الرئيس الصيني هو جنتاو ورئيس الوزراء وين جياباو
يعتبر الاستاذ الجامعي زو هوي من الاصناف النادرة للسياسيين الصينيين، فهو ليس عضوا في الحزب الشيوعي الصيني. فزو هو نائب رئيس العصبة الديمقراطية الصينية، واحدة من ثمانية تنظيمات سياسية غير شيوعية معترف بها في البلاد.
وترفع الحكومة الصينية من شأن هذه الاحزاب والتنظيمات في محاولة منها للبرهنة بأن الصين لا يحكمها نظام الحزب الواحد، فاعضاء هذه الاحزاب سيشاركون في الجلسات السنوية لمؤتمر الشعب العام (البرلمان الصيني) التي انطلقت اليوم الجمعة في قاعة الشعب الكبرى ببكين.
ولكن بالرغم من قيامها باسداء النصيحة - وحتى الانتقادات في بعض الاحيان - للشيوعيين، لا تعدو هذه الاحزاب كونها "ديكورا" واجبها الاساسي تجميل صورة النظام الحاكم.
ففي الواقع، يخنق الحزب الشيوعي اي مجال للنقاش الحقيقي، ويودع اولئك الذين يعبرون عن سياسات مغايرة لسياساته السجن.
تشكلت الاحزاب الديمقراطية الثمانية - كما يطلق عليها في الصين - قبل استيلاء الشيوعيين على الحكم عام 1949، وتشمل حزب اللجنة الثورية للكومينتانج الصينيين والجمعية الصينية للترويج للديمقراطية والحزب الديمقراطي الصيني للعمال والفلاحين.
اما الاستاذ الجامعي زو، فهو نائب لرئيس اكبر هذه الاحزاب على الاطلاق، العصبة الديمقراطية الصينية، التي يبلغ عدد كوادرها اكثر من مئتي الف وينتشرون في شتى ارجاء هذه البلاد المترامية الاطراف.
وغالبية اعضاء العصبة هم - كما في حالة الاستاذ الجامعي زو - من المثقفين، يعمل الكثيرون منهم في قطاعي التعليم والصحة.
الاستاذ الجامعي زو هوي
والاستاذ زو موجود الآن في بكين لحضور جلسات مؤتمر الشعب السياسي الاستشاري، الهيئة الاستشارية التي تلتئم بالتوازي مع مؤتمر الشعب العام.
خلافات
قال الاستاذ زو لبي بي سي قبيل انطلاق جلسات مؤتمر الشعب السياسي الاستشاري إن حزبه يلعب دورا مهما في النظام السياسي في الصين، واضاف: "نزور المزارع والمصانع والمدارس والجامعات، نتحدث الى الناس ونحاول تفهم مشاكلهم ثم نتوصل الى توصيات ونرفعها على شكل تقارير الى الحكومة."
ويقول زو إن الحكومة تأخذ بهذه التوصيات احيانا وتهملها احيانا اخرى.
وقال إن حزبه قد يختلف في الرأي مع الحكومة الشيوعية، فهو يختلف معها حول سرعة اصلاح النظام التعليمي على سبيل المثال.
ولكن الاحزاب الديمقراطية الثمانية لا تنخرط في سجالات علنية مع الشيوعيين، فهذا ليس من واجبها.
فبموجب النظام السياسي السائد، يتحدد دور هذه الاحزاب غير الشيوعية في اسداء النصح للشيوعيين - وليس في التنافس مع الحزب الشيوعي على قيادة المجتمع.
وكما تقول الحكومة الصينية في موقعها الالكتروني، فإن "الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب الديمقراطية متساوية تماما امام الدستور، ولكن الاخيرة تأتمر سياسيا باوامر الحزب الشيوعي."
ولكن رغم هيمنة الحزب الشيوعي على هذه الاحزاب، يمكن وجودها الحكومة الصينية من الادعاء بأن الصين ليست دولة حزب واحد.
يقول ويلي لام، الاستاذ في الجامعة الصينية بهونج كونج، إنه من المهم بالنسبة للقادة الصينيين ان يبينوا للناس بأنهم بستمعون الى آراء غير الشيوعيين، ولذا حرصوا على تعيين عدد من اعضاء هذه الاحزاب في مواقع قيادية على المستويين المركزي والمحلي.
الا انه اضاف: "لن نكون ساخرين جدا اذا قلنا إن ذلك ليس اكثر من ديكور."
"غير مستعدين"
من نافلة القول إن الحكومة الصينية لا تشجع النقاش السياسي الحقيقي، ولذا لن نجد هذا النوع من النقاش الا في غرف النقاش على الانترنت او في الدور خلف الابواب المغلقة. فالذين يجرأون على انتقاد الحكومة علنا غالبا ما يساقون الى القضاء.
ليو شياوبو
فالكاتب المعارض ليو سياوبو على سبيل المثال حكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما في شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي لمشاركته في وضع ما يسمى بميثاق 08 الداعي الى احداث تغيير سياسي في الصين بما في ذلك انهاء احتكار الشيوعيين للسلطة.
الا ان الاستاذ زو لا يعتقد ان ذلك ممكن - او حتى مرغوب فيه - في المستقبل المنظور. فهو يصر على ان البلاد ليست مستعدة بعد لتقبل هذا النوع من التغيير.
فالاستاذ زو يعتقد ان النظام الصيني الحالي يتمتع بكثير من المزايا على الانظمة السياسية السائدة في الغرب، إذ يقول: "إنه من الايسر بكثير في نظامنا التوصل الى وفاقات وتنفيذ السياسات" مشيرا الى انعدام الضوابط على ممارسة الحزب الشيوعي للسلطة.
ومضى الى القول: "في بعض البلدان، يقضون وقتا طويلا في مناقشة المشاكل التافهة، واذا لم يتمكنوا من التوصل الى اتفاق يتركون الامر كله جانبا."
وهذا يعتبر لب القضية بالنسبة للاستاذ زو، فبالنسبة له، يعتبر انجاز الاعمال بكفاءة وبلا اعتراضات من صفات الانظمة المثالية.
ولذا فليس من الغريب ان يحظى الاستاذ زو باعجاب الحزب الشيوعي الصيني.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire