mercredi 8 mars 2017
نساء حكمن المغرب عبر التاريخ
نساء حكمن المغرب
ار :
تعاقبت على حكم المغرب، العديد من الدول، والعديد من العائلات، وفي هذا التداول على الحكم، برزت العديد من النساء، اللواتي استطعن صنع بعض حلاقات المسلسل التاريخي للمغرب.
هذه بعض الأسماء النسائية التي حكمت المغرب خلال 12 القرن الأخيرة :
كنزة الأوربية :
كنزة الأوربية نسبة إلى قبيلة أوربة الأمازيغية المسماة حالية منطقة زرهون، وهي ابنة زعيمها إسحاق بن محمد بن عبدالحميد، تزوجها المولى إدريس الأول العام 788 م الذي حل بالمغرب هربا من أذى العباسيين، ولما كان لآل البيت من الصيت الحميد استقبلته قبيلة أوربة البربرية فأنزلته منزل الترحاب والتكريم وآوته ونصرته، ودعمته فيما بعد لتأسيس الدولة الإدريسية، بعد أن زوجوه كنزة.
هي إذن زوجة إدريس بن عبد الله بن الحسن، بن علي بن أبي طالب، وأم إدريس بن إدريس مؤسس مدينة فاس. ذكرتها العديد من المصادر بصفات متعددة «أمة» و «جارية» و «أما» و «أم» ولد. ومنها من نسبها إلى قبيلة نفزة الأمازغية فيما أكد غيرها أنها بنت عبد الحميد أو إسحاق بن عبد الحميد الأوربي، زعيم قبيلة أوربة التي احتضنت إدريس الأول.
لعبت كنزة دورا حاسما في دولة الأدارسة وفي تاريخ المغرب، حيث كان زواج إدريس الأكبر بها سنة 788 م ممهدا لإقامة دعائم ملكه ودوام أثره في المغرب بالاستناد إلى شوكة قومها. كما جسدت استمرارية ورش بنائها برعايتها وإشرافها على تربية ابنها إدريس بن إدريس، ومواكبتها له حتى قيل إنها كانت تتولى إطعامه وطبيخه خوفا من غدر الغادرين.
كما تجلت حكمتها السياسية في إشارتها على حفيدها محمد بن إدريس تقسيم أعمال المغرب بين إخوته فكانت بذلك أول خطوة نحو اللامركزية والجهوية.
الدكتورة نُضار الأندلسي الباحثة في التراث القديم المتعلق بالمرأة، تناولت في بحثها عدة نساء مغربيات وكان تناولها فرصة للتأكيد على أن المرأة المغاربية ومنذ القدم تولَّت الحُكم وشاركت في توجيه السياسة حيث سعدت منطقة شمال إفريقيا بظهور شخصيات نسائية بَصَمن تاريخ المنطقة بحِبرٍ من ذهب، ومنهن الأميرة كنزة الأوربية.
وقد أصدرت الدكتورة نضار أخيرا كتاب «شخصيات نسائية من شمال إفريقيا القديم» تحدثت عن عدة شخصيات منها كنزة الأوربية.
السيدة الحرة حاكمة تطوان :
رغم شح المصادر العربية التي تتحدث عن شخصية السيدة الحرة، إلا أن المراجع الإسبانية والبرتغالية أسهبت في ذكرها ووفتها بعض حقها، إذ إن الإسبان كانت لهم علائق متصلة مع السيدة الحرة خاصة مع حكام سبتة وقواد الأساطيل الأجنبية التي كانت تمخر البوغاز.
هي عائشة بنت علي بنموسى بن راشد، أمير وحاكم شفشاون إبان حكم الدولة الوطاسية على المغرب، تلقت تعليمها على يد أكبر الفقهاء، وتميزت بالذكاء وسرعة البديهة ما انعكس على تكوين شخصيتها، وجعلها من بين أكثر النساء تأثيراً في تاريخ المغرب رغم أنها عاشت في زمن كانت تعد فيه ولاية المرأة للحكم شيئاً غير معهود.
فوفقاً لما جاء في كتاب “تاريخ تطوان” لكاتبه محمد داود، فقد تزوجت السيدة الحرة من القائد المنظري حاكم تطوان سنة 1510م، وكانت تتولى بعض شؤون المدينة في غياب زوجها وتنوب عنه في بعض القضايا لما كانت عليه من سداد الرأي وحسن التدبير، ولما توفي قبضت على زمام الحكم وارتضى الناس حكمها لما كانت عليه من الحزم وحسن السياسة.
سحبت السيدة الحرة الحكم من يد آل منظري، قبل أن تتعرض لمؤامرة شارك فيها رجال عائلة آل منظري وبعض سكان تطوان وانقلبوا عليها سنة 1542م، ليحل مكانها محمد الحسن المنظري الذي طردها واستولى على ممتلكاتها وانفرد بالحكم في تطوان.
الزهراء الوطاسية حاكمة فاس :
حكمت مدينة فاس في وقت وُصف بالعصيب في تاريخ الدولة الوطاسية بالمغرب، لمدة زادت على السنة، ما اعتبره المؤرخون دليلاً على قوة هذه السيدة التي تمكنت من القبض على زمام الحكم في ذلك الظرف الصعب.
هي الزهراء التي كانت تدعى بزهور بنت منصور بن زيان الوطاسي أخت أبي الحجاج يوسف، التي لعبت دوراً مهماً في أواخر عهد الدولة المرينية وبداية عهد الدولة الوطاسية ببلاد المغرب، بعد آن تولت زمام الأمور في مرحلة انتقالية بين الدولتين في الفترة التي شهدت فيها منطقة المغرب الأقصى تطورات سياسية كبيرة.
وحافظت على أمن عاصمة فاس رغم هبوب عواصف الفتن والأعاصير التي واكبت نهاية المرينيين وبداية العهد الوطاسي، كما قال أحمد بن خالد الناصري في كتابه “الاستقصا لأخبار بلاد المغرب الأقصى” (لكاتبه محمد الناصري دار الكتاب – 1997م / 1418هـ).
وبقيت حضرة فاس في يد أخت أبي الحجاج زهور الوطاسية مع قائده السجيري إلى أن تولى الأمر محمد الشيخ الوطاسي أول الملوك الوطاسيين.
وكان المغرب حينها يواجه أطماع القوى العظمى، لاسيما بعد التواجد العثماني في المغرب الأوسط والأدنى، والايبريين في إسبانيا والبرتغال، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على الحكم إلى أن تولى أمره محمد الشيخ الوطاسي كأول الملوك الوطاسيين في المغرب.
خناثة أول وزيرة في تاريخ الدولة المغربية :
تعتبر خناثة بنت بكار أول وزيرة في تاريخ الدولة المغربية، وهي زوجة السلطان المولى إسماعيل سليل الأسرة العلوية الذي حكم المغرب ما بين (1082 – 1139 هـ)، وكانت في نفس الوقت وزيرته ومستشارته التي كان يرجع إليها في أصعب الظروف التي مرت منها الدولة، نظراً لما كانت تتميز به من ذكاء ودراية بأمور السياسة.
وكانت لابنة الشيخ بكار بن علب بن عبدالله المغافري، أدوار سياسية كبيرة في تاريخ المغرب، خاصة بعد وفاة زوجها المولى إسماعيل وخلال حكم ابنها المولى عبدالله، اذ ساندته في حكمه وكانت تمده بالنصح لما يخدم مصلحة الدولة.
وقال المؤرخ عبدالهادي التازي (رحمه الله) في كتابه “المرأة في الغرب الإسلامي” إن للسيدة خناثة دوراً بارزاً في تثبيت اتفاقية السلام والتجارة التي وقعت بمكناس بين الإيالة الشريفة ودولة إنكلترا في شخص سفيرها شارل ستيوارت خلال صيف سنة 1721م، نفس السفير كانت له مراسلات مع السيدة خناثة بخصوص طلب دعمها لهذه الاتفاقية، وبشأن التدخل لدى السلطان للإفراج عن عدد من الأسرى الإنكليز.
وتوفيت خناثة بنت بكار سنة 1159 بمدينة فاس ودفنت بها.
زينب النفزاوية زوجة مؤسس مراكش :
قال عنها ابن خلدون: “كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة”، فقد كانت زينب النفزاوية ذات حسن وجمال، ذكية وحكيمة، تزوجها أبوبكر اللمتوني وطلقها، ليتزوجها ابن عمه يوسف بن تاشفين أمير المرابطين ومؤسس مدينة مراكش.
لعبت ابنة إسحاق الهواري من قبيلة نفزاوة الأمازيغية دوراً كبيراً في مسرح الأحداث السياسية للدولة المرابطية وساعدت زوجها في الكثير من الأمور السياسية المستعصية، كما جاء في كتاب “الاستقصا”، إذ كان لزينب دور كبير في تحفيز زوجها يوسف بن تاشفين على بناء مدينة مراكش سواء عند وضع أسسها الأولى في عام 461هـ أو استكمالها بدءاً من عام 463هـ”.
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire