vendredi 30 juillet 2010

عن الحب والموت // قصيدة لعبد اللطيف زروال //









عن الحب و الموت



الصورة:

تعود في كل العصور و الألوان و الفصول
تعود كالفراش للحقول
تعود من شاطئ الموت محارة
غيمة ماطرة ......شرارة
نقية كقطرة ندى في ريش عصفورة
أراها تلملم شظايا المرآة المكسورة
و إطار الصورة,
تعود للحب , بعد الموت , صبية
تغمر وجه العاشق,بالقبل الندية
هاهي فراشة تطير
تغمر جسد القتيل بالزهور
وتصبح راقصة في النور
هي هنا في مملكة الأبد
روح شفافة بلا جسد
حلت بروحي .....تقطرت شهدا في فمي
فسقط المطر ....و أنضرت الغابة
فلماذا ....حين مددت لها يدي المرتجفة
انقطع الخيط ...؟
و طارت من الشرفة.....




العاشق:


جبت عنها ارض الأسطورة و الخرافة
أسأل الريح و المنجم و العرافة
نمت على كل الأرصفة...
أحمل قلبي على كل شرفة
أعبر كل المضايق و الجسور
أحمل حبها في كل العصور
اتبع طيفها في زحام العالم الكبير
أدرع الموانئ و البحار
احفر اسمها في الأمواج و الأصداف
ما جمعت كفاي غير المحار
عانيت الموت و الظمأ و الدوار
و تمزقت ... وقاتلت في كل الجبهات
و لذت بالفرار
آه يا حبها .. وحدي على انتظار
تكسر السيف و جف الزاد
و يبست شفتاي من الإنشاد
من يمنحني قلبه ساعة الطحان؟
وحدي على انتظار..



حين تأفل شمس النهار
أعبر إليك الأسوار
امسك بالخيط الذي يهتز...
يسقط الخيط عنكبوتا على الجدار
ارتد إلى يأسي ممزقا منهار
الحب , يا رفيقتي, صليب الين يحبون و يظلون
يحفرون في الجدار, حتى يسقط او يسقطون
الحب , يا رفيقتي, مجازفة ...
و ليس غير السيف من يعيدني إليك
ليس غير السيف من يديب جليد المسافة




الشهيد :


ها انا دا اسقط في الساحة
احمل قلبي . وردة حمراء, تنزف دما
ها أندا عريان, ازحف فوق القتلى
و ألم أطرافي..كي امسك بالراية الممزقة
و انفخ بدمي في رماد الشرارة المحترقة
ها أندا ادفع الضريبة
فلتباركي موتي ..يا حبيبة

mercredi 28 juillet 2010

سيرة جيفارا





1928- 14 يوليو: ولادته في روزاريو لافي (الأرجنتين).
1944- إقامة عائلته في بوينس أيرس.
1945- بداية دراسته للطب.
1952- قام، مع صديقه ألبيرتو غرنادوس، بجولة، على دراجة نارية في جنوب الأرجنتين، والشيلي، والبيرو، وكولومبيا، وفينزويلا، وميامي، عودة إلى بيونس أيرس في أكتوبر.
1953- أبريل: حصوله على دكتوراه في الطب.
يوليو: رحلة مع كارلوس فيرير إلى بوليفيا، و سالفادور ونيكاراغوا.
ديسمبر: تعرف إلى زوجته المقبلة هيلدا غادييا، منفية من البيرو. والتقى بواسطتها نيكولوبيز ومجموعة من اللاجئين الكوبيين بدأت تسميته بتشي وهو لقب يطلق عادة، في أمريكا اللاتينية، على الأرجنتينيين بفعل الكيفية التي يؤكدون بها جملهم.
1954. . عند وصول حكومة ج. أربنيز الديمقراطية إلى السلطة، سافر إلى غواتيمالا حيث أصبح عضوا في الحزب الشيوعي الغواتيمالي.
سبتمبر: سافر إلى المكسيك
1955. التقى، في مكسيكو، بفيديل وراوول كاسترو اللذين جاءا لتحضير إنزال مسلح ضد ديكتاتورية باتيستا.
1956. 25 نوفمبر: رافق كاسترو على متن غرانما إلى كوبا مع 82 رجلا.
5 ديسمبر: كبد جيش باتيستا الحملة خسائر فادحة.
21 ديسمبر: تجمع العشرون الباقون في سييرا مايسترا وشكلوا أول بؤرة لحرب الغوار في كوبا.
1957. 17 يناير: هجوم الثوار السبعة عشر على ثكنة لابلاتا البحرية. إنه انتصارهم الأول.
أغسطس: عين كاسترو تشي على رأس رتل الثوار الثاني.
1958. 24 فبراير: بداية بث نشرات إذاعة الثورة، الذي أشرف عليه غيفارا.
24 مايو: شن باتيستا هجوما عسكريا على سييرا.
ديسمبر: إنتصار الثوار في سانتا كلارا.
1959. أول يناير: دعا فيديل إلى الإضراب العام.
2 يناير زحف تشي وكميليو سينفوديغوس على هافانا، ودخل فيديل سانتياغو.
8 يناير: دخول فيديل الظافر إلى هافانا. أعلن مجلس الوزراء الجديد تشي مواطنا كوبيا.
2 يونيو: تزوج غيفارا من أليندا مارش.
يونيو" غيفارا سفير مكلف بإقامة علاقات اقتصادية مع بلدان أفريقيا وآسيا. وقع اتفاقيات مع مصر، والهند وباكستان، وأندونيسيا، واليابان.
نوفمبر: عين مديرا للبنك الوطني.
1960 مايو: إقامة علاقات ديبلوماسية بين كوبا والإتحاد السوفياتي. بداية تأميم المؤسسات في كوبا.
19 أكتوبر: أعلنت الولايات المتحدة الحصار على التجارة مع كوبا.
أكتوبر: قام تشي، على رأس وفد تجاري، بزيارة رسمية إلى تشيكوسلوفاكيا، والإتحاد السوفياتي، والصين.
1961. حملة كبيرة لمحو الأمية في الأرياف الكوبية.
يناير: قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا.
23 فبراير: عُين تشي وزيرا للصناعة. في تلك المرحلة، كتب: "إذا لم تؤد الشيوعية إلى خلق إنسان جديد فليس لها أي معنى".
16 أبريل: أعلن فيديل كاسترو، خلال دفن ضحايا غارة جوية على مطاري هافانا وسانتياغو، الطابع الاشتراكي للثورة الكوبية.
17 أبريل: إنزال حملة عسكرية معادية لكاسترو مشكلة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بلايا جيرون حيث مُنيت بفشل ذريع، وثم أسر أكثر من 1200 أسير.
1962: 21-22 أكتوبر: أزمة الصواريخ.
1963. 27 أبريل – يونيو: أول زيارة لكاسترو للإتحاد السوفياتي.
13 يونيو: زار تشي الجزائر وألقى خطابا في العاصمة أدان فيه اغتيال باتريس لومومبا زعيم الحركة الوطنية الكونغولية في العام 1961.
1964. نوفمبر: تشي على رأس الوفد الكوبي المدعو للذكرى السابعة والأربعين لثورة أكتوبر.
9 ديسمبر: ألقى تشي خطابا في الجلسة العامة لمنظمة الأمم المتحدة: "إذا تبين ذلك ضروريا، فأنا مستعد بأن أضحي بحياتي في سبيل هذا البلد، أو ذاك، من بلدان أمريكا اللاتينية، دون أن أطلب شيئا من أحد، ودون أن أشترط شيئا".
1965. يناير: ذهب تشي، بعد الزيارة إلى مالي، إلى الكونغو برازافيل، ثم زار بيكين بعد جولة أفريقية.
20 فبراير: مؤتمر اقتصادي ثان للتضامن الأفريقي-آسيوي. جرى فيه انتقاد طرق المساعدة" والتجارة للبلدان الاشتراكية الأوروبية: "لا يمكن للاشتراكية إن توجد إذا لم تحدث تحولا في الوعي يخلق موقفا أخويا جديدا تجاه الإنسانية سواء على المستوى الفردي في المجتمع الذي تبنى أو يتبنى الاشتراكية، أو على المستوى العالمي تجاه كل الشعوب التي تعاني من الاضطهاد الإمبريالي".
14 مارس: استقبله كاسترو في مطار هافانا لدى عودته. إنه آخر ظهور علني له، سافر سرا إلى الكونغو البلجيكي.
20 أبريل: أعلن كاسترو في مقابلة له أن: "إرنيستو تشي غيفارا موجود في المكان الأكثر إفادة للثورة".
3 أكتوبر: قرأ فيديل كاسترو علنا رسالة تشي الوداعية التي تؤكد ضمنا الخلافات السياسية الموجودة بينه وبين تشي.
1966. يناير: مؤتمر القارات الثلاث في هافانا.
3 نوفمبر: دخل تشي باسم مستعار إلى بوليفيا لخلق بؤرة لحرب الغوار.
1967. 23 مارس: أول مواجهة مع الجيش البوليفي.
أبريل: وجه تشي نداءا إلى منظمة تضامن شعوب افريقيا وآسيا، وأمريكا اللاتينية، دعا فيها ثوريي أمريكا اللاتينية إلى "خلق فيتنام ثانية وثالثة وعدة فيتنامات".
8 أكتوبر: محاصرة مجموعة تشي. أسر تشي بعد أن جرح وثم نقله إلى مدرسة قرية هيغيرا.
9 أكتوبر: في الساعة الثالثة عشر وعشر دقائق، وبأمر من الرئيس البوليفي رينيه بارينتيوس، وبموافقة وكالات المخابرات المركزية الأمريكية، نُفّذ إعدام تشي برشق من بندقية رشاشة.
15-18 أكتوبر: حداد وطني في كوبا.

النقرير السنوي للجمعية المغربية لحقوق الانسان







الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
المكتب المركزي


الرباط في 27 يوليوز 2010




الندوة الصحفية الخاصة بتقديم التقرير السنوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان
حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب خلال سنة 2009



التصريح الصحفي



السيدات والسادة ممثلات وممثلي الهيآت الصحافية ووسائل الإعلام

السيدات والسادة الماحقين الصحافيين بالسفارات

الإخوة والأخوات ممثلي وممثلات الهيآت الحقوقية الصديقة


الحضور الكريم

باسم المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أشكركم جميعا على تلبية دعوتنا لحضور هذه الندوة الصحفية المخصصة لتقديم التقرير السنوي للجمعية حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب خلال سنة 2009.
لقد دأبت الجمعية منذ سنة 1995 على إصدار تقرير سنوي يتضمن مختلف الانتهاكات التي تتابعها الجمعية خلال السنة وتقديمه للصحافة كآلية لتتبع مدى تطور الوضع الحقوقي ومدى إعمال الدولة المغربية لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان تفعيلا للاتفاقيات والعهود التي صادقت عليها والوعود التي قدمتها أمام المنتظم الدولي.
إن تقييمنا العام لوضعية حقوق الإنسان ببلادنا من خلال مختلف الملفات التي تابعناها خلال السنة على مستوى فروع الجمعية أو مكتبها المركزي يظهر بجلاء الحواجز التي تعيق مسار المغرب نحو دولة الحق والقانون وغياب إرادة سياسية حقيقية لتنفيذ التزامات الدولة في مجال حقوق الإنسان. وتجلى ذلك بشكل أساسي، في تخلي الدولة عن تنفيذ أغلب وأهم توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة من خلال المآل الذي لقيته بإصدار المجلس الاستشاري لتقريره النهائي حول هذا الموضوع. وفي توجه سياسة الدولة نحو التراجع عن المكاسب الحقوقية الجزئية للعقدين الأخيرين واستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. كما أن العديد من القضايا التي تضمنها تقريرنا للسنة الماضية يتضمنها من جديد تقرير 2009 : من اختطاف وتعذيب - منها ما أدى إلى انتهاك الحق في الحياة- واعتقال تعسفي ومحاكمات سياسية وقمع الحريات ومحاكمة الصحافة والتضييق على الصحافيين.
كما نسجل أن سنة 2009 عرفت، على غرار سنة 2008، اعتقال نشطاء حقوقيين ومتابعتهم قضائيا واستمرار تهم المس بالمقدسات وتدهور أوضاع السجون وتردي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتعثر الحوار الاجتماعي إضافة إلى استمرار التمييز ضد النساء وتدهور أوضاع الطفولة وتنامي خرق حقوق المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء وطالبي اللجوء، وغياب الحماية الفعلية للحق في البيئة السليمة.
وبشكل عام تتميز وضعية حقوق الإنسان بتزايد واتساع الهوة بين الخطاب الرسمي حول حقوق الإنسان من جهة، والممارسة الفعلية لأجهزة الدولة، من جهة أخرى، بما فيها القضاء، وما ينتج عنها من خروقات يومية لحقوق المواطنين والمواطنات.
وبشكل عام فإن استمرار العمل بدستور غير ديمقراطي وانتهاك حق الشعب المغربي في تقرير مصيره حاجز أساسي أمام احترام فعلي لحقوق الإنسان ببلادنا وقد تجلى ذلك مرة أخرى من خلال تنظيم الانتخابات الجماعية التي جرت في 12 يونيو 2009 وسلسلة الانتخابات التي تلتها بما فيها تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين والتي فوتت من جديد فرصة التقدم نحو الديمقراطية واحترام إرادة المواطنين والمواطنات بسبب الشروط التي مرت فيها والقوانين المنظمة لها وتمييع الحياة السياسية بشكل عام.
إن التقرير الذي نقدمه اليوم يتضمن عددا من مؤشرات تعزز هذا التقييم العام، علما أننا لا ندعي من خلالها الإحاطة الشاملة بواقع الانتهاكات بلادنا. فهو يعكس فقط ما تابعناه كجمعية وإن كان يعطي صورة عن المنحى العام لوضعية حقوق الإنسان خلال السنة المعنية. ونغتنم هذه الفرصة، وكما جرت العادة عند تقديم تقاريرنا السنوية، لتقديم وثيقة تركز أهم المعطيات المميزة للوضع الحقوقي خلال النصف الأول من سنة 2010. وأهم ما يستخلص من متابعاتنا هذه، هو ما يلي


أ - على مستوى الحقوق السياسية والمدنية


الاختطاف : تسجل الجمعية أن


أغلب توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المرتبطة بهذا الملف لم يتم تنفيذها ونوجز منها:
عدم حصول أي تقدم بخصوص الكشف عن الحقيقة المرتبطة بملفي المهدي بنبركة والحسين المانوزي وغيرها من حالات الاختفاء القسري ذات الرمزية في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان؛
عدم نشر لائحة أسماء المختطفين مجهولي المصير ال 742 الذين أعلنت هيئة الإنصاف والمصالحة عن توصلها بحقائق بشأنهم؛
تابعت الجمعية 17 حالة اختطاف جديدة خلال سنة 2009 تتراوح مدة اختفائهم ما بين بضعة أيام إلى بضعة شهور قبل أن يحالوا على القضاء باستثناء بعض الحالات التي لا نتوفر على معطيات بشأنها بما فيها إن كانوا أحيلوا على القضاء أو أطلق سراحهم أو مازال مصيرهم مجهولا.
استمرار الإفلات من العقاب للمتورطين في هذه الجرائم سواء التي شملها عمل الهيئة أو الاختطافات الجديدة


الاعتقال السياسي





إن العدد الإجمالي للمعتقلين السياسيين الذي تابعت الجمعية ملفاتهم خلال سنة 2009 هو 130 معتقلا، منهم من تم الإفراج عنهم بعد إتمام عقوبتهم الحبسية أو إطلاق سراحهم على إثر الحملات المنظمة - داخليا وخارجيا - لهذا الغرض.
ويتوزع هؤلاء المعتقلون السياسيون على المجموعات التالية:


- مجموعة محاكمة مراكش 1985
- مجموعة المحاكمة العسكرية بالرباط 1996
- المحاكمة العسكرية بالرباط ( ملف فاضحي الفساد)
- المعتقلون الستة في إطار ملف بلعيرج
- المعتقلون الصحراويون
- مجموعة معتقلين بتهم المس بالمقدسات
- مجموعات الطلبة مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المعتقلين في عدد من المدن الجامعية (طلبة مراكش وتازة وطنجة ومكناس......)
- معتقلي سيدي إيفني
- معتقلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين
- معتقلي الحركات الاجتماعية.


إضافة إلى المعتقلين في إطار مكافحة الإرهاب المعروفين بمعتقلي السلفية الجهادية الذين لم تثبت ضدهم التهم الموجهة إليهم في إطار محاكمة تتوفر فيها شروط وضمانات المحاكمة العادلة وهم الأغلبية الساحقة ممن اعتقلوا وحوكموا في هذا الإطار ومن ضمنهم على سبيل المثال لا الحصر عبد الوهاب رفيقي وحسن الكتاني والشاب رضا بن عثمان...


التعذيب وانتهاك حق في السلامة البدنية والأمان الشخصي والحق في الحياة



إن ما ميز هذه السنة في هذا المجال هو التعذيب والعنف الممارس في السجون والذي نتج عنه انتهاك الحق في الحياة. كما أن مركز تمارة السيء الذكر مازال مكانا للاحتجاز والتعذيب رغم التقارير والمطالبات الصادرة عن الهيآت الحقوقية الوطنية والدولية لوضح حد لما يرتكب فيه من احتجاز وتعذيب.
كما أنه وبعد مرور أكثر من سنتين على أحداث سيدي إفني وصدور تقارير متعددة حو الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من عنف واحتجاز وتعذيب التي واكبتها، فلا زال الافلات من العقاب للمتورطين في تلك الجرائم سائدا، بينما حوكم العديد من النشطاء الجمعويين والحقوقيين الذين اعتقلوا في تلك الأحداث محاكمات غابت عنها شروط ومعايير المحاكمة العادلة.
وسجلت الجمعية استمرار انتهاك الحق في الحياة الناتجة عن التعذيب في مخافر الشرطة كحالة ربيع بلحسن بالقنيطرة أو نتيجة العنف البوليسي في الشارع – حالة رضا ولد الداغرية بسلا – أو الإهمال في السجون كحالة أمين أقلعي بسجن سلا أو بسبب عدم احترام الحق في العلاج كحالة عائشة المختاري والعديد من النساء اللواتي تسجل قوائم أسمائهن أعلى أرقام الوفيات بسبب الوضع في المنطقة المغاربية وبسبب التهميش وصعوبة ظروف الحياة في المناطق المعزولة أيت عبدي كنموذج


الأوضاع العامة في السجون


لازالت الدولة المغربية متمادية في تغليب المقاربة الأمنية في تديبر ملف السجون واستمرار مسؤول أمني سابق على رأس الإدارة المكلفة به. وأقفلت أبواب السجون في وجه مناضلي الجمعية ومنعت بذلك من الاضطلاع بدورها في مراقبة أوضاع السجناء، والعمل على تمتعهم بحقوقهم الأساسية. كما وصل الأمر بالمندوب العام للسجون بالتهجم على الجمعية من خلال رئيستها ونائبها في لقاء تم استدعاء الجمعية له من طرف هذا المسؤول على إثر مراسلات تتعلق بحرمان معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية من الحق في العلاج.
فقد تابعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان العديد من حالات التعذيب والممارسات المهينة والحاطة بالكرامة التي تمارسها الإدارة ضد السجناء ومن ضمنهم عدد من المعتقلين السياسيين. وقد كانت موضوع العديد من المراسلات بعثتها الجمعية للمسؤولين الحكوميين والمندوب العام للسجون دون أن تتلقى جوابا


واقع الحريات العامة والفردية


تميزت سنة 2009 بخروقات جديدة للحريات من بينها التضييق على حرية الصحافة. وعبرت العديد من الهيآت الحقوقية والمهنية، وطنية ودولية، عن قلقها من تدهور مؤشرها باستمرار. ومن بين الملفات التي تمت متابعتها


• محاكمة مستعملي الأنترنيت كالبشير حزام وعبد الله بوكفو بكلميم ، إتلاف 50000 نسخة من طيل كيل ونيشان – حجز ممتلكات "لوجرنال إيبدو" و"إيكونومي إي أونتروبريز"، محاكمة الأحداث والمساء والجريدة الأولى في قضية القدافي– ثم المساء في ملف آخر – أخبار اليوم في قضيتين – المشعل في قضيتين إحداهما نتج عنها اعتقال مديرها ادريس شحتان بشكل تحكمي بعدالحكم عليه بسنة سجنا نافذا قضى منها 9 أشهر في ظروف لاإنسانية قبل الإفراج عنه بعفو.
• انتهاك الحق في التظاهر السلمي (المعطلين والأطر العليا، العمال والنقابيين، الحركات الاحتجاجية : الوقفات المنظمة من طرف التنسيقيات، احتجاجات المتضررين من الفيضانات بالخنيشات، المظاهرات التي عرفتها منطقة تغجيجت ... )
• انتهاك الحق في التنظيم : عدم تسليم وصل الإيداع لعدد من الهيآت من ضمنها فرعي الجمعية بالسمارة وطنطان.
• انتهاك الحريات الفردية من خلال قضية حركة "مالي" الحركة البديلة من أجل الحريات وتهجير العديد من المواطنين الأجانب دون محاكمتهم بمبرر نشر الديانة المسيحية.


القضاء


استمرار عدم استقلالية القضاء وضعف كفاءته ونزاهته، وهوما يتضح من خلال انتهاك الحق في المحاكمة العادلة في كل القضايا السياسية السالفة الذكر، إضافة إلى انتهاك الحق في التقاضي والمساواة أمام القانون من خلال ملفات الفساد والقضايا التي يتورط فيها ذوي النفوذ من ضمنها ملفات ليلى بن الصديق وحسن اليعقوبي وحفصة أمحزون وعدد من أفراد عائلتها.
عدم احترام مضامين مدونة الأسرة والتساهل في قضايا العنف ضد النساء والاغتصاب والاستغلال الجنسي للأطفال.
استمرار الإفلات من العقاب في ظل غياب الاستراتيجية الوطنية لمناهضة الإفلات من العقاب التي أوصت ببلورتها توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.
تفاقم الرشوة وتفشي مختلف أنواع الفساد وسط جهاز القضاء مما يجهز على مبدإ مساواة المواطنين أمام القضاء وحقهم في التقاضي الانتصاف.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخاصة منها:
التراجع للسنة الرابعة على التوالي منذ الإعلان عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مؤشر التنمية البشرية، حيث صلف المغرب في الرتبة 130 في سنة 2009 بعدما كان في الرتبة 123 سنة 2005.
ضرب الحق في العيش الكريم بسبب الغلاء وتدهور الخدمات الاجتماعية والعطالة وتردي الأجور
انتهاك الحق في الشغل وحقوق العمال والحقوق النقابية والاستهتار بقوانين الشغل على علاتها.
انتهاك الحق في العلاج (وفيات جديدة أمام المستشفيات، استمرار نسبة مرتفعة للوفيات وسط النساء بسبب الوضع...).
وقد تابع المكتب المركزي بشكل خاص حالة وفاة المواطنة عائشة المختاري التي حرمت من التأشيرة لدخول فرنسا قصد العلاج بسبب خطإ للقنصلية الفرنسية بفاس، ناتج بدوره عن الشروط اللاإنسانية لمنح التأشيرات التي تفرضها الدول الأوروبية على المواطنين المغاربة ودول الجنوب بشكا عام.
تدهور أوضاع التعليم العمومي واستمرا ر مضامين منافية لحقوق الإنسان في البرامج التعليمية.
عدم توفير السكن اللائق لعدد كبير من الأسر واستمرار سياسة إفراغ السكان من بيوتهم دون إيجاد بدائل متوافق عليها واستمرار ضحايا الفيضانات في العيش في ظروف لا إنسانية


حقوق النساء


لم يتم لحد الآن رفع التحفظات عن اتفاقية مناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة التي تم الإعلان عنها رسميا في 10 دجنبر 2008.
مازالت مدونة الأسرة تعرف نفس العيوب التي لازمتها منذ صدورها سواء في عدم ملاءمتها مع التزامات المغرب في مجال حقوق النساء أو في ضعف تطبيق مضامينها الإيجابية. وإننا إذ نسجل إيجابية تمديد مدة تسجيل عقود الزواج تجاوبا مع مطالب الحركة النسائية والحقوقية، فإن عدم تنصيص قانون المالية الأخير على صندوق للنفقة يفرغ من مضمونه ما جاءت به مدونة الأسرة من إيجابيات في هذا المجال. كما لازال تزويج الفتيات القاصرات إحدى المشاكل الكبرى الناتجة عن ضعف حماية حقوق المرأة في مدونة الأسرة.
استمرار التمييز في العديد من المجالات من ضمنها التمدرس والشغل والأجور


حقوق الطفل


تعرف حالات العنف ضد الأطفال وعلى رأسها الاغتصاب تزايدا مأساويا، ويزيد من خطورة الوضع ما يسجل من تساهل للقضاء عموما اتجاه المتورطين في هذه الجرائم. كما يساهم الفقر والهدر المدرسي في الزج بالأطفال في العمل دون السن القانوني وفي ظروف لاإنسانية، وعرفت هذه السنة حالة زينب شطيط التي فضحت وضعا شبيها بالعبودية الذي تعيشه الفتيات المشتغلات بالمنازل


حقوق المهاجرين


تعرَض المهاجرون واللاجئون بالمغرب للاعتقال والمحاكمة بسبب احتجاجهم على عدم احترام المندوبية السامية للاجئين والسلطات المغربية لحقوقهم. كما يعيش المهاجرون القادمون من جنوب الصحراء بشكل عام أوضاعا جد صعبة من حيث حرمانهم من الحق في العلاج وحرمان أطفالهم من الحق في التمدرس إضافة إلى تعرضهم للترحيل التعسفي ومعاناتهم من انتشار أفكار وممارسات عنصرية في المجتمع


حقوق حاملي الإعاقة: يشكل عدد الحاملين للإعاقة بالمغرب أكثر من 5% من السكان ويعتبرون الفئة الأكثرعرضة لانتهاكات حقوق الإنسان في غياب الاعتراف بحقها في المشاركة والاندماج في المجتمع وتوفير سبلها شروطها. ويعتبر انتهاك الحق في الشغل بالنسبة لهذه الفئة من المواطنين والمواطنات، من الحقوق التي تتوصل الجمعية بالعديد من الشكايات بشأنها. ومن المطلوب ا، تعمل الدولة على تطبيق مضامين اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة التي صدقت عليها قبل أكثر من سنة


الحق في البيئة السليمة : تميز التقرير السنوي لانتهاكات حقوق الإنسان لسنة 2009، بإفراد مجال وافر للحق في البيئة وهو عمل بدأ يأخذ مكانه بين اهتمامات الجمعية بشكل متقدم وهكذا أكد التقريرالسنوي لهذه السنة على الإجهاز على الثروات الغابوية والأضرار الخطيرة الناتجة عن الاستغلال المفرط لرمال الشواطئ من طرف بعض اللوبيات، وتلوث الفرشة المائية وتضررها البالغ من بعض تكاثر ملاعب الكولف وما تتطلبه من سقي وافر، والطابع الارتجالي العام للسياسة البيئية.

أما أبرز مستجدات الوضع الحقوقي خلال الستة أشهر الأولى من 2010 يمكن تركيزها في القضايا التالية:


• متابعة 13 حالة اختطاف واحتجاز خارج إطار القانون في ملفات ما يعرف بمحاربة الإرهاب.
• استمرار التعذيب في مركز تمارة ومخافر الشرطة والسجون.
• تسجيل العديد من الاعتقالات والمتابعات لأسباب سياسية وخاصة في صفوف مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وأعضاء جماعة العدل والإحسان.
• اختطاف وتعذيب 7 من أعضاء جماعة العدل والإحسان بفاس وصل حد الاغتصاب باستعمال قلم.
• انتهاك حرية الصحافة والتضييق على الصحافيين مع ابتداع أساليب جديدة شبيهة بالطرق المستعملة من طرف الدولة التونسية ضد الصحافيين والنشطاء الحقوقيين من خلال تلفيق تهم تندرج ضمن تهم الحق العام ومتابعة الصحافيين في إطار محاكمات تغيب فيها شروط المحاكمة العادلة وهو ما تم مع توفيق بوعشرين وعلي عمار.
• تدهور أوضاع السجناء واستمرار تسييد المقاربة الأمنية في السجون وتنفيذ العديد من الإضرابات عن الطعام من طرف السجناء خاصة معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية وأيضا المحكومين بالإعدام بالسجن المركزي بالقنيطرة ذهب ضحيتها أحدهم مما يعتبر انتهاك لحقه في الحياة.
• استمرار توظيف القضاء من طرف الأجهزة التنفيذية لاستصدار الأحكام الجائرة في محاكمات تغيب فيها معايير المحاكمة العادلة من ضمنها :
o محاكمة المعتقلين السياسيين الستة وباقي المعتقلين والمتابعين في ما يعرف بملف بلعيرج والتي كانت المحاكمة الاستئنافية استمرارا للمهزلة التي عرفتها المرحلة الابتدائية لهذه القضية السنة الماضية.
o محاكمة المعتقلين في إطار الحركات الاجتماعية وأخرها احتجاجات سكان إكلي بميسور ضد الاستيلاء على أراضيهم
o محاكمات النقابيين خاصة بالفصل 288 من القانون الجنائي واسترار معركة عمال سميسي ريجي المطرودين من المكتب الشريف للفوسفاط منذ أكثر من سنة.
المكتب المركزي

mardi 27 juillet 2010

تضامنا مع عمال سميسي








نظم الاتحاد المغربي للشغل جهة الرباط قافلة تضامنية مع عمال شركة سميسي المطرودين من عملهم مند صيف 2009
تميزت القافلة بمشاركة قوية لمناضلين نقابيين حقوقيين وسياسيين وخاصة من النهج الديمقراطي وقوي ماركسيةاخري
فدمتم للنضال اوفياء
ويا عمال العالم اتحدوا

مخيم شبيبة النهج الديمقراطي

Islamic Clock Widget - Support Palestine Badge - Alhabib Islamic Web Service and Accessories

Islamic Clock Widget - Support Palestine Badge - Alhabib Islamic Web Service and Accessories

samedi 24 juillet 2010

فصل المقال بين ما جرى في مؤتمرالجمعية المغربية لحقوق الانسان وما قاله المنسحبون من ضلال






الجزء الأول

ينتابني أحيانا شعور بأن أقول كلما أريد قوله في حق هذا وذاك، وقد أبدأ في الكلام لكن ما إن أبدأ حتي أتوقف فأتدكر أنني أمام حالة غير طبيعية ،حالة اعتقدها كذلك لأنني كنت أتمنى أن نكون في حالة غير التي نحن فيها الآن ، لم أرد أن أذخل في صراع المزايدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي يتقنها ويتفنن البعض اليوم في غزل فصولها في مسرحية يصعب علي التنبؤ بمستقبلها ولا حتي معرفة مخرجيها الحقيقيين. على كل وقبل البدء فيما سأود قوله لأنني فعلا اليوم سأقول بعضا من الكلام لا أوده جارحا ولا متعاليا ولا أريده أن يدخل في مصاف المزايدات الرخيصة، حيث في البداية لا بد من القول بأن الدي دفعني للحديث هكذا هو الرد على الكثير من المغالطات التي تم الترويج لها بعد المؤتمر ومنها:
-مسألة الديمقراطية الداخلية.
-موقف الجمعية من العلمانية
-الموقف من الامازيغية
-الموقف من الصحراء رغم ان هذا الموقف ليس بالجديد.
- الموقف من الحريات الفردية وما أثير حوله من لغط

في البدء كانت الجمعية : هذه المنضمة الحقوقية المناضلة دات المبادئ الستة شكلت على طول عمرها رقما صعبا في معادلة ملغومة تندر بالإنفجار في أي لحضة، غير أن ذلك لم يزد الجمعية إلا تباتا وتطورا في عدادها الكمي وعدتها الحقوقية فكان ذلك كله نتاج الوضوح وتبني قضايا الشعب الحقوقية وتمرسها واستماتتها في الدفاع عنها ، سجلت الجمعية نموا وتطورا كبيرا في أنشطتها وفي نضالها الحقوقي و تميزت عن باقي الإطارات الأخرى التي تدعي حقوقيتها في تنوع واختلاف مكوناتها و الديمقراطية الكبيرة التي تسود فيها إن محليا مع -إسثتناءات معينة- وإن وطنيا على وجه الخصوص في إنتضام مؤتمراتها والاحتكام لأرقى أشكال الديمقراطية في إتخاد القرارات المهمة لمستقبلها ، كل هذا ساهم بشكل أو بآخر في تنامي مدها وإشعاعها وكذا جماهيريتها ومصداقيتها إن وطنيا أو عالميا ، كل هذه المعطيات وغيرها خلقت للجمعية أصدقاء وأعداء في نفس الوقت خاصة وان الوسط الدي تتواجد فيه لازال البعض فيه يحن إلى الزمن الغابر وممارساته بل ويتمسك به بكل ما أوتي من رمق. هذا المناخ قلت ساعد كذلك على بروز أعداء للجمعية ولخطها ولمشروعها لأنه وبكل بساطة يسير ضد مصالحهم وأهوائهم ، ولأن مصلحتهم في تأبيد الحكرة والضلم في حق أبناء شعبنا،
وقبل الحديث عما جرى في المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لا بد أن نستحضر كل العوامل الذاتية والموضوعية التي رافقت عملية التحضير له ليس فقط بعد إنشاء اللحنة التحضيرية للمؤتمر بل بعد إنتهاء أشغال المؤتمر الوطني الثامن بكل ما أفرزه من مقررات وتوصيات وهياكل وقيادة. حيت مباشرة بعدها وأمام المشهذ الجديد الدي أصبحت عليه الجمعية في أعين مناضليها وفي أعين المناوئين لها، عمل الجميع كل في موقعه وفي موقفه على التهيؤ للمؤتمر القادم. فكان أن طور البعض اداءه النضالي وقدم مبادرات مهمة في الشأن الحقوقي لبلادنا شاركت فيها كل الأطراف المعنية بالنضال الحقوقي حقا، كما كان للبعض الأخر أن ينزوي في مقراته وفي فروعه ليغلق بابها متى شاء ويفتحها آن شاء، غير أن كل هذا لم يمنع من تقدم الجمعية في مسيرها نحو أفق أفضل ، تقدمت الجمعية وتقدمت معه السنين الثلات في حركية زاخرة بمحطات ملأت سماء الجمعية شرفا ونضالا شهذ به العدو قبل الصديق. فجاء يوم تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر فانخرط الكل في التحضير لمؤتمر يراه الكل سيكون حاسما لا من حيت التقرير الأدبي ولا التنظيمي ،إنخرط الجميع كل وفق حساباته بين متحمس لإنجاح المؤتمر وبين متحمس لتسجيل موقف أو حضور على مستوى المؤتمر أو على مستوى الأجهزة التي ستنبثق عنه.
شهدت هذه المرحلة سجالا كبيرا بين أعضاء الجمعية وإن كان أغلبه صحيا إن لم نقل أنه جيد يسبق محطة مهمة في حياة الجمعية (كان يجب تعميقه وانضاجه لخدمة صالح الجمعية). وكان يجب إنضاج كل الشروط لإنجاح هذه المحطة المصيرية، بالتقييم الموضوعي وبالنقد والنقد الذاتي البنائين. غير أن البعض فضل من جديد أسهل الطرق للتملص من مسؤولياته التاريخية و اختار أن يقول كلمته، رآها كلمة فصل في مسار شارك فيه بشكل أو بآخر أتعبه كثيرا ويريد التخلص من عبئه ربما.
الانسحاب من اللجنة التحضيرية : قلنا أن رفاقنا في الطليعة الديمقراطي تحديدا إختارو أقصر الطرق ليتملصوا من مسؤولية التحضير للمؤتمر كي تكون حساباتهم فيما بعد أوضح وأسهل وكي يسهل عليهم بعدها أن يتملصوا من تجربة عمل الجمعية ليس فقط قبل المؤتمر بل على طول السنوات الثلاث الأخيرة وكأن عمل الجمعية فيها كان هزيلا أو كان شيئا آخر غير العمل الحقوقي (سياسي-ثقافي...) المهم أنه لا يمت إلى العمل الحقوقي بصلة في نظر أصدقاءنا الحقوقيون الجدد. والأكثر من ذلك سخر أصدقائنا آلاتهم الدعائية لمهاجمة مسيرة وتجربة الجمعية في ابان هذه الفترة فلم يتركوا جهة لم يطلقوا عليها سهام نقدهم فإدا بهم يخبطون خبط عشواء ليسقطوا كل ما يمكنهم إسقاطه على وعسى يتمكنون من قلب الطاولة لصالحهم عملا بمقولة الغاية تبرر الوسيلة والسوء من وراء القصد .
في نقد الديمقراطية والانتصار للديمقراطية الجديدة (ديمقراطية تحكيم رأي الأقلية): مما لا شك فيه أن الممارسة الديمقراطية رسخت كتقليد متبع ومعتاد إلى حد كبير داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خاصة على مستوى الأجهزة الوطنية كما هو الشأن بالنسبة للفروع المحلية مع استثناءات معينة لا يمكن الأخذ بها لأنها تشكل حالة نشاز ولا يمكن القياس عليها، وعموما فإن الكل يشهد للجمعية بالمستوى العالي من الممارسة الديمقراطية داخلها، وإذا كانت الديمقراطية تقتضي الاختلاف أي لا يمكن تصور ديمقراطية دون حضور هذا الأخير لا في التصورات والآراء فحسب بل وحتى في المواقف والتعبير الحر عنها. حيث هذه الأمور كلها في تفاعلها هي التي تدفع عجلة تطور المنظمات الجماهيرية إلى الأمام، وفي تفاعلها كذلك تنقى الأفكار الصحيحة نسبيا من الشوائب التي قد تعلق بها، وتقتضي الديمقراطية كذلك التعبير عن الرأي بكل حرية كيفما كان ودون أية مصادرة سواء كان ذلك الرأي رأيا للأغلبية أو للأقلية ولها (أي الأقلية) أن تصرف مواقفها بكل حرية وبكل الأساليب الديمقراطية والمسالك المتاحة داخل نفس الإطار ودون أي قيود أو تضييق ، وإذا كانت الديمقراطية تعني في نظري وحسب فهمي المتواضع كل ما ذكرته آنفا فما الذي حث في الجمعية ليقوض دعائم الديمقراطية فيها بالشكل الدي جعل رفاقنا أو لنقل أصدقاؤنا الطليعيون ينتقدون ويقولون بغياب التدبير الديمقراطي في المؤتمر الأخير؟ وقبله في تدبير حياة الجمعية لما قبل المؤتمر الأخير؟ سأحاول التركيز أكثر على محطة المؤتمر الأخير لنرى كيف صارت الديمقراطية الداخلية في خبر كان حسب زعم أصدقائنا؟
قال أصدقاؤنا ان المؤتمر الأخير لم يأخد بكل الآراء، وأكثر من ذلك تعدو هذا الكلام ليقولوا أن رئاسة المؤتمر لم تأخذ بنبض المؤتمر. للذي لم يتابع عن كتب أو للذي لم يحضر أشغال المؤتمر سيصدق هذا الكلام الجميل، إلا أن مجرد تتبع المؤتمر بموضوعية تكفي للرد على هذا الكلام، قالو بنبض المؤتمر فالمقصود بهذا الكلام؟ أجيب للدين لا يعرفون ما وراء القصد وللدين لازال بعض ضباب أنصاف المواقف يغطي على عيونهم، فنبض المؤتمر يقصد به أصدقائنا أراءهم ومواقفهم في القضايا التي يعتبرونها خلافية والتي يعملون غالبا على إثارتها ولو كانت بعيدة كل البعد عن النقاشات التي تدور، بشكل اخر يريد أصدقاءنا ان يقولوا كان على رئاسة المؤتمر أن تجعل مقررات المؤتمر متوافقة بشكل تام مع ما ذهبوا إليه من مواقف سواء في الشكل أو المضمون، بكلام اوضح فسواء عليكم كنا أقلية أو أغلبية في المؤتمر فكلامنا ومواقفنا هي التي يجب ان تسري على الجميع في المؤتمر لأننا وبكل بساطة من أسس الجمعية ولأننا ولوحدنا من أحياها بعد مماتها ومن سيحييها ومن سيعمرها إلى أن يرثها الله بمناضليها، وكفى الله المومنين شر القتال.
يقصد أصدقاءنا بالديمقراطية في المؤتمر أن يسري موقف ثلث المؤتمرين أو أقل على الثلتين، في تصوير جديد وفريد للديمقراطية لم نسمع عنه إلا لدى أعتى الديكتاتوريات في العالم. وكأن الباقيات الصالحات قطيع يجره أمين كما أدعو ولازالو يدعون ذلك. قطيع مجرور يا أصدقاء لأنه لم يتماشى مع أهوائكم ومواقفكم، قطيع مجرور يا أصدقاء لأنه اختلف معكم في أرائكم أم انهم يا أصدقاء لا يفقهون في الأمور قيد أنملة ووحدكم من يدري ويميز بين الحقوقي من السياسي؟
في نقد العلمانية: خاض أصدقائنا شرقا وغربا وبحتو في كل قواميس العالم وبكل اللغات عن مصطلح أو فكرة ستعزز مواقفهم فيما ذهبو إليه في كون العلمانية توصيف سياسي وليست مطلبا حقوقيا فلم يجدو ما يسد رمقهم لأنه وبكل بساطة ذلك غير صحيح. لكننهم تفننوا في السقوط في التبريرية لموقفهم ذاك حتى ساقو مبررات أقل ما يمكن ان يقال عنها أنها لا تليق بمناضل حقوقي يتبنى المرجعية الكونية والشمولية في حقوق الإنسان كيف ذلك؟وكيف يمكن الحديث عن الاختيار الديمقراطي إن سواء على المستوى الحقوقي او السياسي حتى، عندما نلغي مفهوما كمفهوم العلمانية من قاموس الممارسة والعمل الديمقراطي والحقوقي؟
يقول أنصار المرجعية الكونية هذه المرة مع الأخد بالخصوصيات ان تبني الجمعية لمطلب العلمانية سيؤلب عليها الخصوم وكذا الشعب، الغريب في هذا الأمر اجتماع هذين المصطلحين في مبرر واحد. فما المقصود بالخصوم هنا؟ الخصوم بطبيعة الحال هم أعداء حقوق الإنسان باختلاف مواقعهم ومواقفهم وإيديولوجياتهم. وبمعنى أخر سيستغل هؤلاء دعوتنا للعلمانية في الجمعية للتحريض على الجمعية ومناضليها، لكن منذ متى توقف هؤلاء عن التحريض ضد الجمعية؟ ومتى راقتهم مطالبنا ومبادئنا حتى؟ كي يألبو اليوم القاصي والداني علينا بمجرد مطلب رفعناه؟ ومتى كنا ننتظر من أحد كيفما كان أن يزكي كلامنا ومشروعنا الحقوقي؟
هذا هو الجزء الأول من رأيي المتواضع جدا حول ما دار من نقاش ومواقف داخل الجمعية قبل وأثناء وبعد المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. أتمنى ان لا يفهم رأيي هذا على أنه تهجم أو قدح في حق أحد، لكنني اريد ا ن أدلي بدلوي فيما جرى ولازال يجري من أحداث ونقاشات، وللحذيث بقية.
تحياتي
ادريس بيكلم
مناضل الجمعية
انزكان ايت ملول

عبد الله ازريقة //سعيدة امراة احبت الضوء //




سعيدة ..............سعيدة
أربعون يوما مرت على ضحكتها
بحثت عنها في الألوان
وجدتها لونا احمر
عانق الشمس
عانق العينين...
سألت عنها الأمهات
قلن لي سعيدة وطن مسجون....
بربكم لا تسألوني عنها
هل هي امرأة
هل هي وطن
اسألوني ..اسألوني
سعيدة وطن ثار.....
سعيدة سجن ثار
سعيدة مدرسة سجينة
سعيدة وطن مسجون
سعيدة طفل فقد أباه
في شوارع البيضاء .....
يا وطن الجياع ياوطن الفقراء ....والمعتقلين
يا وطن الصمود
موتك صمود
دمك صمود
أربعون يوما مرت على سعيدة
تتحدى الجوع تتحدى الردة
تتحدى الجوع تتحدى الجلاد
تتحدى تتحدى تتحدى
وطن القهر وطن القمع
وطن الاستشهاد
free counters

jeudi 22 juillet 2010



باقي صور الزيارة التضامنية

مناضلوا فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان في زيارة تضامنية مع سكان عين البرجة المهددون بالافراغ من منازلهم

حوار شامل للدكتورة هند عروب

تعتبر الدكتورة والباحثة هند عروب واحدة من المغربيات الخبيرات في العلوم السياسية، فبعد تجربة خاضتها في مختبر السوسيولوجيا في استراسبورغ بفرنسا إلى غاية 2008، انتقلت للعمل في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية.

الباحثة هند عروب حاصلة على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس عام 2007 في أطروحة تقدمت بها بعنوان" مقاربة الأسس الشرعية في النظام السياسي المغربي" وهي الأطروحة نفسها التي صدرت عن دار الآمان عام 2009 ونفذت من السوق في وقت زمني قياسي. كما صدر لها كتاب " " المخزن في الثقافة السياسية المغربية" ضمن منشورات مجلة وجهة نظر العدد 4 في طبعته الأولى عام 2004، والكتاب أطروحة جامعية تقدمت بها الدكتورة هند لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة عام 2003 من جامعة محمد الخامس تحت إشراف الدكتور عبد الطيف حسني.

للأستاذة هند عروب خبرة في مجال الصحافة والإعلام، فهي الآن ضمن هيئة تحرير مجلة "وجهة نظر" المتخصصة في القضايا السياسية والاجتماعية للشأن المغربي، والمجلة يشرف عليها الدكتور عبد الطيف حسني، كما عملت كصحافية متعاونة في صحيفة القدس العربي بمكتب الرباط، وصحفية بمجلة الوطن القطرية، وعضو سابق في هيئة تحرير أسبوعية "الصحيفة" المتوقفة، وصحفية سابقة بأسبوعية "الأيام".

تشتغل هند على قضايا وملفات تتصل بالخروقات التي تطال حقوق الإنسان، وعلاقة السياسة بالدين، والانتفاضات والحركات الاجتماعية، وقضية الإعلام وحرية التعبير،وعن القضايا الدولية المتعلقة بالعالم العربي والإسلامي كالإرهاب والحرب على العراق وغيرها من القضايا كالميديا الصهيونية والرأي العام الدولي.

- نرحب بك أستاذة هند في هذا الحوار مع قراء "هسبريس" .. من المعلوم أن مفهوم المخزن يثير نقاشا والتباسا لدى العامة كما لدى بعض الكتاب في الصحافة تحديدا، وددنا لو تُشرحي لنا هذا المفهوم بشكل علمي ومبسط ، وأنت الباحثة في الموضوع ؟

المخزن ليس بالبنية العصية على الفهم، كل ما في الأمر أن تجذره و توغله في بنيات المجتمع على مدى خمسة قرون، جعل المقاربات حوله تتعدد،تتباين أحيانا، وتتكامل أحايين أخرى. ومن الطبيعي أن تنتج كل مقاربة مفهومها للمخزن من زاوية نظرها سياسيا، سوسيولوجيا ، انتروبوجيا ...الخ. هذا التعدد المقارباتي، لاينبغي النظر إليه كعائق معقد لعملية تفكيك و فهم مفهوم المخزن، وإلا سننهزم نفسيا وعلميا ، بل إن التعدد المقارباتي هو غنى علمي أوضح و شرح المفهوم من زواياه المختلفة.

ولتبسيط المفهوم، بعيدا عن التعقيدات الأكاديمية، هو مكان لتخزين الجبايات تحول إلى نظام للحكم قائم على استغلال الدين لتبريرشرعيته، وعلى العنف و التفقير و التجهيل و التركيع، والاستحواذ على الثروات وعلى الفساد و الرشوة و تشجيع الانتهازية، و استخدام آليات الخدمة والتقريب و الهبات والاغراء والاحتواء ، وعلى رعاية الفوضى ومأسستها. و يقوم أيضا على نظام من الضرائب قائم على مبدأ " ريش الطير ليطير"، و على التسرب و الاختراق و الانقسامية في كل المجالات السياسية و الدينية والاجتماعية والاقتصادية.

- سبق للسيد محمد اليازغي أن صرح بأن المخزن قد مات، فهل المخزن قد مات سووسيولوجيا وانثروبولوجيا وسياسيا؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مزيادة سياسية؟ وما خلفية وسياق هذا التصريح من لدن السيد اليازغي برأيك دكتورة؟

طبعا المخزن حي لم يمت. إنه مازال حيا يرزق من عرق محكوميه، العبيد المكرهون والإراديون في ذات الآن. يجيد المخزن لعبة الاستمرارية، يتغذى ويتقوى من المتغيرات، فهو بذلك يتكيف ولا يتغير. ثم كيف يموت المخزن و جذوره لم تقتلع ، إذ ما انفكت تنغرس في البنيات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية. وإذا مات المخزن في نظر السيد اليازغي – في هذه الحالة- يكون خادم من؟. فبعد أن احتوى المخزن معظم المعارضين اليساريين و المعتقلين السابقين، و ألبسهم " الشاشية"، أمسوا يلقون تصريحات على عوانها ليبرروا لأنفسهم انقلابهم. ويكفي وجود الشيخ و المقدم و القايد و "لمخزني" ليدرك أبسط مغربي لم يطالع كل ما كتب عن المخزن ليدرك أن المخزن مازال حيا. ثم لا تنس أن سياسينا منافقون وجهلة، لا يقرؤون و لا يطالعون، و هم بحاجة إلى دورات لمحو أميتهم الثقافية.

- هل الوزير أو البرلماني سياسي له مشروع يدافع عنه أم أنه موظف لدى المخزن؟

لا البرلماني و لا الوزير ولا الأحزاب ولا حتى المجتمع يملك مشروعا في بلاد المخزن. فالوزراء معينون، والبرلمانيون لا يمثلون إلا أنفسهم، و الحكومة " حكومة صاحب الجلالة"، و حياة البرلمان بين يدي " صاحب الجلالة" له أن يحيها أو يميتها أنّى شاء وفق فصول الدستور الممنوح. إن امتلاك مشروع مجتمعي، معناه امتلاك فكر عميق و رؤيا مستقبلية، أما أولئك المنخرطون في المؤسسات السلطانية، فليسوا سوى خدم منفذين للأوامر، وهم بعيدون كل البعد عن مشاكل المجتمه الحقيقية.

لم يحدث أن سمعت يوما برلمانيا أو برلمانية تطالب بوقف مأساة المعطلين، بإرغام الدولة على توفير المناصب او منح تعويضات البطالة – إلى حين الحصول على العمل- لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم. لم أسمعهم يوما يطالبون بتوفيرالضمان الصحي والاجتماعي ودخل شهري ولو بسيط للامهات ربات البيوت الكادحات و القرويات المحترقات ، يضمن لهن استقلاليتهن المادية، ونحن نعلم أن غالبية المغاربة ربتهم أمهاتهم اللواتي لم يمن يملكن شيئا سوى سواعدهن.

كما أني استغرب لمسؤولينا الذين درسوا بالجامعات الغربية وعاشوا مفهوم الجامعة معنى ومبنا، وحين يعودون و يعينون في المناصب يكرسون بنيات التخلف و الجهل والفقر.

-الوزير الأول عباس الفاسي صرح فور تعيينه وزيرا أولا أنه سيطبق البرنامج الملكي...

لقد صرح الرجل بضعفه، وأنهى جدل المتجادلين ، خاصة المدافعين عن فكرة "المغرب بلد المؤسسات". فقد أقر تصريح عباس بعدم جدواه – هو نفسه- ثم بعدم جدوى مؤسسة الوزير الأول كما سبق و صرح بذلك عبد الرحمن اليوسفي. إلا ان الفرق بين الرجلين يكمن في ان عباس منطلق من لاجدواه، اما اليوسفي فبعد ان انخرط في لعبة التناوب التوافقي ودعم وهم الانتقال الديمقراطي، عاد ليقر في النهاية بحقيقة كان يدركها منذ البداية.

- هل الانسان المغربي مواطن في ظل ما ذكرت حول مفهوم المخزن؟

وهل يوجد مواطنون في ظل الحكم المطلق. طبعا، لا. والمغاربة ليسوا مواطنين بل هم رعايا راعيهم، و الراعي من يملك رعية – حسب ابن خلدون- ، وهم رهن لإرادته و أهواءه. والرعية لا تملك سلطة محاسبة راعيها، كما أنها لا تعد مصدرا لشرعيته، بل إن الراعي يعتبر شرعيته ممتحة من السماء، وبذلك فهو ليس مسؤولا سوى أمام الله كما كان يردد الحسن الثاني دائما. أما الرعية فملزمة بالسمع و الطاعة رغم القهر، يقول الأديب السلطاني محمد ابن الوليد الطرطوشي " إذا جار السلطان فعليه الوزر وعليك الصبر".

إن المواطنة – حسب دومينك شنابر- تعد مصدرا من مصادر الشرعية، و المواطن ليس موضوعا قانونيا فحسب بل إنه مالك لقسط من السيادة، ينتخب حكامه، ومن حقه مراقبة أفعالهم و محاسبتهم في حالة الإخلال بشوط العقد الاجتماعي. أما نحن في المغرب فنساس بعقد مِلكية بيعوي هرقلي، يماثل في تراث الفكر السياسي الغربي عقد طوماس هوبز القائل بحكم الحاكم المطلق و خضوع المحكوم المطلق.

- برأيك، متى يكون المغربي مواطنا حقا؟

حين يثور على خنوعه، جهله،عبوديته واستعباده، حين يجرؤ على المطالبة بحقوقه، حين يدرك ان الحقوق لا تهدى، و لا تجنى بالنيابة أو الوكالة، أو بانتظار المهدي المنتظر او غودو، او ب " اذهب انت وربك وقاتلا". المغاربة بأيديهم البقاء رعية أو الغدو مواطنين. يتطلب الأمر مسارا مداخله الرئيسية " المعرفة و النضال" لتأسيس وعي عميق بالذات وبدورها تجاه الجماعة للتمرد على " قدرية الأدوار المدونة سلفا في ألواح الرعية" كما سبق وكتبت في إحدى دراساتي حول الموضوع. كما يحتاج المغاربة حاليا إلى التضامن فيما بينهم، وإن كان الأمر صعبا نتيجة الهوة الطبقية. لكن الأقرب إلى التحقيق هو تضامن فئات المحتجين من كل المناطق، لأن التضامن وتوحيد الصفوف من شأنه تحقيق وحدة الهدف والمصلحة وحتى الضرر. كما أنه لا يكفي صراخ الجياع من أجل الخبز، بل ينبغي ان تنضاف إلى هذا الدافع، أسئلة جذرية من قبيل " من حرمنا من الخبز والعيش الكريم؟ ولماذا؟ وإلى متى؟"، هنا ستتخذ الاحتجاجات مضمونا آخر و مسارا لن يتمكن المخزن من إخمادها في مهدها. وكلما تقاعسنا، تأخرنا عن موعد اليقظة و جنينا المزيد من الاستعباد لأن حركية التاريخ لا تنتظر أحدا.

- بعد ظهور حزب عالي الهمة " الأصالة والمعاصرة" وجدنا أن مجموعة من الكتابات كانت تشبهه بزعيم الفديك أحمد رضا كديرة، مع العلم أن حزب الفديك ظهر في ظل صراع وتجاذب بين أحزاب لها مشروعية نضالية تستمدها من الحركة الوطنية وجيش التحرير في مواجهة القصر، أما اليوم فإن جميع الأحزاب لا تعارض القصر ، بل الكل أصبح يدافع عن "المشروع الملكي" فما هي أهداف أو القيمة المضافة لهذا الحزب الذي جعله بعض السياسيين بأنه يهدد الديمقراطية؟ هل حزب "الأصالة والمعاصرة يهدد الديمقراطية حقا ؟

وهل توجد ديمقراطية أصلا، حتى تتهدد. الأصالة والمعاصرة ك " حزب" خارج من رحم القصر أريد له لعب نفس دور الفديك ، رغم أنه أضعف، إلا أن وجه الشبه الرئيسي بين المنشأتين الملكيتين دفاعهما المباشر والتأسسيسي عن الملكية و مؤسساتها. أما عن غاية انشائه في ظل ارتماء الأحزاب تحت المظلة السلطانية، فرسالة واضحة من القصر " رغم انبطاحكم ، لا أثق بكم، سأصنع حزبي" . لذا فالأصالة والمعاصرة يعد أرنب سباق القصر في الانتخابات، وهو جزء من التعددية المائعة للمشهد الحزبي الميت.
- ما موقع حزب الأصالة والمعاصرة من المشروع الحداثي الديمقراطي الذي يتبناه النظام؟ وهل لا زال هناك ما يسمى بالمشروع الديمقراطي الحداثي بعد مرور ما يربو عن عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس؟

مرة اخرى هل يوجد مشروع ديمقراطي حداثي حتى يكون لأحد موقعا ضمنه. هناك خطة ملكية-مخزنية لتابيد الاستمرارية. أما الحداثة، فما زال بيننا وبينها قرون ضوئية. والحداثة ليست العبث والمجون، وإلا تصير ممسوخة، بل هي مشروع فكري وسيرورة نضالية يؤسسان للمجتمع على أسس الإيمان بالعقل و العلم و الإنسان، و هو إيمان لا يلغي حق الاعتقاد – كما يفهم خطأ - بل يحترم حق الاختلاف، وفي إطار هذا المشروع يمسي العلم ثقافة و الثقافة تنمية بشرية واجتماعية. لذا فالحداثة لا تنجم عن قرار سلطاني – فوقي بل عن حركية تاريخية تقودها الشعوب والمثقفون والمناضلون لإحداث القطيعة عبر القلب التاريخي على بنيات الأرثوذكسية والتخلف والقهر و الجوع.

- هل يوجد لدينا بالمغرب مجتمع مدني؟ علما أن أغلبية الجمعيات بشتى ألوانها وأهدافها أصبحت لا تبحث عن التجديد السياسي بقدر تبحث عن موقع ضمن الحقل السياسي المخزني؟

نفتقر إلى مجتمع مدني ضاغط قادر على مواجهة الدولة، و إرغامها على تحقيق مطالب الفئات التي يمثل. ونحن مازلنا بحاجة إلى هذا النموذج من المجتمع المدني لأن المجتمع بعد لم ينتزع حقوقه، ولم يحقق ذاته. أما المشهد الجمعوي الآني فبدوره انقسامي بين جمعيات أفرزها رحم القصر للتسرب الاجتماعي ، والجمعيات ذات الامتداد الحزبي، والجمعيات المؤسسة من قبل أفراد لا تضيرهم المظلة الملكية بل يلهثون خلف عطايا و هبات القصر ومحيطه، ثم النذر القليل من الجمعيات التي مازالت تؤمن بوظيفتها الضاغطة والرافضة للعطايا رغم فقر امكانياتها المادية والتي تعاني من تعسف السلطة ومضايقات الجمعيات المتمخزنة أو كما أنعتهم " النادي الملكي المدني" الذي يعقد صفقاته في الفنادق والصالات الفاخرة.

- الباحث محمد ضريف في آخر كتبه Monarchie et acteurs religieux يؤكد بأن طبيعة النظام السياسي بالمغرب هي العلمانية، فهل المغرب أو بالأحرى النظام السياسي المغربي إسلامي يستند على إمارة المؤمنين والبيعة الشرعية كما يردد بعض الإسلاميين المشاركين في اللعبة السياسية، أم هو علماني أم ليبرالي أم هو مزيج ومركب كما هي طبيعة المجتمع المغربي كما يذهب إلى ذلك بول باسكون؟

النظام السياسي المغربي يعتمد ازدواجية الإمارة والعلمانية، إذ يستغل الدين ليعزز شرعيته التقليدية ويبرر عنفه معتمدا الإسلام الأرثوذكسي المؤله للحاكم، والرافض لأي مذهب لا يدين به الحاكم، فأي معارضة تعد ضلالا و كفرا وإثارة للفتنة. ومن ناحية أخرى يمارس العلمانية في مستوياتها الدنيا – دون الإعلان الرسمي عن ذلك – كالتدبير اليومي الدولة، أو نظام الأبناك، بمعنى أنه لا يتبنى العلمانية في جوهرها القائم على فصل الدين عن الدولة أو الأصح فصل الدولة عن الدين بما انها هي من تستغله.

- بعد 16 ماي تحدث خطاب الملك عن " الإمامة العظمي المنوطة بنا" ولم يتحدث عن إمارة المؤمنين، فما الفرق بين الإمامة العظمي وإمارة المؤمنين في النظام السياسي المغربي؟

الإمامة العظمى هي إحدى وظائف إمارة المؤمنين ، فهي المتعلقة بالحاكم كإمام، يؤم الناس دينيا ويرعاهم دنيويا، لذا فالإمامة العظمى تتصل مباشرة بالوظيفة الدينية لأمير المؤمنين. و مقاصد الإمامة عند أهل السنة والجماعة ، القائلين بوجوب نصب الإمام، " إقامة الدين ، و سياسة الدنيا به". وقد عرفها ابن خلدون بأنها " حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها ، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به". وهي قائمة في النظام السياسي المغربي بهذا المعنى والمبنى، و قد عاد مفهوم الإمامة العظمى إلى الواجهة في خطب محمد السادس ليكرس دوره الديني كامير للمؤمنين وإمامهم الأعظم المنوط به أمانة حفظ الدين ووحدة المذهب. لذا بتنا نسمع في خطبه آيات فسرها الفقهاء السلطانييون بأنها ذات صلة مباشرة بالإمامة و وجوب اتباعها ، ك " قل هذي سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني". وبهذا يتأكد البعد الإمامي الشيعي لأمير المؤمنين القائل بعصمة الإمام ، بالتالي فمحاربة المذهب الشيعي، هي محاربة لأهم أسس إمارة المؤمنين بالمغرب.
- لماذا بالغ النظام السياسي بالمغرب في اتجاه الضغط على حزب العدالة والتنمية بعد 16 ماي بالرغم من أنه مشارك في اللعبة السياسية كما يحددها النظام، في نفس الوقت تم إخراس بعض الأصوات التي كانت تطالب بفصل الدين عن الدولة، تبدو هناك مفارقة.. أليس كذلك ؟

16 ماي ، كانت فرصة للنظام ليقص ريش المطالبين بفصل الدين عن الدولة و أيضا الإسلاميين بما فيهم إسلاميو البرلمان، ليخرس الأصوات التي لا تلذ على مسامعه، و ليقمع الحقوق والحريات بمنطوق وسريان قانون محاربة الإرهاب. ثم إن النظام لا يطرب أحدا برائعة أم كلثوم " أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعه "، بل إنه أول ما يعاقب ، يعاقب خدامه والمنبطحين تحت أقدامه، فلا أحد يسلم من مزاجيته . و النظام يكره الإسلاميين بكافة أطيافهم حتى الذين احتواهم نظرا لمزايدتهم على إسلام إمارة المؤمنين، و تجاذبهم و إياها بساط الشرعية الدينية.

- منذ عام 2004 ولا نسمع إلى عن الإصلاح الديني عبر خطة ما سمي بهيكلة الحقل الديني، فهل هذا يعني خدمة للإسلام والوحدة المذهبية كما يقال أم ترميم لمشروعية النظام المخزني التي بدأت تتخوف من " المشروعية" المعاكسة التي بدأت تكتسبها الحركات الإسلامية؟

هيكلة الحقل الديني غايتها إعادة ترسيم أسيجة الحقل الديني و من تم إعادة إحكام السيطرة عليه. أما " خدمة الإسلام و الوحدة المذهبية" فهو مجرد شعار لتبرير سيطرة السلطة على الدين من منطلق الإمامة العظمى لإمارة المؤمنين ، لدرجة إحياء التيارات الصوفية وإعادتها إلى الواجهة خاصة البوتشيشية، و حقيقة الأمر أن لا صلة له بإحياء روحانية ابن عربي أو زهد المتصوفة المنتبذين للخلوات النابذين لظلم السلطان ورياء المجتمع. الغرض من إحياء طقوس الصوفية مواجهة إسلام الحركات الإسلامية، الذين يشترون بكلمات الله ثمنا سياسيا قليلا، ثم إغراق الناس في خيالات الميتافيزيقا بدعوى المحبة الإلهية، وم ثم المحبة السلطاني فواجب الطاعة والتبعية.

- سبق لك دكتورة هند أن كتبت مقالا بعنوان" مثقفون في مزاد السلطة" بمجلة " وجهة نظر" وهاجمت فيه المفكر عبد الله العروي الذي شارك في الكتابة عن عهد السحن الثاني إلى جانب وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، فهل يعني أن المثقف يجب دوما أن يكون معارضا لخيارات السلطة كما بعض نماذج المثقفين الذين تحتفي بهم مجلة " وجهة نظر" ؟ أوليس للمثقف سلطة هو الآخر تجعل السلطان في حاجة إليه، فلولا الشاعر العربي الكبير المتنبي لما عرفنا شيئا عن كافور الاخشيدي، فالمتنبي مثلا كان شاعر السلطة وسلطان الشعر في الآن نفسه، أو ليس من حق المثقف أن يكون مثقفا مخزنيا كما نطالع في الكتابات المخزنية؟

هيهات أن يقارن المتنبي بالمثقفين المنبطحين ماسحي أجواخ السلطان وبطانته. إن المتنبي هو من تسلى بالسلاطين ، استفاد منهم دون أن يتخلى عن كبريائه، و لم تجرده أموالهم من سلاطة لسانه و لا من حكمته، وكثيرا ما كانت قصائده السلطانية ظاهرها مدح و باطنها استهزاء. فما من ذليل مرتزق يقول " الرأي قبل شجاعة الشجعان"، أو " أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي … وأسمعت كلماتي من به صمم"، و هو القائل أيضا و بكل زهو " إن الدهر إلا من رواة قصائدي … إن قلت شعراً أصبح الدهر منشداً". أما الإخبار عن الإخشيدي أو سيف الدولة الحمداني، ففضله لا يعود لصحبة السلطان فحسب، بل إلى الوظيفة الإخبارية والتوثيقية التي كان يقوم بها الشعر كلسان للعرب في المجتمعات العربية القديمة ، إنه ميديا ذلك الزمان، وعبر شعر المتنبي بلغتنا أخبار وصور عن المجتمع العربي في القرن الرابع الهجري.

ولنعد الآن إلى موضوع العروي و المثقف. أولا أنا لم أهاجم العروي ، بل نقدته وفق الشروط العلمية والأخلاقية للنقد. حدث ذلك بعد أن عثرت على نص يمدح فيه الحسن الثاني أيما مدح، والطامة أن النص منشور ضمن دفتي كتاب أشرف عليه ادريس البصري، حينها استعرضت ذاكرتي كل ما قرأته للعروي، و لم أجد لهذا النص موقعا ضمن تراكمه الفكري ككتابه " العرب و الفكر التاريخي" حيث يقول اشياء عن الحسن الثاني تناقض ماجاء في النص الذي عثرت عليه . فكان لابد من أن أسلط الضوء على هذا النص لأشركه مع القارئ، و أعيد التفكير في ماهية المثقف و مهمته.

فالمثقف بالنسبة لي، ليس مجرد رأس مملوءة بكم هائل من المعلومات، بل هو من لديه موقف و رأي شجاع ، يجيد تصريف معلوماته و التغبير عن فكره بوضوح، شخص لا يغتر برأسماله المعرفي ويستحيل إلاها في برج عاجي، و ألا يستخدم سلطته المعرفية للتسلط على الناس بل يكون الجسر الذي يمرر المعرفة، و أن يكون ضميره إنسانيا ملتحم بشكل ملتزم و عضوي بمشاكل مجتمعه، حاضر في الميدان و على خط النار كما على المنابر وأمام الأبواق. لذا فمثل هذا المثقف الملتزم لا يمكن أن ينخرط في دواليب سلطة قهرية لتذله بخدمتها، إذ لن تسمح له بمعارضتها من داخل أحشاءها.

- ما رأيك في مجموعة من المثقفين والباحثين الذين انضموا إلى حزب الأصالة والمعاصرة، ومنهم زملاء لك أستاذة هند كتبوا في مجلة وجهة نظر؟

لو كانوا باحثين ومثقفين حقيقين لما انتحروا تحت عجلات الجرار، ولكن الانتهازية والارتزاق محركان رئيسيان لكل مسجل في دكان صديق الملك. فالقرب من صديق الملك يفتح الأبواب الموصدة، ويذر منافع مادية لن يذرها شقاء الوعي، وحرقة الكتابة. لقد وقَّع هؤلاء على موتهم الفكري والأخلاقي والموقفي.

- نتابع في الصحافة حربا يصنفه البعض بحرب القيم، وفي الأيام الأخيرة هناك من دافع عن حضور المغني البريطاني " إلتون جون" ضمن فعاليات مهرجان موازين، وهناك من رفض حضوره، وبالنهاية حضر إلتون جون وشكر القصر مباشرة، كما أن مشروع المرأة في حكومة اليوسفي عرف هو أيضا نزاعات وصراعات بين " النخبة" في المجتمع وبالنهاية تم التحكيم الملك في الموضوع وعينت لجنة ملكية، فهل هناك صراعا حول القيم داخل المجتمع من الناحية السويولوجية، أم أن المخزن يستغل النزاعات كي يتحكم فيها سياسيا؟

الاثنان معا، الصراع حول القيم واستغلال المخزن لهذا الصراع، بل و رعايته له، فبدون صراع لن يتسنى لأب المخزن أن يمارس تحكيمه. اما الصراع القيمي فطبيعي حدوثة، في ظل مجتمع لم يفرز ذاته بعد، مازال يبحث هويته، لم يحدد مساره بإرادته، ولم يتجاوز بعد المرحلة الطيولوجية من قانون تطور المجتمعات لأوغست كونت، لذا فالصراع حول القيم نتيجة طبيعيه لهذه الوضعية السوسيولوجية. إنه صراع بين قيم عفى عنها الزمن وأخرى وافدة تمارس بشكل مبتور. والصراع الدائر حاليا أشخاصه و مضامينه هزيلة؟ والسؤال هنا، هل يمكن أن يرتقي مضمون الصراع ؟ هل يمكن أن تعود الشخصيات المثقفة، المناضلة والوازنة لقيادة هذا الصراع؟ و هل يمكن أن ينقلنا بعد تحقق شروطه ونجاح أهدافه إلى المرحلة العقلانية من قانون تطور المجتمعات؟

وكنموذج لتفاهة الصراع وضرورة ارتقائه، التناطح دفاعا أو ضدا في مسألة إلتون جون، ليحيد المتصارعون عن الاشكال الحقيقي والمتعلق بميزانيات المهرجانات المهدرة لإخماد الاحتقانات المحتملة، فآلية الاحتفال والعروض الفرجوية المنظمة من قبل السلطة مسعاها "امتلاك عقول الجماهير"، حسب لويس 14 . باستطاعة ميزانيات المهرجانات ورواتب الوزراء والبرلمانيين والجنرالات انهاء مأساة المعطلين المنتحرين علنا – و هو مؤشر خطير لن تسلم عاقبته- . ولو خصص نصف هذه الميزانيات للبحث العلمي لما هاجرت الأدمغة والنصف الآخر لإنشاء الوحدات الانتاجية لما تشرد العمال لما انتحر المغاربة عبر قوارب الموت ولما اصطفوا طوابير أمام السفارات الأجنبية ومكاتب الهجرة. هذا دون الحديث عن تطوير البنى التحتية للقرى و المداشر وحتى المدن.

أما مسألة عدم اكتراث القصر لأصوات رافضي حضور إلتون جون، فهي رسالة بأن القصر لا يذعن لأي تيار، ولا كلمة تعلو فوق كلمته. ويكفي أن سنة 2008 أقيم مهرجان موازين بعيد أيام قلائل من محرقة عمال الدارالبيضاء. ينبغي ألا تكون ذاكرتنا قصيرة، لحظية مصابة بداء النسيان.

- يعرف الجسم الصحفي بالمغرب صراعات لم تعد مقتصرة على علاقة الصحافة بالسلطة، بل نزلت إلى الصراع بين قبيلة الصحفيين أنفسهم، فهل يعني هذا أن " الانقسامية" ségmentarité قد مست "قبائل وزوايا الصحافة" قصد التحكم فيها مخزنيا؟

الصحافة والإعلام عموما مرآة تعكس ما هو حادث بالمجتمع من تدن قيمي وفكري وسلوكي، والصحفييون هم نتاج هذا المجتمع. وللأسف أن المرتزقة منهم والفقراء ثقافيا هم من يسيطرون حاليا على المشهد الصحفي، فأنزلوه إلى الحضيض. لقد عملت بهذا الحقل وعاينت الكثير من التفاهة والأمية والدناءة والتملق والجبن والارتشاء والكتابة تحت الطلب و لمن يقدم ظرفا سمينا. وبمثل هذه الرداءة لا تتغير المجتمعات. أما " الصراع بين الصحافة والسلطة"، ففي القول تضخيم لما هو واقع. هناك مجابهة بين بعض الاقلام الصحفية التي لا يروق خطها التحريري للسلطة وتم بالفعل جرهم إلى مقاصل العقاب، كحالة " لو جورنال"، أما الذين وجدوا أنفسهم صدفة أمام المحاكم وهرولوا لطلب العفو أو بعث رسائل الاعتذار، فلا يمكن التعويل عليهم لخلق جبهات صراع ومقاومة حقيقية بين السلطة والصحافة المؤمنة برسالتها وبدورها كوسيط إعلامي يسلط الضوء على مشاكل المجتمع و فساد السلطة.

- في ظل ما عاشته دواوير ومداشر المغرب من فيضانات وعزلة قرى بسبب الثلج ، الموت الأبيض بتعبير الصحافة المغربية، وعجز السلطة شبه التام في إيجاد حلول للفلاح المغربي، ألا زال الفلاح المغربي مدافعا عن العرش كما ذهب إلى ذلك ريمي لوفو؟

الفلاح المدافع عن العرش، ليس الفلاح الفقير الذي يلاحقه الموت الأبيض والمتعدد الألوان أو الموت القزحي. بل هو الفلاح المندرج في خانة الملاكيين الكبار والإقطاعيين أصحاب الأراضي القاهرين للفلاحين الصغار كزمن " العزيب" ، والمرغمين هم على التصويت لفلان و أو علان. هؤلاء الفلاحين الاقطاعيين مازالوا يدافعون عن العرش معية فئات أخرى كالمقاولين – بما أن الملك هو المقاول الأول- والمثقفين المرتزقين واليساريين الملكيين و المعتقليين السابقين المغرمين بجلادهم وكذا النساء المنخرطات في تأبيد التسلط أو كما أنعتهم " المخزن المؤنث" .

ما رأيك في مشروع الجهوية الموسعة؟

لن يغامر النظام بإنشاء جهوية موسعة تعيده إلى زمن تقابلية بلاد المخزن و بلاد السيبة بعد أن خلصه الاستعمار الفرنسي منها. لذا لا ينبغي ان تفهم الجهوية الموسعة على أنها استقلال ذاتي للجهات ، بل تقسيم جهوي قد يمنح هامشا للتدبير المحلي اليومي ، ونوعا من الممارسة الاقتصادية المتوافقة وخصوصية كل جهة لكنه سيظل سياسا خاضعا لرقابة السلطة المركزية و للمقاربة الأمنية كميكانيزم رئيسي في عملية تقطيع الجهات و تدبيرها.

- كلمات في حق هذي الشخصيات المغربية التالية:

عبد الله إبراهيم:
المفكر الوقاد والسياسي النزيه الزاهد في المناصب و هيلمانها، رئيس أول و آخر حكومة تنفيذية بعد " الاستقلال". وحتى آخر أنفاسه ظل مؤَرقا بسؤال امكانية تدارك المغرب للمواعيد التي أخلفها مع التاريخ.

محمد بن العربي العلوي:
الفقيه المتنور الذي جرأ على القول " إعطاء الحاكم نفسه حق التشريع يعتبر أساسا مخالفا لروح الإسلام".

عبد الكريم الخطابي:
أمير الريف المجاهد، عَزَّ نظيره من الرجال.
علال الفاسي:
الفصل 19 و معتقل دار بريشة.

بول باسكون:
أبو السوسيولوجيا المغربية الذي انتحرته السلطة في حادثة سير بأعماق الصحراء الخالية.

أبراهام السرفاتي :
من الاعتقال و المنفى إلى مباركة " العهد الجديد".

رحمة بورقية:
من " الدولة والمجتمع و السلطة" إلى معينة بظهير.

محمد عابد الجابري:
سيحفظ له التاريخ الفكري انهجاسه بالتراث والعقل العربيين.

أحمد المرزوقي:
18سنة بمقبرة تازممارت ومازال وفيا لنضاله ، لا يطمع في أن يكون رئيسا للمجلس الاستشاري ل " حقوق الإنسان".

الجنرال أوفقير:
مازالت دماء المغاربة نابضة على الحفرة التي يرقد فيها دون سلام.

خالد الجامعي:
لا و لن يتوقف قلمه عن زرع دبابيسه في جسم السلطة.

أشكرك دكتورة هند على هذا الحوار
!-- Facebook Badge START -->Sami Mellouki

Créez votre badge
!-- Facebook Badge START -->Sami Mellouki

Créez votre badge

من هو بو علي ياسين

بتاريخ 18 نيسان (أبريل) مرت ذكرى رحيل بوعلي ياسين، وصدر بهذه المناسبة كتاب ثقافة العصيان: قراءات في فكر وحياة بوعلي ياسين وهو من اعداد وتقديم خضر الآغا، الذي كتب مقدمة تحليلية لثقافة وفكر الراحل، بدأها بالتعريف: ينتمي بوعلي ياسين الي ذلك الطراز الخاص من المثقفين الذي يُطلق عليه في البحث المعرفي تعبير المثقف النقدي ، فقد تعددت حقول المعرفة التي دخلها، ومع ذلك فقد كانت العملية النقدية هي التي تسم هذا الدخول، بدءاً بحقل المقدس ونقده الثالوث المُحرم وانتهاءً بحقل الثقافة الشعبية ونقده أيضاً. كما جمع الكتاب اضافة الي ذلك أربعة أقسام، جاء المحور الأول منها تحت عنوان قراءات في فكره ، والثاني كان بعنوان قراءات في بعض كتبه أما الثالث فاقتصر علي مادتين لممدوح عدوان وخضر الآغا بعنوان الحرية والرقابة وأخيراً حوي الكتاب في القسم الرابع علي مجموعة من الشهادات التي أثقل بعضها علي الكتاب، دون أن يُضيف اليه شيئاً. وقد شارك عدد مهم من المُثقفين والكتاب في دراسات القسمين الأول والثاني، رغم أن جزءاً منها جاء كتابات مُناسباتية، أثقلت علي الكتاب أيضاً، وكانت دون مستوي بوعلي ياسين وفكره، الا أن هذا جزء من طبيعة الكتب الاستعادية، التي تجمع ما كُتبَ أو يُمكن أن يُكتب عن مُفكر أو كاتب مُهم في ذكري رحيله، ولا يُنقص هذا من أهمية الكتاب، وأهمية بعض الدراسات التي انضوت بين دفتيه.
أشارت الكاتبة الصحافية ديانا جبور الي أهمية احتفاظ بوعلي ياسين بهذا اللقب الذي صدر به جميع مؤلفاته، مع أن اسمه الحقيقي ياسين حسن، بينما ذلك اللقب هو ما عُرِف به بين أقرانه في زمن الفتوة والصِبا، تقول في اختياره لقب بوعلي ياسين تتحدد بعض ملامح بورتريه الرجل وبحثه الاجتماعي والاقتصادي، كما نقده الأدبي، فهو يتعمد بمياه الشعب، انما دون أن يتورط في أثنيات الشعبوية ودهاليزها المحاطة بهالة قدسية . وربما يُشكل هذا الاختيار أحد مفاتيح فهم هذه الشخصية، وفهم اهتماماتها اللاحقة بالأدب الشفاهي، والنكتة، والسيرة الشعبية...الخ، والتي حافظ فيها علي ذات الجرأة التصادمية التي اكتــشفناها في الثالوث المُحرم انما تجيء هذه المرة من خلال الابتعاد عن الحالة التنـــظيرية باتجاه قراءة الواقع وعناصر الثقافة اليومية فيه، وهي عناصر تصادمية، فضـــائحية بذات الوقت. مع أن أكثر العارفين بشخصـــية هذا الكاتب يؤكدون علي أخلاقيته الشخصية، ونُبله الفكري، كما يقول محمد جمال باروت كم كان هذا المثقف الراديكالي الذي أطلق الوظيفة النقدية للمثقف الي آخرها، علي مستوي عال من الأخلاقية النظامية المُنضبطة، التي تضعهُ في سلالة الزُهاد وأصحاب الحكمة ومُعَلمي الأخلاق، هو الذي قام في كل كلمة كتبها بمحاولة نزع القداسة عن العالم، وجعله محور نفسه.. . ولد بوعلي ياسين عام 1942 في قرية عين الجرب التابعة لمدينة اللاذقية، لكنه كما اختار اسماً لهويته المفكرة والكاتبة، اختار أيضاً اسماً نقيضاً في دلالته لاسم قريته عين الجرب التي سماها في سيرته الضاحكة عين الزهور . بدأ وعيه السياسي يتشكل في خضم الأحداث التي عرفتها المنطقة، فتأثر بعبد الناصر عام 1956 اثر تأميم القناة والعدوان الثلاثي علي مصر، فانتمي الي حزب البعث الذي كان يسعي الي التلاقي مع عبد الناصر في تلك المرحلة، واذا كان لم يُطل مقامه في دوحة الفكر القومي، فبدأ بانتقاد عبد الناصر ونظامه المباحثي، كما غادر لاحقاً صفوف الحزب، بُعيد الانفصال. ذهب الي ألمانيا الغربية في بعثة تعليمية لدراسة الاحصاء التطبيقي، حيث قرأ ماركس بلغته الأم، وشارك في الحركة الطلابية في المانيا عام 1968 بشكل فعال، وكان عضواً في كومونة فرانكفورت التي لم تعمر طويلاً، الا انها مؤشر علي نمط تفكير وشخصية بوعلي ياسين، الذي لم يلتحق بالحركة الشيوعية التقليدية، بل حاول الغوص في بحار الاشتراكية العلمية كما صاغها ماركس وانجلز، باعتبارها تجلياً للديمقراطية الثورية التحررية، وفي هذا السياق كان مع روزا لكسمبورغ في معارضة فكرة الدولة عند لينين وهيمنة الحزب الواحد... وهو ما حاولت أن تعبر عنه المجالسية في فترة لاحقة قبل أن تتلاشي أيضاً. ہہہ هذه الخصوصية الماركسية هي التي دفعت بوعلي ياسين الي تبني طروحات قومية في الفكر السياسي وفي الاقتصاد، وكما سنري في عناوين مؤلفاته وترجماته لاحقاً، وبشكل خاص في ترجمته لكتاب نمط الانتاج الآسيوي في فكر ماركس وانجلز وهي الأطروحة التي تنسف قدسية الأنماط الخمسة لتطور المجتمعات البشرية وفق المادية التاريخية. الا أن بوعلي ياسين لم يكن مُجرد شخص مسيس أو مُهتم بالحركة السياسية، فهو لم يعش فترات تنظيمية طويلة في حياته، لكنه كان يتعامل مع الفكر السياسي بعقل نقدي جريء، يطرح الأسئلة ويُهاجم التابو، وهو ما قاده الي ترجمات هامة في علم النفس كـ الطوطم و التابو لفرويد و المادية الجدلية والتحليل النفسي لفيلهلم رايش. وأعتقد أنه لولا الصدفة التي قادت بوعلي ياسين الي ألمانيا لدراسة الاقتصاد،فاننا سنكون بالضرورة أمام ناقد أدبي من الطراز الأول، هذا ان لم يكن أديبا بالمعني الابداعي، ومع أن أول كتبه النقدية الأدب والأيدولوجيا يعبر عن اندفاع تنظيري في الحقل الأيديولوجي، أكثر مما يعبر عن طبيعة التفكير النقدي لهذا المفكر، اذ سرعان ما تجاوز كل المقولات والنتائج التي خلص اليها هذا الكتاب. وقد حاول الباحث د. عبده عبود الاشارة الي المؤثرات الألمانية في فكر وثقافة بوعلي ياسين كالتالي:
1 ـ الماركسية الأصيلة.
2 ـ التحليل النفسي.
3 ـ روزا لوكسمبورغ.
4 ـ الأدب الألماني مُمثلاً ببريشت. الا أنه أهمل مؤثراً خامساً هو : الاهتمام بالثقافة الشفاهية، وتدوين الحكايات الشعبية، وهي المدرسة التي كانت قد بدأت تظهر في ألمانيا،وتؤسس لنمط جديد من الأدب، أقول أن بوعلي ياسين استطاع استعارة هذا المنهج البحثي في دراسته للثقافة الشعبية المحلية عبر ثلاثة كتب أسست لنمط ثقافي لم يأخذ بعد حده أو مداه، لأسباب كثيرة اجتماعية وأيديولوجية جعلت الكثير من مُثقفينا يقفون بحذر ان لم يكن بعدائية تجاه مؤلفات عين الزهور: سيرة ضاحكة (1993) و بيان الحد بين الهزل والجد، دراسة في أدب النكتة (1996) ثم شمسات شباطية: ديوان المفارقات العربية الحديثة (1999)، حتي أن الكاتب يتساءل باستغراب لماذا ينفر مُثقفونا من تدوين النكتة التي يتناقلونها شفاهاً؟ بالتأكيد هو يعرف دور التابو الاجتماعي والأخلاقي وحتي السياسي، والذي لا يُريد هؤلاء المثقفون أن يقفوا في مواجهته، لا يريدون تحطيمه، لأن جزءاً من مكانتهم الاجتماعية تنبع من قدسية هذه التابوات التي لا يخدمهم خرقها الآن. وبوعلي ياسين منذ الثالوث المُحرم وحتي شمسات شباطية كان يُدرك أنه يُقاتل علي جبهة ثقافية عريضة، ويُدرك أنه قد اختار موقعهُ في هذه المعركة، التي استكملها بالدفاع عن قضية المرأة في أكثر من كتاب. ولا أعتقد أن أي استفاضة في الحديث عن بوعلي ياسين يُمكن أن تُغني عن قراءة كتبه، ولكن دعونا نتصفح ببساطة عناوين مؤلفاته وترجماته، لنُدرك تنوع وشمولية اهتماماته، ولندرك معني ثقافة العصيان في فكر بوعلي ياسين أيضا:
المؤلفات:
1 ـ الثالوث المُحرم: دراسة في الدين والجنس والصراع الطبقي ـ 1973.
2 ـ القطن وظاهرة الانتاج الأحادي في الاقتصاد السوري ـ 1974.
3 ـ الأدب والأيدولوجيا في سورية (بالاشتراك مع نبيل سليمان) ـ 1974.
4 ـ السلطة العمالية علي وسائل الانتاج في التطبيق السوري والنظرية الاشتراكية ـ 1979. 5 ـ حكاية الأرض والفلاح السوري ـ 1979. 6 ـ معارك ثقافية في سورية (بالاشتراك مع نبيل سليمان ومحمد كامل خطيب) ـ 1979. 7 ـ أزمة الزواج في سورية ـ 1979. والذي صدر في طبعة ثانية مطورة بعنوان : أزمة المرأة في المجتمع ألذكوري العربي ـ 1991 8 ـ الماركسية والتراث العربي الاسلامي (مُشترك مع عدد من المؤلفين) 1980.
9 ـ قراءة في وثائق الوكالة اليهودية في فلسطين ـ .
10 ـ ينابيع الثقافة ودور الصراع الطبقي ـ 1985. 11 ـ خير الزاد من حكايات شهرزاد: دراسة في مجتمع ألف ليلة وليلة- 1986.
12 ـ نحن والغير في السياسة والاقتصاد ـ 1990.
13 ـ عين الزهور: سيرة ضاحكة ـ 1993.
14 ـ علي دروب الثقافة الديمقراطية ـ 1994.
15 ـ بيان الحد بين الهزل والجد: دراسة في أدب النكتة ـ 1996.
16 ـ حقوق المرأة في الكتابة العربية منذ عصر النهضة ـ 1998.
17 ـ الأحزاب والحركات القومية العربية مُشترك) ـ
2001.
18 ـ أهل القلم وما يسطرون ـ 2001. صدر بعد وفاته.
كتب مُترجمة:
1 ـ المادية الجدلية والتحليل النفسي ـ فيلهلم رايش ـ 1980.
2 ـ الأزمات الاقتصادية ـ أوتو راينهولد ـ 1980.
3 ـ اصل الفروق بين الجنسين ـ أرز ولاشوي ـ 1982.
4 ـ الطوطم والتابو ـ فرويد ـ 1983. 5 ـ نمط الانتاج الآسيوي في فكر ماركس وانجلز ـ كارل ماركس، هلموت رايش ـ 1988. 6 ـ أوراق من الرزنامة ـ برتلود بريشت ـ 1992. 7 ـ مُستقبل الحياة في الغرب ـ غيرد غيركن، ميشائيل كونيستر ـ 2000.
8 ـ الموساد ذراع داؤود الطويلة ـ 2003.

dimanche 18 juillet 2010

euro 96

Euro 1996

Généralités
Sport Football
Organisateur(s) UEFA
Éditions 10e
Lieu Angleterre
Date du 8 juin 1996
au 30 juin 1996
Participants éliminatoires : 47
phase finale : 16
Épreuves 31 matchs joués
Affluence 1 276 000
Palmarès
Vainqueur Allemagne (3e titre)
Deuxième République tchèque
Meilleur joueur Jürgen Klinsmann
Meilleur(s) buteur(s) Alan Shearer (5)
Chronologie des compétitions
Euro 1992 Euro 1992
Euro 2000 Euro 2000

modifier

Il s'agit de la 10e édition du Championnat d'Europe de football qui se tient tous les quatre ans et est organisé par l'UEFA (association regroupant les fédérations nationales de football d'Europe).

Cette édition, organisée par l'Angleterre entre le 8 juin et le 30 juin 1996, fut disputée par seize nations. Toutes les équipes, à l'exception de l'Angleterre (pays organisateur), ont dû disputer des qualifications pour prendre part à la phase finale.

La compétition est remportée par l'Allemagne qui obtient son troisième titre européen. Le finaliste malheureux est l'équipe de la République tchèque qui réalise ainsi une excellente performance pour sa première participation à une compétition internationale majeure. Les Allemands se sont imposés en demi-finale face au pays organisateur[1], l'Angleterre, qui atteignait pour la première fois ce stade d'une compétition européenne. Les Tchèques eux avaient éliminé l'équipe de France, qui retrouvait un certain succès pour la première fois depuis la retraite de la génération de la « bande à Platini ». On retrouve dans cette équipe de nombreux joueurs (Fabien Barthez, Lilian Thuram, Zinedine Zidane, Didier Deschamps, Laurent Blanc) qui furent champions du monde deux ans plus tard.

Sommaire [masquer]
1 Qualifications
2 Stades
2.1 Arbitres
2.1.1 Arbitres officiels
3 Groupes
4 Tous les résultats
5 Premier tour
5.1 Groupe A
5.2 Groupe B
5.3 Groupe C
5.4 Groupe D
6 Tableau final
6.1 Quarts de finale
6.2 Demi-finales
7 Finale
7.1 Les 22 champions d'Europe
8 Meilleurs buteurs
9 Équipe-type du tournoi UEFA
10 Divers
11 Notes

Qualifications [modifier]
Article détaillé : Éliminatoires du championnat d'Europe de football 1996. Stades [modifier]

BirminghamLiverpoolLondresManchesterSheffieldNewcastleLeedsNottingham

Sites du Championnat d'Europe 1996
Stade Ville Capacité
Wembley Stadium Londres 80 000 spectateurs
Elland Road Leeds 43 000 spectateurs
Old Trafford Manchester 58 000 spectateurs
Hillsborough Sheffield 41 000 spectateurs
Anfield Liverpool 40 000 spectateurs
Villa Park Birmingham 40 000 spectateurs
St James' Park Newcastle 32 000 spectateurs
City Ground Nottingham 28 000 spectateurs

Arbitres [modifier]
Douze arbitres, chacun accompagné de deux assistants, ainsi que huit quatrièmes arbitres, ont été sélectionnés pour officier lors de cet Euro[2].

Arbitres officiels [modifier]
Allemagne : Bernd Heynemann, Hellmut Krug
Angleterre : David Elleray, Dermot Gallagher
Autriche : Gerd Grabher
Belgique : Guy Goethals
Biélorussie : Vadim Zhuk
Bulgarie : Atanas Uzunov
Danemark : Peter Mikkelsen, Kim Milton Nielsen
Écosse : Leslie Mottram
Espagne : Antonio López Nieto, Manuel Díaz Vega
France : Marc Batta
Hongrie : Sándor Puhl
Italie : Piero Ceccarini, Pierluigi Pairetto
Pays-Bas : Mario van der Ende
République tchèque : Václav Krondl
Russie : Nikolai Levnikov
Suède : Anders Frisk, Leif Sundell
Suisse : Serge Muhmenthaler
Turquie : Ahmet Çakar
Groupes [modifier]
Les seize équipes étaient réparties en quatre groupes, de la façon suivante :

Groupe A

Pays-Bas
Angleterre
Écosse
Suisse

Groupe B

Espagne
Bulgarie
France
Roumanie

Groupe C

Italie
Allemagne
République tchèque
Russie

Groupe D

Danemark
Portugal
Croatie
Turquie



Tous les résultats [modifier]
Article détaillé : Championnat d'Europe de football 1996/Résultats. Premier tour [modifier]
Groupe A [modifier]
Groupe A
Équipe Pts J G N P BP BC Diff
1 Angleterre 7 3 2 1 0 7 2 +5
2 Pays-Bas 4 3 1 1 1 3 4 -1
3 Écosse 4 3 1 1 1 1 2 -1
4 Suisse 1 3 0 1 2 1 4 -3
8 juin Angleterre 1 1 Suisse
10 juin Pays-Bas 0 0 Écosse
13 juin Suisse 0 2 Pays-Bas
15 juin Écosse 0 2 Angleterre
18 juin Écosse 1 0 Suisse
18 juin Pays-Bas 1 4 Angleterre


8 juin 1996
15:00
Historique des rencontres Angleterre 1 - 1 Suisse Wembley Stadium, Londres
Spectateurs : 76 567
Arbitrage :
Manuel Díaz Vega
Shearer 23’
(Rapport)
Türkyilmaz 84’ (pén.)


--------------------------------------------------------------------------------

10 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Pays-Bas 0 - 0 Écosse Villa Park, Birmingham
Spectateurs : 34 363
Arbitrage :
Leif Sundell
(Rapport)


--------------------------------------------------------------------------------

13 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Suisse 0 - 2 Pays-Bas Villa Park, Birmingham
Spectateurs : 36 800
Arbitrage :
Atanas Uzunov
(Rapport)
Cruyff 66’
Bergkamp 79’


--------------------------------------------------------------------------------

15 juin 1996
15:00
Historique des rencontres Écosse 0 - 2 Angleterre Wembley Stadium, Londres
Spectateurs : 76 864
Arbitrage :
Pierluigi Pairetto
(Rapport)
Shearer 53’
Gascoigne 79’


--------------------------------------------------------------------------------

18 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Écosse 1 - 0 Suisse Villa Park, Birmingham
Spectateurs : 34 946
Arbitrage :
Václav Krondl
McCoist 36’
(Rapport)


--------------------------------------------------------------------------------

18 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Pays-Bas 1 - 4 Angleterre Wembley Stadium, Londres
Spectateurs : 76 798
Arbitrage :
Gerd Grabher
Kluivert 78’
(Rapport)
Shearer 23’ (pén.), 57’
Sheringham 51’, 62’


Groupe B [modifier]
Groupe B
Équipe Pts J G N P BP BC Diff
1 France 7 3 2 1 0 5 2 +3
2 Espagne 5 3 1 2 0 4 3 +1
3 Bulgarie 4 3 1 1 1 3 4 -1
4 Roumanie 0 3 0 0 3 1 4 -3
9 juin Espagne 1 1 Bulgarie
10 juin Roumanie 0 1 France
13 juin Bulgarie 1 0 Roumanie
15 juin France 1 1 Espagne
18 juin France 3 1 Bulgarie
18 juin Roumanie 1 2 Espagne


9 juin 1996
14:30
Historique des rencontres Espagne 1 - 1 Bulgarie Elland Road, Leeds
Spectateurs : 24 006
Arbitrage :
Piero Ceccarini
Alfonso 74’
(Rapport)
Stoichkov 65’ (pén.)


--------------------------------------------------------------------------------

10 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Roumanie 0 - 1 France St James' Park, Newcastle
Spectateurs : 26 323
Arbitrage :
Hellmut Krug
(Rapport)
Dugarry 25’


--------------------------------------------------------------------------------

13 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Bulgarie 1 - 0 Roumanie St James' Park, Newcastle
Spectateurs : 19 107
Arbitrage :
Peter Mikkelsen
Stoichkov 3’
(Rapport)


--------------------------------------------------------------------------------

15 juin 1996
18:00
Historique des rencontres France 1 - 1 Espagne Elland Road, Leeds
Spectateurs : 35 626
Arbitrage :
Vadim Zhuk
Djorkaeff 49’
(Rapport)
Caminero 86’


--------------------------------------------------------------------------------

18 juin 1996
16:30
Historique des rencontres France 3 - 1 Bulgarie St James' Park, Newcastle
Spectateurs : 26 976
Arbitrage :
Dermot Gallagher
Blanc 21’
Penev 63’ (c.s.c.)
Loko 90’
(Rapport)
Stoichkov 69’


--------------------------------------------------------------------------------

18 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Roumanie 1 - 2 Espagne Elland Road, Leeds
Spectateurs : 32 719
Arbitrage :
Ahmet Çakar
Răducioiu 29’
(Rapport)
Manjarín 11’
Amor 84’


Groupe C [modifier]
Groupe C
Équipe Pts J G N P BP BC Diff
1 Allemagne 7 3 2 1 0 5 0 +5
2 République tchèque 4 3 1 1 1 5 6 -1
3 Italie 4 3 1 1 1 3 3 0
4 Russie 1 3 0 1 2 4 8 -4
9 juin Allemagne 2 0 République tchèque
11 juin Italie 2 1 Russie
14 juin République tchèque 2 1 Italie
16 juin Russie 0 3 Allemagne
19 juin Russie 3 3 République tchèque
19 juin Italie 0 0 Allemagne


9 juin 1996
17:00
Historique des rencontres Allemagne 2 - 0 République tchèque Old Trafford, Manchester
Spectateurs : 37 300
Arbitrage :
David Elleray
Ziege 26’
Möller 32’
(Rapport)


--------------------------------------------------------------------------------

11 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Italie 2 - 1 Russie Anfield, Liverpool
Spectateurs : 35 120
Arbitrage :
Leslie Mottram
Casiraghi 5’, 52’
(Rapport)
Tsymbalar 21’


--------------------------------------------------------------------------------

14 juin 1996
19:30
Historique des rencontres République tchèque 2 - 1 Italie Anfield, Liverpool
Spectateurs : 37 320
Arbitrage :
Antonio López Nieto
Nedvěd 4’
Bejbl 35’
(Rapport)
Chiesa 18’


--------------------------------------------------------------------------------

16 juin 1996
15:00
Historique des rencontres Russie 0 - 3 Allemagne Old Trafford, Manchester
Spectateurs : 50 760
Arbitrage :
Kim Milton Nielsen
(Rapport)
Sammer 56’
Klinsmann 77’, 90’


--------------------------------------------------------------------------------

19 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Russie 3 - 3 République tchèque Anfield, Liverpool
Spectateurs : 21 128
Arbitrage :
Anders Frisk
Mostovoi 49’
Tetradze 54’
Beschastnykh 85’
(Rapport)
Suchopárek 5’
Kuka 19’
Šmicer 88’


--------------------------------------------------------------------------------

19 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Italie 0 - 0 Allemagne Old Trafford, Manchester
Spectateurs : 53 740
Arbitrage :
Guy Goethals
(Rapport)


Groupe D [modifier]
Groupe D
Équipe Pts J G N P BP BC Diff
1 Portugal 7 3 2 1 0 5 1 +4
2 Croatie 6 3 2 0 1 4 3 +1
3 Danemark 4 3 1 1 1 4 4 0
4 Turquie 0 3 0 0 3 0 5 -5
9 juin Danemark 1 1 Portugal
11 juin Turquie 0 1 Croatie
14 juin Portugal 1 0 Turquie
16 juin Danemark 0 3 Croatie
19 juin Croatie 0 3 Portugal
19 juin Danemark 3 0 Turquie


9 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Danemark 1 - 1 Portugal Hillsborough Stadium, Sheffield
Spectateurs : 34 993
Arbitrage :
Mario van der Ende
B. Laudrup 22’
(Rapport)
Sá Pinto 53’


--------------------------------------------------------------------------------

11 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Turquie 0 - 1 Croatie City Ground, Nottingham
Spectateurs : 22 406
Arbitrage :
Serge Muhmenthaler
(Rapport)
Vlaović 86’


--------------------------------------------------------------------------------

14 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Portugal 1 - 0 Turquie City Ground, Nottingham
Spectateurs : 22 670
Arbitrage :
Sándor Puhl
Couto 66’
(Rapport)


--------------------------------------------------------------------------------

16 juin 1996
18:00
Historique des rencontres Croatie 3 - 0 Danemark Hillsborough Stadium, Sheffield
Spectateurs : 33 671
Arbitrage :
Marc Batta
Šuker 53’ (pén.), 90’
Boban 81’
(Rapport)


--------------------------------------------------------------------------------

19 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Croatie 0 - 3 Portugal City Ground, Nottingham
Spectateurs : 20 484
Arbitrage :
Bernd Heynemann
(Rapport)
Figo 4’
Pinto 33’
Domingos 82’


--------------------------------------------------------------------------------

19 juin 1996
16:30
Historique des rencontres Turquie 0 - 3 Danemark Hillsborough Stadium, Sheffield
Spectateurs : 28 951
Arbitrage :
Nikolai Levnikov
(Rapport)
B. Laudrup 50’, 84’
Nielsen 69’


Tableau final [modifier]
Quarts de finale Demi-finales Finale

22 juin, Londres 26 juin, Londres 30 juin, Londres

1er gr.A Angleterre 0 (4)

2e gr.B Espagne 0 (2)
Angleterre 1 (5)
23 juin, Manchester
Allemagne 1 (6)
1er gr.C Allemagne 2
26 juin, Manchester
2e gr.D Croatie 1
Allemagne 2
22 juin, Liverpool
République tchèque 1
1er gr.B France 0 (5)

2e gr.A Pays-Bas 0 (4)
France 0 (5)
23 juin, Birmingham
République tchèque 0 (6)
1er gr.D Portugal 0

2e gr.C République tchèque 1






( ) = Tirs au but; b.e.o. = Après but en or en prolongation

Quarts de finale [modifier]

22 juin 1996
15:00
Historique des rencontres Espagne 0 - 0 Angleterre Wembley Stadium, Londres
Spectateurs : 75 440
Arbitrage :
Marc Batta
(Rapport)


Hierro
Amor
Belsué
Nadal
Tirs au but
2 - 4

Shearer
Platt
Pearce
Gascoigne


--------------------------------------------------------------------------------

22 juin 1996
18:30
Historique des rencontres France 0 - 0 Pays-Bas Anfield, Liverpool
Spectateurs : 37 465
Arbitrage :
Antonio López Nieto
(Rapport)


Zidane
Djorkaeff
Lizarazu
Guérin
Blanc
Tirs au but
5 - 4

de Kock
R. de Boer
Kluivert
Seedorf
Blind


--------------------------------------------------------------------------------

23 juin 1996
15:00
Historique des rencontres Allemagne 2 - 1 Croatie Old Trafford, Manchester
Spectateurs : 43 412
Arbitrage :
Leif Sundell
Klinsmann 20’ (pén.)
Sammer 59’
(Rapport)
Šuker 51’


--------------------------------------------------------------------------------

23 juin 1996
18:30
Historique des rencontres République tchèque 1 - 0 Portugal Villa Park, Birmingham
Spectateurs : 26 832
Arbitrage :
Hellmut Krug
Poborský 53’
(Rapport)


Demi-finales [modifier]

26 juin 1996
16:00
Historique des rencontres France 0 - 0 République tchèque Old Trafford, Manchester
Spectateurs : 43 877
Arbitrage :
Leslie Mottram
(Rapport)


Zidane
Djorkaeff
Lizarazu
Guérin
Blanc
Pedros

Tirs au but
5 - 6

Kubík
Nedvěd
Berger
Poborský
Rada
Kadlec



--------------------------------------------------------------------------------

26 juin 1996
19:30
Historique des rencontres Allemagne 1 - 1 Angleterre Wembley, Londres
Spectateurs : 75 862
Arbitrage :
Sandor Puhl
Kuntz 16’
(Rapport)
Shearer 3’


Häßler
Strunz
Reuter
Ziege
Kuntz
Möller
Tirs au but
6 - 5

Shearer
Platt
Pearce
Gascoigne
Sheringham
Southgate


Finale [modifier]

30 juin 1996
19:00
Historique des rencontres Allemagne 2 – 1
b.e.o. République tchèque Wembley, Londres
Spectateurs : 73 611
Arbitrage :
Pierluigi Pairetto
Bierhoff 73’
Bierhoff 95'
(rapport)
Berger 59’ (pén.)

Titulaires :

Andreas Köpke
Matthias Sammer 69'
Thomas Helmer 63'
Markus Babbel
Thomas Strunz
Mehmet Scholl 68'
Dieter Eilts 46'
Thomas Hässler
Christian Ziege 91'
Stefan Kuntz
Jürgen Klinsmann

Remplaçants :

Marco Bode 46'
Oliver Bierhoff 68'

Entraîneur :

Berti Vogts
Titulaires :

Petr Kouba
Karel Rada
Miroslav Kadlec
Jan Suchopárek
Michal Horňák 47'
Pavel Nedvěd
Radek Bejbl
Jiří Němec
Karel Poborský 86'
Patrik Berger
Pavel Kuka

Remplaçants :

Vladimír Šmicer 86'

Entraîneur :

Dušan Uhrin


Les 22 champions d'Europe [modifier]
Euro 1996 Vainqueur

Allemagne
3e titre
Gardiens

Oliver Kahn
Andreas Köpke
Oliver Reck
Défenseurs

Markus Babbel
Thomas Helmer
Jürgen Kohler
Stefan Reuter
Matthias Sammer
René Schneider
Milieux

Mario Basler
Marco Bode
Dieter Eilts
Steffen Freund
Thomas Hässler
Andreas Möller
Mehmet Scholl
Thomas Strunz
Christian Ziege
Attaquants

Fredi Bobic
Oliver Bierhoff
Jürgen Klinsmann
Stefan Kuntz


Meilleurs buteurs [modifier]
5 buts

Alan Shearer
3 buts

Jürgen Klinsmann
Davor Suker
Brian Laudrup
Hristo Stoitchkov
Équipe-type du tournoi UEFA [modifier]
Gardiens Défenseurs Milieux Attaquants
David Seaman
Andreas

vendredi 16 juillet 2010

القراصنة الجدد

لقد تعرض الحساب الالكتروني الخاص بي الي قرصنة متعمدة من طرف مجموعة من القراصنة الدين لم يقبلوا تعليقي علي الحد التقارير التي اصدره المنسحبون من المؤتمر الوطني التاسع للجمعية حيت انني في تعليقاتي علي هدا الموضوع واجهت كل الاكاديب التي حاول هؤلاء تمريرها بشكل مفضوح
وامام هدا امتدت الايادي القدرة للعبت في حساب الفيس بوك الخاص بي خاصة الي صوري الخاصة
ان هدا السلوك الصبياني يدل علي الدرك والانحطاط الدي بلغه هؤلاء و علي ضعف تشبعهم بتقافة حقوق الانسان قبول الاخر والراي المخالف
وتدل علي ضيق افقهم الديمقراطي وهدا يفسر فرار هم من امتحان الديمقراطية و قبول الاخر

اخيرا اسماء هؤلاء القراصنة احتفض بها في الوقت الراهن

mardi 13 juillet 2010

عبد الله الحريف في الجوهر الحي للماركسية

2003 / 11 / 16

تقـــديـــم :
تتعرض الماركسية، حاليا، لهجومات شرسة ترتكز على بعض الاطروحات والوقائع التي توظف لمحاربتها وتشويهها :
-فانطلاقا من أزمة أو فشل بعض تجارب البناء الاشتراكي يتم استنتاج أن الماركسية فشلت وتجاوزها التاريخ.
-إذ يتم تشويه الماركسية كي يسهل انتقادها وذلك عبر تسطيحها وتحويلها الى نقيضها أي إلى منظومة من المقولات ( Système ) منغلقة على نفسها وكاملة ومنتهية، بينما تعتبر الماركسية منهجا وأطروحات منفتحة وقابلة للتطور باستمرار. ويتم الرجوع، في هذا المجال إلى ما لقيته الماركسية من تشويه وتسطيح على يد بعض " الماركسيين " أنفسهم[1] إضافة إلى بعض أخطاء ونواقص ماركس وانجلز ولينين.
- كما يتم التشكيك، أيضا في أطروحتها الأساسية. وذلك من خلال نفي الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبورجوازية في المرحلة التاريخية الحالية ، اما عبر إنكار دور الصراع الطبقي وتعويضه بتناقضات فعلية كالصراع الديني أو الطائفي أو القومي مثلا، هاته التناقضات التي تظل في نظرنا، محددة، في نهاية المطاف، بالصراع الطبقي، أو عبر تضبيب مفهوم البروليتاريا وصولا إلى نفي وجوده.
والجدير بالذكر، بهذا الصدد، أنه لا يمكن، في مقال مثل هذا، مناقشة كل هذه الإشكاليات الهامة. لذلك سنكتفي بتوضيح الجوهر الحي والثوري للماركسية منتقدين، في نفس الآن، الانحرافات والتشويهات التي لحقتها والنواقص والأخطاء التي يتطلب تجاوزها القيام بالمزيد من الاجتهادات النظرية ارتباطا بتطوير الممارسة النضالية.
ووعيا منا بأن الماركسية ترفض التعريفات لان هذه الأخيرة ترتكز على عزل العنصر الذي يتم تعريفه عن غيره من العناصر وتجميده في الزمان، وأن الماركسية ترتكز على العلاقات والصيرورات ( وليس على الأشياء )، فإننا سنجازف، تسهيلا للعرض، بإعطاء تعريف للماركسية محاولين، ما أمكن، أن يكون منفتحا و " شاملا " وساعين عند توضيحه إلى تجاوز نواقصه وعلاته.
ومن تم، فإننا نعتبر أن الماركسية هي النقد النظري والعملي للرأسمالية ولكل أشكال الاستغلال والاستلاب والعسف التي تلازمها وللإيديولوجيات التي تنتجها، ذلك النقد الذي ينطلق من موقع البروليتاريا ومصالحها الآنية والاستراتيجية ويرتكز على المادية الجدلية.
بيد، أنه قبل أن نفصل القول في هذا التعريف، لا بد من توضيح ما يلي :
إن نظرية ماركس ليست كاملة ولا مقدسة :
إن الماركسية، أذن، هي الفكر والممارسة القادران على الاستيعاب والتجاوز الجدلي لتناقضات الرأسمالية على الصعيد العالمي أي، بصيغة أخرى، تخطي تناقضات المرحلة التاريخية الطويلة التي تؤدي إلى اندحارها واقامة الشيوعية حيث يتم، في نفس الحركة، اضمحلال الدولة وبروز الإنسان المتحرر والمتحكم في علاقاته بالطبيعة والمجتمع مع بزوغ الحضارة الإنسانية الحقيقية.
وغني عن البيان القول بأن منهج ماركس وانجلز يناقض، تماما، أي تصور لفكرهما باعتباره نسقا أو منظومة كاملة وشاملة[2] أو باعتباره قوانين صالحة لكل مكان وزمان ويكفي تطبيقها على الواقع العيني لتغييره، الشيء الذي عبر عنه لينين بوضوح ودقة قائلا :
" إننا لا نعتبر نظرية ماركس كشيء كامل " Acheve ومقدس، بل على العكس نحن مقتنعون أن ماركس وضع فقط أحجار الزاوية للعلم الذي يجب على الاشتراكيين ان يقدموه في كل الاتجاهات حتى لا يتأخروا عن تطور الحياة.
إننا نعتقد أن الاشتراكيين الروس يجب، بكل تأكيد أن يطوروا بأنفسهم نظرية ماركس لان هذه الأخيرة لا تدل سوى على مبادئ موجهة عامة تنطبق بشكل مختلف في كل حالة خاصة، في انجلترا بشكل مختلف عن فرنسا، وفي فرنسا بشكل مختلف عن ألمانيا، وفي هذه الأخيرة بشكل مختلف عن روسيا "[3].
من خلال تمعن قول لينين يتضح مدى الأهمية البالغة التي تكتسيها الكلمات المستعملة. ذلك أن لينين لا يعتبر أن الماركسية تقدم قوانين عامة تتحكم في سير المجتمعات والعالم، وانما يعتبر ان الماركسية تقدم، فقط مبادئ عامة توجه التفكير والممارسة، تلك المبادئ التي لا تكتسب مضمونها الملموس الا بفضل تطبيقها الخلاق في كل حالة خاصة على حدة.
وعلى هذا الأساس، فالماركسية في تعريفنا ليست فقط ما أنتجه ماركس وانجلز من فكر ( وان كانا قد وضعا حجز الزاوية للعلم الماركسي كما يطرح ذلك لينين )، ولكن هي أيضا، إسهامات كل الذين تبنوا تلك المبادئ الموجهة العامة، وعملوا، عبر اندماجهم في حركة البروليتاريا، في بلدانهم، على تطوير تلك المبادئ واغنائها بفضل تطبيقها الخلاق على الواقع الملموس لمجتمعاتهم.
كما أننا نجد ان كتابات انجلز تشتمل هي أيضا، على نفس الأفكار السابقة كما يتضح من المقطعين التاليين :
· " إن المنهج المادي يتحول إلى نقيضه كلما استعمل ليس كخيط موجه " fil conducteur " للبحث التاريخي بل كنموذج جاهز يتم بفضله تقطيع واعادة تقطيع الوقائع التاريخية ".
· " إن نظرتنا للتاريخ هي قبل كل شيء توجيه للبحث "[4]
هكذا، إذن يظهر أن جوهر الماركسية يتناقض مع الدوغمائية ومع فكرة النموذج الجاهز والصالح لكل مكان وزمان والذي يجب إدخال الواقع فيه رغم أنفه وأكثر من ذلك، فإن ما ينبغي استحضاره في كل لحظة، هو أن الماركسية تنطلق من تحليل الواقع كما هو[5].
وهكذا، تعرف الماركسية التقهقر والتفسخ كلما تحولت إلى منظومة أو كلما توقف الاجتهاد والإبداع أو حينما تتحول إلى تبرير للواقع عوض أن تكون منهجا ونبراسا للتغيير الثوري على طريق إقامة الاشتراكية فالشيوعية. ولعل أخطر تسطيح وتحجير للماركسية تم حين أصبحت ايديولوجيا الدولة السوفياتية أيام ستالين الذي أعطى أجوبة نهائية لكل قضايا الماركسية انطلاقا من فكرة أن الماركسية- اللينينية تقدم قوانين جاهزة وصالحة لكل مكان في مرحلة الرأسمالية ومرحلة البناء الاشتراكي، بل انه حدد نفس المراحل لتطور كل المجتمعات منذ ظهور المجتمعات البشرية. وقد أدى ذلك إلى أنه عوض النظر الى الواقع كما هو تم اعتبار العناصر التي تؤكد تلك القوانين وتم تجاهل غيرها. غير أن النتيجة تؤكد أن الواقع العنيد استمر في التطور بينما أصبحت الماركسية السوفياتية نموذجا ميتا. بحيث لعب " تقنين " الماركسية أيام ستالين نفس الدور الذي قام به التدوين في التاريخ الإسلامي، إذ أدى إلى توقيف الاجتهاد ووقف سدا منيعا أمام تطور بعض العلوم والفنون[6].
هكذا تحولت الماركسية إلى نموذج ساهم في العديد من الأخطاء التي شهدتها ممارسة أغلبية الاحزاب الشيوعية والتي كانت لها عواقب وخيمة فضلا عما ترتب عنه من بناء هش ومصطنع للاشتراكية في دول اوروبا الشرقية؛ يقول التوسير : بحلة لـ " مشاكل " الماركسية... بطريقته الخاصة، فرض ستالين على تلك المشاكل حلولا كانت نتيجتها هي حجز الأزمة التي أثارتها وقوتها تلك الحلول. وبتعنيفه للماركسية في انفتاحها بل حتى في صعوباتها، أثار ستالين أزمة خطيرة في الماركسية، لكنه وبنفس الوسائل حجز : " Il a bloqué " تلك الأزمة ومنع انفجارها "[7].
يكمن خطأ ستالين، إذن في كونه أضفى صفة المطلق "Caractère absolu "على الحلول الخاصة بالثورة الروسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين التي طرحها لينين لمشاكل الماركسية. وهو، بذلك يكون قد أعطى حلولا لازمة الماركسية لكنها تبقى حلولا شكلية.
إننا نعتبر أن الماركسية التي ترتكز على العلاقة الجدلية الحية بين الذات والموضوع تعيش دائما توثرا حادا هو، في حد ذاته تعبير بالأساس على التناقضات التي يعرفها الواقع الموضوعي والفكر الذي يحاول الإمساك بذلك الواقع والفعل فيه. لذلك نجد أن جورج لبيكا كان على صواب حين كتب يقول : " فكأن الأزمة تشكل الشكل الحاد، لكن غير الاستثنائي إطلاقا، لتمظمر الماركسية في علاقتها بموضوعها "[8].
هكذا، يتضح إذن أنه ليس أمام الماركسية من خيار سوى مواجهة الإشكاليات التي يطرحها واقع الرأسمالية المتغير بدون انقطاع وذلك استنادا إلى التراث الماركسي ليس باعتباره معرفة تحيط بالواقع في كل جوانبه، دفعة واحدة والى الأبد، ولكن كمبادئ موجهة عامة اغتنت بفضل ذلك التراث ولا تزال بقدر ما يطورها الشيوعيون في ممارستهم الثورية؛ الشيء الذي سيجعلها دائما بمثابة مبادئ عامة موجهة مهما اغتنت وتطورت إذ لا تتحول أبدا إلى معرفة نهائية.
على انه نريد التنبيه هنا إلى أن ما أصاب الماركسية من أخطاء أيام برنشتاين وكاوتسكي وستالين وبعده ليس نابعا بالأساس من إرادة وأخطاء بعض الأشخاص رغم اهمية الدور الذي لعبوه ولكن من ارغامات الواقع الموضوعي ( ألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر[9]
وانتشار الماركسية بشكل مسطح ومبسط وسط الطبقة العاملة كما أن التقنين الستاليني للماركسية يعتبر هو أيضا إلى حد بعيد وليد طبيعة الواقع الموضوعي في الاتحاد السوفياتي[10] فضلا عن الفهم السائد للماركسية واللينينية وسط الطبقة العاملة والحزب الشيوعي السوفياتي.
الماركسية : نقد نظري وعملي للرأسمالية
لعل ما يثير الانتباه هنا هو إن ماركس وانجلز قد خصصا أغلب أعمالهما للنقد : نقد البرجوازية في كل تجلياتها، نقد واقع الرأسمالية نقد الفلسفة[11] علما بأن أعظم عمل قدمه ماركس الذي هو : " الرأسمال " : هو نقد للاقتصاد السياسي البرجوازي ولم يتوقف ماركس وانجلز أبدا خلال حياتهما عن تطبيق سلاح النقد في كل مظاهر الحياة الاجتماعية وعلى نشاط وفكر الحركة العمالية. غير إن منهج ماركس يتنافى والانتقاد من بعيد في الأبراج العاجية. ذلك ان الماركسية قد أحدثت القطيعة مع الفكر التأملي الميتافيزيقي. واعتبرت أن الأفكار السديدة تأتي من الممارسة العملية الهادفة إلى تغيير الواقع وذلك ما عبر عنه ماركس في أطروحاته، حول فيورباخ حيث يقول : " إن الفلاسفة لم يقوموا سوى بتأويل العالم، بينما يتعلق الأمر بتغييره "[12]
إن ماركس يعتبر أن سلاح النقد لا يجب أن يعوض نقد السلاح أي النقد العملي عبر الممارسة النضالية الهادفة إلى التغيير الثوري. والحال أن ما تروجه البرجوازية من كون ماركس وانجلز مجرد منظرين يعتبر كذبا ولا أساس له من الصحة ذلك لانهما قد كرسا حياتهما للنضال الثوري إلى جانب البروليتاريا ولم يكفا عن الالتحام بالحركة الشيوعية ومشاكلها فكانا قادة لها. ويكفي الرجوع إلى نشاطهما قبل وخلال ثورات 1848 وبعدها والى تأسيس ماركس للأممية الأولى وما كان له من نشاط هو وانجلز داخلها ومدى اهتمامهما الكبير والمستمر بنشاط الأحزاب العمالية وكذا إدراك نضالهما الذي لم يتوقف ضد الأخطاء والانحرافات للوقوف عن كثب على الطبيعة العملية لنشاطهما.
وليس من قبيل الصدفة في شيء أن تصبح الماركسية سلاحا ثوريا جبارا أكثر فأكثر كلما مارست النقد ليس فقط ضد واقع الرأسمالية وأيديولوجياتها ولكن أيضا ضد تأثير تلك الأيديولوجيات. وذلك الواقع على الماركسية وعلى الحركة العمالية وأحزابها بما فبها الأحزاب الماركسية نفسها.
لذلك فان تطوير الماركسية على يد لينين سيتم ليس بفضل انتقاد النظريات الفلسفية البرجوازية الجديدة[13] أو تحويل الماركسية إلى "علم" أكاديمي وتطويرية مسطحة ونقد أخطاء الاشتراكيين الثوريين في تقييمهم لوضع روسيا[14] ونقد الفوضوية ومختلف أشكال الانتهازية فحسب، وانما بالوقوف كذلك عند ما أصاب الماركسية من تشويه والأممية الثانية من تفسخ فكري على يد كاوتسكي واتباعه. ولابد هنا من الإقرار أن ماركس الذي قدم فهما علميا لجوهر الرأسمالية وتناقضاتها العميقة التي لا تتغير مهما تغيرت أشكال الرأسمالية لم ينج من إعلان بعض التقييمات و"التنبؤات" التي تجد أساسها في إضفائه صفة المطلق على الشكل الذي كانت عليه الرأسمالية في عهده ( أي الرأسمالية التنافسية ) وما كانت تؤدي إليه من أزمات وانهيارات وما يصاحب ذلك من استغلال مكثف وتفقير للطبقة العاملة. الشيء الذي يعتبر مصدر بعض التقييمات الكارثية مثل الأزمة العامة والنهائية للرأسمالية[15].
والحقيقة أن الرأسمالية كانت قد بدأت تدخل في نهاية حياة ماركس في مرحلتها الامبريالية المرتكزة إلى الاحتكارات المؤسسة على قاعدة انصهار الرأسمال البنكي بالرأسمال الصناعي لتكوين الرأسمال المالي في ظل صيرورة من تمركز الرأسمال وعلى تصدير رؤوس الأموال ونهب المستعمرات. وقد استطاع لينين بعبقريته الفذة، ان يستوعب هذه التحولات لذلك وخلافا للنظرة الماركسية السائدة آنذاك والتي تجد أساسها النظري في أعمال ماركس المتعلقة بالرأسمالية التنافسية والمتمثلة في اعتبار أن الرأسمالية ستحول المستعمرات إلى دول رأسمالية متطورة على غرار دول أوروبا الغربية، اكتشف لينين قانون التطور اللامتكافئ الذي يؤدي إلى النمو الرأسمالي التابع والمشوه في المحيط وكذا قدرة الاحتكارات بفضل مراكمة الأرباح، خاصة عبر نهب المستعمرات، على ارشاء فئة من الطبقة العاملة سماها لينين بالأرستقراطية العمالية والتي برزت في الحركات العمالية إما وسط أحزاب عمالية ( مثال بريطانيا ) أو عبر تحول الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية إلى حليفة للبرجوازية كما ظهر جليا في الحرب العالمية الأولى وأدى إلى إفلاس الأممية الثانية. وقد مكن ذلك لينين قبل غيره من أن يفهم الدور الثوري لحركات التحرر الوطني في المستعمرات مهما كانت الطبيعة الطبقية لقياداتها[16].
هكذا استطاع لينين فعلا وبشكل خلاق أن يطبق الماركسية عبر إمساكه بجوهرها وتجاوزه لبعض أطروحاتها التي لا تنطبق سوى على مرحلة الرأسمالية التنافسية. ومن ثمة يتضح إذن ان مختلف الإسهامات الرائعة للينين لم تتوقف عن نقد الاطروحات الخاطئة التي واكبت الماركسية من الداخل تحت تأثير الاتجاهات السائدة في العديد من الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية ( وخاصة الحزب الألماني ) بالارتكاز إلى أن الماركسية ليست مقولات جامدة، وإنما هي مبادئ موجهة عامة، وان الرأسمالية تغيرت من حيث الشكل حتى تستطيع الاستمرار من حيث الجوهر بينما أدى تغير الرأسمالية بالعديد من المنظرين الاشتراكيين الديمقراطيين إلى الظن بأنها يمكن أن تتغير من حيث الجوهر في إطار صيرورة تطورية هادئة ستوصل إلى الشيوعية، مما أدى إلى انقسام الاشتراكية –الديمقراطية في بداية القرن وانهيار الأممية الثانية.
لقد عانت الاشتراكية كما تمت الإشارة إلى ذلك أعلاه من التحجر بفعل تحويلها أيام ستالين إلى منظومة كاملة من " القوانين " النهائية لتطور العالم ماضيا وحاضرا ومستقبلا. ولعل من سخرية التاريخ ان الماركسية في الوقت نفسه الذي كانت تشهد " انتصارها " بعد أن أصبحت في صيغتها الستالينية ايديولوجيا الدولة السوفيايتة كانت تعيش انحطاطها إلى منظومة ميتة تلعب دور إعطاء المشروعية للبيروقراطية مما أفقدها جوهرها النقدي.
لقد كان لينين يعتقد أن السلطة السوفياتية يجب أن تكون في نفس الوقت دولة ولا دولة " Non Etat " وهو يعني بذلك إنها سلطة مركزية تتوفر على وسائل العنف والإكراه في مواجهة أعداء الثورة الداخليين والخارجيين، وانها تمركز ارادة البروليتاريا وحلفائها. لكنه كان، في الوقت نفسه كامل الوعي بخطورة الانحراف البيروقراطي وبنزوع الدولة في ( شكلها الكلاسكي ) الى التشكل كجسم منفصل عن المجتمع ومهيمن عليه. لذلك ظل يواجه بكل شدة وحزم البيروقراطية ويؤكد ضرورة تطوير كل اشكال المساهمة الشعبية في مختلف الميادين وخاصة الميدان السياسي : السوفياتات، النقابات، الجمعيات، الحزب الشيوعي... الخ. وهو ما كان يعبر عنه ب " لا دولة ". لقد شدد لينين في كتاب : " الدولة والثورة " على الأهمية القصوى للديمقراطية المباشرة وللمشاركة والمراقبة الشعبية الفعلية، وأكد على ضرورة أن يكون الموظفون منتخبين وأن تتوفر الجماهير على الحق في عزل ممثليها في السوفياتات وفي إقالة الموظفين كلما أخلوا بالتزاماتهم أو تصرفوا بشكل يضر بمصالح الجماهير. وقال بأن للدولة، في المرحلة الانتقالية من الرأسمالية الى الاشتراكية، مضمونا مختلفا عن الدولة السابقة لأنها دولة مفترض فيها أن تعيش مرحلة الاضمحلال عبر التفويض التدريجي لمختلف وظائفها إلى المجتمع المدني المبني على أساس تعاون المنتخبين الأحرار فيما بينهم، كما نادى بثورة ثقافية ليصل المجتمع إلى مرحلة أعلى من الرقي والوعي والتطور حتى يواجه خطر البيروقراطية.
غير أن الصيرورة التاريخية للمجتمع السوفياتي أفضت إلى عكس هذا التطور حيث انتفخت الأجهزة الإدارية وتفاقم طابعها القمعي-السلطوي، بينما اضمحلت اللادولة متمثلة في أشكال التنظيم المستقل للمجتمع[17] وأصبحت الماركسية التي تقول باضمحلال الدولة في مرحلة الانتقال من الرأسمالية الى الشيوعية تبرر لتضخم الدولة وتعسفها وبطشها، لذلك لابد في نظرنا بعد انتصار ثورة البروليتاريا في بلد ما ألا يتماهى الحزب والدولة، وان يطبق المركزية الديمقراطية الحقيقية في صفوفه، وان يحترم الى أقصى حد التنظيمات المستقلة للجماهير ويعمل على ان تتطور ويتعامل معها تعاملا ديمقراطيا وان يحافظ على الجوهر النقدي للماركسية وذلك، من خلال عدم السماح بتحويلها الى ايديولوجيا للدولة لان الماركسية هي موجهة فكرا وممارسة المرحلة التي يتم خلالها اضمحلال الدولة.
وقد انتصر الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسي تونغ في حرب التحرر الوطني بفضل قدرته على نقد وتجاوز اطروحات الأممية الثالثة وعلى استيعاب التناقضات الملموسة في المجتمع الصيني باعتباره مجتمعا شبه مستعمر وشبه إقطاعي.
فقد رفض ماو تحاليل الأممية الثالثة حول القبول بقيادة البرجوازية الوطنية لمرحلة التحرر الوطني، حيث اعتبر إنها طبقة متذبذبة وغير قادرة على قيادة الثورة، بينما رأى في الفلاحين الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من الشعب الصيني القوة الرئيسية في الثورة المضادة للاستعمار والإقطاع أما بخصوص البروليتاريا فقد اعتبرها هي القوة القادرة على قيادة كل الطبقات والفئات الوطنية نحو الاشتراكية خلال صيرورة لا تنقطع وعبر مراحل تمثل الديمقراطية الجديدة التي يجب ان تنجز الأهداف المشتركة ما بين الطبقة العاملة والفلاحين والبرجوازية الصغرى والوطنية في مرحلتها الأولى. كما احدث ماو قطيعة مع نموذج البناء الاشتراكي الذي ساد في الاتحاد السوفياتي واعتبر ان الاشتراكية ليست نمطا جديدا للإنتاج ولكنها مرحلة متناقضة يتم خلالها الصراع بين " الشيوعية الناشئة والرأسمالية المحتضرة ".
وقد كان ماو شديد الوعي بخطر البيروقراطية وخطر بروز من داخلها ومن داخل الحزب فئة محظوظة قد تتحول إلى برجوازية جديدة وقد حاول الإجابة على هذا التناقض عبر الدعوة إلى ثورة ثقافية ضد الحزب نفسه. غير ان هذه الثورة فشلت ربما لأنها سقطت في الارادوية والفوضوية ولم تأخذ بعين الاعتبار بما فيه الكفاية واقع المجتمع الصيني الذي كان لا يزال يعاني العديد من مظاهر التخلف لم تكن ملائمة للقيام بمثل الثورة التي تحولت إلى تصفية حسابات وصراعات وسط الحزب وغدت معزولة عن الجماهير.
والان، يكون من المفيد جدا التأكيد بأن المطلوب اليوم وخاصة بعد الانهيارات التي عرفتها العديد من الأنظمة الاشتراكية وبعد أن دخلت الرأسمالية في مرحلة جديدة هو الرجوع إلى الجوهر النقدي للماركسية.
وإذا كان يعد من الغرور طرح تصور متكامل للمرحلة الجديدة من الرأسمالية خاصة وان ملامح هذه المرحلة لا زالت غير واضحة بعد فإنه من الممكن إبراز بعض الارهاصات والميولات العامة التي يناط بالحركات التقدمية المناهضة للرأسمالية دراستها وتوضيحها وتصحيحها.
إننا نعتبر ان احد أهم تطورات الرأسمالية هو الاتجاه نحو التدويل " Mondialisation " غير ان هذا لا يتم بشكل متجانس وانما في اطار بنية تراتبية " Structure Hierachisée"
ترتكز على صيرورة متناقضة من الادماج التهميش. فإذا كان الادماج الرأسمالي قد تم في البداية والى حدود هذه المرحلة في اطار فضاء الدولة / الامة وكذلك التهميش، الشيء الذي ادى الى بروز مركز ومحيط فان التدويل الرأسمالي ينحو الى ادماج مناطق معينة من مختلف الدول في الاقتصاد الرأسمالي وتهميش أخرى[18] وكذا ادماج قطاعات اقتصادية وتهميش اخرى وبالتالي ادماج فئات من البرجوازية وتهميش اخرى وحتى نكون واضحين اكثر سنعطي بعض الامثلة : فدول المركز نفسها لم تبق تلك الفضاءات الاقتصادية الممركزة على الذات حيث يتم توزيع العمل بينها على أساس موازين القوى، فهذا القطاع تهيمن عليه الامبريالية الفلانية وتنظم تدويله والتطور يتم بشكل غير متكافئ على المستوى الوطني بل هناك مناطق في الولايات المتحدة الامريكية أو اوروبا الغربية تعاني من تهميش حقيقي وكذلك الامر بالنسبة للبرجوازيات : فإذا كانت بعض فئات البرجوازية في المحيط، مدمجة في الاقتصاد الرأسمالي العالمي ( البرجوازية النفطية مثـلا )، فان بعض فئات البرجوازية، في المركز تظل مهمشة عن الاقتصاد العالمي.
غير ان هذا الادماج لمناطق او قطاعات او برجوازيات من مختلف الدول لا يتم على قدم المساواة بل يخضع لموازين القوى الاقتصادية بما في ذلك التحكم في النظام النقدي المالي الدولي- والسياسية والعسكرية بين البرجوازيات المختلفة كما ان تهميش بعض المناطق وبعض فئات البرجوازية وبعض القطاعات عن الاقتصاد الرأسمالي العالمي لا يعني بالضرورة القضاء عليها اذ يمكن ان تستمر على صعيد وطني لكن تحت سيطرة الرأسمال العالمي المدول. كما أن ذلك التهميش لا يمس الدول الرأسمالية بنفس الشكل ولا علاقة له بالتهميش الذي تعانيه الدول التابعة. ان هذا التطور يؤدي الى اعادة هيكلة الاجهزة الانتاجية وبشكل عام اقتصاديات كل الدول الرأسمالية بما في ذلك المتطورة تحت غطاء ما يسمى بالليبرالية الجديدة في اتجاه ضرب تماسكها وطابعها ال