أقسام الماركسية اللينينية الثلاث:
1- المادية الجدلية:
1-1 ما هي الفلسفة؟
الفلسفة هي العلم الخاص بالقوانين العامة لتطور الطبيعة و المجتمع و الفكر, و المفهومان الأساسيان للفلسفة هما (الوجود و الادراك), و الوجود هو كل ما يوجد خارج ادراك الانسان, اي كل العالم و الظواهر الاجتماعية و الطبيعية المحيطة بنا, و الادراك كما تفسره الفلسفة هو الأحاسيس و التفكير و النظريات و الأفكار و المشاعر. و المسألة الأساسية في اي نظرية فلسفية هي مسألة علاقة العالم المادي (الوجود) بالادراك, بالتالي نقول: ايهما اسبق العالم المادي ام الادراك؟ و لا ينقسم الفلاسفة الى مثاليين و ماديين تبعا لاجابتهم عن هذا السؤال فحسب, بل ينقسمون الى تلك المعسكرين الفلسفيين تبعا لقولهم بامكانية ادراك العالم المحيط بنا من عدمه أيضا.
نظرة الماديين الى العالم:
يرى فلاسفة أحد المعسكرين ان العالم المادي المحيط بنا, (كل العالم المادي) موجود من تلقاء ذاته خارج وعي الانسان, و يرون ان هذا الوجود لا يتوقف على ذلك الوعي, وهؤلاء هم الفلاسفة الماديون. و هو يفكرون على النحو التالي: نحن نعيش في عالم معقد و يحيط بنا عدد كبير من مختلف الأشياء, وبالتالي تنشأ ظروف تقودنا الى ملاحظة الكثير من الظواهر, و لكن مهما تعددت اشكال هذه الأشياء و الظواهر فان لها خاصية عامة واحدة: انها جميعها موجودة بغض النظر عن وعينا و ادراكنا و رغبتنا, اي انها موجودة موضوعيا, و تستخدم الفلسفة كلمة المادة عن كل شيء موجود موضوعيا بغض النظر عن ادراكنا.
ان مفهوم المادة جد واسع, كما هو الحال بالنسبة لمفهوم الوجود, و الفلسفة التي تقول بأن (المادة) اي الوجود جاءت أولا, ثم لحقها الادراك, تلك هي الفلسفة المادية.
يمتلك العالم خاصية الوحدة بالرغم من تعقده و اختلاف اشكال المادة الموجودة, و تتجلى وحدة العالم بالتالي:
أ- وحدة المحتوى المادي لمختلف الأجرام, ووحدة المواد التي تشكل تلك الأجرام, و عندما اكتشفت طريقة تحديد القوام الكيميائي لأية جسم, في خمسينيات القرن الثامن عشر عن طريق دراسة الاشعاعات الصادرة منها, وجدت في كافة الأبحاث الممكنة على الأجرام السماوية نفس العناصر الكيميائية الموجودة على الأرض, و من ثم توصل العلماء الى استنتاج ان الشمس و الكواكب و النجوم واحدة من حيث ماديتها, و اقيم البرهان على الوحدة المادية للعالم, اذن يمكن ان نقول, ان الكرة الأرضية ليست (مصطفاة) من قبل (قوة سامية), بل ان الأرض تحتوي في ماديتها ما يحتويه العالم كله (الكون على امتداده).
ب- تتمثل وحدة العالم في وحدة البنية الجسمية لكل الأشياء في الطبيعة, وقد اميط اللثام عن الوحدة التي لا تنفصم لها عرى بين العالم العضوي و العالم غير العضوي, و يتجلى هذا في ان هذين العالمين يتشكلان معا في نهاية المطاف من ذرات, و تم فيما بعد الكشف عن كنه الذرات ذاتها, و اتضح ان كل ذرة تحتوي على نواة و غلاف, و تم اثبات وحدة عالم النبات و الحيوان عندما وضعت نظرية الخلايا التي بينت أن الأجسام النباتية و الحيوانية مبنية على نحو واحد في نهاية المطاف, اي من وحدات بيولوجية و خلايا. ويوضح هذا فيما يوضح خطل المزاعم التي تروج (لتسامي) عالم الانسان الذي تميزه (الروح), بل ما يميز الانسان بالذات هو الدماغ (المكون اصلا من خلايا معقدة, ولكن تملك نفس البنية البيولوجية للحيوانات الاخرى), و ما يميز الانسان هو عالمه الاجتماعي.
ج- تتأكد وحدة العالم من واقع وحدة القوانين ووجود صلة طبيعية واحدة تشمل كافة الظواهر في العالم, و هكذا نرى ان وحدة العالم المتمثلة في ناحيته المادية تتكشف نتيجة لادراك قوانين الطبيعة, و كذلك الحال بالنسبة لقوانين الحياة المتعلقة بحياة و نشاط الانسان و المجتمع البشري.
لذا يجيب الماديون على السؤال الأساسي للفلسفة بأن الوجود و العالم المحيط بنا موجود بغض النظر عن ادراك الانسان, و بعبارة اخرى, فان المادة سابقة على الادراك, و ان الادراك متولد من المادة.
الجانب الثاني من المسألة الأساسية في الفلسفة, وهي, هل يمكن ادراك العالم؟ هل هناك حدود للادراك بحيث يستطيع العقل البشري تجاوزها؟ يؤكد بعض الفلاسفة عدم امكان ادراك العالم بكل حقيقته و انه غير قابل للادراك, وهؤلاء هم اللأدريين.
غير أن تاريخ البشرية و تاريخ العلوم يبرهن على امكان معرفة الواقع الحي المحيط بالانسان وتاريخ العلم هو تاريخ الادراك البشري. هل يمكن ان يصير هناك وقت يصبح الناس على علم بكل شيء؟ طبعا لا! فدائما, وفي سياق تطور البشرية و المجتمع سوف ينطرح المزيد من القضايا و ستظهر المزيد من الظواهر تحتاج الى البحث و الدراسة.
ولا يستطيع الانسان معرفة وادراك العالم الى ما لا نهاية, فالمعرفة لا يمكن ان تستنفذ, كما هو العالم الخارجي, ولكن يمكن للدراسة و العلم و البحث ان يكشف (حقيقة) الظواهر و جوهر الأشياء و يتوصل الى حقائق نسبية صحيحة, يتم توكيدهما مع مرور الزمن و بتراكم مزيد من المعارف, و خلال عشرات الألاف من السنين أخذ الناس يعرفون و يدركون اسرار الطبيعة على نحو متعاظم, و يعرف الناس و العلماء اليوم امورا اكثر مما كان يعرفها اسلافهم في الغابر.
1- المادية الجدلية:
1-1 ما هي الفلسفة؟
الفلسفة هي العلم الخاص بالقوانين العامة لتطور الطبيعة و المجتمع و الفكر, و المفهومان الأساسيان للفلسفة هما (الوجود و الادراك), و الوجود هو كل ما يوجد خارج ادراك الانسان, اي كل العالم و الظواهر الاجتماعية و الطبيعية المحيطة بنا, و الادراك كما تفسره الفلسفة هو الأحاسيس و التفكير و النظريات و الأفكار و المشاعر. و المسألة الأساسية في اي نظرية فلسفية هي مسألة علاقة العالم المادي (الوجود) بالادراك, بالتالي نقول: ايهما اسبق العالم المادي ام الادراك؟ و لا ينقسم الفلاسفة الى مثاليين و ماديين تبعا لاجابتهم عن هذا السؤال فحسب, بل ينقسمون الى تلك المعسكرين الفلسفيين تبعا لقولهم بامكانية ادراك العالم المحيط بنا من عدمه أيضا.
نظرة الماديين الى العالم:
يرى فلاسفة أحد المعسكرين ان العالم المادي المحيط بنا, (كل العالم المادي) موجود من تلقاء ذاته خارج وعي الانسان, و يرون ان هذا الوجود لا يتوقف على ذلك الوعي, وهؤلاء هم الفلاسفة الماديون. و هو يفكرون على النحو التالي: نحن نعيش في عالم معقد و يحيط بنا عدد كبير من مختلف الأشياء, وبالتالي تنشأ ظروف تقودنا الى ملاحظة الكثير من الظواهر, و لكن مهما تعددت اشكال هذه الأشياء و الظواهر فان لها خاصية عامة واحدة: انها جميعها موجودة بغض النظر عن وعينا و ادراكنا و رغبتنا, اي انها موجودة موضوعيا, و تستخدم الفلسفة كلمة المادة عن كل شيء موجود موضوعيا بغض النظر عن ادراكنا.
ان مفهوم المادة جد واسع, كما هو الحال بالنسبة لمفهوم الوجود, و الفلسفة التي تقول بأن (المادة) اي الوجود جاءت أولا, ثم لحقها الادراك, تلك هي الفلسفة المادية.
يمتلك العالم خاصية الوحدة بالرغم من تعقده و اختلاف اشكال المادة الموجودة, و تتجلى وحدة العالم بالتالي:
أ- وحدة المحتوى المادي لمختلف الأجرام, ووحدة المواد التي تشكل تلك الأجرام, و عندما اكتشفت طريقة تحديد القوام الكيميائي لأية جسم, في خمسينيات القرن الثامن عشر عن طريق دراسة الاشعاعات الصادرة منها, وجدت في كافة الأبحاث الممكنة على الأجرام السماوية نفس العناصر الكيميائية الموجودة على الأرض, و من ثم توصل العلماء الى استنتاج ان الشمس و الكواكب و النجوم واحدة من حيث ماديتها, و اقيم البرهان على الوحدة المادية للعالم, اذن يمكن ان نقول, ان الكرة الأرضية ليست (مصطفاة) من قبل (قوة سامية), بل ان الأرض تحتوي في ماديتها ما يحتويه العالم كله (الكون على امتداده).
ب- تتمثل وحدة العالم في وحدة البنية الجسمية لكل الأشياء في الطبيعة, وقد اميط اللثام عن الوحدة التي لا تنفصم لها عرى بين العالم العضوي و العالم غير العضوي, و يتجلى هذا في ان هذين العالمين يتشكلان معا في نهاية المطاف من ذرات, و تم فيما بعد الكشف عن كنه الذرات ذاتها, و اتضح ان كل ذرة تحتوي على نواة و غلاف, و تم اثبات وحدة عالم النبات و الحيوان عندما وضعت نظرية الخلايا التي بينت أن الأجسام النباتية و الحيوانية مبنية على نحو واحد في نهاية المطاف, اي من وحدات بيولوجية و خلايا. ويوضح هذا فيما يوضح خطل المزاعم التي تروج (لتسامي) عالم الانسان الذي تميزه (الروح), بل ما يميز الانسان بالذات هو الدماغ (المكون اصلا من خلايا معقدة, ولكن تملك نفس البنية البيولوجية للحيوانات الاخرى), و ما يميز الانسان هو عالمه الاجتماعي.
ج- تتأكد وحدة العالم من واقع وحدة القوانين ووجود صلة طبيعية واحدة تشمل كافة الظواهر في العالم, و هكذا نرى ان وحدة العالم المتمثلة في ناحيته المادية تتكشف نتيجة لادراك قوانين الطبيعة, و كذلك الحال بالنسبة لقوانين الحياة المتعلقة بحياة و نشاط الانسان و المجتمع البشري.
لذا يجيب الماديون على السؤال الأساسي للفلسفة بأن الوجود و العالم المحيط بنا موجود بغض النظر عن ادراك الانسان, و بعبارة اخرى, فان المادة سابقة على الادراك, و ان الادراك متولد من المادة.
الجانب الثاني من المسألة الأساسية في الفلسفة, وهي, هل يمكن ادراك العالم؟ هل هناك حدود للادراك بحيث يستطيع العقل البشري تجاوزها؟ يؤكد بعض الفلاسفة عدم امكان ادراك العالم بكل حقيقته و انه غير قابل للادراك, وهؤلاء هم اللأدريين.
غير أن تاريخ البشرية و تاريخ العلوم يبرهن على امكان معرفة الواقع الحي المحيط بالانسان وتاريخ العلم هو تاريخ الادراك البشري. هل يمكن ان يصير هناك وقت يصبح الناس على علم بكل شيء؟ طبعا لا! فدائما, وفي سياق تطور البشرية و المجتمع سوف ينطرح المزيد من القضايا و ستظهر المزيد من الظواهر تحتاج الى البحث و الدراسة.
ولا يستطيع الانسان معرفة وادراك العالم الى ما لا نهاية, فالمعرفة لا يمكن ان تستنفذ, كما هو العالم الخارجي, ولكن يمكن للدراسة و العلم و البحث ان يكشف (حقيقة) الظواهر و جوهر الأشياء و يتوصل الى حقائق نسبية صحيحة, يتم توكيدهما مع مرور الزمن و بتراكم مزيد من المعارف, و خلال عشرات الألاف من السنين أخذ الناس يعرفون و يدركون اسرار الطبيعة على نحو متعاظم, و يعرف الناس و العلماء اليوم امورا اكثر مما كان يعرفها اسلافهم في الغابر.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire