dimanche 30 juin 2013

توضيح حول تسوية ترقية المجازين

توضيح حول تسوية ترقية المجازين
ان الخبر الذي تم نشره حول ترقية الاساتذة ال
مجازين هو خبرعار عن الصحة اد لا وجود لاي قرار حكومي في هذا الصدد 


وزارة التربية تتلاعب بالحركات الانتقالية

وزارة التربية تتلاعب بالحركات الانتقالية
ويستمر مسلسل الغموض... يوم الاثنين، إن احترمت الوزارة نفسها والمواعيد التي سطرتها عن طواعية دون أن يجبرها أحد عن ذلك، فينبغي لها أن تفتح الموقع الالكتروني لتعبئة الحركة المحلية... وإن فعلت ذلك دون الاعلان عن نتائج الحركة الوطنية ، فسيكون لغز تأخير النتائج قد حلّ. أنذاك يمكن أن نقول إن خطة الوزارة كانت ماضية لفضح مصالحها الخارجية من أكاديميات جهوية ونيابات إقليمية المتلاعبة بالمناصب الشاغرة....

نموذج مباراة ولوج مراكز التكوين

تحميل نموذج مباراة ولوج مراكز التكوين المسلك الإبتدائي 2012

مقاتلو "حماس" في القاهرة للدفاع عن مرسي بمواجهة حملة تمرد

مقاتلو "حماس" في القاهرة للدفاع عن مرسي بمواجهة حملة تمرد

كشفت معلومات متطابقة عن أن حركة "حماس" وضعت خططاً أمنية متكاملة للدفاع عن جماعة "الإخوان المسلمين" ونظام الرئيس المصري محمد مرسي في وجه التظاهرات الحاشدة المناهضة لهما في 30 حزيران الجاري.
وفي هذا الإطار, كشفت رسالة سرية موجهة من مصادر استخباراتية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أن قيادة "حماس" في غزة عقدت اجتماعاً موسعاً على مستوى المناطق المركزية بهدف "الاستعداد للتدخل في 30 يونيو في مصر". وبحسب الرسالة التي اطلعت "السياسة" على مضمونها, فإن المسؤولين العسكريين في الحركة اتفقوا على اتخاذ خطوات على أكثر من صعيد وتم تلخيصها في ثلاثة جوانب هي: الإعلام, والأمن, والتواصل.
وكشفت الرسالة عن وجود دعوات داخل "حماس" على مستوى الجهاز العسكري تطالب القيادة السياسية في الخارج بمنحهم الضوء الأخضر لضرب المعارضين للنظام المصري بالقوة, مؤكدة وجود تنسيق عسكري بين الحركة في غزة وجماعة "الاخوان" في مصر.وتزامنت اجتماعات غزة, مع اجتماعات عقدها كبار المسؤولين السياسيين في "حماس" يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين مع مكتب إرشاد "الاخوان" في القاهرة.
وفي هذا الاطار, كشفت مصادر مصرية عن أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ورئيس حكومة "حماس" في غزة اسماعيل هنية عقدا الاثنين الماضي في القاهرة اجتماعاً مع المرشد العام لـ"الاخوان" محمد بديع وكبار المسؤولين في مكتب الإرشاد, مشيرة إلى أنه جرى بحث في كيفية مساعدة مجموعات من "حماس" قادمة من غزة لمجموعات من "الاخوان" في مهمة الدفاع عن مرسي خلال التظاهرات المطالبة بإسقاطه في 30 حزيران الجاري.
واعتبرت المصادر أن زيارة مشعل وهنية القاهرة هدفها طمأنة مرسي وجماعته بأن الحركة لن تسمح باستهدافهم ولو اضطرت لتحريك خلاياها "النائمة" في مصر فضلاً عن المجموعات القادمة من غزة, لكنها أكدت أن الجيش المصري وجه تحذيرات حازمة للحركة ووضع خططاً لرصد دخول عناصر من "حماس" والجماعات الجهادية, إلى مصر, عبر المنافذ البرية, خاصة الأنفاق, وعبر رفح.
وأضافت المصادر ان ادعاء قيادات جماعة "الإخوان" بأن زيارة مشعل وهنية وكبار المسؤولين في "حماس" مرتبطة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية هي ادعاءات كاذبة, لأنه لم يكن هناك أي ممثلين للطرف الآخر, من "منظمة التحرير" الفلسطينية أو حركة "فتح", مايؤكد أن تلك الزيارة "مشبوهة" ومرتبطة بالأحداث في مصر.
في سياق متصل, وجهت مصادر مسؤولة في "حماس" انتقادات شديدة اللهجة للجيش المصري, على خلفية قرار إغلاق الأنفاق بين رفح المصرية وقطاع غزة, تحسباً لدخول عناصر غريبة إلى مصر خلال تظاهرات 30 حزيران.وقالت المصادر إن "القرار المصري المبهم يضاف إلى سلسلة الإدعاءات التي وجهتها مصر الى "حماس", بدءاً من حادثة اختطاف الجنود المصريين السبعة في قطاع غزة, التي لم تكن للحركة أية علاقة بها", مشيرة إلى أن نتائج هذا الإغلاق "بدأت بالتراكم في قطاع غزة حيث تشهد الأسواق نقصاً في المواد الأساسية وفي المحروقات وفي مواد البناء".
وأشارت المصادر إلى أن الحركة في غزة امتنعت عن توجيه الانتقادات لغاية الآن لكي تعطي فرصة لقيادة "حماس" لتسوية الأمور مع القيادة المصرية, لكنها اضطرت للخروج عن صمتها نتيجة إغلاق الانفاق وما رافقه من صعوبات في الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة من جهة, وتعنت بعض قياديي الحركة في القطاع وفي الخارج في عدم معالجة هذا الموضوع بالشكل المناسب من جهة اخرى.
وأكدت المصادر أن موقفها تؤيده قيادات مرموقة في "حماس", في مقدمها صلاح البردويل وسامي ابو زهري وايمن طه. واضافت انها باتت لا تدرك الأسباب التي تدفع قيادات الحركة الى الوقوف مكتوفة الايدي تجاه التصرفات والسياسات المصرية التي بدأت منذ موضوع اختطاف الجنود المصريين واتهام الحركة باختطافهم, مروراً بإغلاق الانفاق "خوفاً مما زعمه المصريون عن احتمال تهريب الجنود المخطوفين الى قطاع غزة وانتهاء بإغلاق معبر رفح الحدوي بين قطاع غزة ومصر, مع كل ما يتسببه ذلك من مشكلات لآلاف المسافرين الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم الذين يدفعون ثمن تلك القرارات".
وقالت المصادر إنه "على الرغم من أن الاجهزة الامنية المختصة في "حماس" قامت بكل ما يمكنها من أجل حل أزمة الجنود المخطوفين وأوقفت وحققت مع عدد كبير من الكوادر السلفية في قطاع غزة, الا ان القاهرة لم تر من المناسب أن تقوم بتوجيه الشكر للحركة, بل استمرت بسياستها في إغلاق الانفاق, شريان الحياة الاساسي لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة, وعاودت قبل عدة ايام اغلاق هذه الانفاق بحجة جديدة".

samedi 29 juin 2013

تقرير أممي حول التعليم يمنح الوفا نقطة 0.81..!


كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الإثنين 1 أبريل 2013 المغرب ، عن حصول المغرب على تنقيط سيئ في مؤشر 
تنمية التعليم رغم كونه ثالث أكثر دولة عربية إنفاقا على التعليم .
ووضع التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الصادر عن اليونسكو في فاتح أبريل المغرب في المرتبة 94 عالميا من بين 120 دولة ومنحه نقطة (0.81).
وقد تذيل المغرب قائمة الدول العربية التي توفرت بياناتها، إذ احتلت الجزائر المرتبة 89 عالميا وجاءت مصر في المرتبة 81 عالميا، بينما جاء تصنيف الكويت وقطر في مؤشر تنمية التعليم للجميع مرتفعا باحتلالهما للمرتبة 50 و55 على التوالي.
وأوضح التقرير المعنون بـ «الشباب والمهارات: تسخير التعليم لمقتضيات العمل» أن المغرب تموضع ضمن قائمة ” أسفل سافلين ” في عدد من المؤشرات التعليمية ، رغم كونه ثالث الدول العربية إنفاقا على التعليم من حيث النسبة المئوية من الناتج القومي الإجمالي، إذ تبلغ نسبة الإنفاق الحكومي 5.5 في المائة، حيث أتى خلف جيبوتي التي تعد أكثر الدول العربية إنفاقا (7.6 في المائة)، تليها تونس (6.6 في المائة) حسب نفس التقرير .


عن صحيفة الاستاذ

مباشرv live متابعة لأحداث مصر

فضيحة : راشد الغنوشي يلتقي صهاينة



حزب العمال :بيـــــــــان
لنفضح العلاقات المشبوهة مع المنظمات الصهيونيّة

تناقلت بعض المواقع الاعلاميّة على شبكة الأنترنت خبر قدوم وفد عن AIPAC (لجنة الشؤون العامّة الاسرائيليّة الأمريكيّة) في زيارة هي الأولى من نوعها لتونس. ويشار حسب هذه المواقع إلى أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كان التقى على هامش حضوره لأحد أنشطة مركز الإسلام والدّيمقراطية بواشنطن بمسؤولي هذه المنظمة الصهيونية المعروفة، كواحدة من أبرز منظمات اللّوبي الصهيوني في الولايات المتحدّة الأمريكية، بولائها للكيان الصهيوني ونشاطها لفائدته.
ومن المنتظر أن يلتقي وفد منظمة "AIPAC" أثناء زيارته لتونس بكبار مسؤولي الدّولة وربّما بعض الأحزاب منهم حركة النهضة.
إنّ حزب العمّال إذ يجدّد موقفه المبدئي من الحركة والمنظمات الصهيونيّة وما يسمّى "دولة إسرائيل ومساندته وتضامنه مع قضيّة الشّعب الفلسطيني الشقيق ونضاله من أجل التحرّر واسترجاع وطنه السّليب فإنّه:
1- يندّد بشدّة بكلّ من يسعى لترتيب هذه الزيارة ويعبّر عن رفضه التّام لمقدم وفد هذه المنظمة الصهيونيّة لتونس وتدنيس أرضها.
2- يجدّد دعوته إلى دسترة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع كلّ المنظمات الصهيونيّة أينما كانت ومهما كان الغطاء الذي تغطّت به.
3- يدعو كلّ الأحزاب ومنظّمات وهياكل المجتمع المدني التقدّمية والوطنيّة والدّيمقراطيّة إلى التّحرّك ضدّ الزيارة وفضح كلّ الأطراف التي ستتعامل مع وفد AIPAC.

حـــــــزب العمّال
28 جوان 2013

vendredi 28 juin 2013

عاجل : انفجار عبوة ناسفه وسط المتظاهرين ببورسعيد


انفجرت منذ قليل عبوة ناسفه وسط المتظاهرين بميدان الشهداء في محافظة بورسعيد
و أدى الانفجار إلى مقتل 1 وأصابه 2.

وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا..
الارهابين ولاد الكلب 
عااااااااجل / اليوم السابع :

انفجرت منذ قليل عبوة ناسفه وسط المتظاهرين بميدان الشهداء في محافظة بورسعيد
و أدى الانفجار إلى مقتل 1 وأصابه 2.

وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا..

http://bit.ly/19DWdzR

معلومة هامة خاصة بتعبئة طلب الحركة الإنتقالية



هـــــــــــــــــام جدا
===========

معلومة هامة خاصة بتعبئة طلب الحركة الإنتقالية
لا بد من الضغط على الخانة الخاصة بتغيير الطلب . لكي تنضاف إليكم خانة المصادقة النهائية , و تتحول وضية الطلب الى طلب مصادق عليه من طرف الأستاذ , بعد ذلك يمكنكم الطبع
وفق الله الجميع

لا تكتف فقط بحفظ المعلومات و الطبع...قم بالضغط على خانة تغيير الطلب...و التأكيد...ستظهر لك عبارة طلب مسجل مكان طلب مصادق عليه...يمكنك إدخال تغييرات في ترتيب أو اختيار الخانات إذا شئت...ثم اضغط على خانة المصادقة النهائية...ستحصل أخيرا على طلب مصادق عليه من طرف الأستاذ. 

فضيحة: ضبط مسؤول كبير يغش في الباكلوريا

علمت المدونة ان  مسؤولا محليا للتجمع الوطني للآحرار.ضبط يغش في إمتحان البكلوريا في مدينة زايوا بنيابة الناظور.على السيد الوزير فتح تحقيق.في مدى تورط النائب الإقليمي ورئيس المركز بإعددية علال فاسي2.

دمنهور / طرد الأخوان من المدينه

mepanorama281220
الآن بدمنهور عاصمه محافظه البحيره ، التيار الشعبى يسيطر على الشارع ويطرد الأخوان من المدينه , ويحاصر مبنى المحافظه , والمحافظ الآخوانى يهرب…
وجماهير الشعب تمتد من اول الكوبرى العلوى بأمتداد شارع عبد السلام الشاذلى حتى مقر ديوان عام المحافظه . زالكل فى صوت واحد ل مرسى “أرحل” , يسقط حكم المرشد .
والبعض منهم تسلق حوائط مبنى المحافظه للقبض على المحافظ الأخوانى لكن تم تهريبه ,

اجتماع سري لجماعة الاخوان واتخاد قرارات تهم مرسي


ورد الينا الان من جهات سيادية
قيادات التننظيم الدولى للأخوان تجتمع فى بروكسل وتنصح بديع بتنحى مرسي وتحذر من أنتهاء الجماعة للأابد فى مصر

ذكرت مصادر قبل قليل أن عدد من قيادات التنظيم الدولى للأوان أجتمعت قبل قليل فى بروكسل وطالبت المرشد العام للجماعة محمد بديع بتنحى محمد مرسي قبل فوات الاوان وحذرت من ثورة شعبية عارمة ضد الجماعة قد تنتهى معها الى الابد والى غير رجعة

ونتصحت القيادات الحماعة بتنحى مرسي وأعادة أنتخابه مرة أخرى فى ا،تخابات رئاسية مبكرة وحذرت من الغضب الشعبي العارم بعد سقوط ضحيا من المتظاهرين على غرار ماحدث من مبارك

عاجل اختفاء محمد مرسي

عاجل اختفاء محمد مرسي
 معلومات عن نقل مرسي وعائلته إلى مكان بعيد عن التظاهرات 
الميادين

جرائم الإخوان في مصر فيديو لأول مرة يعرض

فضيحة.. عودة مجاهدات النكاح "حوامل" يفجر الغضب داخل تونس


فضيحة.. عودة مجاهدات النكاح "حوامل" يفجر الغضب داخل تونس

فضيحة.. عودة مجاهدات النكاح "حوامل" يفجر الغضب داخل تونس

 
فجرت عودة التونسيات اللائي سافرن إلى سوريا من أجل جهاد النكاح "حوامل" ضجة كبيرة داخل المجتمع التونسى.
 
وقالت صحيفة " ألجري باتريوتيك " الجزائرية، أن هؤلاء النسوة الذين ذهبوا لسوريا عن طريق جماعات إسلامية متطرفة من أجل جهاد النكاح عادوا إلى تونس حوامل، مضيفة، المصيبة الأن من سيكون أب هؤلاء الأطفال غير الشرعين.
 
وأوضحت الصحيفة، أن هؤلاء النسوة أصبحن في مأزق، وأنهن سيحملن تبعات أعمالهن إلى أطفالهم بسبب هذا النوع الجديد من الجهاد الذي لم نسمع عنه مسبقا، موضحة أن هؤلاء الأطفال لن يعرف أسم أبائهم، فهذه ممارسات خارج الزواج، وأن هذه القضية أصبحت تؤرق السلطات التونسية.
 
ويأتى أغلب الفتيات من أحياء شعبية وتم تجنيدهم عبر جمعيات دينية من أجل إمتاع الغرائز الجنسية للمجاهدين في سوريا، كما أن عدد التونسيات اللائي ارسلن إلى سوريا مدهش، وذلك حسب صحيفة الصباح التونسية.


شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - فضيحة.. عودة مجاهدات النكاح "حوامل" يفجر الغضب داخل تونس 

هام تغيير جميع عناوين موقع الوزارة

لقد تم تغيير جميع عناوين موقع الوزارة حيث تمت اضافة ساب دومين تحت اسم
 "portail". لهذا يجب اضافة كلمة
 portail في اول العنوان لأي رابط سابق، 
مثلا موقع الحركة الانتقالية السابق كان
فأصبح
http://portail.men.gov.ma/MVT/default.aspx
وصفحة المراسلات كانت :
http://www.men.gov.ma/Lists/Note/lastnotes.aspx
فأصبح:
http://portail.men.gov.ma/Lists/Note/lastnotes.aspx
وهكذا لجميع الروابط السابقة


jeudi 27 juin 2013

الفتيات يتصدرن باكلوريا 2013


chomage
حصلت التلميذة هند الصافي، التي تتابع دراستها بشعبة العلوم الرياضية “أ”، بإحدى ثانويات التعليم الخصوصي بمدينة آسفي جهة دكالة عبدة، على معدل 19.05، كأعلى نقطة على المستوى الوطني بعد ظهور نتائج الدورة العادية لـ”بكالوريا” 2013.
فيما عاد أعلى معدل بالتعليم العمومي لتلميذة أخرى بأكاديمية الدار البيضاء محرزة على معدل 18.91.
وكانت وزارة التربية الوطنية، قد أعلنت صباح أمس الأربعاء، أن نسبة النجاح العامة بلغت 37،91% مع43،6% بالنسبة للممدرسين و13،39% بالنسبة للأحرار؛ أما نسبة النجاح في الشعب العلمية والتقنية فبلغت 45.91 بالمئة، بالإضافة إلى 45.91 بالمئة من الناجحين في الشعب الأدبية و 27.82 بالمئة متعلقة بالشعب الأصيلة.

szalai wird ein schalker

عاجل مدكرة الحركة الجهوية لطنجة /تطوان § اخر اجل


كل ما يحتاجه المترشح للمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين


برنامج "حقيبة المترشح لولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين - سلك التعليم الاولي و الابتدائي" مهداة لكم ،،
للتحميل : https://www.box.com/s/rr2z5jb3z7z73tib4y28

حول الديمقراطية الجديدة ماو تسي تونغ


1- إلى أين تتجه الصين

منذ بداية حرب المقاومة , ساد بين جميع أبناء الشعب الصيني جو من الحيوية الدافقة إذ اعتقدوا انهم وجدوا مخرجا من المأزق ففارقت سيماء اليأس والكآبة وجوههم. ولكن في الأيام الأخيرة اكفهر الجو فجأة من جديد بغبار المساومة والصخب المعادي للحزب الشيوعي , مما ألقى بهم ثانية في بحر من الحيرة وكان أول من تأثر بذلك المثقفين والطلاب الشبان الدين هم اشد الناس حساسية بالأحداث . فطرح السؤال مرة أخرى : ما العمل ؟ والى أين تتجه الصين ؟ لذلك فلعل من المفيد , بمناسبة إصدار[1] " الثقافة الصينية " أن نوضح اتجاهات التطور الثقافي والسياسي في الصين . ولست من المختصين في الشؤون الثقافية, ولكني أود دراستها ولم أبدا ذلك إلا مند وقت قريب. ومن حسن الحظ أن في يانآن رفاقا عديدين قد كتبوا بإسهاب في هذا الحقل , أما بحثي هذا بخطوطه الأولية فلنعتبره كقرع الأجراس الذي يسبق عرض المسرحية .وبالنسبة للعاملين الطليعيين في الحقل الثقافي في جميع أنحاء البلاد فإننا نقدم لهم بحوثنا كقرميد يعرض لاغراء الغير لعرض جواهرهم أو كفكرة من جاهل قد يصيب مرة واحدة , ونأمل أن يشاركونا في المناقشة للتوصل لنتائج صحيحة تتجاوب مع حاجات امتنا . إن(( البحث عن الحقيقة من الوقائع)) هو الموقف العلمي , أما استبداد المرء برأيه و((انتحال الأستاذية)) فهما موقفان متغطرسان لا يؤذيان إطلاقا إلى حل أية لمشكلة . إن المصائب والمحن التي تعانها امتنا في غاية الشدة . لا يمكن أن يقود أمتنا إلى طريق التحرر إلا الموقف العلمي وروح تقدير المسؤولة . ليس هناك إلا حقيقة واحدة , و لكن من توصل إليها فعلا , فهذه المسألة لا يحددها التبجح الذاتي بل تحددها الممارسة الموضوعية . فإن الممارسة الثورية للملايين والملايين من الشعب هي وحدها مقياس الحقيقة . وهذا ما يمكن اعتباره – فيما أعتقد – الموقف في اصدار" الثقافة الصينية "

2 نريد بناء صين جديدة
لم نناضل نحن الشيوعيين طوال سنوات عديدة من اجل الثورة السياسية و الاقتصادية في الصين فحسب , وانما من اجل الثورة الثقافية أيضا , وجميع تلك النضالات تهدف إلى بناء مجتمع جديد ودولة جديدة للأمة الصينية .ولن يكون في هذا المجتمع الجديد وهذه الدولة الجديدة سياسة جديدة واقتصاد جديد فحسب بل ثقافة جديدة أيضا . وبمعنى آخر, إننا لا نريد أن نحول الصين المضطهدة سياسيا والمستثمرة اقتصاديا إلى صين حرة سياسيا ومزدهرة اقتصاديا وحسب , بل نريد كذلك أن نحول الصين الجاهلة والمتخلفة من جراء سيطرة الثقافة القديمة إلى صين متحضرة ومتقدمة في ظل الثقافة الجديدة . وباختصار , فإننا نريد بناء صين جديدة . إن هدفنا في المجال الثقافي هو بناء ثقافة جديدة للأمة الصينية.

3- خاصية الصين التاريخية 
نريد أن نبني ثقافة جديدة للأمة الصينية, لكن كيف تكون هذه الثقافة الجديدة بالضبط؟

إن كل ثقافة معينة ­­ (بوصفها شكلا أيديولوجيا ) هي انعكاس لسياسة مجتمع معين و اقتصاده , ولكنها بالمقابل تترك أثرا ومفعولا عظيمين في هذه السياسة وذلك الاقتصاد , إن الاقتصاد هو القاعدة والسياسة هي التعبير المركز عن الاقتصاد[2] هذه هي وجهة نظرنا في علاقة الثقافة بالسياسة و الاقتصاد . وتبعا لذلك فإن الشكل الثقافي المعين يتقرر أولا بالشكل الاقتصادي والسياسي المعين ثم بعد ذلك فقط يترك أثره ومفعوله في ذلك الشكل السياسي والاقتصادي المعين. وقال ماركس في هذا الصدد : " ليست أفكار الإنسان هي التي تقرر وجوده , بل على العكس, إن وجوده الاجتماعي هو الذي يقرر أفكاره " [3] وقال أيضا " لم يفعل الفلاسفة حتى اليوم سوى تفسير العالم , تفسيرات مختلفة , ولكن المهم هو تبديل العالم "[4] إن هذا التعريف تعريف علمي قد حل , بصورة مضبوطة ولأول مرة في التاريخ البشري , مسألة العلاقة بين الأفكار والوجود , وهو وجهة النظر الأساسية للنظرية الثورية الفعالة حول المعرفة بوصفها انعكاسا للواقع والتي أوضحها لنين بعمق فيما بعد. ويجب ألا تغيب عن بالنا وجهة النظر الأساسية هذه حين نناقش مسائل الصين الثقافية، وهكذا اتضح تماما أن العناصر الرجعية في الثقافة القديمة للأمة الصينية , التي نسعى إلى القضاء عليها لا تنفصل عن السياسة القديمة والاقتصاد القديم للأمة الصينية , في حين أن الثقافة الجديدة للأمة الصينية , التي نريد بناءها لا تنفصل هي الأخرى عن السياسة الجديدة والاقتصاد الجديدة للأمة الصينية ,إن السياسية والاقتصاد القديمين للأمة الصينية يشكلان أساس ثقافتها القديمة , كما أن سياستها واقتصادها الجديدين سوف يشكلان أساس ثقافتها الجديدة .

فماذا يقصد بالسياسة القديمة والاقتصاد القديم الأمة الصينية ؟ وماذا يقصد أيضا بثقافتها القديمة ؟

لقد كان المجتمع الصيني , منذ عهد أسرتي تشو و تشين , مجتمعا إقطاعيا فكانت سياسته إقطاعية , واقتصاده إقطاعيا , كما أن ثقافته السائدة التي تعكس هذه السياسة وذلك الاقتصاد كانت إقطاعية أيضا .

ومند أن غزت الرأسمالية الأجنبية بلاد الصين ونمت العناصر الرأسمالية في المجتمع الصيني تدريجيا , تحولت الصين شيئا فشيئا إلى مجتمع مستعمر وشبه مستعمر وشبه إقطاعي . إن الصين اليوم مجتمع مستعمر في المناطق التي يحتلها اليابانيون , أما في المناطق التي يحكم فيها الكومينتانغ , فهي لا تزال على وجه أساسي مجتمعا شبه مستعمر أيضا , و لكنها سوءا كانت في هذه المناطق أم تلك , مجتمع يسوده النظام الإقطاعي والشبه الإقطاعي , تلك هي طبيعة المجتمع الصيني الحالي , و الوضع الذي تعيشه الصين اليوم , إن السياسة والاقتصاد اللذان يسودان هذا المجتمع هما سياسة و اقتصاد يتصفان بالصفة المستعمرة والشبه المستعمرة شبه إقطاعية . كما أن الثقافة السائدة التي تعكس هذه السياسة وذلك الاقتصاد هي كذلك ثقافة مستعمرة وشبه مستعمرة وشبه إقطاعية .

إن ثورتنا موجهة على وجهة الدقة ضد هذه الأشكال السياسية والاقتصادية والثقافية السائدة . إن ما نريد القضاء عليه هو بالضبط السياسة القديمة والاقتصاد القديم للصين المستعمرة والشبه المستعمرة والشبه الإقطاعية والثقافة القديمة العاملة في خدمتهما . وما نريد بناءه هو على نقيض ذلك تماما , أي سياسة جديدة واقتصاد جديد وثقافة جديدة للأمة الصينية .

إذن ما هي السياسة الجديدة والاقتصاد الجديد للأمة الصينية ؟ وما هي ثقافتها الجديدة ؟ 

إن الثورة الصينية لا بد أن تمر في مجراها التاريخي بخطوتين , الخطوة الأولى هي الثورة الديمقراطية , والخطوة الثانية هي الثورة الاشتراكية , وهما عمليتان ثوريتان مختلفتان من حيث طبيعتهما . والديمقراطية هنا ليست الديمقراطية المنتسبة إلى المفهوم القديم , فهي لسيت الديمقراطية القديمة وانما هي الديمقراطية بمفهومها الجديد فهي الديمقراطية الجديدة .

وهكذا يمكننا أن نؤكد أن السياسة الجديدة للأمة الصينية هي سياسة الديمقراطية الجديدة , أن اقتصادها الجديد هو اقتصاد الديمقراطية الجديدة , وأن ثقافتها الجديدة هي ثقافة الديمقراطية الجديدة 

تلك هي الخاصية التاريخية للثورة الصينية في الوقت الراهن , وان كل حزب سياسي أو جماعة سياسية أو فرد يسهم في الثورة الصينية ولا يدرك هذه الخاصية التاريخية لن يكون قادرا على توجيه هذه الثورة وقيادتها إلى النصر , بل سوف ينبذه الشعب فيصبح معزولا خائبا يرثى لحاله .

4ـ الثورة الصينية جزء من الثورة العالمية
إن الخاصية التاريخية للثورة الصينية تكمن في أن تتحقق الثورة على خطوتين : الديمقراطية والاشتراكية ,إلا أن الأولى لم تعد الآن الديمقراطية في شكلها العام , بل هي ديمقراطية خاصة جديدة الطراز صينية النمط , ألا وهي الديمقراطية الجديدة . إذن كيف نشأت هذه الخاصية التاريخية ؟ أكانت موجودة مند مائة سنة , أم لم تنشأ إلا مند أمد قريب ؟

بمجرد دراسة مقتضبة لتاريخ تطور الصين و العالم نستطيع أن نعرف أن هذه الخاصية التاريخية لم تنشأ بعد حرب الأفيون مباشرة وانما نشأت بعد الحرب الإمبريالية العالمية الأولى وثورة أكتوبر في روسيا . فلندرس الآن عملية نشوئها .

من الجلي أنه طالما كان المجتمع الصيني الحالي هو , من حيث طبيعته مجتمع مستعمر وشبه مستعمر وشبه إقطاعي , يتحتم على الثورة الصينية أن تتحقق على خطوتين . فالخطوة الأولى هي تحويل هذا المجتمع المستعمر والشبه المستعمر وشبع الإقطاعي إلى مجتمع مستقل ديمقراطي .أما الخطوة الثانية فهي مواصلة الثورة قدما وبناء مجتمع اشتراكي . وان الثورة الصينية تخطو في الوقت الحاضر خطوتها الأولى . 

لقد بدأت الفترة التحضيرية للخطوة الأولى مند حرب الأفيون سنة 1840 , أي مند بدأ المجتمع الصيني يتحول من مجتمع إقطاعي إلى مجتمع شبه مستعمر وشبه إقطاعي.ثم تبعت ذلك حركة مملكة التايبينغ السماوية , والحرب الصينية الفرنسية , والحرب الصينية اليابانية , والحركة الإصلاحية عام 1898 , وثورة 1911 وحركة 4 مايو , والحملة الشمالية , وحرب الثورة الزراعية , وحرب المقاومة الحالية ضد اليابان, وقد استغرقت هذه الأحداث قرنا كاملا من الزمان , وإذا نظرنا إليها من زاوية معينة وجدناها جميعا تمثل تلك الخطوة الأولى , وجدناها جميعا نضالات خاضها الشعب الصيني في مناسبات مختلفة وبدرجات متفاوتة لتحقيق تلك الخطوة , نضالات ضد الإمبريالية و القوى الإقطاعية , في سبيل بناء مجتمع مستقل وديمقراطي , وفي سبيل إكمال الثورة الأولى . وبتعبير اكثر دقة فان ثورة 1911 تعتبر بداية هذه الثورة التي هي من حيث طبيعتها الاجتماعية , ثورة ديمقراطية برجوازية وليست ثورة اشتراكية بروليتارية , ولم تصل هذه الثورة نهايتها بعد, ولا تزال تتطلب جهودا جبارة , لان أعدائها لا يبرحون حتى اليوم أقوياء جدا . وحين قال الدكتور صون يات صين :ان الثورة لم تنتصر بعد , فيجب على رفاقنا أن يواصلوا النضال " , كان يقصد بالثورة هذه الثورة الديمقراطية البرجوازية .

ومع ذلك فقد طرأ تبدل على الثورة الديمقراطية البرجوازية في الصين بعد انفجار الحرب الإمبريالية العالمية الأولى عام 1914 وتأسيس الدولة الاشتراكية على سدس الكرة الأرضية نتيجة ثورة أكتوبر الروسية عام 1917 .

فقبل هذه الأحداث كانت الثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية تنتسب الى الثورة الديمقراطية البرجوازية العالمية بمفهومها القديم تشكل جزءا منها .

لكن الثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية تبدلت مند وقوع هذه الأحداث فأصبحت تنتسب إلى الثورة الديمقراطية بمفهومها الجديد , وهي تشكل إذا نظرنا إليها من زاوية الجبهة الثورية , جزءا من الثورة الاشتراكية البروليتارية العالمية .

لماذا ؟ لأن الحرب الإمبريالية العالمية الأولى والثورة الاشتراكية الظافرة الأولى , ثورة أكتوبر , قد غيرتا اتجاه تاريخ العالم كله وافتتحتا عصرا جديدا .

ففي العصر الذي انهارت فيه الجبهة الرأسمالية العالمية في جزء من الكرة الأرضية " سدس مساحة الأرض " بينما ظهر للعيان تفسخ الرأسمالية في أجزاءها الأخرى , العصر الذي أصبحت هذه الأجزاء الرأسمالية الباقية لا تستطيع أن تحيا فيه بدون المزيد من الاعتماد على المستعمرات والشبه المستعمرات , العصر الذي قامت فيه دولة اشتراكية وأعلنت رغبتها في خوض النضال من أجل دعم حركة التحرر في جميع المستعمرات والشبه المستعمرات , العصر الذي تتحرر فيه البرورليتارية في البلدان الرأسمالية يوما فيوما من نفوذ الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية – الأحزاب الاشتراكية الإمبريالية و تعلن تأييدها لحركة التحرر في المستعمرات والشبه المستعمرات , - في هذا العصر إذا نشبت في أي بلد مستعمر أو شبه مستعمر ثورة موجهة ضد الإمبريالية , أي ضد البرجوازية العالمية والرأسمالية العالمية , فهي لا تنتسب إلى الثورة الديمقراطية البرجوازية والعالمية بمفهومها القديم , بل تنتسب إلي مفهوم جديد , ولا تعدو جزءا من الثورة العالمية القديمة البرجوازية والرأسمالية , بل تعد جزاءا من الثورة العالمية الجديدة , أي جزء من الثورة العالمية الاشتراكية البرورليتارية . إن مثل هذه المستعمرات والشبه المستعمرات الثورية لم تعد تعتبر في عداد حليفات الجبهة الرأسمالية العالمية المضادة للثورة بل أصبحت حليفات للجبهة الاشتراكية العالمية الثورية .

و على الرغم من أن مثل هذه الثورة في البلد المستعمر وشبه المستعمر لا تبرح خلال مرحلتها الأولى ثورة ديمقراطية برجوازية بصورة أساسية من حيث طبيعتها الاجتماعية وعلى الرغم من أن رسالتها الموضوعية هي تمهيد الطريق لتطور الرأسمالية , إلا أنها ليست ثورة من النمط القديم تقودها البرجوازية وتهدف الى إقامة مجتمع رأسمالي ودولة خاضعة لديكتاتورية البرجوازية , بل هي ثورة جديدة تقودها البرورليتارية وتهدف في مرحلتها الأولى إلى إقامة مجتمع للديمقراطية الجديدة ودولة خاضعة لديكتاتورية مشتركة التي تمارسها جميع الطبقات الثورية ’ وهكذا فإن هذه الثورة من ناحية أخرى تقوم على وجه التحديد بتمهيد طريق أوسع وأرحب من أجل تطور الاشتراكية , وهي ستمر خلال سيرها بعدة مراحل بسبب التبدلات الطارئة على معسكر العدو وعلى صفوف الحلفاء , بيد أن طبيعتها الأساسية ستبقى كما هي دون تبدل .

بما أن مثل هذه الثورات تضرب الإمبريالية ضربات حاسمة , فإن الإمبريالية لا تتقبلها بل تناهضها , ولكن الاشتراكية تتقبلها , فهي تلاقي التأييد والمساعدة من قبل الدولة الاشتراكية والبروليتارية العالمية الاشتراكية .

ولذا فإن مثل هذه الثورة لا بد أن تصبح جزءا من الثورة العالمية الاشتراكية والبروليتارية 

" إن الثورة الصينية جزء من الثورة العالمية " هذا تعريف صحيح قد طرح مند وقت بعيد يعود إلى مرحلة الثورة الصينية الكبرى الأولى 1924 إلي 1927 , طرح من قبل الشيوعيين الصينيين ولقى تأييدا من جميع أولئك الذين كانوا يشتركون حينئذ في النضال ضد الإمبريالية والإقطاعية .بيد أن هذه النظرية لم يوضح مغزاها بصورة كاملة في تلك الأيام , لذلك لم يستطع الناس أن يفهموها بوضوح.

إن هذه " الثورة العالمية " لم تعد ثورة عالمية من النمط القديم ’ لان الثورة العالمية البرجوازية القديمة قد دخلت حقبة التاريخ , وانما هي الثورة العالمية الجديدة الثورة العالمية الاشتراكية . وكذلك فإن عبارة "جزء " لا تعني جزءا من الثورة البرجوازية القديمة , بل هي جزء من الثورة الاشتراكية الجديدة. وهذا تبدل هائل لم يسبق له مثيل في تاريخ الصين والعالم .

إن هذا التعريف الذي طرحه الشيوعيون الصينيون يستند إلى نظرية ستالين.

فقد قال ستالين في مقال كتبه عام 1918 إحياء للذكرى الأولى لثورة أكتوبر : " إن المغزى العالمي العظيم لثورة أكتوبر يتمثل بصورة رئيسية في أنها : 

1ـ وسعت إطار المسالة القومية إذ حولتها من مسألة جزئية خاصة بالنضال ضد الاضطهاد القومي في أوربا إلى مسألة عامة متعلقة بتحرر الأمم المضطهدة والمستعمرات وشبه المستعمرات من نير الإمبريالية 

2- أتاحت إمكانيات عريضة وشقت طرقا واقعية نحو تحقيق هذا التحرر , وهي بذلك دفعت كثيرا قضية تحرر الأمم المضطهدة في الغرب والشرق واجتذبت هذه الأمم إلى التيار العارم للنضال الضافر ضد الإمبريالية .

3- أنشأت بذلك جسرا بين الغرب الاشتراكي والشرق المستعبد, إذ خلقت جبهة جديدة من الثورات ضد الإمبريالية العالمية ,تمتد من البروليتاريا في الغرب , عبر الثورة الروسية , إلى الأمم المضطهدة في الشرق"[5]

لقد أوضح ستالين مرارا , بعد هذا المقال , النظرية القائلة بأن الثورات في المستعمرات وشبه المستعمرات قد انفصلت عن مفهومها القديم وأصبحت جزءا من الثورة الاشتراكية والبروليتارية , وقد شرح ذلك بصورة اكثر وضوحا ودقة في مقال نشره بتاريخ 30 يونيو 1925 في جداله مع القوميين اليوغسلاف في ذلك الحين . وهذا المقال الذي يحمل عنوان "" مزيد من القول حول المسألة القومية "" وأورد في كتاب " حديث ستالين حول المسالة القومية " الذي ترجمه تشانغ تشونغ , وهو يتضمن الفقرة التالية " اقتبس سميتش من كتاب " الماركسية والمسألة القومية " والذي كتبه ستالين في أواخر 1912 عبارة " أن النضال القومي في الظروف الرأسمالية الصاعدة هو نضال يجري فيما بين الطبقات البرجوازية " ومن الواضح أن سميتش كان يحاول من ذلك أن يلمح إلى صحة ذلك التعريف الذي وضعه هو للمغزى الاجتماعي للحركة القومية في الظروف التاريخية الراهنة , بيد أن كتيب ستالين الف قبل الحرب الإمبريالية حيث أن المسألة القومية لم تصبح بعد في نظر الماركسيين مسألة ذات مغزى عالمي, وكان مطلب الماركسيين الأساسي حول حق الأمم في تقرير مصيرها لا يعتبر جزاءا من الثورة البروليتارية, بل جزء من الثورة الديمقراطية البرجوازية، من المضحك أن لا يرى المرء أن الوضع الدولي قد تغير بصورة جذرية منذ ذلك الحين , وأن الحرب وثورة أكتوبر في روسيا قد حولتا المسالة القومية من كونها جزءا من الثورة الديمقراطية البرجوازية إلى جزء من الثورة الاشتراكية والبروليتارية , وقد قال لنين من وقت بعيد يعود الى أكتوبر 1916 في مقاله " تلخيص للمناقشة حول حق الأمم في تقرير مصيرها " : أن النقطة الأساسية في المسألة القومية هي حق الأمم في تقرير مصيرها لم تعد جزءا من الحركة الديمقراطية بمعناها العام , إذ أنها قد أصبحت جزءا من الثورة الاشتراكية والبروليتارية بمعناها العام , ولا داعية إلى أن أشير الى المؤلفات اللاحقة التي كتبها لينين و الممثلون الآخرون للشيوعية الروسية عن المسألة القومية .. وبعد كل هذا فما هو الذي يبينه استشهاد سميتش . في الوقت الحاضر بتلك الفقرة الواردة في كتيب ستالين المكتوب في مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية في روسيا , بعد أن دخلنا بحكم الوضع التاريخي الجديد عصر الثورة البروليتارية , ؟ إنه يبين أن سميتش استشهد بتلك الفقرة بصرف النظر عن الزمان والمكان التاريخي المتغير , فخالف بذلك أبجديات الديالكتيك متجاهلا بأن ما هو صحيح في ظرف تاريخي معين قد يكون خاطئا في ظرف تاريخي آخر"

يتبين من ذلك أن هناك نوعين من الثورة العالمية : النوع الأول ينتسب إلى الثورة العالمية من النمط البرجوازي أو الرأسمالي . ولقد انقضى عهده مند زمن طويل , إذ انتهى حين اندلعت الحرب العالمية الإمبريالية الأولى سنة 1914 , وعلى وجه الدقة مند ثورة أكتوبر الروسية عام 1917 , وحينذاك بدأ النوع الثاني , ألا وهو الثورة العالمية الاشتراكية والبروليتارية , وأن القوة الرئيسية في هذه الثورة هي بروليتارية البلدان الرأسمالية , والقوى الحليفة هي الأمم المضطهدة في المستعمرات وشبه المستعمرات , وما دامت الطبقات في الأمم المضطهدة أو الأحزاب أو الجماعات السياسية أو الأفراد المشتركة في الثورة تناهض الإمبريالية فإن هذه الثورة ستصبح ـ كائنا ما كانت هذه الطبقات أو الأحزاب أو الجماعات السياسية أو الأفراد , وسواء وعت و أدركت هذه النقطة أم لا ـ ستصبح جزءا من الثورة العالمية الاشتراكية والبروليتارية وتصبح حليفة لها.

لقد اكتسبت الثورة الصينية اليوم مغزى أعظم من ذي قبل ’ ونعيش اليوم في عصر تدفع فيه أزمات الرأسمالية السياسية و الاقتصادية العالم أكثر فأكثر الى الحرب العالمية الثانية , في عصر دخل فيه الاتحاد السوفيتي مرحلة الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية وأصبح قادرا على قيادة البروليتاريا والأمم المضطهدة في سائر أنحاء العالم ومساعدتها في مقاومة الحرب الإمبريالية , وفي تسديد الضربات للرجعية الرأسمالية , وفي عهد تستعد فيه البروليتاريا في البلدان الرأسمالية للإطاحة بالرأسمالية وتحقيق الاشتراكية ، وفي عصر أصبحت فيه البروليتاريا وطبقة الفلاحين والمثقفون والفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة في الصين قوة سياسية مستقلة كبيرة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني , أفلا ينبغي لنا اليوم ونحن في مثل هذا العصر أن نضع في اعتبارنا أن الثورة الصينية اكتسبت مغزى عالميا أعظم من ذي قبل ,؟ فقد أصبحت الثورة الصينية جزء بالغ الأهمية من الثورة العالمية .
وعلى الرغم من أن الثورة الصينية في المرحلة الأولى هذه _(بمراحلها الصغيرة المتعددة) هي من حيث طبيعتها الاجتماعية ثورة ديمقراطية برجوازية من نمط جديدة ولم تصبح بعد ثورة اشتراكية بروليتارية إلا أنها قد أصبحت مند زمن طويل جدا جزء من الثورة العالمية الاشتراكية والبروليتارية, بل أصبحت بالأحرى في الوقت الحاضر جزء بالغ الأهمية من الثورة هذه الثورة العالمية وحليفا عظيما لها , إن الخطوة الأولى أو المرحلة الأولى لهذه الثورة لن تكون ولا يمكن أن تكون اقامة مجتمع رأسمالي خاضع لديكتاتورية البرجوازية الصينية , بل ستنتهي هذه المرحلة الأولى بإقامة مجتمع للديمقراطية الجديدة خاضع لديكتاتورية مشتركة لجميع الطبقات الثورية في الصين بزعامة البروليتارية الصينية , ومن تم ستتطور هذه الثورة إلى المرحلة الثانية التي سيقام فيها مجتمع اشتراكي في الصين .

هذه هي أهم الخصائص الأساسية للثورة الصينية في الوقت الراهن , ومجرى الثورة الجديد خلال السنوات العشرين الأخيرة (اعتبارا من حركة 4 مايو 1919 ) وهذا هو المضمون الحي و الملموس للثورة الصينية الحالية . 

سياسة الديمقراطية الجديدة

إن الخاصية التاريخية الجديدة للثورة الصينية هي انقسامها إلى مرحليتين تاريخيتين , أولهما ثورة الديمقراطية الجديدة . فكيف تنعكس هده الخاصية الجديدة بصورة ملموسة في العلاقات السياسية والاقتصادية الداخلية في الصين؟ 

هذا ما سوف نفسره في ما يلي .

قبل حركة 4 مايو 1919 .( التي حدثت بعد الحرب الامبريالةا لعالمية الأولى عام 1914 وثورة أكتوبر الروسية عام 1917) كانت البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الصينية - بواسطة مثقفيها – هما المرشدان السياسيان للثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية . اذ أن البروليتاريا الصينية في دلك الوقت لم تكن قد ظهرت على المسرح السياسي كقوة طبقية واعية ومستقلة وانما ساهمت في الثورة كتابع للبرجوازية الصغيرة والبرجوازية . هكذا كانت حالة البروليتاريا في أيام ثورة 1911 أما بعد حركة 4 مايو . فالبرغم من أن البرجوازية الوطنية الصينية استمرت في الاشتراك في الثورة . إلا أن المرشد السياسي لثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية لم يعد البرجوازية الصينية وإنماهو البروليتاريا الصينية التي قد تحولت بسرعة في دلك الوقت إلى قوة سياسية واعية ومستقلة بفضل نضوجها و تأثرها بالثورة الروسية . وكان الحزب الشيوعي الصيني هو الذي طرح الشعار المنادي بإسقاط الإمبريالية وقدم البرنامج الكامل للثورة الديمقراطية البرجوازية الصينية بآكملها . كما كان الحزب الشيوعي الصيني هو الدي آجرى وحده الثورة الزراعية .

ولما كانت البرجوازية الوطنية الصينية برجوازية في بلد مستعمر وشبه مستعمر تعاني من اضطهاد الامبريالية . فانها وان عاشت في عصر الإمبريالية تحتفظ خلال فترات معينة والى حدود معينية ببعض الصفات الثورة والتي تتجسد في مناهضتها للامبراليين الاجانب وحكومات البيروقراطين وامراء الحرب في داخل البلاد ­­.(ويمكننا أن نجد لمناهضة ذلك النوع من الحكومات أمثلة في ثورة فترتي ثورة 1911 والحملة الشمالية )), ويمكنها أن تتحد مع البروليتاريا والبرجوازية الصغيرة ضد الأعداء الدين تريد هي محاربتهم . وذلك هو الفرق بين البرجوازية الصينية وبرجوازية الإمبراطرية الروسية القديمة . فلما كانت الإمبراطورية الروسية القديمة امبريالية عسكرية إقطاعية تقوم بالعدوان على البلدان الأخرى , فقد كانت البرجوازية الروسية مجردة من كل صفة ثورية . وكان واجب البروليتاريا هناك هو معارضة البرجوازية لا الإتحاد معها . بيد أن البرجوازية الوطنية الصينية تتحلى بصفة ثورية خلال فترات معينة والى حدود معينة ’ نظرا لأن الصين بلد مستعمر وشبه مستعمر معرض للعدوان. وواجب البروليتاريا هنا هو ألا تهمل هذه الصفة الثورية للبرجوازية الوطنية وأن تقيم معها جبهة متحدة ضد الإمبريالية وحكومات البيروقراطيين وأمراء الحرب .

ولكن بما ان البرجوازية الوطنية الصينية برجوازية في بلد مستعمر وشبه مستعمر, وهي في غاية الضعف اقتصاديا و سياسيا فإنها تتحلى في نفس الوقت بصفة أخرى , ألا وهي المساومة مع أعداء الثورة . وهي لا ترغب حتى عندما تشترك في الثورة, في الإنفصال تماما عن الإمبريالية ، وفوق ذلك فهي مرتبطة بصورة وثيقة بالإستغلال الذي يمارس عن طريق ايجارات الأراضي في مناطق الريفية ، وهكدا فهي لاتريد ولا تستطيع الإطاحة بالإمبريالية بصورة كاملة ، ناهييك عن القوى الإقطاعية ، لذلك فإن البرجوازية الوطنية الصينية لا تسطيع أن تحل أو تنجز أيا من هاتين القضيتين الأساسيتين أو المهمتين الأساسيتين للثورة اليقراطية البرجوازية في الصين . أما البرجوازية الكبرى الصينية التي يمثلها الكومينتانغ ، فقد طلت مرتمية ، خلال فترة طويلة تمتد ما بين 1927و1937 ، في اجضان الإمبريالية ، ومتحالفة مع القوى الإقطاعية ضد الشعب الثوري ، كما أن البرجوازية الوطنية الصينية سايرت أيضا اعداء الثورة في عام 1927 ولفترة محددة أعقبت ذلك . إن فئة من البرجوازية الكبرى يمثلها وانغ جينغ وى قد إستسلمت للعدو خلال حرب المقاومة ضد اليابان ، الأمر الذي يشكل خيانة جديدة من جانب البرجوازية الكبرى . وهذا فرق آخر بين البرجوازية في الصين وسابقاتها من البرجوازية في البلدان الأوربية والأمريكية وخاصة في فرنسا . فحين كانت البرجوازية لاتزال في عهدها الثوري في تلك البلدان وخاصة فرنسا ، كانت حازمة نسبيا في الثورة ، لكن البرجوازية في الصين تفتقر حتى إلى هذه الدرجة من الحزم .

إمكانية الإشتراك في الثورة من جهة ، والمساومة مع أعداء الثورة من جهة أخرى – تلك هي الصفة المزدوجة للبرجوازية الصينية - فهي _((تتنازعها وظيفتان محتلفتان )) كما يقال . وكذلك كانت البرجوازية في تاريخ أوربا و أمريكا ، فحين كانت تواجه عدوا قويا تتحالف مع العمال والفلاحين ضده ، لكن لما نهض العمال والفلاحون من رقدتهم إنقلبت لتتحد مع العدو ضد العمال والفلاحين . وهذا قانون عام ينطبق على البرجوازية في جميع بلدان العالم بيد ان هذه الخاصية تبدو أكثر وضوحا لدى البرجوازية الصينية .

ومن الجلي أنه من يستطيع قيادة الشعب في الصين بالإطاحة بالإمبريالية والقوى الإقطاعية يستطيع كسب تقة الشعب، ذلك أن أعداء الشعب الألداء هم الإمبريالية والقوى الإقطاعية وخاصة الإمبريالية ، فمن يستطيع اليوم أن يقود الشعب لطرد الإمبريالية اليابانية ويطبق السياسة الديمقراطية فإنه منقد الشعب . ولقد أثبت التاريخ أن البرجوازية الصينية لاتستطيع أن تتحمل هذه المسؤولية التي لابد أن تقع على عاتق البروليتاريا لذلك فإنه من المؤكد أن البروليتاريا والفلاحين والمثقفين والفئات الأخرى من البرجوازية الصغيرة في الصين ، هي القوى الأساسية التي تقرر مصير الصين . وهذه الطبقات قد استيقط بعضها والبعض الآخر في طريق الإستيقاظ ، ولا بد أن تصبح هي العناصر الأساسية لتركيب الدولة والسلطة في جمهورية الصين الديقراطية ، مع كون البروليتاريا قوة قائدة فيها .إن جمهورية الصين الديمقراطية التي نناضل حاليا لإنشائها يجب ألاتكون سوى جمهورية ديمقراطية خاضعة للديكتاتورية المشتركة لجميع المناهضين للامبريالية والإقطاعية بقيادة البروليتاريا , يعني جمهورية ديمقراطية جديدة ، جمهورية قائمة على اساس مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة الثورية حقا التي تتضمن السياسات الكبرى الثلاث .

إن الجمهورية الديمقراطية الجديدة تختلف عن الجمهورية الرأسمالية من النمط الأوربي الأمريكي القديم والخاضعة لديكتاتورية البرجوازية ، إذ أن هذه الأخيرة هي جمهورية الديمقراطية القديمة التي قد فات أوانها ، و من جهة أخرى فأنها تختلف أيضا عن الجمهورية الإشتراكية من النمط السوفياتي والخاضعة لديكتاتورية البروليتاريا ,فإن مثل هذه الجمهورية الاشتراكية تزدهر في ارض الاتحاد السوفياتي وسوف تعمم في جميع البلدان الراسمالية , وأكيد أنها ستصبح الشكل السائد لتركيب الدولة والسلطة السياسية في جميع البلدان المتقدمة صناعيا , ولكن مثل هذه الجمهورية ، خلال فترة تاريخية معينة لاتصلح للثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة ، ولذا فلا بد أن يتبنى خلال تلك الفترة التاريخية المعينة شكل ثالث للدولة في ثورات جميع البلدان المستعمرة والشبه المستعمرة . ألا و هو جمهورية الديقراطية الجديدة . وبما أن هذا الشكل مناسب خلال فترة تاريخية معينة ، فهو شكل انتقالي ، ولكنه ضروري لابديل له .

وهكذا فإن الأشكال المتنوعة لنظام الدولة في عالم لا تخرج من حيث الاساس عن اطار ثلاث انواع وفقا للطابع الطبقي لسلطتها السياسية :

1 ـ الجمهورية الخاضعة لديكتاتورية برجوازية . ب ـ الجمهورية الخاضعة لديكتاتورية البروليتاريا 0 ج ـ الجمهورية الخاضعة للديكتاتورية المشتركة لعدة طبقات ثورية .

ويشتمل النوع الأول على دول الديقراطية القديمة . واليوم بعد إندلاع الحرب الإمبريالية الثانية ، اختفى الجو الد يمقراطي في كثير من البلدان الرأسمالية والتي قد تحول بعضها والبعض الآخر في طريق التحول إلى دول تمارس فيها ديكتاتورية البرجوازية العسكرية الدموية . ويمكن ان تدخل في عداد هذا النوع بعض البلدان التي تخضع للديكتاتورية المشتركة لملاك الأراضي و البرجوازيين .

والنوع الثاني موجود في الإتحاد السوفياتي ، وتختمر ظروف ظهوره في مختلف البلدان الرأسمالية . وسوف يصبح هذا النوع في المستقبل شكلا سائدا في أرجاء العالم لفترة معينة من الزمن.

أما النوع الثالث فهو شكل انتقالي للدولة ينبغي أن تتبناه الثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة . ومن المؤكد أن كل ثورة من الثورات في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة ستتميز ببعض الخصائص ولكن هذه الخصائص لن تكون سوى اختلافات بسيطة في محيط من التماثل ، فما دامت الثورات هي ثورات البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة فمن المحتم أن كلا من تركيب الدولة وتركيب السلطة السياسية في هذه البلدان سيكون متماثلا بصورة أساسية ، أي دولة للديمقراطية الجديدة خاضعة للديكتاتورية المشتركة لعدة طبقات مناهضة للإمبريالية . وفي الصين الحالية فإن الجبهة المتحدة ضد اليابان هي بالضبط التي تمثل شكل الدولة الديمقراطية الجديدة ـ دولة معادية لليابان ومعادية للإمبريالية ، وقائمة على التحالف بين عدة طبقات ثورية ، على جبهة متحدة . و لكن مما يدعو الى الأسف أن العمل من اجل تطبيق الديمقراطية في البلاد لم يبدا بعد من حيث الأساس ـ رغما من انقضاء فترة طويلة على اندلاع حرب المقاومة ـ في معظم المناطق ماعدا القواعد الديمقراطية المناهضة لليابان والخاضعة لقيادة الحزب الشيوعي ، وقد أستغل الإمبرياليون اليابانيون نقطة الضعف الاساسية هذه ليغزو اراضينا بخطى واسعة ، و إذا لم تتخذ التدابير إزاء هذا الوضع ، فإن مستقبل أمتنا سيتعرض لخطر جسيم .

إن المسألة التي نناقشها هنا هي مسألة(( نظام الدولة)) . و قد دار حولها الجدال لعشرات السنين منذ اواخر عهد اسرة تشينغ و لكنها لم تتضح بعد للجميع . و في الحقيقة أنها ليست اكثر من مسألة مراكز الطبقات الاجتماعية المختلفة في الدولة . إن البرجوازية تخفي دائما حقيقة مراكز الطبقات ، لتطبق ديكتاتورية طبقتها الواحدة باستخدام كلمة (المواطنين ) . ومثل هذا الاخفاء لا يعود بأي مصلحة على الشعب الثوري ، لذلك يجب علينا ان نوضح له ذلك بكل جلاء . إن كلمة ( مواطنين ) يجوز استخدامه، ولكن ينبغي ألا تشتمل على المعادين للثورة و الخونة . إن الدولة التي نريد إقامتها اليوم هي ديكتاتورية تمارسها جميع الطبقات الثورية على المعادين للثورة و الخونة .

" إن ما يدعى بالنظام الديمقراطي في الدول الحديثة غالبا ما تحتكره البرجوازية ، فقد أصبح. أداة لاضطهاد عامة الناس . أما الديمقراطية التي ينادي بها الكومنتانغ فهي حق يشترك فيه عامة الناس وليس بشيء تستأثر به الإقلية" . ذلك هو التصريح الجاد الوارد في بيان المؤثمر الوطني الأول للكومنتانغ المنعقد في عام 1924 خلال فترة التعاون بين الكومنتانغ والحزب الشيوعي . ولقد إنتهك الكومنتانغ نفسه هذا التصريح طوال ستة عشر عاما ، الامر الذي أدى الى المحنة الشديدة التي تواجهها البلاد في الوقت الراهن . و إنه لافدح خطأ ارتكبه الكومنتانغ و نأمل أن يتطهر من هذا الخطأ في غمار حرب المقاومة ضد اليابان .

أما مسألة مايسمى ب" نظام السلطة" فهي مسألة تتعلق بالشكل الذي تبنى عليه السلطة السياسية ، بالشكل الذي تتخذه طبقة اجتماعية معينة من اجل تنظيم جهاز السلطة السياسية لمناهضة أعدائها و حماية ذاتها . فان أي جهاز سلطة لايتخذ الشكل المناسب لا يمكنه ان يمثل الدولة .ويمكن للصين في الوقت الحاضر أن تتبنى نظام مجالس نواب الشعب المتسلسلة ، من مجلس نواب الشعب الوطني حتى مجالس نواب الشعب في المقاطعات و المحافظات و المراكز و النواحي ، وكل مجلس منها ينتخب الهيئة الحكومية التي على مستواه . ولكن يجب تطبيق نظام انتخاب يتمتع فيه الجميع بالمساوات الحقة بصرف النظر عن جنسهم نساء كانوا أو رجالا ومعتقداتهم و املاكهم وتعليمهم ، حتى يمكن تمثيل كل طبقة ثورية وفقا لمركزها في الدولة تمثيلا صحيحا ، و يمكن التعبير عن ارادة الشعب تعبيرا صحيحا ، ويمكن قيادة النضالات الثورية ، و التعبير عن روح الديمقراطية الجديدة . ذلك هو نظام المركزية الديمقراطية و الحكومة القائمة على نظام المركزية الديمقراطية تستطيع وحدها ان تعبر تعبيرا كاملا عن ارادة كل الشعب الثوري و ان تقاتل اعداء الثورة باكثر فعالية . يجب ان تتجسد في تركيب الحكومة و الجيش روح " عدم استئثار الاقلية " بهما ، ولكن بدون نظام ديمقراطي فعلي لا يمكن تحقيق هذا الهدف ، و بالتالي يكون الحديث عن التوافق و الانسجام بين نظام السلطة و نظام الدولة امرا خارجا عن الموضوع .

إن نظام الدولة هو ديكتاتورية مشتركة لجميع الطبقات الثورية . ونظام السلطة هو نظام المركزية الديمقراطية . و هذا يشكل سياسة الديمقراطية الجديدة ، يشكل جمهورية الديمقراطية الجديدة ، جمهورية الجبهة المتحدة ضد اليابان ، جمهورية قائمة على مبادئ الشعب الثلاثة الجديدة التي تتضمن السياسات الكبرى الثلاث ، جمهورية الصين التي ينطبق اسمها على واقعها . و بالرغم من انه صارت لدينا اليوم جمهورية الصين ، إلا انها مجرد اسم بلا واقع ، فمهمتنا الحالية ان نخلق الواقع الذي يطابق ذلك الاسم .

تلك هي العلاقات السياسية الداخلية التي ينبغي للصين الثورية و المقاومة ضد اليابان ، ان تقيمها و لابد ان تقيم
ماو تسي تونغ


ها ، و ذلك هو الاتجاه الصحيح الوحيد الذي يجب ان تتبعه اليوم في " بناء الوطن " . 

عاجل : بالصور انتفاضة السويس ضد مرسي


السويس تنتفض ضد الرئيس .والمنزلة دقهلية تخرج بتظاهره ثانية على التوالى خلال أسبوع ولاأروع ويسقط يسقط حكم المرشد

mercredi 26 juin 2013

اخبار حول الحركة الانتقالية

ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻟاﻤﻮﻗﻊ
ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﻋﻼﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺗﺨﺒﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﻄﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻤﺼﺪﺭﻳﻦ
ﺧﺎﺻﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﺪﻳﺮﻳﺔ
ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻛﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺻﺤﺔ ﻟﻠﺨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﺣﻮﻝ ﺇﻋﻼﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻳﻮﻡ 26 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﻭ
ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻋﻼﻣﻴﺎﺕ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻡ 25
ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ
2013 ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﻑ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ 26 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻭ ﻳﺆﻛﺪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ
ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻳﻮﻡ 27 ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭ ﺃﻛﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﺎﺭﻱ
ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻷﻛﻴﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺭﺑﻂ ﺍﻋﻼﻥ
ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﻳﻮﻡ 10 ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ
2013 ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﺮ ﺷﺨﺼﻲ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ

رد علي نبيلة منيب


) جرت جريدة الأخبار (العدد 166 ليوم الخميس 30 ماي 2013) استجوابا مع  نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد حول عدد من قضايا الوضع العام في بلادنا ومنها نظرتها "إلى موقف حزب النهج الديمقراطي من قضية الصحراء ومن تعاطيه مع مسألة تقرير المصير في الأقاليم الجنوبية" وهو سؤال ماكر اختتم به الاستجواب المذكور لتوريط  منيب التي جاء ردها بمثابة هجوم وتجني وتشويه لموقف النهج الديمقراطي وصل إلى درجة التخوين.واليكم رد الرفيقة على السؤال أعلاه ننقله بكل أمانة كما ورد في آخر الصفحة الثامنة من الجريدة المذكورة:
"أولا يجب الاعتراف بأن مبدأ تقرير المصير مبدأ نبيل ونحن كمغاربة يجب علينا جميعا أن نقرر في مصيرنا،وكذا بالنسبة إلى كل الشعوب،لكن المبدأ لا يجب أن يستعمل في غير مكانه،فأن تكون تقدميا لا يسمح لك باسم أي مبدأ،بأن تساوم في أرضك أو تتخذ موقفا يحد من سيادة بلادك،وهذا معروف لدى كل الشعوب"
وتضيف  "الأطماع والمخططات النيواستعمارية،خربت العراق وقسمت الصومال والسودان وهي تستهدف المغرب وربما غدا الجزائر لتستولي على خيراتنا وتحرمنا من بناء المغرب الكبير وتحقيق التقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.ما يعرفه الرفاق في النهج الذين نشتغل معهم في القضايا الاجتماعية كالدفاع عن المدرسة العمومية أو حقوق العمال وغيرها من القضايا الاجتماعية،أن قضيتين نختلف معهم فيها،هما القضية الوطنية وطبيعة النظام،وهو اختلاف جوهري بيننا".
2) واضح إذن حسب الشطر الأول من الجواب أن الرفيقة تعتبر أن النهج الديمقراطي وهو القوة السياسية القانونية الوحيدة في بلادنا التي تتبنى وتدافع عن تقرير المصير لسكان الصحراء الغربية يساوم على وحدة أرضنا وسيادة بلدنا.يصدر هذا التهجم عن الأمينة العامة لحزب يساري صديق فما بالك بالمخزن والقوى الملتفة حوله فحق لنا أن نقول مع الشاعر طرفة بن العبد "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند".
لقد كان حريا بالرفيقة عرض أفكار حزبها بخصوص قضية الصحراء وإذا دعت الضرورة طرح الخلاف مع النهج الديمقراطي فهذا حقها ولكن بشكل موضوعي أو إحالة الصحفي المعني على قيادة النهج الديمقراطي لشرح موقفه بنفسه بدل التسرع والسقوط في فخ السؤال ومهاجمة حزب صديق وحليف موضوعي وبالتالي المساهمة في تأجيج التناقض معه بدل تقريب هوة الخلاف ولما لا التضامن معه ضد القمع الذي يتعرض له بسبب مواقفه ومنها موقفه المتعلق بقضية الصحراء تعبيرا منها على احترام المواقف رغم الخلاف والاختلاف.
وأعتقد أن الرفيقة منيب أبانت عن عدم إيمانها بمبدأ تقرير المصير رغم قولها بأنه مبدأ نبيل وفي نفس الوقت عدم استيعابها لـلأسس التي يقوم عليها هذا المبدأ الماركسي الأصيل،فراحت تلقي اللوم على تنظيمنا بدل تعرية وفضح سياسة النظام في هذا الملف بالذات.
3) بداية وقبل مناقشة ما ورد في جواب الرفيقة أعتقد أن ما أثارته في جوابها على السؤال ما قبل الأخير من الاستجواب المذكور بخصوص علاقة الشباب الصحراوي بعدد من قادة جيش التحرير ومنهم بنسعيد أيت يدر وأنهم كانوا يطرحون المسألة في إطار السيادة المغربية،أعتقد أنه غير دقيق،ذلك أن الشباب الذي أسس فيما بعد جبهة البوليزاريو كان بالفعل على علاقة قوية بعدد من أطر وقادة اليسار وجيش التحرير، غير أن هذا الشباب تجاوز اتجاه موحا الركيبي الذي تشكل سنة 1969 والذي لم يكن يطرح بناء دولة مستقلة ولكنه اتجاه تلاشى بسرعة فاسحا المجال أمام اتجاه الوالي مصطفى السيد الذي كان طالبا بكلية الحقوق بالرباط ومعه مجموعة من الطلبة الصحراويين سنة 1971 والذي كان يطرح بوضوح مشروع تحرير الصحراء الغربية عن طريق الكفاح المسلح وتأسيس جمهورية مستقلة وهو ما دفع بالسلطات المغربية إلى حل مجموعته نتج عنها لجوء الوالي إلى الصحراء ثم تأسيس جبهة البوليزاريو يوم 10 ماي من سنة 1973.
4) كما أن الرفيقة لا تتحدث بوضوح في معرض استجوابها عن طبيعة النظام المغربي وسياساته اللاوطنية التي دفعتهم إلى اعتماد استراتجية جديدة.صحيح أن الرفيقة تحدثت في نفس الحيز المشار إليه عن عملية وليس اتفاق(كما أسمته) "ايكوفيون" ولكنها تعتبره نتيجة تأمر القوى الاستعمارية فقط وهي بذلك كأنها تعفي ذمة النظام المغربي من هذه العملية.والحق فان هذه العملية الجهنمية التي تمت خلال شهر فبراير من سنة 1958 كانت بالفعل بتنسيق محكم بين الجيش الفرنسي والجيش الاسباني ولكن بعلم ومباركة ودعم أعلى سلطة في البلاد بهدف تدمير جيش التحرير في الجنوب الذي كان بفضل هجماته المسلحة لتحرير تلك المنطقة يحكم على جيش فرانكو بالتقوقع في مواقع معينة.
5) كان على الرفيقة التي تتحدث عن الوحدة الترابية أن تكون صريحة مع الرأي العام فيما يتعلق بأكاذيب النظام بخصوص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي طلب منها الحسن الثاني رأيها في الموضوع معبرا في خطاب رسمي سنة 1974 عن التزامه به فإذا بالنظام يبتر الحقيقة ويقلبها رأسا على عقب ويتجاهل رأيها ويقفز نحو المجهول بإعطائه إشارة الانطلاق للمسيرة الخضراء(6 نونبر 1975).
وعلى كل حال فان تقرير المصير بصفة عامة غير مشروط بالضرورة بانتماء أو عدم انتماء إقليم أو منطقة معينة لبلد ما.ويمكننا هنا أن نعطي مثال السودان الذي جاء في معرض جواب الرفيقة منيب حيث الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان ولكن سكان الجنوب قرروا من خلال استفتاء حر ونزيه في شهر يناير من سنة 2011 وبعد مرحلة انتقالية دامت 5 سنوات وبأغلبية ساحقة،قرروا الانفصال وهذا حقهم.وهكذا تم وضع حد لمرحلة طويلة من الحرب والاقتتال دامت،على مرحلتين وفي المجموع، حوالي 36 سنة،عطلت التنمية،وأدت إلى عشرات الآلاف من الضحايا، فاتحة ليس،دون صعوبات طبعا، عهدا جديدا من التعاون ولما لا لشكل جديد من الوحدة إذا ما تقدم نضال شعبي السودان الجنوبي والشمالي نحو الديمقراطية والتحرر الوطني.وهناك أمثلة أخرى كالأكراد في تركيا وإقليم الباسك في اسبانيا.
وفي السياق نفسه نذكر أن الحركة الماركسية-اللينينية المغربية مجسدة في منظمتي " 23 مارس" و" إلى الأمام" كانت متمسكة بموقف تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وجسدت هذا الموقف خلال المؤتمر 15 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب صيف سنة 1972 ويمكن التساؤل عن المفارقة التي طبعت موقف منظمة "23 مارس" بعد المراجعات اليمينية التي كان قد أقدم عليها اتجاه الأطر (ومن بعدها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي) بحيث تنكرت لتقرير المصير شعب الصحراء الغربية فيما أيدت حق اريتريا في تقرير المصير الذي تحقق سنة 1991 من خلال استفتاء بعد حوالي 30 سنة من الصراعات الدامية.
6) إن تقرير المصير حمال أوجه ويمكن أن يتخذ شكل الاستقلال أو الاندماج بصيغة من الصيغ ولكن هذا يجب أن يقرر فيه السكان المعنيون من خلال استفتاء تقرير المصير حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة لا إكراه فيه ولا ترهيب ولا ترغيب ولا ابتزاز ولا ضغط ولا رشوة ولا هم يحزنون،رغم انه في حالة الصحراء يبدو أن سكان هذه المنطقة لا يرون حلا آخرا سوى بناء دولة مستقلة وذلك أساسا بسبب طبيعة النظام المغربي وممارساته على الأرض طيلة عقود من الزمن كنظام حكم فردي مطلق استبدادي ومفرط في المركزية وهو أمر يتناقض كليا مع الخطاب حول الجهوية المتقدمة التي لازالت تراوح مكانها.
7) والحال أن النظام المغربي الذي تبنى رسميا مبدأ تقرير المصير في شهر يونيو من سنة 1981 في قمة نيروبي لمنظمة الوحدة الإفريقية كما كانت تسمى آنذاك بعدما عارض بشراسة تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي كان من المنتظر أن ينظم في بداية 1975،ظل يعرقل إجراء الاستفتاء ويضع العصا في الرويضة كما يقال وراح يروج لمهزلة الاستفتاء التأكيدي التي لا يستسيغها مخ طفل يرضع قبل أن يخرج فكرة الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة التي تلقفها الجميع وراح يقوم بالدعاية لها في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الموازية.
8) تتهمنا الرفيقة منيب بالتفريط في السيادة والمساومة على الأرض باسم تبنينا تقرير المصير ولكنها تقفز عن جانب آخر مخزي من سياسات النظام المرتبطة بهذا الملف ونقصد هنا الاتفاق الثلاثي بين المغرب وموريتانيا والمستعمر الاسباني في أبريل من سنة 1976 على استغلال خيرات الصحراء وتقسيمها بشكل قسري ضدا على إرادة سكانها وخارج أي قرار أممي بحيث غنمت موريطانيا،آنذاك في عهد دمية الاستعمار الفرنسي المختار ولد داداه،الثلث الجنوبي وللمغرب المساحة الباقية.هل هناك مساومة على الأرض أكبر وضربا للسيادة أفظع من هذا أخذا بمنطق الرفيقة منيب نفسه؟
ونشير هنا إلى أن اصطفاف ولد داداه إلى جانب النظام المغربي وخوضه الحرب ضد البوليزاريو هو ما جر عليه انقلاب العسكر بقيادة مصطفى ولد محمد سالك في يوليوز 1978 الذي غير سياسة بلاده فيما يتعلق بقضية الصحراء فإذا بالنظام المغربي يضم الثلث الذي كان بحوزة موريطانيا بمنطق "الشفعة" المستوحى من الشريعة الإسلامية.فهل يصمد هذا المنطق بالله عليكم أمام منطق الشرعية الدولية الذي يعمل وفقه المنتظم الدولي؟
9) لا نتفق مع الرفيقة منيب في تحميلها المسؤولية لما أسمته "الأطماع والمخططات النيواستعمارية" وحدها فأعفت الطبقات السائدة والأنظمة القائمة التي تستند عليها من المسؤولية.طبعا نحن متفقون لا شك في ذلك على الدور التخريبي للامبريالية ولكن هل يمكن أن نعفي النظام المغربي الذي عمل منذ الاستقلال الشكلي وبتنسيق كامل مع الأوساط الإمبريالية على تصفية كل أشكال المقاومة بدءا بحل وتصفية جيش التحرير وتحييد الحركة النقابية وقمع واجتثاث المعارضة الجذرية ببلادنا واضعا يده بيد الامبريالية الفرنسية على الخصوص.هل ننسى دور نظام جعفر النميري الغارق في الرجعية وفرضه الشريعة الإسلامية على مجموع الشعب السوداني غير آبه بسكان الجنوب وهم مسيحيو الديانة لهم دينهم ولسكان الشمال دينهم،ناهيك عن الفوارق بين شطري هذا البلد لفائدة الشمال رغم استغلال خيرات الجنوب وخاصة البترول؟ورغم أن المقاومة العراقية حالت لحسن الحظ دون النزوع التقسيمي الذي صاحب الغزو الأمريكي فهل يمكن أن ننسى الطابع الاستبدادي القمعي لنظام البعث في هذا البلد والذي باسم معاداة الصهيونية ومناهضة الاستعمار ألغى أبسط التعبيرات الديمقراطية وحقوق الأقليات فلا هو نجح في إفشال الغزو الإمبريالي ولا هو أقام الديمقراطية التي تعد شرطا حيويا لتعبئة القوى الشعبية للدفاع عن الوطن وصيانة وحدة البلاد وصد محاولات التقسيم إلى دويلات على أساس نعرات مذهبية أو اثنية صرفة.
10) إن النهج الديمقراطي لا يمكن أن يسكت على الكلفة الباهظة بل الخيالية التي يتحملها الشعب المغربي وطبقاته الكادحة المسحوقة بسبب قضية الصحراء من حيث المجهود الحربي وجميع أشكال الرشوة والارتشاء في الداخل وفي الصحراء وفي الخارج والتي يقدرها البعض بحوالي 7,5 مليار يورو سنويا.كما لن يسكت على واقع قمع الصحراويين بسبب التعبير سلميا عن موقفهم بشكل علني بخصوص موقف تقرير مصيرهم السياسي وشخصيا لا أرى مانعا لمراقبة المينورسو لوضعية حقوق الإنسان بمجموع الصحراء بما في ذلك في تيندوف.وعلى النقيض من الدعاية الرسمية التي رأت في ذلك مسا بسيادة المغرب نقول بأن وجود المينورسو هو أصلا من أجل تنظيم الاستفتاء ونذكر بان كلمة المينورسو تعني بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية وهي تتخذ من مدينة العيون مقرا لها منذ 2007.أو ليس هذا أكبر انتقاص من سيادة المغرب الرسمي بالمنطق الذي تتحدث به الرفيقة؟
11) إن الأمور بالنسبة لقضية الصحراء تتجه إلى مأزق حقيقي ذلك أن المغرب رغم كونه نجح في سحب مشروع القرار حول توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان فان هذا ليس سوى انتصارا مؤقتا إذ أن مجرد تقديم مشروع القرار يعد إنذارا للمغرب على خرقه لحقوق الإنسان بالصحراء ومؤشر على أن المنتظم الدولي سيكون حريصا على تتبع الأوضاع بهذه المنطقة.أعتقد أن هذه المستجدات شجعت على انطلاق دينامية قوية متصاعدة تجسدها الاحتجاجات السلمية الواسعة في مختلف مناطق الصحراء ترفع شعار سياسي واضح هو تقرير المصير وكذا ملف الاستفادة من خيرات الصحراء.
وتواجه هذه الاحتجاجات في الغالب بقمع شرس الأمر الذي يتطلب من القوى الديمقراطية بغض النظر عن مواقفها كل الإدانة والوقوف إلى جانب الجماهير الشعبية المنتفضة،والحال إما نكون مع المحتجين أو مع النظام.فليحدد كل منا موقعه ويتحمل مسؤولياته التاريخية.
12) إن حل مشكلة الصحراء على أسس ديمقراطية سيجنب المنطقة خطر الحرب وويلاتها وسيفتح المجال لبناء المغرب الكبير،مغرب الشعوب.كما سيضع حدا على المستوى الداخلي لعقود من استغلال هذه القضية لفائدة المافيا المخزنية ولسحق المعارضة وخاصة المعارضة الجذرية باسم الإجماع الوطني وتمتين الجبهة الداخلية وتبرير كل السياسات المتبعة على الصعيدين الداخلي والخارجي بما في ذلك الولاء التام للامبريالية والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
13) إن تقرير المصير يعد موقفا مبدئيا بالنسبة للقوى الماركسية ينطلق من مصالح الكادحين وخدمة للتغيير الجدري،كما ينطلق من الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه وطموحاته والاستفادة بحرية من خيرات أرضه عكس التصورات الشوفينية التي تقدس الأرض على حساب البشر،وهو بالنسبة لنا كاستمرارية لمنظمة إلى الأمام التي دافعت عنه بجرأة وأدى مناضلوها بسببه الثمن غاليا سابق على جبهة البوليزاريو.
14) إن أجزاء من اليسار مطالبة ببذل مجهود فكري للتخلص من هيمنة فكر الحركة الوطنية عليها عبر إعادة النظر في مفهوم"الوحدة الوطنية" الذي كان وبالا على مسيرة نضال شعبنا من اجل الديمقراطية والتحرر الوطني ومفهوم الدولة التي لا تراها إلا ممركزة ومفهوم شوفيني ضيق للوطنية.
أما بالنسبة لنا فان "الوطنية التي نتبناها هي تلك التي انصهرت في الكفاح ضد الاستعمار ولذلك فهي تكتسي طابعا تقدميا لأنها تعبير عن دفاع الشعوب المضطهدة عن أرضها وكرامتها وحريتها وهويتها في مواجهة الهيمنة الامبريالية وهي تنبذ الشوفينية والعنصرية سواء على أساس لغوي أو ديني كما تنبذ القطرية الضيقة وتؤمن بوحدة الشعوب المغاربية في أفق وحدة شعوب العالم العربي"(انظر وثيقة الإطار المرجعي للنهج الديمقراطي الصادرة عن مؤتمره الثالث على موقعه الالكتروني)
15) ورغم أن السؤال الموجه للرفيقة كان في الأصل حول موقف النهج الديمقراطي من قضية الصحراء فان الرفيقة أبت إلا أن تختم جوابها بالتأكيد على وجود خلافات جوهرية مع النهج الديمقراطي ليس فقط في قضية الصحراء ولكن أيضا حول طبيعة النظام وكأني بها تنتشي بوجود هذا الخلاف أو تريد إبرازه لست أدري لأي غرض.
هنا أيضا مع الأسف لا أتفق مع الرفيقة،فالخلاف أظنه حول شكل النظام وليس طبيعته إذ كل من النهج الديمقراطي والاشتراكي الموحد فيما أعرف يطمحان إلى بناء نظام ديمقراطي متحرر من السيطرة الامبريالية.أما ما هو شكل النظام فالرفاق في الاشتراكي الموحد يؤكدون على الملكية البرلمانية وهذا رأيهم ولكن ما نرفضه هو أن يكون شرطا لإقامة أي تحالف أو تنسيق سياسي أو ميداني.وهكذا واجهنا وضع أي سقف يتعلق بشكل النظام بالنسبة لحركة 20 فبراير لأنه يتناقض مع طبيعة الحركة كحركة شعبية واسعة تشكل وعاء لقوى متنوعة ذات مرجعيات واستراتجيات مختلفة مؤكدين على أولوية شعار إسقاط المخزن،بمعنى التخلص من العلاقات المخزنية على كافة المستويات،باعتباره العرقلة الأساسية أمام طموح شعبنا لإقامة نظام ديمقراطي يسود فيه الشعب ويحكم وحينذاك يكون شعبنا في موقع مناسب للتعبير عن إرادته الحرة دون خوف لتقرير مصيره واختيار شكل النظام الذي يريده من خلال مجلس تأسيسي.وان تحويل شعار الملكية البرلمانية إلى شعار مقدس يتناقض أصلا مع ما جاء على لسان الرفيقة بان "نحن كمغاربة يجب علينا جميعا أن نقرر في مصيرنا".إن هذا التشدد ربما هو ما يفسر اعتبار الرفيقة هذه التناقضات جوهرية ما يعني جعلها في ذهنها خطوطا حمراء لأي تنسيق أو عمل مشترك أو تحالف.والحق فان هذا المنطق مخالف للواقع،والرفيقة تعرف والجميع يعرف أننا عندما أسسنا تجمع اليسار الديمقراطي الذي يتم اليوم إقباره دون سابق إعلان كنا مختلفين حول القضايا المذكورة وغيرها ولم يمنع هذا من العمل.
إن هذا التشدد واضح وساطع عندما تحصر الرفيقة مجال العمل الذي يجمع حزبها معنا في " القضايا الاجتماعية كالدفاع عن المدرسة العمومية أو حقوق العمال وغيرها من القضايا الاجتماعية".أقول للرفيقة نحن لسنا نقابة بل تنظيم سياسي يساهم من موقعه في التغيير الجدري والشامل للأوضاع.وفي جميع الأحوال حتى في قضايا التنسيق في المنظمات الجماهيرية أقول مرحبا وستجدون مناضلونا ومناضلاتنا على أتم الاستعداد من أجل تطوير وتوسيع وتجدير وتوحيد ودمقرطة الحركة الجماهيرية والعمل على إدماجها في النضال العام وهو أمر يتم بشكل تلقائي مع كل المناضلين الديمقراطيين بمن في ذلك عدد من المخلصين في الاشتراكي الموحد الذين اختاروا قولا وفعلا الانخراط في العمل من اجل نفس الأهداف.
16) إن يدنا ممدودة وستظل كذلك من أجل التنسيق والعمل المشترك متشبتين بتجمع اليسار الديمقراطي على طريق بناء جبهة واسعة للنضال من أجل الديمقراطية وضد الليبرالية المتوحشة ولن ندخر جهدا ولن نمل رغم الصعوبات وكل محاولات عزلنا من أجل انجاز هذا الهدف الطموح والضروري والممكن رغم الخلافات.وان الخلاف لا يفسد للود قضية.
سلا في 5 يونيو 2013
) جرت جريدة الأخبار (العدد 166 ليوم الخميس 30 ماي 2013) استجوابا مع الرفيقة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد حول عدد من قضايا الوضع العام في بلادنا ومنها نظرتها "إلى موقف حزب النهج الديمقراطي من قضية الصحراء ومن تعاطيه مع مسألة تقرير المصير في الأقاليم الجنوبية" وهو سؤال ماكر اختتم به الاستجواب المذكور لتوريط الرفيقة منيب التي جاء ردها بمثابة هجوم وتجني وتشويه لموقف النهج الديمقراطي وصل إلى درجة التخوين.واليكم رد الرفيقة على السؤال أعلاه ننقله بكل أمانة كما ورد في آخر الصفحة الثامنة من الجريدة المذكورة:
"أولا يجب الاعتراف بأن مبدأ تقرير المصير مبدأ نبيل ونحن كمغاربة يجب علينا جميعا أن نقرر في مصيرنا،وكذا بالنسبة إلى كل الشعوب،لكن المبدأ لا يجب أن يستعمل في غير مكانه،فأن تكون تقدميا لا يسمح لك باسم أي مبدأ،بأن تساوم في أرضك أو تتخذ موقفا يحد من سيادة بلادك،وهذا معروف لدى كل الشعوب"
وتضيف الرفيقة "الأطماع والمخططات النيواستعمارية،خربت العراق وقسمت الصومال والسودان وهي تستهدف المغرب وربما غدا الجزائر لتستولي على خيراتنا وتحرمنا من بناء المغرب الكبير وتحقيق التقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.ما يعرفه الرفاق في النهج الذين نشتغل معهم في القضايا الاجتماعية كالدفاع عن المدرسة العمومية أو حقوق العمال وغيرها من القضايا الاجتماعية،أن قضيتين نختلف معهم فيها،هما القضية الوطنية وطبيعة النظام،وهو اختلاف جوهري بيننا".
2) واضح إذن حسب الشطر الأول من الجواب أن الرفيقة تعتبر أن النهج الديمقراطي وهو القوة السياسية القانونية الوحيدة في بلادنا التي تتبنى وتدافع عن تقرير المصير لسكان الصحراء الغربية يساوم على وحدة أرضنا وسيادة بلدنا.يصدر هذا التهجم عن الأمينة العامة لحزب يساري صديق فما بالك بالمخزن والقوى الملتفة حوله فحق لنا أن نقول مع الشاعر طرفة بن العبد "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند".
لقد كان حريا بالرفيقة عرض أفكار حزبها بخصوص قضية الصحراء وإذا دعت الضرورة طرح الخلاف مع النهج الديمقراطي فهذا حقها ولكن بشكل موضوعي أو إحالة الصحفي المعني على قيادة النهج الديمقراطي لشرح موقفه بنفسه بدل التسرع والسقوط في فخ السؤال ومهاجمة حزب صديق وحليف موضوعي وبالتالي المساهمة في تأجيج التناقض معه بدل تقريب هوة الخلاف ولما لا التضامن معه ضد القمع الذي يتعرض له بسبب مواقفه ومنها موقفه المتعلق بقضية الصحراء تعبيرا منها على احترام المواقف رغم الخلاف والاختلاف.
وأعتقد أن الرفيقة منيب أبانت عن عدم إيمانها بمبدأ تقرير المصير رغم قولها بأنه مبدأ نبيل وفي نفس الوقت عدم استيعابها لـلأسس التي يقوم عليها هذا المبدأ الماركسي الأصيل،فراحت تلقي اللوم على تنظيمنا بدل تعرية وفضح سياسة النظام في هذا الملف بالذات.
3) بداية وقبل مناقشة ما ورد في جواب الرفيقة أعتقد أن ما أثارته في جوابها على السؤال ما قبل الأخير من الاستجواب المذكور بخصوص علاقة الشباب الصحراوي بعدد من قادة جيش التحرير ومنهم بنسعيد أيت يدر وأنهم كانوا يطرحون المسألة في إطار السيادة المغربية،أعتقد أنه غير دقيق،ذلك أن الشباب الذي أسس فيما بعد جبهة البوليزاريو كان بالفعل على علاقة قوية بعدد من أطر وقادة اليسار وجيش التحرير، غير أن هذا الشباب تجاوز اتجاه موحا الركيبي الذي تشكل سنة 1969 والذي لم يكن يطرح بناء دولة مستقلة ولكنه اتجاه تلاشى بسرعة فاسحا المجال أمام اتجاه الوالي مصطفى السيد الذي كان طالبا بكلية الحقوق بالرباط ومعه مجموعة من الطلبة الصحراويين سنة 1971 والذي كان يطرح بوضوح مشروع تحرير الصحراء الغربية عن طريق الكفاح المسلح وتأسيس جمهورية مستقلة وهو ما دفع بالسلطات المغربية إلى حل مجموعته نتج عنها لجوء الوالي إلى الصحراء ثم تأسيس جبهة البوليزاريو يوم 10 ماي من سنة 1973.
4) كما أن الرفيقة لا تتحدث بوضوح في معرض استجوابها عن طبيعة النظام المغربي وسياساته اللاوطنية التي دفعتهم إلى اعتماد استراتجية جديدة.صحيح أن الرفيقة تحدثت في نفس الحيز المشار إليه عن عملية وليس اتفاق(كما أسمته) "ايكوفيون" ولكنها تعتبره نتيجة تأمر القوى الاستعمارية فقط وهي بذلك كأنها تعفي ذمة النظام المغربي من هذه العملية.والحق فان هذه العملية الجهنمية التي تمت خلال شهر فبراير من سنة 1958 كانت بالفعل بتنسيق محكم بين الجيش الفرنسي والجيش الاسباني ولكن بعلم ومباركة ودعم أعلى سلطة في البلاد بهدف تدمير جيش التحرير في الجنوب الذي كان بفضل هجماته المسلحة لتحرير تلك المنطقة يحكم على جيش فرانكو بالتقوقع في مواقع معينة.
5) كان على الرفيقة التي تتحدث عن الوحدة الترابية أن تكون صريحة مع الرأي العام فيما يتعلق بأكاذيب النظام بخصوص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي طلب منها الحسن الثاني رأيها في الموضوع معبرا في خطاب رسمي سنة 1974 عن التزامه به فإذا بالنظام يبتر الحقيقة ويقلبها رأسا على عقب ويتجاهل رأيها ويقفز نحو المجهول بإعطائه إشارة الانطلاق للمسيرة الخضراء(6 نونبر 1975).
وعلى كل حال فان تقرير المصير بصفة عامة غير مشروط بالضرورة بانتماء أو عدم انتماء إقليم أو منطقة معينة لبلد ما.ويمكننا هنا أن نعطي مثال السودان الذي جاء في معرض جواب الرفيقة منيب حيث الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان ولكن سكان الجنوب قرروا من خلال استفتاء حر ونزيه في شهر يناير من سنة 2011 وبعد مرحلة انتقالية دامت 5 سنوات وبأغلبية ساحقة،قرروا الانفصال وهذا حقهم.وهكذا تم وضع حد لمرحلة طويلة من الحرب والاقتتال دامت،على مرحلتين وفي المجموع، حوالي 36 سنة،عطلت التنمية،وأدت إلى عشرات الآلاف من الضحايا، فاتحة ليس،دون صعوبات طبعا، عهدا جديدا من التعاون ولما لا لشكل جديد من الوحدة إذا ما تقدم نضال شعبي السودان الجنوبي والشمالي نحو الديمقراطية والتحرر الوطني.وهناك أمثلة أخرى كالأكراد في تركيا وإقليم الباسك في اسبانيا.
وفي السياق نفسه نذكر أن الحركة الماركسية-اللينينية المغربية مجسدة في منظمتي " 23 مارس" و" إلى الأمام" كانت متمسكة بموقف تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وجسدت هذا الموقف خلال المؤتمر 15 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب صيف سنة 1972 ويمكن التساؤل عن المفارقة التي طبعت موقف منظمة "23 مارس" بعد المراجعات اليمينية التي كان قد أقدم عليها اتجاه الأطر (ومن بعدها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي) بحيث تنكرت لتقرير المصير شعب الصحراء الغربية فيما أيدت حق اريتريا في تقرير المصير الذي تحقق سنة 1991 من خلال استفتاء بعد حوالي 30 سنة من الصراعات الدامية.
6) إن تقرير المصير حمال أوجه ويمكن أن يتخذ شكل الاستقلال أو الاندماج بصيغة من الصيغ ولكن هذا يجب أن يقرر فيه السكان المعنيون من خلال استفتاء تقرير المصير حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة لا إكراه فيه ولا ترهيب ولا ترغيب ولا ابتزاز ولا ضغط ولا رشوة ولا هم يحزنون،رغم انه في حالة الصحراء يبدو أن سكان هذه المنطقة لا يرون حلا آخرا سوى بناء دولة مستقلة وذلك أساسا بسبب طبيعة النظام المغربي وممارساته على الأرض طيلة عقود من الزمن كنظام حكم فردي مطلق استبدادي ومفرط في المركزية وهو أمر يتناقض كليا مع الخطاب حول الجهوية المتقدمة التي لازالت تراوح مكانها.
7) والحال أن النظام المغربي الذي تبنى رسميا مبدأ تقرير المصير في شهر يونيو من سنة 1981 في قمة نيروبي لمنظمة الوحدة الإفريقية كما كانت تسمى آنذاك بعدما عارض بشراسة تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي كان من المنتظر أن ينظم في بداية 1975،ظل يعرقل إجراء الاستفتاء ويضع العصا في الرويضة كما يقال وراح يروج لمهزلة الاستفتاء التأكيدي التي لا يستسيغها مخ طفل يرضع قبل أن يخرج فكرة الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة التي تلقفها الجميع وراح يقوم بالدعاية لها في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الموازية.
8) تتهمنا الرفيقة منيب بالتفريط في السيادة والمساومة على الأرض باسم تبنينا تقرير المصير ولكنها تقفز عن جانب آخر مخزي من سياسات النظام المرتبطة بهذا الملف ونقصد هنا الاتفاق الثلاثي بين المغرب وموريتانيا والمستعمر الاسباني في أبريل من سنة 1976 على استغلال خيرات الصحراء وتقسيمها بشكل قسري ضدا على إرادة سكانها وخارج أي قرار أممي بحيث غنمت موريطانيا،آنذاك في عهد دمية الاستعمار الفرنسي المختار ولد داداه،الثلث الجنوبي وللمغرب المساحة الباقية.هل هناك مساومة على الأرض أكبر وضربا للسيادة أفظع من هذا أخذا بمنطق الرفيقة منيب نفسه؟
ونشير هنا إلى أن اصطفاف ولد داداه إلى جانب النظام المغربي وخوضه الحرب ضد البوليزاريو هو ما جر عليه انقلاب العسكر بقيادة مصطفى ولد محمد سالك في يوليوز 1978 الذي غير سياسة بلاده فيما يتعلق بقضية الصحراء فإذا بالنظام المغربي يضم الثلث الذي كان بحوزة موريطانيا بمنطق "الشفعة" المستوحى من الشريعة الإسلامية.فهل يصمد هذا المنطق بالله عليكم أمام منطق الشرعية الدولية الذي يعمل وفقه المنتظم الدولي؟
9) لا نتفق مع الرفيقة منيب في تحميلها المسؤولية لما أسمته "الأطماع والمخططات النيواستعمارية" وحدها فأعفت الطبقات السائدة والأنظمة القائمة التي تستند عليها من المسؤولية.طبعا نحن متفقون لا شك في ذلك على الدور التخريبي للامبريالية ولكن هل يمكن أن نعفي النظام المغربي الذي عمل منذ الاستقلال الشكلي وبتنسيق كامل مع الأوساط الإمبريالية على تصفية كل أشكال المقاومة بدءا بحل وتصفية جيش التحرير وتحييد الحركة النقابية وقمع واجتثاث المعارضة الجذرية ببلادنا واضعا يده بيد الامبريالية الفرنسية على الخصوص.هل ننسى دور نظام جعفر النميري الغارق في الرجعية وفرضه الشريعة الإسلامية على مجموع الشعب السوداني غير آبه بسكان الجنوب وهم مسيحيو الديانة لهم دينهم ولسكان الشمال دينهم،ناهيك عن الفوارق بين شطري هذا البلد لفائدة الشمال رغم استغلال خيرات الجنوب وخاصة البترول؟ورغم أن المقاومة العراقية حالت لحسن الحظ دون النزوع التقسيمي الذي صاحب الغزو الأمريكي فهل يمكن أن ننسى الطابع الاستبدادي القمعي لنظام البعث في هذا البلد والذي باسم معاداة الصهيونية ومناهضة الاستعمار ألغى أبسط التعبيرات الديمقراطية وحقوق الأقليات فلا هو نجح في إفشال الغزو الإمبريالي ولا هو أقام الديمقراطية التي تعد شرطا حيويا لتعبئة القوى الشعبية للدفاع عن الوطن وصيانة وحدة البلاد وصد محاولات التقسيم إلى دويلات على أساس نعرات مذهبية أو اثنية صرفة.
10) إن النهج الديمقراطي لا يمكن أن يسكت على الكلفة الباهظة بل الخيالية التي يتحملها الشعب المغربي وطبقاته الكادحة المسحوقة بسبب قضية الصحراء من حيث المجهود الحربي وجميع أشكال الرشوة والارتشاء في الداخل وفي الصحراء وفي الخارج والتي يقدرها البعض بحوالي 7,5 مليار يورو سنويا.كما لن يسكت على واقع قمع الصحراويين بسبب التعبير سلميا عن موقفهم بشكل علني بخصوص موقف تقرير مصيرهم السياسي وشخصيا لا أرى مانعا لمراقبة المينورسو لوضعية حقوق الإنسان بمجموع الصحراء بما في ذلك في تيندوف.وعلى النقيض من الدعاية الرسمية التي رأت في ذلك مسا بسيادة المغرب نقول بأن وجود المينورسو هو أصلا من أجل تنظيم الاستفتاء ونذكر بان كلمة المينورسو تعني بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية وهي تتخذ من مدينة العيون مقرا لها منذ 2007.أو ليس هذا أكبر انتقاص من سيادة المغرب الرسمي بالمنطق الذي تتحدث به الرفيقة؟
11) إن الأمور بالنسبة لقضية الصحراء تتجه إلى مأزق حقيقي ذلك أن المغرب رغم كونه نجح في سحب مشروع القرار حول توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان فان هذا ليس سوى انتصارا مؤقتا إذ أن مجرد تقديم مشروع القرار يعد إنذارا للمغرب على خرقه لحقوق الإنسان بالصحراء ومؤشر على أن المنتظم الدولي سيكون حريصا على تتبع الأوضاع بهذه المنطقة.أعتقد أن هذه المستجدات شجعت على انطلاق دينامية قوية متصاعدة تجسدها الاحتجاجات السلمية الواسعة في مختلف مناطق الصحراء ترفع شعار سياسي واضح هو تقرير المصير وكذا ملف الاستفادة من خيرات الصحراء.
وتواجه هذه الاحتجاجات في الغالب بقمع شرس الأمر الذي يتطلب من القوى الديمقراطية بغض النظر عن مواقفها كل الإدانة والوقوف إلى جانب الجماهير الشعبية المنتفضة،والحال إما نكون مع المحتجين أو مع النظام.فليحدد كل منا موقعه ويتحمل مسؤولياته التاريخية.
12) إن حل مشكلة الصحراء على أسس ديمقراطية سيجنب المنطقة خطر الحرب وويلاتها وسيفتح المجال لبناء المغرب الكبير،مغرب الشعوب.كما سيضع حدا على المستوى الداخلي لعقود من استغلال هذه القضية لفائدة المافيا المخزنية ولسحق المعارضة وخاصة المعارضة الجذرية باسم الإجماع الوطني وتمتين الجبهة الداخلية وتبرير كل السياسات المتبعة على الصعيدين الداخلي والخارجي بما في ذلك الولاء التام للامبريالية والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
13) إن تقرير المصير يعد موقفا مبدئيا بالنسبة للقوى الماركسية ينطلق من مصالح الكادحين وخدمة للتغيير الجدري،كما ينطلق من الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه وطموحاته والاستفادة بحرية من خيرات أرضه عكس التصورات الشوفينية التي تقدس الأرض على حساب البشر،وهو بالنسبة لنا كاستمرارية لمنظمة إلى الأمام التي دافعت عنه بجرأة وأدى مناضلوها بسببه الثمن غاليا سابق على جبهة البوليزاريو.
14) إن أجزاء من اليسار مطالبة ببذل مجهود فكري للتخلص من هيمنة فكر الحركة الوطنية عليها عبر إعادة النظر في مفهوم"الوحدة الوطنية" الذي كان وبالا على مسيرة نضال شعبنا من اجل الديمقراطية والتحرر الوطني ومفهوم الدولة التي لا تراها إلا ممركزة ومفهوم شوفيني ضيق للوطنية.
أما بالنسبة لنا فان "الوطنية التي نتبناها هي تلك التي انصهرت في الكفاح ضد الاستعمار ولذلك فهي تكتسي طابعا تقدميا لأنها تعبير عن دفاع الشعوب المضطهدة عن أرضها وكرامتها وحريتها وهويتها في مواجهة الهيمنة الامبريالية وهي تنبذ الشوفينية والعنصرية سواء على أساس لغوي أو ديني كما تنبذ القطرية الضيقة وتؤمن بوحدة الشعوب المغاربية في أفق وحدة شعوب العالم العربي"(انظر وثيقة الإطار المرجعي للنهج الديمقراطي الصادرة عن مؤتمره الثالث على موقعه الالكتروني)
15) ورغم أن السؤال الموجه للرفيقة كان في الأصل حول موقف النهج الديمقراطي من قضية الصحراء فان الرفيقة أبت إلا أن تختم جوابها بالتأكيد على وجود خلافات جوهرية مع النهج الديمقراطي ليس فقط في قضية الصحراء ولكن أيضا حول طبيعة النظام وكأني بها تنتشي بوجود هذا الخلاف أو تريد إبرازه لست أدري لأي غرض.
هنا أيضا مع الأسف لا أتفق مع الرفيقة،فالخلاف أظنه حول شكل النظام وليس طبيعته إذ كل من النهج الديمقراطي والاشتراكي الموحد فيما أعرف يطمحان إلى بناء نظام ديمقراطي متحرر من السيطرة الامبريالية.أما ما هو شكل النظام فالرفاق في الاشتراكي الموحد يؤكدون على الملكية البرلمانية وهذا رأيهم ولكن ما نرفضه هو أن يكون شرطا لإقامة أي تحالف أو تنسيق سياسي أو ميداني.وهكذا واجهنا وضع أي سقف يتعلق بشكل النظام بالنسبة لحركة 20 فبراير لأنه يتناقض مع طبيعة الحركة كحركة شعبية واسعة تشكل وعاء لقوى متنوعة ذات مرجعيات واستراتجيات مختلفة مؤكدين على أولوية شعار إسقاط المخزن،بمعنى التخلص من العلاقات المخزنية على كافة المستويات،باعتباره العرقلة الأساسية أمام طموح شعبنا لإقامة نظام ديمقراطي يسود فيه الشعب ويحكم وحينذاك يكون شعبنا في موقع مناسب للتعبير عن إرادته الحرة دون خوف لتقرير مصيره واختيار شكل النظام الذي يريده من خلال مجلس تأسيسي.وان تحويل شعار الملكية البرلمانية إلى شعار مقدس يتناقض أصلا مع ما جاء على لسان الرفيقة بان "نحن كمغاربة يجب علينا جميعا أن نقرر في مصيرنا".إن هذا التشدد ربما هو ما يفسر اعتبار الرفيقة هذه التناقضات جوهرية ما يعني جعلها في ذهنها خطوطا حمراء لأي تنسيق أو عمل مشترك أو تحالف.والحق فان هذا المنطق مخالف للواقع،والرفيقة تعرف والجميع يعرف أننا عندما أسسنا تجمع اليسار الديمقراطي الذي يتم اليوم إقباره دون سابق إعلان كنا مختلفين حول القضايا المذكورة وغيرها ولم يمنع هذا من العمل.
إن هذا التشدد واضح وساطع عندما تحصر الرفيقة مجال العمل الذي يجمع حزبها معنا في " القضايا الاجتماعية كالدفاع عن المدرسة العمومية أو حقوق العمال وغيرها من القضايا الاجتماعية".أقول للرفيقة نحن لسنا نقابة بل تنظيم سياسي يساهم من موقعه في التغيير الجدري والشامل للأوضاع.وفي جميع الأحوال حتى في قضايا التنسيق في المنظمات الجماهيرية أقول مرحبا وستجدون مناضلونا ومناضلاتنا على أتم الاستعداد من أجل تطوير وتوسيع وتجدير وتوحيد ودمقرطة الحركة الجماهيرية والعمل على إدماجها في النضال العام وهو أمر يتم بشكل تلقائي مع كل المناضلين الديمقراطيين بمن في ذلك عدد من المخلصين في الاشتراكي الموحد الذين اختاروا قولا وفعلا الانخراط في العمل من اجل نفس الأهداف.
16) إن يدنا ممدودة وستظل كذلك من أجل التنسيق والعمل المشترك متشبتين بتجمع اليسار الديمقراطي على طريق بناء جبهة واسعة للنضال من أجل الديمقراطية وضد الليبرالية المتوحشة ولن ندخر جهدا ولن نمل رغم الصعوبات وكل محاولات عزلنا من أجل انجاز هذا الهدف الطموح والضروري والممكن رغم الخلافات.وان الخلاف لا يفسد للود قضية.
سلا في 5 يونيو 2013