ستالين و المعارضه التروتسكيه
يوسف فيساريونفتش ستالين
كلمه الرفيق ستالين في الاجتماع الموسع ل اللجنه المركزيه و اللجنه المركزيه للرقابه الحزبيه.29تموز-9آب1927
ايها الرفاق! تصرف زينوفييف بشكل خشن عديم الولاء لهذا الاجتماع الموسع ، عاد في خطابه الى مسأله تم حلها، و هي مسألة الوضع الدولي.
نحن الآن نناقش البند الرابع من جدول الأعمال - "حول انتهاك الإنضباط الحزبي من قبل تروتسكي وزينوفييف" . وفي الوقت نفسه، زينوفييف، وللتهرب من البند قيد المناقشة يعود إلى مسألة الوضع الدولي ويحاول إعادة مناقشة هذا الموضوع الذي تم الانتهاء من مناقشته بالفعل. في خطابه، احتد ضد ستالين، متناسيا أننا لا نناقش موضوعا عن ستالين،بل انتهاك الانضباط الحزبي لزينوفييف وتروتسكي.
ولذا فإني مضطر للعودة في مداخلتي إلى بعض جوانب مسأله تم حلها، من أجل إظهار التناقض في خطاب زينوفييف.
أنا آسف، ايهاالرفاق، ولكني مضطر أيضا أن أقول بضع كلمات عن تهجم زينوفييف ضد ستالين. (أصوات: "من فضلك!").
اولا. زينوفييف تذكرلسبب ما في كلمته تذبذبات ستالين في اذار 1917، مراكما حفنة من الروايات المتخيله. أنا لم أنكر أنه كانت لي في شهر اذار 1917 بعض التذبذبات، هذه التذبذبات استمرت اسبوعا واحدا – أسبوعين فقط، مع وصول لينين في أبريل 1917 هذه التذبذبات اختفت ، وفي كونفرنس أبريل 1917، وقفت جنبا الى جنب مع الرفيق لينين ضد كامينيف وجماعته المعارضة. عن كل هذا تحدثت عدة مرات في صحافة حزبنا (انظر " في الطريق إلى أكتوبر"، "التروتسكية ام اللينينية؟" وهلم جرا) .
لم اعتبر نفسي اطلاقا اني بلا اخطاء. لم أخفى أبدا، ليس فقط اخطائي، ولكن أيضا الترددات العابرة. ولا يمكن أيضا اخفاء حقيقة أنني لم أصر اطلاقا على أخطائي و لم اقم بإنشاء كتله، مجموعة خاصة، الخ على اساس تردداتي العابره.
لكن ما صله هذا الأمر و النقاش حول انتهاك الانضباط الحزبي من قبل زينوفييف وتروتسكي؟ لماذا زينوفييف يتهرب من القضية قيد المناقشة، و يعود إلى ذكريات اذار 1917؟ هل نسي أخطائه الخاصة، نضاله ضد لينين وكتلته الخاصه ضد حزب لينين في آب،ايلول، أكتوبر، نوفمبر 1917؟ أو ربما، زينوفييف يعتقد ان ذكريات الماضي ستغطي على قضيه اليوم ،قضية انتهاك الانضباط الحزبي من قبل زينوفييف وتروتسكي؟ لا، حيلة زينوفييف هذه لن تنجح.
ثانيا. اشار زينوفييف الى اقتباس من رسالتي إليه في صيف عام 1923 قبل عدة أشهر من الثورة الألمانية في عام 1923. أنا لا أتذكرخلفيه هذه الرسالة.لا يوجد لدي نسخه من تلك الرسالة، و بالتالي لا استطيع القول بيقين، اذا كان زينوفييف نقل بشكل صحيح تلك الفقره. اعتقد أني كتبت الرساله في أواخر تموز أو أوائل اب 1923. ولكن يجب علي أن أقول أن ما في الرساله هو صحيح تماما من البداية وحتى النهاية. من الواضح ان زينوفييف في اشارة الى هذه الرسالة يريد أن يقول أن موقفي كان متشكك بشكل عام من الثورة الألمانية في عام 1923. هذا، بالطبع، هراء.
في رسالتي تطرقت قبل كل شيء الى مسألة الاستيلاء المباشر على السلطة من قبل الشيوعيين. في تموز أو بداية اب 1923 في ألمانيا لم يكن حينذاك أزمة ثورية عميقة، الأمر الذي سيدفع الملايين للنهوض و فضح الاشتراكية-الديموقراطية المساومه،و اخيرا تفكيك البرجوازية وطرح مسألة الاستيلاء المباشر على السلطة من قبل الشيوعيين. وبطبيعة الحال، فإنه في تموز.-اب، لم يكن من الممكن ان يدور الحديث عن استيلاء الشيوعيين على السلطة في ألمانيا، بالاضافه الى انهم كانوا اقليه في صفوف الطبقة العاملة.
هل هذا الموقف الصحيح؟ أعتقد أن هذا هو الصحيح. حينها كان ذلك هو موقف المكتب السياسي ايضا.
المسألة الثانية التي أثيرت في الرسالة تتعلق بمظاهرة العمال الشيوعيين في وقت حاول الفاشيون المسلحون إستفزاز الشيوعيين للقيام بعمل سابق لأوانه. موقفي حينها كان ،يجب على الشيوعيين عدم الرد على الاستفزاز. وليس فقط موقفي ، ولكن كل اعضاء المكتب السياسي شاركوني هذا الرأى.
ولكن بعد شهرين الوضع في ألمانيا يتغير بشكل حاد نحو اشتداد الأزمة الثورية. بوانكاريه يقوم بهجوم عسكري ضد ألمانيا؛ الأزمة المالية في ألمانيا كارثية. في أعماق الحكومة الألمانية يبدأ الانهيار والتعديلات الوزاريه. الموجه الثوريه تعلو، لتنفجر الديمقراطية الاشتراكيه؛ و يبدأ الاندفاع الهائل للعمال من الديمقراطية الاشتراكيه الى الشيوعيين. مسألة الاستيلاء على السلطة
من قبل الشيوعيين تصبح مهمه انيه. في هذه الظروف، أنا، و بقيه أعضاء لجنة الامميه الشيوعيه، وقفنا وبحزم مع الاستيلاء الفوري للسلطة من قبل الشيوعيين.
ومن المعروف أن لجنة الامميه الشيوعيه( الألمانية) ، تكونت من زينوفييف، بوخارين وستالين وتروتسكي، راديك وعدد من الرفاق الألمان. اتخذت عددا من القرارات المحدده و قدمت المساعدات المباشرة للرفاق الألمان في الاستيلاء على السلطة.
هل كان هناك في ذلك الوقت وحده رأي بين اعضاء اللجنة ؟ لا لم يكن . وكانت الخلافات حول تنظيم السوفييتات في ألمانيا. بوخارين و انا اكدنا بأن لجان المصانع لا يمكن أن تحل محل السوفيتات واقترحنا التنظيم الفوري لللسوفييتات البروليتارية في ألمانيا. تروتسكي وراديك، وكذلك بعض الرفاق الألمان كانوا ضد تنظيم السوفييتات، معتقدين أن لجان المصانع ستكون كافيه للاستيلاء على السلطة.موقف زينوفييف تأرجح بين المجموعتين.
الفت نظر الرفاق، أن الجدال لم يكن عن الصين، حيث لا يوجد سوى بضعة ملايين من البروليتاريين، ولكن عن ألمانيا، الدوله الصناعيه المتطوره ، حيث كان هناك نحو 15 مليون بروليتاري.
كيف انتهت هذه الاختلافات؟ زينوفييف انحاز إلى جانب تروتسكي وراديك، وتم حل مسألة السوفييتات بشكل سلبي.
الحقيقه بعد ذلك، تاب زينوفييف عن خطاياه. ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن زينوفييف آنذاك وقف مع الجناح الانتهازي اليميني في واحدة من القضايا الرئيسية في الثورة الألمانية ، اما بوخارين وستالين فوقفا مع الجناح الثوري، الجناح الشيوعي. وهنا ما قاله زينوفييف عن ذلك لاحقا:
"وفيما يتعلق بمسألة السوفياتات (في ألمانيا). لقد ارتكبنا خطأ بأن تنازلنا امام تروتسكي وراديك. دائما كلما تنازلنا في هذه القضايا ، نقتنع بأننا نرتكب خطأ. سوفيتات العمال في حينها ، كان من المستحيل تنظيمها. لكن هذا كان من الممكن ان يكون محكا للكشف عن ما إذا كان الوضع اشتراكيا ديمقراطيا أو شيوعيا. لم يكن ينبغي لنا أن نتنازل في هذه المسألة. وكان التنازل خطأ من جانبنا. هكذا ايها الرفاق كان لوضع "(محضر الدورة الخامسه لرئاسة اللجنه التنفيذيه للأمميه الشيوعيه بمشاركه الحزب الشيوعي الالماني 19 يناير 1924، ص. 70).
يقول زينوفييف في هذا المقطع "اننا كنا مخطئين". من هؤلاء "نحن"؟ لم يكن ولا يمكن أن يكون ذلك الحين"نحن". أخطأ، في الواقع، زينوفييف، الذي انحاز إلى جانب تروتسكي وراديك، ووقف موقفهم الخاطئ. هذه هي الحقائق.
إن الأفضل لزينوفييف عدم تذكر الثورة الألمانية لعام 1923 لكي لا يسبب العار لنفسه أمام الاجتماع الموسع، وخصوصا ان اثارته لمسألة الثورة الألمانية ، كما ترون، لا صله لها مع القضية المطروحه ، اي البند الرابع من جدول أعمال الاجتماع الموسع.
مسألة الصين.
حسب زينوفييف يبدو أن ستالين، في تقريره الى المؤتمر الرابع عشر للحزب ، ساوى بين الصين وأمريكا. هذا بالطبع، هراء. لم يكن اي مساواه للصين مع أمريكا ولا يمكن أبدا أن يكون شئ عن ذلك في تقريري. في الواقع، في تقريري جرى الحديث عن حقوق الشعب الصيني بالوحده الوطنيه والتحرر الوطني من نير الأجنبي. ركزت على الصحافة الإمبريالية قائلا، ايها الساده الامبرياليين، الا تعتبرون على الأقل لفظيا، ان الحرب الوطنية في إيطاليا، والحرب الوطنية في أمريكا، والحرب الوطنية في ألمانيا من أجل الوحده والتحرر من نير الأجنبي قانونيه، لماذا الصين تختلف عن هذه الدول، ولماذا لا يحق للشعب الصيني الوحده الوطنيه والتحرر.
هذا ما قلته في تقريري، و لم المس مسألة احتمالات و مهام الثورة الصينية من وجهة نظر الشيوعية.
اصحيحه هي طريقه طرح المسأله في اطار النضال ضد الصحافة البرجوازية؟ ومن الواضح أنها صحيحه. زينوفييف لا يفهم هذا الأمر البسيط، ولكن الذنب هنا سببه بلادته وليس أي شيء آخر.
يتضح انه حسب زينوفييف ، سياسة تحويل كومينتانغ اوو هان عندما كان ثوريا الى مركزا للدكتاتورية الثورية الديمقراطية للبروليتاريا والفلاحين في المستقبل ،كانت خاطئه. والسؤال هو، ماذا يمكن أن يكون الخطأ في ذلك؟ أليست حقيقة أن كومينتانغ اوو هان في بداية هذا العام كان ثوريا؟ لماذا صرخ زينوفييف حول "الدعم الكامل" لكومينتانغ اوو هان إذا كان كومينتانغ اوو هان ليس ثوريا ؟ لماذا اصرت المعارضة على دعم ابقاء الحزب الشيوعي في اطار كومينتانغ اوو هان ، إذا لم يكن ثوريا؟ و ما قيمه الشيوعيين، الذين انخرطوا في كومينتانغ اوو هان ، اذا لم يستخدموا نفوذهم و لم يحاولوا استماله باقي اعضاء الكومينتانغ لتحويل كومينتانغ اوو هان الى مركز للديكتاتورية الثورية للديمقراطية؟ أود أن أقول أن اؤلك الشيوعيين لا يساوون فلسا واحدا.
ومع ذلك، فشلت هذه المحاولة لأن الإمبرياليين والإقطاعيين في الصين كانوا في هذه المرحلة أكثر قوه من الثورة، اصيبت الثورة الصينية نتيجه لذلك بهزيمة مؤقتة. ولكن هل يعني هذا أن سياسة الحزب الشيوعي كانت خاطئة؟
عام 1905، حاول الشيوعيون الروس أيضا تحويل السوفييتات القائمة الى مركز مستقبلي للدكتاتورية الثورية الديمقراطية للبروليتاريا والفلاحين. لكن، فشلت هذه المحاولة أيضا بسبب عجز ضخم في الميزان القوى الطبقية، لأن النظام القيصري والإقطاعيين كانوا أقوى من الثورة. هل يعني هذا أن سياسة البلاشفة كانت خاطئة؟ ومن الواضح أنه لا يعني.
يؤكد زينوفييف كذلك، أن لينين وقف الى جانب التنظيم الفوري لسوفييتات نواب العمال في الصين، و هنا زينوفييف يشير الى أطروحات لينين حول المسألة الكولينياليه التي اعتمدت في المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية. ولكن هنا زينوفييف يضلل الحزب.
قيل عدة مرات في الصحف، ويجب أن أكرر هنا أنه في أطروحات لينين ليست هناك كلمة واحدة عن سوفييتات نواب العمال في الصين.
قيل عدة مرات في الصحافة ، و مضطر لأكرر أن لينين في أطروحاته لم يكن يشير إلى سوفيات نواب العمال ، بل "سوفييتات الفلاحين"، "سوفييتات شعبيه"، "سوفييتات الكادحين "، وجاء فيها بصراحة أننا نتحدث عن دول "حيث لا يوجد أو تقريبا لا يوجد بروليتاريا صناعية."
هل من الممكن اعتبار الصين من فئة البلدان "ضئيلة أو معدومة البروليتاريا الصناعية"؟ واضح أنه من المستحيل. هل من الممكن في الصين تكوين سوفييتات الفلاحين، سوفييتات الكادحين ،السوفييتات الشعبية دون ان نكون قد كونا سوفييتات طبقيه ،سوفييتات الطبقة العاملة؟ من الواضح أنه من المستحيل. فلماذا المعارضة تخدع الحزب مشيره الى أطروحات لينين؟
مسألة الاستراحة.
قال لينين في عام 1921، في نهاية الحرب الأهلية ، لدينا الآن بعض الوقت للراحة من الحرب، ينبغي أن تستخدم هذه الاستراحة لبناء الاشتراكية. زينوفييف الآن يبحث عن اخطاء ستالين، ويقول انه قد حول فتره الراحة إلى راحة مستمره، و هذا من المفترض أن يتناقض مع ألاطروحة حول خطر الحرب بين الاتحاد السوفياتي والامبريالية.
وغني عن القول أن زينوفييف هنا يغالط بحمق وسخافه. أليس حقيقة أنه ليس هناك صراعات عسكرية بين الامبريالية والاتحاد السوفيتي لمدة سبع سنوات؟ هل يمكننا أن نسمي هذا الفترة ، فترة راحة؟ من الواضح أنه يمكن وينبغي أن تسمى هكذا. قال لينين أكثر من مرة حول فترة سلام بريست ، ولكن الجميع يعلم أن هذه الفترة لم تدم اكثر من سنة واحدة. لماذا يتم تسميه مدة سنة واحدة لسلام بريست فترة ، وفترة سبع سنوات من الراحة لا يصح تسميتها فترة من الراحة؟ كيف يمكن إشغال الاجتماع الموسع للجنة المركزية واللجنة المركزية للرقابه بإعتراض تافه جدا مضحك وسخيف؟
ديكتاتورية الحزب.
قيل عدة مرات في صحافتنا الحزبيه ان زينوفييف يشوه المفهوم اللينيني حول "دكتاتورية" الحزب من خلال تعريف ديكتاتورية البروليتاريا بانها ديكتاتورية الحزب. قيل عدة مرات في صحافه حزبنا أن "دكتاتورية الحزب" كان لينين يعني بها قيادة الحزب للطبقة العاملة، و ليس عنف الحزب اتجاه الطبقة العاملة، بل القيادة عن طريق الإقناع، وذلك عبر التثقيف السياسي للطبقة العاملة، اي قيادة الحزب الواحد للطبقه، قياده لا يريد الحزب تقاسمها مع الأطراف الأخرى.
زينوفييف لا يفهم ذلك ويشوه المفهوم اللينيني. تشويه المفهوم اللينيني "لدكتاتورية" الحزب، ربما دون أن يدرك زينوفييف ذلك، يفتح الطريق لزرع الأراكشيفيه(1) في الحزب ، لتبرير افتراء كاوتسكي ضد لينين بقوله أن لينين يدعو الى "ديكتاتورية الحزب على الطبقة العاملة". هل هذا جيد؟ ومن الواضح أن هذا ليس جيدا. على من يقع اللوم إذا كان زينوفييف لا يفهم هذه الأشياء البسيطة؟
حول الثقافه القوميه.
ثرثره زينوفييف هنا حول الثقافة القوميه، ينبغي تخليدها ، ليعلم الحزب أن زينوفييف يعارض تطوير الثقافة القوميه لشعوب الاتحاد السوفياتي على أساس سوفياتي، وأنه في الواقع مؤيدا للكولينياليه.
كنا و ما زلنا نعتبر ان شعار الثقافة القوميه في عهد حكم البرجوازية في دولة متعددة القوميات شعار برجوازي. لماذا ا؟ لأن شعار الثقافة القوميه خلال حكم البرجوازية يمثل الخضوع الروحي للجماهير العاملة من مختلف القوميات، للقياده البرجوازية، لسيطرتها الديكتاتوريه.
بعد الاستيلاء على السلطة من قبل البروليتاريا، اعلنا شعار تطوير الثقافة القوميه لشعوب الاتحاد السوفياتي على أساس سوفييتي. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه يجب علينا تكييف تطوير الثقافة القوميه بين شعوب الاتحاد السوفياتي لمصلحه واحتياجات الاشتراكية، لمصلحه واحتياجات ديكتاتورية البروليتاريا، لمصلحه واحتياجات الكادحين من جميع قوميات للاتحاد السوفياتي.
هل يعني هذا أننا الآن ضد الثقافة القوميه بشكل عام؟ لاليس كذلك. هذا يعني فقط أننا الآن نسعى لتطوير الثقافة القوميه لشعوب الاتحاد السوفياتي، اللغة القوميه، والمدارس، والصحافة، الخ على أساس سوفييتي. وماذا تعني عبارة " على اساس سوفياتي"؟ هذا يعني أن محتوى الثقافه التي تطورها الحكومة السوفييتية بين شعوب الاتحاد السوفياتي ينبغي أن تكون ثقافة مشتركة لجميع الكادحين، ثقافة اشتراكية ، في الشكل لن تكون ثقافة متشابهه لجميع الشعوب في الاتحاد السوفياتي، الثقافة القوميه، ثقافة مختلفة لمختلف شعوب الاتحاد السوفياتي وفقا لاختلاف اللغة والخصائص القوميه. هذا ما قلته في خطابي قبل ثلاث سنوات في الجامعه الشيوعيه لكادحي الشرق. وبهذه الروح تصرف حزبنا طوال الوقت ، مشجعا تطوير المدارس القوميه السوفيتية، والصحافة القوميه السوفياتية وغيرها من المؤسسات الثقافية، "قومنه" جهاز الحزب، "قومنه" الجهاز السوفياتي، إلخ.
لهذا السبب لينين، في رسائله إلى الرفاق العاملين في الأقاليم والجمهوريات القومية، دعا لتطوير الثقافة القوميه في هذه المناطق والجمهوريات على أساس سوفياتي.
ولهذا السبب بعد الاستيلاء على السلطة من قبل البروليتاريا ، طوال الوقت كنا نسير في هذا الطريق، لهذا السبب نجحنا في إيجاد صرح اممي لا مثيل له في العالم ،اسمه اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
و ها هو زينوفييف يفكر بقلب كل ذلك ، شطبه و دفنه، معلنا الحرب على الثقافة القوميه. هذه الثرثره الكولينياليه بشأن المسألة القوميه ، يدعي انها تسمى لينينيه . اليس هذا مثيرا للسخرية ايها الرفاق!
حول بناء الاشتراكية في بلد واحد.
زينوفييف والمعارضة بشكل العام (تروتسكي، كامينيف)، على الرغم من سلسلة الهزائم الشديدة في هذه المسألة، يتشبثون مجددا بهذه القضية، هادرين وقت الاجتماع الموسع . انهم يحاولون تصوير الأمر كما لو ان الاطروحه القائلة بأمكانيه انتصار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي ، ليست اطروحه لينين بل هي "نظرية" ستالين.
بالكاد يجب اثبات أن مثل هذا التأكيد من قبل المعارضة ، ما هو إلا محاولة لخداع الحزب. أليست الحقيقة أن لينين، وليس أي شخص آخر، صرح في عام 1915 حول امكانيه انتصار الاشتراكية في بلد واحد؟ أليس حقيقة أن تروتسكي، وليس أي شخص آخر، اعترض على اطروحه لينين، مسميا لينين "قومي ضيق الأفق"؟ ما شأن "نظرية" ستالين بالامر؟ .
أليس حقيقة أن كامينيف وزينوفييف، وليس أي شخص آخر، ساروا خلف تروتسكي في عام 1925 معلنين ان تعاليم لينين حول امكانيه انتصار الاشتراكية في بلد واحد "قوميه ضيقه الأفق"؟ أليس حقيقة أن حزبنا ممثلا بالكونفرنس الرابع عشر اعتمد قرارا خاصا حول إمكانية بناء و انتصار الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي، على الرغم من نظرية تروتسكي شبه المنشفية ؟ .
لماذا تروتسكي، زينوفييف وكامينيف يتهربون من قرار الكونفرنس الرابع عشر ؟
أليس حقيقة أن حزبنا ممثلا بمؤتمره الرابع عشر ايد مقررات الكونفرس الرابع عشر ، مؤكدا خطأ كامينيف وزينوفييف؟
أليس حقيقة أن الكونفرنس الخامس عشر لحزبنا اتخذ قرارا مدعما مفصلا حول امكانيه انتصار الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي، مستهدفا به الكتلة المعارضة ورئيسها، تروتسكي؟ .
أليس حقيقة أن الاجتماع الموسع للجنه التنفيذيه للامميه الشيوعيه السابع ، وافق على قرار الكونفرنس الخامس عشر للحزب الشيوعي (البلشفي)، مدينا تروتسكي، زينوفييف وكامينيف في الانحراف الاشتراكي- الديمقراطي؟ .
والسؤال هنا، ما شأن "نظرية" ستالين بكل هذا؟ .
هل طالب ستالين في أي وقت مضى أي شيء آخر من المعارضة سوى الاعتراف بصحة قرارات الهيئات العليا للحزب والكومنترن؟ .
لماذا قادة المعارضة تتملص من كل هذه الحقائق، إذا كان ضميرهم نقي؟على ماذايعولون؟ خداع الحزب؟ ولكن هل من الصعب الفهم أنه لا يمكن لأي شخص خداع حزبنا البلشفي.
تلك، ايها الرفاق، هي المسائل التي بالمعنى الدقيق للكلمة، لا علاقة لها بالبند قيد المناقشة بشأن انتهاك الانضباط الحزبي من قبل زينوفييف وتروتسكي، ولكن التي مع ذلك اخرجها الى دائره الضوء زينوفييف لكي يذر الرماد في العيون و لكي يطمس القضية قيد المناقشة.
اعتذر مرة أخرى، عن كوني أخذت من وقتكم محللا تلك المسائل. ولكن ما كان يمكنني إلا أن افعل ذلك، لأنه ليس هناك طريقة أخرى لثني معاريضينا عن خداع الحزب.
والآن، أيها الرفاق، اسمحوا لي ان اتحول من "الدفاع" للهجوم.
من سوء حظ المعارضة الرئيسي هو أنها لا تزال غير قادره على فهم السبب الذي اوصلها الى هذا الوضع .
لماذا قادتها الذين كانوا في الأمس بين قادة الحزب، أصبحوا "فجأة" مرتدين؟ كيف يمكن تفسير ذلك؟ المعارضة نفسها تميل إلى تفسير هذا الامر، بأسباب شخصية ستالين "لا يساعد"، بوخارين "خرى" ريكوف "لم يدعم"، تروتسكي "أضاع" زينوفييف "تجاهل"، وهلم جرا. ولكن هذا "تفسير" رخيص ، لا يحمل حتى ظل تفسير . حقيقة انعزال القيادات الحالية المعارضة ليست موضوعا غير مهما. علاوة على ذلك، لا يمكن أن يكون امرا عرضيا. حقيقة سقوط القيادات الحالية للمعارضه بعيدا عن الحزب له أسبابا عميقه. من الواضح ان زينوفييف، تروتسكي، كامينيف وقعوا في الضلاله و ارتكبوا خطايا كبيره - وإلا لما ادار الحزب لهم ظهره ،كما يديره للمرتدين. والسؤال هو: ما هي ضلاله زعماء المعارضة الحالية و ما هي خطاياهم التي استحقوا عليها ما وصلوا اليه الان؟.
القضيه الأساسيه ألاولى ، الذي ضلوا بها، هو مسألة اللينينية، مسألة ألايديولوجية اللينينيه لحزبنا. ضلالهم هو محاولتهم المستمره لأضافه التروتسكية الى اللينينية ، لتحل التروتسكيه في الواقع مكان اللينينية. ولكن،ايها الرفاق، انها خطيئه خطيره من قبل قادة المعارضة، الخطيئه التي لا يمكن للحزب و لا يستطيع غفرانها. فمن الواضح أن الحزب لا يمكن ان
يسير خلفهم في تلك المحاولة ، محاوله التحول من اللينينية إلى التروتسكية، لهذا اصبح زعماء المعارضة ، معزولين عن الحزب.
ما هي الوحدة الحالية بين التروتسكيين و اللينينيين السابقين من المعارضة؟ الكتلة الحاليه هي التعبير المادي و محاولة لمزج اللينينية مع التروتسكية: كلمة "التروتسكية" ليست من اختراعي. استعملها للمرة الأولى الرفيق لينين كشئ نقيض ل اللينينية.
ما هي الخطيئه الرئيسية للتروتسكية؟ الخطيئة الرئيسية للتروتسكية هي أنها لا تؤمن بقوة وقدرة البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي لقيادة الفلاحين، الكتلة الرئيسية من الفلاحين، في النضال من أجل توطيد سلطة البروليتاريا، وعلى وجه الخصوص، في النضال من أجل انتصار البناء الاشتراكي في بلادنا.
الخطيئة الرئيسية للتروتسكية هي انها لا تفهم و في واقع الأمر، لا تعترف بالفكرة اللينينيه حول هيمنة البروليتاريا (فيما يتعلق بالفلاحين) وفي ترسيخ ديكتاتورية البروليتاريا، في مهمه بناء مجتمع اشتراكي في كل بلد على حدة.
هل عرف هذه العيوب العضوية للتروتسكية ، اللينينيين السابقين - زينوفييف وكامينيف؟ نعم، كانوا يعرفون. صرخوا بألامس من فوق الاسطح ان اللينينية هي شيء و التروتسكية شئ آخر. انهم بالأمس كانوا يصرخون أنه لا يمكن الجمع بين اللينينية و التروتسكية. ولكن عندما وجدوا أنفسهم في صراع مع الحزب و اصبحوا اقلية نسوا كل هذا وتوجهوا إلى التروتسكية للنضال المشترك ضد الحزب اللينيني، ضد أيديولوجيته، ضد اللينينية.
لا بد انكم تذكرون مناقشاتنا في المؤتمر الرابع عشر. حول ماذا تحاججنا حينها مع ما يسمى ب "المعارضة الجديدة"؟ عن دور وأهمية الفلاح المتوسط، عن دور وأهمية الكتلة الرئيسية من الفلاحين ، عن إمكانية البروليتاريا لقيادة الجزء الأكبر من الفلاحين في مهمه البناء الاشتراكي، على الرغم من التخلف التقني لبلدنا.
وبعبارة أخرى، جادلناهم حول نفس الامور التي طالما جادل حولها حزبنا التروتسكين. أنتم تعرفون ان نتيجة النقاش في المؤتمر الرابع عشر كانت وخيمة على "المعارضة الجديدة". انتم تعلمون أنه نتيجة لهذه الخلافات، هاجرت "المعارضة الجديدة" إلى معسكر التروتسكية ،بسبب المسأله الأساسيه و هي الفكرة اللينينيه حول هيمنة البروليتاريا في عهد الثورة البروليتارية. على هذا الأساس ظهرت ما تسمى الكتلة المعارضة من التروتسكيين و اللينينيين السابقين من المعارضة.
هل كانت "المعارضة الجديدة"تعرف،ان المؤتمر الخامس للأممية الشيوعية عرف التروتسكية باعتبارها انحراف برجوازي وضيع ، طبعا عرفوا. وعلاوة على ذلك، هم من حركوا القرار ذي الصلة في المؤتمر الخامس للأممية الشيوعية. هل كانت تعرف "المعارضة الجديدة" أن اللينينية والانحراف البرجوازي الوضيع متعارضين؟ بطبيعة الحال، عرفوا. وعلاوة على ذلك، صرخوا من فوق الاسطح عن ذلك على مرأى من الحزب بأكمله.
الآن احكموا بانفسكم: هل يمكن للحزب عدم اداره ظهره لهؤلاء القادة ، الذين يحرقون اليوم ما كانوا يعبدون أمس، الذين ينكرون اليوم ما كانوا بصخب يدعون اليه بالامس ، محاولتهم خلط اللينينية مع التروتسكية، على الرغم من أنهم يوم أمس أسمو ذلك خيانه اللينينية؟ فمن الواضح أنه يجب على الحزب اداره ظهره لهؤلاء القادة.
في حماستها لقلب كل شيء رأسا على عقب، وصلت المعارضة الى درجه نفي حقيقة انتماء تروتسكي في فترة ما قبل ثورة أكتوبر إلى المناشفة. لا تتفاجئوا ايها الرفاق – يقولون بشكل مباشر أنه منذ عام 1904لم يكن تروتسكي أبدا مع المناشفة. هل هذا صحيح ؟ دعونا نعود إلى لينين.
هنا هو ما قاله لينين في عام 1914، قبل ثلاث سنوات ونصف من ثورة أكتوبرحول تروتسكي: [قدامى المشاركينن في الحركة الماركسية في روسيا يعرفون جيدا شخصيه تروتسكي، و ليس من الضروري أن نحدثهم عنها. ولكن الجيل الجديد من العمال لا يعرفون ذلك، ويجب علي أن أقول، لأنها شخصية نموذجية لجميع المجموعات الخمس في الخارج، والتي تتذبذب في الواقع بين التصفويين والحزب.
في أيام "إيسكرا"القديمه (1901-1903) تم تسميه اؤلك الذين يتذبذبون والمتقلبين من "الاقتصاديين" إلى "الإيسكرين" و بالعكس. "مكوك توشينو" (هكذا سمى في زمن الاضطرابات في روسيا القديمه الجنود االمتقلبين من معسكر إلى آخر) ... "مكاكيك توشينو" يعلنون عن ننفسهم فوق الكتل لمجرد أنهم "يقتبسون" أفكار هذه الكتله اليوم و افكار غيرها غدا. كان تروتسكي "ايسكريا"متحمسا في السنوات 1901-1903 ووصف ريازانوف دوره في مؤتمر 1903 انه كان "هراوة لينين". وفي نهاية عام 1903اصبح تروتسكي منشفيا متحمسا، اي انه هرب من"الايسكريين" الى ""الاقتصاديين" و اعلن ان بين الايسكرا القديمه و الجديده هوه سحيقه. في سنتي 1904-1905ابتعد عن المناشفه و شغل مركزا مترددا ، فاحيانا يتعاون مع مارتينوف ("الأقتصادي")، و احيانا ينادي ب"الثوره المستمره" اليساريه الخرقاء . فيسنتي 1906-1907، اقترب من البلاشفة، وفي ربيع عام 1907 أعلن أنه متضامن مع روزا لوكسمبورغ.
في فتره التفكك، بعد تقلبات "لا تكتليه" طويله، انحرف مجددا إلى اليمين و دخل في أغسطس 1912 في كتلة مع التصفويين. و ها هو الان يبتعد عنهم من جديد، لكنه في حقيقه الامر يكرر افكارهم نفسها.
هذه الاصناف من البشر تمثل ظاهره نموذجيه كحطام لتشكيلات و تكوينات الامس التاريخيه، عندما كانت الحركة العمالية الجماهيريه في روسيا لا تزال نائمه، وأمام اي شرذمه كان "مجال فسيح" لأن تظهر نفسها بمظهر التيار و الجماعه و الكتله و بكلمة واحدة، بمظهر "الدوله"، التي تتحدث عن الاتحاد مع الآخرى.
يجب ان يعرف جيل العمال الجديد جيدا من امامهم عندما يتقدم بادعائات لا تصدق، اناس لا يرغبون في الاكتراث اطلاقا لا بالقرارات الحزبيه ،التي حددت و عينت منذ عام 1908 الموقف من التصفويه. و لا بتجربة الحركة العمالية الحديثة في روسيا ، التي أوجدت في الواقع وحدة الأغلبية على أساس الاعتراف التام بالقرارات المشار اليها](انظر المجلد السابع عشر، ص. 393-394).
ويترتب على ذلك، أن تروتسكي في ذلك الوقت و بعد 1903 كان خارج معسكر البلاشفه، فحينا يركض الى معسكر المناشفة، ثم يمشي بعيدا عنهم، ولكنه لم يكن في أي وقت مضى مع البلاشفة، وفي 1912 نظم كتلة مع التصفويين المناشفة ضد لينين و حزبه، باقيا في المعسكر نفسه مع المناشفة.
ما هو المستغرب إذا كان هذا "الشخص" لا يحظى بالثقة في حزبنا البلشفي ؟
ما هو المستغرب بأن كتلة المعارضة برئاسة هذا "الشخص" نفسه ، وجدت نفسها معزولة ومرميه خارج الحزب؟
القضية الرئيسية الثانية التي ضل بها قادة المعارضة ، هي مسألة انتصار الاشتراكية في بلد واحد في الفترة الإمبريالية. خطأ المعارضة هو أنها حاولت بصورة تدريجية القضاء على افكار لينين عن إمكانية انتصار الاشتراكية في بلد واحد.
لم يعد سرا حقيقة أن لينين في عام 1915، قبل عامين من ثورة أكتوبر، على أساس قانون التنمية الاقتصادية والسياسية غير المتكافئه في ظروف الإمبريالية، أعلن أطروحتة أن "انتصار الاشتراكية ممكن في البداية في عدد من البلدان أو حتى في بلد رأسمالي واحد "(لينين، المجلد الثامن عشر، ص 232).
لم يعد سرا حقيقة أن تروتسكي نفسه، و ليس أي شخص آخر، في نفس العام 1915 كتب في الصحافة ضد اطروحة لينين هذه قائلا، ان الاعتراف بامكانيه انتصار الاشتراكية في بلد واحد "يعني ان تصبح ضحية لضيق الأفق القومي الذي هو جوهر الاشتراكيه الوطنية "(تروتسكي، 1917 ، المجلد الثالث، ج 1، ص. 89-90).
و ليس سرا الحقيقه المعروفه للجميع ، أن هذا الجدل بين لينين وتروتسكي في الواقع لم يتوقف ، لحين نشر كتيب لينين الاخير "حول التعاون" في عام 1923، حيث اشار مرة بعد مرة عن إمكانية بناء "مجتمع اشتراكي كامل "في بلادنا.
ما هي التغييرات التي حدثت في حزبنا بعد وفاة لينين متعلقه بهذه القضيه؟ في عام 1925، في الكونفرنس الرابع عشر لحزبنا، كامينيف وزينوفييف، وبعد عدد من التذبذبات، اعترفوا بصحه تعاليم لينين حول امكانيه انتصار الاشتراكية في بلد واحد ،و نئوا بانفسهم و مع الحزب عن التروتسكية في هذه القضيه. بعد بضعة أشهر ، قبل المؤتمر الرابع عشر عندما اصبحوا أقلية في النضال ضد الحزب ، اضطروا للتكتل مع تروتسكي - تحولوا "فجأة" الى التروتسكية، خارقين قرار الكونفرنس الرابع عشر لحزبنا مبتعدين عن النظرية اللينينية حول امكانيه انتصار الاشتراكية في بلد واحد. نتيجة لذلك، ثرثرة تروتسكي شبه المنشفية حول ضيق النظر القومي لنظرية لينين،اصبحت ستاره في أيدي المعارضة، تحاول بها التستر على عملها للقضاء على اللينينية في مسألة البناء الاشتراكي.
والسؤال هو: ما هو المستغرب إذ أن الحزب الذي تربى و تصلب على روح اللينينية، وجد بعد ذلك أنه من الضروري الابتعاد عن هؤلاء التصفويين، وتم عزل زعماء المعارضة من الحزب؟
القضية الرئيسية الثالثة التي ضل فيها قادة المعارضة ، هي مسألة الحزب، مسألة تجانسه ، مسألة وحدته الحديديه.
علمتنا اللينينية أن حزب البروليتاريا يجب أن يكون موحدا ومتجانسا، بدون تكتلات، بدون مراكز حزبية ، حزب بمركز واحد، وإرادة واحدة. اللينينية علمتنا أن مصلحه الحزب البروليتاري تتطلب مناقشة واعية للسياسة الحزبية، والموقف الواعي لاعضاء الحزب تجاه قيادة الحزب، انتقاد عيوب الحزب و أخطائه. ولكن اللينينية، تطالب جنبا إلى ذلك ، بأن تنفذ قرارات الحزب دون جدال من طرف جميع أعضاء الحزب، طالما أن تلك القرارات اتخذتها و وافقت عليها الهيئات الإدارية للحزب.
نظره التروتسكية الى هذه المسألة تختلف. الحزب بالنسبه للتروتسكين هو نوع من الفيديراليه بين الجماعات الفئوية، مع مراكز حزبية منفصلة. لا تطيق التروتسكية الانضباط البروليتاري في الحزب. التروتسكية لا تحتمل النظام البروليتاري في الحزب. التروتسكية لا تفهم أنه من دون الانضباط الحديدي في الحزب، دكتاتورية البروليتاريا مستحيله.
هل اللينينيين السابقين من المعارضة ،عرفوا هذه العيوب العضوية للتروتسكية ؟ بالطبع، كانوا يعرفون. وعلاوة على ذلك، صرخوا من فوق الاسطح عن عدم توافق "المخططات التنظيمية" للتروتسكية مع المبادئ التنظيمية اللينينية. حقيقة أن المعارضة تخلت في بيان 16 أكتوبر 1926 عن مفهوم كون الحزب فيديراليه مجموعات هو تأكيد آخر على حقيقة أن المعارضة تعرج وتستمر بالعرج على كلا الساقين في هذا المجال. ولكن هذا التخلي كان لفظي و غير صادق. في الواقع، التروتسكيين لم يتخلوا أبدا عن محاولاتهم لفرض الخط التنظيمي التروتسكي على حزبنا ، وزينوفييف وكامينيف ساعدوهم في هذه العمل المشين . لم يكد زينوفييف وكامينيف أن يصبحوا اقليه في نضالهم ضد الحزب، حتى أنها تحولوا إلى الخطة التنظيمية التروتسكية، شبه المنشفية . وأعلنوا مع التروتسكيين النضال ضد النظام البروليتاري في الحزب، كشعار آني.
انه ليس من المستغرب ،كون حزبنا رأى من غير الممكن دفن المبادئ التنظيمية اللينينية ، وألقى بعيدا القيادات الحالية للمعارضة.
هذه هي ايها الرفاق، الثلاث قضايا الرئيسية التي ضلت فيها القيادات الحالية للمعارضة ، وخرقت بضلالها اللينينية.
هل يمكن بعد هذا استغراب كون الحزب اللينيني قطع العلاقه مع هؤلاء القادة؟
لكن سقوط المعارضة لم يتوقف عند هذا الحد، لسوء الحظ. سقوط المعارضة ذهب أبعد من ذلك، ليوصلها إلى حافة الهاوية التي لا يمكن السير بعدها دون التعرض لخطر السقوط خارج الحزب. احكموا بانفسكم.
كان من الصعب حتى الآن، الافتراض أن المعارضة، مهما كانت ، ستتذبذب في قضية الدفاع غير المشروط عن بلدنا. والآن يتوجب علينا ليس فقط الاعتقاد، ولكن التاكيد على ان موقف القيادات الحالية للمعارضة هو موقف انهزامي. وإلا كيف لنا فهم أطروحة تروتسكي السخيفة والعبثية حول تجربة كليمانصو، في حالة حرب جديدة ضد الاتحاد السوفييتي؟ كيف يمكن الشك في أن هذه هي اشاره الى السقوط المطرد للمعارضة؟
حتى الآن، كان من الصعب أن نفترض أن المعارضة ستطرح في اي وقت من الاوقات اتهاما غبيا و سخيفا ،اتهامنا بالتيرميدوريه(2) في حزبنا. في عام 1925، عندما تحدث زلوتسكي لأول مرة عن النزعات التيرميدوريه في حزبنا، الزعماء الحاليين للمعارضة نأوا بأنفسهم بشكل قاطع عنه. أما الآن فقد سقطت المعارضة لدرجة أنها ذهبت إلى أبعد من زلوتسكي متهمه الحزب في التيرميدوريه. لا أدرك كيف يمكن أن يبقى في حزبنا اناس يزعمون أن الحزب أصبح تيرميدوريا.
حتى الآن، حاولت المعارضة "مجرد" تنظيم مجموعات فصائليه في فروع الامميه الشيوعيه. والآن وصل الأمر إلى أنها نظمت امام اعين الجميع حزب جديد في ألمانيا، حزب الثورة المضادة ،حزب الأوغاد ماسلوف و روث فيشر، في مقابل الحزب الشيوعي الألماني. لكن هذا هو موقف صريح لشق الامميه الشيوعيه. من الجماعات الفصائليه في فروع الامميه الشيوعيه الى تقسيم الأممية الشيوعية - هذا هو طريق سقوط زعماء المعارضة.
ومن اللافت للنظر ان زينوفييف لم ينكر في خطابه وجود انقسام في ألمانيا. وما هو هذا الحزب، انه حزب مناهض للشيوعية، حزب نظمته المعارضة التي لدينا، هذا واضح على الاقلل من أن المواد المعاديه للحزب وخطب قادة معارضتنا تطبع وتوزع على شكل كتيبات من قبل ماسلوف وروث فيشر. (صوت من القاعه: "يا للعار!").
ماذا يعني أن كتلة المعارضة تكتب في صحافتنا ،فيوفيتش كتب في صحفنا مدافعا عن حزب ماسلوف و روت فيشر في ألمانيا؟ وهذا يعني أن معارضتنا تدعم حزب ماسلوف وروث فيشر علنا تدعم حزبهم ضد الامميه الشيوعيه ،ضد الفروع البروليتاريه. ولكن هذا ايها الرفاق ليس مجرد تكتل، هذه سياسة واضحه تسعى لاحداث تصدع في الامميه الشيوعيه. (أصوات: "صحيح تماما!").
سابقا، حصلت المعارضة على حرية تشكيل التكتلات في حزبنا. الآن يبدو ان هذا اصبح لا يكفي بالنسبة لها. الآن تقف على طريق شق الحزب و تأسيس حزب جديد في الاتحاد السوفياتي ذو لجنة مركزية و منظمات محلية. من سياسة التكتل الى سياسة الانقسام الصريح، سياسة خلق حزب جديد، سياسة "اسوفسكيه"(3) – الى هذا الدرك سقط زعماء معارضتنا.
هذه هي المعالم الرئيسية للسقوط المطرد للمعارضة على طريق الأبتعاد عن الحزب والكومنترن، على مسار سياسة تجزئه الامميه الشيوعيه والحزب الشيوعي (البلشفي).
هل من الممكن أن نتسامح مع مثل هذا الوضع؟ من الواضح أنه من المستحيل. ونحن لا يمكننا السماح بسياسة تجزئه الامميه الشيوعيه ، ولا شق الحزب الشيوعي (البلشفي). يجب استئصال هذا الشر على الفور اذا كنا نثمن مصالح الحزب والامميه الشيوعيه، ومصلحه وحدتهم.
هذه هي الظروف التي أجبرت اللجنة المركزية لطرح قضية طرد تروتسكي وزينوفييف من اللجنة المركزية. سوف تتسائلون ،ماهو الحل؟.
المعارضة اوجدت نفسها في طريق مسدود. ويتمثل التحدي في محاولة أخيرة لمساعدة المعارضة للخروج من هذا المأزق. ما عرضه الرفيق أوردجونيكيدزه نيابة عن اللجنه المركزيه للرقابه الحزبيه هذه هي الطريقه والحد الأقصى للتنازلات التي يمكن أن يقدمها الحزب من أجل تسهيل السلام في الحزب.
أولا، يجب على المعارضة ان ترفض بحزم ودون رجعة ، الثرثره حول "التيرميدور" والحديث عن الشعار الغريب" تجربه كليمانصو". يجب أن تفهم المعارضة أنه مع هذه الآراء وهذه النزعات ليس من الممكن الدفاع عن بلدنا في مواجهة التهديد بالحرب الذي يلوح في الأفق. المعارضة يجب أن تفهم أنه مع هذه الآراء وهذه الاتجاهات لا يمكن أن تستمر في الجلوس في اللجنة المركزية لحزبنا. (أصوات: "صحيح تماما!").
ثانيا، يجب على المعارضة أن تدين بشكل واضح و علني المجموعة الانشقاقيه المضادة ل اللينينية ،مجموعه ماسلوف - روث فيشر في ألمانيا ، وقطع كل العلاقات معها. ونحن لا يمكن ان نتسامح مع دعم سياسة تقسيم الامميه الشيوعيه. (أصوات: "صحيح تماما!").
فمن المستحيل الدفاع عن الاتحاد السوفياتي، عن طريق دعم الانقسام في الامميه الشيوعيه و زرع العشوائيه في فروعها.
ثالثا، يجب على المعارضة بشكل قاطع لا رجعة فيه التخلي عن التكتلات وجميع الطرق التي تؤدي إلى خلق حزب جديد في الحزب الشيوعي (البلشفي). يجب أن لا يتم التسامح مع سياسة الانشقاقات في حزبنا ، سواء قبل شهرين او قبل ساعتين قبل انعقاد مؤتمر الحزب. (أصوات: "صحيح تماما!").
هذه هي ايها الرفاق الشروط الرئيسية الثلاثة التي بدونها لا يمكننا السماح ببقاء تروتسكي وزينوفييف في اللجنة المركزية لحزبنا.
سيقولون أن هذا قمع. نعم، هو قمع. في ترسانة حزبنا القمع لم يكن يعتبر استثنائا. نحن هنا نتصرف على أساس القرار المعروف للمؤتمر العاشر لحزبنا، على أساس القرار الذي كتبه و مرره في المؤتمر العاشرالرفيق لينين. اليكم الفقرات 6 و 7 من القرار:
الفقرة 6: "إن المؤتمر يأمر بحل فوري لجميع المجموعات دون استثناء التي تشكلت على اي قاعده كانت، ويكلف كل المنظمات المراقبة الصارمة لمنع أي تصريحات فئوية. عدم الامتثال لقرار المؤتمر هذا، يجب أن يؤدي الى الطرد الفوري و غير المشروط من الحزب ".
البند 7: "من أجل ضمان الانضباط الصارم داخل الحزب وفي جميع الاعمال السوفياتيه وتأمين الوحدة القصوى للقضاء على اي نوع من التكتلات، يخول المؤتمر اللجنة المركزية في حالة (حالات) خرق الانضباط أو إحياء أو التسامح مع التكتلات ،استخدام جميع العقوبات الحزبيه، الى درجه الطرد من الحزب، وفيما يتعلق بأعضاء اللجنه المركزيه - تحويلهم إلى مرشحين، وحتى كملاذ أخير الطرد من الحزب. الشرط التطبيقي: (أعضاء اللجنة المركزية، و المرشحين لعضويه اللجنة المركزية وأعضاء لجنة الرقابة الحزبيه)الشرط لتطبيق هذا الإجراء الأقصى هو انعقاد الجلسة المكتملة ل اللجنة المركزية، ودعوة جميع المرشحين للجنة المركزية وجميع أعضاء لجنة الرقابة الحزبيه. إذا كان هذا الاجتماع العام من أكثر القادة مسؤوليه في حزب ،اقر باغلبية ثلثي الاعضاء ضروره تحويل عضو اللجنه المركزيه الى مرشح ، أو طرده من الحزب، ينبغي وضع مثل هذا الاجراء حيز التنفيذ على الفور ".
اصوات: ومن الضروري التنفيذ الفوري.
ستالين. انتظروا ايها الرفاق و لا تتعجلوا. هذه تركه لينين ،هذا ما كتبه لنا لينين، لأنه كان يعلم ما هو الانضباط الحديدي في الحزب، و ما هي دكتاتورية البروليتاريا. لأنه كان يعلم أن ديكتاتورية البروليتاريا تسًير من قبل الحزب ،لانه بدون حزب متجانس و موحد ديكتاتوريه البروليتاريا مستحيلة.
هذه هي الشروط، التي بدون اعتمادها يصبح مستحيلا بقاء تروتسكي وزينوفييف في اللجنة المركزية لحزبنا. بحال قبول المعارضة هذه الشروط – امر جيد. في حال عدم القبول - فذلك أسوأ بالنسبه لهم. (تصفيق).
5آب1927
ملاحظات المترجم
(1)نظام بوليسي عسكري استبدادي مشتق من اسم احد كبار ظباط الجيش القيصري في القرن التاسع عشر.
(2)27 تموز1794 الموافق 9تورميدور حسب التقويم الثوري، هو يوم الانقلاب على الثوره الفرنسيه.
(3)اسوفسكي.ناشط تروتسكي طرح "نظريه"حتميه إنشاء حزب تروتسكي في الاتحاد السوفياتي الى جانب الحزب اللينيني.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire