة للتّحريفيّة جعلت من بليخانوف نصيرا للمناشفة ومن تروتسكي مصوّتا لهم وتسبّبت في إستقالة لينين من رئاسة تحرير الإيسكرا التي حدث نزاع حول توسيع أو تحديد أعضاء رئاسة تحريرها
في التّاسع من يناير/كانون الثّاني سنة1905بدأت سلسلة مداهمات أمنيّة ومذابح إرتكبتها القوّات القيصريّة في بترسبورغ ممّا تسبّب في ثورة1905 التي حلّل لينين أطوارها ودوافعها ونتائجها وأسباب إنكسارها منصّصا على الدّور الهامّ الذي قامت به الجماهير البروليتاريّة المنتفضة والتي تحمّلت وطأة القمع الدّموي فيما بعد والذي طال زعماء تلك الإنتفاضة ومنهم لينين الذي كان، بعد أن عاد في نوفمبر 1905 ليشارك في تنظيم الجماهير،مجبرا على الهجرة القسريّة سنة 1907 بعد فترة السّريّة التي عاشها وكانت أوضاع الحزب سيّئة كما تقول تروبسكايا في مذكّراتها حيث عمّ التفكّك وإنتكس عدد هامّ من الثّوريّين تحت وطأة القمع وطالب البعض بمقاطعة النّشاط العلني ودخل البعض الآخر في دوّامة تفلسف مثاليّ يشكّك حتّى في المادّيّة والدّيالكتيك دفع الرّفيق فلاديمير لينين للرّدّ عليهم في كرّاسه الهامّ والذي إعتمده عديد الإيبستيمولوجيّون فيما بعد وهو:"المادّيّة ونقد المذهب التّجريبيّ"الصّادر سنة 1908 (كما أوردت لنا دار التقدّم ومنها أعتمد تواريخ الإصدار)ومن جديد كان على الرّفيق البدأ من جديد معتمدا على دستة ثوريّة نحتتها الظّروف الثّوريّة والتمرّس في أعمال الصّراع الطّبقي مستفيدة من خبرة تجربة ثوريّة ميدانيّة ومن تعاقب القمع عليها وكان هدفها تطهير الحزب من كلّ شوائب فكر بورجوازيّ أو إنحراف يمينيّا حينا ويسراويّا حينا آخر يبرز تحت تأثير القمع وحالة الجزر العامّة
في أواخر 1910؛برزت حالة جديدة من المدّ الثّوريّ في روسيا وتوضّح بلا رجعة إنشقاق بلاشفة/مناشفة بتأسيس جماعة مارتوف حزبا خاصّا بهم وإنهمك البلاشفة في نضالهم الذي جعل منهم منظّمين حزبيّا لحوالي 80%لعموم العمّال الثّوريّين وأصدروا "البرافدا"لسنا مركزيّا لهم وتمكّنوا من إيصال ستّة مناضلين لمجلس الدّوما في إنتخابات تفتقد المصداقيّة دخلوها في ظرف خاصّ وشروط خاصّة حدّدها لينين ولتنتهي هذه الفترة التي تابعها لينين موجّها وكاتبا ومناضلا من منفاه بإندلاع الحرب الكونيّة الأولى التي تسبّبت في إنشقاق حزب العمّال الإشتراكي الدّيمقراطي الرّوسي عن الأمميّة الثّانية التي صوّتت مع قرار المشاركة في حرب إعتبرها لينين حربا إمبرياليّة الهدف منها إعادة تقسيم مناطق النّفوذ ومجالات النّهب الرّأسمالي وناقة ولا جمل للبروليتاريا المختنقة فيها وعليه فالنّضال ضدّ هذه القوى أولويّة ثوريّة معتبرا أنّ الكفاح الحقيقي ضدّ الإمبرياليّة التي حدّدها في كتابه الشّهير:"الإمبرياليّة أعلى مراحل الرّأسماليّة"سنة 1916 هو الكفاح ضدّ الحكومة المحلّيّة وصاغ دعوته التي تردّد صداها:"لتتحوّل الحرب الإمبرياليّة لحرب أهليّة ضدّ الرّأسماليّين" وقضّى تلك السّنوات في دراسة الماركسيّة وتبادل المراسلات مع ماركسّيي أوروبا والكتابة في صحيفة الحزب وبحلول سنة 1917؛وجرّاء تبعات وتكاليف الحرب التي تخوضها روسيا القيصريّة بسلسلة هزائم،تفجّرت الأوضاع إجتماعيّا في شباط/فيفري حيث شهدت شوارع المدن الكبرى القيصريّة توقفا للعمّال في ذكرى اليوم العالمي للمرأة وتتحوّل لمظاهرا ضخمة تطوّرت بارتباط مع هشاشة النّظام المنشغل بأعباء الحرب غربا وبوجود قوى سياسيّة لتصبح إنتفاضة ضدّ القيصريّة حيث رفع العمّال شعار"نريد الخبز"ولتسقط الحرب/لتسقط القيصريّة"وسرعان ما يتهاوى نيكولاي الثّاني وتقوم حكومة لفوف رسميّا وسفياتات شعبيّا وتتطوّر الأوضاع مع إحتدام الصّراع الطّبقي وطنيّا وأمميّا وينفّذ البلاشفة ثورتهم في أكتوبر1917 ويعود لينين من منفاه في زوريخ بسويسرا عبر فنلندا بالقطار ويصل بتروغراد ليشرع في تثبيت ما ورد في "رسائل من بعيد" محيّياً الجماهير بقوله:"لتحيا الثّورة البروليتاريّة" وتستلم الحكومة الثوريّة مجتمعا هو الحلقة الأضعف في المنظومة الرّأسماليّة منهارا على جميع الأصعدة وفي اليوم من حكمها،أعلنت الحكومة السّفياتيّة قرارها الشّهير بمرسوم الأرض والشّروع في إعادة الجنود بعقد هدنة وفضح إتّفاقيّة سايكس بيكو ولم تسمح الإمبرياليّة بالرجّة الثّوريّة التي تتهدّدها فأنهت الحرب فيما بينها وأعلنت هجومها موحّدة على الحكومة السّفياتيّة الفتيّة بقيادة الرّفيق لينين لتقوم حرب أخرى واجهها الحزب البلشفيّ بكفاءة وبتضحيات جماهير روسيا وبحنكة البلاشفة وزعيمهم لينين الذي تعرّض هو نفسه لمحاولة إغتيال في 30أغسطس/آب 1918 و يتمّ الشّروع في شيوعيّة الحرب والنّيب لحين الإنتهاء من الثّورة المضادّة سنة 1922 التي أصيب في ربيعها الرّفيق لينين بشلل نصفي سرعان ما عاد إليه بعد أن كاد أن يشفى منه في نهاية العام وفي مارس 1923 أصيب بجلطة جديدة ألزمته الفراش دون التوقّف عن الكتابة رغم توصيات اللّجنة التّنفيذيّة للحزب بتوقّفه عن العمل ويفقد الرّفيق القدرة على الكلام ويكون المصاب الجلل حيث وجمت الوجوه ويبكي قادة الثّورة رفيق دربهم وتتداعى أفواج العاملات والعمّال وتخرج الهيئة الطبّيّة معلنة وفاة أحد معلّمي البروليتاريا ذات صباح 12يناير/كانون الثّاني 1924.
ترك لينين إرثا مكتوبا تمّ تجميعه في مجلّدات تجاوزت في بعض الطّبعات الثّلاثين بأربعة أو ستّة أجزاء حسب دور النّشر منها: من هم أصدقاء الشعب ؟
تطور الرأسمالية في روسيا مالعمل ؟ خطوة للأمام وخطوتان للوراء- تكتيكان اشتراكيان ديموقراطيان في الديموقراطية المادية والنقدية التجريبية الأمبرياليه- أعلى مراحل الرأسماليه أطروحات نيسان-آبريل الدولة والثورة المهام العاجلة للسلطة السوفيتية الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي اليسارية مرض الشيوعية الطفولي أهمية المادية النضالية - عن التعاون الأفضل أقل ولكنه الأفضل هذا إضافة لمئات المقالات والمراسلات التي شكّلت بحقّ إضافة
وفهم عميق للماركسيّة التي يشكّل وفق لينين الدّيالكتيك الثّوري عنصر ديناميّتها
http://www.alnoor.se/article.asp?id=100353
ولد فلاديمير أوليانوف الشّهير بلينين في نيسان/أبريل 1870 بمدينة سيميرسك الرّوسيّة لوالد متفقّدا لمعلّمي المدارس الإبتدائيّة وكان الثّالث من نصف دستة أطفال فمرّ يطفولة عاديّة وإلتحق بالدّراسة وكان جدّيّا منضبطا متفوّقا في تدرّجه الدّراسي؛إلتحق بجامعة كازن في نفس السّنة التي ألقي القبض فيها على شقيقه أكسندر بتهمة التّواطؤ لإغتيال القيصر ألكسندر الثّالث وليتمّ إعدامه في ماي من نفس السّنة وكان عضوا في جماعة تتبنّى الإرهاب الفردي وتكتيك الإغتيالات الموجّهة ونجحت من قبل في إغتيال القيصر ألكسندر الثّاني سنة 1881 الأمر الذي ترك أثرا حادّا في نفسه.
كانت روسيا القيصريّة في النّصف الثّاني للقرن التّاسع عشر تمرّ بمرحلة تحوّلات إنعكست على البنية الفوقيّة السّائدة وخلقت حراكا عامّا ونقاشات متعدّدة برزت فيها حلقات ثوريّة ومجموعات إشتراكيّة وحتّى حلقة ماركسيّة أسّسها بليخانوف منذ 1883 في جنيف بعد إتّصاله المباشر بإنغلس آنذاك تدعى:"مجموعة تحرير العمّال"في خضمّ تلك المجريات إذن إلتحق فلاديمير بالجامعة التي سرعان ما يتمّ طرده منها بسبب مشاركته في مظاهرات طلاّبيّة فيها,في كازان,إلتحق بحلقة ماركسيّة درس فيها مبادئ رأس المال ومؤلّفات هامّة جديدة مثل "ضدّ دوهرينغ لإنغلس"ومؤلّفات هامّة جعلت منه مفكّرا في ذلك السنّّ مثل الحرب الأهليّة في فرنسا الذي كثيرا ما كتب عنه.
إنتسب فلاديمير لجامعة سان بطرسبرغ كطالب مستقلّ سنة 1891 ليواصل فيها دراسته وينهيها بتفوّق وينال درجة المحاماة في نفس السّنة؛لم يتفرّغ فلاديمير لمهنته التي أهّلته الرّخصة والشّهادة الجامعيّة لممارستها إلاّ بضعة أشهر ليندفع إلى العمل الثّوريّ بلا كلل أهّله لتأسيس :"إتحاد نضال وتحرّر الطّبقة العاملة في روسيا"ممّا كلّفه في كانون الاوّل/ديسمبر 1895 الإعتقال والسّجن لمدّة سنة كاملة تمّ تزيينها بثلاث أعوام أخرى نفي لسيبيريا بعد أن وضع أوّل مؤلّفاته التي نبّهت العالم وبالأخصّ ثوريّي روسيا لعبقريّة هذا الرّجل وهو كتاب:"من هم أصدقاء الشّعب؟"ناقض فيه ما يروج من أفكار إقتصاديّة/إجتماعيّة وسياسيّة رائجة في الأوساط الثوريّة آنذاك وكان المنفى بالنّسبة لثوريّ لا يتعب فرصة للإنكباب على صياغة واحد من أهمّ المؤلّفات التي شكّلت فيما بعد أحد قواعد تأسيس الحزب وهو:"تطوّر الرّأسماليّة في روسيا"الذي صدر في أبريل/نيسان 1899 وكان قد تزوّج قبلها وهو في المنفى مع رفيقته ناديزدا كروبسكاياسنة 1898 نفس السّنة التي إنعقد فيها مؤتمر التّأسيس لحزب العمّال الإشتراكيّ الدّيمقراطيّ الرّوسي بمدينة منسك الذي لم ينهي أشغاله بحكم إقتحام قاعة المؤتمر من الأمن وإيقاف كلّ المؤتمرين.
تنتهي سنوات النّفي لفلاديمير مع إشتداد القبضة الأمنيّة ممّا حدا به للمغادرة نحو سويسرا سنة 1900 ثمّ ألمانيا حيث إلتقى بليخانوف فعملا على إنشاء الإيسكرا اللّسان المركزيّ للحزب وعلى نشر مؤلّفات ماركس وإنغلس وإنتقل نشرها مرار من ألمانيا لبريطانيا لسويسرا لكنّها لم تتوقّف وإزدادت زخما خاصّة مع التّحضيرات الحثيثة لإنعقاد المؤتمر الثّاني لحزب العمّال الإستراكي الدّيمقراطي المزمع عقده سنة 1903 وأوكل إلى لينين ؛كما صار يعرف وطنيّا وأمميّا؛ مهمّة إعداد برنامج الحزب وإنعقدت الأشغال في بروكسال ولم يستطع مواصلة المؤتمر للمحاصرة الأمنيّة ممّا جعل المؤتمرين ينهون أعمالهم في لندن بحضور 44مندوبا حزبيّا مثّلوا 24 منظّمة حزبيّة(لجان)ليبرز بعده الإنشقاق التّاريخي بين أغلبيّة"بلاشفة"وأقلّيّة"مناشفة"يتزعّمها مارتوف وعنوان الإنشقاق مضمون القانون الأساسي للحزب وتحديدا الفقرة المتعلّقة بتحديد العضويّة حيث حدّد لينين شروطا واضحة نقضها مارتوف تحت تأثير الرّغبة في تخريط كلّ من يمتلك طاقة نضاليّة يتعاون مع الحزب في حين أنّ لينين كان صارما بالتّنصيص على ضرورة تحمّل مسؤوليّة حزبيّة بالإنظمام لإحدى منظّمات الحزب علاوة على الموافقة النصّيّة بعد الإقتناع على القانون الأساسي والبرنامج ودفع معلوم عضويّة وكانت أولى المحاولات .الواضحة للتّحريفيّة جعلت من بليخانوف نصيرا للمناشفة ومن تروتسكي مصوّتا لهم وتسبّبت في إستقالة لينين من رئاسة تحرير الإيسكرا التي حدث نزاع حول توسيع أو تحديد أعضاء رئاسة تحريرها
في التّاسع من يناير/كانون الثّاني سنة1905بدأت سلسلة مداهمات أمنيّة ومذابح إرتكبتها القوّات القيصريّة في بترسبورغ ممّا تسبّب في ثورة1905 التي حلّل لينين أطوارها ودوافعها ونتائجها وأسباب إنكسارها منصّصا على الدّور الهامّ الذي قامت به الجماهير البروليتاريّة المنتفضة والتي تحمّلت وطأة القمع الدّموي فيما بعد والذي طال زعماء تلك الإنتفاضة ومنهم لينين الذي كان، بعد أن عاد في نوفمبر 1905 ليشارك في تنظيم الجماهير،مجبرا على الهجرة القسريّة سنة 1907 بعد فترة السّريّة التي عاشها وكانت أوضاع الحزب سيّئة كما تقول تروبسكايا في مذكّراتها حيث عمّ التفكّك وإنتكس عدد هامّ من الثّوريّين تحت وطأة القمع وطالب البعض بمقاطعة النّشاط العلني ودخل البعض الآخر في دوّامة تفلسف مثاليّ يشكّك حتّى في المادّيّة والدّيالكتيك دفع الرّفيق فلاديمير لينين للرّدّ عليهم في كرّاسه الهامّ والذي إعتمده عديد الإيبستيمولوجيّون فيما بعد وهو:"المادّيّة ونقد المذهب التّجريبيّ"الصّادر سنة 1908 (كما أوردت لنا دار التقدّم ومنها أعتمد تواريخ الإصدار)ومن جديد كان على الرّفيق البدأ من جديد معتمدا على دستة ثوريّة نحتتها الظّروف الثّوريّة والتمرّس في أعمال الصّراع الطّبقي مستفيدة من خبرة تجربة ثوريّة ميدانيّة ومن تعاقب القمع عليها وكان هدفها تطهير الحزب من كلّ شوائب فكر بورجوازيّ أو إنحراف يمينيّا حينا ويسراويّا حينا آخر يبرز تحت تأثير القمع وحالة الجزر العامّة
في أواخر 1910؛برزت حالة جديدة من المدّ الثّوريّ في روسيا وتوضّح بلا رجعة إنشقاق بلاشفة/مناشفة بتأسيس جماعة مارتوف حزبا خاصّا بهم وإنهمك البلاشفة في نضالهم الذي جعل منهم منظّمين حزبيّا لحوالي 80%لعموم العمّال الثّوريّين وأصدروا "البرافدا"لسنا مركزيّا لهم وتمكّنوا من إيصال ستّة مناضلين لمجلس الدّوما في إنتخابات تفتقد المصداقيّة دخلوها في ظرف خاصّ وشروط خاصّة حدّدها لينين ولتنتهي هذه الفترة التي تابعها لينين موجّها وكاتبا ومناضلا من منفاه بإندلاع الحرب الكونيّة الأولى التي تسبّبت في إنشقاق حزب العمّال الإشتراكي الدّيمقراطي الرّوسي عن الأمميّة الثّانية التي صوّتت مع قرار المشاركة في حرب إعتبرها لينين حربا إمبرياليّة الهدف منها إعادة تقسيم مناطق النّفوذ ومجالات النّهب الرّأسمالي وناقة ولا جمل للبروليتاريا المختنقة فيها وعليه فالنّضال ضدّ هذه القوى أولويّة ثوريّة معتبرا أنّ الكفاح الحقيقي ضدّ الإمبرياليّة التي حدّدها في كتابه الشّهير:"الإمبرياليّة أعلى مراحل الرّأسماليّة"سنة 1916 هو الكفاح ضدّ الحكومة المحلّيّة وصاغ دعوته التي تردّد صداها:"لتتحوّل الحرب الإمبرياليّة لحرب أهليّة ضدّ الرّأسماليّين" وقضّى تلك السّنوات في دراسة الماركسيّة وتبادل المراسلات مع ماركسّيي أوروبا والكتابة في صحيفة الحزب وبحلول سنة 1917؛وجرّاء تبعات وتكاليف الحرب التي تخوضها روسيا القيصريّة بسلسلة هزائم،تفجّرت الأوضاع إجتماعيّا في شباط/فيفري حيث شهدت شوارع المدن الكبرى القيصريّة توقفا للعمّال في ذكرى اليوم العالمي للمرأة وتتحوّل لمظاهرا ضخمة تطوّرت بارتباط مع هشاشة النّظام المنشغل بأعباء الحرب غربا وبوجود قوى سياسيّة لتصبح إنتفاضة ضدّ القيصريّة حيث رفع العمّال شعار"نريد الخبز"ولتسقط الحرب/لتسقط القيصريّة"وسرعان ما يتهاوى نيكولاي الثّاني وتقوم حكومة لفوف رسميّا وسفياتات شعبيّا وتتطوّر الأوضاع مع إحتدام الصّراع الطّبقي وطنيّا وأمميّا وينفّذ البلاشفة ثورتهم في أكتوبر1917 ويعود لينين من منفاه في زوريخ بسويسرا عبر فنلندا بالقطار ويصل بتروغراد ليشرع في تثبيت ما ورد في "رسائل من بعيد" محيّياً الجماهير بقوله:"لتحيا الثّورة البروليتاريّة" وتستلم الحكومة الثوريّة مجتمعا هو الحلقة الأضعف في المنظومة الرّأسماليّة منهارا على جميع الأصعدة وفي اليوم من حكمها،أعلنت الحكومة السّفياتيّة قرارها الشّهير بمرسوم الأرض والشّروع في إعادة الجنود بعقد هدنة وفضح إتّفاقيّة سايكس بيكو ولم تسمح الإمبرياليّة بالرجّة الثّوريّة التي تتهدّدها فأنهت الحرب فيما بينها وأعلنت هجومها موحّدة على الحكومة السّفياتيّة الفتيّة بقيادة الرّفيق لينين لتقوم حرب أخرى واجهها الحزب البلشفيّ بكفاءة وبتضحيات جماهير روسيا وبحنكة البلاشفة وزعيمهم لينين الذي تعرّض هو نفسه لمحاولة إغتيال في 30أغسطس/آب 1918 و يتمّ الشّروع في شيوعيّة الحرب والنّيب لحين الإنتهاء من الثّورة المضادّة سنة 1922 التي أصيب في ربيعها الرّفيق لينين بشلل نصفي سرعان ما عاد إليه بعد أن كاد أن يشفى منه في نهاية العام وفي مارس 1923 أصيب بجلطة جديدة ألزمته الفراش دون التوقّف عن الكتابة رغم توصيات اللّجنة التّنفيذيّة للحزب بتوقّفه عن العمل ويفقد الرّفيق القدرة على الكلام ويكون المصاب الجلل حيث وجمت الوجوه ويبكي قادة الثّورة رفيق دربهم وتتداعى أفواج العاملات والعمّال وتخرج الهيئة الطبّيّة معلنة وفاة أحد معلّمي البروليتاريا ذات صباح 12يناير/كانون الثّاني 1924.
ترك لينين إرثا مكتوبا تمّ تجميعه في مجلّدات تجاوزت في بعض الطّبعات الثّلاثين بأربعة أو ستّة أجزاء حسب دور النّشر منها: من هم أصدقاء الشعب ؟
تطور الرأسمالية في روسيا مالعمل ؟ خطوة للأمام وخطوتان للوراء- تكتيكان اشتراكيان ديموقراطيان في الديموقراطية المادية والنقدية التجريبية الأمبرياليه- أعلى مراحل الرأسماليه أطروحات نيسان-آبريل الدولة والثورة المهام العاجلة للسلطة السوفيتية الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي اليسارية مرض الشيوعية الطفولي أهمية المادية النضالية - عن التعاون الأفضل أقل ولكنه الأفضل هذا إضافة لمئات المقالات والمراسلات التي شكّلت بحقّ إضافة
وفهم عميق للماركسيّة التي يشكّل وفق لينين الدّيالكتيك الثّوري عنصر ديناميّتها
http://www.alnoor.se/article.asp?id=100353
jeudi 13 janvier 2011
dimanche 9 janvier 2011
Hasta Siempre Commandante
Aprendimos a quererte
desde la histórica altura
donde el Sol de tu bravura
le puso cerco a la muerte.
Aquí se queda la clara,
la entrañable transparencia,
de tu querida presencia,
Comandante Che Guevara.
Tu mano gloriosa y fuerte
sobre la Historia dispara
cuando todo Santa Clara
se despierta para verte.
Aquí se queda la clara,
la entrañable transparencia,
de tu querida presencia,
Comandante Che Guevara.
Vienes quemando la brisa
con soles de primavera
para plantar la bandera
con la luz de tu sonrisa.
Aquí se queda la clara,
la entrañable transparencia,
de tu querida presencia,
Comandante Che Guevara.
Tu amor revolucionario
te conduce a nueva empresa
donde esperan la firmeza
de tu brazo libertario.
Aquí se queda la clara,
la entrañable transparencia,
de tu querida presencia,
Comandante Che Guevara.
Seguiremos adelante,
como junto a tí seguimos,
y con Fidel te decimos:
«¡Hasta siempre, Comandante!»
Aquí se queda la clara,
la entrañable transparencia,
de tu querida presencia,
Comandante Che Guevara>
الأقلام العربية المأجورة الدكتور غالب الفريجات
الأقلام العربية المأجورة الدكتور غالب الفريجات
يلاحظ المراقب لحركة الاقلام العربية ، وبشكل خاص الصحفية ميل هذا الخطاب الذي توجهه هذه الاقلام الى محاكمة الامة العربية ، ورموزها الوطنية والقومية فيما يخدم السياسة المعادية لهذه الامة ، وعلى وجهه التحديد السياسة الامريكية والصهيونية ، وعلى ما يبدو ان الصحافة / صحف ومجلات / والممولة في اكثرها من اموال النفط جاءت متزامنة مع حالة الانحسار القومي والهجوم الطائفي والاقليمي منذ ثمانينات القرن الماضي حتى سقوط بغداد ، وما تلاها من انهيار كبير في جدار الصمود العربي ، الذي اصاب المواطن بالدهشة الى حد الانهيار النفسي لسقوط عاصمة عربية الى جانب احتلال فلسطين على يد الكيان الصهيوني .
مما زاد في حدة هذه الانهيار وخروج الاقلام الماجورة من جحورها ما اخذت تنفثه الفضائيات العربية من سموم ليست ببعيدة عن سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، فما دام حاجز الرعب والخوف من الجماهير العربية المتعلقة بوصم كل مطبع مع الكيان الصهيوني ، قد اصابه الشرخ على ايدي سدنة هذه الفضائيات تحت ذريعة الحوار مع الآخر ، فان الاقلام الماجورة المريضة نفسيا ، قد تجرأت على الظهور الى العلن وعلى صفحات الجرائد والمجلات لتنفث سمومها تحت يافطة الرأي والرأي الآخر ، فاصبحت الخيانة والعمالة والجاسوسية رأي يمكن محاورته والرد عليه ، على الرغم ان العرف الوطني والقومي لا يقر على الأ طلاق محاورة الخائن أو الجاسوس والعميل ، فيكفي وصفه باي من هذه الاوصاف ، وهو لا يستحق الالتفات اليه ، فكيف بمحاورته والاستماع اليه ؟
الى جانب ما سبق هناك حالة الهزيمة التي اصابت النظام العربي الرسمي في تركيبته القطرية والتي لا يخدمها المد القومي ، وتتبرأ من الحس الوطني لانها فقدت عذريتها على مذبح الانقياد للسياسات الامريكية ، والضعف والخنوع لحالة التغول الصهيوني الذي اصبح في نظرها حقيقة واقعة ، ولا بد من التعامل معه على اساس نفي طبيعة الصراع بتحويله من صراع وجودالى صراع حدود ، مما دفع بهذا الكيان التمادي في عدوانيته على شعب فلسطين دون اعتبار لاي رد فعل من النظام العربي الرسمي ، لا بل اخذ يسعى لان يجعل اوامره تعليمات واوامر ، لا بد من العمل على تنفيذها من قبل النظام العربي الرسمي المهزوم ، مما دفع الى جرأة الاقلام العربية المأجورة على العمل على انتهاك الشرعية الوطنية والقومية ، التي كانت تضبط عملية الصراع مع العدو الصهيوني .
يبدو أن الأقلام المأجورة على عجلة من امرها للا جهاز على ما تبقى من الامة ، التي تبدو في حالة من الهزيمة ، كما هي سيدتهم الولايات المتحدة التي هي على عجلة من امرها لا ستغلال الفراغ الناجم عن سقوط الثنائية العظمى الاتحاد السوفييتي وما تركته من فراغ ، وحتى لا يتم السماح بنضوج زمن يسمح لبلورة عالم متعدد الاقطاب ، فالادارة الامريكية تريد ان تستغل هذا الزمن لصالحها وترسيخ هيمنتها ، هيمنة القطب الواحد على العالم ، ولهذا اقامت سياستها الرعناء على ما اسمته بالحروب الاستباقية ، حتى تضع العالم تحت هيمنة البوط العسكري الامريكي ، وهذه الأقلام تخشى فيما يبدو ان تصحو الامة من حالة فقدان الوعي التي أصابتها لتعمل على اعادة صفوفها من جديد ، وهو ما حصل مبكرا في بزوغ المقاومة العراقية ، لان بزوغ المقاومة على هذه السرعة ، وبهذا الاسلوب العلمي في جانبيه السياسي والعسكري كفيل بان يقلب الطاولة على رؤوس كل المشاهدين من ادعياء الانتصار الى المبهورين حد الاغماء من حالة الانهيار في الجبهة العرية في المواجهة العسكرية النظامية ، وكذلك الذين تطايروا فرحا من حالة الانتصار السريع الذي حققته الالة الاعلامية والعسكرية المعادية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .
لان الجبهة العسكرية في الجانب المعادي اخذت عيوبها تتكشف ، واخذ العنصر القتالي لديها يضعف شيئا فشيئا امام المقاومة ، وقدرتها على التخطيط ووعيها بمواطن الضعف لدى القوة العسكرية ، الى جانب ما اصاب هذه القوة من تشويه فعلي وحقيقي لممارساتها البشعة سواء في الشارع العراقي او الشارع الفلسطيني ، وعلى وجه التحديد ما كشفت عنه الممارسات الوحشية في سجن ابي غريب ، امام حالة الوهن والضعف الى حدود الانهيار في الجانب العسكري والاخلاقي للعدو كان لا بد من تعويض هذا الانهيار على جانب الجبهة الاعلامية ، وهو ما يقوم به عدد من الاقلام العربية المأجورة في الصحافة المقروءة والمرئية .
ان الصدمة التي اصابت الشارع العربي بعد سقوط بغداد قد اعطت متسعا من المساحة كي يتحرك هؤلاء المارينز من الاقلام العربية ، فاستشرت هذه الاقلام حتى تجاوزت حد الخيانة الوطنية والقومية ، لانها تطالب باستسلام كامل للقوى الامبريالية الامريكية والصهيونية ، وان لا جدوى من مقاومة المشروع الامبريالي الامريكي والصهيوني ، وفيما يبدو ان جنود هذه الجبهة الاعلامية ، قد تم تدريبها بشكل دقيق على ايدي اجهزة الاستخبارات الامريكية والصهيونية ، وتم توزيعها جغرافيا ، الى جانب فرضها على صحف ومجلات وفضائيات من خلال النفوذ او المال الامريكي والصهيوني على مؤسسات الاعلام العربي ، حتى تتمكن من تعميم ثقافة الهزيمة وتجذيرها في النفس والارض العربية .
الاختراق الامبريالي الامريكي الصهيوني للجبهة الداخلية العربية تمت من خلال تجنيد هؤلاء المارينز العرب ، وقد استطاعت الولايات المتحدة ان تصطاد من ذوي النفوس المريضة الذين كانت لهم صلات مع فصائل حركة التحرر العربية ، وقد بدا واضحا ان هذه العناصر كانت مزروعة منذ زمن بعيد لتقوم بواجبها المخابراتي ، ابتداء بوظيفة مخبر لدى الاجهزة الامنية العربية مقابل اجر بخس ، حتى ان اصبحت لدى الامريكان والصهاينة ذات شان لانها تحمل معول هدم كبير في جدار الامة ، فلا عجب عندما ترتفع اصوات هذه الاقلام المأجورة ، وكانها اكبر من السلطات الاعلامية والسياسية في القطر الذي تعيش فيه ، لانها تعتمد في حمايتها ليس على مصداقيتها بل على ثمن خيانتها لصالح العدو الامبريالي الامريكي والصهيوني ، والذي مهد لها الطريق في ادعاءاته البهلوانية لاستثمارها لتامين عقل المواطن العربي .
هذه الاقلام المأجورة لم تترك رمزا الا شوهته ، ولا حدثا الا وكانت تصول في جنباته ولا مناسبة الا وكانت ضيفة الخيانة على موائدها ، وقد خلعت الحياء جانبا وديدنها المريض يردد " اذا لم تستح فاصنع ما شئت " تشتم ، تقذف باقذع الصفات ، يداس على شخوصها كل يوم وكل ساعة من الجماهير العربية ، ومع هذا هي مستمرة في معركتها ضد الامة وشرفها وقيمها ورموزها ، وفي كل مرة تشعر بأن اجلها قد اوشك على الانتهاء تزداد شراسة في الهجوم وحدة في اقذر الكلمات ، لا ندري هل هي سكرات الموت التي اصابتها ؟ ، ام ان الشعور بالفشل هو الذي يدفعها اكثر واكثر للغوص في وحل الردة والخيانة ، وكلاهما ناجم عن وعي الجماهير العربية ، التي قد قامت بتشخيص هذه الاقلام ، على الرغم من هول الصدمة التي اصابتها من سقوط بغداد ، وقد اخذت هذه الجماهير تستعيد وعيها وبدا ردها على هذه الاقلام المأجورة بمستوى شراسة هجومها بل واكثر ، لانها تملك الحق وتحتضنه بين يديها ، حيث الامة في مثل امتها عصية على السقوط ، فقد تهزم او تنكسر ، ولكنها قادرة على استعادة الوعي ، وقادرة على النهوض ، فمن غير الممكن للمأجورين الصغار ان يجهزوا على هذه الامة التي تتسلح بأقوى اسلحة عرفها التاريخ ممثلة بالوعي القومي والديني .
على الجانب الآخر ، فقد صاحب هجوم الأقلام المأجورة المجندة في خدمة المارينز الامريكية والصهيونية ، عملية حصار ولكن باسلوب ناعم لا شبهة فيه ، وذلك من خلال رفض مؤسسات الاعلام العربي الرسمي والمدني للسماح للاقلام العربية الحرة الا بشق الانفس لبعض الاقلام ، والتي اكدت حضورها الوطني والقومي رغم قساوة الحصار ، التي ادت لتشريد عدد من الصحفيين الوطنيين والقوميين ، واغلاق صحف وطنية ، كل ذلك حتى تكون ساحة الرماية للاقلام المأجورة مهيئة لتمعن في تصويبها نحو قلب الامة وطموحات وآمال ابنائها .
ايها العلقمييون الجدد ، يامن فضلتم النعل الامريكي والصهيوني على حساب جبهة الانسان العربي ، الذي يحمل بين جنبيه اعظم رسالة عرفها التاريخ ، يا من كان الدولار دينكم وواشنطن وتل ابيب قبلتكم على حساب القدس وبغداد ، التي يرفع اهلها اليوم مشعل الاشتباك مع العدو الذي يدنس الارض كل الارض العربية نيابة عن الامة ، ايها المجندون في كتائب المارينز ، الا تخجلون من ماضي امتكم الذي يابى الذل والضيم والمهانة ، وقد سطر التاريخ بأحرف من نور ان أبناء هذه الامة قد حملوا السيف بيد والقلم باليد الاخرى، تضرب عنق الماردين ، وتلقن الآخرين دروس العدل والمساواة ، الا ساء ما تفعلون
يظن هؤلاء الخائبين انهم قادرون على السير في طريق الخيانة بدون عقاب ، وقد جاءهم في بداياته متمثلا بالاحتقار من جماهير الامة لكل ما يكتبون ، لان الذي يقف بالاتجاه المضاد لطموحات الامة ومستقبل ابنائها الامريكان والصهاينة وعبيدهم ، ولا يغرنكم سقوط بغداد ، ولا القدس ، فقد بدأت تستعيد وعيها ، فهاهم اطفال الانتفاضة على ارض فلسطين ، وأبطال المقاومة والتحرير على ارض الرافدين ، يلاحقون فلول المرتزقة من جيش السيدة امريكا سيدة النعمة لهؤلاء الخائبين ، فأين ستوارون وجوهكم المخزية عن الجماهير العربية ؟ ، وبماذا ستكون اجاباتكم على مواقف الخزي والعار التي دونتها اقلامكم المتكسرة على أوراق الصحف والمجلات الصفراء ؟ .
هل ستتعاملون مع حدث الانتصار تعامل النعامة مع الصياد ظنا منها ان الصياد لا يراها ، وقد توهمون أنفسكم أن النصر لم يتحقق ، وأنكم ستبقون سادرين في غيكم ظنا منكم أن سيدتكم أمريكا وحليفتكم على أرض فلسطين ، لا زالت القوة بين يديها رغم حالة الهزيمة التي ستودي بالمشروع الامبراطوري الامريكي الى الهاوية ، وستنقض على المشروع الصهيوني لتعيد الحق الى نصابه ويرقص الفلسطينيون ومعهم كل العرب ، وفي مقدمتهم العراقيون على انغام انشودة النصر العظيم ، تاركين وراءهم كل آهات الوجع والالم التي تكبدوها ، ولكنهم لن ينسوا كل مواقف العملاء والجواسيس والخونة ، ايا كانت الوان وجوههم وايا كانت اللغة التي يتأتؤون بها .
يلاحظ المراقب لحركة الاقلام العربية ، وبشكل خاص الصحفية ميل هذا الخطاب الذي توجهه هذه الاقلام الى محاكمة الامة العربية ، ورموزها الوطنية والقومية فيما يخدم السياسة المعادية لهذه الامة ، وعلى وجهه التحديد السياسة الامريكية والصهيونية ، وعلى ما يبدو ان الصحافة / صحف ومجلات / والممولة في اكثرها من اموال النفط جاءت متزامنة مع حالة الانحسار القومي والهجوم الطائفي والاقليمي منذ ثمانينات القرن الماضي حتى سقوط بغداد ، وما تلاها من انهيار كبير في جدار الصمود العربي ، الذي اصاب المواطن بالدهشة الى حد الانهيار النفسي لسقوط عاصمة عربية الى جانب احتلال فلسطين على يد الكيان الصهيوني .
مما زاد في حدة هذه الانهيار وخروج الاقلام الماجورة من جحورها ما اخذت تنفثه الفضائيات العربية من سموم ليست ببعيدة عن سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، فما دام حاجز الرعب والخوف من الجماهير العربية المتعلقة بوصم كل مطبع مع الكيان الصهيوني ، قد اصابه الشرخ على ايدي سدنة هذه الفضائيات تحت ذريعة الحوار مع الآخر ، فان الاقلام الماجورة المريضة نفسيا ، قد تجرأت على الظهور الى العلن وعلى صفحات الجرائد والمجلات لتنفث سمومها تحت يافطة الرأي والرأي الآخر ، فاصبحت الخيانة والعمالة والجاسوسية رأي يمكن محاورته والرد عليه ، على الرغم ان العرف الوطني والقومي لا يقر على الأ طلاق محاورة الخائن أو الجاسوس والعميل ، فيكفي وصفه باي من هذه الاوصاف ، وهو لا يستحق الالتفات اليه ، فكيف بمحاورته والاستماع اليه ؟
الى جانب ما سبق هناك حالة الهزيمة التي اصابت النظام العربي الرسمي في تركيبته القطرية والتي لا يخدمها المد القومي ، وتتبرأ من الحس الوطني لانها فقدت عذريتها على مذبح الانقياد للسياسات الامريكية ، والضعف والخنوع لحالة التغول الصهيوني الذي اصبح في نظرها حقيقة واقعة ، ولا بد من التعامل معه على اساس نفي طبيعة الصراع بتحويله من صراع وجودالى صراع حدود ، مما دفع بهذا الكيان التمادي في عدوانيته على شعب فلسطين دون اعتبار لاي رد فعل من النظام العربي الرسمي ، لا بل اخذ يسعى لان يجعل اوامره تعليمات واوامر ، لا بد من العمل على تنفيذها من قبل النظام العربي الرسمي المهزوم ، مما دفع الى جرأة الاقلام العربية المأجورة على العمل على انتهاك الشرعية الوطنية والقومية ، التي كانت تضبط عملية الصراع مع العدو الصهيوني .
يبدو أن الأقلام المأجورة على عجلة من امرها للا جهاز على ما تبقى من الامة ، التي تبدو في حالة من الهزيمة ، كما هي سيدتهم الولايات المتحدة التي هي على عجلة من امرها لا ستغلال الفراغ الناجم عن سقوط الثنائية العظمى الاتحاد السوفييتي وما تركته من فراغ ، وحتى لا يتم السماح بنضوج زمن يسمح لبلورة عالم متعدد الاقطاب ، فالادارة الامريكية تريد ان تستغل هذا الزمن لصالحها وترسيخ هيمنتها ، هيمنة القطب الواحد على العالم ، ولهذا اقامت سياستها الرعناء على ما اسمته بالحروب الاستباقية ، حتى تضع العالم تحت هيمنة البوط العسكري الامريكي ، وهذه الأقلام تخشى فيما يبدو ان تصحو الامة من حالة فقدان الوعي التي أصابتها لتعمل على اعادة صفوفها من جديد ، وهو ما حصل مبكرا في بزوغ المقاومة العراقية ، لان بزوغ المقاومة على هذه السرعة ، وبهذا الاسلوب العلمي في جانبيه السياسي والعسكري كفيل بان يقلب الطاولة على رؤوس كل المشاهدين من ادعياء الانتصار الى المبهورين حد الاغماء من حالة الانهيار في الجبهة العرية في المواجهة العسكرية النظامية ، وكذلك الذين تطايروا فرحا من حالة الانتصار السريع الذي حققته الالة الاعلامية والعسكرية المعادية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .
لان الجبهة العسكرية في الجانب المعادي اخذت عيوبها تتكشف ، واخذ العنصر القتالي لديها يضعف شيئا فشيئا امام المقاومة ، وقدرتها على التخطيط ووعيها بمواطن الضعف لدى القوة العسكرية ، الى جانب ما اصاب هذه القوة من تشويه فعلي وحقيقي لممارساتها البشعة سواء في الشارع العراقي او الشارع الفلسطيني ، وعلى وجه التحديد ما كشفت عنه الممارسات الوحشية في سجن ابي غريب ، امام حالة الوهن والضعف الى حدود الانهيار في الجانب العسكري والاخلاقي للعدو كان لا بد من تعويض هذا الانهيار على جانب الجبهة الاعلامية ، وهو ما يقوم به عدد من الاقلام العربية المأجورة في الصحافة المقروءة والمرئية .
ان الصدمة التي اصابت الشارع العربي بعد سقوط بغداد قد اعطت متسعا من المساحة كي يتحرك هؤلاء المارينز من الاقلام العربية ، فاستشرت هذه الاقلام حتى تجاوزت حد الخيانة الوطنية والقومية ، لانها تطالب باستسلام كامل للقوى الامبريالية الامريكية والصهيونية ، وان لا جدوى من مقاومة المشروع الامبريالي الامريكي والصهيوني ، وفيما يبدو ان جنود هذه الجبهة الاعلامية ، قد تم تدريبها بشكل دقيق على ايدي اجهزة الاستخبارات الامريكية والصهيونية ، وتم توزيعها جغرافيا ، الى جانب فرضها على صحف ومجلات وفضائيات من خلال النفوذ او المال الامريكي والصهيوني على مؤسسات الاعلام العربي ، حتى تتمكن من تعميم ثقافة الهزيمة وتجذيرها في النفس والارض العربية .
الاختراق الامبريالي الامريكي الصهيوني للجبهة الداخلية العربية تمت من خلال تجنيد هؤلاء المارينز العرب ، وقد استطاعت الولايات المتحدة ان تصطاد من ذوي النفوس المريضة الذين كانت لهم صلات مع فصائل حركة التحرر العربية ، وقد بدا واضحا ان هذه العناصر كانت مزروعة منذ زمن بعيد لتقوم بواجبها المخابراتي ، ابتداء بوظيفة مخبر لدى الاجهزة الامنية العربية مقابل اجر بخس ، حتى ان اصبحت لدى الامريكان والصهاينة ذات شان لانها تحمل معول هدم كبير في جدار الامة ، فلا عجب عندما ترتفع اصوات هذه الاقلام المأجورة ، وكانها اكبر من السلطات الاعلامية والسياسية في القطر الذي تعيش فيه ، لانها تعتمد في حمايتها ليس على مصداقيتها بل على ثمن خيانتها لصالح العدو الامبريالي الامريكي والصهيوني ، والذي مهد لها الطريق في ادعاءاته البهلوانية لاستثمارها لتامين عقل المواطن العربي .
هذه الاقلام المأجورة لم تترك رمزا الا شوهته ، ولا حدثا الا وكانت تصول في جنباته ولا مناسبة الا وكانت ضيفة الخيانة على موائدها ، وقد خلعت الحياء جانبا وديدنها المريض يردد " اذا لم تستح فاصنع ما شئت " تشتم ، تقذف باقذع الصفات ، يداس على شخوصها كل يوم وكل ساعة من الجماهير العربية ، ومع هذا هي مستمرة في معركتها ضد الامة وشرفها وقيمها ورموزها ، وفي كل مرة تشعر بأن اجلها قد اوشك على الانتهاء تزداد شراسة في الهجوم وحدة في اقذر الكلمات ، لا ندري هل هي سكرات الموت التي اصابتها ؟ ، ام ان الشعور بالفشل هو الذي يدفعها اكثر واكثر للغوص في وحل الردة والخيانة ، وكلاهما ناجم عن وعي الجماهير العربية ، التي قد قامت بتشخيص هذه الاقلام ، على الرغم من هول الصدمة التي اصابتها من سقوط بغداد ، وقد اخذت هذه الجماهير تستعيد وعيها وبدا ردها على هذه الاقلام المأجورة بمستوى شراسة هجومها بل واكثر ، لانها تملك الحق وتحتضنه بين يديها ، حيث الامة في مثل امتها عصية على السقوط ، فقد تهزم او تنكسر ، ولكنها قادرة على استعادة الوعي ، وقادرة على النهوض ، فمن غير الممكن للمأجورين الصغار ان يجهزوا على هذه الامة التي تتسلح بأقوى اسلحة عرفها التاريخ ممثلة بالوعي القومي والديني .
على الجانب الآخر ، فقد صاحب هجوم الأقلام المأجورة المجندة في خدمة المارينز الامريكية والصهيونية ، عملية حصار ولكن باسلوب ناعم لا شبهة فيه ، وذلك من خلال رفض مؤسسات الاعلام العربي الرسمي والمدني للسماح للاقلام العربية الحرة الا بشق الانفس لبعض الاقلام ، والتي اكدت حضورها الوطني والقومي رغم قساوة الحصار ، التي ادت لتشريد عدد من الصحفيين الوطنيين والقوميين ، واغلاق صحف وطنية ، كل ذلك حتى تكون ساحة الرماية للاقلام المأجورة مهيئة لتمعن في تصويبها نحو قلب الامة وطموحات وآمال ابنائها .
ايها العلقمييون الجدد ، يامن فضلتم النعل الامريكي والصهيوني على حساب جبهة الانسان العربي ، الذي يحمل بين جنبيه اعظم رسالة عرفها التاريخ ، يا من كان الدولار دينكم وواشنطن وتل ابيب قبلتكم على حساب القدس وبغداد ، التي يرفع اهلها اليوم مشعل الاشتباك مع العدو الذي يدنس الارض كل الارض العربية نيابة عن الامة ، ايها المجندون في كتائب المارينز ، الا تخجلون من ماضي امتكم الذي يابى الذل والضيم والمهانة ، وقد سطر التاريخ بأحرف من نور ان أبناء هذه الامة قد حملوا السيف بيد والقلم باليد الاخرى، تضرب عنق الماردين ، وتلقن الآخرين دروس العدل والمساواة ، الا ساء ما تفعلون
يظن هؤلاء الخائبين انهم قادرون على السير في طريق الخيانة بدون عقاب ، وقد جاءهم في بداياته متمثلا بالاحتقار من جماهير الامة لكل ما يكتبون ، لان الذي يقف بالاتجاه المضاد لطموحات الامة ومستقبل ابنائها الامريكان والصهاينة وعبيدهم ، ولا يغرنكم سقوط بغداد ، ولا القدس ، فقد بدأت تستعيد وعيها ، فهاهم اطفال الانتفاضة على ارض فلسطين ، وأبطال المقاومة والتحرير على ارض الرافدين ، يلاحقون فلول المرتزقة من جيش السيدة امريكا سيدة النعمة لهؤلاء الخائبين ، فأين ستوارون وجوهكم المخزية عن الجماهير العربية ؟ ، وبماذا ستكون اجاباتكم على مواقف الخزي والعار التي دونتها اقلامكم المتكسرة على أوراق الصحف والمجلات الصفراء ؟ .
هل ستتعاملون مع حدث الانتصار تعامل النعامة مع الصياد ظنا منها ان الصياد لا يراها ، وقد توهمون أنفسكم أن النصر لم يتحقق ، وأنكم ستبقون سادرين في غيكم ظنا منكم أن سيدتكم أمريكا وحليفتكم على أرض فلسطين ، لا زالت القوة بين يديها رغم حالة الهزيمة التي ستودي بالمشروع الامبراطوري الامريكي الى الهاوية ، وستنقض على المشروع الصهيوني لتعيد الحق الى نصابه ويرقص الفلسطينيون ومعهم كل العرب ، وفي مقدمتهم العراقيون على انغام انشودة النصر العظيم ، تاركين وراءهم كل آهات الوجع والالم التي تكبدوها ، ولكنهم لن ينسوا كل مواقف العملاء والجواسيس والخونة ، ايا كانت الوان وجوههم وايا كانت اللغة التي يتأتؤون بها .
samedi 8 janvier 2011
تنسيقية البيضاء لمناهضة الغلاء
نظمت تنسيقية البيضاء لمناهضة الغلاء و تردي الخدمات العمومية وقفة احنجاجية يساحة بوشنتوف درب السلطان يوم الجمعة 3 /12/2010 تميزت هده الوقفة بحضور المناضلين والمواطنين و بنرديد شعارات الادانة لمسلسل الغلاء و التفقير الدي ينهجه المسؤولون و التضامن مع سكان البيضاء ابان التساقطات الاخيرة و ادانة شركة ليديك التي ابانت عن عجزها بالقيام عن واجباتها في مجال التطهير
وقد اختتمت الوقفة بكلمة التنسيقية من القاء عضو السكرتارية سامي ملوكي اكدت علي ما تعرفه المرحلة من استمرار للسياسات التي تهدف لتفقير الجماهير الشعبية و اكدت علي استعداد التنسيقية الاستمرار في النضال ضدها
mercredi 5 janvier 2011
تقرير حول قمع وقفة لجنة السكن والجمعية م ح ا بالدار البيضاء
تقرير حول قمع وقفة لجنة السكن والجمعية م ح ا بالدار البيضاء
كما كان مقررا نظمت لجنة ملف السكن وضمنها الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبيضاء يوم الاتنين 3يناير2011 وقفةاحتجاجية تزامنا مع انعقاد دورة مجلس المدينة امام مقر المجلس . بحضور المئات من سكان الاحياء دوار القامرة والكريمات والمدينة القديمة دوار امبيركوبدرب غلف كاريا السكويلة بالبرنوصي دوار شامة و دوار الزهاري بالحي الحسني
وفي حدود الساعة 12
زوالا الاتحق مناضلوا اللجنة و الجمعية المغربية لحقوق الانسان والنهج الديمقراطي فرع البيضاء وسكان الاحياء الشعبية بالمدينة بمكان الوقفة ليفاجؤوبطوق امني يتكون من العشرات
من العناصر الامنية بمختلف اصنافها و بمجرد شروع المناضلين في رفع الشعارات و اللافتات بادرت القوات القمعية لتطويق الوقفة ومنعها من التقدم نحومقر المجلس لتشرع في ضرب المواطنين والمواطنات بالهروات مما اسفر عن اصابة كل من السعدية بويردات عضو مكتب الجمعية م ح ا و السيدةالسعدية من درب غلف نقلا علي اترها للمستشفيفضلا عن اصابة مواطنين برضوض منهم المواطنة فاطمة التي يناهز عمرها 103 سنةو كدلك تعرض سيدة حامل للضرب و التعرض يالسيب والشتم للمتضاهرين
وقد اسفر هدا التدخل القمعي عن اعتقال 3 مناضلين وهم
- سعيد شهاب عضو لجنة السكن و الكاتب المحلي للنهج الدمقراطي بالبيضاء
- -محمد العقدي عضو الجمعيةالمغربية و لجنة السكن و الكدش
- - المواطن عبد السلام عضو لجنة متابعة ملف السكن
1. 1. الان هدا التدخل القمعي لم يزد السكان و المناضلين الاصمودا حيت واصلو رفع الشعارات المطالبة باطلاق سراح المعتقلين و افترشوا الارض معتصمين لتضطر السلطات امام هدا الصمود الاسطوري لاطلاق سراح كل المعتقلين لتتواصل الوقفة بكلمات ممتلي الاحياء الحاضرين الدين اكدوا علي تشبتهم بمطالبهم المشروعة في السكن وعلي ادانة السياسات الرسمية في مجال السكن التي هي في خدمة مافيا العقار و طالب المتدخلون بتحمل المسؤولين لمسؤولياتهم الجسيمة وركزوا علي ادانة صمت مجلس المدينة الدي يتحمل قسطا وافرا من مسؤولية الاوضاع المزرية للسكان لتنتهي الوقفة حوالي 4 زوالا بقرار من لجنة السكن بموازات دخول اعضاء المجلس في رسالة بالغة الدلالة .
للاشارة فقد عرف يوم 3 يناير كدلك قمع وقفة مكوني المتعاقدين في التكوين المهني ليشكل دلك التاريخ فصلا من فصول القمع
الشرس لكل التحركات الاحتجاجية داخل مدينة البيضاء
اعد التقرير سامي ملوكي
كما كان مقررا نظمت لجنة ملف السكن وضمنها الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبيضاء يوم الاتنين 3يناير2011 وقفةاحتجاجية تزامنا مع انعقاد دورة مجلس المدينة امام مقر المجلس . بحضور المئات من سكان الاحياء دوار القامرة والكريمات والمدينة القديمة دوار امبيركوبدرب غلف كاريا السكويلة بالبرنوصي دوار شامة و دوار الزهاري بالحي الحسني
وفي حدود الساعة 12
زوالا الاتحق مناضلوا اللجنة و الجمعية المغربية لحقوق الانسان والنهج الديمقراطي فرع البيضاء وسكان الاحياء الشعبية بالمدينة بمكان الوقفة ليفاجؤوبطوق امني يتكون من العشرات
من العناصر الامنية بمختلف اصنافها و بمجرد شروع المناضلين في رفع الشعارات و اللافتات بادرت القوات القمعية لتطويق الوقفة ومنعها من التقدم نحومقر المجلس لتشرع في ضرب المواطنين والمواطنات بالهروات مما اسفر عن اصابة كل من السعدية بويردات عضو مكتب الجمعية م ح ا و السيدةالسعدية من درب غلف نقلا علي اترها للمستشفيفضلا عن اصابة مواطنين برضوض منهم المواطنة فاطمة التي يناهز عمرها 103 سنةو كدلك تعرض سيدة حامل للضرب و التعرض يالسيب والشتم للمتضاهرين
وقد اسفر هدا التدخل القمعي عن اعتقال 3 مناضلين وهم
- سعيد شهاب عضو لجنة السكن و الكاتب المحلي للنهج الدمقراطي بالبيضاء
- -محمد العقدي عضو الجمعيةالمغربية و لجنة السكن و الكدش
- - المواطن عبد السلام عضو لجنة متابعة ملف السكن
1. 1. الان هدا التدخل القمعي لم يزد السكان و المناضلين الاصمودا حيت واصلو رفع الشعارات المطالبة باطلاق سراح المعتقلين و افترشوا الارض معتصمين لتضطر السلطات امام هدا الصمود الاسطوري لاطلاق سراح كل المعتقلين لتتواصل الوقفة بكلمات ممتلي الاحياء الحاضرين الدين اكدوا علي تشبتهم بمطالبهم المشروعة في السكن وعلي ادانة السياسات الرسمية في مجال السكن التي هي في خدمة مافيا العقار و طالب المتدخلون بتحمل المسؤولين لمسؤولياتهم الجسيمة وركزوا علي ادانة صمت مجلس المدينة الدي يتحمل قسطا وافرا من مسؤولية الاوضاع المزرية للسكان لتنتهي الوقفة حوالي 4 زوالا بقرار من لجنة السكن بموازات دخول اعضاء المجلس في رسالة بالغة الدلالة .
للاشارة فقد عرف يوم 3 يناير كدلك قمع وقفة مكوني المتعاقدين في التكوين المهني ليشكل دلك التاريخ فصلا من فصول القمع
الشرس لكل التحركات الاحتجاجية داخل مدينة البيضاء
اعد التقرير سامي ملوكي
تقرير حول قمع وقفة لجنة السكن والجمعية م ح ا بالدار البيضاء
تقرير حول قمع وقفة لجنة السكن والجمعية م ح ا بالدار البيضاء
كما كان مقررا نظمت لجنة ملف السكن وضمنها الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبيضاء يوم الاتنين 3يناير2011 وقفةاحتجاجية تزامنا مع انعقاد دورة مجلس المدينة امام مقر المجلس . بحضور المئات من سكان الاحياء دوار القامرة والكريمات والمدينة القديمة دوار امبيركوبدرب غلف كاريا السكويلة بالبرنوصي دوار شامة و دوار الزهاري بالحي الحسني
وفي حدود الساعة 12
زوالا الاتحق مناضلوا اللجنة و الجمعية المغربية لحقوق الانسان والنهج الديمقراطي فرع البيضاء وسكان الاحياء الشعبية بالمدينة بمكان الوقفة ليفاجؤوبطوق امني يتكون من العشرات
من العناصر الامنية بمختلف اصنافها و بمجرد شروع المناضلين في رفع الشعارات و اللافتات بادرت القوات القمعية لتطويق الوقفة ومنعها من التقدم نحومقر المجلس لتشرع في ضرب المواطنين والمواطنات بالهروات مما اسفر عن اصابة كل من السعدية بويردات عضو مكتب الجمعية م ح ا و السيدةالسعدية من درب غلف نقلا علي اترها للمستشفيفضلا عن اصابة مواطنين برضوض منهم المواطنة فاطمة التي يناهز عمرها 103 سنةو كدلك تعرض سيدة حامل للضرب و التعرض يالسيب والشتم للمتضاهرين
وقد اسفر هدا التدخل القمعي عن اعتقال 3 مناضلين وهم
- سعيد شهاب عضو لجنة السكن و الكاتب المحلي للنهج الدمقراطي بالبيضاء
- -محمد العقدي عضو الجمعيةالمغربية و لجنة السكن و الكدش
- - المواطن عبد السلام عضو لجنة متابعة ملف السكن
1. 1. الان هدا التدخل القمعي لم يزد السكان و المناضلين الاصمودا حيت واصلو رفع الشعارات المطالبة باطلاق سراح المعتقلين و افترشوا الارض معتصمين لتضطر السلطات امام هدا الصمود الاسطوري لاطلاق سراح كل المعتقلين لتتواصل الوقفة بكلمات ممتلي الاحياء الحاضرين الدين اكدوا علي تشبتهم بمطالبهم المشروعة في السكن وعلي ادانة السياسات الرسمية في مجال السكن التي هي في خدمة مافيا العقار و طالب المتدخلون بتحمل المسؤولين لمسؤولياتهم الجسيمة وركزوا علي ادانة صمت مجلس المدينة الدي يتحمل قسطا وافرا من مسؤولية الاوضاع المزرية للسكان لتنتهي الوقفة حوالي 4 زوالا بقرار من لجنة السكن بموازات دخول اعضاء المجلس في رسالة بالغة الدلالة .
للاشارة فقد عرف يوم 3 يناير كدلك قمع وقفة مكوني المتعاقدين في التكوين المهني ليشكل دلك التاريخ فصلا من فصول القمع الشرس لكل التحركات الاحتجاجية داخل مدينة البيضاء
samedi 1 janvier 2011
Inscription à :
Articles (Atom)