بصيصُ أمل
في سهول الصخر, عند ملتقى الأيام العجاف, وجدتُني أبحر النظر في أفق الزمان, علّه وعساه ينبئُني عن ما يخفيه من كنوز الآمال...
حجارة سوداء تناثرت هنا و هناك. صخور تشبثت بالأرض عمقاً وترامت على مد البصر... لتعانق ذلكم الأشم الشامخ في أحضان البادية شروقاً و تلكم الهضاب المتربعة على مرقد الشمس غروباً...
إنها آفاق الوطن تعلو مع الفجرجبلاً لفظته الأرض حمماً دثرت محياها بثرى الخصب و الأمل...
أملٌ ترعرع في السهول قمحاً, وفي القلوب نبضاً يرفرف أشعاراً وعتابا على نغم الرباب...وفي العقول ضباب.
ضبابٌ تعبّق في النفوس, تكثّف في الرؤوس حتى غدا عََُقَداً لاتحطمها الفؤوس...
فؤوس مَن تلك التي تعلو على مدّ الأمل؟
...وفي العقول عقود من ضباب!
أملٌ يحارَب,وفي العقول سراب...
ليت الزمان يحاسبني على كفري و إيماني,
ففي الحسبان أنفاسي و أفعالي...
وما في الصدر أحقادٌ و أصفادُ.
تلك النبضات إن هي إلا جنين في رحم أنجب المآسي تلو المآسي...و ما زال ينجب!
هذه الكلمات قطرات ندىً خلّفها الضباب المتكثف في الرؤوس من مغبّة الفؤوس...
وماذا عن ذلك البصيص؟
لكي يضيء السراج في العتمة, وصفير الريح يصم الآذان, كانت جدّتي تحمله بيد وتحمي فتيله,اليكاد ينطفيء لهبه, باليد
الأخرى...تلك بديهة من ثقافة جدتي! فالريح في ذهنها رديف العتمة, لذا فعند أول تعارف لها مع مصباح الكهرباء راحت
تطفئه بالنفخ...
هكذا يريدون إخماد البصيص! يلوّحون بالفأس, يثيرون الغبار حول الفتيل!
ولكن شتّان ما بين فتيل السراج و فتيل الشبكة و التلفاز!
فعندما أيقنت جدتي بعدم جدوى النفخ على مصباح الكهرباء,لإطفاء جذوته, فضّلت نور الكهرباء على السراج...
أملنا جذوة النور لنا. فلكي يسطع و يغدو أمراً كمصباح الكهرباء,كفانا تأملاّ فيه كما في السراج...
فليزهر الأمل و يثمر!
سامي ملوكي
22/07/2011
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire