عندما يتعلق الأمر بالعيد الأضحى لدى المغاربة فهي مسألة ‘ كرامة ‘ ، لدى يتقاتل المغاربة من اجل الحصول على كبش العيد بأي ثمن ، وعليه ايضا ان يكون ‘ سمين ‘ ، ويبقى السؤال مطروح ماذا يعني العيد لدى الـمغاربة ؟ ، هل هي لحظة دينية ، تعود لنا بالداكرة حينما آسلم إسماعيل نفسه وقال لوالده إبراهيم افعل ما تومر فكان ثمن طاعة الابن لوالده هي فديثه بكيش عظيم ؟ …
في كل عيد يتسابق المغاربة إلى الأسواق ، وتجد المدن في حالة استنفار و الكل مسرع و مستعجل بأقصى الاستعجال ، وتجد ‘ الكوميساريات ‘ ممتلئة عن آخرها و أسواق الخمر تروج منتوجها بالإرتفاع و الإقبال ، وحتى ‘ الشفارة ‘ يعودون إلى الأسواق بقوة وكأنهم طيلة السنة كانوا إزاء عطلة سنوية ، وفي بعض الأحيان تجد مشاجرات بين البشر قد تصل إلى القتل و السبب نزاع عن كبش ، ويتحول عيد الأضحى عنوانا لتضحية الإنسان من اجل الإنسان وليس تضحية للإنسان بالكبش لكي يفترسه .
وعندما ننحر الكبش يوم العيد تتكرر صيحة العام الـماضي و الذي من قبله ‘ أرا الـــــمــــا ‘ ويتناسى المغاربة معاني ‘ العيد ‘ الدينية و الفلسفة الروحية العميقة ، وتتصاعد وثيرة الغضب لدى المغاربة ، وخاصة منهم الذي أجرة عمله لا تفوق 2000 درهم و له 6 أبناء ويسكن بيت، وتزداد المعانات ويضحي المواطن بنفسه لكي تفترسه البنوك و شركات السلف .
فالعيد الكبير لدى المغاربة ذلك اليوم الكبير الذي يملئ فيه المغربي معدته باللحوم الدسمة ، وذلك كان نتيجة معركة تنتهي على جميع الجبهات بالشواء ويضيف إليها بعض التوابل الخمرية ، ويتحول المغربي إلى ‘ ملك ‘ يفطر باللحم و يتغدى باللحم وأيضا يتعشى باللحم و لما لا يقوم من النوم في منتصف الليل و يشوي بعض اللحم .
ناهيك عن الأطفال الذين لا يخافون مشاهدة الدماء ويخططون لكل جزء من جسم ‘ الحولي ‘ والناس تحزن جدا عندما يجدون أجزاء من الكبش مريضة أو ضربها التلف ، رغم ان هذا شيء طبيعي لأن شعبا كاملا من الأكباش يرعى في المزابل ويأكل ‘ الـــميـكة ‘ والفضلات العفنة .
لكن لا أحد من المغاربة تذكر أو يريد التذكر أن ‘ العيد الكبير ‘ هو مناسبة لتحيين الروابط الاجتماعية وأيضا يحتل مكانة أساسية في جغرافيا المقدس ، فهو غير قابل للتجاوز أو الإلغاء .
ولا احد أيضا سأل لماذا يعاني الفلاحون و مربو المواشي طيلة السنة ، رغم أن فوائد عيد الأضحى لا تقدر بثمن ، لكنهم يشتكون لأن الدولة لا توفر لهم أي مخططات تنموية لتلك الملايير ، تم تستمر كل سنة معاناة الفلاح و المواطن .
أمس ذبحنا كبشا و العام الذي قبله و قبل قبله.. ذبحنا أكباش ، ولا نعرف لماذا أرقنا دمه ، وفي كل عام ينظر إلينا الكبش بذهول و هو يتسائل لماذا نذبحه إذا كنا نحن بني البشر ‘ نذبح ‘ بعضنا البعض كل ساعة وكل دقيقة وكل يوم . في كل عيد ، نتسابق لشراء أكباش سمينة تزهو بقرونها ونذبحها ونسلخها بحماس ولا نعرف لماذا فعلنا ذلك ، هل بحثا عن اللحم أو بحثا عن أهداف روحية و إنسانية ؟
أيضا ننسى و ننسى عندما نبدو كمؤمنين ورعين ، نتسابق من أجل الحصول على الصفوف الأمامية في المسجد ، ثم نجري مباشرة نحو سكاكين ، وننسى أن الكبش الذي نتسابق من أجل نحره وهو أفضل من كثيرين منا لأنه وضع رقبته فداء لنا ، بينما نحن لا نتردد في ذبحه ثم سلخه قبل أن تزهق روحه .
ينسى المواطن المغربي بأنه هو بحد ذاته كبش ، ويذبح طيلة العصور الماضية و بسكاكين غير مشحوذة من حكم استبدادي و فساد سياسي و اقتصادي ، لكن ‘ خسارة المغربي نسى ’
كم من مغربي من بعد العيد ، يرى نفسه انه هو من ذُبح ، عندما يرى شركات السلف تقتطع من شهريته ، وسيتذكر حينما كان يتعاند مع الناس ويتباهى عن باقي الجيران عن الكبش الأكبر سمنة ، وعن الأغلى ثمنا ، لـو كل مغربي أمسك سكينه استعدادا للذبح ونظر جيدا في عيون الخروف فإنه سيسمع الكبش يقول له : أنــــت الذي تمسك الآن تلك السكين لتذبحني ، ماذا استفدت من إراقة دماء كل إخوتي الأكباش التي ذبحتها طوال حياتك ؟ هل تعلمت شيئا عن روح التضحية و الفداء ؟ ، هل تفهم مغزى أن أقدم إليك عنقي قربانا ؟ ، وأكثر من هذا ، هل تعتقد نفسك أفضل مني لكي تذبحني ؟ ، وماذا يعني لك العيد لكي تذبحني ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire